الحضارة الغربية (بالإنجليزية: Western culture) (تعرف أيضا بـ الثقافة الغربية أو الحضارة الأوروبية)، وتشير إلى ثقافات القارة الأوروبية. تعود جذور هذه الحضارة إلى أكثر من 9000 سنة قبل الميلاد، حيث اكتشفت حرفة الزراعة عند ضفاف أنهار الفرات، دجلة، والأردن، ومنها انتشرت إلى القارة الأوروبية، مما أدى إلى إنشاء وتطوير أولى المدن، الدولوالامبراطوريات في العالم.[1] ومع ذلك، فإن الثقافة الأوروبية المتطورة ضمن الحدود الجغرافية للقارة بدأت من اليونان ثم أزدهرت وانتشرت على يد الرومان، وبعدها أُعيدت صياغتها وطورت خلال عصر النهضة في القرن الخامس عشر، وانتشرت فيما بعد على يد الإمبراطوريات الاستعمارية والتي نشرت ثقافة ونمط حياة الشعوب الأوروبية خلال فترة القرن السادس عشروالقرن العشرين. ثم تطورت تلك الثقافة لتشمل نواحي متعددة من الفلسفة ومن طرق التربية والتعليم خلال العصور الوسطى، ومن تطور الديانة المسيحية بشكل خاص وازدهار العلوم الإنسانية. شمل أيضا تطور جذري في طرق التفكير المنطقي شملت انفتاح العقل والتنوير وظهور مبادئ ومصطلحات جديدة مثل الديمقراطية، والرومانسية، والعلوم والنظام الاجتماعي وغيرها. وبفعل الانفتاح العالمي، فإن الثقافة الغربية قد تأثرت بالثقافات الأخرى مما أدى إلى تأثير متبادل فيما بينهم.
مصطلح «الثقافة الغربية» يستعمل للإشارة إلى مجموعة التراث الثقافي التي تشمل المبادئ الاجتماعية والأخلاقية، العادات والتقاليد المحلية والمعتقدات الدينية، الأنظمة السياسية ومجموعة الأثار والأعمال التاريخية وأيضا التقنية منها. الثقافة الأوروبية تقوم على عدة أسس أهمها:[2]
النتاج الثقافي لحضارات الإغريقوالرومانوعصر النهضة، وتشمل الأعمال الفنية، الفلسفية، الأدبية، مجموعة القوانين والتقاليد الشعبية. تشمل أيضا التأثير الثقافي المكتسب من هجرة الجماعات العرقية الأخرى المكونة للقارة مثل السلاف، الالمان، الغجر وغيرهم من الشعوب وتأثير العالم الإسلامي المباشر على تلك الثقافات.
تأثير الثقافة المسيحيةالإنجيلية في طرق العيش اليومية من الإيمان الروحي، الأسرة والملبس والمأكل والعادات والتقاليد الشعبية إضافة إلى مبادئ الأخلاق، بالأخص في فترة ما بعد العصور الوسطى كما وشكلت حياة وتعاليم يسوع والتي مصادرها الرسميّة الكتاب المقدس أساس عقيدة المسيحية، وأحد أهم المؤثرات على الحضارة الغربية بمختلف فروعها،[3] سيّما الوصايا العشرة.[4][5]
تأثير ثقافة أوروبا الغربية والتي تشمل التأثير الفني، الموسيقي، الفلكلوري، الأخلاق والعادات المتناقلة شفويا خاصة في العصر الرومانسي.
هذا المصطلح يشير للدول التي أثرت بشكل كبير على تلك الحضارة ولكن بالأخص على تلك التي شكلت أمبراطوريات وقامت باحتلال أو استعمار مناطق أخرى من العالم مثل الأمريكيتينوأستراليا ولكنها ليست حصرا بدول أوروبا الغربية.
أصل استخدام المصطلح
في فترة العصور القديمة، لم تكن الحضارة الغربية مميزة أو ذات أثر واضح، بحكم أنها جاءت منبثقة من حضارات الشرق الأوسط وبلاد اليونان فإن أثر تلك المناطق كان أكبر.[6] ولم تكن الحضارة الإغريقية مختلفة كثيراً عن حضارات جيرانها مثل حضارة شعب منطقة الأناضول، والتي كانت منتشرة خاصة بعد حملات القائد اليوناني الإسكندر الأكبر في العالم القديم ومن ثم ظهور الإمبراطوريات الرومانية ومن ثم البيزنطية التي تتصف بطابعها الديني المسيحي، حتى فترة ظهور الإسلام وسقوط معظم تلك الامبراطوريات بيد المسلمين وتراجع تأثير تلك الحضارة اليونانية بشكل واضح.
في أواخر القرن العشرين، وبعد ظهور مصطلح مثل «العولمة» (بالإنجليزية: globalism)، أصبح من الصعب تصنيف كل ثقافة وحضارة وتحديد مكان الأفراد فيها وأصبحت ثقافات الشرق في خلاف مع الغرب حول طرق التصنيف ونسبيتها وانتقاد بعضها البعض في هذه القضية.[7][8] بعد نهاية الحرب الباردة، قام مصطلح العولمة بنشر الأفكار الغربية حول العالم حيث كل الدول المتقدمة تقريبا أصبحت مصدر تلك الأفكار التي هي بدورها قد تبنتها من العصور السابقة.مما أدى إلى نشوء مصطلحات جديدة تقسم العالم إلى مناطق حسب التطور منها مصطلح «الاستغراب» (Occidentalism) الذي يشير إلى «الغرب» كدول متقدمة وهو عكس مصطلح الاستشراق (Orientalism) المشير لدول «الشرق» والذي استخدم خلال القرن التاسع عشر واصفا لدول تلك المنطقة.
إن الحضارة الغربية ليست ثابتة أو مستقرة، بل تتغير ويعاد تشكيلها مع الزمن مثل باقي الحضارات. ويختلف التنظيم والبناء السياسي عند الإغريق في العديد من النواحي عن مثيلتها في حضارة الرومان، ولكن تأثير المدن الإغريقية القديمة يختلف عن تأثير الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة في الوقت الحاضر من الناحية السياسية. بينما تغيرت وسائل الترفيه بين الحضارات عبر الزمن، حيث الترفيه والرياضة كان في ألعاب المصارعة الشعبية في روما القديمة، وفي الوقت الحاضر حلت ألعاب أخرى مثل لعبة كرة القدم محل لعبة المصارعة كوسيلة للترفيه والرياضة. وغيرها من الاختلافات التي تظهر في الحضارات مع مرور الزمن.
الصراع بين عالمي الغرب والشرق قد ظهر في الأعمال القديمة لهوميروس مثلا بوصفه حروبالإسكندر الأكبر وحروب شعوب اليونان ضد الإمبراطورية الفارسية، كأحد النماذج الفكرية في وصف ذلك المفهوم. واعتبر شعب الإغريق نفسهُ مثالا للتحضر حسب وصف أرسطو، وبأنهم يمثلون تطوراً للإنسان البربري الهمجي لكن في الوقت نفسه ذو تواضع وذو حس مرهف يمثل الشعوب الشرقية. لقد شكلت العلوم والفنون اليونانية النواة الاساس للإمبراطورية الرومانية والتي انتشرت في أنحاء القارة الأوروبية، وبعدها وبظهور الديانة المسيحية وخاصة الأورثوذوكسية منها تأكد ذلك المفهوم الذي وضعه أرسطو آنذاك.
بعد خمسمائة عام، قامت الإمبراطورية الرومانية بالمحافظة على أسس ثقافة حضارة اليونان الشرقية، وطورت الثقافة اللاتينية الغربية، لكن الفصل بين العالمين الغربي والشرقي ظل قائماً مما ظهر تأثيره واضحاً على ثقافات ولغات شعوب المنطقتين. إن فكرة الديمقراطية بقيت قائمة في الفكر والأدب الروماني على الرغم من أن روما قد فقدت صفة الديمقراطية مثل باقي الحواضر اليونانية القديمة، وتبنت نظام الإمبراطورية بمثابة حل سريع للمشاكل السياسية الداخلية في روما.
لكن سرعان ما أصبحت فكرة الإمبراطورية سبب لانقسامها إلى قسمين شرقي متطور ومزدهر وغربي متخلف، مما أوجد العديد من الاختلافات في وجهات النظر وسرعان ما ظهرت تصنيفات قسمت العالم المعروف آنذاك لثلاثة مجموعات: قسم شمالي (شعوب الكلت والجرمان)، قسم شرقي (يمثل التطور والازدهار) وقسم جنوبي (يتصف بالتخلف والخطورة وفي بعض الأحيان يمثل قارة إفريقيا)، لقد كان القسم الغربي يتصف بالهدوء ويشمل منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط فقط. وبعد ظهور المسيحية وانتشارها في أوساط العالم الروماني، فإن معظم العادات والتقاليد الرومانية تشربت بالديانة المسيحية الجديدة، مما جعلها بمثابة نواة للحضارة الغربية اللاحقة وخاصة بعد سقوط نظام الإمبراطورية في روما.
بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية في روما، كانت معظم الأعمال الأدبية والفنية اليونانو-رومانية ضمن خطر الزوال، وكانت محصورة في منطقة إيطالياوبلاد الغال، مما يجعلها مركز الغرب الجديد. لقد عانت أوروبا من الانقسام السياسي وظهور الممالك الصغيرة والإمارات، وتحت سلطة الملك، ظهر نظام الإقطاعية كمظهر من مظاهر ذلك العصر. ونصب شارلمانأمبراطوراً على الروم من قبل البابا عام 800، حيث تخللت فترة حكمهِ ظهور لأفكار النهضة، وإحياء الفن، والدين والأدب في مركز الكنيسة الكاثوليكية. وكانت سياسة شارلمان الداخلية والخارجية قد ساعدت على إعادة تشكيل مفهوم حضارة الغرب وإضافة السمات المميزة للعصور الوسطى. والذي عرف من قبل الفرنسيين باسم «شارل الأول»، وفي ألمانيا باسم «كارل الأكبر» (بالألمانية: Karl der Große) ورأس الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وساهم شارلمان بإعادة الإمبراطورية الرومانية الغربية للحياة من جديد، والتي شكلت خطراً على جارتها الشرقية، وتوترت العلاقة وقتها بين كل من القسطنطينيةوروما.
الكثير من أسس العالم ما قبل الروماني الثقافية كانت موضوعة قبل سقوط إمبراطورية روما القديمة، وقد تم إعادة تشكيلها من قبل المسيحية. حيث حلت المسيحية مكان ديانات روما الوثنية في القرنين الخامس والسادس وأصبحت الدين الرسمي للإمبراطورية وذلك بعد تعميد الإمبراطور قسطنطين الأول، وكانت سببا في توحيد أبناء شعب الإمبراطورية الغربية.[10] أصبحت العلوم والفنون والأدب تدرس حصرا في الكنيسة[11]، مما شكل أحد أسباب عدم اندثارهم. أسست الكنيسة العديد من الأديرة، الكاتدرائيات، الجامعات ومدارس علم اللاهوت في فترة القرون الوسطى وحيث العديد منها قد بقيت حتى الوقت الحاضر.[12] في ذلك الوقت، كانت الكنيسة الوسيلة للعديد من الرجال للوصول إلى السلطة ولمراكز القوة، مما يدل على تأثير سلطة الكنيسة الواسع في أوروبا آنذاك[13]
في الجانب الآخر، وفي ظل تطور فلسفة العقل في اليونان وتأثير الديانات التوحيدية في بلاد الشام وخاصة الإسلام. بدأت قوة العالم الإسلامي الثقافية تؤثر على أوروبا، وبعد انحسار الاهتمام بالعلوم والآداب اليونانية في أوروبا خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، وفي البقاع لتي اعتنقت المسيحية سابقا لكنها لم تكن تحت سلطة الإمبراطورية مثل إيرلندا[؟].[14] على أي حال، قام الإمبراطور الشرقي جستنيان الأول (آخر الأباطرة الشرقيين الذين تكلموا اليونانية كلغة رسمية) قد أغلق الأكاديمية عام 529، حيث يتخذ عادة هذا التاريخ كنهاية العصور القديمة، وقد تمت المحافظة على التاريخ القديم الكلاسيكي من الإمبراطورية البيزنطية وخاصة في العاصمة القسطنطينيةو التي صمدت لألف عام، وذلك قبل سقوطها بيد الأتراك العثمانيين. تمت الحفاظ على العمل بقانون جستنيان وخاصة في إدارة العلاقات التجارية والسياسية بين القسطنطينية ودول وممالك الغرب مثل البندقية. تم الحفاظ على الثقافة اليونانية والتوسع بها حتى بعد ازدهار الثقافة الإسلامية، والذي حلت تدريجيا محل التأثير الروماني-البيزنطي على مناطق البحر المتوسط، الشرق الأوسط، شمال أفريقياوإيبيريا، وقد امتدت حتى حدود اليونان والتي أصبحت الثقافة المسيطرة على تلك المنطقة. في مناطق العالم الغربي البعيدة، تمت إعادة الاعتبار للثقافات اليونانية والرومانية القديمة خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية وذلك من قبل بعض المؤرخين ودعاة الدين المسيحي إيرلندا[؟][14] مثل القديس كولومبا عن طريق نشر الدين المسيحي والتعاليم باللغة اللاتينية خلال أوائل فترة العصور الوسطى، وبفضل البيزنطيين والمسلمين أواخر فترة العصور الوسطى ومن خلال عصر النهضة.
في بداية العصور الحديثة، بدأ الصراع بين الغرب والشرق يضعف، بدأت المسيحية تفقد مكانتها وأهميتها كديانة. بدأ الأوروبين بالتواصل مع شعوب العالم الأخرى، والمفهوم القديم للعالم الغربي تغير حتى وصل لوضعه الحالي. في أوائل العصر الحديث، بدأ عصر الاستكشاف من قرون السادس والسابع عشر بالتحول إلى عصر التنوير وذلك حتى أواخر القرن الثامن عشر، وقد تميز هذان العصران بتطور قدرات لأوروبيين العسكرية وصناعة الأسلحة. جعل هذا الاختلاف الكبير بينهما العالم الغربي كموطن للعلوم وقيام الثورات الصناعية والتقنية. انتشرت أيضا أنظمة السياسة الغربية حول العالم. في بداية القرن التاسع عشر بدأ ما يسمى بـ«عصر الثورات» (بالإنجليزية: "Age of Revolution") وظهور الإمبراطوريات العالمية والتقدم التقني والعلمي الهائل، بالإضافة إلى الصراعات الدموية في شتى بقاع الأرض والتي امتدت حتى القرن العشرين.
بعد زوال الإمبراطوريات الغربية السابقة، اعتبرت الديمقراطية وحرية التعبير أحد مميزات الحضارة الغربية الحالية والتي تميزهم عن جيرانهم الشرقيين.[21] تطورت فكرة فصل الدين عن الدولة أواخر العصور الوسطى وفي بدايات العصور الحديثة، مما مكن عملية فصل سلطات الدولة بعضها عن بعض، مما يجعل الديمقراطية بمفهومها الغربي مختلفة عن باقي الديمقراطيات بشكل عام.
بالمقارنة مع عدة ثقافات أخرى، فإن الثقافة الغربية ترفع مرتبة الفرد وتحترم حقوقه. على كل حال يبقى هذا المفهوم غير مطبق بشكل عملي ويبقى نظريا. لكن وبمجرد اختلاف آراء الفرد ومطالبه عن مصالح المجتمع ككل، تم تفسيرها بطريقة غير مفهومة أو خاطئة مما يجعل قبول الفرد بين بناء المجتمع يبقى معلقا بنتيجة تقبل أحدهما أفكار الآخر. وقد تغير هذا الوضع عند مختلف طبقات المجتمع، وكنتيجة عن ذلك ظهرت العديد من الحركات الاجتماعية والثقافية التي أثرت في المجتمع والتي بقيت حية حتى الوقت الحاضر.
يقوم المجتمع الغربي بتشجيع الأفراد على الابتكار والإبداع والتعبير عن آرائهم بحرية، مما يؤدي إلى تطور الفنون وعلوم التقانة بشكل واضح. علاوة على ذلك، تشجع الرأسماليةإيديولوجية الأفراد بشكل كبير وذلك في كل الدول الغربية تقريبا.[22]
تبنت الحكومات الغربية في الوقت الحاضر نموذج المجتمع الاقتصادي الليبراليوالرأسمالي والتي تتصف بتعدد الأحزاب السياسية، والنظام الرئاسيوالبرلماني أو حتى نظام مجلس الشيوخ (في بعض الدول) والتي تعمل بنظام الانتخابات والتي بشكل عام تلخص معنى كلمة «ديمقراطية» والتي تقوم بتفضيل آراء الأغلبية عندما يتم وضع القوانين وتقرير القرارات التي تهم الدولة.
التأثير العالمي
أثرت معظم العناصر المكونة للثقافة الغربية على ثقافات العالم أجمع. قام شعوب الثقافات الغربية وغير الغربية بإرفاق مصطلح «الحداثة» (بالإنجليزية: modernization) (أي تبني التطور العلمي والتقني) بمصطلح «التغريب» (بالإنجليزية: westernization) (تبني الثقافة الغربية). اقترح بعض أفراد المنتميين للثقافة الغربية الفصل بين مفهوم الحداثة والقيم السلبية للحضارة الغربية والتي تتناقض مع القيم والمميزات التي تميز تلك الحضارة بمنظورهم الشخصي. القيم السلبية برأيهم تشير للإمبريالية وتقوض مبادئ الحرية، ويجب معاملة جميع الثقافات والحضارات بصورة متكافئة، وهذه الفكرة موجودة في الفلسفة الغربية.
الذي لا خلاف فيه هو أن صور التقدم التقني والتطور والمفاهيم الاجتماعية التي تحدد مفهوم «الحداثة» قد تطور في العالم الغربي.
الثقافة والفنون
بعض الخصائص الثقافية والفنية تميز الحضارة الغربية من الحيث الشكل والأصل. الرقص، الموسيقى، الفنون البصرية، القصص، الروايات، فن العمارة والعلوم الإنسانية، كلها قد عبر عنها بطرق مميزة لهذه الحضارة.
يعتبر فن رقص الباليه مميز للحضارة الغربية[23]، كما انه تعتبر صالة الرقص من ابتكارات هذه الحضارة، كما انه عرف لديها العديد من فنون الرقص الشعبية مثل البولكا، الرقص الرباعي، رقص الخطوة وغيرها.
بما أن الملاحم التاريخية مثل المهابهاراتاوإلياذةهوميروس تميز العصور القديمة والمعروفة حول العالم، يعتبر أدب الرواية من أنواع سرد القصص الحديثة التي نشأت في الغرب[24] في فترة أعوام 1200 حتى 1750. فن التصوير الضوئي والصور المتحركة قد نشأت أيضا في الغرب مكونة نمط جديد من الفنون. «أوبرا الصابون» قد نشأت في الولايات المتحدة في مطلع الثلاثينات، وتعتبر شكل تقليدي لفن السرد القصصي الذي كان تذاع على الراديو ثم نقلت على التلفزيون، وتعتبر أول شكل من أشكال المسلسلات الحديثة، وسميت بهذا الاسم نسبة لشركات التنظيف والصابون التي كانت ترعى العمل الفني آنذاك. ازدهر فن الأغنية المصورة أيضا في الغرب في منتصف الثلاثينيات.
تطور أيضا فن العمارة في الغرب بشكل لافت، حيث طور الفن الإغريقي والروماني من حيث استعمال الأعمدة والمداخل القديمة في العمارة الحديثة، طور الفن الرومانسكي، القوطي، الباروكي، والفيكتوري بشكل ملفت وبقي مستعملا حتى الوقت لحالي. يميز العمارة الغربية استخدامها للأشكال البسيطة، الخطوط والمنحنيات والأشكال المتعددة، واستخدام المسطحات بدون زخرفة. شكل مميز من العمارة الغربية والذي يعتبر من أهم اشكالها هو ناطحات السحاب التي نشأت في مدن مثل شيكاغوونيويورك.
يعتبر يان فان آيك مطور فن الرسم الزيتي، كما ان فن التصوير المجسم وتطوير الفن الزيتي قد تطور في مدينة فلورنسا.[25] في الفن، يعتبر التشابك من مميزات الفن الغربي. يعتبر تصوير الذكر أو الانثى بأجساد عارية في لوحات أو في النحت أحد المكونات الفنية المهمة. فن البورتريه الواقعي يحظى بمكانة مهمة في الفن الغربي. المؤدون في الفنون الأخرى مثل الرقص، الموسيقى، المسرحيات وغيرها غالبا لا يقومون باخفاء هويتهم كما كان يستخدم من قبل، وقد تم تجاوز المواضيع الحساسة مثل الدين الو الجنس والذي كان يحظر الخوض فيها في الفن القديم.
تاريخ الكنيسة أو المسيحية هو تاريخ الحضارة الغربية، فقد أثرت المسيحية بشكل كبير على المجتمع ككل بما في ذلك الفنون واللغة والحياة السياسة وحياة الأسرة والموسيقى وحتى طريقة التفكير الغربية تلونت بتأثير المسيحية. ولذا فإن دراسة تاريخ الكنيسة يلبث اليوم موضوعًا هامًا جدًا.[31]
هناك سمة مميزة من سمات الثقافة الغربية هو التركيز على العلوموالتكنولوجيا، وقدرتها على توليد عمليات جديدة ومواد وقطع أثرية مادية.[43]
كان الغرب أن أول من عمل واكتشف قوة البخار وقام بتطويرها وتكييفها واستخدامها في المصانع، وعلى توليد الطاقة الكهربائية. بالإضافة إلى اختراع المحرك الكهربائي، الدينامو، والمحولات، والضوء الكهربائي، ومعظم الأجهزة الكهربائية المألوفة، كانت اختراعات من الغرب. المحرك الرباعي الأشواطومحرك ديزل من المنتجات التي نشأت وتطورت في وقت مبكر وكان في العالم الغربي. وتستمد المفاعل النووية تاريخها وعملها من المفعل النووي الأول الذي شيد في شيكاغو في عام 1942.
اخترعت جميع أجهزة الاتصالات وأنظمتة بما في ذلك الهاتفوالإذاعةوالتلفزيون والاتصالات، وسواتل الملاحة، والهاتف المحمول، وشبكة الإنترنت من قبل الغربيين.[44] بالإضافة إلى اكتشافات مثل قلم رصاص، قلم، صمام ثنائي باعث للضوء، عرض بلوري سائل، أنبوب الأشعة المهبطية، صور، آلة تصوير مستندات، اخترع الغربيين أيضًا طابعة ليزر، طابعة حبر نفاث، والبلازما وشاشة عرض وشبكة الويب العالمية.
وكان المقحل، الدارة المتكاملة ورقائق الذاكرة، والكمبيوتر هي منتجات غربيّة من الطراز الأول. اخترعت كل الكرونومتر القاطرة، الدراجات الهوائية، السيارات، الطائرات في الغرب. كذلك النظارات، والتلسكوب والمجهر والمجهر الإلكتروني، اكتشف علماء الغرب أنواع التسلسل اللوني والبروتين والحمض النووي، والتصوير المقطعي المحوسب، الرنين المغناطيسي، الأشعة السينية، والتحليل الطيفي للضوء، الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، وكلها وضعت في بادئ وتم تطبيقها في المختبرات والمستشفيات والمصانع الغربيّة.
في الرياضيات، علم حساب التفاضل والتكامل، الإحصاءات، المنطق، وغيرها من النظريات وضعت من قبل الغربيين. في علم الأحياء، والتطور، والكروموسومات والحمض النووي، وعلم الوراثة وطرق البيولوجيا الجزيئية هي مخلوقات من الغرب. في الفيزياء، وقد وضعت كل علم الميكانيكا وميكانيكا الكم، ونظرية النسبية، الديناميكا الحرارية، والميكانيكا الإحصائية من قبل الغربيين. الاكتشافات والاختراعات من قبل الغربيين في الكهرومغناطيسية وتشمل قانون كولوم (1785)، البطارية الأولى (1800)، وحدة الكهرباء والمغناطيسية (1820)، بيو، سفارت القانون (1820)، قانون أوم (1827)، والمعادلات وماكسويل (1871). وتم كشف النقاب عن كل ذرة، نواة، الإلكترونات، النيوترونات والبروتونات من قبل الغربيين.
في مجال التمويل، وضعف المحاسبة الدخول، والشركات ذات المسؤولية المحدودة، والتأمين على الحياة، وبطاقة شحن جميع استخدم لأول مرة في الغرب.
ومن المعروف أيضا أن الغربيين لاستكشافاتهم من الكرة الأرضية والفضاء. وكانت هذه البعثة أول من أبحر حول الأرض (1522) من قبل الغربيين، وكذلك أول من تطأ قدماه القطب الجنوبي (1911)، وأول إنسان يهبط على سطح القمر (1969). وكانت عملية الهبوط من الروبوتات على سطح المريخ (2004) وعلى الكويكب (2001)، والاستكشافات المسافر من الكواكب الخارجية (اورانوس ونبتون في عام 1986 في عام 1989) كل ما تحقق من الغربيين.
أبجدية لاتينية وتوزيع في العالم. المناطق الخضراء الداكنة تظهر هذه البلدان حيث الأبجدية اللاتينية هو السيناريو الوحيد الرئيسي. ويظهر الأخضر الفاتح البلدان حيث شارك الأبجدية، مع وجود مخطوطات أخرى