اليوم لم تعد الأوصاف الجغرافيا للمسيحية (شرقية وغربية) تعكس واقعا جغرافيا، فحتى القرن السادس عشر كان المصطلح جغرافيًا يصف حقيقة فعلية، لكن عقب بدء عصر الاكتشاف، فإلى جانب الهجرات (سواء التي نقلت المسيحيين الشرقيين إلى الغرب، أو تلك التي نقلت سكانًا مسيحيون غربيون إلى أنحاء المعمورة)، نشطت الإرساليّات والمبشريّن المسيحيين الغربيين في العالم الجديد، أفريقيا جنوب الصحراء، الشرق الأدنىواقيانوسيا فأضحت الكنائس المسيحية الغربية (وعلى الأخص الكاثوليكيةوالإنجيلية) خلال القرون الخمسة الأخيرة كنائس كونيّة.
تاريخيًا ارتبطت المسيحية الغربية مع المصطلح الجيوسياسي «الغرب المسيحي»، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى الدور الذي لعبته الكنائس المسيحية الغربية في تشكيل ملامح الحضارة الغربية، والدور الذي لعبه الغرب في نشر المسيحية وتشكيل تاريخها.[1][2]
المفهوم
كانت المسيحية ركن القاعدة الثقافية الأوروبية وفي مناسبات محددة الركن الوحيد للهوية الأوروبية، خاصة عندما سعت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لبسط نفوذها الثقافي ومن ثم السياسي على الغرب الأوروبي، فالأممية المسيحية أو مفهوم العالم المسيحي ظلت قوة سياسية ودافعًا فكريًا وعقائديًا وسياسيًا أثر مباشرة على مسيرة السياسية الأوروبية، بل إنه أصبح لب فكرة «المفهوم الغربي»، وقام باستبدال المفهوم الجغرافي الأوروبي الضيق أو الروماني المحدود وأصبح يمثل شرعية جديدة بدأت تترسخ داخل الشعوب الأوروبية والوجدان السياسي فيها، وأصبح هذا المفهوم يمثل الشرعية السياسية والدينية على حد سواء.[5]
هناك اختلافات ثقافية بين التقاليد المسيحية الغربية والشرقية تتمثل في رسم إشارة الصليب إذ أن الكنائس الغربية تقوم برسم الصليب من اليسار إلى اليمين بينمنا في الكنائس الارثوذكسيه الشرقية من اليمين إلى اليسار. وفي فروق في التقويم إذ على خلاف الكنائس المسيحية الغربية والتي تعتمد التقويم الغريغوري تعتمد غالبية الكنائس المسيحية الشرقية التقويم اليولياني.
تاريخ
كانت المسيحية ركن القاعدة الثقافية الأوروبية وفي مناسبات محددة الركن الوحيد للهوية الأوروبية، خاصة عندما سعت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لبسط نفوذها الثقافي ومن ثم السياسي على الغرب الأوروبي، فالأممية المسيحية أو مفهوم العالم المسيحي ظلت قوة سياسية ودافعًا فكريًا وعقائديًا وسياسيًا أثر مباشرة على مسيرة السياسية الأوروبية، بل إنه أصبح لب فكرة «المفهوم الغربي»، وقام باستبدال المفهوم الجغرافي الأوروبي الضيق أو الروماني المحدود وأصبح يمثل شرعية جديدة بدأت تترسخ داخل الشعوب الأوروبية والوجدان السياسي فيها، وأصبح هذا المفهوم يمثل الشرعية السياسية والدينية على حد سواء.[5]
بالنسبة لمعظم تاريخ الكنيسة في أوروبا كانت مقسمة بين غرب يتحدث باللغة اللاتينية ومركزها الحضاري والسياسي في روما، في حين كان الشرق ناطق باللغة اليونانية ومشبّع بحضارة هيلينية ومركزها الحضاري والسياسي في القسطنطينية. الاختلافات الثقافية والتنافس السياسي خلق توترات بين الكنيستين، مما أدى إلى خلافات حول العقيدة واللاهوت الكنسي، وفي نهاية المطاف إلى الانشقاق.[12]
بحلول القرن الحادي عشر من خلال جهود غريغوري السابع، نجحت الكنيسة بتأسيس واعلان نفسها بأنها «كيان مستقل من الناحية القانونية والسياسية داخل المسيحية الغربية».[14] مما أتاح للكنيسة قوة سياسية وتأثير كبير على المجتمع الغربي؛[14] وكانت قوانين الكنيسة وتشريعاتها القانون النافذ ويمتد تأثيرها إلى السلطات القضائية وحياة والشعوب في جميع أنحاء أوروبا، مما أتاح لها سلطة بارزة.[15] ومن خلال نظام المحاكم الخاص بها، احتفظت الكنيسة الولاية على جوانب كثيرة من الحياة العادية، بما في ذلك الميراث، والتعليم، والوعود شفوية، وخطاب القسم، والجرائم الأخلاقية، والزواج.[16] وباعتبارها واحدة من أقوى المؤسسات في العصور الوسطى، فقد انعكست المواقف الكنيسة على القوانين العلمانية الحديثة.[17]
كانت الكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى أقوى مؤسسة في أوروبا وأكثر عالميّة وديموقراطيّة، خصوصًا في المنظمات الرهبانية التي تتبع قوانين القديس بندكت. وغدت الأديرة الملجأ الثقافي والعلمي في أوروبا، وإليها لجأت مختلف النُخب لتبرز في الآداب والعلوم وغيرها من الثياب الرهبانيّة أو الأسقفيّة، ولعلّ نشاط دير كلوني أحد أبرز علائم تلك المرحلة.[18]
وفي الوقت نفسه مع اكتشاف العالم الجديد سنة 1492 من قبل كريستوفر كولومبوس شهد تاريخ المسيحية موجة جديدة من النشاط التبشيري. ومع نشاط المبشريّن والمرسليّن الأوروبييّن والتوسع الاستعماري من قبل القوى الأوروبية، انتشرت المسيحية في الأمريكتين، أوقيانوسيا، شرق آسياوأفريقيا جنوب الصحراء. وخلال القرن الثامن والتاسع عشر حققت الإرساليات البروتستانتية انتشارًا واسعًا في أفريقيا وأوقيانوسيا وآسيا إرساليات الكنيسة المشيخيةوالأبرشانيون توّج ذلك في بتأسيس جمعية لندن التبشيرية التي كان لها أثر هام في وصول البروتستانية إلى الشرق الاقصىوأوقيانوسيا، وكان للإرساليات البروتستانتية الأثر الأكبر في ادخال الطب الحديث للصين خاصًة من خلال المبشرين أمثال الجراح روبرت موريسون والقس جون ليفينغستون. وحققت الإرساليّات الميثوديّة النجاح في إدخال أغلبية سكان جزر ميلانيزيا وجزر بولنيزيا للديانة المسيحية.
وتقوم الكنيسة بإدارة المدارسوالجامعاتوالمستشفيات والملاجئ ودور العجزة في تلك البلدان. وكوَّن الكاثوليك في بعض الأقطار التي تسكنها غالبية كاثوليكية أحزابًا سياسية قوية. وكان للكنيسة الكاثوليكية أثر كبير في تاريخ أوروبا السياسي والثقافي والأدبي والفني.[29]
وجدت الدراسة التي أعدّها «مركز (بيو) حول الدين والحياة العامة» لعام 2011 أنّ المسيحية الكاثوليكية تأتي في مقدمة الطوائف المسيحية وهم حوالى حوالي 1.13 مليار نسمة (17.33% من البشرية، 51.4% من المسيحية).[32] يشكل المنتمين إلى الطقس اللاتيني الغالبيّة العظمى من أتباع الكنيسة الكاثوليكية وتصل أعدادهم إلى 1.1 مليار نسمة.
معظم البلدان التي لديها أكبر عدد من السكان الكاثوليك لديها أغلبية الكاثوليكية. على من الرغم من أنّ الولايات المتحدة لديها رابع أكبر عدد من السكان الكاثوليك في العالم الا أنّ نسبة الكاثوليك في البلاد هي 24%. هناك 67 بلدًا في العالم فيه الكاثوليك يشكلّون غالبية السكان.[32]
حقَّقت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية نجاحًا كبيرًا في العالم الجديد. وتحولت أمريكا الجنوبية إلى قارة كاثوليكية بامتياز في حين ان كنداوالولايات المتحدة تعزز فيها الوجود الكاثوليكي بفعل موجات الهجرة الأوروبية الكاثوليكية خاصًة من إيطالياوأيرلندا. استطاع الكاثوليك نشر عقيدتهم في آسيا يحيث تملك اليوم تجمعات كاثوليكية ذات شأن في الفلبين، وفييتنام، والصين، واليابانوالهند وغيرها من الدول.
يوجد داخل الكنيسة الكاثوليكية مجموعة من التقاليد الكنسية، فإلى جانب التقليد الروماني اللاتيني الذي ينتمي له غالبية الكاثوليك تحتضن الكنيسة خمسة تقاليد شرقية تتبعها كنائس كاثوليكية شرقية. جميع هذه التقاليد والمرجعيات لها تنظيمها الخاص وقيادتها الذاتية تحت سلطة البابا، وهي محمية من أي محاولة لتحويلها للتقليد اللاتيني. فضلًا توجد بعض التقاليد المسيحية الغربية منها الطقس القوطي أو الموزورابي وهو التقليد المسيحي لدى مسيحيين الأندلس وما تزل عدد من الكنائس في طليطلة، قرطبة، سرقسطةوإشبيلية تمارس هذا الطقس. ويتبع أغلبيّة الكاثوليك في مدينة ميلانو التقليد الطقس الأمبروزي (بالإيطالية:Rito ambrosiano)، وهو طقس ديني من تقاليد الكاثوليكية الغربية وسميّ على اسم أمبروز، وهو قديس حسب التقاليد المسيحية وأحد الرموز المؤثرة في تاريخ الكنيسة في مدينة ميلانو.
أكبر خمسة عشر دولة تضم أكبر عدد من الكاثوليك (إحصائية 2011)[32]
أبرز مقومات فكر البروتستانت اللاهوتي هي أنّ الحصول على الخلاص أو غفران الخطايا هو هديّة مجانيّة ونعمة الله من خلال الإيمانبيسوع المسيح مخلصًا، وبالتالي ليس من شروط نيل الغفران القيام بأي عمل تكفيري أو صالح؛ وثانيًا رفض «السلطة التعليمية» في الكنيسة الكاثوليكية والتي تنيط بالبابا القول الفصل فيما يتعلق بتفسير الكتاب المقدس معتبرًا أنّ لكل إمرئ الحق في التفسير؛[34] وثالثًا أنّ الكتاب هو المصدر الوحيد للمعرفة المختصة بأمور الإيمان؛ وعارض رابعًا سلطة الكهنوت الخاص باعتبار أن جميع المسيحيين يتمتعون بدرجة الكهنوت المقدسة،[35] وخامسًا سمح للقسس بالزواج.[36]
نشأ اللاهوت البروتستانتي على يد مارتن لوثر يمكن رد جميع البروتستانت أو الإنجيليين في العالم إلى أفكاره، في ألمانيا وقد انشق عن الكنيسة البروتستانتية عن الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر، تتفرع منها العديد من الكنائس الأخرى تتراوح من 28 - 40 إلى كنيسة ومذهب. والبروتستانتية مذهب عدد من الدول بما في ذلك الدنماركوبريطانياوالنرويجوالسويد. كما أن للبروتستانتية أثرًا قويًا في التاريخ الثقافي والسياسي لتلك الأقطار. في القرون الأخيرة، وضع البروتستانت ثقافتهم الخاصة، التي قدمت مساهمات كبيرة في مجال التعليم، والعلوم الإنسانية والعلوم، والنظام السياسي والاجتماعي، والإقتصاد والفنون، وغيرها من المجالات.[37]
يعيش في الولايات المتحدة أكثر عدد من البروتستانت ففي حوالي 160 مليون بروتستانتي ويشكلون 20% من إجمالي البروتستانت جميع أنحاء العالم. في حين تحتل نيجيريا المرتبة الثانية، مع ما يقرب من 60 مليون بروتستانتي ويشكّل هؤلاء نسبة 7% من مجمل البروتستانت في جميع أنحاء العالم. وتحتل الصين المرتبة كثالث أكبر تجمع بروتستانتي في العالم بحوالي 58 مليون، وذلك على الرغم من أن البروتستانت يشكلّون أقل من 5% من إجمالي عدد السكان في الصين.[38] يُشّكل البروتستانت الأغلبية السكانيّة في 49 بلدًا. على الرغم من الروابط التاريخية بين أوروبا والبروتستانتية، فان فقط 13% يقطنون في أوروبا خاصًة في أوروبا الشمالية في حين يعيش حوالي 37% من بروتستانت العالم في أفريقيا جنوب الصحراء وحوالي 33% في الأمريكتين ويعيش في كل من آسياوأوقيانوسيا 17% من البروتستانت في العالم.
تتصدر الكنيسة المعمدانية أكبر المذاهب البروتستانتية وذلك بحوالي 100 مليون،[40] ويتواجد أغلب أتباعها في أمريكا الشمالية، وأفريقيا وآسيا.
تعتبر الكنيسة الأنجليكانية وفقًا لإحصائيات مختلفة ثاني أكبر المذاهب البروتستانتية ويعتنقها 85 مليون شخص وهي المذهب الغالب في المملكة المتحدة وتشكل المذهب الرئيسي لجزء كبير من السكان في دول مختلفة منها كندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وجنوب أفريقيا فضلًا عن عدد من الدول الأفريقية وجزر الكاريبي.[41]
يبلغ عدد أتباع المذهب اللوثري حوالي 70 مليون شخص،[42] تشكل اللوثرية الديانة الغالبة في ألمانيا والدول الإسكندنافيةونامبيا ولها حضور تاريخي ذو شأن في إستونياولاتفيا؛ وعلى الرغم من أن نامبيا هي الدولة الوحيدة ذات الغالبيّة اللوثريّة خارج القارة الأوروبية الا أن اللوثرية تنتشر أيضًا في كافة أنحاء دول العالم. يصل عدد المنتمين إلى مذهب الميثودية حوالي 70 مليون،[43] العدد الأكبر منهم متمركز في أمريكا الشماليّة وأفريقيا وآسيا ويُذكر أن تونغا الدولة الوحيدة في العالم فيها الميثودية هي الديانة السائدة. الكنائس كالفينية أو الإصلاحيّة، وهي كنائس تتبنّى لاهوت المصلح الفرنسي جان كالفن يعتنقها حوالي 75 مليون نسمة، لها حضور تاريخي وثقافي ذو شأن في سويسراوهولنداواسكتلندا فضلًا عن الولايات المتحدة ولهذا المذهب قاعدة اجتماعية عريضة راسخة في الطبقات الوسطى والعليا ذات النفوذ الاقتصادي والسياسي والثقافي في الولايات المتحدة،[44] وهي من المذاهب الرئيسية للواسب فضلًا هناك حضور مميز للكالفينية في إندونيسياوكوريا الجنوبية ودول شتى في أوقيانوسيا. أمّا الأدفنتست فتصل أعدادهم إلى حوالي 17 مليون ويتوزعون بشكل رئيسي في الولايات المتحدة وأفريقيا ودول أمريكا الجنوبية.
المذاهب التي ذكرت سابقًا هي جزء من المذاهب التقليدية والتاريخية في حين أنّ تقدر عدد التيّارات الإنجيلية بحوالي 600 مليون،[45] وتشمل الكنائس الخمسينية والتي يبلغ عددها حوالي 280 مليون.[46] يتوزعون في كافة أنحاء العالم وبشكل خاص في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا.
تعرف الكنيسة أيضا بالكنيسة المورمونية، يعرف أعضاؤها بالمورمون. المورمونية ديانة مقرها مدينة سالت لايك في ولاية يوتا في الولايات المتحدة الأمريكية. أنشأت كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة سنة 1830 في ولاية نيويورك من قبل جوزف سميث (أو يوسف سويث). إن المورمونية كنيسة مسيحية ويؤمن أعضائها بالكتاب المقدس كما يؤمن به المسيحيون الأخرون. بإلإضافة إلى الكتاب المقدس يؤمن المورمون بثلاث كتب أخرى يعتبرونها كتب مقدسة وهي كتاب مورمون، وكتاب «المبادئ والعهود»، وكتاب «الخريدة النفيسة».
شهود يهوه إحدى الطوائف المسيحية الغربية كانت بداياتهم في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر في ولاية بنسلفانياالأمريكية على يد «تشارلز تاز راسل». نشأ الشهود عن مجموعة صغيرة لدراسة الكتاب المقدس وكبرت هذه المجموعة فيما بعد لتصبح «تلاميذ الكتاب المقدس». يتميز الشهود بروابطهم المتينة دون اية حواجز عرقية أو قومية، ووعظهم التبشيري الدؤوب في الذهاب إلى أصحاب البيوت وعرض دروس بيتية مجانية في الكتاب المقدس، ورفضهم لمظاهر الاحتفالات التي يزاولها أغلب ان لم يكن كل المسيحيين بميلاد المسيح. ولا يحتفل الشهود بأعياد الميلاد الفردية، ولا يخدم الشهود في الجيش وهم محايدون سياسيا إذ لا يتدخلون بأي شكل من أشكال السياسة، كما أنهم لا يؤمنون بالثالوث ولا بشفاعة القديسين ولا بنار الهاوية كوسيلة لتعذيب الأشرار، كما يؤمنون بأن 144 الف مسيحي ممّن يدعونهم «ممسوحين بالروح» سيملكون مع المسيح في الملكوت (بحسب مفهومهم، الملكوت هو حكومة سماوية برئاسة المسيح) وبأن بقية الأشخاص الصالحين سيعيشون في فردوس أرضي إذ سيرثون الأرض ويتمتعون بالعيش إلى الابد بفضل تلك الحكومة السماوية.
ينبغي الفرز بين التوحيدية الكتابية (Biblical unitarianism) والتوحيدية الكونية (Unitarian universalism). حيث يؤمن الموحدون الكتابيون بالله واحد أحد، بيسوع المسيح وبهبة روح القدس. يختلفون عن التثليثيين بالإيمان أن الآب السماوي وحده هو الله (يوحنا، 3:17). يعتمدون على المراجع التوراتية والإنجيلية لنفي عقيدة الثالوث وألوهية المسيح ويطالبون بإعادة تأويل النصوص المقدسة.
للموحدين الكونيين جمعيات ومؤسسات في مختلف أنحاء العالم تجتمع في المجلس الدولي للموحدين والكونيين، ولا يعتبر الكثير من الموحدين الكونيين أنفسهم مسيحيين مع أنهم يتشاطرون مع الكنائس المسيحية بعض المعتقدات والقواعد الإيمانية. وينقسم الموحدون إلى جماعات عديدة، يتركز وجودها في الولايات المتحدة الأمريكيةوكندا.
بدأت حركة الموحدين، وإن لم تكن تسمى «بالموحدين» في البداية، في وقت واحد تقريبًا في كل من بولندا، ليتوانياوترانسيلفانيا في منتصف القرن 16. وقد ضمّت بين صفوف أتباعها عددًا كبيرًا من الإيطاليين.[57][58] تأسست في انكلترا الكنيسة التوحيدية الأولى في عام 1774 في شارع إسيكس، في مدينة لندن، حيث كان مقر الموحدين البريطانيين؛ والتي ما تزال تقع في نفس المكان إلى اليوم.[59] كان القبول الرسمي الأول للإيمان بالتوحيد من جانب الأبرشانيّة في أمريكا في تشابل كينج في بوسطن، حيث قام جيمس فريمان بتدريس عقيدة التوحيد في عام 1784، وكان عين قد رئيسًا للجماعة في السابق وقام بتنقيح كتاب الصلاة وفقَا لمذهب الموحدين في عام 1786.[60]
جماعة العلم المسيحي
جماعة العلم المسيحي (بالإنجليزية: Christian Science) واسمها الرسمي كنيسة المسيح العالم Church of Christ, Scientist، وهي كغيرها من الكنائس المسيحية تؤمن بعلم الله المطلق وبسلطة الكتاب المقدس، وتعتبر صلبوموت وقيامة يسوع المسيح كأساس لخلاص البشرية. ولكنها تختلف عن المسيحية التقليدية بإيمانها أن المسيح هو كائن سماوي روحي ولكنه غير إلهي، وأيضا باعتبارها الخليقة على أنها وجود روحي كلي.
وتقول بأن الخطيئة تنفي وتقاوم سيادة الله على العالم وتشوه حقيقة أن الله هو مصدر الحياة، لذلك فأن علاج الأمراض بطريقة روحية يمثل عنصراً أساسياً للخلاص من الجسد، كما أنه من الممارسات الأكثر أهمية بالنسبة للكنيسة. استنادا على هذا يرفض معظم أتباع هذه الكنيسة المساعدة الطبية في الشفاء من الأمراض، وينخرط أتباع آخرون فيها بشكل كامل مع مؤسسة تعرف بـ Christian Science practitioners.
ويقوم قراء مختارون بترأس خدمة يوم الأحد والتي تتركز على قراءة مقاطع من الكتاب المقدس ومن كتاب ماري بيكر إيدي (العلوم والصحة ومفتاح نصوص الكتاب المقدس) والذي نشر لأول مرة عام 1875. مع نهاية القرن العشرين بلغ عدد أبرشيات هذه الكنيسة 2500 منتشرة في أكثر من سبعين بلد، ويقع مركزها الرئيسي في بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية. ولاعلاقة لهذه الكنيسة بجماعة السينتولوجيا.
كما فازت دار النشر كريستيان ساينس وهي جمعية تنشر بصورة دوريّة العديد من المشورات منها الصحيفة المرموقة كريسشان ساينس مونيتور، في سبع جوائز بوليتزر بين الأعوام 1950 و2002.[61]
مسيحية لا طائفية
مسيحية لا طائفية (بالإنجليزيّة: Nondenominational Christianity) هُم المسيحيون ألذين يصرحون بمسيحيتهم لكن يرفضون أن ينتموا إلى طائفة ويصنفون أيضاً كبروتستانت ويقولون أنهم مسيحيين بطريقتهم الخاصة من دون نظام عبادة وإيمان كلي مثل إتباع كنيسة معينة. تبلغ نسبة المسيحيين اللاطائفيين في الولايات المتحدة 10% ويتواجدون أيضاً في البرازيلوالمكسيك ودول أُخرى.[62]
بعد نشوء البروتستانتية على يد مارتن لوثر في القرن السادس عشر، أصدر مارتن لوثر كتابه «يسوع ولد يهوديا» سنة 1523 وقال فيه إن اليهود هم أبناء الله وإن المسيحيين هم الغرباء. ويرى الكثير من الكتاب والمؤرخين أن هذه الفترة تعد الولادة الحقيقية والفعلية للمسيحية اليهودية. وتقوم المسيحية اليهودية على تفضيل الطقوس العبرية في العبادة على الطقوس الكاثوليكية بالإضافة إلى دراسة اللغة العبرية على أساس أنها كلام الله. ولاتزال آثار هذه الأصول المشتركة بادية إلى اليوم من خلال تقديس المسيحيين للتوارة والتناخ والتي يطلقون عليها إلى جانب عدد من الأسفار الأخرى اسم العهد القديم الذي يشكل القسم الأول من الكتاب المقدس لدى المسيحيين في حين يعتبر العهد الجديد القسم الثاني منه؛ يعتقد المسيحيون أن النبؤات التي دونها أنبياء العهد القديم قد تحققت في شخص المسيح، وهذا السبب الرئيس لتبجيل التوراة.
كان التأثير الثقافي للكنيسة واسع يُذكر أن العديد من رجال الدين في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية على مر التاريخ قد قدموا اساهمات كبيرة في مجال العلوم.[68] قائمة العلماء من رجال الدين تشمل أسماء لامعة مثل نيكولاس كوبرنيكوس ويُعتبر أول من صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرماً يدور في فلكها، غريغور يوهان مندل وهو من أهم علماء الجينات والوراثة، جورج لومتر وغيرهم.
خلال العصور الوسطى، ارتفع شأن الكنيسة الكاثوليكية لتحل محل الإمبراطورية الرومانية بوصفها قوة موحدة في أوروبا. تعتبر الهندسة المعمارية الكاثوليكية في أوروبا غنية أيضاً ومثيرة للإعجاب وهي بين المآثر الأكثر شهرة من الهندسة المعمارية التي أنتجتها الحضارة الغربية. تم تأسيس العديد من الجامعات في أوروبا أيضًا من قبل الكنيسة. جلب الإصلاح البروتستانتي حدًا للوحدة الدينية في الغرب والعالم المسيحي، ورغم ذلك تظل روائع عصر النهضة الفنيّة قد أنتجها كوكبة من الفنانين الكاثوليك أمثال مايكل أنجلو، ليوناردو دا فينشيورافاييل وغيرهم من الفنانين الكاثوليك الذين تركوا بصمة على الفن الغربي. وبالمثل فإن الموسيقى الكاثوليكية المقدسة تطورت من قبل ملحنين لها باع هام في تاريخ الموسيقى الغربية مثل بيتهوفن، وموزارت، وفيردي وغيرهم من الموسيقيين الذين تركوا أعمال موسيقية كاثوليكية.
شاركت البابوية بشكل معقد في السياسة الأوروبية من البابا لاوون الكبير الذي التقى بأتيلا الهوني في عام 452، وأقنعه إلى العودة إلى الوراء من غزوه لإيطاليا؛ وإلى البابا ليو الثالث الذي أعلن شارلمان ملكًا على الإمبراطورية الرومانية المقدسة وإلى البابا كليمنت السابع الذي رفض إبطال زواج هنري الثامن، وبالتالي دفع إلى نشوء حركة الاصلاح الإنجليزي، وأخيرًا إلى البابا يوحنا بولس الثاني الذي يعود له الفضل على انهيار الشيوعية في أوروبا. ساهم التنافس بين الأمراء والباباوات والنزاعات اللاهوتية لعدة صراعات سياسية في التاريخ الغربي، وعلى الرغم من ذلك فقد تصرفت البابوية أيضًا كوسيط للسلام والحكم بين الحكام المتنافسين.
على مر العصور ساهم كل من رجال الدين والعلمانيين المسيحيين الغربيين على حد سواء مساهمات كبيرة في تطوير الحضارة الإنسانيّة، كما ويُذكر أن هناك المئات من المسيحيين البارزين الذين ساهموا في الحضارة الإنسانية والمجتمع الغربي من خلال تعزيز وتطوير العلوم، الطب، الفن، الموسيقى، الأدب، المسرح، الفلسفة، العمارة، الإقتصادوالسياسة. ذكر كتاب ذكرى 100 عام لجائزة نوبل أنَّ حوالي (65.4%) من الحاصلين على جائزة نوبل بين الأعوام 1901- 2000 كانوا من المسيحيين.[69]
نمط الحياة
كانت الدول الكاثوليكية تاريخيًا محافظة وأبوية مقارنًة مع الدول البروتستانتية، فضلًا عن تشديد المجتمعات الكاثوليكية على القيم والروابط الأسريّة وقيم الضيافة والاحتفالات،[70] حيث ما زالت الروابط الأسرية قوية حتى يومنا هذا في الأقطار الرومانية الكاثوليكية، والأورثوذكسية الشرقيةكاليونانوإيطالياوإسبانياوأمريكا اللاتينية، وفي دول شرقي أوروبا.[71]
تاريخيًا عرفت أوروبا فجوة اقتصادية-اجتماعية بين الكاثوليك والبروتستانت فاستنادًا إلى ماكس فيبر كان لأخلاق العمل البروتستانتية، خاصًة المذهب الكالفيني، من انضباط وعمل شاق وإخلاص، وراء ظهور العقلية الرأسمالية في أوروبا، مما جعل من الدول والمجتمعات البروتستانتية في أوروبا أن تصبح الدول والمجتمعات الأكثر ثراء ورفاهية في القارة.[72]: وذلك لقولها بأن النجاح على الصعيد المادي هو دلالة على نعمة إلهية واختيار مسبق للخلاص.[73] لم تعد اليوم الفجوة موجودة على أرض الواقع وإن كانت الدول ذات الخلفية البروتستانتية (الدول الإسكندنافية) لا تزال الأكثر ثراء. تحتل دول كاثوليكية مثل فرنساوإيطاليا مكانة مميزة بين الدول الصناعية في العالم؛ كما وتتربع كل من لوكسمبورغ، ليختنشتاين، موناكو، بلجيكا، جمهورية أيرلنداوالنمسا وجميعها دول ذات أغلبية كاثوليكية قائمة أغنى دول العالم.[74] وتعد ولاية بافاريا في ألمانيا ذات الغالبية الكاثوليكية، شبه متكاملة اقتصادياً، فاقتصاد بايرين هو الثاني من حيث الحجم في ألمانيا ومن ضمن العشرة الأوائل في أوروبا.
الفن
كان للمسيحية بشكل عام وللكنيسة الكاثوليكية بشكل خاص دور في تطوير وتألق الفن الغربي. ويتألف هذا من جميع المصنفات المرئية المنتجة في محاولة لتوضيح تعاليم المسيحية الدينية. ويشمل هذا الرسموالنحتوالفسيفساء، صنع الأدوات المعدنية، التطريز، الايقونات وحتى العمارة. وقد لعبت الكاثوليكية والأرثوذكسية دورًا بارزا في تاريخ وتطور الفن الغربي منذ القرن الرابع على الأقل.[75] ومن المواضيع الرئيسية التي استلهمت في أعمال الفن المسيحي حياة يسوع المسيح، جنبا إلى جنب حياة تلاميذه، والقديسين، وأحداث من العهد القديم.[76]
تعود جذور الموسيقى المسيحية في أوروبا للعام 500 ميلادي حيث بدأت في تراتيل الكنائس ثم تطورت إلى ما عرف بالموسيقى عصر النهضة منذ مطلع القرنين الرابع عشروالخامس عشر والتي عرفت بمرحلة الفن الحديث جيث وصلت العلامات الموسيقية إلى درجة كبيرة من التقدم كما وصلت الموسيقى ذات الأنغام المتعددة إلى درجة كبيرة من التعقيد لم يسبق لها مثيل.
وفي أثناء أواخر القرن الخامس عشر ظهرت المدرسة البرجندية بزعامة وليم دوفاي وهي مدرسة موسيقة مسيحية راقية يرجع لها الفضل في ازدهار الموسيقى الغربية ذات الأنغام المتعددة خلال القرن السادس عشر ومن أبرز مؤلفي هذه المدرسة جوسكين دي برس وأولاندو دي لاسو وبنزوح مؤلفي المدرسة الفلمنكية إلى إيطاليا ظهرت بالبندقية المدرسة الموسيقية التي أسسها أدريان ويللارت وإنضم إليها أندريا وجوفاني جأبريللي وقد قام باليسرينا الذي كان ينافسه لاسو في عصر النهضة بتأسيس المدرسة الرومانية للموسيقى الكنيسة ذات الأنغام المتعددة والتي استمرت حتى أيام لويس الرابع عشر.
ومنذ عام 1750 حتى عام 1800 انتشرت الموسيقى التي عرفت فيما بعد بالموسيقى الكلاسيكية والتي إتسمت بظهور السيمفونيات الموسيقية المسيحية على أيدي عدد كبير من الموسيقيين البارزين مثل هايدنوموتزارت قبل أن تظهر موجة جديدة هي فترة ظهور الموسيقى الرومانسية خلال القرن التاسع عشر ويمثل بيتهوفن أوج المرحلة الكلاسيكية وبداية المرحلة الرومانسية في الموسيقى.
ان اللحن الذي يتابع خيطًا واحدًا بصوت منفرد أو صوت جماعة كان المبدأ الأول. ثم جاء تعدد الأصوات التي تتفاوت ألحانها داخل بهو الكنيسة المفعم بالروح الدينية حيث تنفرد الحناجر البشرية (الكورس) دون آلات موسيقية، ولقد أعطت البروتستانتية دفعة كبرى باتجاه حرية الموسيقي من الانتفاع من الموسيقى الدنيوية ومن الهارموني والتقنيات الأخرى. الإيطالي باليسترينا (1525-1594) نشأ ونضج تحت ظل البابوية الكاثوليكية وحتى رأى البابا فيه وفي موسيقاه حصنا منيعا في وجه موجات التجديد البروتستانتية التي ذهبت في مداها بعيدًا، ولكن من جهة أخرى، كانت موسيقاه حصنًا للدفاع عن الموسيقى ذاتها وإبقائها داخل حرم الكنيسة.
أدى الإصلاح البروتستانتي إلى ظهور اثنين من المواقف المتضاربة حول التراتيل. النهج الأول الذي تأثر في الكالفينية حيث لم يكن للموسيقى مكانة في الأجواء الكالفينية بشكل عام. بدلاً من التراتيل استخدمت مزامير الكتاب المقدس وفي معظم الأحيان من دون مرافقة أدوات موسيقية.
النهج الثاني كان من خلال مارتن لوثر حيث ترك لوثر إرثًا غزيرًا من الترانيم، التي جاء بعضها تلحينًا لمقاطع من الكتاب المقدس، أو وحيًا من مقاطع بعينها منه. قدّم لوثر ألحانًا للطبقات العليا، وكذلك استخدم الموسيقى الشعبية، بحيث تجمّع حول ترانيمه رجال الدين والرجال العاديين والنساء والأطفال.[82]
انتشرت ترانيم لوثر في العبادات، والمدارس، والمنازل، والساحات العامة. الكثير من ترانيم لوثر، كانت مرتبطة بمواقف معينة من حياته لاسيّما كفاحه في سبيل الإصلاح، فمناظراته مع الكنيسة الرومانيّة هي التي دفعت لتقديمه ترنيمة نشيدًا جديدًا، نرفع نحن. (بالألمانية: Ein neues Lied wir heben an) والتي ترجمت لاحقًا إلى الإنجليزية ولحنتها ماريا تيدمان عام 1875.[83][84]
الأدب
إحدى أهم الكتابات المسيحية الغربية التي انتشرت على نطاق واسع، كتاب القديس أوغسطينوس «الاعترافات»، وفيه يسرد قصة شبابه وتحوله إلى المسيحية، ويعتبر كتاب «الاعترافات» أول سيره ذاتية مكتوبة في الأدب الغربي. وقد أثرت كتابات أوغسطينوس ومنها «المدينة الفاضلة» تأثيرًا عميقًا في الثقافة الغربية.[85] واللاهوتي والفيلسوف توما الأكويني، كان أحد الشخصيات المؤثرة في مذهب اللاهوت الطبيعي، وهو أبو المدرسة التوماوية في الفلسفةواللاهوت. تأثيره واسع النطاق على الفلسفة الغربية، وكثيرٌ من أفكار الفلسفة الغربية الحديثة هي إما ثورة ضد أفكاره أو اتفاقٌ معها، خصوصاً في مسائل الأخلاق والقانون الطبيعي ونظرية السياسة. وقد الف العديد من المؤلفات عن الفلسفة وتعتبر إحدى الأعمال الأكثر تأثيرًا في الادب الغربي.[86] وتضم قائمة منظرّي الفلسفة المسيحية أسماء كثرى أبرزها أوغسطينوس، توما الأكويني، فرانسيس بيكون، بليز باسكال، غيورغ فيلهلم فريدريش هيغل، جان جاك روسو، ليو تولستويوإسحاق نيوتن.[87]
وكان قد كتب يعقوب دي فراغسي «حكايات ذهبية» أو «الأسطورة الذهبية» وفيه يسرد حكايات القديسين وقد أثّر هذا الكتاب في الفن والثقافة والفلكلور الغربي،[88] كما وكتب الفيلسوف ورجل الدولة الإنجليزي توماس مور، «يوطوبيا» أو «المدينة الفاضلة» وذلك في عام 1516، ألّف إغناطيوس دي لويولا وهو شخصية رئيسية في حركة الإصلاح الكاثوليكي، كتاب تأملات مؤثرة ومعروفة باسم «الرياضات الروحية». كما وكتب أعلام الإصلاح البروتستانتي العديد من المؤلفات التي تركت تأثير على الثقافة المسيحية منها مؤلفات مارتن لوثر أب الإصلاح والتي أثرت بشكل كبير على الكنيسة وعلى الثقافة الألمانيّة عمومًا، حيث عزز الإصدار من قياس مفردات اللغة الألمانيّة وطورت بذلك أيضًا مبادئ الترجمة،[89] وكتب جان كالفن «تأسيس الديانة المسيحية» عام 1536، وهي من أهم أعماله الأدبية وتتعرض فيه للمعتقدات المسيحية.
عام 1620 تمت ترجمة الكتاب المقدس للغة الإنكليزية بنسخة بطبعة الكتاب المقدس للملك جيمس وهي نسخة لها تأثير قوي، لا في أميركا أو بريطانيا فقط، بل في أي مكان وصلت إليه اللغة الإنكليزية، أي جميع المستعمرات بما فيها كنداوأسترالياونيوزيلندا والدول الأفريقية المتحدثة بالإنكليزية. وقد أثرت الطبعة في شعر جون ميلتون وخطب مارتن لوثر كينغ. وبما أن إنجيل الملك جيمس هو مراجعة لترجمة ويليام تيندال وغيره من مترجمي القرن السادس عشر فإنه لا يعتبر ترجمة جديدة بحد ذاته بل هو تصاهر بين أفضل الترجمات التي سبقته.[92]
نجا عدد وافر من الأعمال اللاهوتية والفلسفيّة لعدد من آباء الكنيسة بما في ذلك الرسائل والأطروحات اللاهوتية والكتب الفلسفيّة، فضلًا عن مخطوطات وكتب وشروحات حول الكتاب المقدس. من بين الأعمال اللاهوتية الأكثر شهرة كل من كتاب مدينة الله واعترافات القديس أوغسطين.
يعد اللاهوتي والفيلسوف توما الأكويني أحد الشخصيات المؤثرة في مذهب اللاهوت الطبيعي، وهو أبو المدرسة التوماوية في الفلسفةواللاهوت. تأثيره واسع النطاق على الفلسفة الغربية، وكثيرٌ من أفكار الفلسفة الغربية الحديثة هي إما ثورة ضد أفكاره أو اتفاقٌ معها، خصوصاً في مسائل الأخلاق والقانون الطبيعي ونظرية السياسة. وقد ألَّف العديد من المؤلفات عن الفلسفة التي تعد الأكثر تأثيرًا في الأدب الغربي.[86]
في الغرب المسيحي كُتبت عددًا من القضائد المهمة في اللغة اللاتينية والتي ما تزال تستخدم في قداس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، مثل Vexilla Regis وPange lingua gloriosi proelium certaminis (غرّد يا لساني، للكفاح المجيد)؛ من وجهة النظر الأدبية واللغوية، تعتبر هذه القصائد والتراتيل بمثابة ابتكارات هامة.
في كثير من الآداب العامية الأوروبية، يعتبر الشعر المسيحي بين آوائل الأشعار والآداب الأوروبية، وإعادة صوغ الكتاب المقدس كان في كثير من الأحيان سابق لترجمات الكتاب المقدس. فمثلًا في الشعر الإنجليزي القديم، حلم الصليب، ويتحدث الشعر عن تأمل على صلب المسيح والذي يتماهى مع الصور البطولية الجرمانية، وينطبق هذا على يسوع، هي واحدة من المعالم الشعرية الأقدم الموجودة في الأدب الإنجليزي القديم. دانتي أليغييري في ملحمته الشعريةالكوميديا الإلهية يمثل واحد من أقدم المعالم الشعرية للأدب العامي الإيطالي. كذلك فان الكثير من الشعر القديم الأيرلندي كتبه رهبان إيرلنديون وبالتالي فتتطرق هذه الأشعار إلى مواضيع دينية. وتتكرر هذه الأشعار المسيحية المبكرة في معظم اللغات الأوروبية.[93]
خلال العصور الوسطى حافظت الكنيسة على المخطوطات الطبية الكلاسيكية، وتحولت أديرة العصور الوسطى إلى مستشفيات ومراكز صحية. كان الأطباء والممرضات في هذه المؤسسات الرهبانيات والجماعات الدينية إضافة إلى كونهم أطباء، وتخصصت عدد من المؤسسات والرهبانيات الكنيسة في العمل في المجال الطبي والرعاية الصحية، وسمحت الكنيسة الكاثوليكية ابتدءًا من عصر النهضةبالتشريح في الجامعات لأغراض تعليمية. واقامت الكنيسة الكاثوليكية أيضًا عدد من المشتشفيات التي أوت المرضى، بعضها كانت قرب أماكن الحج. خلال الحروب الصليبية ظهرت فرق عسكرية كانت اشبه بكهيئة خيرية هدفها رعاية الحجاج المسيحيين.[118]، وبنت عدد من المستشفيات ومن هذه الفرق فرسان القديس يوحناوفرسان الهيكل.
لعبت المرأة دورًا حيويًا في إدارة مؤسسات الرعاية الصحية الكاثوليكية من خلال رهبانيات كراهبات الرحمة، وراهبات الفقير الصغير وراهبات القديسة مريم وجمعية اخوة المحبة التي أسستها الأم تريزا اللواتي تخصصن في بناء المستشفيات ودور الأيتام والمسنين والمشردين ودرّسوا التمريض. وبسبب الدور المؤثر للراهبات على هذه المهن فقد نظر إليها في الغرب على أنها مهن نسائية.[119]
العمارة
ظهرت على مدار تاريخ المسيحية الغربية عدة أنماط معمارية ترتبط بالفترة التاريخية التي ظهرت فيها. خلال العصور الوسطى ظهر:
العمارة الكارولنجية: وهي على اسم شارلمان الذي كان ملكًا على الفرنجة بين عامي 768و814. ومن عاصمته في موقع آخر حاليًا في ألمانيا، حكم شارلمان مساحات شاسعة شملت معظم أوروبا الغربية. أراد شارلمان وعائلته إحياء الثقافة المسيحية المبكرة في روما، وادعى المعماريون الكارولنجيون أنهم نقلوا عمارة المسيحية المبكرة، ولكنهم غيروا في النماذج حتى تناسب احتياجاتهم، وكانت لهم إسهامات شهيرة فيما يخص تصميم الكنيسة والدير، فقد اتبع المعماريون المسقط الأفقي للبازيليكا ولكنهم أضافوا أماكن للصلاة وأضرحة مطورة وأبراجًا عالية وابتكروا أيضًا مدخلا يعرف بالعمل الغربي «وستويرك» ضم ردهة ومصلى وأبراجًا صغيرة تسمى التورتات. طوّر الرهبان الكارولنجيون مسقط الدير الذي ترتبط به الكنيسة والمكتبة والمطبخ ومرافق أخرى بممرات مغطاة.
وتبرز أهمية هذه الكنائس التي صُمِّمت في إيطاليا أولاً، ثم في فرنساوألمانياوإسبانياوإنجلترا أخيرًا. وابتكر العلماء في القرن التاسع عشر مصطلح الرومانسكية الذي يعني «مِثْل الرومان». ويعتقد هؤلاء العلماء أن لبعمارة الرومانسكية هي أساسًا انعكاس للتصميمات الرومانية، ومع ذلك فإن العمارة الرومانسكية هي في الواقع مزيج من العمارة الرومانية والبيزنطية وأنواع أخرى. وتختلف كنائس الرومانسكية نوعًا ما من بلد لآخر، ولكن معظم الكنائس تشترك في ملامح معينة، فكنيسة الرومانسكية النموذجية لها جدران سميكة وأعمدة مبنية متقاربة وعقود ضخمة مقوسة، ويرتفع برج من السقف عند النقطة التي يتقاطع فيها الجناح الرئيسي مع الصحن الرئيسي للكنيسة، وتحمل البرج أربع ركائز تسمى الدعامات، وهناك عقود محمولة على أعمدة تفصل الصحن الرئيسي عن الممرين الجانبيين، وقد بُنيت شرفة داخلية تطل على الممر الجانبي المعقود تسمَّى ترايفوريم «رواق ثلاثي العقود»، ويعلو الشرفة إضاءة علوية من خلال صف من النوافذ في داخل عقود. وخلال فترة الرومانسك، جاء كثير من الناس إلى هذه الكنائس لزيارة الكنائس التي كانت تحتوي على رفات وممتلكات بعض القديسين. وكانت الكنائس المهمة ضخمة جدًا تستطيع أن تستوعب أعدادًا كبيرة، ومثال ذلك كنيسة سانت سرنين في تولوز بفرنسا، تضم هذه الكنيسة جناحين على جانبي الصحن الرئيسي، وتفتح على الممر الدائري المحيط بالقوصرة مصليات صغيرة، ويسمح هذا المسقط للزوار بالتحرك خلال المبنى على طول الممرات دون إزعاج للمراسم التي تقام عند المذبح الرئيسي.
العمارة القوطية: والتي ازدهرت في غربي أوروبا في الفترة الممتدة بين منتصف القرن الثاني عشروالقرن الخامس عشر. وكلمة قوطي أصلها مصطلح اشتُقَّ من كلمة تعني الرَفْض، واستخدمها الفنانون والكتاب في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، الذين أرادوا إحياء العمارة الكلاسيكة لقدماء الإغريق والرومان في أوروبا. وقد مكن نظام تشييد جديد المعماريين القوط من تصميم كنائس بجدران رقيقة ودعامات أخف من تلك التي كانت في كنائس الرومانسك، وكثير من الدعامات مكونة من مجموعات من الأعمدة بارتفاع عدة طوابق، وقد مد المعماريون القوطيون الدعامات إلى السقف، ثم قوّسوا كل عمود في شكل أضلاع مثل المظلة المفتوحة، وسدوا الفراغات بين الأضلاع بالحجر، وكانت تلك الأقبية المضلعة ضمن أهم الخصائص التي تميزت بها العمارة القوطية. وهناك مظهر آخر للطراز القوطي هو العقود المدبَّبة والاستعاضة عن أجزاء كبيرة من الجدران بنوافذ ذات زجاج ملون، وكان لمعظم الكنائس دعامات طائرة، وهي دعامات على هيئة عقود بشكل متعامد من الطوب أو الحجر تبُنى على الجدران الخارجية. نحت المثَّالون أشكال القديسين وأبطال المسيحية على أعمدة مداخل الكنيسة.
وبعض الباحثين يربطون أيضًا دور التطهريين وهم من الكالفينين في الاقتصادوالرأسمالية في الولايات المتحدة الاميركية. فقد حثت تعاليمهم بان يكونوا منتجين بدلاً من مستهلكين ويستثمروا أرباحهم لخلق المزيد من فرص العمل لمن يحتاج وبذلك تمكنهم في المساهمة في بناء مجتمع منتج وحيوي.[122] ومن الآثار المهمة للحركة التطهرية، بسبب تأكيدها حرية الفرد، ظهور برجوازية جديدة، فالحرية الفردية وما رافقها من نجاح في مجال الصناعة، جعل أتباع البيوريتانية يهتمون بالثروة والمتعة وحب التملك بدلاً من البحث عن خيرات الأرض بالسعي والجد.[123]
ويعتبر اليوم أحفاد التطهريين أو ما يعرفون بالواسب الطبقة الثرية والمتعلمة في الولايات المتحدة،[124] وهم بمثابة النخبة الاجتماعية التي تتحكم في الاقتصادوالسياسةوالمجتمع الأمريكي.[125] كذلك كانت أخلاق العمل البروتستانتية كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، أحد أسباب نشأة الثورة الصناعية.[126]
أدى صعود البروتستانتية إلى تحرير أوروبا المسيحية إلى ازدياد نظرة روما ضد الربا. في أواخر القرن 18، بدأت العائلات التجارية البروتستانتية للانتقال إلى العمل المصرفي بدرجة متزايدة، ولا سيّما في البلدان التجارية مثل المملكة المتحدة (آل بارينجز)، وألمانيا (أسرة شرودرز وبرينبرغ) وهولندا. كما ولعبت النخب البروتستانتية الغنيّة دور كبير اقتصادي مثالًا على ذلك عندما تحولت جنيف إلى البروتستانتية في 1536 وذلك بعد وصول جون كالفين إلى هناك. بحيث ظهر التأثير البروتستانتي في سويسرا وعلى المجتمع السويسري خاصًة في المجال العلمي والاقتصادي إذ تشكل البروتستانت من المتعلمين والحرفيين والبرجوازيين، وعمل البروتستانت خاصًة الهوغونوتيون في إنشاء البنوك وعملوا في الذهب والتجارة.[127] كما لعبت العائلات الغنية العريقة البروتستانتية دور اقتصادي هام، كعائلة بيكتات، التي مَـنحت إسمها لمصرف بيكتات الخاص.[128]
ظهر أيضًا التأثير الكالفيني في هولندا وعلى المجتمع والاقتصاد الهولندي، ويعزو الاقتصاديان رونالد فيندلي وكيفن أورورك أنَّ جزءاً من صعود هولندا إلى أخلاقيات العمل البروتستانتية القائمة على الكالفينية، والتي عززت التوفير والتعليم. وقد ساهم ذلك وفقاً لهم في «أدنى أسعار الفائدة وأعلى معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة في أوروبا. ومكنت فرة رأس المال من الاحتفاظ بمخزون ثروة مثير للإعجاب، ليس فقط في الأسطول الكبير ولكن في المخزونات الوفيرة من مجموعة من السلع التي كانت تستخدم لتحقيق الاستقرار في الأسعار والاستفادة من فرص الربح».[129] وكان لهجرة الهوغونوتيون الذين قدموا من فرنسا، والبروتستانت الذين قدموا من جنوب هولندا إلى مدينة أمستردام دوراً في تطوير الاقتصاد الهولندي. حيث أدت هذه الهجرات إلى إنشاء العديد من الأعمال المصرفيّة والصناعيّة الكبرى.[130] يظهر قول يعكس الوضع آنذاك في القرن السادس عشر:
الكاثوليك لديهم الكنائس، واللوثريين لديهم السلطة، والكالفينيين يملكون المال.[131]
مراجع
^Orlandis, A Short History of the Catholic Church (1993), preface.
^ ابكارلتون هاريس، المسيحية والحضارة الغربية (1953)، مطبعة جامعة ستانفورد ص.50: إن السمات المميزة لحضارتنا الغربية، حضارة أوروبا الغربيّة والأمريكيتين؛ تشكلّت بشكل كبير من خلال الإرث الثقافي الروماني-اليوناني واليهودية والمسيحية بشكليها الكاثوليكية والبروتستانتية.
^Cambridge University Historical Series, An Essay on Western Civilization in Its Economic Aspects , p.40:
Hebraism, like Hellenism, has been an all-important factor in the development of Western Civilization; Judaism, as the precursor of Christianity, has indirectly had had much to do with shaping the ideals and morality of western nations since the christian era.
^Caltron J.H Hayas, Christianity and Western Civilization (1953),Stanford University Press, p.2:
That certain distinctive features of our Western civilization — the civilization of western Europe and of America— have been shaped chiefly by Judaeo - Graeco - Christianity, Catholic and Protestant.
^Horst Hutter, University of New York, Shaping the Future: Nietzsche's New Regime of the Soul And Its Ascetic Practices (2004), p.111:three mighty founders of Western culture, namely Socrates, Jesus, and Plato.
^Fred Reinhard Dallmayr, Dialogue Among Civilizations: Some Exemplary Voices (2004), p.22: Western civilization is also sometimes described as "Christian" or "Judaeo- Christian" civilization.
^Joseph Priestley, one of the founders of the Unitarian movement, defined Unitarianism as the belief of primitive Christianity before later corruptions set in. Among these corruptions, he included not only the doctrine of the Trinity, but also various other orthodox doctrines and usages (Earl Morse Wilbur, A History of Unitarianism, Harvard University Press 1952, pp. 302–303).
^From The Catechism of the Hungarian Unitarian Church in Transylvanian Romania: "Unاitarians do not teach original sin. We do not believe that through the sin of the first human couple we all became corrupted. It would contradict the love and justice of God to attribute to us the sin of others, because sin is one's own personal action" (Ferencz Jozsef, 20th ed., 1991. Translated from Hungarian by Gyorgy Andrasi, published in The Unitarian Universalist Christian, FALL/WINTER, 1994, Volume 49, Nos.3–4; VII:107).
^In his history of the Unitarians, David Robinson writes: "At their inception, both Unitarians and Universalists shared a common theological enemy: Calvinism." He explains that they "consistently attacked Calvinism on the related issues of original sin and election to salvation, doctrines that in their view undermined human moral exertion." (D. Robinson, The Unitarians and the Universalists, Greenwood Press, 1985, pp. 3, 17).
^"Although considering it, on the whole, an inspired book, Unitarians also regard the Bible as coming not only from God, but also from humans ... Unitarians therefore do not believe in the infallibility of the Bible, as some other Christians do." (D. Miano, An Explanation of Unitarian Christianity, AUC, 2003, 2007)
^ed. J. Gordon MeltonEncyclopedia of American Religions (8th ed.) "Brought together in this chapter as the 'liberal' family of churches and 'religious' organizations are those groups that have challenged the orthodox Christian dominance of Western religious life: Unitarianism, universalism, and infidelism" (p. 611).
^James Hastings Encyclopaedia of Religion and Ethics: Algonquins-Art p 785 – 2001 "The first Unitarians were Italians, and the majority took refuge in Poland, where the laxity of the laws and the independence of the nobility secured for them a toleration which would have been denied to their views in other countries."
^The encyclopedia of Protestantism 137 Hans Joachim Hillerbrand – 2004 "The so-called Golden Age of Unitarianism in Transylvania (1540–1571) resulted in a rich production of works both in Hungarian and Latin".
^Erwin Fahlbusch The encyclopedia of Christianity 5 603 2008 "Lindsey attempted but failed to gain legal relief for Anglican Unitarians, so in 1774 he opened his own distinctly Unitarian church on Essex Street, London, where today's British Unitarian headquarters are still located."
^American Unitarianism: or, A Brief history of "The progress and State of the Unitarian Churches in America, third edition, 1815 "So early as the year 1786, Dr. Freeman had persuaded his church to adopt a liturgy, which the Rev. ... Thus much for the history of Unitarianism at the Stone Chapel. "
^This list includes priests, bishops (including popes), deacons, monks, abbots, and those who received minor orders in the Church
^باروخ شاليف، 100 عام على جوائز نوبل (2003)، مطبعة الناشرون والموزعون آتلانتك ص.57: بين الأعوام 1901 و2000 تبيّن أن 654 حاصل على جائزة نوبل إنتمى الى 28 ديانة، وينتمي حوالي (65.4%) من الحاصلين على جائزة نوبل إلى الديانة المسيحية بطوائفها المتعددة.
^ ابWeber, Max "The Protestant Ethic and The Spirit of Capitalism" (Penguin Books, 2002) translated by Peter Baehr and Gordon C. Wells
^ ابCalvin's position is expressed in a letter to a friend quoted in Le Van Baumer، Franklin, editor (1978). Main Currents of Western Thought: Readings in Western Europe Intellectual History from the Middle Ages to the Present. New Haven: Yale University Press. {{استشهاد بكتاب}}: |الأول= باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابRoss, James F., "Thomas Aquinas, Summa theologiae (ca. 1273), Christian Wisdom Explained Philosophically", in The Classics of Western Philosophy: A Reader's Guide, (eds.) Jorge J. E. Gracia, Gregory M. Reichberg, Bernard N. Schumacher (Oxford: Blackwell Publishing, 2003), p. 165. [2]نسخة محفوظة 14 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
^Émile Mâle, L'art religieuse du XIIIe siècle en France (1898) devotes a full chapter to Legenda Aurea، which he avowed was his principal guide for the أيكونغرافيا of saints.
^Fahlbusch, Erwin and Bromiley, Geoffrey William. The Encyclopedia of Christianity. Grand Rapids, MI: Leiden, Netherlands: Wm. B. Eerdmans; Brill, 1999–2003, 1:244.
^Marnef, G. "The towns and the revolt". In: Darby, G. (ed), The Origins and Development of the Dutch Revolt (Londen/New York 2001) 84–106; 85 and 103.
^Körner, p. XIII. Later, the هوغونوتيون refugees flocking to Frankfurt following the مرسوم فونتينبلو by French king لويس الرابع عشر ملك فرنسا in 1685 proved similarly valuable additions to the city's economy, but they too found membership in the Patrizier societies elusive.