أبرز مقومات فكر البروتستانت اللاهوتي هي أنّ الحصول على الخلاص أو غفران الخطايا هو هديّة مجانيّة ونعمة الله من خلال الإيمانبيسوع المسيح مخلصًا، وبالتالي ليس من شروط نيل الغفران القيام بأي عمل تكفيري أو صالح؛ وثانيًا رفض «السلطة التعليمية» في الكنيسة الكاثوليكية والتي تنيط بالبابا القول الفصل فيما يتعلق بتفسير الكتاب المقدس معتبرًا أنّ لكل إمرئ الحق في التفسير؛[2] وثالثًا أنّ الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد للمعرفة المختصة بأمور الإيمان؛ وعارض رابعًا سلطة الكهنوت الخاص باعتبار أن جميع المسيحيين يتمتعون بدرجة الكهنوت المقدسة،[3] وخامسًا سمح للقسس بالزواج.[4]
نشأت الحركة البروتستانتية على يد الألماني مارتن لوثر الذي يمكن رد جميع البروتستانت أو الإنجيليين في العالم إلى أفكاره، في ألمانيا وقد انشقت الكنيسة البروتستانتية عن الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر، تتفرع منها العديد من الكنائس الأخرى تتراوح من 28 - 40 إلى كنيسة ومذهب. والبروتستانتية مذهب عدد من الدول بما في ذلك الدنماركوبريطانياوالنرويجوالسويد. كما أن للبروتستانتية أثرًا قويًا في التاريخ الثقافي والسياسي لتلك الأقطار. في القرون الأخيرة، وضع البروتستانت ثقافتهم الخاصة، التي قدمت مساهمات كبيرة في مجال التعليم، والعلوم الإنسانية والعلوم، والنظام السياسي والاجتماعي، والإقتصاد والفنون، وغيرها من المجالات.[5]
من الصعب القول أن الكنيسة البروتستانتية هي كنيسة ذات فكر واحد بل من المستحيل قول ذلك، فكنيسة مارتن لوثر قريبة جداً من الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية ولكنها تعتقد أنها أُصْلِّحَت حسب رأي لوثر الشخصي وتؤمن بتحول الخبز والنبيذ إلى جسد المسيح والكثير من الطقوس واللاهوت الكاثوليكي.
أما الفكر الذي نشره جون كالفن فهو من يروج فكرة عدم فقدان الخلاص وأنه لا حاجة إلى كنيسة بل الكنيسة هي غير مرئية، ومنه تفرعت أفكار كنائس مختلفة مثل الكنيسة المعمدانية التي تؤمن أن الإنسان مخلص فقط بنعمة المسيح ولكن الكنيسة الانغليكانية التي تعتبر أيضا جزء من الحركة البروتستانتية هي الكنيسة الكاثوليكية التي لا تعترف بسلطة البابا، الكنيسة الميثودية هي الكنيسة الأنغليكانية التي أُصْلِّحَت وهي نفسها انقسمت لأكثر من تيار وكثير منها يعتمد على التفسير الشخصي.
المعتقدات
والبروتستانت هي كلمة معناها المحتجين.
ومن أهم ميزات البروتستانت عن الطوائف المسيحية:
الإيمان بأن الكتاب المقدس فقط، وليس البابوات ولا التقاليد، هو مصدر المسيحية.
إجازة قراءة الكتاب المقدس لكل أحد، كما له الحق بفهمه دون الاعتماد في ذلك على فهم بابوات الكنيسة.
عدم الاعتراف بسلطة البابا وحق الغفران وبعض عبادات وطقوس الكنيسة الكاثوليكية.
يعتبر اللوثريون أن الخلاص لا يأتي بالأعمال الصالحة بل بالإيمان بيسوع المسيح مخلصاً وفاديا، أما الأعمال فإنها واجبه بعد الخلاص (سولا فيدي)أما عند الكالفينية فالشخص مخلص بنعمة المسيح فقط.
لكل كنيسة بروتستانتية استقلالها التام.
يمنع البروتستانت الصلاة بلغة غير مفهومة كالسريانية والقبطية في الكنيسة، ويرونها واجبة باللغة التي يفهمها المصلون.
يرحب البروتستانت بزواج القساوسة ويرون انه ليس من الضروري أن يكون القس بتولا.
ويتفق البروتستانت مع الكاثوليك في انبثاق الروح القدس من الأب والابن كما يوافقونهم في أن للمسيح طبيعتين (إلهية وبشرية) ومشيئتين.
1- تيار اللوثرية؛ ويبلغ عدد الأتباع حوالي 70 مليون شخص،[9] تشكل اللوثرية الديانة الغالبة في ألمانيا والدول الإسكندنافيةوناميبيا ولها حضور تاريخي ذو شأن في إستونياولاتفيا؛ وعلى الرغم من أن ناميبيا هي الدولة الوحيدة ذات الغالبيّة اللوثريّة خارج القارة الأوروبية الا أن اللوثرية تنتشر أيضًا في كافة أنحاء دول العالم.
اللوثرية الاورثدوكسية أي اللوثرية التقليدية
الكنيسة العليا (أي المحافظة على التقاليد)
اللوثرية الحديثة
2- التيار الكالفيني أو الإصلاحيّ؛ وهي كنائس تتبنّى لاهوت المصلح الفرنسي جان كالفن يعتنقها حوالي 75 مليون نسمة، لها حضور تاريخي وثقافي ذو شأن في سويسراوهولنداواسكتلندا فضلًا عن الولايات المتحدة ولهذا المذهب قاعدة اجتماعية عريضة راسخة في الطبقات الوسطى والعليا ذات النفوذ الاقتصادي والسياسي والثقافي في الولايات المتحدة،[10] وهي من المذاهب الرئيسية للواسب فضلًا هناك حضور مميز للكالفينية في إندونيسياوكوريا الجنوبية ودول شتى في أوقيانوسيا.
5- الكنائس الميثودية؛ ويصل عدد المنتمين حوالي 70 مليون،[13] العدد الأكبر منهم متمركز في أمريكا الشماليّة وأفريقيا وآسيا ويُذكر أن تونغا الدولة الوحيدة في العالم فيها الميثودية هي الديانة السائدة.
الكنيسة الميثودية الأولية
الميثودية المتحدة
6- الأدفنتست؛ وتصل أعدادهم إلى حوالي 17 مليون ويتوزعون بشكل رئيسي في الولايات المتحدة وأفريقيا ودول أمريكا الجنوبية.
7- الكنائس الخمسينية؛ ويبلغ عددها حوالي 280 مليون.[14] يتوزعون في كافة أنحاء العالم وبشكل خاص في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا.
تاريخ
خلفية الإصلاح البروتستانتي
انبثقت معظم الطوائف البروتستانتية من حركة الإصلاح الديني المعروفة التي قامت في أوروبا، ولكن بعضها أُسِّسَت قبل ذلك كالكنيسة المورافية. وتمثل حركة الإصلاح قمة الدعوة إلى التجديد داخل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية التي كان من معالمها ترجمة الكتاب المقدس من اللاتينية إلى اللغات المحلية، مما جعل التعاليم المسيحية في متناول كثير من الناس، ورغَّب في العودة إلى القيم والبساطة التي اتسمت بها المسيحية في عهودها الأولى. ثم ظهرت سلسلة من الحركات الدينية التي التقت جميعها في رفضها لسلطة البابا المركزية، ولكنها اختلفت فيما بينها نتيجة لعوامل ثقافية وجغرافية وسياسية ودينية. ويمكن تقسيم تلك الحركات جميعًا إلى خمس مجموعات.
حركة الإصلاح اللوثري والكالفيني
الحركات الإصلاحية المحافظة في القرن السادس عشر. تضم هذه الحركات جماعات انشقت عن الكنيسة الكاثوليكية ولكنها احتفظت بكثير من العقائد الأساسية لتلك الكنيسة ومن بين هذه الحركات وفقًا لتاريخ ظهورها: اللوثرية وقد أُسِّسَت وفقًا لتعاليم مارتن لوثر، وتعد من أوائل وأكبر الحركات البروتستانتية التي انتشرت بسرعة شديدة في شمالي ألمانيا وبين الأمم الإسكندينافية خلال العشرينيات من القرن السادس عشر. ويتفق اللوثريون عمومًا على أهمية الإيمان بسُلْطة الكتاب المقدس، ولكنهم اختلفوا اختلافًا كبيرًا، على شكل الطقوس وحكومة الكنيسة، وأدت تلك الاختلافات إلي نشأة طوائف عديدة. وهناك أيضًا الإصلاحية أو المشيخية وقد تطورت بدرجة كبيرة من تعاليم اثنين من المصلحين؛ زوينجلي هولدريتش (1484-1532م) وجون كَالْفِن (1509-1564م). ففي عشرينيات القرن السادس عشر شجع زوينجلي على القيام بإصلاحات أكثر تطرفاً من إصلاحات لوثر. وقد أثرت تعاليمه، بدرجة كبيرة في كل من إنجلترا وفرنسا وهولندا واسكتلندا، وعرف أتباعه في إنجلترا باسم البيوريتان (المتطهرين) وفي فرنسا باسم الهوغونيين. كما عمل جون نكس على إدخال تعاليم كَالْفِن إلى اسكتلندا.
الحركات الإصلاحية الراديكالية في القرنين السادس عشر والسابع عشر.
اختلفت بعض الفرق الدينية الصغيرة عن كل من الكنيسة الكاثوليكية والكنائس البروتستانتية الكبيرة. وقد رأى هؤلاء أن المصلحين البروتستانت المحافظين لم يذهبوا إلى المدى الكافي في إصلاح الكنيسة الكاثوليكية، ومن ثم رفضوا تلك الإصلاحات المحافظة وكونوا طقوس عبادة خاصة بهم.ومن تلك الحركات المتطرفة المطالبون بتجديد العماد والكويكرز، وكذلك الانفصاليون والكويكرز.
البروتستانتية بعد القرن السابع عشر
حركات الكنيسة الحرة في القرنين السادس عشر والسابع عشر.
تتكون هذه المجموعة من حركتين تطورتا من كنائس المتطرفين هما الأبرشانيون (المستقلون) والمعمدانيون. والواقع أنه خلال السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر عارضت طوائف من البيوريتان بعض سياسات الكنيسة الأنجليكانية، وانفصلوا عنهم لشعورهم بعدم إمكانية إصلاحها من الداخل. وعرفوا بالانفصاليين ثم أصبحوا يعرفون بالأبرشانيين المستقلين؛ لإيمانهم باستقلال كل جماعة محلية وحقها في إدارة كنيستها. وقاد القس جون سميث الإنجليزي جماعة من الانفصاليين إلى هولندا، ودعا إلى تعميد الكبار فقط، ممن يستطيعون التعبير عن معتقداتهم، وسميت جماعته بالمعمدانيين. وقد انتشرت حركات الكنيسة الحرة في مستعمرات أمريكا، فأنشأ وليم بروستر هو وجماعة انفصالية، مستعمرة بليموث عام 1620م، كما أنشأ القائد الديني روجر وليامز كنيسة معمدانية في بروفدنس في مستعمرة رود آيلاند. وفي بداية القرن العشرين أصبح المعمدانيون أكبر طائفة بروتستانتية في الولايات المتحدة الأمريكية.
حركة الميثوديست في القرن الثامن عشر.
تطورت بشكل رئيسي من حركة دعاة التقوى التي بدأت في أوروبا خلال القرن السابع عشر. وقد أكدت حركة دعاة التقوى على أهمية الورع والتقوى الشخصية والأخلاق بوصفها تعبيرًا حقيقيا عن العقيدة.
وفي بداية القرن الثامن عشر، بدأ رجل الدين الإنجليزي جون ويزلي حركة إصلاح في الكنيسة الأنجليكانية تؤكد على ضرورة التجربة الدينية الشخصية، ولم يقتنع باستجابة الأنجليكان لإصلاحاته. ومن ثم نظم عام 1744م حركة المنهجيين، التي نمت بسرعة في إنجلترا وانتشرت في وقت متأخر في الولايات المتحدة.
حركة الوحدة في القرنين التاسع عشر والعشرين.
منذ منتصف القرن التاسع عشر أظهر كثير من المسيحيين، ومن بينهم البروتستانت الرغبة في تجاوز خلافاتهم، وظهرت الدعوة إلى توحيد طوائف البروتستانت، وإلى الاتحاد بينهم وبين الأرثوذكس والكاثوليك.
وفي عام 1846م أنشئ التحالف الإنجيلي لإتاحة الفرصة للحوار والصداقة بين المسيحيين. وفي منتصف القرن التاسع عشر، أُنشئت جمعية الشباب المسيحيين للرجال والنساء. وفي عام 1895م دعا الاتحاد العالمي للطلاب المسيحيون الجامعييون بعض الطلاب للبحث عن طرق نشر المسيحية بين الطلاب.
ومع بداية القرن العشرين، أصبح الاتجاه نحو وحدة المسيحيين يعرف بالحركة المسكونية. وفي عام 1948م. كون قادة الكنائس مجلس الكنائس العالمي، وهي المنظمة التي تعمل على التعاون والوحدة بين جميع الكنائس في العالم. وفي عام 1965م عبّر البابا بولس السادس في خطابه في نهاية مجمع مسكوني يعرف بمجمع الفاتيكان الثاني عن الحاجة إلى الوحدة بين المسيحيين. وقد رحب كثير من من البروتستانت ومسيحيون آخرون بعبارات البابا عن روح الوحدة في ذلك المجمع.
الفروع الرئيسية
يمكن التمييز بين البروتستانت وفقًا لكيفية تأثرهم بحركات مهمة منذ الإصلاح، والتي تعتبر اليوم فروعاً. بعض هذه الحركات لها سلالة مشتركة، وفي بعض الأحيان تفرخ مباشرةً طوائف فردية. نظراً للعديد من الطوائف المعلنة سابقاً، يناقش هذا القسم فقط أكبر الأسر أو الفروع المذهبية، والتي تعتبر على نطاق واسع جزءاً من البروتستانتية. هذه هي، الأدفنست، والأنجليكانيّة، والمعمدانيّة، وكنائس الإصلاح، واللوثرية، والميثوديةوالخمسينية. وتناقش أيضاً فرع صغيرة ولكنها ذات أهمية تاريخية.
يوضح الرسم البياني أدناه العلاقات المتبادلة والأصول التاريخية للعائلات الرئيسية البروتستانتية أو أجزائها. نظراً لعوامل مثل «الإصلاح المضاد» والمبدأ القانوني "Cuius regio, eius religio"، فقد مارس العديد من الناس إيمانهم بسريَّة، حيث كانت انتماءاتهم الدينية المعلنة تتعارض بشكل أو بآخر مع الحركة التي يتعاطفون معها. ونتيجة لذلك، لا تفصل الحدود بين الطوائف بشكل واضح كما يشير هذا المخطط. حيث عندما تم قمع السكان أو اضطهادهم للتظاهر بالالتزام بالإيمان المهيمن، استمروا عبر الأجيال في التأثير على الكنيسة التي التزموا بها خارجياً.
نظرًا لأن الكالفينية لم يكن معترف بها على وجه التحديد في الإمبراطورية الرومانية المقدسة حتى عام 1648 من صلح وستفاليا، فقد عارس العديد من الكالفينيين معتقدهم بسريَّة. بسبب عمليات القمع المرتبطة في الإصلاح المُضاد في الأراضي الكاثوليكية خلال القرنين السادس عشر والتاسع عشر، عاش العديد من البروتستانت كبروتستانت متخفين. وفي الوقت نفسه، في المناطق البروتستانتية، مارس الكاثوليك في بعض الأحيان معتقداتهم بسرية، وعلى الرغم من أن الهجرة في أوروبا القارية كانت أكثر جدوى لذلك كان هذا أقل شيوعاً.
هناك أيضاً حركات مسيحية عابرة للطائفية وحتى الفروع، ولا يمكن تصنيفها على نفس المستوى المذكور سابقاً. والإنجيلية هي مثال بارز على ذلك. بعض هذه الحركات تنشط حصرياً داخل البروتستانتية، وبعضها على المستوى المسيحي. أحياناً ما تكون الحركات العابرة للطوائف قادرة على التأثير على أجزاء من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، مثلها مثل الحركة الكاريزمية التي تهدف إلى دمج المعتقدات والممارسات المشابهة لعقائد الخمسينية في مختلف فروع المسيحية. في بعض الأحيان تُعتبر الكنائس الكاريزمية الجديدة مجموعة فرعية من الحركة الكاريزمية. يُوضَع كلاهما تحت علامة مشتركة من المسيحية الكاريزمية (أو ما يسمى بالتجدد)، جنباً إلى جنب مع الخمسينية. غالباً ما تتبنى الكنائس غير الطائفيةوالكنائس المنزلية المُختلفة، إحدى هذه الحركات.
عادةً ما تتأثر الكنائس الكبرى بالحركات ما بين الطوائف. على مستوى العالم، تُعد هذه التجمعات الكبيرة بمثابة تطور هام في المسيحية البروتستانتية. في الولايات المتحدة، تضاعفت هذه الظاهرة أكثر من أربعة أضعاف في العقدين الماضيين.[15] وانتشرت منذ ذلك الحين في جميع أنحاء العالم.
يوضح الرسم البياني أدناه العلاقات المتبادلة والأصول التاريخيَّة للحركات الرئيسيَّة بين الطوائف وغيرها من التطورات داخل البروتستانتية.
الإنجيلية أو البروتستانتية الإنجيلية، [ا] هي حركة عالمية عبر الطائفية تؤكد أن جوهر الإنجيل يتكون في عقيدة الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان في الخلاصبيسوع.[16][17]
الإنجيليين هم مسيحيين يؤمنون بمركزية عملية التحويل أو «الولادة من جديد» في تلقي الخلاص، ويؤمنون بسلطة الكتاب المقدس باعتباره وحي من الله للبشرية ولديهم التزام قوي بالتبشير أو مشاركة الرسالة المسيحية.
هناك ما يقدر بنحو 285,480,000 من الإنجيليين في العالم، أي ما يعادل 13% من مجمل المسيحيين في العالم وحوالي 4% من إجمالي سكان العالم. الأمريكتانوأفريقياوآسيا هي موطن غالبية الإنجيليين. لدى الولايات المتحدة أكبر تركيز للإنجيليين.[19] وتكتسب الإنجيلية شعبية في كل من العالم الناطق باللغة الإنجليزية وخارجه، وخاصةً في أمريكا اللاتينيةوالعالم النامي.
الحركة الكاريزماتية هي اتجاه عالمي للتجمعات السائدة تاريخياً والتي تتبنى معتقدات وممارسات مشابهة لعقائد الخمسينية. من أساسيات الحركة هو استخدام المواهب الروحية، بدأت الحركة بين البروتستانت في عقد حوالي عام 1960.
في الولايات المتحدة، يُشار إلى الأسقفية دينيس بينيت في بعض الأحيان باعتبارها واحدة من الكنائس النافذة للحركة الكاريزماتية.[20] في المملكة المتحدة، كان كل من كولن أوركهارت، ومايكل هاربر، وديفيد واتسون، وآخرون في طليعة التطورات المماثلة. حضر مؤتمر جامعة ماسي في نيوزيلندا عام 1964 العديد من الأنجليكان، بمن فيهم القس راي مولر، والذي ذهب لدعوة بينيت إلى نيوزيلندا في عام 1966، ولعب دوراً رائداً في تطوير وتعزيز حلقات «الحياة في الروح». ومن قادة الحركة الكاريزماتية الآخرين في نيوزيلندا بيل سوبريتزكي.
قام لاري كريستنسون، عالم اللاهوت اللوثري المقيم في سان بيدرو في كاليفورنيا، بعمل الكثير في عقد 1960 وعقد 1970 لتفسير الحركة الكاريزماتية بين اللوثريين. وعقد مؤتمر سنوي ضخم بشأن هذه المسألة في منيابولس. وأصبحت التجمعات اللوثرية الكاريزماتية في منيابولس كبيرة ومؤثرة خصوصًا؛ خاصةً «هوشعنا!» في ليكفيل، وشمال هايتس في سانت بول. يتجمع الجيل القادم من الشخصيات الكاريزماتية اللوثرية حول تحالف كنائس التجديد. هناك نشاط اكاريزماتي كبير بين القادة اللوثريين الشباب في ولاية كاليفورنيا حول حدث سنوي في كنيسة روبنوود في هنتنغتون بيتش. لعب ريتشارد أ. جينسين، من خلال كتاباته، دوراً رئيسياً في فهم اللوثرية للحركة الكاريزماتية.
في الكنائس الأبرشانيَّة والكنيسة المشيخية التي تعتنق اللاهوت الكالفيني أو الإصلاحي، هناك آراء متباينة بشأن استمرار أو وقف المواهب في الوقت الحاضر (الكاريزماتية) للروح.[21][22] عمومًا، ومع ذلك، فإن الكاريزماتية الإصلاحية تنأى بنفسها عن حركات التجديد ذات الميول التي يمكن اعتبارها مفرطة العاطفة. ومن الطوائف الكاريزماتية الإصلاحيَّة البارزة هي كنائس النعمة السيادية وجميع الأمم في الولايات المتحدة.
أقلية من الأدفنتست اليوم هي كاريزماتية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بأولئك الذين يحملون معتقدات الأدفنتست «التقدمية». في العقود الأولى لتاريخ الطائفة كانت الظواهر الكاريزماتية شائعة.[23][24]
الكنائس الكاريزمية الجديدة
تمثل الكنائس الكاريزمية الجديدة فئة من الكنائس في حركة التجديد المسيحي. تشمل الكنائس الكاريزمية الجديدة الموجة الثالثة، لكنها أوسع. والآن يشكل أعداد أتباعها أكبر من أتباع الخمسينية (الموجة الأولى) والكاريزمية (الموجة الثانية) مجتمعة، وذلك بسبب النمو الملحوظ لمجموعات الكاريزمية ما بعد الطائفية والمستقلة.[25]
يؤمن أتباع الكنائس الكاريزمية الجديدة بنعمة الروح القدس بعد الكتاب المقدس، بما في ذلك التكلم بألسنة، والشفاء، والنبوة. ويتدربون على وضع الأيدي. ومع ذلك، قد لا تكون تجربة محددة من المعمودية مع الروح القدس ضرورية لتجربة مثل هذه المواهب. لا يوجد شكل واحد أو هيكل أو أسلوب لخدمة الكنيسة يميز جميع الخدمات والكنائس الكاريزمية الجديدة.
حُدِّدَت حوالي تسعة عشر ألف فئة، مع ما يقرب من 295 مليون فرد من أتباعها، على أنها كنائس كاريزمية جديدة.[26] وتوجد عادات وممارسات كاريزمية جديدة في العديد من التجمعات المستقلة أو غير الطائفية أو ما بعد الطائفية، مع قوة الأعداد والديموغرافية التي تتركز في الكنائس الأفريقية المستقلة، وبين حركة الكنائس المنزليةالصينية الهانية، وفي كنائس أمريكا اللاتينية.
التطورات البروتستانتية الأخرى
ظهرت الكثير من الحركات والأفكار الأخرى التي يجب تمييزها عن الحركات والفروع المنتشرة على نطاق واسع داخل المسيحية البروتستانتية. البعض منها ما تزال حاضرة حتى الآن. وظهرت آخرى خلال القرون التالية للإصلاح واختفت تدريجياً مع مرور الوقت، مثل الكثير من الحركات التقويَّة. الهم البعض منها ما وراء البعد الطائفي الحالي، مثل الإنجيلية التي لها أساس في المسيحية الأصولية.
تعتمد نظرية الأرمينيانية على الأفكار اللاهوتية لعالم اللاهوت الإصلاحي الهولندي جاكوب أرمينيوس (1560-1609) ومؤيديه التاريخيين المعروفين باسم الريمونسترانتيون. وتمسك تعاليمه بالخمسة سولا الإصلاحيَّة، ولكنها كانت مختلفة عن تعاليم مارتن لوثروهولدريخ زوينكليوجان كالفن وغيرهم من الإصلاحيين البروتستانت. كان جاكوب أرمينيوس طالباً لثيودور بيزا في جامعة اللاهوت بجنيف. من المعروف أن الأرمينية هي تنويع السوتريولوجيا للكالفينية.[27] ومع ذلك، بالنسبة للآخرين، الأرمينيانية هو استصلاح للإجماع اللاهوتي للكنيسة في وقت مبكر.[28] تم توضيح الأرمينيانية الهولندية في الأصل في كخطوة احتجاجية (1610)، من خلال بيان لاهوتي وقعه 45 قساً وقدم إلى برلمان هولندا. تأثرت العديد من الطوائف المسيحية بوجهات النظر الأرمينيانية حول إرادة الإنسان التي حُرِّرَت بالنعمة قبل التجديد، لا سيما الكنيسة المعمدانية في القرن السادس عشر،[29]والميثودية في القرن الثامن عشروالأدفنتست في القرن التاسع عشر.
عادة ما تُعرَّف المعتقدات الأصلية لجاكوب أرمينيوس نفسه باسم الأرمينيانية، ولكن على نطاق أوسع، قد يشمل المصطلح تعاليم هوغو غروتيوس، وجون ويزلي، وغيرهم أيضاً. الأرمينيانية الكلاسيكية والأرمينيانية الويسلية هي المدرستين الرئيسيتين لهذا الفكر. وغالباً ما تكون الأرمينيانية الويسلية متطابقة مع الميثودية. يشترك النظام كالفيني والأرمينياني في التاريخ والعديد من العقائد وتاريخ اللاهوت المسيحي. ومع ذلك، بسبب اختلافاتهم حول عقيدة القدر والاصطفاء، ينظر الكثير من الأشخاص إلى أن هذه المدارس الفكريَّة تعارض بعضها البعض. باختصار، يمكن ملاحظة الاختلاف في النهاية ما إذا كان الله يسمح لرغبته في إنقاذ الجميع أن يقاوم بإرادة الفرد (في العقيدة الأرمينيانية) أو إذا كانت نعمة الله لا تُقاوم ومقتصر على البعض فقط (في العقيدة الكالفينيَّة). يؤكد بعض الكالفينيين أن المنظور الأرمينياني يُقدم نظام تآزري للخلاص وبالتالي ليس فقط بالنعمة، بينما يرفض الأرمينيانيين هذا الإستنتاج بحزم. يعتبر الكثيرون أن الاختلافات اللاهوتية هي اختلافات جوهرية في العقيدة، بينما يرى آخرون أنها بسيطة نسبياً.[30]
كانت التقويَّة حركة مؤثرة داخل اللوثرية التي جمعت مبادئ اللوثرية في القرن السابع عشر مع التركيز الإصلاحي على التقوى الفردية والعيش حياة مسيحية نشطة.[31]
على الرغم من أنَّ التقويَّة تشترك في التركيز على السلوك الشخصي مع الحركة التطهيرية، وكثيراً ما يُخْلَط بينهما، الأ أن هناك اختلافات مهمة، لا سيما في مفهوم دور الدين في الحكومة.[32]
تم منع البيوريتان أو التطهيريين من تغيير شكل الكنيسة القائمة من الداخل، وتم تقييدهم بشدة في إنجلترا من خلال القوانين التي قلصت من حرية ممارسة عقائدهم. ومع ذلك، فقد انتقلت معتقداتهم عن طريق هجرة التجمعات التطهيريَّة إلى هولندا (ثم إلى نيو إنجلاند)، ومن قبل رجال الدين الإنجيليين إلى أيرلندا (ثم إلى ويلز)، وانتشرت بين المجتمعات العادية وأجزاء من النظام التعليمي، وخاصةً في بعض كليات جامعة كامبريدج. واعتنق التطهيريين معتقدات مميزة حول اللباس الديني ومعارضة للنظام الأسقفي، خاصةً بعد استنتاجات سينودس دورتم التي صدرت عام 1619 وقاومهم الأساقفة الإنجليز. لقد تبنوا إلى حد كبير السبت في القرن السابع عشر، وتأثروا بمعتقد الألفيَّة.
لقد تشكلوا، وتحددوا مع الجماعات الدينية المختلفة التي تدعو إلى نقاء أكبر للعبادة والعقيدة، وكذلك التقوى الشخصية والجماعية. تبنى التطهيريين اللاهوت الإصلاحي، لكنهم أيضاً أخذوا بعين الاعتبار الانتقادات الراديكالية لهولدريخ زوينكلي في زيوريخوجان كالفن في جنيف. في النظام السياسي للكنيسة، دعا البعض إلى الانفصال عن جميع المسيحيين الآخرين، لصالح الكنائس المجمعة المستقلة. أصبحت هذه الفروع الانفصالية والمستقلة التطهيرية بارزة في عقد 1640، عندما لم يتمكن أنصار النظام المشيخي في جمعية وستمنستر العامة من تشكيل كنيسة وطنية إنجليزية جديدة.
يرتبط الرفض غير الأصولي للمسيحية الليبرالية على غرار الوجودية المسيحيةلسورين كيركغور، الذي هاجم كنائس الدولة الهيغلية في يومه بسبب «الأرثوذكسية الميتة»، وترتبط الأرثوذكسية الجديدة في المقام الأول مع كارل بارث، ويورغن مولتمان، وديتريش بونهوفر. سعت التقليدية الأرثوذكسية إلى عكس اتجاه ميل اللاهوت الليبرالي للتكيف اللاهوتي مع المنظورات العلمية الحديثة. وتسمى أحياناً في «لاهوت الأزمات»، بالمعنى الوجودي لكلمة الأزمة، وتُسمى أيضاً بالإنجيلية الجديدة، والتي تستخدم معنى «الإنجيليين» فيما يتعلق بالبروتستانت الأوروبيين القاريين بدلاً من الإنجيليين الأمريكيين. كانت التسمية «الإنجيلية» هي التسمية المفضلة في الأصل والتي استخدمها كل من اللوثريين والكالفينيين، ولكن تم استبدالها بالأسماء التي استخدمها بعض الكاثوليك لتسمية البدع باسم مؤسسها.
حركة باليو الأرثوذكسية أو الأرثوذكسية القديمة هي حركة مماثلة في بعض النواحي للإنجيلية الجديدة ولكنها تؤكد على الإجماع المسيحي القديم للكنيسة غير المقسمة في الألفية الأولى بعد الميلاد، بما في ذلك على وجه الخصوص المذاهب المبكرة والمجامع الكنسيَّة كوسيلة لفهم الكتب المقدسة بشكل صحيح. هذه الحركة مشتركة بين الطوائف. اللاهوتي البارز في هذه المجموعة هو توماس أودين الميثودي.
مع نهاية القرن العشرين، أصبح يميل البعض إلى الخلط بين الإنجيلية والأصولية. ومع ذلك، فإن التصنيفات تمثل اختلافات واضحة جداً في النهج الذي تسعى كلتا المجموعتين إلى الحفاظ عليه، رغم أنه نظراً لصغر حجم الأصولية كثيرًا، فغالبًا ما يتم تصنيفها ببساطة باعتبارها فرعاً متحفظاً جداً للإنجيلية.
لا تشكل الحداثة والليبرالية مدارس لاهوت صارمة ومحددة جيداً، بل هي ميل بعض الكتاب والمعلمين لدمج الفكر المسيحي في روح عصر التنوير.[39] أدى الفهم الجديد للتاريخ والعلوم الطبيعية لليوم مباشرةً إلى مناهج جديدة للاهوت المسيحي. وأدت معارضتها للتعليم الأصولي إلى نقاشات دينية، مثل الجدل الأصولي-الحديث داخل الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة الأمريكية في عشرينيات القرن العشرين.
كانت التغييرات في البروتستانتية في جميع أنحاء العالم خلال القرن الماضي كبيرة.[40][43][58] منذ عام 1900، انتشرت البروتستانتية بسرعة في إفريقياوآسياوأوقيانوسياوأمريكا اللاتينية.[44][58][59] وتسبب ذلك في أن يُطلق على البروتستانت ديانة غير غربيَّة بالدرجة الأولى.[43][58] وحدث الكثير من النمو في أعداد البروتستانت بعد الحرب العالمية الثانية، عندما تم إنهاء الإستعمار في إفريقيا وإلغاء القيود المُختلفة ضد البروتستانت في بلدان أمريكا اللاتينية.[44] وفقاً لأحد المصادر، شكلَّ البروتستانت 2.5%، وحوالي 2%، وحوالي 0.5% من مجمل سكان أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.[44] وفي عام 2000، أصبحت نسبة البروتستانت في القارات المذكورة 17%، وأكثر من 27% وحوالي 6%، على التوالي.[44] وفقاً لمارك أ. نول، عاش 79% من مجمل الأنجليكان في العالم في المملكة المتحدة في عام 1910، في حين عُثِر على معظم الباقي في الولايات المتحدة وعبر دول الكومنولث البريطاني.[43] وبحلول عام 2010، عاش حوالي 59% من مجمل الأنجليكان في العالم في أفريقيا.[43] في عام 2010، كان عدد البروتستانت الذين يعيشون في الهند أكثر مما في المملكة المتحدة أو ألمانيا، في حين أنَّ أعداد البروتستانت في البرازيل أكبر من عدد البروتستانت في المملكة المتحدة وألمانيا مجتمعين.[43] وعاش الكثير من البروتستانت في كل من نيجيرياوالصين كما هو الحال في كل أوروبا.[43] الصين هي موطن أكبر أقلية بروتستانتية في العالم.[6][د]
تنمو البروتستانتية في إفريقيا،[59][60][61] وآسيا،[59][61][62] وأمريكا اللاتينية،[61][63] وأوقيانوسيا،[58][59] بينما انخفضت النسبة في أنغلو-أمريكا،[58][64] وأوروبا،[41][65] مع بعض الإستثناءات مثل فرنسا،[66] حيث تم القضاء على المجتمع بعد إلغاء مرسوم نانت من مرسوم فونتينبلو والاضطهاد التالي للهوغونوت، ولكن الآن يُزعم أنه مستقر في العدد أو حتى ينمو قليلاً.[66] وفقاً للبعض، تُعد روسيا بلداً آخر يشهد إحياء في أعداد البروتستانت.[67][68][69] وجدت دراسة لجامعة سانت ماري عام 2015 أن حوالي 10.2 ملايين مسلم إعتنق المسيحية.[70] ووجدت الدراسة أنه منذ 1960، كانت هناك زيادة كبيرة في عدد التحولات من الإسلام إلى المسيحية، وكان معظم هذه التحولات إلى الكنائس الإنجيلية أو الخمسينية، ولكن كانت هناك أيضًا تحولات إلى الكاثوليكية والأرثوذكسية.[70]
بحلول عام 2050، من المتوقع أن ترتفع نسبة البروتستانت إلى أكثر بقليل من نصف مجموع سكان العالم المسيحيين.[74][ه] وفقًا لخبراء آخرين مثل هانز جيه هيليربراند، سيكون أعداد البروتستانت أكبر من أعداد الكاثوليك.[75]
وفقاً لمارك يورغنماير من جامعة كاليفورنيا، فإن البروتستانتية الشعبيَّة، [و] هي الحركة الدينية الأكثر ديناميكية في العالم المعاصر، إلى جانب الإسلام.[76]
على الرغم من أنَّ الإصلاح البروتستانتي كانت حركة دينية، إلا أنه كان له تأثير قوي على جميع جوانب الحياة الأخرى: الزواج والأسرة، والتعليم، والعلوم الإنسانية والعلوم، والنظام السياسي والاجتماعي، والاقتصاد، والفنون.[77] الكنائس البروتستانتية ترفض فكرة عزوبية الكهنة وبالتالي تسمح لرجال دينهم بالزواج.[59] وساهم العديد من أسرهم في تطوير النخب الفكرية في بلدانهم.[78] منذ حوالي عام 1950، دخلت النساء سلك الكهنوت، وتقلد البعض منهن مناصب قيادية (مثل الأساقفة) في معظم الكنائس البروتستانتية.
يسمح مفهوم الله والإنسان البروتستانتي للمؤمنين باستخدام جميع قدراتهم التي وهبها الله، بما في ذلك قوة العقل. هذا يعني أنه يُسمح لهم باستكشاف خلق الله، ووفقًا لسفر التكوين، يستخدمونه بطريقة مسؤولة ومستدامة. وهكذا تم خلق مناخ ثقافي عزز كثيرًا تطور العلوم الإنسانيةوالعلوم.[94] النتيجة الأخرى لفهم الإنسان البروتستانتي هي أن المؤمنين، بامتنان لانتخابهم وخلاصهم في يسوع، يتبعون وصايا الله. تقع الصناعة، والركود، والدعوة، والانضباط، والشعور القوي بالمسؤولية في صميم قواعدها الأخلاقية[95][96] على وجه الخصوص، رفض جان كالفن الترف. لذلك، تمكن الحرفيون والصناعيون ورجال الأعمال الآخرون من إعادة استثمار الجزء الأكبر من أرباحهم في الآلات الأكثر كفاءة وأساليب الإنتاج الأكثر حداثة التي كانت تستند إلى التقدم في العلوم والتكنولوجيا. ونتيجة لذلك، نمت الإنتاجية، مما أدى إلى زيادة الأرباح ومكّن أصحاب العمل من دفع أجور أعلى. بهذه الطريقة، عزز الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا بعضهم البعض. كانت فرصة المشاركة في النجاح الاقتصادي للاختراعات التكنولوجية بمثابة حافز قوي لكل من المخترعين والمستثمرين.[97][98][99][100] كانت أخلاقيات العمل البروتستانتية قوة مهمة وراء العمل الجماهيري غير المخطط وغير المنسق الذي أثر على تطور الرأسماليةوالثورة الصناعية. تُعرف هذه الفكرة أيضاً باسم «أطروحة الأخلاق البروتستانتية».[101] كذلك كان لأخلاق العمل البروتستانتية كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، أحد أسباب نشأة الثورة الصناعية.[102]
ومع ذلك، كتب المؤرخ البارز فرنان بروديل (المتوفى عام 1985)، وهو أحد قادة مدرسة أناليس المهمة: «جميع المؤرخين عارضوا هذه النظرية الضعيفة [أخلاقيات البروتستانت]، على الرغم من أنهم لم يتمكنوا من التخلص منها مرة واحدة وإلى الأبد. ومع ذلك، فمن الواضح أنها خاطئة، فقد احتلت البلدان الشمالية المكانة التي كانت في وقت سابق محتلة من قبل المراكز الرأسمالية القديمة في البحر الأبيض المتوسط، ولم تخترع أي شيء، سواء في التكنولوجيا أو إدارة الأعمال».[103] العالم الاجتماعي رودني ستارك يعلق على أنه «خلال فترة التنمية الاقتصادية الحرجة، كانت هذه المراكز الشمالية للرأسمالية كاثوليكية وليست بروتستانتية - إلا أن الإصلاح لا يزال يكمن جيدا في المستقبل».[104] بينما قال المؤرخ البريطاني هيو تريفور روبير (توفي عام 2003) «فكرة أن الرأسمالية الصناعية الواسعة النطاق كانت مستحيلة أيديولوجياً قبل الإصلاح تم تفجيرها من خلال حقيقة بسيطة أنها موجودة».[105]
في تحليل عامل لآخر موجة من بيانات رابطة مسح القيم العالمية، وجد الباحث أرنو تاوش من جامعة كورفينوس في بودابست، أنَّ البروتستانتية تظهر أنها قريبة جداً من الجمع بين الدين والتقاليد الليبرالية. يعتمد مؤشر تطوير القيمة العالمية، الذي تم حسابه بواسطة أرنو تاوش، على أبعاد مسح القيم العالمية، مثل الثقة في حالة القانون، وعدم دعم السوق السوداء، والنشاط ما بعد المادية، ودعم الديمقراطية، وعدم قبول العنف، وكراهية الأجانب والعنصرية، والثقة في رأس المال والجامعات عبر الوطنية، والثقة في اقتصاد السوق، ودعم العدالة بين الجنسين، والمشاركة في النشاط البيئي، وإلخ.[106]
كان للبروتستانتية تأثير هام على العلوم. وفقاً لأطروحة ميرتون، كان هناك ارتباط إيجابي بين صعود التطهيرية الإنجليزية والتقويَّة الألمانية من ناحية والعلوم التجريبية المبكرة من ناحية أخرى.[119] تحتوي أطروحة ميرتون على جزأين منفصلين: أولاً، تقدم نظرية أن العلم يتغير بسبب تراكم الملاحظات والتحسين في التقنية التجريبية والمنهجية؛ وثانياً، يطرح الحجة القائلة بأن شعبية العلم في القرن السابع عشر في إنجلترا والديموغرافيا الدينية لأعضاء الجمعية الملكية (حيث كان العلماء الإنجليز في ذلك الوقت من التطهيريين في الغالب أو غيرهم من البروتستانت) يُمكن تفسيرها من خلال العلاقة الإيجابية بين البروتستانتية والقيم العلمية.[120] ركز ميرتون على التطهيرية الإنجليزية والتقويَّة الألمانية باعتبارها مسؤولة عن تطور الثورة العلمية في القرنين السابع عشر والثامن عشر. وأوضح أن العلاقة بين الانتماء الديني والاهتمام بالعلوم كانت نتيجة للتآزر الكبير بين القيم البروتستانتية الزاهدة وتلك المتعلقة بالعلوم الحديثة.[121] وشجعَّت القيم البروتستانتية على البحث العلمي من خلال السماح للعلم بالتعرف على تأثير الله على العالم - الذي خلقه - وبالتالي توفير تبرير ديني للبحث العلمي.[119]
وفقاً لكتاب النخبة العلميَّة: الحائزين على جائزة نوبل في الولايات المتحدة من قبل الباحثة هارييت زوكرمان، وجدت أنَّ بين عام 1901 وعام 1972، كان 72% من الأمريكيين الحائزين على جائزة نوبل من خلفية بروتستانتية.[122] بوشكل عام، كان 84% من مجمل جوائز نوبل الممنوحة للأمريكيين في الكيمياء،[122] وحوالي 65% في الطب،[122] وحوالي 59% في الفيزياء بين عام 1901 وعام 1972 من نصيب البروتستانت.[122]
وفقاً لإحصائية 100 عام من جائزة نوبل (2005)، من خلال مراجعة لجوائز نوبل التي تم منحها في الفترة ما بين عام 1901 وعام 2000، كان 65% من الحائزين على جائزة نوبل، منتمين إلى الديانة المسيحية بأشكالها المختلفة (423 جائزة).[123] في حين إنتمى 32% من الحائزين على جائزة نوبل إلى المذاهب البروتستانتية في أشكالها المختلفة (208 الجوائز)،[123] على الرغم من أن البروتستانت يشلكون بين 12% إلى 13% من سكان العالم.
الحكومة
أعلام الكنيسة، كما يستخدمها البروتستانت الألمان.
في العصور الوسطى، كانت الكنيسة والسلطات الدنيوية وثيقة الصلة. فصل مارتن لوثر بين العوالم الدينية والعالمية من حيث المبدأ (عقيدة المملكتين).[124] كان المؤمنون مضطرين إلى استخدام سبب لحكم الكرة الأرضية بطريقة منظمة وسلمية. عزز لوثر مذهب الكهنوت لجميع المؤمنين دور العلمانيين في الكنيسة إلى حد كبير. كان لأعضاء الجماعة الحق في انتخاب القساوسة، وإذا لزم الأمر، للتصويت على إقالته.[125] عزز جان كالفن هذا النهج الديمقراطي بشكل أساسي عن طريق ضم العلمانيين المنتخبين (شيوخ الكنيسة، والكهنة) في حكومة الكنيسة التمثيلية.[126] أضاف الهوغونوتالسينودس الإقليمي والمجمع الكنسي الوطني، الذين تم انتخاب أعضائهم من قبل التجمعات، إلى نظام جان كالفن للحكم الذاتي للكنيسة. وتم الاعتماد على هذا النظام من قبل الكنائس الإصلاحية الأخرى،[127] وتم تبنيها من قبل بعض اللوثريين بداية من تلك الموجودة في دوقيات يوليش كليفه برغ المتحدة خلال القرن السابع عشر.
من الناحية السياسية، فضل جان كالفن مزيجًا من الأرستقراطيةوالديمقراطية. وأعرب عن تقديره لمزايا الديمقراطية: «إنها هدية لا تُقدر بثمن، إذا سمح الله للشعب أن ينتخب بحرية سلطاته وأسلافه».[128] كما اعتقد كالفن لأيضاً أن الحكام الأرضيين يفقدون حقهم الإلهي ويجب أن يلقوا حتفهم عند قيامهم بأفعال ضد الله. ولتعزيز حماية حقوق الأشخاص العاديين، اقترح كالفن فصل السلطات السياسية في نظام من الضوابط والتوازنات. وهكذا قاوم هو وأتباعه الحكم السياسي المطلق ومهدوا الطريق لصعود الديمقراطية الحديثة.[129] إلى جانب إنجلترا، كانت هولندا تحت قيادة كالفن، الدولة الأكثر حرية في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر. منح اللجوء للفلاسفة مثل باروخ سبينوزاوبيير بايل. كان هوغو غروتيوس قادراً على تدريس نظرية القانون الطبيعي وتفسير ليبرالي نسبياً للكتاب المقدس.[130]
تبنّت عدد من الحركات المسيحية نشر والتوعية عن النظافة الشخصية خاصًة خلال الثورة الصناعية، وذلك من خلال عقيدة النظافة من الإيمان، ومنها حركات الإنجيل الاجتماعي التي ظهرت داخل الكنائس البروتستانتية،[172] ولعلّ أبرز هذه الحركات «جيش الخلاص» الذي شكَّله الزوجين وليم وكاثرين بوث، وقد كان لهم دور في نشر والتوعية عن النظافة الشخصية.[173] ونقلًا عن كتاب الصحة والطب في التعاليم الانجيلية،[174] كان أحد شعاراتهم الأبكر: «الصابون، الحساء، والخلاص». فضلًا عن تشديدهم على الإستحمام خاصًة عشية يوم السبتويوم الأحد تحضيرًا للقداس وتقديمهم وإنتاج منتجات خاصة بالنظافة الشخصيّة.[175]
وجهة نظر الكنيسة الرومانية الكاثوليكية هي أن الطوائف البروتستانتية لا يمكن اعتبارها كنائس، بل إنها مجتمعات كنسيَّة أو مجتمعات معينة تؤمن بالإيمان لأن مراسيمها وعقائدها ليست مماثلة تاريخياً للعقائد والمذاهب الكاثوليكية، ولا يوجد في المجتمعات البروتستانتية سلك كهنوتي للقيام بالأسرار وبالتالي يفتقر إلى الخلافة الرسولية الحقيقية.[ز][176][177] وفقا للأسقف هيلاريون (الفيف)، فإن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية تشترك في نفس الرأي حول هذا الموضوع.[178]
على عكس الطريقة التي تميز بها المصلحون البروتستانت في كثير من الأحيان، لم يتم تجاهل مفهوم الكنيسة الكاثوليكية أو العالمية خلال الإصلاح البروتستانتي. على العكس من ذل، نظر المصلون البروتستانت إلى الوحدة المرئية للكنيسة الكاثوليكية أو العالمية باعتبارها عقيدة مهمة وأساسية للإصلاح. كان المُصلحين القدامى، مثل مارتن لوثر، وجان كالفن، وهولدريخ زوينكلي، يعتقدون أنهم كانوا يقومون بإصلاح الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، والذين رأوا أنها أصبحت فاسدة. وأخذ كل منهم بجديَّة تهم الانقسام والابتكار، وقاموا بإنكار هذه الإتهامات والإبقاء على أن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية هي التي تركتهم. وقام المصلحين البروتستانت بتكوين رأي لاهوتي جديد ومختلف اختلافاً جذرياً في علم الكنسية، مفاده أن الكنيسة المرئية هي «كاثوليكية».
^تختلف التقديرات إلى حد كبير، من 400 مليون إلى أكثر من مليار. أحد الأسباب هو عدم وجود اتفاق مشترك بين العلماء حول من هي الطوائف التي تشكل البروتستانتية. ومع ذلك، فإنّ 800 مليون هو الرقم الأكثر قبولاً بين مختلف المؤلفين والعلماء، وبالتالي يتم استخدامه في هذه المقالة. على سبيل المثال، قدّر المؤلف هانز هيلربراند إجمالي عدد السكان البروتستانت في عام 2004 بحوالي 833,457,000 نسمة،[45] بينما وبحسب تقرير أعده معهد جوردون كونويل اللاهوتي، قدرت أعداد البروتستانت بحوالي - 961,961,000 في منتصف عام 2015.[7]
^تتفق المصادر الحالية بشكل عام على أن المسيحيين يشكلون حوالي 33% من سكان العالم - أكثر بقليل من 2.4 مليار من الأتباع في منتصف عام 2015.
^تختلف تقديرات الصين في أعداد البروتستانت بعشرات الملايين. ومع ذلك، بالمقارنة مع الدول الأخرى، ليس هناك خلاف على أن الصين لديها أقلية بروتستانتية عديدة.
^تُصنّف الكنائس البروتستانتية والمستقلة والأنجليكانية على أنها بروتستانتية كما هو مذكور سابقًا في المقالة.
^هو مصطلح مرن؛ تم تعريفها على أنها جميع أشكال البروتستانتية مع استثناء ملحوظ للطوائف التاريخية المستمدة من الإصلاح البروتستانتي.
^ هذا يختلف بين البروتستانت اليوم. في السويد، تحول الأساقفة إلى اللوثرية خلال الإصلاح البروتستانتي ولم يكن هناك أي انقطاع في المراسيم. واليوم كنتيجة للمراسيم المشتركة، يمكن لرابطة بورفو بأكملها تتبع سلسلة غير منقطعة من مراسيم على مستوى الأساقفة تعود إلى ما قبل الإصلاح عبر الخط السويدي. ومع ذلك، فإن روما اليوم لا تقبل هذه المراسيم باعتبارها صالحة لا لأنه كان هناك انقطاع في السلسلة، ولكن بسبب حدوث هذا من دون إذن البابوي.
^How Many Evangelicals Are There?، Wheaton College: Institute for the Study of American Evangelicals، مؤرشف من الأصل في 13 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 3 سبتمبر 2020
^Balmer، Randall (2004)، "Charismatic Movement"، Encyclopedia of Evangelicalism: Revised and Expanded Edition (ط. 2nd)، Waco: Baylor.
^Burgess، Stanley M؛ van der Maas، Eduard M، المحررون (2002)، The New International Dictionary of Pentecostal and Charismatic Movements، Grand Rapids: Zondervan، ص. 286–87.
^"Chambers Biographical Dictionary," ed. Magnus Magnusson (Chambers: Cambridge University Press, 1995), 62.
^Kenneth D. Keathley, "The Work of God: Salvation," in A Theology for the Church, ed. Daniel L. Akin (Nashville: B&H Academic, 2007), 703.
^Robert G. Torbet, A History of the Baptists, third edition
^Gonzalez, Justo L. The Story of Christianity, Vol. Two: The Reformation to the Present Day (New York: Harpercollins Publishers, 1985; reprint – Peabody: Prince Press, 2008) 180
^In places, such as parts of England and America, where Pietism was frequently juxtaposed with الكنيسة الرومانية الكاثوليكية, Catholics also became naturally influenced by Pietism, helping to foster a stronger tradition of congregational hymn-singing, including among Pietists who converted to Catholicism and brought their pietistic inclination with them, such as Frederick William Faber.
^Calvinist Puritans believed that government was ordained by God to enforce Christian behavior upon the world; pietists see the government as a part of the world, and believers were called to voluntarily live faithful lives independent of government.
^Richard Middleton and Anne Lombard Colonial America: A History to 1763 (4th ed. 2011)
^ ابجدهوJay Diamond, Larry. Plattner, Marc F. and Costopoulos, Philip J. World Religions and Democracy. 2005, p. 119. link (saying "Not only do Protestants presently constitute 13 percent of the world's population—about 800 million people—but since 1900 Protestantism has spread rapidly in Africa, Asia, and Latin America.') نسخة محفوظة 15 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
^~34% of ~7.2 billion world population (under the section 'People') "World". CIA world facts. مؤرشف من الأصل في 2010-01-05. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-12.
^Hillerbrand, Hans J., "Encyclopedia of Protestantism: 4-volume Set", p. 1815, "Observers carefully comparing all these figures in the total context will have observed the even more startling finding that for the first time ever in the history of Protestantism, Wider Protestants will by 2050 have become almost exactly as numerous as Roman Catholics—each with just over 1.5 billion followers, or 17 percent of the world, with Protestants growing considerably faster than Catholics each year." نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
^Heinrich August Winkler (2012), Geschichte des Westens. Von den Anfängen in der Antike bis zum 20. Jahrhundert, Third, Revised Edition, Munich (Germany), p. 233
^Clifton E. Olmstead (1960), History of Religion in the United States, Prentice-Hall, Englewood Cliffs, NJ, pp. 69–80, 88–89, 114–117, 186–188
^M. Schmidt, Kongregationalismus, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band III (1959), Tübingen (Germany), col. 1770
^McKinney, William. "Mainline Protestantism 2000." Annals of the American Academy of Political and Social Science, Vol. 558, Americans and Religions in the Twenty-First Century (July 1998), pp. 57–66.
^غيرهارد لينسكي (1963), The Religious Factor: A Sociological Study of Religion's Impact on Politics, Economics, and Family Life, Revised Edition, A Doubleday Anchor Book, Garden City, New York, pp. 348–351
^Cf. Robert Middlekauff (2005), The Glorious Cause: The American Revolution, 1763–1789, Revised and Expanded Edition, Oxford University Press, (ردمك 978-0-19-516247-9), p. 52
^Jan Weerda, Soziallehre des Calvinismus, in Evangelisches Soziallexikon, 3. Auflage (1958), Stuttgart (Germany), col. 934
^Eduard Heimann, Kapitalismus, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band III (1959), Tübingen (Germany), col. 1136–1141
^Hans Fritz Schwenkhagen, Technik, in Evangelisches Soziallexikon, 3. Auflage, col. 1029–1033
^Georg Süßmann, Naturwissenschaft und Christentum, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band IV, col. 1377–1382
^C. Graf von Klinckowstroem, Technik. Geschichtlich, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band VI, col. 664–667
^Kim, Sung Ho (Fall 2008). "Max Weber". The Stanford Encyclopedia of Philosophy. Metaphysics Research Lab, CSLI, Stanford University. مؤرشف من الأصل في 2019-04-01. اطلع عليه بتاريخ 2011-08-21.
^Kiely, Ray (Nov 2011). "Industrialization and Development: A Comparative Analysis". UGL Press Limited: 25-26.
^Braudel, Fernand. 1977. Afterthoughts on Material Civilization and Capitalism. Baltimore: Johns Hopskins University Press.
^ ابجدهارييت زوكرمان, Scientific Elite: Nobel Laureates in the United States New York, The Free Press, 1977 , p. 68: Protestants turn up among the American-reared laureates in slightly greater proportion to their numbers in the general population. Thus 72 percent of the seventy-one laureates but about two thirds of the American population were reared in one or another Protestant denomination-) نسخة محفوظة 8 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
^ ابBaruch A. Shalev, 100 Years of Nobel Prizes (2003), Atlantic Publishers & Distributors , p. 57: between 1901 and 2000 reveals that 654 Laureates belong to 28 different religion Most 65% have identified Christianity in its various forms as their religious preference.
While separating Roman Catholic from Protestants among Christians proved difficult in some cases, available information suggests that more Protestants were involved in the scientific categories and more Catholics were involved in the Literature and Peace categories.
Atheists, agnostics, and freethinkers comprise 11% of total Nobel Prize winners; but in the category of Literature, these preferences rise sharply to about 35%. A striking fact involving religion is the high number of Laureates of the Jewish faith—over 20% of total Nobel Prizes (138); including: 17% in Chemistry, 26% in Medicine and Physics, 40% in Economics and 11% in Peace and Literature each. The numbers are especially startling in light of the fact that only some 14 million people (0.02% of the world's population) are Jewish. By contrast, only 5 Nobel Laureates have been of the Muslim faith—1% of total number of Nobel prizes awarded—from a population base of about 1.2 billion (20% of the world's population) نسخة محفوظة 1 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
^Heinrich Bornkamm, Toleranz. In der Geschichte des Christentums in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band VI (1962), col. 937
^Original German title: Dass eine christliche Versammlung oder Gemeine Recht und Macht habe, alle Lehre zu beurteilen und Lehrer zu berufen, ein- und abzusetzen: Grund und Ursach aus der Schrift
^Clifton E. Olmstead, History of Religion in the United States, pp. 4–10
^Karl Heussi, Kompendium der Kirchengeschichte, 11. Auflage, p. 325
^Quoted in Jan Weerda, Calvin, in Evangelisches Soziallexikon, 3. Auflage (1958), Stuttgart (Germany), col. 210
^Clifton E. Olmstead, History of Religion in the United States, p. 10
^Karl Heussi, Kompendium der Kirchengeschichte, pp. 396–397
^Cf. M. Schmidt, England. Kirchengeschichte, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band II (1959), Tübingen (Germany), col. 476–478
^Nathaniel Philbrick (2006), Mayflower: A Story of Courage, Community, and War, Penguin Group, New York, (ردمك 0-670-03760-5)
^Clifton E. Olmstead, History of Religion in the United States, pp. 65–76
^Allen Weinstein and David Rubel (2002), The Story of America: Freedom and Crisis from Settlement to Superpower, DK Publishing, Inc., New York, (ردمك 0-7894-8903-1), p. 61
^Clifton E. Olmstead, History of Religion in the United States, p. 5
^Heinrich Bornkamm, Toleranz. In der Geschichte des Christentums, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band VI (1962), col. 937–938
^H. Stahl, Baptisten, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band I, col. 863
^G. Müller-Schwefe, Milton, John, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band IV, col. 955
^Karl Heussi, Kompendium der Kirchengeschichte, p. 398
^Clifton E. Olmstead, History of Religion in the United States, pp. 99–106, 111–117, 124
^Edwin S. Gaustad (1999), Liberty of Conscience: Roger Williams in America, Judson Press, Valley Forge, p. 28
^Hans Fantel (1974), William Penn: Apostle of Dissent, William Morrow & Co., New York, pp. 150–153
^Robert Middlekauff (2005), The Glorious Cause: The American Revolution, 1763–1789, Revised and Expanded Edition, Oxford University Press, New York, (ردمك 978-0-19-516247-9), pp. 4–6, 49–52, 622–685
^Clifton E. Olmstead, History of Religion in the United States, pp. 192–209
^Cf. R. Voeltzel, Frankreich. Kirchengeschichte, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band II (1958), col. 1039
^Douglas K. Stevenson (1987), American Life and Institutions, Ernst Klett Verlag, Stuttgart (Germany), p. 34
^G. Jasper, Vereinte Nationen, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band VI, col. 1328–1329
^Cf. G. Schwarzenberger, Völkerrecht, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band VI, col. 1420–1422
^Karl Heussi, Kompendium der Kirchengeschichte, 11. Auflage, pp. 396–399, 401–403, 417–419
^Jeremy Waldron (2002), God, Locke, and Equality: Christian Foundations in Locke's Political Thought, Cambridge University Press, New York, (ردمك 978-0521-89057-1), p. 13
^Jeremy Waldron, God, Locke, and Equality, pp. 21–43, 120