يعرف الحديث عند الشيعة بأنه: كلام يحكي قول المعصوم أو فعله أو تقريره.[1]
إن الشيعة الإمامية يعتقدون أن الحديث مصدر من مصادر العقيدة الإسلامية، وأصل من أصول الشريعة المُحمَّدية، وأن إِهماله إهمال للدين ومبادئه ، لذا كانوا وما زالوا يَجِدُّون ويجتهدون في نقد الحديث وتَمحِيصِهِ والاحتفاظ به، وبكل ما يَمُتُّ إلى الإسلام بسبب قريب أو بعيد
|
—الشيعة وأهتمامهم بعلم الحديث، مركز آل البيت العالمي للمعلومات
|
ألف الإمامية كتباً لجمع الحديث، وكتباً لرواة الحديث، وكتباً لنقد الحديث، ويحوي النوع الأول المعتقدات والأنباء، والأوامر والنواهي، وأنواع المعاملات تتصل بالتسلسل إلى المعصوم (الرسول أو الإمام)، والنوع الثاني يشتمل على أسماء الرواة، فيذكر كل راوٍ باسمه وصفاته، ويسمى هذا علم الرجال، وفي النوع الثالث يذكر فيه النظم العامة والقواعد الكلية لمعرفة الأحاديث الصحيحة من غيرها، ويسمى علم الدراية، والغرض من هذه الأنواع الثلاثة واحد، وهو إِثبات السنة النبوية بالطريق الصحيح.
لدى المسلمين الشيعة ثمانية كتب أحاديث رئيسية وهم ينقلون الحديث غالباً عن أهل البيت عن الرسول محمد بن عبد الله، كما يعد الحديث المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم.
حسب الاعتقاد الشيعي، أهل البيت هم فقط علي بن أبي طالب وزوجته فاطمة بنت محمد وأحد عشر إماماً من أبنائهم، وأن الله اجتباهم، وأنهم وهم وحدهم يعلمون كل الحديث ناسخه ومنسوخه، وأما الصحابة فلا يعلمون إلا قليلًا، إضافة إلى أن الشيعة لا يعتقدون بعدالة جميع الصحابة، ولا يقبلون روايات كثير من الصحابة بل ولا يقبلون روايات من بعض زوجات النبي ﷺ، إذ يتهمونهم بالفسق، كالوليد بن عقبة الذي نزلت فيه الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ٦﴾ [الحجرات:6][2][3][4]، أو يتهمونهم بأن لهم مواقف عدائية تجاه أهل البيت مثل عمرو بن العاص الذي شارك في في معركة صفين ضد علي بن أبي طالب الخليفة في ذلك الوقت وعائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول التي شاركت في معركة الجمل وغيرهم من الصحابة.
وهذا لا يمنع من أخذ الحديث من أمثال أبوذر الغفاري وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر وغيرهم ممن يصفهم الشيعة بالأصحاب العدول الذين أقروا للإمام علي بالولاية والخلافة.
رواية الصحابة
لا يأخذ الشيعة برواية كل الصحابة، لأن لهم رؤيتهم في الصحبة تختلف عن رؤية السنة، فالشيعة يرون أن فكرة عدالة جميع الصحابة هي فكرة خاطئة، لذا فهم لا يعتقدون بعدالتهم، فهم قد حارب بعضهم بعضاً ويزعمون أنهم فسق بعضهم بعضاً وكفر بعضهم بعضاً.[بحاجة لمصدر]
الصحابة الذين تقبل روايتهم
عمار بن ياسر وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعبد الله ومحمد وعبد الرحمن بن بديل وقيس بن سعد بن عبادة وعمر بن أبي سلمة وعبد الله بن عباس والعباس وعقبة بن النعمان الأنصاري جابر بن عبد الله الأنصاري وثعلبة بن عمد وأبو عمرة الأنصاري وأبو أيوب الأنصاري وبلال بن رباح والبراء بن عازب وحذيفة بن اليمان و إبراهيم أبو رافع وسهل وعثمان ابنا حنيف الانصاري وحكيم بن جبلة العبدي ومن النساء أم سلمة وماريا القبطية وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وغيرهم..
الصحابة الذين ترفض رواياتهم
أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله (وجميعهم من العشرة المبشرون بالجنة) ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عمر بن الخطاب وأبو هريرة وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وخالد بن الوليد وأنس بن مالك والأشعث بن قيس ومن النساء زوجته عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر وغيرهما[5] ..
أقسام الحديث
تنقسم الأحاديث عند الشيعة لقسمين: متواتر وآحاد[6]
الحديث المتواتر
ما ينقله جماعة بلغوا من الكثرة حَداً يمتنع اتفاقهم وتواطؤهم على الكذب، وهذا النوع من الحديث حجة يجب العمل به كحديث الغدير وحديث الثقلين وما شاكل.
الحديث الآحاد
أما حديث الآحاد فهو ما لا ينتهي إلى حَدِّ التواتر، سواء أكان الراوي واحداً أم أكثر، وينقسم حديث الآحاد إلى أربعة أقسام :
- أولاً : الحديث الصحيح، وقد عرفه زين الدين بن علي الجبعي العاملي في البداية بأنه ما أتصل سنده إلى المعصوم بنقل العدل الإمامي عن مثله في جميع الطبقات.[7]
- ثانياً : الحديث الحسن، وهو ما أتصل سنده إلى المعصوم بإمامي (شيعي) ممدوح مدحاً مقبولاً معتداً به غير معارض بذم من غير نص على عدالته مع تحقق ذلك في جميع مراتب رواة طريقه أو في بعضها بأنه كان فيهم واحد إمامي ممدوح غير موثق مع كون الباقي من الطريق من رجال الصحيح فيوصف الطريق بالحسن لأجل ذلك الواحد.[8]
- ثالثاً : الحديث الموثق، وهو ما اتصل سنده إلى المعصوم بمن نص الأصحاب على توثيقه مع فساد عقيدته (ليس شيعيا) بأن كان من أحد الفرق المخالفة للإمامة وأن كان من الشيعة مع تحقق ذلك في جميع رواة طريقه أو بعضهم مع كون الباقين من رجل الصحيح.[9]
- رابعاً : الحديث الضعيف، وهو ما لا يجتمع فيه شروط أحد الثلاثة المتقدمة، بأن يشتمل طريقه على مجروح بالفسق ونحوه، أو مجهول الحال، أو ما دون ذلك كالوضاع.
العمل بالحديث
قد أوجب علماء الشيعة العمل بالحديث الصحيح والحسن والموثق لقوة السند، والاعراض عن الضعيف لضعف السند، ولكنهم قالوا : إن الضعيف يصبح قوياً إذا اشتهر العمل به بين الفقهاء القدامى، لأن أخذهم بالضعيف مع علمنا بورعهم وحرصهم على الدين وقربهم من الصدر الأول يكشف عن وجود قرينة في الواقع اطلع أولئك الفقهاء عليها، وخفيت علينا نحن، ومن شأن هذه القرينة أن تجبر هذا الحديث. وتدل على صدقه في نفسه مع قطع النظر عن الراوي، كما أن القوي يصبح ضعيفاً إذا أهمله الفقهاء القدامى، فإن عدم عملهم به مع أنه منهم على مرأى ومسمع يكشف عن وجود قرينة تستدعي الاعراض عن هذا الحديث بالخصوص، وإن كان الراوي له صادقاً.[10]
ومن علامات الحديث المزور أن يكون مخالفاً لنص القرآن الكريم، أو لما ثبت في السنة النبوية، أو للعقل، أو ركيكاً غير فصيح، أو يكون إِخباراً عن أمر هام تتوافر الدواعي لنقله، ومع ذلك لم ينقله إلا واحد، أو يكون الراوي مناصراً للحاكم الجائر.
كتب الحديث
تأتي الكتب الأربعة في المرتبة الأولى لدى الشيعة ، وهي :
وتأتي الكتب الأربعة الثانية في المرتبة الثانية لدى الشيعة ، وهي:
أيضا هناك كتب أخرى مهمة ، منها :
كتب الرجال
ولتفاصيل أكثر أنظر كتب الشيعة
كتب الدراية
صحة الأحاديث
ليس كل ما تحويه كتب الحديث يعد صحيحا في منظور الشيعة . حيث أن الشيعة لا يقرون بصحة جميع الأحاديث الواردة في كتب الأحاديث ويجيزون الطعن في الأحاديث ورفضها إذا خالفت القرآن والعقل . وقد ألفت مؤخرا عدة مختصرات لهذه الكتب تحوي الأحاديث الصحيحة منها فقط . ومن هذه الكتب صحيح الكافي، وصحيح من لا يحضره الفقيه وغيرها.[13]
انظر أيضاً
وصلات خارجية
جامع الأحاديث
مصادر