العالم الإسلامي له معان مختلفة. بالمعنى الديني، والإسلامي فإن الأمة الإسلامية تشير إلى أولئك الذين ينتمون إلى تعاليم الإسلام، ويشار إليهم بالمسلمين.أما بالمعنى الثقافي، فالأمة الإسلامية تشير إلى الحضارة الإسلامية، باستثناء غير المسلمين الذين يعيشون في كنف تلك الحضارة. في الجغرافيا السياسية يشير المعنى الحديث إلى الجغرافيا السياسية، ولاية الأمة الإسلامية عادة ما تشير مجتمعة إلى الدول ذات الأغلبية الإسلامية، الدول والمقاطعات.
على الرغم من أن أنماط الحياة الإسلامية تؤكد الوحدة والدفاع عن إخوانهم المسلمين، فإن المدارس والفروع (انظر خلاف سني شيعي، على سبيل المثال) قد وجدت في الماضي، فإن وحدة الإسلام والتيارات القومية قد أثرت على الوضع في العالم الإسلامي.
التاريخ الإسلامي يتضمن تاريخ العقيدة الإسلامية كدين وكمؤسسة اجتماعية. بدأ تاريخ الإسلام في الجزيرة العربية مع النبي الإسلامي محمد وبدأت تلاوات القرآن الأولى في القرن السابع في شهر رمضان.
لیلى ومجنون عامري يدرسان معا، من لوحة منمنمة فارسية.
والعصر الذهبي الإسلامي تزامن مع العصور الوسطى في العالم الإسلامي، بدءا من ظهور الإسلام وتأسيس الدولة الإسلامية الأولى في 622. في نهاية ذلك العصر تظهر بشكل مختلف كما حدث عام 1258 مع سقوط بغداد (1258) المنغولي، أو 1492 مع الانتهاء من سقوط الأندلس من مملكة غرناطة في الأندلس، شبه الجزيرة الايبيرية.خلال عهد الخليفة العباسي الأسطوري هارون الرشيد (786-809)، بيت الحكمة الذي افتتح في بغداد حيث سعى العلماء من مختلف أنحاء العالم لترجمة وجمع كل معارف العالم المعروف ونقلها إلى اللغة العربية. وقد تأثر العباسيين من قبل بالأوامر القرآنية والأحاديث، مثل إن «حبر عالما هو أكثر قدسية من دم الشهيد»، التي أكدت على قيمة المعرفة. العواصم الإسلامية الكبرى في بغداد، القاهرة، وقرطبة أصبحت المراكز الفكرية الرئيسية للعلم والفلسفة والطب والتعليم.[10] خلال هذه الفترة، كان العالم الإسلامي مجموعة من الثقافات. وتضافرت معا، وأسهمت في تقديم المعرفة المكتسبة من اليونانية القديمة، والحضارة الرومانية، والإمبراطورية الفارسية، الصينية، الهندية، المصري، وحضارات فينيقيا.[11]
تشكل أول كيان إسلامي في المدينة المنورة عندما هاجر رسول الإسلاممحمد من مكة وكون نواة دولة الإسلام التي بدأت تنمو وتتوسع بدخول الأفراد والقبائل في الإسلام. وبعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة أخذت الدولة الإسلامية في التوسع، فقد توافدت القبائل على الرسول معلنة إسلامها. ومع وفاة الرسول كانت دولة الإسلام تشمل الجزيرة العربية.
بدأت الدولة الأموية بتولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة واستمرت تسعين عاما. وشهدت هذه الفترة توسعاً كبيراً في العالم الإسلامي، فقد امتد في الشرق ليشمل إيرانوالهندوالصينوآسيا الوسطى، وامتد في الغرب إلى شمال أفريقياوالأندلس (إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا). وكان مركز الدولة في دمشق وكان الحكم وراثيا.
خلف العباسيون الأمويين، واستمرت دولتهم قوية وشاملة حتى القرن الرابع الهجري، ثم ضعفت وتفككت ونشأت في ظلها أو مستقلة عنها دول كثيرة، ثم قتل الخليفة العباسي على يد المغول عام 656هـ/1258م. وكان مركز الدولة في بغداد. امتد الإسلام في العهد العباسي في آسيا الوسطى متوغلا في أقاليم جديدة إضافة إلى تلك التي وصل إليها في العهد الأموي وفي غرب أفريقيا ووسطها وشرقها.
حكم المماليك بعد الأيوبيين، وشملت دولتهم مصر والشام والعراق، وكانت ثمة دول إسلامية مستقلة في أقاليم العالم الإسلامي المختلفة، مثل شمال أفريقيا والأندلس والهند والصين وآسيا الوسطى. وقد أعاد المماليك الخلافة العباسية اسميا، ولكن الحكم الفعلي كان بأيديهم، واستمرت دولتهم تحكم باسم العباسيين حتى عام 1517م عندما قضت عليها الدولة العثمانية. وكان مركز الدولة في القاهرة. امتد الإسلام في عهد المماليك في جميع أنحاء القارة الهندية وجنوب شرق آسيا وجنوب غرب أفريقيا، وخرجت الأندلس من العالم الإسلامي نهائيا عام 1492م.
خضعت معظم أنحاء العالم الإسلامي لاحتلال أوروبي، ثم استقلت بالتدريج. واليوم 56 دولة تجمعها منظمة المؤتمر الإسلامي، وللمسلمين تجمعات كبيرة في الهندوالصين. كما أن بعض الدول يمكن اعتبارها إسلامية وليست عضوا في منظمة المؤتمر الإسلامي، مثل البوسنة والهرسك، وإريتريا. اختفت الألقاب وخصوصا لقب الخليفةوالخلافة الإسلامية، بسقوط الدولة العثمانية وانتهاء حكمها للمشرق الإسلامي ورقعة كبيرة من أوروبا الشرقية. وعلى إثر الاستعمار الغربي للعديد من الدول الإسلامية، تفتت أقاليمٌ ودولٌ إلى دويلات. ودولٌ أخرى تغير نظام الحكم فيها إلى الملكيةوالجمهورية، ولم يبق من مصطلح «الأمة الإسلامية» إلا اجتماع سنوي للدول الإسلامية في منظمة تعرف باسم رابطة العالم الإسلامي، يصدر بعض أو الشجب والادانات لاعتداء على دولة مسلمة أو التوجيهات أو النصائح والتي غالبا ما لا تنفذ كتعطيل اتفاقيات الدفاع المشترك بين الدول الإسلامية وعدم التوصل لحلول إيجابية حقيقية لمشاكل وتحديات العالم الإسلامي.[وفقًا لِمَن؟]
في عام 2010م، كان 73% من سكان العالم المسلمين يعيشون في بلدان يشكل المسلمون غالبية سكانها، بينما عاش 27% من سكان العالم المسلمين في بلدان يشكل المسلمون فيها أقلية. السكان المسلمون في الهند هم أكبر أقلية مسلمة في العالم حيث يشكلون 11% من تعداد المسلمين في العالم.[12]
الطائفتان الرئيسيتان للإسلام هما الطائفتان السنيةوالشيعية. إنهم يختلفون بالدرجة الأولى حول كيفية حكم حياة الأمة ودور الإمام. الغالبية العظمى من المسلمين في العالم، ما بين 87% إلى 90% هم من أهل السنة والجماعة.[13]
والعالم الإسلامي موطن لبعض أقدم المجتمعات المسيحية في العالم،[20] وبعض أهم مدن العالم المسيحي، بما في ذلك ثلاثة من البطريركيات الخمس الكبرى (الإسكندرية وأنطاكيةوالقسطنطينية).[21] يتفق العلماء والمفكرون على أن المسيحيين قدموا مساهمات كبيرة في الحضارة العربية والإسلامية منذ دخول الإسلام،[22][23] وكان لهم تأثير كبير في المساهمة في ثقافة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومناطق أخرى.[24][25][26] تُشير تقديرات مركز بيو للأبحاث، أن أكثر من 64 مليون مسيحي، يعيشون في بلدان ذات أغلبية مسلمة (باستثناء نيجيريا) أو 144 مليون في حالة اعتبار نيجيريا من ضمن دول العالم الإسلامي سنة 2010. وبحسب دراسة منتدى بيو فإن إندونيسيا (21.1 مليون) بها أكبر عدد من المسيحيين في العالم الإسلامي، تليها كل من مصروتشادوكازاخستان.[27] بينما وفقًا لعدلي يوسف ومارتين توماس، أن حوالي 30 مليون مسيحي يعيشون في بلدان ذات أغلبية مسلمة سنة 2004، وأكبر تجمع منهم يعيشون في إندونيسيا، تليها مصر.[28] ينقسم سكان نيجيريا بالتساوي تقريبًا بين المسلمين والمسيحيين، إذ يبلغ عدد كل منهما أكثر من 80 مليون نسمة.[29]
وأكد منتدى بيو في دراسة له سنة 2010، تواجد أقليات هندوسية كبيرة ببنغلاديش (13.5 مليون) وإندونيسيا (4 ملايين) وباكستان (3.3 مليون) وماليزيا (1.7 مليون). بينما ماليزيا (5 ملايين) بها أكبر عدد من البوذيين في العالم الإسلامي.[12] والزرادشتيون أقدم مجتمع ديني متبقٍ في إيران.[34]
التعليم
كشفت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث عامَ 2016م عن الدين والتعليم في جميع أنحاء العالم، أن المسلمين لديهم أدنى متوسط مستويات التعليم بعد الهندوس، بمتوسط 5.6 سنة من التعليم المدرسي.[35] وحوالي 36% من جميع المسلمين ليس لديهم تعليم رسمي،[35] كما أن لدى المسلمين أدنى متوسط مستويات للتعليم العالي بالمقارنة مع المجموعات الدينية الرئيسية، حيث فقط 8% من مسلمي العالم لديهم شهادات دراسات عليا أو شهادة جامعية.[35] أعلى سنوات الدراسة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة وجدت في أوزبكستان (11.5)، والكويت (11.0) وكازاخستان (10.7).[35] بالإضافة إلى ذلك، فإن متوسط سنوات الدراسة في البلدان التي يشكل المسلمون الأغلبية فيها هو 6.0 سنوات من التعليم، والتي تتخلف عن المتوسط العالمي (7.7 سنة من الدراسة).[35] في الفئة العمرية الأصغر (25–34) التي شملها الاستطلاع، يتمتع الشباب المسلمون بأقل مستويات التعليم بالمقارنة مع المجموعات الدينية الرئيسية، بمتوسط 6.7 سنوات من التعليم، والذي يتخلف عن المتوسط العالمي (8.6 سنة من الدراسة).[35] ووجدت الدراسة أن المسلمين لديهم قدر كبير من عدم المساواة بين الجنسين في التحصيل العلمي، لأن النساء المسلمات لديهن في المتوسط 4.9 سنوات من التعليم؛ مقارنةً بمتوسط 6.4 سنوات من التعليم بين الرجال المسلمين.[35]
^"Region: Asia-Pacific". The Future of the Global Muslim Population. Pew Research Center. مؤرشف من الأصل في 2013-07-30. اطلع عليه بتاريخ 2012-01-03.
^"Region: Middle East-North Africa". The Future of the Global Muslim Population. Pew Research Center. مؤرشف من الأصل في 2013-07-25. اطلع عليه بتاريخ 2012-01-03.
^"Region: Sub-Saharan Africa". The Future of the Global Muslim Population. Pew Research Center. مؤرشف من الأصل في 2013-07-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-01-03.
^"Region: Europe". The Future of the Global Muslim Population. Pew Research Center. مؤرشف من الأصل في 2013-07-29. اطلع عليه بتاريخ 2012-01-03.
^"Region: Americas". The Future of the Global Muslim Population. Pew Research Center. مؤرشف من الأصل في 2013-07-30. اطلع عليه بتاريخ 2012-01-03.
^Jenkins، Philip (2020). The Rowman & Littlefield Handbook of Christianity in the Middle East. Rowman & Littlefield. ص. XLVIII. ISBN:9781538124185.
^Jacobsen، Douglas (2011). The World's Christians: Who they are, Where they are, and How they got there. John Wiley & Sons. ص. 423. ISBN:9781444397291.
^Hill, Donald. Islamic Science and Engineering. 1993. Edinburgh Univ. Press. (ردمك 0-7486-0455-3), p. 4
^C. Ellis، Kail (2017). Jews, Antisemitism, and the Middle East. Routledge. ص. 173. ISBN:9781351510721.
^Curtis، Michael (2018). Secular Nationalism and Citizenship in Muslim Countries: Arab Christians in the Levant. Springer. ص. 11. ISBN:9781351510721. Christian contributions to art, culture, and literature in the Arab-Islamic world; Christian contributions education and social advancement in the region.
^A. Youssef، Adly؛ Thomas، Martyn (2006). Copts in Egypt: A Christian Minority Under Siege: Papers Presented at the First International Coptic Symposium, Zurich, September 23-25, 2004. Vandenhoeck & Ruprecht. ص. 85. ISBN:9783857100406. There are some 30 million Christians who live in countries with Muslim majorities. The largest number live in Indonesia, some 15 million ...
^L. Elazar، Daniel (2020). Kinship and Consent: Jewish Political Tradition and Its Contemporary Uses. Routledge. ISBN:9781000677782. Today Turkish Jewry remains the largest Jewish community in the Muslim world.
^C. Held، Colbert (2008). Middle East Patterns: Places, People, and Politics. Routledge. ص. 109. ISBN:9780429962004. Worldwide, they number 1 million or so, with about 45 to 50 percent in Syria, 35 to 40 percent in Lebanon, and less than 10 percent in Israel. Recently there has been a growing Druze diaspora.