تاريخياً، لعب أعضاء الكنيسة الأسقفية أدوارًا قيادية في العديد من جوانب الحياة الأمريكية، بما في ذلك السياسة والأعمال والعلوم والفنون والتعليم.[1][2][3][4] كان حوالي ثلاثة أرباع الموقعين على إعلان الاستقلال الأمريكي ينتمون إلى الكنيسة الأسقفية، كما وكان أكثر من رُبع رؤساء الولايات المتحدة من أعضاء الكنيسة الأسقفية.[5] كما أن عدد من العائلات الأمريكية الأكثر ثراءً، مثل نخبة بوسطن والمال القديم، من أعضاء الكنيسة الأسقفيَّة.[2][6] ويُعتبر أتباع الكنيسة الأسقفية من الطوائف الدينية الأكثر تعلمًا وثراءً في الولايات المتحدة،[2] في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان العديد من أعضاء الكنيسة الأسقفية نشيطين في حركة الإنجيل الاجتماعي. وتُعتبر الكنيسة أول كنيسة بروتستانتية تعين امرأة في منصب مطران كنيسة. اشتهرت الكنيسة بمباركة زواج المثليين ومعارضة العبوديةوعقوبة الإعدام وتأييد الحقوق المدنية وتعتبر أول كنيسة أمريكية تبارك زواجقساوسة وسبب هذا حدوث جدل في الكنائس الأنجليكانية في العالم.
التاريخ
تعود جذور كنيسة في فترة الثورة الأمريكية فقد انشئت بعد استقلال الولايات المتحدة من بريطانيا عام 1783. رغم إنها انفصلت عن كنيسة إنجتلرا إلا أنها ظلت تتمسك بالإيمان الأنجليكاني وحافظت على الأنجليكيين في أمريكا. واعتبرت نفسها كنيسة بروتستانتية وأصبحت فيما بعد عضواً في الكنائس الأنجليكانية وأصبحت أكبر الكنائس وأكثرها انتشاراً، وأصبح لكل ولاية أمريكية أسقف وكل اسقف ولاية يزعم الكنائس الموجودة في مقاطعات الولاية. تاريخ كنيسة الأسقفية طويل وعرفت بأنها من أقدم الكنائس وأشهرها في تاريخ الولايات المتحدة كما أن الآباء المؤسسون للولايات المتحدة كان أغلبهم من أبناء الكنيسة الأسقفية مثل جورج واشنطنوبنجامين فرانكلين وغيرهم. واشتهرت بكثرة رؤساء الأمريكيين ومشاهير المؤمنين بها، كما اشتهرت بكثرة العلمانيينوالليبراليين وقلة محافظين منهم.
تاريخيًا، كان الأسقفيون ممثلين بشكل زائد بين النخبة العلمية الأمريكية والفائزين بجائزة نوبل.[13][14] وفقًا لكتاب النخبة العلمية: الحائزون على جائزة نوبل في الولايات المتحدةهارييت زوكرمان، بين عام 1901 وعام 1972، كان 72% من الحائزين على جائزة نوبل الأمريكيين من خلفية بروتستانتية، معظمهم من خلفية أسقفية أو مشيخية أو لوثرية.[13][14]
كان أعضاء براهمن بوسطن أو نخبة بوسطن، والذي يُنظر إليهم على أنهم أهم النخب الاجتماعية والثقافية في الولايات المتحدة، مرتبطين غالبًا بالطبقة العليا الأمريكية، وجامعة هارفارد،[15] والكنيسة الأسقفية.[16][17] وكان أعضاء طبقة المال القديم في الولايات المتحدة مرتبطين بشكل نموذجي بوضع «البروتستانت البيض الأنجلو ساكسون»،[18] وكانوا أعضاء في الكنيسة الأسقفية والمشيخية بالدرجة الأولى.[19] خلصت دراسة أجرتها مجلة فورتشن في عقد 1970 أنّ واحد من كل خمسة أكبر الشركات في الولايات المتحدة تُدار من قبل الأسقفيين.[2] وأنَّ واحدة من ثلاثة أكبر وأقوى البنوك في البلاد، يرأسُها أسقفيين.[2] تاريخيًا إنتمت العديد من العائلات الأمريكية الأكثر ثراءاً مثل آل آستور، وآل فاندربيلت، وآل مورجان، وآل فورد، وآل روزفلت، وآل كارنجي، وآل دو بونت، وآل ميلون، وآل فوربس، وآل بوش إلى الكنيسة الأسقفية الأمريكية.[2][6] كما أن بعض أفراد عائلة روكفلر التي تتبع الكنيسة المعمدانية، هم أعضاء في الكنيسة الأسقفية.[6]
يُعتبر أتباع الكنيسة الأسقفية الطائفة المسيحية الأكثر تعلمًا وثراءً في الولايات المتحدة،[20] ولدى الأسقفيون أعلى نسبة من الحاصلين على شهادة جامعية (76%)، وحوالي 35% منهم لديهم شهادات دراسات عليا،[21] وما يزالون يُشكلون أيضًا جزء من النخبة الثرية والمتعلمة والسياسية في الولايات المتحدة.[22]البروتستانت الأسقفيين يميلوا إلى أن يكونوا أكثر ثراء بكثير وأفضل تعليمًا من معظم الجماعات الدينية الأخرى في الولايات المتحدة،[2][23] وفقًا لدراسة أجريت عام 2014 من قبل مركز بيو للأبحاث، صُنف الأسقفين كثالث أغنى مجموعة دينية في الولايات المتحدة، حيث يعيش 35% من الأسقفيين في أسر ذات دخل لا يقل عن 100,000 دولار.[24] في السنوات الأخيرة، أصبحت الكنيسة أكثر تنوعًا من الناحية الاقتصادية والعرقية من خلال التبشير،[25] واجتذبت العديد من المهاجرين من أصل أمريكية لاتينية والذين غالبًا ما يكونون من الطبقة العاملة.[26][27]
^McKinney, William. "Mainline Protestantism 2000", Annals of the American Academy of Political and Social Science, Vol. 558, Americans and Religions in the Twenty-First Century (July, 1998), pp. 57-66.
^ ابجW. Williams، Peter (2016). Religion, Art, and Money: Episcopalians and American Culture from the Civil War to the Great Depression. University of North Carolina Press. ص. 176. ISBN:9781469626987. The names of fashionable families who were already Episcopalian, like the Morgans, or those, like the Fricks, who now became so, goes on interminably: Aldrich, Astor, Biddle, Booth, Brown, Du Pont, Firestone, Ford, Gardner, Mellon, Morgan, Procter, the Vanderbilt, Whitney. Episcopalians branches of the Baptist Rockefellers and Jewish Guggenheims even appeared on these family trees.
^Khalaf، Samir (2012). Protestant Missionaries in the Levant: Ungodly Puritans, 1820-1860. Routledge. ص. 31. ISBN:9781136249808. Princeton was Presbyterian, while Columbia and Pennsylvania were Episcopalian.
^ ابKivisto، Peter؛ Swatos J.، William H.؛ Christiano، Kevin J. (2015). Kivisto، Peter؛ Swatos J.، Willaiam H. (المحررون). Sociology of Religion: Contemporary Developments. Rowman & Littlefield. ص. 97. ISBN:978-1-4422-1693-8.
^ ابZuckerman، Harriet (1977). Scientific Elite: Nobel Laureates in the United States. New York: The Free Press. ص. 68. ISBN:978-1-4128-3376-9. مؤرشف من الأصل في 2023-10-12. Protestants turn up among the American-reared laureates in slightly greater proportion to their numbers in the general population. Thus 72 percent of the seventy-one laureates but about two thirds of the American population were reared in one or another Protestantone denomination mostly Presbyterian, Episcopalian, or Lutheran rather than Baptist or Fundamentalist.
^Davidson، James D.؛ Pyle، Ralph E.؛ Reyes، David V. (1995). "Persistence and Change in the Protestant Establishment, 1930-1992". Social Forces. ج. 74 ع. 1: 157–175 [p. 164]. DOI:10.1093/sf/74.1.157. JSTOR:2580627.