روما أو رُومَة أو رُومِيَّة (بالإيطالية: Roma) هي عاصمة إيطالياوالبلدية والمدينة الكبرى في البلاد والأكثر سكانًا مع أكثر من 2.7 مليون نسمة منتشرين على 1,285.3 كم2. تقع المدينة في الجزء المركزي الغربي من شبه الجزيرة الإيطالية، على نهر التيبر في إقليم لاتسيو الإيطالي.
كان احد مسمياتها روما الليبية ، رجعت التسمى الى عدة حكام ليبيين ابرزهم سبتيموس سيفيروس[14]
هناك أدلة أثرية على وجود الإنسان في منطقة روما تعود لما لا يقل عن 14,000 سنة، ولكن طبقة كثيفة من الحطام الأصغر عمرًا بكثير تحجب مواقع العصرين الحجريين القديم والحديث.[27] الدليل على وجود الأدوات الحجرية والأواني الفخارية والأسلحة الحجرية يشهد على ما لا يقل من 10,000 سنة من الوجود البشري. بينما تميل قوة الحكاية المعروفة عن تأسيس روما الأسطوري أيضًا إلى صرف الانتباه عن تاريخها الفعلي الأقدم من ذلك بكثير.
تحيط الأساطير بتاريخ روما المبكر.[28] وفقًا للتقاليد الرومانية، تأسست المدينة من قبل رومولوس[29] في 21 أبريل 753 قبل الميلاد.[30] يروي الأصل الأسطوري للمدينة أن رومولوس ورموس قررا بناء مدينة. بعد مشادة، قتل رومولوس شقيقه ريموس. أشار الشاعر الروماني فيرجيل إلى هذا الاعتقاد عندما صور إينياس فارًا من طروادة عند سقوطها حيث وصل إلى لاتيوم ليؤسس سلالة تصل إلى رومولوس أول ملك على روما. تؤيد الأدلة الأثرية الرأي القائل بأن روما نمت من مستوطنات رعوية على التلة البلاتية حيث بني المنتدى الروماني لاحقًا. بينما يجادل بعض علماء الآثار بأن روما تأسست بالفعل في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد وأن تاريخ التأسس لا يزال غير مؤكد.[31] تطورت المستوطنة الأصلية لتصبح عاصمة المملكة الرومانية (التي حكمتها سلسلة من سبعة ملوك، وفقًا للتقليد) ومن ثم الجمهورية الرومانية (من 510 قبل الميلاد، والتي حكمها مجلس الشيوخ)، وأخيرًا الإمبراطورية الرومانية (من 27 قبل الميلاد، وحكمها الإمبراطور). اعتمد هذا النجاح على الغزو العسكري والهيمنة التجارية فضلًا عن الاستيعاب الانتقائي للحضارات المجاورة وأبرزها الأتروسكانوالإغريق. منذ تأسيس روما، وعلى الرغم من خسارتها لبعض المعارك في بعض الأحيان، لم تهزم في أي حرب حتى عام 386 قبل الميلاد، عندما احتلها الغال لفترة وجيزة.[32] وفقًا للأسطورة، عرض الغال إعادة روما إلى شعبها مقابل ألف باوند من الذهب، لكن الرومان رفضوا وفضلوا استعادة مدينتهم بقوة السلاح بدلًا من أن يعترفوا بالهزيمة ونجحوا في استعادتها العام نفسه.
كانت الجمهورية غنية وقوية ومستقرة قبل أن تصبح إمبراطورية. وفقًا للتقاليد، وأصبحت روما جمهورية في 509 قبل الميلاد. ومع ذلك، استغرق الأمر بضعة قرون لروما لتصبح مدينة كبيرة في الخيال الشعبي، وأصبحت فقط إمبراطورية عظيمة بعد حكم أوغسطس (أوكتافيان). بحلول القرن الثالث قبل الميلاد، كانت روما مدينة بارزة في شبه الجزيرة الإيطالية، بعد أن غزت وهزمت السابينيينوالأتروسكانوالسامنيين ومعظم المستعمرات اليونانية في صقليةوكامبانياوجنوب إيطاليا بشكل عام. أثناء الحروب البونيقية بين روما والإمبراطورية القرطاجية العظيمة في البحر الأبيض المتوسط، صعدت مكانة روما بعد أن أصبحت عاصمة لإمبراطورية ذات امتداد ما وراء البحار للمرة الأولى. في بداية القرن الثاني قبل الميلاد، خضعت لروما لتوسع سكاني كبير حيث تدفق المزارعون الإيطاليون الذين طردوا من أراضيهم بأعداد كبيرة بسبب بروز المزارع التي وظفت أعدادًا ضخمة من العبيد ودعيت باسم لاتيفونديا. جلب الانتصار على قرطاج في الحرب البونيقية الأولى أول مقاطعتين خارج شبه الجزيرة الإيطالية هما صقليةوكورسيكاسردينيا. تبعتها أجزاء من إسبانيا (هسبانيا) وفي بداية القرن الثاني تدخل الرومان في شؤون العالم اليوناني. بحلول ذلك الوقت كانت جميع الممالك الهلينستية والدول المدن اليونانية في انحدار، منهكة بحروب أهلية لا نهاية لها ومعتمدة على قوات المرتزقة. أدى ذلك إلى سقوط اليونان بعد معركة كورنث (146 ق.م)، وفرض السيطرة الرومانية على اليونان.[33]
ظهرت الإمبراطورية الرومانية رسميًا عندما أسس الإمبراطور أغسطس (63 ق.م -14م؛ المعروف باسم أوكتافيان قبل تسلمه العرشه) الإمارة في 27 قبل الميلاد.[35] كانت تلك الإمارة نظامًا ملكيًا يرأسه الإمبراطور بسلطة مدى الحياة، بدلًا من أن يجعل من نفسه دكتاتورًا مثل يوليوس قيصر مما أدى إلى اغتياله في 15 مارس من عام 44 قبل الميلاد.[36] أطلق الإمبراطور أوغسطس برنامجًا كبيرًا للإصلاح الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وإعادة إعمار مدينة روما. انتشرت المباني الرائعة الجذابة في المدينة مثل القصور والمنتدياتوالبازيليكات. أصبح أوغسطس راعيًا كبيرًا للفنون وحضر بلاطه شعراء مثل فرجيلوهوراسوبوررتيوس.[35] كما أسس حكمه باكس رومانا وهي فترة طويلة من السلام النسبي الذي استمر ما يقرب من 200 سنة.[37] تلاه في الحكم أباطرة مثل كاليغولاونيرونوتراجانوهادريان على سبيل المثال لا الحصر. عرف عن الإمبراطور الروماني نيرون إسرافه وقسوته وطغيانه، حيث تذكر الأساطير أن الإمبراطور «عزف الموسيقى بينما كانت روما تحترق» خلال ليلة 18 إلى 19 يوليو من عام 64 ميلادية.[38] يعتقد بأن الطاعون الأنطوني بين 165-180 قد ذهب بأرواح ثلث عدد السكان تقريبًا.[39]
توسعت الهيمنة الرومانية لتضم معظم أنحاء أوروبا الغربية وشواطئ البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من أن نفوذها عبر الولايات العميلة وقوتها الهائلة كان أكبر من حدودها الرسمية. تجاوز عدد سكانها المليون نسمة.[40] لما يقرب من 700 عام كانت روما أهم مدينة سياسيًا والأكبر والأغنى في العالم الغربي. بعد بدء تراجع الإمبراطورية والتقسيم، فقدت المدينة لقب العاصمة لميلان ثم إلى رافينا، وتجاوزتها هيبة عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقيةالقسطنطينية، والتي استمر سكانها اليونان تسمية أنفسهم رومانًا عبر القرون.
ظلت روما عاصمة الدولة البابوية حتى ضمها من جانب مملكة إيطاليا عام 1870، وأصبحت المدينة محجًا كبير خلال العصور الوسطى ومركز الصراع بين البابوية والإمبراطورية الرومانية المقدسة بدءًا من شارلمان، الذي توج كأول إمبراطور في روما في العام 800 من قبل البابا ليون الثالث. بصرف النظر عن فترات وجيزة كانت المدينة فيها مستقلة خلال العصور الوسطى، فإن روما ظلت عاصمة البابوية و«المدينة المقدسة» لعدة قرون، وحتى عندما انتقلت البابوية لفترة وجيزة إلى أفينيون (1309-1377).
اشتهرت تلك الفترة أيضًا بفساد البابوية حيث أنجب الباباوات العديد من الأطفال وانخرطوا في المحسوبيةوالسيمونية. قاد فساد الباباوات وبذخهم في مشاريع البناء الخاصة بهم، في جزء منه، إلى حركة الإصلاح وبالتالي الحركة المضادة للإصلاح. عرف الباباوات، مثل ألكسندر السادس جيدًا بحفلاتهم الصاخبة وحياة البذخ غير الأخلاقية.[43] مع ذلك، في ظل هؤلاء الباباوات الأغنياء والمسرفين تحولت روما إلى مركز للفن والشعر والموسيقى والأدب والتعليم والثقافة. أصبحت روما قادرة على منافسة غيرها من المدن الأوروبية الكبرى في ذلك الوقت من حيث الثروة والعظمة والفنون والتعليم والهندسة المعمارية.
غير عصر النهضة وجه روما بشكل كبير حيث ظهرت أعمال مثل بييتا لمايكل أنجلو واللوحات الجدارية في شقة بورجيا في عهد إنوسنت. بلغت روما ذروة الإبداع تحت حكم البابا يوليوس الثاني (1503-1513) وخلفائه ليو العاشروكليمنت السابع وكلاهما من عائلة ميديشي. في هذه الفترة التي دامت عشرين عامًا أصبحت روما واحدة من أكبر المراكز الفنية في العالم. هدمت بازيليكية القديس بطرس القديمة التي بناها الإمبراطور قسطنطين العظيم[44] (والتي كانت في حالة مروعة) وبنيت واحدة جديدة. استضافت المدينة فنانين مثل جرلاندايووبيروجينووبوتيتشيليوبرامانتي الذي بنى المعبد في سان بيترو في مونتوريو وخطط لمشروع كبير لترميم الفاتيكان. أما رافاييل، الذي نال شهرته في روما فرسم لوحات جدارية في فيلا فارنيسيناوغرف رافاييل بالإضافة إلى العديد من اللوحات الشهيرة الأخرى. بدأ مايكل أنجلو زخرفة سقف كنيسة سيستينا ونحت التمثال الشهير لموسى على قبر يوليوس. فقدت روما في جزء طابعها الديني، لتصبح بصورة متزايدة مدينة عصر النهضة الحقيقية مع عدد كبير من الأعياد الشعبية وسباقات الخيول والحفلات والمكائد. كان اقتصادها غنيًا بوجود العديد من المصرفيين التوسكان بما في ذلك أغوستينو شيجي الذي كان صديقًا لرافائيل وراعيًا للفنون. قبل وفاته المبكرة، روج رافائيل للمرة الأولى فكرة المحافظة على الآثار القديمة. تسببت الحرب بين فرنسا وإسبانيا في أوروبا في النهب الأول للمدينة منذ أكثر من ألف سنة. في 1527، هاجمتاللاندسكنيشت التابعة للإمبراطور كارل الخامس المدينة ووضعت نهاية مفاجئة للعصر الذهبي لنهضة روما.[45]
بدءًا من مجلس ترينت في 1545، بدأت الكنيسة بالإصلاح المضاد كرد على الإصلاح البروتستانتي، وكانت عبارة عن حركة واسعة النطاق تستجوب سلطة الكنيسة في المسائل الروحية والشؤون الحكومية. (أدى فقدان الثقة هذا إلى تحولات كبرى للسلطة بعيدًا عن الكنيسة).[45] أصبحت روما تحت حكم الباباوات بيوس الرابع إلى سيكستوس الخامس مركز الإصلاح الكاثوليكي وبرزت دفعة جديدة من المعالم التي أعادت العظمة للبابوية.[46] واصل الباباوات والكرادلة في القرنين السابع عشر والثامن عشر الحركة من خلال إثراء مشهد المدينة بالعديد من المباني الباروكية. خلال عصر التنوير، وصلت الأفكار الجديدة إلى روما، حيث دعمت البابوية الدراسات الأثرية وتحسين رفاهية الشعب.[45] ولكن لم يجر كل شيء على ما يرام بالنسبة إلى الكنيسة خلال حركة الإصلاح المضاد.
كانت هناك انتكاسات في محاولات كبح جماح السياسات المناهضة للكنيسة من قبل القوى الأوروبية في ذلك الوقت. ربما كان أبرزها في عام 1773 عندما اضطر البابا كليمنت الرابع عشر أن يقمع النظام اليسوعي بضغط من القوى العلمانية.[45]
أصبحت روما مركز آمال حركة توحيد إيطاليا بعد لم شمل بقية إيطاليا تحت لواء مملكة إيطاليا مع فلورنسا عاصمة مؤقتة. في عام 1861، أعلنت روما عاصمة لإيطاليا على الرغم من أنها كانت لا تزال تحت سيطرة البابا. خلال العقد ذاته كانت بقايا الدولة البابوية تحت الحماية الفرنسية، وذلك بفضل السياسة الخارجية لنابليون الثالث. وكان فقط عندما رفعت تلك الحماية في عام 1870، بسبب اندلاع الحرب الفرنسية البروسية، أن تمكنت القوات الإيطالية من ضم روما عبر خرق قرب بورتا بيا. بعد ذلك، أعلن البابا بيوس التاسع نفسه سجينًا في الفاتيكان، وفي عام 1871 تم نقل العاصمة الإيطالية من فلورنسا إلى روما.[47]
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، شهدت روما صعود الفاشية الإيطالية إلى السلطة بزعامة بنيتو موسوليني الذي زحف على المدينة في عام 1922 معلنًا إمبراطورية جديدة وتحالف إيطاليا مع ألمانيا النازية. شهدت فترة ما بين الحربين العالميتين نموًا سريعًا في سكان المدينة حيث تجاوزت المليون شخص. في الحرب العالمية الثانية، وسبب وضعها كمدينة مفتوحة، نجت روما إلى حد كبير من المصير المأساوي الذي حل بالمدن الأوروبية الأخرى، ولكن الألمان احتلوها منذ الهدنة الإيطالية وحتى تحريرها في 4 يونيو 1944. ومع ذلك، في 19 حزيران 1943 قصفت القوات الأمريكية البريطانية روما، حيث تعرضت مقاطعة سان لورنز للضرر الأكبر ومقتل حوالي 3,000 شخص ونحو 11,000 جريحًا.
نمت روما فورًا بعد الحرب باعتبارها واحدة من القوى الدافعة خلف «المعجزة الاقتصادية الإيطالية» من إعادة الإعمار والتحديث بعد الحرب. أصبحت مدينة رائدة في الخمسينيات وأوائل الستينيات وهي سنوات «لا دولشي فيتا» أو «الحياة الحلوة» حيث صورت أفلام كلاسيكية عديدة مثل بن هوروكو فاديسورومان هوليدايولا دولشي فيتا[48] في استوديوهات مدينة شينشيتا. استمر تعداد سكان المدينة في النمو حتى منتصف الثمانينات حيث كان عدد سكان البلدية أكثر من 2.8 مليون نسمة؛ بعد ذلك، بدأ تعداد السكان في التراجع ببطء مع انتقال العديد منهم إلى الضواحي القريبة.
تعد روما تشكل واحدة من 8,101 بلدية في إيطاليا، وهي الأكبر سواء من حيث المساحة أو عدد السكان. يحكمها رئيس بلدية، هو في الوقت الراهن جاني أليمانو، ومجلس المدينة. مقر البلدية هو بالاتسو سيناتوريو على تلة الكابيتول وهو المقر التاريخي لحكومة المدينة. يشار إلى الإدارة المحلية في روما ب «كامبيدوليو» وهي التسمية الإيطالية للتلة.
التقسيمات الإدارية والتاريخية
قسمت المدينة منذ عام 1972 إلى 19 (20 في الأصل) [49] منطقة إدارية، تدعى كل منها مونيتشيبي (حتى عام 2001 سميت سيركوسكريتسيوني) [50] أو بلدية. أنشئت لأسباب إدارية لزيادة اللامركزية في المدينة. تخضع كل بلدية لرئيس ومجلس من أربعة أعضاء يتم انتخابهم من قبل سكان البلدية مرة كل خمس سنوات. تعبر البلديات في كثير من الأحيان حدود التقسيمات التقليدية غير الإدارية للمدينة.
تقسم روما أيضًا إلى أنواع مختلفة من التقسيمات غير الإدارية. يقسم المركز التاريخي إلى 22 ريوني، وجميعها تقع داخل الأسوار الأوريلية إلا براتيوبورغو.
جرى تقسيم المدينة من جديد تحت حكم نابليون ولكنه لم يدم. لم تكن هناك أية تغييرات كبيرة في تنظيم المدينة حتى عام 1870، عندما أصبحت روما العاصمة الثالثة لإيطاليا. قادت احتياجات العاصمة الجديدة لانفجار في التمدن والسكان في داخل وخارج الأسوار الأوريلية. في عام 1874 تم إنشاء ريوني 15 باسم إسكيلينيو في منطقة مونتي الحديثة. في بداية القرن العشرين أنشئت ريوني أخرى (كانت الأخيرة براتي وهي الوحيدة فقط خارج أسوار البابا أوربان الثامن في 1921). بعد ذلك، استخدمت التسمية كارتييري للتقسيمات الإدارية الجديدة للمدينة. تقع كل الريوني اليوم عدا بورغو وبراتي ضمن المونيتشيبو الأولى وتتوافق بذلك تمامًا تقريبًا مع المدينة التاريخية.
على الرغم من أن مركز المدينة لا يبعد أكثر من 24 كيلومترًا من البحر التيراني، إلا أن أراضي المدينة تمتد إلى الشاطئ، حيث يقع حي أوستيا الجنوبي الغربي. يرتفع القسم المركزي من روما بين 13 مترًا فوق مستوى سطح البحر (عند قاعدة البانثيون) إلى 139 مترًا (عند قمة مونتي ماريو).[52] تغطي بلدية روما مساحة إجمالية قدرها 1,285 كيلو متر مربع بما في ذلك العديد من المناطق الخضراء.
الطبوغرافيا
طوال تاريخ روما، كانت الحدود الحضرية للمدينة ضمن أسوارها. كان أول تلك الأسوار السرفيانية والتي بنيت بعد اثنتي عشرة سنة من الغزو الغالي للمدينة في 390 قبل الميلاد. ضمت تلك الأسوار معظم التلتين الإسكيلينية والكيلينية فضلًا عن كامل التلال الخمس الأخرى. توسعت روما خارج الأسوار السرفيانية ولكن لم تبن أية أسوار جديدة حتى ما يقرب من 700 عامًا تلت، عندما قرر الإمبراطور أورليان في 270 م بناء الأسوار الأوريليانية. كانت هذه تقريبًا بطول 19 كم، وهي الأسوار ذاتها التي اضطرت جيوش مملكة إيطاليا أن تخترقها لدخول المدينة في عام 1870. يعتبر الرومان الحاليون في كثير من الأحيان أن مساحة المدينة الحضرية يحددها الطريق السيار الدائري غراندي راكوردو أنيولاري والذي يحيط بالمدينة ويبعد 10 كم تقريبًا عن مركزها.
إلا أن بلدية روما تغطي مساحة أكبر من ذلك بكثير وتمتد إلى البحر عند أوستيا والتي هي أكبر مدينة في إيطاليا ليست بلدية في حد ذاتها. تغطي بلدية روما مساحة تعادل تقريبًا ثلاثة أضعاف المساحة الإجمالية داخل راكوردو وتقارن بكامل مساحة مقاطعات هامة مثل ميلانوونابولي، بمساحة تبلغ ستة أضعاف مساحة أراضي هذه المدن. تتضمن أيضًا مساحات كبيرة من الأرض السبخية المهجورة والتي لا تعد مناسبة للزراعة ولا للتنمية الحضرية.
نتيجة لذلك، لا تعد الكثافة السكانية للبلدية عالية، حيث تقسم الأراضي بين المناطق الحضرية والمناطق المخصصة للحدائق والمحميات الطبيعية وللاستخدام الزراعي. مقاطعة روما هي الأكبر من حيث المساحة في إيطاليا. عند 5,352 كم2 وأبعادها مماثلة لإقليم ليغوريا.
متوسط درجة الحرارة السنوية أعلى من 21 درجة مئوية (70 درجة فهرنهايت) خلال النهار و 9 درجات °مئوية (48 درجة °فهرنهايت) في الليل. في أبرد شهر، يناير، يبلغ متوسط درجة الحرارة 12.6 درجة °مئوية (54.7 درجة °فهرنهايت) خلال النهار و 2.1 درجة °مئوية (35.8 درجة °فهرنهايت) في الليل. في أحر شهور السنة بأغسطس، يبلغ متوسط درجة الحرارة 31.7 درجة °مئوية (89.1 درجة °فهرنهايت) خلال النهار و 17.3 درجة °مئوية (63.1 درجة °فهرنهايت) في الليل.
يكون الربيع والخريف معتدلين أو دافئين، وتعرف أيام الخريف على أنها مُشمسة. الصيف في العادة يكون طويلاً وحارًا وجافًا وتتجاوز درجة الحرارة في الغالب 30 °مئوية (86 °فهرنهايت).
ديسمبر ويناير وفبراير هي الأشهر الأكثر برودة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة اليومية حوالي 8 درجات °مئوية (46 درجة °فهرنهايت). تتراوح درجات الحرارة خلال هذه الأشهر بشكل عام بين 10 و 15 درجة °مئوية (50 و 59 درجة °فهرنهايت) خلال النهار وبين 3 و 5 درجات °مئوية (37 و 41 درجة °فهرنهايت) في الليل، مع حدوث نوبات أكثر برودة أو دفئًا بشكل متكرر. من النادر حدوث تساقط للثلوج ولكنه لم يسمع به من قبل، مع تساقط ثلوج خفيفة أو هبات تحدث في بعض فصول الشتاء، دون تراكم بشكل عام، وتساقط الثلوج بشكل كبير في حالات نادرة جدًا (كانت أحدثها في 2018 و 2012 و 1986).[54][55][56] ويوم 17 ديسمبر 2010.[57][58]
يبلغ متوسط الرطوبة النسبية 75٪، وتتراوح من 72٪ في يوليو إلى 77٪ في نوفمبر. تختلف درجات حرارة البحر من 13.9 درجة °مئوية (57.0 درجة °فهرنهايت) في فبراير إلى 25.0 درجة °مئوية (77.0 درجة °فهرنهايت) في أغسطس.[59]
في عهد الإمبراطور أغسطس، كانت روما أكبر مدينة في العالم حيث يبلغ عدد سكانها حوالي مليون شخص (حوالي حجم لندن في أوائل القرن التاسع عشر، عندما كانت لندن أكبر مدينة في العالم).[61][62][63][64]
بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، انخفض عدد سكان المدينة بشكل كبير إلى أقل من 50,000 شخص، واستمرت في الركود أو الانكماش حتى عصر النهضة.[65] انضمت المدينة إلى مملكة إيطاليا في عام 1870، حيث كان يبلغ عدد سكانها حوالي 200,000، والذي نما بشكل سريع إلى 600,000 بحلول عشية الحرب العالمية الأولى. حاول نظام موسولينيالفاشي كبح الزيادة الديموغرافية المفرطة في المدينة، لكنه فشل في منعها من الوصول إلى مليون شخص في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي. بعد الحرب العالمية الثانية، استمر النمو وساعد في ذلك الازدهار الاقتصادي ما بعد الحرب. خلقت طفرة البناء أيضًا عددًا كبيرًا من الضواحي خلال الخسمينيات والستينيات.
في منتصف عام 2010، كان هناك 2,754,440 مقيم في المدينة ذاتها، بينما عاش نحو 4,200,000 شخص في منطقة روما الكبرى (التي يمكن تحديدها تقريبًا بالمقاطعة الإدارية، ذات الكثافة السكانية بحوالي 800 نسمة/كم2 وتمتد على أكثر من 5000 كم2). يبلغ مجموع القاصرين (الأطفال الذين أعمارهم 18 عامًا أو أقل) 17% من السكان بينما المتقاعدون 20.76%. يقارن هذا مع المتوسط الإيطالي عند 18.06% (قصر) و19.94% (متقاعدين). متوسط عمر الرومان هو 43 بالمقارنة مع المتوسط الإيطالي عند 42. في السنوات الخمس بين 2002 و 2007، زاد عدد سكان روما بنحو 6.54% في حين نما تعداد سكان إيطاليا ككل بنسبة 3.56%.[66] يبلغ معدل المواليد الحالي لروما 9.10 ولادة لكل 1000 من السكان بالمقارنة مع المتوسط الإيطالي عند 9.45 ولادة.
المجموعات العرقية
وفقًا لآخر إحصاءات المعهد الوطني للإحصاءات [67] فإن ما يقرب من 9.5% من السكان هم من غير الإيطاليين. يأتي أغلب المهاجرين من أصول أوروبية مختلفة (خصوصًا الرومانيون والبولنديون والأوكرانيون والألبان) الذين يبلغ عددهم ما مجموعه 131,118 أو 4.7% من السكان، وتقريبًا نصف عدد المهاجرين الكلي. أما 4.8% المتبقية فهي من أصول غير أوروبية على رأسها الفلبينيون 26,933 والبنغاليون 12,154 والبيروفيون 10,530 والصينيون 10,283 وجنسيات أخرى.
تحولت منطقة إسكيلينو قبالة محطة قطار تيرميني إلى حي للمهاجرين وينظر إليها الآن على أنها الحي الصيني في روما، ولكن في الواقع فإن المهاجرين قادمون من أكثر من مائة دولة مختلفة وتزدحم بهم شوارعها وساحاتها. المنطقة مزدهرة تجاريًا حيث يضم الاسكيلينو عشرات المطاعم وتضم كافة المطابخ العالمية. هناك عدد لا يحصى من المتاجر لبيع الملابس بالجملة: من بين 1300 مبنى تجاري عامل في المنطقة هناك 800 مملوكة للصينيين ونحو 300 تدار من قبل مهاجرين من البلدان الأخرى من جميع أنحاء العالم بينما المملوكة من قبل الإيطاليين حوالي 200.[68]
من أجل خدمة المجتمع المسلم المتنامي في العاصمة افتتح في عام 1995 أول مسجد في روما وهو أكبر مسجد في أوروبا.
يعيش مئات من الغجر الروما في مخيمات مقطورة غير مشروعة على مشارف المدينة. هناك عدد متزايد من الناس بلا مأوى في روما ومعظمهم من غير الإيطاليين وتقدر أعدادهم بنحو 7000.
غالبية سكان مدينة روما كما هو حال غالبية سكان إيطاليا، يتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. كانت المدينة مركزًا مهمًا للدين والحج لعدة قرون، كما كانت قاعدة الديانة الرومانية القديمة مع بونتيفكس مكسيموس وبعد ذلك مقرًا للفاتيكانوالبابوية الكاثوليكية. قبل وصول المسيحيين إلى روما كان الدين الروماني الدين الرئيسي للمدينة في العصور الكلاسيكية القديمة. أول الآلهة المقدسين لدى الرومان كانوا جوبيتر زعيم الآلهة ومارس إله الحرب ووالد مؤسسي روما التوأمين رومولوس ورموس وفقًا للتقاليد. كما تم تكريم آلهة أخرى مثل فستاومنيرفا. كانت روما أيضًا قاعدة لطقوس غامضة عدة مثل الميثرانية. كان في روما في وقت لاحق، بعد وفاة القديسين بطرسوبولس في المدينة، أن بدأ المسيحيين الأوائل وأصبحت روما مسيحية وبنيت كنيسة القديس بطرس في 313 ميلادية. على الرغم من بعض الانقطاعات (مثل بابوية أفينيون)، ظلت روما طوال قرون منزل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وعرف أسقف روما باسم البابا.
^"Territorio" (بالإيطالية). Comune di Rome. Archived from the original on 2020-03-27. Retrieved 2009-10-05. {{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (help)
^"Storia della neve a Roma". web.archive.org. 27 يوليو 2013. مؤرشف من الأصل في 2013-07-27. اطلع عليه بتاريخ 2021-08-18.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^The Population of Rome by Whitney J. Oates. Originally published in Classical Philology.
Vol. 29, No. 2 (April 1934), pp101-116. Retrieved 2007-4-22. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2012-08-17. اطلع عليه بتاريخ 2023-03-18.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^P. Llewellyn, Rome in the Dark Ages (London 1993), p. 97.
^"Kraków – Miasta Partnerskie" [Kraków – Partnership Cities]. Miejska Platforma Internetowa Magiczny Kraków (بالبولندية). Archived from the original on 2013-07-02. Retrieved 2013-08-10.