تُعد اللغة الأَلمانيَّة إحدى كبرى لغات العالم فهي اللغة الأم لأكثر من مئة مليون شخص حول العالم، واللغة الأم الأَكثر انتشاراً في الاتِّحاد الأوروبِّي.[6] وتحتل الأَلمانيَّة بالاشتراك مع الفرنسيَّة المرتبة الثانية كأكثر لغة أجنبية شائعة في الاتِّحاد الأوروبِّي بعد الإنجليزيَّة، ما يجعل الأَلمانيَّة ثاني أكبر لغة في الاتِّحاد الأوروبِّي من حيث مجموع عدد متحدثيها الأصليين والذين تعلموها بعد اللغة الإنجليزيَّة،[7] وهي ثاني أكثر لغة أجنبية يجري تعليمها للطلاّب ضمن مرحلة التعليم الابتدائي في الاتِّحاد الأوروبِّي بعد الإنجليزيَّة (ولكنها تحتل المرتبة الثالثة بعد الإنجليزيَّة والفرنسيَّة ضمن مرحلة التعليم الثانوي)،[8] ورابع أكثر لغة (دون الإنجليزيَّة) يجري تعليمها في الولايات المتحدة (بعد الإسبانيَّةوالفرنسيَّةولغة الإشارة الأمريكيَّة)[9] وتُعد اللغة الأَلمانيَّة ثاني أهم لغات العلوم حيث هي ثاني أكثر لغة تستخدم في المنشورات والبحوث الأكاديمية،[10] وثاني أكثر لغة مُستخدمة على مواقع الويب بعد الإنجليزيَّة،[11] وتحتل البلدان النَّاطِقة بالألمانيَّة المرّكز الخامس من حيث المعدل السنوي لنشر الكتب الجديدة حيث يُنشر عشر جميع الكتب في العالم أجمع (وهذا يشمل الكتب الإلكترونية) باللغة الألمانية.[12]
تُستخدم اللغة الألمانيّة في المقام الأول في ألمانيا (اللغة الأولى بالنسبة إلى أكثر من 95٪ من السكان)، النمسا (89٪) وسويسرا (65٪). وغالبية السكان في ليختنشتاين تتحدث بالألمانية.
وتوجد الألمانية في شمال إيطاليا (في مقاطعة بولزان ومقاطعات أخرى) وفي المقاطعات الشرقية من بلجيكا، وفي منطقة الألزاس الفرنسية وفي بعض القرى الحدودية في السابق مقاطعة سوندرلاند بالدنمارك (تُكتب بالألمانية Nordschleswig وبالدنماركية Sønderjylland وفي العربية: سوندرلاند).
الألمانية في الولايات المتحدة هي خامس أكبر اللغات المحكية في المنزل (1.4 مليون نسمة) بعد الإنكليزية والإسبانية والصينية والفرنسية وفقا لتعداد عام 2000 الولايات المتحدة وبالتالي تعدّ الألمانية في الولايات المتحدة من أكبر التجمعات الناطقة بالألمانية خارج أوروبا وتتركز الألمانية في ولاتي داكوتا الشماليةوداكوتا الجنوبيةومونتاناوتكساس (تكساس الألمانية) وسانت لويسوشيكاغوونيويورك.
كندا
(الألمان الكنديون) حيث هناك 622.650 من المتكلمين بالألمانية وفقا لآخر تعداد في عام 2006 ويوجد في مدينة كيتشنر، وأونتاريو جالية نشطة ومدن مونتريال، تورنتووفانكوفر حيث كان لها نصيب من الهجرات الألمانية.
في القرن 1840 شهدت أستراليا موجات هجرة من بروسيا وخاصة في منطقة سيليزيا، ومع انقطاعهم عن الألمانية تكونت لهجة ألمانية هناك من مزيج من الإنجليزية الأسترالية والألمانية، وفي الحرب العالمية الثانية شهدت اللغة الألمانية انخفاض في تعلمها، أما الآن فقد أصبحت اللغة الألمانية يتحدثها كبار السن.
الوطن العربي
لم تنتشر اللغة الألمانية كثيراً في الوطن العربي مع أنها لغة تفرض نفسها في مجالات كثيرة على عكس اللغة الإنجليزية والفرنسية اللتين انتشرتا بقوة لأسباب سياسية وتاريخية، ولكن ثمة متعلمين للغة الألمانية واهتمام ألماني لتقوية العلاقات مع الوطن العربي ونشر اللغة الألمانية في العالم العربي، وتجد في مصر متعلمين لهذه اللغة ويوجد فيها معاهد مثل معهد غوته، مصر، كذلك هناك تنسيق أكاديمي في مجال التعليم العالي بين ألمانيا وبعض أقطار العالم العربي كالجامعة الألمانية الأردنية في عمّانوالجامعة الألمانية بالقاهرة.
المفردات
معظم المفردات الألمانية مشتقة من فروع الجرمانية - الهندو أوروبية وهناك كلمات قليلة مشتقة من اللاتينية واليونانية وكلمات اقل من الفرنسية وأخر شيء الإنجليزية.
الكلِمات المُشتركة مع الإنجليزيّة
أصل اللُّغة الإنجليزيّة هي اللغة الألمانيّة التي حملها معهم المهاجرون الألمان والكثير من الكلمات الألمانيّة تجدها في الإنجليزيّة ورغم أن الكلمات الفرنسيّة تجدها أكثر في الإنجليزيّة إلا أن قواعد الألمانيّة وتركيب الجمل تجدها قريبة جدا بعكس الفرنسيّة مثلاً.
حتى أدبياً، نجد في النتاج الأدبي الألماني ظاهرة الأدباء المتصالحين مع الشرق. ضم هذا النتاج أعلاماً مثل بوبر وشتاينر وهيسهوليسِنغوغوته (بيرمان 2011 ب)، ولا بد لنا من التفصيل بعض الشئ عن هذا الأخير، أولاً نظراً لأهميته في تاريخ الأدب الألماني، وثانياً نظراً لمدى اهتمامه بالعالم الناطق بالعربيّة على المستوى الشخصي. يعود اِهتمام غوته بالشرق إلى طُفُولته، حيث أن أُمُّهُ وجدّتهُ كانتا ترويان له قصصاً تضمّن بعضها عناصر عربيّة، كما أنه اطلع على كتاب «ألف ليلة وليلة». قام غوته خلال حياته بعدة محاولات جادة لتعلم العربيّة، وكان شغوفاً بقراءة أدب رحلاتالمستشرقين إلى الشرق الأوسط، كما أنه اهتم بالشعر الجاهلي وتأثر به أدبياً، وكان مطلعاً على شعرحافظوأحمد بن عربشاه، وشارك في ترجمةيوهان رايزكه لشعر المتنبي.[14]
بالرغم من عمق الاهتمام الفكري الألمانيّ بمنطقةالشرق الأوسط، إلا أن الصلة اللغوية بين اللغتين تبقى ضعيفة. ليس هناك إجماع حول عدد المفردات العربيّة في اللغة الألمانيّة، إلا أنها لا تتجاوز الـ 342 على أبعد تقدير (فينيمان 2011 مقتبساً عثمان 1982) والأهم من ذلك أننا إذا ماطرحنا من هذا العدد المفردات المنقرضة، فإن المطاف ينتهي بنا مع أقل من 200 مفردة. بلإضافة إلى ذلك، فإن الأغلبية الساحقة من هذه المفردات لم يتم استيرادها من العربيّة مباشرة بل عبر لغاتٍ وسيطة مثل اللاتينيةوالإسپانيةوالفرنسية. اللاتينية تحديداً لعبت دوراً هاماً في إدخال المفردات العربيّة إلى الألمانيّة، وذلك لأنها كانت هي اللغة التي اعتمدها الأكاديميون الغربيون لترجمة الأعمال العلمية والفلسفية. كانوا مدركين أن معظم هذه الأعمال قد تُرجمت من أصولها السنسكريتيةوالفارسيةواليونانية إلى العربيّة، فبدؤوا بترجمة الأعمال هذه من العربيّة إلى اللاتينية، ثم ما لبثوا في القرون 11 و12 و13 أن شغفوا بالمؤلفات العربيّة نفسها، ما زاد عدد المفردات العربيّة في اللاتينيةالقرْوَسطية وغُربل شيئاً فشيئاً إلى الألمانيّة.
فضلاً عن ذلك فإن في الألمانيّة عدداً من المفردات التي لا يتفق جميع اللغويين على عروبة أصلها إنما المثيرة للاهتمام والتي سنوردها هنا تباعاَ:
Orange: وتعني برتقال وهي ليست عربيّة بل هندية الأصل. كانت تُلفظ «نارنج» في بادئ الأمر، وقد اعتمدها العرب وأدخلوها إلى أوروبا كذلك عن طريق صقلية. فقدت حرف النون الابتدائي في شبه الجزيرة الإيطالية وحوّرها الفرنسيون من «آرانج» إلى «أورانج»، معطينها إلى الألمان على هذا الشكل.
Zucker: تُلفظ «تسوكر» وتعني السكر. وفدت إلى ألمانيا عن طريق شبه الجزيرة الإيطالية إلا أن العربيّة ليست في الواقع لغتها الأصلية بل لعبت دور اللغة الوسيطة، إذ إن أصلها سنسكريتي وهو «ساركَرا» ويعني «الحصى».
Bohne: وتعني «حبة» في سياق Kaffeebohne أي «حبة البن»، ويعود اسمها لكلمة «البن» نفسها. وهي موازية لكلمة bean الإنجليزيّة وتشاركها سياق coffeebean أياه.
لا بد من الإشارة أخيراً أن طريقة العد بالألمانيّة اعتمدت الطريقة العربيّة التي تذكر المئات، ثم الآحاد قبل العشرات، فنقول: مئتان وخمسة وعشرون، ولا نقول: مئتان وعشرون وخمسة. وهذا معتمد في الألمانيّة أيضا: zwei hundert fünf und zwanzing.[16]
لقد كان اللقاء التّاريخيّ بين اللغة العربيّة واللغة الألمانيّة في الماضي ضعيف الصلة، إلا أن المستقبل قد ينطوي على تعاون أكبر بين هاتين اللغتين في مجالات متعددة، وبالتالي لا بد لهذا التلاقي أن ينعكس لغوياً.
نشر اللغة الألمانية
تروج العديد من المنظمات للألمانية بهدف نشرها في العالم والحكومة الألمانية المدعومة من معهد غُوته (الذي سمي على اسم الكاتب الألماني الشهير يوهان فولفغانغ فون غُوته) تهدف إلى تعزيز المعرفة بالثقافة واللغة الألمانية في أوروبا وبقية العالم. يتم ذلك عن طريق إقامة المعارض والمؤتمرات الألمانية والمواضيع المتصلة باللغة، وتوفير التدريب والتوجيه في التعليم واستخدام اللغة الألمانية.
هيئة الإذاعة الألمانيّة (دُويتشه ڤيله) [1] تقوم بتعليم اللغة الألمانية بواسطة الإنترنت باللغة العربية، وتقدم أيضاً البث الاذاعي والتلفزيوني للقناة عبر موقعها على الإنترنت.
^"Why Learn German?". SDSU – German Studies Department of European Studies. مؤرشف من الأصل في 2019-04-11. اطلع عليه بتاريخ 2014-09-28.
^دراسة/ فريق المحترف السعودي/ أحمد عثمان/ مراجعة فكتور سحاب، العربية في اللغات العالميّة (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مبادرة من أرامكو السعودية) 33
^دراسة/ فريق المحترف السعودي/ أحمد عثمان/ مراجعة فكتور سحاب، العربية في اللغات العالميّة (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مبادرة من أرامكو السعودية) 34
^دراسة/ فريق المحترف السعودي/ أحمد عثمان/ مراجعة فكتور سحاب، العربيّة في اللغات العالميّة (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مبادرة من أرامكو السعودية) 35
^دراسة/ فريق المحترف السعودي/ أحمد عثمان/ مراجعة فكتور سحاب، العربية في اللغات العالميّة (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مبادرة من أرامكو السعودية) 37