باريس (بالفرنسية: Paris) وسمَّاها العرب سابقًا بَرِيش[27] هي عاصمة فرنسا وأكبر مدنها من حيث عدد السكان. تقع على ضفاف نهر السين في الجزء الشمالي من البلاد في قلب منطقةإيل دو فرانس. بلغ عدد سكانها 2,243,833 عام 2010 ضمن نطاقها الإداري فقط، بينما يربو عدد سكان المدينة مع ضواحيها على 12 مليون نسمة.
اسم باريس مستمد من سكانها الأوائل، وهم إحدى قبائل الغال ويعرفون بـباريسي. سميت المدينة لوتيتيا إبان العصر الروماني في الفترة ما بين القرن الأولوالقرن الرابع بعد الميلاد. إلا أنها سميت باريس مرة أخرى في عهد يوليان المرتد (360-363).[29] يعتقد أن اسم باريسي يأتي من الكلمة السلتية الغالية باريسو التي تعني الشعب العامل أو الحرفيون.[30]
هي دار سلطنة الفرنج، وبينها وبين مدينة روان نحو الثلاثة أيام، وطولها خمسة آلاف وخمسمائة خطوة وعرضها أربعة آلاف وخمسمائة خطوة، وبيوتها عالية، وكلها عامرة بالناس، وديار الأكابر مبنية بالحجر المنجور إلا أنه بطول الزمن يسوَد لون الحجر، وتقول النصارى أن أعظم مدن الدنيا القسطنطينية، ثم مدينة بريش، ثم مدينة اشبونة (لشبونة) ببلاد الأندلس.
لباريس العديد من الألقاب، حيث تعرف بمدينة الحب وعاصمة الموضة، لكن اللقب الأشهر للمدينة هو مدينة النور [31][32](La Ville-Lumière) وهو اللقب الذي حصلت عليه باريس لشهرتها كمركز للعلم والفكر خلال عصر التنوير وكذلك بسبب اعتمادها في وقت مبكر على نظام إضاءة الشوارع. عرفت باريس بمدينة النور في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما أزال البارون هوسمان المعين من قبل نابليون الثالث الشوارع والأحياء التي تعود للعصور الوسطى وقام بتحويل باريس إلى مدينة حديثة.[33]
التاريخ
البدايات
تعود أولى العلامات الأثرية الدالة على وجود مستوطنات دائمة إلى الفترة ما بين 4500-4200 قبل الميلاد.[34] حيث وجدت أدلة تعدّ من الأقدم من نوعها في باريس عام 1991 على استخدام تلك الشعوب البدائية القوارب.[35] (يوجد في متحف كَرْنَفَالِيه[الإنجليزية] بقايا ثلاثة من هذه القوارب الأثرية) [36] سكنت قبيلة باريسي -إحدى قبائل الغال- المنطقة الواقعة على ضفاف نهر السين في عام 250 قبل الميلاد تقريباً.[37][38] غزا الرومان باريس في عام 52 قبل الميلاد تقريباً[34] واستوطنوا فيها في أواخر القرن نفسه. سميت المدينة لوتيتيا في عهد الإمبراطورية الرومانية، ثم تغير اسمها إلى لوتيس.[39] توسعت المدينة بشكل كبير على مدار القرون التالية لتصبح مدينة مزدهرة تحتوي على القصور والحمامات والمعابد والمسارح.[40]
أدى انهيار الإمبراطورية الرومانية، جنباً إلى جنب مع الغزوات الجرمانية في القرن الخامس الميلادي إلى تراجع أهمية المدينة بشكل جلي. وفي حلول عام 400، هجرت «ليوتيس» من قبل العديد من سكانها وتضاءلت أهميتها. استعادت المدينة اسم باريس عام 360 تقريباً في نهاية عصر الاحتلال الروماني، عندما أُعلن يوليان المرتد إمبراطوراً.[41] تمّ هذا الإعلان في إيل دو لا سيتي وهي جزيرة واقعة في نهر السين. أقام يوليان في هذه المنطقة ثلاث سنوات، مما جعل من باريس العاصمة الفعلية للإمبراطورية الغربية.[42]
عصر الميروفنجيون
كانت منطقة باريس تحت سيطرة الفرنجة في أواخر القرن الخامس. جعل الملك الفرنجي كلوفيس الأول أول ملوك سلالة ميروفنجيون من باريس عاصمة لبلاده عام 508 وأعاد سكان المدينة إلى المسيحية مرة أخرى.[43] قام ملوك سلالة كارولنجيون بجعل مدينة آخن (الواقعة في ألمانيا في الوقت الحاضر) عاصمة للبلاد بدلاً من باريس، وكان ذلك في أواخر القرن الثامن الميلادي. تزامن هذا مع بدء غزوات الفايكنج في أوائل القرن التاسع.[43]
وقعت واحدة من أبرز غارات الفايكنج في 28 مارس 845، عندما غزت 200 سفينة إسكندنافية على طول نهر السين باريس، فقاموا بسرقة ونهب المدينة، [44] ولم يغادروها حتى حصلوا على أموال كثيرة قدمت لهم من قبل ولي العهد. تكررت الغزوات على المدينة مما اضطر يوديس -كونت باريس- إلى بناء حصن في إيل دو لا سيتي عام 885. إلّا أنّ المدينة عانت من حصار شديد استمر ما يزيد عن العام، انتهى في نهاية المطاف في عهد الملك الكارولنجيونيشارل البدين.[43] عاش التاج الفرنسي حالة من النزاع والاضطراب بعد إعلان يوديس نفسه حاكماً، واستمر ذلك حتى عام 987، حينما انتخب كونت باريس أوغو كابيه ملكاً على فرنسا. عادت باريس تحت حكم الملوك الكابيتيون عاصمة من جديد، ويرى العديد من المؤرخين أنّ تتويج أوغو كابيه كان لحظة ميلاد فرنسا الحديثة.[43]
العصور الوسطى وحتى القرن الثامن عشر
أصبحت باريس مدينة مزدهرة مع نهاية القرن الحادي عشر، وتوافد عليها العلماء والرهبان من أجل تبادل الأفكار، كما قام فيليب أوغست ببناء جامعة باريس عام 1200.[43] تصاعدت بعد ذلك قوة النقابات التي تسببت في قيام ثورة في البلاد بعد القبض على الملك الفرنسي من قبل الإنجليز عام 1356.[45] كان عدد سكان باريس حوالي 200,000 [46]عندما وصلها الموت الأسود عام 1348، الذي فتك ب800 شخص يومياً. كما توفي قرابة 40,000 بسبب الطاعون الدبلي عام 1466.[47] كما فتك الطاعون بالمدينة خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كان يزورها سنة كل ثلاث سنوات تقريباً.[48] خسرت باريس مكانتها باعتبارها مقراً لفرنسا بعد احتلالها من قبل الإنجليز إبان حرب المئة عام، لكنها عادت عاصمة للفرنسيين عندما استعادها شارل السابع، على الرغم من أن العاصمة الفعلية كانت فال دو لوار. استمر هذا الحال حتى قيام فرانسوا الأول بنقل مقر إقامته إلى باريس عام 1528.
قام هنري الرابع عام 1590 بفرض حصار باريس قوبلت بتلقيه تهديدات من فيليب الثاني ملك إسبانيا، فاعتنق هنري الكاثوليكية عام 1594، ورحبت به باريس ملكاً عليها.[45] أنفقت أسرة بوربون مبالغ طائلة من أجل إبقاء سيطرتها على المدينة فبنوا الجسور وغيرها.[45] على الرغم من ذلك، لم يكن أهل باريس سعداء بحكامهم، فقامت ثورة عمت أنحاء المدينة فرت على إثرها العائلة الحاكمة من المدينة. نقل لويس الرابع عشر فيما بعد مقر الإقامة الملكية إلى قصر فيرساي، وكان ذلك عام 1682.[45][51] نمت سمعة باريس في القرن الثامن عشر إبان عصر التنوير بسبب كتابات مثقفي المدينة أمثال: فولتيرودنيس ديدرو.[52]
الثورة الفرنسية
اليمين: اقتحام سجن الباستيل (1789); اليسار: خريطة باريس والمناطق المجاورة عام 1735.
في نهاية القرن الثامن عشر، كانت باريس المقر الرئيسي للثورة الفرنسية؛ كان موسم الحصاد سيئاً للغاية عام 1788 مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء بشكل هائل كما وصلت الديون إلى حد غير مسبوق.[53] في 14 يوليو 1789، جزع الباريسيون من الضغوطات التي مارسها الملك لويس السادس عشر على الجمعية التي شكلتها الطبقة الثالثة، فاقتحموا سجن الباستيل وهو رمز الحكم المطلق.[54] اشتعلت حينها الثورة ورفض الشعب مزاعم الملك بأنه يملك حقاً إلهياً لحكم البلاد. انتخب جان سيلفان بايي محافظاً على باريس في 15 يوليو 1789،[55] وبعدها بيومين اختير علم فرنسا الجديد المكون من ثلاثة ألوان: الأزرق والأحمر يمثلان باريس أما الأبيض فيمثل آل بوربون الذين ينحدر منهم لويس السادس عشر.[56]
أعلن قيام الجمهورية لأول مرة عام 1792. وفي السنة التي تلتها، أعدم كل من لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت في ميدان الكونكورد في باريس والذي كان مسرحاً للعديد من عمليات الإعدام. كانت المقصلة أكثر أدوات الإعدام استخداماً في تلك الفترة. ففي صيف عام 1794، أعدم أكثر من 1300 شخص في شهر واحد فقط. تشكل بعد ذلك مجلس مؤلف من خمسة أعضاء تولى إدارة البلاد حتى أطيح به بعد الانقلاب العسكري الذي قاده نابليون بونابرت الذي وضع حداً للثورة واختير فيما بعد في استفتاء عام[57]إمبراطوراً على فرنسا.[58]
بدأت كبرى عمليات التنمية في باريس مع الثورة الصناعية، فأنشأت شبكة متطورة من السكك الحديدية. أدى هذا النمو إلى زيادة عدد المهاجرين إلى المدينة على نحو غير مسبوق. تطورت باريس بشكل كبير في عهد الإمبراطورية الفرنسية الثانية تحت حكم نابليون الثالث. عَهَدَ نابليون الثالث تطوير باريس إلى البارون هوسمان، الذي أزال شوارع باريس الضيقة والمتعرجة التي تعود إلى العصور الوسطى مكوناً شبكة من الطرق الواسعة والواجهات الكلاسيكية الحديثة التي لا تزال تشكل جزءاً كبيراً من باريس الحديثة، مما أعطى المدينة رونقاً خاصاً. لم يؤد هذا التوسع إلى تجميل المدينة فقط، بل زاد من فعالية الجيش ويسّر استخدام المدفعية من أجل مواجهة أي ثورة قد تحدث مستقبلاً.[64]
سقطت الإمبراطورية الفرنسية الثانية خلال الحرب الفرنسية البروسية (1870-1871). استسلمت باريس المحاصرة تحت القصف الشديد في 28 يناير 1871. أبدى سكان باريس امتعاضاً شديداً من الهدنة المهينة التي وقعتها الحكومة الفرنسية القابعة في فرساي إلى تكوين حكومة كومونة باريس مدعومةً بجيش مكون من أعداد كبيرة من أعضاء الحرس الوطني السابقين. قام هذا الجيش بمقاومة القوات البروسية، إلى جانب جيش حكومة فرساي.[65] سقطت حكومة كومونة باريس بعد أسبوع دموي أعدم فيه قرابة 20,000. انتهت الحرب على إثر ذلك في 28 مايو 1871.[66] كان تصميم البارون هوسمان سبباً في انتصار جيش فرساي.[67]
تزايدت أهمية باريس في أواخر القرن التاسع عشر حتى أصبحت مركزاً للتكنولوجيا والتجارة والسياحة والعمارة، [68] حيث يعد برج إيفل -الذي ظل أطول مباني العالم حتى عام 1930-[69] أشهر الأدلة الدالة على تطور العمارة في باريس في تلك الفترة. كما افتتح مترو باريس عام 1900.[70]
خلال الحرب العالمية الأولى، كانت باريس في طليعة المدن المشاركة في الحرب. نجت المدينة من الغزو الألماني بعد انتصار القوات الفرنسية البريطانية على ألمانيا في معركة المارن الأولى عام 1914 التي وقعت على مقربة من المدينة.[71] في 1918-1919، كانت باريس مسرحاً لانتصار الحلفاء وكذلك مفاوضات السلام. في الفترة ما بين الحربين العالميتين، اشتهرت باريس بتجمعاتها الثقافية والفنية والحياة الليلية. كما أصبحت المدينة مركزاً لتجمع الفنانين من جميع أنحاء العالم، من المؤلف الموسيقي الروسي إيجور سترافينسكي إلى الرسام الإسباني بيكاسو ومن الكاتب الأمريكي إرنست همينغوي إلى الرسام الإسباني سلفادور دالي.[72][73]
في 14 يونيو 1940، بعد 5 أسابيع من معركة فرنسا، سقطت باريس في يد القوات الألمانية.[74] مر الألمان بجوار قوس النصر في الذكرى ال140 لانتصار نابليون بونابرت في معركة مارينغو.[75] ظلت القوات الألمانية في باريس حتى تحررها في أغسطس عام 1944 بعد شهرين ونصف من غزو نورماندي.[76] لم يصب وسط باريس بأذى ملحوظ خلال الحرب العالمية الثانية، حيث لم يكن هناك أهداف إستراتيجية لقاذفات الحلفاء، فالمصانع الكبرى كانت تقع في ضواحي المدينة كما لم تكن السكك الحديدية عرضة للأذى. وعلى الرغم من أوامر هتلر بتدمير المدينة بمعالمها التاريخية، إلا أن القائد الألماني ديتريش فون شولتيتز رفض؛ ما أكسبه لقب «محرر باريس».[77]
في حقبة ما بعد الحرب، شهدت باريس تطوراً هو الأكبر من نوعه منذ عام 1914. بدأت ضواحي المدينة تتسع بشكل واضح، وبنيت مجمعات كبيرة في المدينة عرفت باسم (cités)، وكذلك إنشاء لا ديفونس (أكبر منطقة أعمال متخصصة في أوروبا).[78] كم تم بناء شبكة مترو الأنفاق (RER) من أجل الوصول إلى الضواحي البعيدة في المدينة. كما وطورت شبكة من الخطوط السريعة لخدمة ضواحي باريس.[79]
منذ سبعينيات القرن الماضي، شهدت العديد من ضواحي باريس (خاصة الشمالية والشرقية) انخفاضاً في النشاط الصناعي، وأصبحت مركزاً لتجمع المهاجرين وارتفعت فيها نسبة البطالة، بينما كانت الضواحي الغربية والجنوبية قد تحولت من مناطق تعتمد على الصناعات التقليدية، إلى مناطق متطورة تعتمد على الصناعات التكنولوجية الفائقة. ترتب على ذلك أن أصبح نصيب الفرد من الدخل في هذه المناطق هو الأعلى في فرنسا، وبين أعلى المعدلات في أوروبا.[80][81] أدى اتساع الفجوة الاجتماعية بين هاتين المنطقتين إلى وقوع اضطرابات دورية في منتصف الثمانينات، وكذلك وقوع أعمال شغب عام 2005 تركزت في الضواحي الشمالية والشرقية في الغالب.[82]
القرن الواحد والعشرون
يجري الآن تنفيذ مشروع تجديد حضري هائل (Grand Paris) الذي بدأ عام 2007 من قبل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. يتألف Grand Paris من مشاريع اقتصادية وبيئية وثقافية ومشاريع تحسين الإسكان والنقل. من أجل توحيد الأراضي وتنشيط اقتصاد العاصمة. واحد من أكبر هذه المشاريع هو مشروع بناء مترو جديد يتألف من 200 كم من الخطوط السريعة التي تربط مناطق باريس الكبرى مع بعضها البعض بتكلفة 26.5 مليار يورو، ومن المفترض الانتهاء من هذا المشروع بحلول عام 2030.[83]
الجغرافيا
تقع مدينة باريس في وسط شمال فرنسا وتمتد على نطاق واسع على ضفتي نهر السين.[84] تبعد باريس براً حوالي 450 كم إلى الجنوب الشرقي من لندن، وتبعد 287 كم إلى الجنوب من كاليه، وتبعد 305 كم إلى الجنوب الغربي من بروكسل، بينما تبعد 774 كم إلى الشمال من مارسيليا، وتقع على بعد 385 كم إلى الشمال الشرقي من نانت.[85] تضم باريس جزيرتين: إيل سان لويس وكذلك إيل دو لا سيتي التي تعد أقدم أجزاء المدينة. باريس مدينة مستوية بشكل عام، ترتفع أخفض بقاع المدينة 35 متر عن سطح البحر. تحوي باريس عدة تلال، أطولها تلة مونمارتر التي ترتفع 130 متر عن سطح البحر.[86]
تبلغ مساحة باريس حوالي 87 كم مربع باستثناء غابة بولونياوغابة فانسن، مطوقة بطريق دائري (بوليفار بيريفيريك) يبلغ طوله 35 كم.[87] توسعت حدود باريس التي بلغت مساحتها 78 كم مربع عام 1860، لتصل إلى 86.9 كم مربع في عشرينيات القرن الماضي. ضمت غابة بولونياوغابة فانسن إلى مدينة باريس رسمياً عام 1929، فبلغت بذلك مساحة المدينة 105 كم مربع.[88] بينما تبلغ مساحة منطقة باريس الحضرية 2,300 كم مربع.[84]
المناخ
وفقا لتصنيف كوبن للمناخ، تتمتع باريس بمناخ محيطي، نموذجي لأوروبا الغربية. يتميز هذا النوع من المناخ بشتاء بارد به أمطار متكررة وسماء ملبدة بالغيوم، وصيف معتدل إلى دافئ. درجات الحرارة الحارة جدا والباردة جدا والطقس الشديد نادرة في هذا النوع من المناخ.[89]
عادة ما تكون أيام الصيف دافئة وممتعة مع متوسط درجات حرارة بين 15 و25 درجة °مئوية (59 و77 درجة °فهرنهايت)، ومصحوبة بقدر لا بأس بها من أشعة الشمس.[90] على الرغم من ذلك، كل عام، هناك بضعة أيام ترتفع فيها درجة الحرارة عن 32 درجة °مئوية (90 درجة °فهرنهايت). تحدث فترات أطول من الحرارة الشديدة أحيانا، مثل موجة الحرارة عام 2003 عندما تجاوزت درجات الحرارة 30 درجة °مئوية (86 درجة °فهرنهايت) لأسابيع، ووصلت إلى 40 درجة °مئوية (104 درجة فهرنهايت) في بعض الأيام ونادرا ما تنخفض في الليل.[91] عادة ما يكون للربيعوالخريف، في المتوسط، أياما معتدلة وليالي منعشة ولكنها متغيرة وغير مستقرة.[92] أما في الشتاء، فتكون أشعة الشمس نادرة؛ الطقس بارداً في النهار، لكن لا تصل درجة الحرارة إلى ما دون الصفر غالبا. حيث يكون متوسط درجات الحرارة الدنيا 3 درجة °مئوية (37 درجة °فهرنهايت).[93] انخفاض درجات الحرارة إلى حد الصقيع أمر شائع جداً في باريس، لكن درجة الحرارة لا تنخفض إلى ما دون −5 °مئوية (37 °فهرنهايت) إلا لبضعة أيام سنويا. تساقط الثلوج في المدينة لا يحدث كثيرا، لكن المدينة ترى الثلج أحيانا سواء تراكم أم لم يتراكم.[94]
تتساقط الأمطار على باريس على مدار العام. يبلغ معدل هطول الأمطار السنوي 652 ملم، تتساقط على شكل أمطار خفيفة موزعة إلى حد ما على مدار السنة. ومع ذلك، تشتهر المدينة بأمطار غزيرة متقطعة ومفاجئة.[95][96][97] أعلى درجة حرارة سجلت في المدينة كانت 42.6 °مئوية (108.7 °فهرنهايت) في 25 يوليو 2019، بينما أخفض درجة حرارة سجلت كانت −23.9 °مئوية (−11.0 °فهرنهايت) في 10 ديسمبر 1879.[98]
البيانات المناخية لـباريس، ارتفاع: 75 م (246 قدم)، معدل 1991–2020
المصدر #1: خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الفرنسية (الأيام المثلجة 1981–2010)،[99] Infoclimat.fr (الرطوبة النسبية 1961–1990)[100]
المصدر #2: Weather Atlas (النسبة المئوية لأشعة الشمس ومؤشر الأشعة فوق البنفسجية)[101]
السكان
بلغ عدد سكان باريس 2,234,105 وفقاً لإحصائيات عام 2009.[102] ارتفع إلى 2,243,833 عام 2010. لكنه ما زال بعيداً نوعاً ما عن الذروة التاريخية التي وصل إليها عدد سكان المدينة عام 1921، حين بلغ عددهم أكثر من 2.9 مليون نسمة.[103] أهم العوامل التي أدت إلى انخفاض عدد سكان المدينة كانت الانخفاض الكبير في حجم الأسرة الباريسية، والهجرة السكانية الكبيرة التي اتجهت إلى ضواحي المدينة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. أسباب هذه الهجرة عديدة أهمها انخفاض النشاط الصناعي وارتفاع أسعار الإيجار في المدينة. كان انخفاض عدد سكان باريس واحداً من الأكبر من نوعه بين مدن العالم; لذلك سعت إدارة المدينة جاهدة من أجل الحفاظ على سكان العاصمة الفرنسية، ونجحت في ذلك إلى حد ما. حيث أظهرت إحصائيات يوليو 2004 ارتفاعاً في عدد سكان المدينة للمرة الأولى منذ عام 1954، بواقع 2,144,700 نسمة.
باريس هي واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في العالم.[104] تبلغ الكثافة السكانية للمدينة من دون احتساب غابتي بولونيا وفانسن 24,448 نسمة/ كم مربع وفقاً لإحصائيات عام 1999. ولا يمكن مقارنة هذا الرقم إلا مع بعض المدن الآسيوية الكبرى، وكذلك منهاتن في نيويورك. أما مع احتساب الغابتين، فإن الكثافة السكانية ستبلغ 20,169 نسمة/ كم مربع. تكون باريس بذلك خامس أكبر البلديات الفرنسية كثافة بعد لو بري سان جيرفيه، وفانسين، ولوفالوا-بيري، وسان مانديه، علماً بأن جميع هذه البلديات تقع ضمن حدود المدينة.
في تعداد باريس السكاني عام 1999، 19.4% من السكان ولدوا خارج فرنسا. وفقاً لنفس الإحصاء، 4.2% من سكان منطقة باريس الحضرية كانوا مهاجرين حديثين (الذين هاجروا بين عامي 1990-1999)، معظمهم من قارة آسياوأفريقيا. يعيش حوالي 37% من المهاجرين الذين يعيشون في فرنسا في منطقة باريس.[105] بدأت موجة الهجرة الدولية الأولى إلى باريس في عشرينيات القرن التاسع عشر مع قدوم الفلاحين الألمان الفارّين من الأزمة الزراعية في بلادهم. تبعها موجات هجرة متتالية حتى يومنا هذا متمثلة في الإيطاليينويهودأوروبا الوسطى الذين هاجروا خلال القرن التاسع عشر. ومن ثم الروس بعد ثورة 1917، وكذلك الأرمن الفارين من مذابح الأرمن التي نفذت من قبل الدولة العثمانية.[106] أما في فترة الحرب العالمية الأولى، فازدادت هجرة سكان المستعمرات، وبعدها البولنديون في فترة ما بين الحربين. تلاهم الإسبانوالإيطاليونوالبرتغاليون وسكان شمال أفريقيا من خمسينيات إلى سبعينيات القرن الماضي. تلا ذلك موجة من هجرة يهود شمال إفريقيا بعد استقلال بلادهم. أما الآن فغالبية المهاجرين من الآسيويين والأفارقة.[107]
مدينة باريس مدينة شابة نسبياً; حيث أنه وفقاً لإحصائية عام 2008، كانت نسبة السكان الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة 46%.[108] وهي بذلك أعلى من المعدل الوطني الذي يبلغ 41.8%.[109]
الإدارة
تقسم مدينة باريس إلى 20 دائرة أو منطقة إدارية. بصفتها عاصمة الجمهورية الفرنسية، باريس هي مقر الحكومة الوطنية في فرنسا. يقيم رئيس الجمهورية في قصر الإليزيه الواقع في الدائرة الثامنة.[110] تقع الوزارات الحكومية في مناطق مختلفة من المدينة، لكن معظمها يقع في الدائرة السابعة.
تقع أعلى المحاكم الفرنسية في باريس. حيث أن محكمة النقض أعلى المحاكم في التسلسل القضائي والتي تستعرض القضايا الجنائية والمدنية تقع في قصر العدل (Palais de Justice) في منطقة إيل دو لا سيتي.[112] في حين أن مجلس الدولة -الذي يقوم بالمشورة القانونية للسلطة التنفيذية وهو أعلى المحاكم في النظام الإداري، والذي يقوم برفع الدعاوي ضد الهيئات العامة- يقع في القصر الملكي (Palais Royal) في الدائرة الأولى.[113] كذلك يجتمع المجلس الدستوري والسلطة العليا في جناح مونبنسيه في القصر الملكي.[114] كل دائرة من الدوائر الإدارية العشرين تملك مجلس بلدية خاص بها ومجلس منتخب، الذي بدوره يقوم بانتخاب رئيس البلدية.[115] يتم اختيار مجموعة أعضاء من كل مجلس دائرة إدارية لتكوين مجلس باريس الإداري، الذي بدوره يقوم بانتخاب عمدة باريس.
نمو مدينة باريس لم يغير من شكلها الدائري الأولي.[84] فمدينة باريس التي تقع في منتصف منطقة إيل دو فرانس والتي أصبحت بلدية منذ عام 1834 (ولفترة قصيرة بين عامي 1790 و1795) كانت بنصف حجمها الحالي فقط في ذلك الوقت، وكانت تتألف من 12 دائرة إدارية فقط.[117] لكن ضمت البلديات المجاورة لباريس فيما بعد لتكوّن 20 دائرة إدارية، وما زالت المدينة على حالها منذ ذلك الوقت.
باريس هي المركز الاقتصادي الرئيس في فرنسا. ففي عام 2011، كان الناتج المحلي الإجمالي 670 مليار يورو (845 مليار دولار)، [118] وبهذا لا تكون أغنى مناطق فرنسا فحسب، بل تكون أكبر خامس مدينة في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي بعد طوكيو، ونيويورك، ولوس أنجلوس، ولندن؛ مما جعل من باريس محركاً للاقتصاد العالمي. ولو كانت باريس دولة، لكانت في المركز السابع عشر في قائمة أقوى اقتصادات العالم، حيث أن اقتصاد المدينة أكبر من الاقتصاد التركي والهولندي، ومقارب للاقتصاد الإندونيسي. وفي حين أن سكان منطقة باريس الحضرية مثلوا 18.8% من سكان فرنسا عام 2011،[119] فإن الناتج المحلي الإجمالي للمدينة مثل 31% من ناتج فرنسا.[118] تتركز الثروة بشكل كبير في ضواحي المدينة الغربية، لا سيما نويي-سور-سين وهي إحدى أغنى مناطق البلاد.[120]
تحول اقتصاد باريس تدريجياً إلى اقتصاد يعتمد على صناعة الخدمات ذات القيمة العالية مثل الخدمات المالية وخدمات تكنولوجيا المعلومات. كما أصبح يعتمد على الصناعة التكنولوجية الفائقة مثل صناعة الإلكترونيات والبصريات وغير ذلك. ومع ذلك، حلت باريس في المركز الثاني على مستوى القارة الأوروبية بعد برلين في مؤشر المدن الأوروبية الخضراء عام 2009.[121] تتركز الأنشطة الاقتصادية في باري في وسط هوت دو سين وكذلك منطقة لا ديفونس مما حوّل مركز باريس الاقتصادي إلى الجزء الغربي من المدينة، وتحديداً في المثلث الذي زواياه قصر غارنييه، ولا ديفونس، وفال دو سين. في حين يهيمن قطاع الخدمات على الاقتصاد الباريسي، ما زالت باريس مركزاً صناعياً هاماً في أوروبا، خصوصاً في مجال صناعة السيارات والطائرات والإلكترونيات. تحتضن منطقة باريس مقر 33 شركة من شركات فورتون العالمية ال500.[122] وبهذا العدد تكون منطقة إيل دو فرانس الثانية على مستوى العالم بعد منطقة كانتو.[123]
أشار تعداد باريس السكاني عام 1999 إلى أنه من بين 5,089,170 موظف يقيمون في منطقة باريس الحضرية، عمل 16.5% منهم في قطاع الخدمات التجارية، و13.0% في التجارة (تجارة التجزئة والجملة)، و12.3% في الصناعات التحويلية، و10.0% في الإدارة العامة وشؤون الحماية والدفاع، و8.7% في الخدمات الصحية، و8.2% في مجال النقل والمواصلات، و6.6% في التعليم، و24.7% عملوا في العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى. 17.9% من العاملين في قطاع الصناعات التحويلية يعملون في مجال الصناعات الإلكترونية والكهربائية، و14.0% في مجال الطباعة والنشر، أما البقية فيعملون في مجالات صناعية أخرى. توظف الخدمات المتعلقة بالسياحة 6.2% من القوى العاملة في باريس، و3.6% من جميع العاملين في منطقة باريس. تتراوح نسبة البطالة في الأحياء المليئة بالمهاجرين 20% إلى 40%، وفقاً لمصادر مختلفة.[105]
تستضيف باريس حوالي 28 مليون سائح سنوياً، [124] 17 مليون منهم سياح أجانب، [125] مما يجعل المدينة الوجهة السياحية الأولى في العالم.[126][127] تمتلك المدينة 4 مواقع من مواقع التراث العالمي. تضم باريس العديد من المتاحف والأماكن التاريخية الجاذبة للسياح; مما حفز الحكومة الفرنسية إلى إنشاء المزيد منها. أهم متاحف المدينة هو متحف اللوفر الذي يستقبل 8 ملايين زائر سنوياً، مما يجعله أكبر المتاحف من حيث عدد الزوار في العالم بفارق شاسع عن أقرب منافسيه.[128] كما تمتلك باريس عدداً من الكاتدرائيات الجاذبة للسياح، أهمها كاتدرائيةنوتردام دو باري التي تستضيف 12 مليون سائح سنوياً. أما برج إيفل أشهر معالم المدينة على الإطلاق، فإنه يستقبل في المتوسط أكثر من 6 ملايين سائح سنوياً، [129] واستضاف أكثر من 200 مليون سائح منذ بنائه.[130] كما تعد ديزني لاند باريس وجهة سياحية رئيسية لجميع زوار القارة الأوروبية وليس زوار باريس فحسب، حيث استقبلت 14.5 مليون سائح عام 2007. كثير من فنادق ومطاعم باريس أصبحت تعتمد اعتماداً كبيراً على السياحة.
إن مظهر باريس الحالي هو نتيجة لمشروع حضري هائل حدث في منتصف القرن التاسع عشر حوّل المدينة إلى مدينة حديثة. كانت باريس لقرون مدينة مليئة بالشوارع المتعرجة والأحياء الضيقة والمنازل نصف الخشبية. ولكن مع ظهور مشروع هوسمان، هدمت مناطق كاملة من أجل توسيع الشوارع التي زينت بمباني حجرية كلاسيكية فخمة. ولم تشهد القوانين المختصة في هذا المجال كثيراً من التغييرات منذ القرن التاسع عشر ومازالت خطط الإمبراطورية الثانية تتّبع. ينظم القانون في باريس إلى الآن واجهات المباني في المدينة لتتناسب مع عرض الشارع، وكذلك ينظم طول المباني، وقد يكون ضرباً من المستحيل الحصول على موافقة لبناء مبنى أطول مما يحدده القانون حفاظاً على جمال العاصمة الفرنسية.[131]
الكنائس هي أقدم مباني باريس التي بقيت على حالها، التي تظهر العمارة القوطية في أفضل حالاتها كما هو الحال في نوتردام دو باري أحد أكبر عوامل الجذب السياحي لباريس.[132] كان النصف الثاني من القرن التاسع عشر عصر الإلهام المعماري في المدينة، وهي الفترة التي شهدت بناء العديد من التحف المعمارية، على مقدمتها برج إيفل الذي بني عام 1889 ولا يزال رمز المدينة وأطول مبانيها.[133] تقع العديد من المؤسسات الهامة خارج حدود المدينة، مثل ديزني لاند التي تبعد قرابة 30 كم إلى الشمال الشرقي من وسط المدينة، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات التعليمية التي تكمن في الضاحية الجنوبية.
الفن
لقرون عديدة، اجتذبت باريس الفنانين من جميع أنحاء العالم، الذين قدموا إلى المدينة لتثقيف أنفسهم وللإستلهام من كمية الموارد وصالات العرض المتوفرة فيها. نتيجة لذلك، اكتسبت باريس سمعة عالمية وأضحت تسمى مدينة الفن.[134] كان للفنانين الإيطاليين أثر عميق في تطوير الفن في باريس خلال القرنين السادس والسابع عشر، خصوصاً في مجال النحت والنقوش. بات الرسم والنحت فخر الملكية الفرنسية وقامت العائلة المالكة بتكليف العديد من الفنانين الباريسيين لتزيين قصورهم خلال عصر الباروك الفرنسي. وفي عام 1648، تم تأسيس أكاديمية الرسم والنحت من أجل استيعاب الكم الهائل من الأعمال الفنيّة في العاصمة الفرنسية، والتي ظلت مدرسة الفن الأولى في فرنسا حتى عام 1793.[135]
متحف اللوفر هو أهم متاحف العالم وأكثرهم شهرة، حيث يضم العديد من الأعمال الفنية، مثل لوحة الموناليزا وتمثال فينوس دي ميلو.[137] يوجد في باريس المئات من المتاحف. هناك متحف بيكاسو الذي يعرض أعماله، [138] ومتحف رودان الذي يعرض أعمال أوغوست رودان.[139] يتم الاحتفاظ بالأعمال الفنية من العصور الوسطى ولوحات عصر الانطباعية في متحف العصور الوسطى الوطني[140]ومتحف أورسيه على التوالي. كما افتتح في يونيو 2006 أحدث متاحف فرنسا وثالث أكبرها (متحف كاي دو بارنلي) الذي يضم تحفاً فنية من جميع قارات العالم، خصوصاً من وسط أمريكا.[141]
هاجر الروائي الأمريكي إرنست همينغوي إلى باريس كما فعل العديد من الكتاب الآخرون آنذاك، مثل الإيرلندي جيمس جويس، والإيرلندي الآخر صمويل بيكيت، والأمريكية جيرترود شتاين. وبينما كان إرنست في باريس، كان قد كتب العديد من الروايات أهمها: ثم تشرق الشمسوانديان كامب.[146] أما جيمس جويس فقد هاجر إلى باريس وعاش فيها قرابة عشرين سنة، منهياً رواية عوليس في العاصمة الفرنسية.[147][148]
تشتهر باريس بمطبخها الراقي وطعامها المعد بدقة والمقدّم غالباً مع النبيذ الفاخر ويعد في المطاعم والفنادق باهظة الثمن. في عام 2013، كان في باريس 85 مطعم ذا نجمة ميشلان، وهي بذلك الثانية على مستوى العالم بعد العاصمة اليابانية طوكيو، [149] و10 مطاعم ذات 3 نجوم ميشلان، وهذه الجائزة (نجوم ميشلان الثلاثة) هي أهم الجوائز التي قد تمنح لمطعم على الإطلاق. أدّى تطور السكك الحديدية في أواخر القرن التاسع عشر إلى جعل باريس مركزاً من المناطق المختلفة من فرنسا باختلاف مطابخها; مما أدّى إلى جعل مطبخ باريس مطبخاً متنوعاً. يوجد في باريس أكثر من 9,000 مطعم في الوقت الحاضر.[150]
الدين
مثل بقية فرنسا، مدينة باريس ذات غالبية كاثوليكية منذ العصور الوسطى، على الرغم من أن الحضور الديني ضعيف في الوقت الحاضر. في بداية القرن العشرين، كانت باريس أكبر مدينة كاثوليكية في العالم.[151] كان هناك نوع من عدم الإستقرار السياسي في الجمهورية الفرنسية الثالثة بسسب الخلافات حول دور الكنيسة في المجتمع.[152]الدستور الفرنسي لا يذكر الانتماءات الدينية للأفراد ويسمح بحرية ممارسة أي دين شريطة أن تكون هذه المسألة شخصية.[153] ولا يوجد إحصائيات رسمية لانتشار الأديان في فرنسا وذلك يرجع إلى علمانية الدولة الفرنسية.[154][155] لكن وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها منظمة «آي إف أو بي» عام 2011، وهي منظمة أبحاث في الرأي العام الفرنسي، فإن 65% من سكان منطقة باريس عرفوا أنفسهم بأنهم مسيحيون، منهم حوالي 61% قالوا أنهم على المذهب الكاثوليكي، على الرغم من أن 15% قالوا أنهم كاثوليك ممارسين في حين قال 46% أنهم من الكاثوليك غير الممارسين. في نفس الاستطلاع، عرَّف 7% من السكان أنفسهم كمسلمين، وحوالي 4% كبروتستانت، وحوالي 2% كيهود، وحوالي 25% بدون دين.[156]
كما يوجد في باريس العديد من المساجد الموزعة في أنحاء المدينة أهمها مسجد باريس الكبير الذي بدأ باستقبال المصلّين منذ عام 1926. وفقًا لإحصائية قام بها المعهد الفرنسي للرأي العام سنة 2008 وجدت أنّ 7% من سكان باريس هم من المسلمين، وتعود أصول الغالبيّة العظمى منهم إلى دول المغرب العربي خصوصاً الجزائروالمغربوتونس.[162] وأفاد مسح المؤسسة الفرنسية للرأي العام في عام 2008 أن 25% من المهاجرين من هذه البلدان ذات الغالبية المسلمة يذهبون بانتظام إلى المسجد. وحوالي 41% يمارسون الدين بإنتظام، في حين أن 34% لا يمارسون الدين بإنتظام.[163][164] وتقدر أعداد اليهود في باريس سنة 2014 بحوالي 282,000 أو 2% من مجمل سكان باريس؛ وتعد الجاليّة اليهودية في باريس أكبر تجمع لليهود في العالم خارج إسرائيلوالولايات المتحدة.[165]
التعليم والصحة
التعليم
تمتلك باريس أعلى نسبة من السكان الحاصلين على تعليم عالي. في عام 2009، حوالي 40% من الباريسيين كانوا حاملين لشهادة ليسانس أو أعلى، وهي أعلى نسبة في فرنسا.[166] في حين أن نسبة السكان غير الحاملين لشهادة دبلوم كانت 19%، وهي ثالث أدنى نسبة في البلاد.
في أوائل القرن التاسع الميلادي، كلّف الإمبراطور شارلمان جميع الكنائس بإعطاء رعاياهم دروساً في القراءة والكتابة والحساب. كما كلّف الكاتدرائيات بتوفير مستوى تعليمي أعلى يشمل دراسة اللغةوالفيزياءوالموسيقىواللاهوت. في ذلك الوقت، كانت باريس إحدى أكبر مدن البلاد بالفعل وكانت شهرتها تزداد شيئاً فشيئاً كمركز تعليمي. بحلول القرن الثالث عشر، كان لدى كاتدرائية نوتردام الواقعة في إيل دو لا سيتي العديد من المعلمين المعروفين، أثارت بعض تعاليمهم جدلاً مما أدّى إلى تأسيس جامعة منفصلة على الضفة اليسرى من النهر سميت جامعة سانت جينيف، التي أصبحت مركز الدراسات في الحي اللاتيني في باريس، وتبعها بعد ذلك جامعة السوربون.[167] أما في الوقت الحاضر، يوظف التعليم في باريس ومنطقة إيل دو فرانس حوالي 330,000 موظف، منهم حوالي 170,000 أستاذ وبروفيسور يدرسون 2.9 مليون طالب في أكثر من 9,000 مدرسة ومعهد.[168] وتحتضن باريس مجموعة من أعرق وأرقى مدارس البلاد.
يتم توفير معظم خدمات الرعاية الصحية والخدمات الطبية الطارئة في مدينة باريس وضواحيها من قبل نظام المساعدة العامة-مستشفيات باريس، وهو نظام مستشفيات عام يوظف قرابة 90,000 موظف (بما في ذلك موظفي الدعم والإداريين) موزعين في 44 مستشفى، [174] وهو أكبر نظام مستشفيات في أوروبا. يوفر هذا النظام الرعاية الصحية، والتدريس، والبحوث، والوقاية، والخدمات الطبية الطارئة وذلك في 52 فرع من فروع الطب. ويوظف حوالي 15,800 طبيب في 44 مستشفى، ويتلقى أكثر من 5.8 مليون مريض سنوياً.[174]
من أهم مستشفيات باريس مستشفى أوتيل ديو الذي قيل أنه تأسس عام 651، ويكون بذلك أقدم مستشفيات العاصمة الفرنسية.[175] وهناك أيضاً مستشفى الشاريتي، والمستشفى الأمريكي في باريس والعديد من المستشفيات الأخرى.
باريس هي موطن للعديد من الصحف والمجلات والمطبوعات، بما في ذلك صحيفة لوموند، ولو فيغارو، وليبراسيون، ولو نوفيل أوبسرفاتور. يتصدر قطاع النشر الباريسي صحيفتا لوموند ولو فيغارو أكبر صحيفتين مرموقتين في فرنسا.[190] كما تحتضن المدينة مقر وكالة فرانس برس منذ تأسيسها عام 1835،[191] وهي بذلك الأقدم من نوعها في العالم، [192][193] والأكبر في فرنسا وواحدة من أكبر الوكالات الإخبارية في العالم (إلى جانب رويترزوأسوشيتد برس). كما تحتضن باريس مقر قناة فرنسا 24 التي تملكها الحكومة الفرنسية.[194]
تمتلك باريس شبكات نقل متطورة، من سكك حديدية، وطرق سريعة، ومطارات. وتشرف نقابة مواصلات إيل دو فرانس (نقابة المواصلات الباريسية سابقاً) على شبكة النقل في المنطقة.[197] افتتح المترو في باريس عام 1900، ويعد وسيلة النقل الأكثر استخداماً داخل المدينة بواقع حوالي 9 ملايين راكب يومياً.[198] يضم مترو باريس 300 محطة (384 نقطة توقف) وقضبان يبلغ طولها 214 كم، و16 خط تحدد بوساطة أرقام من 1 إلى 14، بالإضافة إلى خطين ثانويين (3bis و7bis). وكذلك RER، وهي شبكة مكوّنة من 5 خطوط سريعة (A, B, C, D, & E) والتي تمتد إلى مناطق أبعد من سابقتها. حيث تضم 257 نقطة توقف وقضبان يبلغ طولها 587 كم.[198] كما سيتم استثمار 26.5 مليار يورو خلال العقدين القادمين من أجل توسيع شبكة المترو في الضواحي.[198]
تملك باريس أيضاً شبكة ترام تتألّف من أربعة خطوط: يصل الخط الأول بين سان دينس ونوازي لو سك، والثاني يمر من لا ديفونس إلى إيسي-فال دو سين، والثالث بين بون دو غاريغليانو إلى بورت ديفري، والرابع من بوندي إلى أولناي-سو-بوا.[198] ويتم إنشاء ستة خطوط إضافية في الوقت الحاضر.
تحتوي باريس على 4 مطارات دولية: مطار شارل دو غول، ومطار باريس أورلي، ومطار باريس لو بروجيه، وكذلك مطار بوفايه تييه. المطاران الرئيسان هما مطار باريس أورلي الواقع في جنوب المدينة، ومطار شارل ديغول الواقع في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة وهو مقر شركة إير فرانس وأحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم.[198]
تملك باريس أفضل شبكة من الطرق السريعة في فرنسا. يحيط بالمدينة ثلاثة طرق سريعة: الطريق الدائري، [87] الذي يتبع مسار الحصون المحيطة بباريس في القرن التاسع عشر تقريباً، وطريق A86 الموجود في الضواحي الداخلية، وطريق فرانسليان الموجود في الضواحي الخارجية. تملك المدينة شبكة واسعة من الطرق تمتد لأكثر من 2000 كم. يمكن الوصول إلى بروكسل من باريس براً في ثلاث ساعات، وإلى فرانكفورت في ست ساعات، وإلى برشلونة في اثني عشر ساعة. ويمكن الوصول إلى لندن خلال ساعتين وربع فقط باستخدام القطار.[199]
منطقة باريس هي واحدة من أكثر مناطق فرنسا استخداماً للنقل المائي، حيث يتم نقل البضائع بوساطتها. يمكن الوصول إلى نهر اللوار، والراين، والرون، وميوس، وشيلدت، ويمكن الوصول إلى هذه الأنهار بوساطة قنوات متصلة مع نهر السين.[200]
المدن الصديقة
لدى باريس اتفاقية توأمة مع مدينة واحدة فقط، وهي روما عاصمة إيطاليا، [201][202] وذلك وفقاً للشعار (باريس وحدها تستحق روما وروما وحدها تستحق باريس).[203][204] أما هذه المدن فترتبط مع باريس باتفاقيات صداقة وتعاون:
^Rosenberg, Charles E. (1987). The cholera years: the الولايات المتحدة in 1832, 1849 and 1866. Chicago: University of Chicago Press. ISBN:0-226-72677-0.
^(بالفرنسية)"Géographie de la capitale – Le climat". Institut National de la Statistique et des Études Économiques, Paris.fr. مؤرشف من الأصل في 2023-03-07. اطلع عليه بتاريخ 2013-08-04.
^"Paris–Montsouris (984)"(PDF). Fiche Climatologique: Statistiques 1991–2020 et records (بالفرنسية). Meteo France. Archived from the original(PDF) on 2018-02-27. Retrieved 2022-07-13.
^Martine Delassus, Florence Humbert, Christine Tarquis, Julie Veaute (فبراير 2011). "Paris Region Key Figures". Paris Region Economic Development Agency. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2020-05-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) (PDF file)
^"Les Miserables". Preface (بEnglish Translation). Gutenberg Organization. 1862. Archived from the original on 2018-09-16.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^Ivereigh، Austen (2016). Catholicism and Politics in Argentina, 1810-1960. Springer. ص. 76. ISBN:978-1-349-13618-6. Buenos Aires was the second largest Catholic city in the world (after Paris)
^"Fondation AFP" [AFP Foundation]. مؤرشف من الأصل في 2011-07-07. اطلع عليه بتاريخ 2010-11-25. Successor of the oldest international news agency - founded in 1835 by a Parisian translator and publicist, Charles-Louis Havas - Agence France-Presse was reborn on August 20, 1944 during the liberation of Paris.
G protein guanine nucleotide binding protein, alpha transducing 3Localization of G14 and G-gustducin in type II taste cells. TrpM5 is a cation channel of the TRP superfamily that is highly expressed in taste buds of the tongue. In vallate and foliate taste buds of transgenic mice expressing TrpM5-GFP (green), two G-protein alpha subunits, G14 (red) and G-gustducin (blue), exist within the population of type II taste cells that express TrpM5. The red G14 staining that is present in sweet-sensi...
American actor (1933–2023) Robert BlakeBlake in 1977BornMichael James Gubitosi(1933-09-18)September 18, 1933Nutley, New Jersey, U.S.DiedMarch 9, 2023(2023-03-09) (aged 89)Los Angeles, California, U.S.Other namesBobby BlakeLyman P. DockerMickey GubitosiOccupationActorYears active1939–1997Spouses Sondra Kerr (m. 1961; div. 1983) Bonny Lee Bakley (m. 2000; died 2001) Pamela ...
لمعانٍ أخرى، طالع عمر محمد (توضيح). عمر محمد معلومات شخصية الميلاد 18 مايو 1996 (27 سنة)[1] مقديشو الطول 1.80 م (5 قدم 11 بوصة) مركز اللعب وسط الجنسية الصومال الولايات المتحدة معلومات النادي النادي الحالي مينمين سبور مسيرة الشباب سنوات فريق 2012–2013 كولو�...
Familia damara en Damaralandia. Damara, damaqua o dama es un grupo étnico del centro y sur de Namibia. Su origen constituye una incógnita para los antropólogos, pues comparten el idioma de chasquidos de los san y los nama (el namaqua), pero no están relacionados con estos más allá de ser vecinos y compartir el idioma, siendo todas sus demás características similares a los bantú que vinieron del este (apariencia y cultura). Esto hace pensar que puedan haber sido el primer grupo bantú...
Erin RoutliffeRoutliffe di Prancis Terbuka 2022Kebangsaan Kanada (2009–Mei 2017) Selandia Baru (Juni 2017–sekarang)Tempat tinggalCaledon, Ontario, KanadaLahir11 April 1995 (umur 28)Auckland, Selandia BaruTinggi190 cm (6 ft 3 in)Memulai pro2017KampusAlabama Crimson TideTotal hadiahUS$ 429,867TunggalRekor (M–K)83–85 (49.4%)Gelar0Peringkat tertinggiNo. 591 (22 Oktober 2012)Peringkat saat iniNo. 1035 (19 Desember 2022)GandaRekor (M–K)191–125 (60.44%)Gelar...
Artikel ini tidak memiliki referensi atau sumber tepercaya sehingga isinya tidak bisa dipastikan. Tolong bantu perbaiki artikel ini dengan menambahkan referensi yang layak. Tulisan tanpa sumber dapat dipertanyakan dan dihapus sewaktu-waktu.Cari sumber: Heddy Shri Ahimsa-Putra – berita · surat kabar · buku · cendekiawan · JSTOR Prof. Dr. Heddy Shri Ahimsa-Putra M.A., M.Phil. (lahir 28 Mei 1954) adalah Guru Besar Antropologi,[1] Fakultas Ilmu Bud...
Script primarily used to write the Odia language Not to be confused with the Naoria script. Odia Scriptଓଡ଼ିଆ ଲିପିOdiā Lipi'Odiā lipi' written in Odia scriptScript type Abugida Time periodc. 14th century – present[1]Directionleft-to-right LanguagesOdia, Sanskrit, Sambalpuri, Kui, Sora, Desia, Kuvi, Santali, Chhattisgarhi, HalbiRelated scriptsParent systemsEgyptianProto-SinaiticPhoenicianAramaicBrahmi scriptGupta scriptSiddhaṃ script[2][3...
The MountLooking north-west on The MountLocation within YorkLocationYork, United KingdomCoordinates53°57′07″N 1°05′48″W / 53.9519°N 1.0966°W / 53.9519; -1.0966North east endBlossom StreetHolgate RoadEast Mount RoadMajorjunctionsScarcroft RoadDalton TerraceSouth west endMount ValeTrentholme Drive The Mount is a street in York, in England, running south-west from the city centre. History The street has been part of the main route running south and w...
Norwegian footballer (born 1988) Ruben Yttergård Jenssen Yttergård Jenssen with 1. FC Kaiserslautern in 2015Personal informationFull name Ruben Yttergård JenssenDate of birth (1988-05-04) 4 May 1988 (age 35)Place of birth Tromsø, NorwayHeight 1.73 m (5 ft 8 in)Position(s) MidfielderTeam informationCurrent team TromsøNumber 11Youth career0000–1996 Fløya1997 Sogndal1998–2004 Fløya2005–2006 TromsøSenior career*Years Team Apps (Gls)2006–2013 Tromsø 170 (4)2013...
Traditionalist association in the Catholic Church Not to be confused with Priestly Fraternity of Saint Peter. Priestly Fraternity of Saint Pius XSociety of Saint Pius XFraternité Sacerdotale Saint-Pie-XFraternitas Sacerdotalis Sancti Pii XAbbreviationSSPXFSSPX (official)Named afterPope Pius XEstablished1970; 53 years ago (1970)FounderMarcel LefebvreTypePious unionHeadquartersMenzingen, SwitzerlandMembership (2022) 1,135[1][2][3] • 3 bi...
This article is about the Philippine TV series. For the American series, see The Misadventures of Sheriff Lobo. Filipino TV series or program LoboTitle cardAlso known asShe Wolf: The Last SentinelGenreDramaSupernaturalFantasyHorrorActionRomanceCreated byDanilo M. Maceda Jr.Developed byMalou N. SantosWritten byMark Dunae AngosFelina V. BagasTanya Winona BautistaDirected byCathy Garcia-Molina Jerry Lopez Sineneng FM ReyesStarringAngel Locsin Piolo PascualEnding themeIkaw Ang Pangarap by Ma...
2006 Indian filmVeyyilFilm posterDirected byVasanthabalanWritten byVasanthabalanProduced byS. ShankarStarringBharathPasupathyBhavanaPriyankaSriya ReddyCinematographyR. MadhiEdited byMathan GunadevaMusic byG. V. Prakash KumarProductioncompanyS PicturesRelease date 17 December 2006 (2006-12-17) CountryIndiaLanguageTamil Veyil (transl. Sunshine) is a 2006 Indian Tamil-language drama film written and directed by Vasanthabalan. The film stars Bharath, Pasupathy, Bhavana, Priya...
The topic of this article may not meet Wikipedia's notability guideline for music. Please help to demonstrate the notability of the topic by citing reliable secondary sources that are independent of the topic and provide significant coverage of it beyond a mere trivial mention. If notability cannot be shown, the article is likely to be merged, redirected, or deleted.Find sources: Touched Nadja album – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (A...
Church in Paris, FranceSaint Louis of the LouvreL’église collégiale et paroissiale Saint-Louis-du-LouvreEtienne Bouhot, The Entrance to the Musee de Louvre and St. Louis Church (1822)Saint Louis of the LouvreThe location of Saint-Louis-du-Louvre prior to its demolition48°51′37.6″N 2°20′6.0″E / 48.860444°N 2.335000°E / 48.860444; 2.335000LocationParisCountryFranceDenominationReformed Church of France (1791-1811)Previous denominationRoman Catholic (1187-1...
American baseball player (1868–1923) Baseball player Willard Mains1889 baseball card of MainsPitcherBorn: (1868-07-07)July 7, 1868North Windham, MaineDied: May 23, 1923(1923-05-23) (aged 54)Bridgton, MaineBatted: LeftThrew: RightMLB debutAugust 3, 1888, for the Chicago White StockingsLast MLB appearanceJune 2, 1896, for the Boston BeaneatersMLB statisticsWin–loss record16–17Earned run average3.53Strikeouts96 Teams Chicago White Stockings (1888) Cincinn...
1919 film In MizzouraLobby cardDirected byHugh FordWritten byBeulah Marie DixBased onIn Mizzouraby Augustus ThomasProduced byAdolph ZukorJesse LaskyStarringRobert WarwickCinematographyWilliam MarshallDistributed byParamount PicturesRelease date October 5, 1919 (1919-10-05) Running time5 reelsCountryUnited StatesLanguagesSilentEnglish intertitles In Mizzoura is a lost[1] 1919 American silent Western film starring Robert Warwick and directed by Hugh Ford. This film is bas...
Athletico Paranaense vs Corinthians Furacão versus Timão Arenas de Athletico e Corinthians. Informações gerais Athletico Paranaense 19 vitória(s), 87 gol(s) Corinthians 26 vitória(s), 95 gol(s) Empates 23 Total de jogos 68 Total de gols 182 Primeira partida Resultado Atlético Paranaense 1–0 Corinthians Competição Jogo amistoso Data 21 de julho de 1930 Local Arena da Baixada, Curitiba Última partida Resultado Athletico Paranaense 1-0 Corinthians Competi...
For other uses, see No Way Back. 2006 single by Foo FightersNo Way Back / Cold Day in the SunEuropean retail singleSingle by Foo Fightersfrom the album In Your Honor ReleasedMarch 13, 2006RecordedJanuary–March 2005GenrePost-grunge, hard rock (No Way Back)Alternative rock, acoustic rock (Cold Day in the Sun)Length3:17 (No Way Back)3:23 (Cold Day in the Sun)LabelRCAProducer(s)Nick RaskulineczFoo FightersFoo Fighters singles chronology Resolve (2005) No Way Back / Cold Day in the Sun (2006) Mi...
Questa voce sull'argomento centri abitati del Tirolo è solo un abbozzo. Contribuisci a migliorarla secondo le convenzioni di Wikipedia. Udernscomune Uderns – Veduta LocalizzazioneStato Austria Land Tirolo DistrettoSchwaz AmministrazioneSindacoJosef Bucher (lista ciivca) TerritorioCoordinate47°19′31″N 11°51′56″E / 47.325278°N 11.865556°E47.325278; 11.865556 (Uderns)Coordinate: 47°19′31″N 11°51′56″E / 47.325278°N 11....