وُلد في عمّان ليكون أول أنجال الملك الحسين بن طلال من زوجته الثانية ذات الأصل البريطاني الأميرة منى الحسين.[18] ولذلك، فقد كان وريثًا واضحًا للعرش ووليًّا للعهد منذ ولادته - كما ينص الدستور الأردني -[19] إلى أن نقل الملك الحسين المنصب إلى أخيه الأصغر الأمير الحسن بن طلال عام 1965 م؛[20] بسبب الظروف التي أحاطت الأردن آنذاك. بدأ عبد الله تعليمه في عمان، بينما أكمله في الخارج. يُذكر أنّه يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الخارجية من جامعة جورج تاون، كما تلقى دراسةً في جامعة أكسفورد.[21]
الملك عبد الله هو أحد أفراد السلالة الهاشمية الحاكمةللأردن منذ 1921، ولا يزال أفرادها يتوارثون الحكم منذ بداية حكمهم باسم شرافة مكة.[22] عيَّنه الملك الحسين وليًّا لعهده مرةً أخرى؛ ليخلفه في الحكم بعد عودته من رحلة علاجٍ في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999 م وذلك قبل أسابيع قليلةٍ من وفاته.[17][23] يُعدُّ الملك عبد الله الثاني أقدم الزعماء العرب الأحياء في الحكم يليه في الأقدمية ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ثم ملك المغرب محمد السادس.[24] وهو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس على حدٍّ سواء، وهي الوصاية التي حملها الهاشميون منذ 1924 م.[25]
يُعرف الملك محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا من خلال قيادته بلاده بأسلوبٍ يحفظ استقرارها، كما يعرف بدوره في الدعوة لحوار الأديان بهدف التعايش الديني بين أتباع الديانات دون سفك للدماء والحروب، كذلك يعرف بكونه محاربًا للتطرف وداعيًا إلى نبذ العنف بين أتباع مختلف الأديان،[26] وقد عدّه المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية الشخصية المسلمة الأكثر تأثيرا في العالم لعام 2016 م، وحل في المركز الثالث في ذات القائمة التي يصدرها المركز لعام 2018 م.[27]
بدأ عهده بنموٍ كبير في الاقتصاد الأردني استمر حتى الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008 م. وقد كان له دور كبير في عملية جذب الاستثمارت الأجنبية للأردن وبناء علاقاتٍ اقتصاديةٍ تعاونيةٍ مع عددٍ من الدول العربية والأجنبية.[28][29] توجّه الأردن للغاز والطاقة المتجددة لمعالجة مشكلة تكاليف الطاقة التي أخذ الأردن يعاني منها بعد غزو العراق.[30] على الصعيد السياسي نحت الأردن على عكس العديد من الدول العربية نحو الإصلاح السياسي منذ بداية مع اصطلح على تسميته بالربيع العربي. عُدِّل الدستور الأردني وأدخل استخدام التمثيل النسبي في الانتخابات بطرق مختلفة منذ انتخابات 2013 م.[31]
يمتلك ملك الأردن عمومًا صلاحيات واسعة.[32] وقد حاول في بداية عهده إعادة العلاقات مع بعض الدول التي تضررت علاقات الأردن معها بفعل حرب الخليج عام 1990 م. وقد حافظ على علاقات الأردن مع بعض الدول الأخرى كالولايات المتحدة.[33] مع بداية حكمه سعى لإجراء محادثات سلامٍ بين الفلسطينيينوالاحتلال الإسرائيلي، لكن ذلك سبقه انحدار في العلاقات مع حركة حماس.[34] يُذكر أنه عارض غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وحاول أن يثني الإدارة الأمريكية عن رأيها.[35]
يصرُّ الملك عبد الله دائمًا على موقف الأردن من قضايا حل الدولتين والقدس والقضية الفلسطينية المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 م، وعاصمتها القدس الشرقية.[41] لقد عارض خطة صفقة القرن وأكد أكثر من مرة على موقفه من القدس والوصاية الهاشمية عليها. انحدرت العلاقات لأدنى مستوياتها عام 2019 م مع إسرائيل،[42] خصوصًا بعدما فعل الأردن خياراته في استعادة بعض الأراضي الحدودية الأردنية التي احتلتها إسرائيل سابقًا وأعيدت منقوصة السيادة للأردن بعد معاهدة السلام.[43]
في عام 1993 م، تزوج الملك من رانيا العبد الله، وقد أنجبا أربعة أبناء: ولي عهد الأردن الحسين، والأميرة إيمان والأميرة سلمى، والأمير هاشم[44] للملك عدة أخوة منهم ولي العهد السابق الأمير حمزة.[45] يُذكر أنّه يمارس عددًا من الرياضات والهوايات مثل رياضة السيارات.[46] كما يُعد من محبي السلسلة المشهورة ستار تريك.[46] كما حصل على عدد كبير من الأوسمة والشهادات الفخرية والجوائز؛[47] من أبرزها جائزة تمبلتون وجائزة رجل الدولة الباحث وغيرهما.[44][48]
وبصفته الابن الأكبر للملك الحسين، فإنَّه كان الوريث الواضح للعرش الأردني بعد ولادته بموجب دستور 1952 م؛ لذا نصَّبه الملك الحسين وليًّا للعهد. بعد ذلك، وبسبب عدم الاستقرار السياسي، رأى الملك الحسين أنه من الحكمة تعيين وليِّ عهدٍ بالغٍ بدلاً منه؛ حيث اختار الأمير الحسن بن طلال للمنصب في عام 1965 م.[55][56] بدأ عبد الله دراسته في عام 1966 م في الكلية العلمية الإسلامية في عمّان، والتحق بعدها بمدرسة سانت إدموند في إنجلترا. والتحق في المرحلة الثانوية بمدرسة إيجل بروك وأكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الأمريكية.[21][57] فيما بعد، أسس الملك مدرسة كينغز أكاديمي بالقرب من مدينة مادبا - لتكون أول مدرسةٍ داخليٍة في الشرق الأوسط - في عام 2007 تقديراً للتعليم الذي تلقاه في أكاديمية ديرفيلد. وقد وظَّف مدير ديرفيلد سابقًا إريك ويدمر للإشراف على المدرسة، التي تضمُّ طلابًا من جميع أنحاء المنطقة وآخرين عالميين.[58]
تلقّى بعد ذلك دورة في القفز المظلي الحر في الأردن؛ كما أنه مؤهل في القفز المظلي من الجيشين البريطاني والفرنسي. وفي عام 1985 م تلقّى دورة متقدمة لضباط المدرعات في فورت نوكس.[60] بعدها ترقّى لرتبة نقيب، وأصبح قائد سرية دبابات في اللواء المدرع 91.[60] خدم أيضا في جناح طائرات الهليكوبتر المضادة للدبابات التابع لسلاح الجو؛ حيث دُربَّ على طائرات هليكوبتر هجوميّة من طراز إيه إتش-1 كوبرا.[60]
في عام 1987 م، التحق بكلية إدموند وولش للعلاقات الخارجية في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة، حيث أجرى دراسات وبحوث متقدمة في الشؤون الدولية؛ ليحصل على درجة الماجستير في علوم العلاقات الخارجية من خلال برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية تحت إطار مشروع الزمالة للقياديين في منتصف الحياة المهنية. بعد ذلك، عاد للأردن ليلتحق مجددًا بالقوات المسلحة، ولكن هذه المرة مساعدًا لقائد كتيبة الدبابات الملكية 17 في عام 1989 م، ثم رُقِّيَ إلى رتبة رائد.[60] يُذكر أنه التحق بدور للأركان في كلية الأركان البريطانية عام 1990 م، والتحق في العام التالي بمكتب المفتش العام للقوات المسلحة الأردنية ممثلاً لسلاح الدروع الملكي الأردني.[60] وقد كان مساعدا لقائد كتيبة الدبابات 17 بين تشرين الأول وكانون الثاني من العام 1991 م. رقي لرتبة مقدم وقاد كتيبة الدبابات الثانية التابعة للواء المدرع 40 في عام 1992 م، ورُقِّي إلى عقيد في العام التالي؛ إذ أصبح قائدًا للواء المدرع 40.[60] في العام 1993 م، أصبح مساعدا لقائد القوات الخاصة. في عام 1994 م، تولّى قيادة القوات الخاصة الأردنية ووحدات النخبة الأخرى برتبة عميد. وقد أعاد هيكلة تلك القوات لتصبح قيادة العمليات الخاصة بعد ذلك بعامين.[60] بعدها، ترقّى لرتبة لواء عام 1998 م، وحضر دورة في إدارة الموارد الدفاعية في المدرسة الأمريكية البحرية للدراسات العليا.[60] في نفس العام، أمر نخبةً من القوات الخاصة بملاحقة مجموعة من الخارجين عن القانون. وبحسب ما ورد، فقد انتهت العملية بنجاح، ولقد تردد اسمه في شوارع عمّان إشادةً به.[43] تولى بعدها حكم المملكة الأردنية الهاشمية؛ إذ يمنح الملك فيها رتبة مشيرٍ تلقائيٍّا لكونه القائد الأعلى للقوات المسلحة في البلاد.[61]
المسيرة الرياضية
ترأس الملك عبد الله الثاني الاتحاد الأردني لكرة القدم بين عامي 1992 - 1999 م.[62][63] خلال رئاسته للاتحاد تمكن المنتخب الأردني من الظفر بذهبية دورة الألعاب العربية عام 1997 م في بيروت.[64] كما كان المنتخب قد فاز ببطولة الأردن الدولية عام 1992 م في عهد سلفه فخري البلبيسي.[65] على صعيد آخر، يُعدًّ الملك عبد الله رياضيّا في مجال سباق السيارات؛ حيث بدأ في المشاركة بها عام 1984 م من خلال مشاركته في رالي بنك البتراء الوطني، وقد حل فيه ثامنًا وثانيًا على المبتدئين على السباق في الرالي. وقد كانت سيارته في هذا السباق أوبل سكونا 200. وفي العام نفسه، شارك في رالي دايهاتسو الوطني بكونه جزءًا من بطولة الأردن للراليات، وكانت سيارته من طراز تويوتا سيليكا يرافقه بها الملاح عمرو البلبيسي. وقد أدى تعطل السيارة إلى الخروج من السباق.[66][67] يُذكر أن الملك يحمل لقب بطولة الأردن للسائقين لعام 1984 م.[68]
وفي عام 1985 م شارك لأول مرة في رالي الأردن الدولي بكونه جزءًا من بطولة الشرق الأوسط بسيارته تويوتا كورولا مع ملاحه عمرو البلبيسي، وتعطلت السيارة مما أدى للخروج من المشاركة. وفي عام 1986 م، برفقة ذات الملاح فاز الملك بسباق رالي جرش روثمانز، كذلك فقد احتل المركز الثالث في رالي الأردن الدولي روثمانز بسيارته أوبل سكونا 400. يذكر أنه كان الأول على الأردنيين في السباق. وفي العام ذاته، شارك في رالي قصور الصحراء بذات السيارة وبرفقة نفس الملاح؛ ليحتل المركز السابع. كذلك فقد فاز بسباق رالي الألبان الدنماركية وحصل على المركز الثاني في رالي طريق الملوك. كذلك فقد فاز في ذات العام ببطولة الأردن للسائقين.[68] كما شارك في رالي قطر الدولي.[66][67]
في عام 1987 م، شارك في رالي الأردن الدولي بسيارة أوبل مانتا؛ بيد أن العطل الميكانيكي أخرجه من الرالي برفقة ملاحه عمرو البلبيسي. وأدى عطل ميكانيكي آخر لخروجه من سباق رالي شركة الألبان الدنماركية مع ملاحه الأمير طلال بن محمد. وفي سباق تسلق مرتفع الرمان شارك في سباقين حاز في الأول على المركز الثاني بسيارة أوبل مانتا، وفي الثاني حاز على المركز الثالث بسيارة بي إم دبليو.[69] وفي عام 1988 برفقة الملاح علي البلبيسي وبنفس السيارة، ظفر بلقب ذات الرالي. وفي رالي الماريوت الوطني احتل المركز السابع. وفي رالي الأردن الدولي فاز بالمركز الثالث برفقة الملاح علي البلبيسي، كما كان الأول على الأردنيين في السباق. وفي سباق تسلق مرتفع الرمان شارك في سباقين بسيارة مرسيدس بنز 190 إيه حصل في الأول على المركز الثالث وفي الثاني حصل على الأول والثاني تواليًا بفارق 59 جزء من الثانية. وفي ذات السباق عام 1989 م، حصل على المركز الثالث.[69] في عام 1996 م، شارك في رالي الأردن الدولي مع الملاح نيل ميلز وكانت سيارته من طراز فورد اسكورث كوزورث؛ بيد أنه خرج بسبب عطل فني. وفي مشاركته في سباق تسلق مرتفع الرمان حصل على المركز الرابع على متن ذات السيارة.[69] عام 2000 م شارك في رالي الأردن الدولي في مرحلة الطنيب في رالي الأردن الدولي على متن السيارة أردنية الصنع سوسنة الصحراء.[66][67]
ولاية العهد والتتويج
ألقى الحسين بن طلال على عاتق عبد الله عددًا من المهام، بما في ذلك قيادة الاجتماعات في الخارج مع القادة السوفييتوالأمريكيين.[48] كان في بعض الأحيان ينوب عن الملك الحسين خلال التسعينيات، غير أنّ هذا الواجب كان يؤديه بشكل رئيس شقيق الحسين الأصغر ولي العهد الحسن.[60] ترأس عبد الله وفد والده إلى موسكو لإجراء محادثات عام 1987 م.[48] وكثيرا ما زار البنتاغون في واشنطن العاصمة، حيث كان يضغط من أجل زيادة المساعدة العسكرية للأردن. رافق الأمير والده في رحلات لزيارة حافظ الأسد في دمشق وصدام حسين في بغداد، وذلك قبل حرب الخليج عام 1990 م. قاد أيضًا مناوراتٍ عسكرية أردنية خلال زياراتٍ لمسؤولين عسكريين إسرائيليين إلى الأردن في عام 1997 م، وكما أرسله والده لتسليم رسالة باليد إلى معمر القذافي عام 1998 م.[48]
كثيرًا ما سافر الملك الحسين إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج الطبي بعد تشخيصه بالسرطان عام 1992 م،[60] وبعد عودته من غيابٍ استمر لمدة ستة أشهر إلى الأردن في أواخر عام 1998 م، انتقد إدارة شقيقه الحسن للشأن الأردني في رسالة عامة، متهمًا إياه بإساءة استخدام سلطاته الدستورية في مدة نيابته عنه.[60] في 24 كانون الثاني 1999 م، أي قبل وفاته بأسبوعين، فاجأ الحسين الجميع - بمن فيهم عبد الله الثاني الذي اعتقد أنه سيقضي كل حياته في الجيش - حيث عزل الحسن ونصب عبد الله وليًّا للعهد مكانه.[60] وهي المرة الثانية له في المنصب؛ حيث تولّى ولاية العهد سابقًا في عام 1962 م حتى عام 1965 م.[17][23]
تُوفي الملك الحسين بمضاعفات مرض اللمفومة اللاهودجكينية في 7 فبراير عام 1999 م.[14] امتد حكمه لمدة 47 عامًا؛ حيث عايش خلال الأربعة عقود المضطربة عددًا من الصراعات مثل الصراع العربي الإسرائيليوالحرب الباردة.[14] بعد ساعات من الإعلان عن وفاة والده، ظهر الملك عبد الله في جلسة طارئة لمجلس الأمة الأردني.[14] دخل شقيقا الحسين، الحسنومحمد، قبل دخوله المجلس، ثم أقسم بالعربية اليمين التي قام بها والده قبل خمسين سنة: «أقسم بالله العظيم أن أحافظ على الدستور وأن أكون مخلصًا للأمة».[14] افتتح رئيس مجلس الأعيان زيد الرفاعي الجلسة بقراءة سورة الفاتحة، وكان صوته يتصدع بعاطفةٍ وهو يتلو السورة، ثم أخذ يدعو للملك عبد الله بالحفظ والرعاية الإلهية.[14] قُلِّد الملك عبد الله المنصبَ بتاريخ 9 حزيران 1999 م،[15] والذي أصبح تاريخ عيد الجلوس الملكي سنويًّا. وقد حضر حفل الاستقبال الذي تبع ذلك في قصر رغدان 800 من الشخصيات البارزة؛ حيث جاء بعد جولةٌ في موكب سياراتٍ في عمّان للملك البالغ من العمر 37 عامًا وزوجته رانيا البالغة من العمر 29 عامًا أصغر ملكةٍ في العالم آنذاك.[15][70] مما هو جديرً بالذكر، فإنه هو صاحب أطول مدَّة في الحكم بين الحكام العرب الحاليين بفارق زمني بسيط عن كل من حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين ومحمد السادس بن الحسن ملك المملكة المغربية.[24]
يُذكر أنّ الأردن ملكية دستورية، ومع ذلك فأنّ الملك يحتفظ بسلطات تنفيذية وتشريعية واسعة. وهو رأس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية ويعين رئيس الوزراء ومديري الأجهزة الأمنية.[32] لرئيس الوزراء الحرية في اختيار حكومته. ويتألف مجلس الأمة الأردني من مجلسين وهما، مجلس الأعيانومجلس النواب، ويمثل مجلس الأمة السلطة التشريعية التي تُراقب عمل الحكومة ممثلة السلطة التنفيذية.[32][71] يُذكر أنّ الملك يعين أعضاء مجلس الأعيان، بينما يُنتخب مجلس النواب مباشرةً من قبل المواطنين.[71]
الحكم في الداخل
العقد الأول
عندما اعتلى عبد الله الثاني العرش ملكًا رابعًا للأردن، شكَّك بعض المراقبين في قدرته على إدارة الأزمة الاقتصادية في البلاد؛ بسبب إرث حرب الخليج عام 1990.[33] في السنوات الأولى من حكم الملك عبد الله؛ حيث كان عدد سكان الأردن في ذلك الوقت أكثر من 4.5 مليون نسمة، أُفيد أنه كثيرا ما كان يتخفّى لرؤية تحديات الأردن ومشاكل الناس مباشرةً.[72][73] في عام 2000 م قال الملك عن زياراته الخفية للمؤسسات الحكومية «البيروقراطيون مرعوبون. ذلك رائع».[74] تُعدُّ الانتخابات العامة الأردنية عام 2003 م أول انتخابات برلمانية في ظل حكم الملك عبد الله.[75] على الرغم أنّه كان من المفترض إجراء الانتخابات عام 2001 م، إلا أنّ الملك أجّلها؛ بسبب عدم الاستقرار السياسي في الإقليم، فوفقًا للدستور الأردني فإنّ للملك تأجيل الانتخابات لمدة أقصاها سنتان.[75] انتقد حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأكبر حزب معارضٍ في الأردن، تأجيل الانتخابات واتهم الملك عبد الله بإعاقة العملية الديمقراطية.[75]أُجريت الانتخابات العامة الأردنية لعام 2007 في تشرين الثاني، واتهمت جماعات معارضة الحكومة الأردنية باستخدام تنامي تأييد الحركات الإسلامية المتزايد ذريعةً «للحكم الاستبدادي».[76]
ولي عهده
"... فقد قررت إعفاءك من منصب ولي العهد لتكون أكثر حرية وقدرة على الحركة والعمل والقيام بأية مهمات أو مسؤوليات أكلفك بها إلى جانب إخوتنا من أبناء الحسين وأفراد الأسرة الهاشمية".
—رسالة الملك عبد الله للأمير حمزة بُعيد تنحيته.[77]
في 28 تشرين الثاني 2004 م، نحّى الملك عبد الله أخيه غير الشقيق الأمير حمزة بن الحسين عن ولاية العهد؛ حيث كان قد نصَّبه وليًا للعهد في 7 شباط من عام 1999 م، بناءً على وصية والده الملك الحسين بن طلال. وقال عبد الله في رسالة إلى حمزة بثَّ محتواها التلفزيون الأردني الرسمي أن تمسك الأمير حمزة بمنصب ولي العهد الذي وصف بالرسالة بالرمزي قد أعاق حرية الأمير عن القيام ببعض المسؤوليات. على الرغم من عدم تسمية أي وليٍّ للعهد آنذاك؛ فقد كان من المتوقع أن ينصِّب الملك ابنه وولي عهده الحالي، الأمير الحسين بن عبد الله، وليًّا للعهد.[78] يُذكر أن الحسين بن عبد الله قد أصبح تلقائيًّا وليًّا للعهد بموجب الدستور الأردني.[79] ومع ذلك، فقد أصدر الملك عبد الله إرادته الملكية بتنصيب الحسين في 2 تموز عام 2009 م.[80]
كانت الاحتجاجات الأردنية 2011-2012 مدفوعة بشكاوى حول الوضع الاقتصادي والذي تجلّى بارتفاع الأسعار وانتشار البطالة وانخفاض مستوى المعيشة نسبيًا مقارنة بالسابق. على الرغم من أن قِلَّةً دعت إلى إنهاء الملكية، إلا أن معظم غضب المتظاهرين كان موجهًا للسياسيين الذين يُنظر إليهم على أنهم غير ديمقراطيين وفاسدين وغير خاضعين للمساءلة. وطالب المتظاهرون بحل مجلس الأمة الذي كان قد انتُخب قبل ثلاثة أشهر في تشرين الثاني عام 2010 م؛ وذلك لفوز شخصيات موالية للملكية والملك بأغلبية المقاعد. كانت الملكية الأردنية أول نظام سياسي عربي يقدم تنازلات سياسية خلال الربيع العربي.[82] عُيّن معروف بخيت رئيساً للوزراء، لكن الاحتجاجات استمرت طوال الصيف. كان ينظر إلى البخيت بأنه محافظٌ ومن غير المرجح أن يدفع باتجاه الإصلاح. بسبب عدم رضاه عن وتيرة الإصلاح، أقال عبد الله حكومة البخيت وعين عون الخصاونة رئيسًا للوزراء.[84] استقال الخصاونة فجأةً في أبريل 2012 م، وعين الملك فايز الطراونة رئيسا للوزراء. كان هذا هو التغيير الوزاري الثالث في 18 شهرا.[85]
في تشرين الثاني عام 2012 م، خفضت الحكومة دعم الوقود، مما رفع الأسعار.[86] أثار القرار، الذي تم إلغاؤه لاحقًا، احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد فيما عُرف باسم هبة تشرين.[87] هدأ النظام الاضطرابات من خلال إدخال إصلاحات، وتعديل حوالي ثلث الدستور وإنشاء محكمة دستورية وهيئة مستقلةٍ للانتخابات.[88] دعا الملك عبد الله إلى انتخاباتٍ مبكرةٍ وعين عبد الله النسور رئيسًا للوزراء. في الانتخابات التشريعية الأردنية 2013، فازت الشخصيات الموالية للحكومة والملك مع مقاطعة جماعات المعارضة - مثل جماعة الإخوان المسلمين - للانتخابات.[31] منذ كانون الأول 2012 م، نشر الملك سبع أوراق نقاشية تحدد رؤيته للديمقراطية والإصلاح في الأردن.[89]
أثارت مقابلةٌ مع الملك عبد الله أُجريت بواسطة جيفري غولدبرغلمجلة ذا أتلانتيك في آذار عام 2013 م، جدلاً عندما انتقد الملك الشخصيات والأحزاب المحلية والدولية. ووصف الإخوان المسلمين بـ «الجماعة الماسونية» و«الذئاب في ملابس الأغنام»، ووصف الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بأنه رجل «بلا عمق» وقال إن رئيس الوزراء - آنذاك - التركي رجب طيب أردوغان يرى الديمقراطية على أنها «رحلة بالحافلة». وانتقد الملك عبد الله أيضا الدبلوماسيين الأمريكيين وبعض زعماء القبائل في بلاده وأفراد عائلته.[90]
وفي مقال آخر نشر في ذات المجلة عام 2013 م، نصحه الكاتب بالتصدي للفساد الحكومي، قائلاً إن هناك «تصوراً متزايداً بأن الانحطاط يصل إلى القصر». وفقًا للمقال، اتُهم الملك عبد الله «بالاستيلاء غير القانوني على الأراضي القبلية» (الواجهات العشائرية) بعد فترة وجيزة من اعتلاءه العرش وأصدر أفرادٌ من 36 عشيرةٍ أردنيَّةٍ بيانًا شجبوا فيه حفلة عيد ميلاد الملكة رانيا الأربعين باهظة التكاليف عام 2013 م.[91] في عام 2013 م، قضت محكمةٌ أردنيَّةٌ بسجن صهر الملك عبد الله الثاني وزوج الأميرة بسمة بنت طلال بتهمة الفساد؛ حيث حُكم عليه في القضية الأولى قضية الفوسفات بالسجن لمدة 22 عامًا، وفي الثانية قضية الشحن البري لمدة 15 عامًا، وتغريمه 284 مليون دينارٍ أردني (299 مليون دولار).[92]
كانت الانتخابات العامة الأردنية في تشرين الثاني 2016 م هي الانتخابات الأولى منذ انتخابات عام 1989 م التي يُستخدم فيها شكلٌ من أشكال التمثيل النسبي بطريقة رئيسة. وقد استُخدم في تلك الانتخابات المتداخلة نظام التصويت الوحيد غير القابل للتحويل. شجعت الإصلاحات أحزاب المعارضة، بما في ذلك جبهة العمل الإسلامي - الذي قاطع الانتخابات السابقة، بما في ذلك 2010 م و2013 م - على المشاركة.[93] وقد عدَّ المراقبون الدوليون المستقلون الانتخابات نزيهة وشفافة.[94] يُنظر إلى التمثيل النسبي على أنه الخطوة الأولى نحو إنشاء حكومات برلمانية تختار فيها الكتل البرلمانية، بدلاً من الملك، رئيس الوزراء. ومع ذلك، فإن تراجع حالة الأحزاب السياسية في الأردن قد أبطأ وتيرة مثل هذه التوجهات.[95]
بسبب الضغوط المالية على الحكومة الأردنية، رفع مجلس الوزراء الأردني في عهد حكومة هاني الملقي مشروع قانون يقضي بتعديل قانون ضريبة الدخل إلى مجلس النواب الأردني.[96] ذلك القرار، بحسب مصادر، كان تأثيره واسعٌ على الطبقتين الوسطى والفقيرة؛[97] ممّا أدّى لمظاهراتٍ في الشارع قادتها الفعاليات المختلفة؛ على رأسها النقابات المهنية ليُعلن عن إضرابٍ شاملٍ مع أن مجلس النواب لم يكن قد بتَّ في أمر التعديل بعد. كان الملك قد دعا مجلس النواب لقيادة حوارٍ شامل حول القانون المعدل، منوهًا إلى عدم العدالة في تحمل المواطنين وحدهم ما سمّاه «الإصلاحات المالية».[98] رافق الإضراب مظاهراتٌ واسعة خصوصًا في محيط موقع رئاسة الوزراء في الدوار الرابع.[99] لقي تعامل القوات الأمنية في الأردن مع الاحتجاجات إعجابًا واسًعا، وكذلك سلمية المتظاهرين.[100][101][102] زار ولي العهد الحسين بن عبد الله الثاني المظاهرات شاكرًا قوات الدرك ومطالبًا لهم بحماية المحتجين.[103] استجاب الملك للمظاهرات من خلال قبول استقالة هاني الملقي وتعيين عمر الرزار لتشكيل حكومة جديدة.[104] فيما يتعلق بالقانون فقد أُقر بصورة معدلةٍ عن المشروع الذي قدمته حكومة هاني الملقي. رأى كثير من المراقبين أن المشروع القديم كان أفضل من القانون الذي أُقر لاحقًا.[105]
خلال عام 2020 م، أعلن المعلمون الأردنيون عبر نقابتهم إضرابًا عن العمل لإحجام الحكومة عن تنفيذ وعودٍ حكومية كانت قد قُدمت سابٌقًا.[106] تدخل الملك بنفسه لإنهاء الإضراب من خلال إقرار الحكومة لاتفاق مع نقابة المعلمين تسمح من خلاله بزيادة رواتب المعلمين بدءًا من عام 2020 م، وقال الملك حينها «هذا يجب ألا يتكرر».[107]
قدم الملك عبد الله مقترحاتٍ إصلاحية كبيرة للاقتصاد الأردني خلال العقد الأول من حكمه. الأردن، وهو بلد صغير نسبيًا، وشبه ساحلي، و80 % من أرضه صحراء ولديه واحد من أصغر الاقتصادات في المنطقة؛ كان ناتجه المحلي الإجمالي حوالي 39 مليار دولارًا في عام 2016 م.[109] الموارد الطبيعية غير الكافية - بحسب الحكومة الأردنية -، خاصة في الماء والنفط على عكس جيرانها كانت سببًا في الديون الحكومية المزمنة والبطالة والفقر في المملكة؛ مما أدى إلى الاعتماد على المساعدات الخارجية من حلفائها الغربيين والعرب في منطقة الخليج العربي.[110] شرع الأردن في برنامج تحرير اقتصادي قويٍّ عندما تُوِّج الملك عبد الله في محاولة لتحفيز الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة. وقد تحسن الاقتصاد الأردني آنذاك. يرجع الفضل إلى الملك عبد الله في جذب الاستثمار الأجنبي، وتحسين الشراكات بين القطاعين العام والخاص في الأردن، وتوفير الأساس لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصةوقطاع تكنولوجياالمعلومات والاتصالات المزدهر في الأردن.[28][29] أُنشى في عهد الملك عبد الله خمس مناطق اقتصادية خاصة أخرى في كلٍّ من إربدوعجلونوالمفرقومعانوالبحر الميت. ونتيجة لهذه الإصلاحات، تضاعف النمو الاقتصادي في الأردن (إلى 8٪ سنويًا) بين عامي 2004 و2008 مقارنة بالنصف الأخير من التسعينات. كما أدى إلى زيادة مطردة في الاستثمار الأجنبي من قبل الغرب ودول الخليج العربي .[111]
تفاوض عبد الله على إنشاء اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة، وقد وقِّعت الاتفاقية؛ لتكون الاتفاقية التجارة الحرة الثالثة للولايات المتحدة وأول اتفاقية لها مع دولة عربية.[112] وبموجب الاتفاقية، زادت الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة من 63 مليون دولار في عام 2000 م إلى أكثر من 1.4 مليار دولار في عام 2015 م.[113] وانخفضت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي للأردن من أكثر من 210 بالمائة عام 1990 م إلى 83 بالمائة بنهاية عام 2005 م، وهو انخفاض سمّاه صندوق النقد الدولي «إنجازًا استثنائيًّا».[114] جعلت جهود عبد الله اقتصاد الأردن الاقتصاد الأكثر حريةً في الوطن العربي والتاسع على مستوى جميع أنحاء العالم، وفقًا لدراسة عام 2014 م أجرتها مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية.[115]
أطلق الملك عددًا من المبادرات لتوفير السكن للمواطنين الأردنيين، بما في ذلك المعلمين وأفراد القوات المسلحة. أسس جوائز لتشجيع المواطنة الصالحة، بما في ذلك جائزة الملك عبد الله الثاني للياقة البدنية وجائزة الملك عبد الله الثاني للتميز في الأداء الحكومي والشفافية، وجائزة الملك عبد الله الثاني للتميز للقطاع الخاص وجائزة الملك عبد الله الثاني للتميز للغرف التجارية. لمحاربة البطالة، أنشأ الملك عبد الله المجلس الوطني للتدريب المهني وشكل لجنة لوضع إستراتيجية وطنية لتنمية الموارد البشرية لإنتاج قوًى عاملةٍ ماهرة.[116]
كان الأردن يعتمد على النفط العراقي المدعوم لإنتاج طاقته.[30] أدى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 م إلى توقف إمدادات النفط؛ مما دفع الأردن إلى البدء في استيراد الغاز من مصر في عام 2009 م. بدا التمرد في سيناء أكثر وضوحًا عندما امتد الربيع العربي إلى مصر، حيث يمتد خط الغاز العربي. منذ عام 2011 م، تعرض خط الأنابيب للهجوم أكثر من 30 مرة من قبل جماعات مثل أنصار بيت المقدس، وأُغلق خطُّ الأنابيب فعليًا في عام 2014 م.[117] تكبد الأردن خسائر بقيمة 6 مليارات دولار. أدى الركود الاقتصادي عام 2008 م والاضطراب الإقليمي الناجم عن الربيع العربي منذ عام 2011 م إلى إعاقة الاقتصاد الأردني، مما جعله يعتمد بشكل متزايد على المساعدات الخارجية.[118] وقد أثرت الصدمات بقوة على السياحة في الأردن الأردني الذي يُعدُّ حجر الزاوية في اقتصاد البلاد، وانخفض عدد السياح الوافدين بأكثر من 66 بالمائة منذ عام 2011 م.[119][120] ومع ذلك، في عام 2017 م، بدأت السياحة في الانتعاش مجددًا.[121] تباطأ نمو الاقتصاد الأردني إلى معدل سنوي متوسط قدره 2.8 في المائة بين عامي 2010 م و2016 م وهو انخفاضٌ من متوسط 8 ٪ في السنوات السابقة غير كافٍ لاستيعاب النمو السكاني المتزايد.[110]
بلغ إجمالي الدين الخارجي للأردن في عام 2012 م 22 مليار دولار، ما يشكِّل 72 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.[86] في عام 2016 بلغ الدين 35.1 مليار دولار؛ أي 95 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.[118][122] وتعزى تلك الزيادة إلى التحديات الإقليمية، مما أدى إلى انخفاض النشاط السياحي والاستثمار الأجنبي وزيادة الإنفاق العسكري. الهجمات على خط الأنابيب المصري وانهيار التجارة مع العراق وسورية. تكاليف استضافة اللاجئين السوريين وفوائد القروض المتراكمة. وفقًا للبنك الدولي، يكلف اللاجئون السوريون الأردن أكثر من 2.5 مليار دولار سنويًا (ستة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي و25 في المائة من الإيرادات السنوية للحكومة).[123] ولا تغطي المساعدات الخارجية سوى جزءٍ من هذه التكاليف، 63 بالمائة منها يتحملها الأردن.[124] تبنت الحكومة برنامج تقشف يهدف إلى خفض نسبة نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 77 بالمائة بحلول عام 2021 م.[125]
قطاع الطاقة
أدى تخريب خط الأنابيب المصري الذي يزود الأردن إلى إجهاد شركة الكهرباء في البلاد، التي زادت ديونها بشكل كبير؛ دفع هذا الملك عبد الله إلى حث الحكومة على صياغة خطة عشرية (2015-2025) لتنويع مصادر الطاقة في المملكة.[127][128] في عام 2007 م، قال الملك عبد الله أن الأردن ينوي الاستفادة من احتياطياته الكبيرة من اليورانيوم من خلال بناء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء. الدولة هي واحدة من الدول القليلة غير المنتجة للنفط في المنطقة.[129] في وقت مبكر في مقابلة عام 2010 م، اتهم عبد الله إسرائيل بمحاولة تعطيل البرنامج النووي الأردني.[130] افتتح الملك عبد الله أول منشأة نووية في الأردن عام 2016 م.[131] يهدف مفاعل الأبحاث والتدريب الأردني في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية بالقرب من مدينة الرمثا، إلى تدريب الطلاب الأردنيين في برنامج الهندسة النووية بجامعة. في عام 2018 م، أعلنت هيئة الطاقة الذرية في البلاد أن الأردن يُجري محادثاتٍ مع شركات متعددة لبناء أول مفاعل نووي تجاري، وهو مفاعل مبرد بالهيليوم من المقرر الانتهاء منه في عام 2025 م.[132]
تمتلك البلاد 330 يومًا مشعًا بالشمس سنويًا، وتتجاوز سرعات الرياح 7 مترًا في الثانية في المناطق الجبلية.[133] خلال عام 2010 م، افتتح الملك عبد الله محطة طاقة مزرعة الطفيلة للرياح بطاقة 117 ميجاوات ومحطة محطة شمس معان للطاقة الشمسية بقوة 53 ميجاوات. في أيار 2017 م، أُعلن عن اكتمال أكثر من 200 ميجاوات من مشاريع الطاقة الشمسية في البلاد.[134] بعد تحديد النسبة المئوية للطاقة المتجددة التي كان الأردن يهدف إلى توليدها بحلول عام 2020 م بنسبة 10٪، أعلنت الحكومة في عام 2018 م أنها سعت إلى زيادة هذا الرقم والهدف هو نسبة 20٪.[135] وصف تقرير نشرته إحدى المجلات الأردن بأنه «مركز الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط».[136] في عام 2014 م، وقعت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية على إعلان نوايا مع شركة نوبل إنرجي لاستيراد الغاز من حقل غاز ليفياثان البحري الإسرائيلي، وهي صفقة مدتها 15 عامًا تقدر بـ 10 مليارات دولار. أثارت الخطوة غضبا في الأردن. وقال معارضون، بما في ذلك حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، إن الاتفاق كان لصالح إسرائيل واحتلالها لفلسطين واتهموا الحكومة بتجاهل خيارات الطاقة المتجددة. وقِّعت الاتفاقية عام 2016 م، وكانت قد وقِّعت في أيلول من عام 2016.[137] بشكل منفصل، افتتح عبد الله ميناءًا للغاز الطبيعي المسال في ميناء العقبة في عام 2015 م، مما سمح للأردن باستيراد الغاز الطبيعي المسال. توفر الكهرباء المولدة من الغاز الطبيعي المسال الأردن حوالي مليون دولار في اليوم، ويقال أنها أفضل للبيئة.[138]
أمّا الأجهزة الأمنية في البلاد، فقد وجه الملك عبد الله الثاني في نهاية عام 2019 م نحو قانونٍ يقضي بدمج كل من المديرية العامة لقوات الدركوالمديرية العامة للدفاع المدني ضمن الأمن العام[155] لتقر الحكومة مشروع القانون[156] قبل أن يقره مجلس الأمة الأردني بشقية النواب والأعيان؛[157][158] لتصبح مكونة من قوات الشرطة وقوات الدرك ومديرية الدفاع المدني.[159] رأى مختصون أن الدمج سيؤدي إلى إزالة الترهل وزيادة التنسيق بين مختلف الفروع الأمنية في الأردن، إضافة لتقليل الأعباء المادية جراء دمج الإدارات والأقسام الإدارية والوحدات المتشابهة.[160] يُذكر أن المديرية العامة لقوات الدرك قد أُسست عام 2008 م.[161] في 1 أيار 2019 م بعث الملك رسالة علنية لمدير دائرة المخابرات العامة الجديد آنذاك أحمد حسني حاتوقاي نشرها التلفزيون الأردني، يحث فيها الملك مدير المخابرات الجديد ضرورة بذل كافة الجهود من أجل المحافظة على دور المخابرات ومنع أي تجاوز من أفراده.[162][163] يُذكر أنه في عهد الملك عبد الله قُدم مديران من مديري الجهاز للمحاكمة بتهم فساد مالي؛ هما سميح البطيخي ومحمد الذهبي.[164]
سياسيا
وُجهت انتقاداتٌ للملك عبد الله خلال سنوات حكمه الأولى بسبب تركيزه على الإصلاح الاقتصادي بدلاً من الإصلاح السياسي.[165] شُكِّلت لجنة في شباط 2005 م لصياغة مخطط للإصلاح السياسي في البلاد للعقد المقبل عُرفت باسم الأجندة الوطنية. أنهت اللجنة تلك بعد تسعة أشهر تقريبًا، لكن توصياتها لم تُنفذ أبدًا. شمل المخطط للإصلاح إدراج التمثيل النسبي في الانتخابات النيابية، وتحسين السلطة القضائية واحترام حقوق الإنسان، ومعالجة القضايا المتعلقة بالتوظيف والرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية. وبحسب ما ورد لم تُنفذ تلك المقترحات أبداً بسبب معارضة الجناح المحافظ في الدولة.[166]
ورث الملك عبد الله نظامًا انتخابيًا مثيرًا للجدل وهو قانون الصوت الواحد غير القابل للتحويل والمعروف في الأردن باسم قانون الصوت الواحد؛ حيث طُبَّق في عهد والده في انتخابات عام 1993 م، وقد أعاق ذلك الأحزاب السياسية عمومًا وحزب جبهة العمل الإسلامي خصوصًا أن تعيد نتيجة انتخابات عام 1989 م إذ حصلت آنذاك على 22 من أصل 80 مقعدًا إضافة لإسلاميين مستقلين. أصدر الملك عبد الله إرادته الملكية قبل الانتخابات، حيث أدخل تعديلًا على قانون الانتخابات يمنح النساء حصة ستة مقاعد من خلال نظام المحاصة النسائية التي تُعرف في الأردن باسم الكوتا.[75] بعد الربيع العربي، سُنَّ قانونٌ انتخابيٌّ جديد في عام 2012 م لتُجرى بناءً عليه انتخابات عام 2013 م. وقد أدرجت في القانون التمثيل النسبي على مستوى الأردن كله؛ حيث انتخب 27 من أصل 150 عضوًا في مجلس النواب وفقًا لذلك.[167] أجري عدد من الإصلاحات السياسية للحد من بعض سلطات الملك، بما في ذلك تعديل حوالي ثلث الدستور، وإنشاء محكمة دستورية وهيئة مستقلة للانتخابات وتحسين القوانين التي تحكم حقوق الإنسان وحرية التعبير والتجمع.[168] في عامي 2014 م و2016 م، أثارت العديد من التعديلات الدستورية الأخرى جدلاً على الرغم من موافقة الأغلبية من أعضاء مجلس الأمة بشقيه مجلس الأعيان والنواب.[169] أعطت التعديلات الجديدة للملك السلطة الوحيدة في تعيين ولي عهده ونائبه ورئيس وأعضاء المحكمة الدستورية ورئيس هيئة الأردكان المشتركة للقوات المسلحة ورؤساء وقادة الأجهزة الأمنية بما فيها المخابرات العامة (G.I.D) في البلاد.[170] قال مؤيدو التعديلات إن التعديلات عززت الفصل بين السلطات، في حين زعم المنتقدون أنها «غير دستورية».[170]
أدت الإصلاحات التي أُدخلت في الانتخابات العامة لعام 2016 م إلى قيام منظمة فريدوم هاوس، وهي منظمة غير حكومية تمولها الولايات المتحدة، بتحديث حالة الأردن من «غير حر» إلى «حرٍّ جزئيًا» في تقرير الحرية في العالم لعام 2017. وبحسب التقرير، فقد أصبح الأردن ثالث أكثر دولةٍ عربيةٍ حرة، وأن التغير في حالة الأردن «يرجع إلى تغييرات في قانون الانتخابات أدت إلى انتخابات برلمانية أكثر عدالة إلى حد ما».[171] في أيلول 2016 م، شكل الملك عبد الله لجنةً ملكيةً لتقديم توصيات من شأنها تحسين القضاء في البلاد. أنهت اللجنة تقريرها، الذي دار حول تعزيز استقلالية القضاء وتحسين العدالة الجنائية، في فبراير 2017. وافق مجلس النواب على التوصيات التي تضمنت زيادة حماية المرأة من العنف وتحسين إجراءات المحاكمة. كما سُنَّ قانونٌ جديد للأشخاص ذوي الإعاقة. أشادت هيومن رايتس ووتش بالإصلاحات.[172] في 15 آب 2017 م، أجريت انتخابات محليةللمجالس البلدية والمجالس المحلية ومجالس المحافظات، والتي كانت قد أُضيفت مؤخرًا بموجب قانون اللامركزية الجديد. ويهدف القانون إلى التنازل عن بعض سلطات الحكومة المركزية للمجالس المنتخبة، وزيادة مشاركة المواطنين في صنع القرار البلدي.[173] وصف عبد الله في 15 آب 2016 م قانون اللامركزية الجديد بأنه «حلقة وصل مهمة للغاية في سلسلة الإصلاحات».[174]
أولى الملك عبد الله الثاني القضية الفلسطينية اهتماما بالغًا،[41] وظلت هذه القضية محور أحاديثه أينما ذهب وفي كل لقاءاته مع مؤسسات ودوائر صنع القرار السياسي في العالم،[186] وشدد في أكثر من مناسبة على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في الضفة الغربية وقطاع غزة على حدود عام 1967 م.[41] ويُعَدُّ ذلك من المصلحة الوطنية الأردنية العليا.[187] يقول الملك في هذا الصدد: “إن الجهود التي نقوم بها لتوفير الدعم العربي والدولي لدفع عملية السلام هدفها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.[188] وقد تجلت أهمية القدس ومكانتها عند الملك عبد الله الثاني من خلال لقاءاته المستمرة بالمسؤولين والشخصيات الفلسطينية وبرؤساء الجمعيات والمنتديات المقدسية الأردنية،[188][189] وكان دائما يؤكد على دعم الأردن المتواصل لأبناء الشعب الفلسطيني وعلى مواصلة الأردن لجهودها على الصعيدين العربي والدولي لضمان حماية القدس والمقدسات في كل المحافل التي شارك بها.[190][191] يرى الملك عبد الله أن القضية الفلسطينية واستمراها دون حل عادل، هو سبب في إذكاء المشاكل في الإقليم كله وزيادة نسب التطرف من جميع الاتجاهات.[192] في كانون الأول عام 2012 م، كان الملك أول زعيم دولة يزور الضفة الغربية بعد أن رفع تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدةالسلطة الفلسطينية إلى دولة مراقبة غير عضو.[193]
"أكرر أنَّ مدينة القدس هي خطنا الأحمر، وأنَّ الحرم الشريف سينتمي للأبد إلى المسلمين، ولن نتخلى أبداً عن مطالبتنا بسيادة واستقلال فلسطين. لا يمكننا أن نقف متفرجين في هذا الوضع لأنه يؤثر في مستقبلنا جميعاً".
بعد تنصيب دونالد ترامبرئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في 20 كانون الثاني عام 2017 م، سافر الملك عبد الله إلى الولايات المتحدة في زيارةٍ رسميةٍ؛ ليكون أول زعيم عربي يزور واشنطن في ظل إدارة ترامب.[194][195] وأعرب عن قلقه إزاء مواقف الإدارة الجديدة بشأن القضية الفلسطينية، وتحديداً في القضايا المتعلقة بالمستوطنات الإسرائيلية.[196] التقى عبد الله بترامب لمدَّةٍ وجيزةٍ في إفطار الصلاة الوطنية في 2 شباط، وحاول إقناعه بتغيير سياسته تجاه المستوطنات الإسرائيلية. وقد أكد ذلك السكرتير الصحفي للبيت الأبيض شون سبايسر، الذي قال بعد يومين أن توسيع المستوطنات الإسرائيلية قد لا يكون مفيدًا في تحقيق السلام.[197] ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن «اللقاء وضع الملك، أحد أكثر زعماء العالم العربي احترامًا، قبل السيد نتنياهو في رؤية الرئيس الجديد».[198] وأكد السناتوربوب كوكر تأثير الملك عبد الله في مقابلة: «نسميه هنري كيسنجر في ذلك الجزء من العالم ونحب دائمًا الاستماع إلى رأيه في المنطقة».[199] وانتقد عبد الله قرار الولايات المتحدة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.[200]
رفض الملك نقل السفارة الأمريكية للقدس والأنباء التي تُداولت حول صفقة القرن فيما عرُف بلاءات الملك الثلاث التي أعلنها في زيارةٍ له لمدينة الزرقاء.[43][201] ورفض الملك ما جاء في إعلان صفقة القرن بين دونالد ترامبونتنياهو مسبقًا قائلًا: «موقفنا معروف جدا: كلا.. واضح جدا للجميع». وقد أيَّدت الفعاليات الشعبية والأحزاب في الأردن موقف الملك من خلال المظاهرات والمسيرات منذ بداية الإعلان عن فكرة ما سُمٍّي صفقة القرن.[202]
يُشار إلى أن أخباراً خرجت حول تعرض الأردن والملك لمؤامرات وضغوطات في محاولة لتغيير موقفه من قضية القدس، وقد تحدث الملك نفسه عن عنها.[203][204] شارك الأردن في القمة الطارئة للدول الإسلامية في تركيا، وألقى الملك عبد الله كلمة فيها. شارك الأردن في القمة الاستثنائية التالية في إسطنبول بوفد رأسه الملك عبد الله الثاني نال اهتمامًا إعلاميًّا كبيرًا.[205] كذلك، فإن الملك ألغى زيارة له كانت مقررة إلى رومانيا؛ بسبب نقل رئيسة وزراء رومانيا سفارة بلادها في إسرائيل إلى القدس.[206] وقد قال الملك عبد الله الثاني أن علاقات بلاده مع إسرائيل هي في أدنى مستوياتها منذ 1994 م.[42]
العلاقة مع إسرائيل
مرَّت العلاقات الأردنية الإسرائيلية في عهد الملك عبد الله الثاني بعدة منعطفاتٍ من أبرزها حادثة مقتل القاضي رائد زعيتر ثم مقتل أردُنييَن في السفارة الإسرائيلية في عمّان،[207] بعدها اعتقال أُردُنييَن بعد ذهابهم للضفة الغربية[208] انتهاءً بقضية فرض الأردن لسيادته الكاملة على منطقتي الباقورةوالغمر؛ التي رفض الأردن تمديد تأجيرها، مؤكدًا على سيادة الأردن على كافة أراضيه.[209][210] هذا فضلًا عن الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى خصوصًا عام 2014 م وعام 2015 م وغيرها.[211][212][213]
العلاقة مع حماس
لقد شن الملك حملةً على وجود حركة حماس في الأردن في تشرين الثاني من عام 1999 م بعد مناشدات من السلطة الفلسطينيةوالولايات المتحدةوإسرائيل؛ حيث حدث ذلك خلال محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.[34] وأخرج الملك أربعةً من مسؤولي حماس إلى دولة قطر - بعضهم يحمل الجنسية الأردنية مثل خالد مشعل - ومنع الحركة من النشاط السياسي وأغلق مكاتبهم في عمّان.[34] بعدها، انهارت محادثات السلام مما أدّى لانتفاضة فلسطينية عنيفة وهي الانتفاضة الثانية في أيلول من عام 2000 م .[43] ونتيجةً لذلك واجه الأردن تضاؤلًا في الحركة السياحية، التي تُعدُّ حجر الزاوية الاقتصادي للأردن، التي تزعم حكومتها أنها ذات موارد طبيعية قليلة. وبحسب ما ورد، فقد قاد عبد الله جهود نزع فتيل العنف السياسي.[43]
الوصاية الهاشمية على المقدسات
كان المسجد الأقصى في القدس تحت الحكم الأردني بين عامي 1948 م إلى 1967 م؛بينما أصبح تحت الوصاية الهاشمية منذ عام 1924 م،[25] في عهد جد عبد الله الأكبر الحسين بن علي شريف مكة.[214] بدأت الوصاية عندما قبل المجلس الإسلامي الأعلى، وهو أعلى هيئة كانت مسؤولة عن الشؤون الإسلامية في فلسطين، الحسين بن علي شريف مكة وصيًّا على الموقع. لقد رمَّم الشريف الحسين بن علي كلًّا من المسجد الأقصى والمساجد الأخرى في فلسطين.[215] إضافةً لذلك، يقال أن نجل الشريف الحسين، الملك عبد الله الأول، قد تولى بنفسه مسؤولية جهود إخماد حريق اجتاح كنيسة القيامة عام 1949 م.[216] رُمِّمَ الأقصى وقبة الصخرة أربع مرات من قبل الهاشميين خلال القرن العشرين، وأصبحت الوصاية إرثًا هاشميًا للملوك الأردنيين. في عام 2013 م، وُقِّعت اتفاقية بين السلطة الفلسطينية والملك عبد الله الثاني؛ لتحل محل الاتفاقية الشفوية التي استمرت لعقود والتي نُصَّ عليها في معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية لعام 1994.[217] استدعى الأردن سفيره في إسرائيل عام 2014 م بعد التوترات في المسجد الأقصى بين الفلسطينيين المهتمين بدور الأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وبين قوات الاحتلال والمستوطنين. التقى الملك عبد الله برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في عمَّان في أواخر عام 2014 م؛ ليعود السفير الأردني عندما خففت السلطات الإسرائيلية القيود وألغت قرارًا منع الرجال من جميع الأعمار من الصلاة في المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ شهور.[218]
في عام 2016 م، أُعلن عن تمويل الملك عبد الله ترميم قبر يسوع في كنيسة القيامة. أبلغ الديوان الملكي الهاشمي البطريرك الأرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث من القدسبالمكرمة في رسالة بتاريخ 10 نيسان 2016 م. يُذكر أنّ القبر لم يمسَّ قبل 2016 م منذ عام 1947 م؛ وذلك عندما ركّب البريطانيون دعامات فولاذية بكونها من ضمن مشروع ترميم لم يكتمل.[219] وقد فُتح الموقع للجمهور في 22 آذار 2017 م بعد التجديد.[220] أرسل قادة كنيسة القيامة رسالة دعم لعبد الله في 1 آذار 2018 م بعد أن رفعت إسرائيل مشروع قانون مقترح يهدف إلى اقتراح إجراءات ضريبية جديدة على الكنائس في الضفة الغربية. وجاء في الرسالة: «دفاعك عن الحرية الدينية وقيادتك ، لضمان احترام الوضع الراهن والحفاظ عليه ، كان حاسمًا في محاولاتنا المستمرة لحماية وحماية الوجود المسيحي خاصة في مدينة القدس المقدسة».[221]
يُقدر تقريرٌ مستقلٌ المبلغ الإجمالي الذي أنفقه الهاشميون منذ عام 1924 م على إدارة وترميم المسجد الأقصى بما يزيد عن مليار دولار.[214] وفي عام 2007 م، صدر الأمر الملكي بإنشاء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، بهدف توفير التمويل اللازم لرعاية وصيانة المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة والمقدسات الإسلامية في القدس وتجهيزها بكافة المستلزمات.[222] ومنذ أن تولى الملك عبد الله سلطاته الدستورية عام 1999 م؛ نُفِّذت العديد من مشاريع الإعمار والتي عرفت باسم الإعمار الهاشمي الخامس، وقد شمل مشاريع مثل، مشروع إعادة بناء وترميم منبر صلاح الدين الذي اكتمل في 25 تموز 2006 م،[223] ومشروع ترميم سورة الإسراء المكتوبة حول قبة الصخرة، وكسوة سقوفٍ بألواح الرصاص ومشروع تبليط الساحات، وترميم وإصلاح الجدارن الخارجية، وتنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع تطوير مركز ترميم المخطوطات في المسجد الأقصى، ومشروع استكمال اللوحات الفسيفسائية، وصيانة شبكات الإتصال والهاتف والصوتيات، التمديدات المائية لإطفاء الحرائق والصرف الصحي وآبار المياه، ومشروع الإنارة، ومشروع تجديد فرش مسجد قبة الصخرة، وتوزيع آلاف النسخ من المصحف الهاشمي في الضفة الغربية بما فيها القدس والمسجد الأقصى، ومشروع بناء مئذنة خامسة حُدِّد مكان تنفيذها ولم يُشرع في البناء بعد.[222] في 2 آب 2017 م، تبرع الملك عبد الله بمبلغ 1.4 مليون دولارٍ لمديرية أوقاف القدس الإسلامية التي تتبع وزارة الأوقاف الأردنية المسؤولة عن إدارة المسجد الأقصى.[224]
ألقى الملك عبد الله كلمة خلال مؤتمر لندن الأردن نمو وفرص الذي كان بتاريخ 28 شباط 2019 م.[225][226] أكد فيه الملك أن الأردن بيئة مناسبة للاستثمار بفضل الأمن الذي يتمتع به وموقعه الاستراتيجي. جاءت فكرة المؤتمر لدعم الأردن من خلال جلب استثماراتٍ إليه بكونه حليف للمملكة المتحدة.[227][228]
الاتحاد الأوروبي
أعلنت عدد من الجهات مثل الاتحاد الأوروبي دعمًا ماليًّا للأردن،[229] وقد قالت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد أن ذلك هو استثمار في حليف مهم للاتحاد في المنطقة.[230][231][232][233]
روسيا
في شباط من عام 2007 م زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأردن لأول مرةٍ، وقد استقبله مُرحبًا به الملك عبد الله الثاني.[234] وقد تناقش الزعيمان سبل التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية وما يتعلق بمسار عملية السلام والتفاوض آنذاك، إضافة لبرنامج إيران النوويوالعنف في العراق.[234] في عام 2019 م شارك الملك في ندوة لمنتدى فالدي في روسيا.[235]
تركيا
العلاقات الأردنية التركية شهدت تحسنًا ملحوظًا أيضًا توجته زياراتٌ متبادلة بين زعيمي البلدين.[236][237][238]
إيران
صاغ الملك عبد الله مصطلح «الهلال الشيعي» لوصف المنطقة التي يهيمن عليها الشيعة والنفوذ الإيراني - الذي عزز السياسة الطائفية - الممتدة من إيران إلى جنوب لبنان، مرورًا بكلٍّ من دمشقوبغداد.[239] حظي تحذير الملك عبد الله باهتمامٍ دوليٍّ، مما دفعه مجددًا إلى توضيح أنه كان يقصد تحولًا في التحالفات السياسية (وليس الطائفية).[239] أثبتت نظرية الملك عبد الله صحتها بعد وصول الشيعي نوري المالكي لسدّة رئاسة الحكومة العراقية عام 2006 م، وما تبع ذلك من أحداث.[239]
بعد فشله في إقناع بوش بالعدول عن الحرب، قُطعت العلاقات بين الملك عبد الله وقوى المعارضة الأردنية؛ إذ سمح لبطاريات باتريوت أمريكية أن تتمركز في الصحراء الأردنية على طول حدودها مع العراق، لكنه لم يسمح لقوات التحالف بشن غزوٍ من الأردن. يُذكر أنّ الأردن قد تلقى نفطًا مدعومًا من العراق زمن صدام حسين بقيمةٍ بلغت حوالي 500 مليون دولارًا سنويًا، أي ما يعادل المساعدة الأمريكية للأردن في ذلك الوقت.[243]
في عام 2007 م، ورد أن الأردن استضاف 800,000 لاجئ عراقي فروا من الاقتتال والتمردات بعد الغزو الأمريكي.[244] عاد معظمهم إلى العراق.[245] في عام 2008 م، أصبح الملك عبد الله أول زعيمٍ عربيٍّ يزور العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003 م. وقد أتت الزيارة وسط مخاوف العرب السنة من تزايد النفوذ الإيراني في العراق.[246] كان الملك عبد الله أول زعيم عربي يزور العراق بعد انتهاء العمليات ضد تنظيم الدولة.[247] وقد جرت المناقشات من أجل تفعيل حركة التجارة بين العراق والأردن والديون العراقية للأردن منذ حرب الخليج 1990 م.[248][249] حظي الملك حينها باستقبالٍ كبير.[250] بعد ذلك، التقى الملك كلًّا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في محاولة لبناء تحالفٍ ثلاثي بين كل من الأردنومصروالعراق؛ وقد جرى اللقاء في العاصمة المصرية القاهرة.[251]
سوريا
"في الحقيقة أن عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا الأردن على امتداد المرحلة الماضية، قد بلغ 5ر2مليون، ناهيك عن الليبيين واليمنيين والعراقيين الموجودين في بلدنا، وقد واجهت كثيرا تساؤلات من أبناء شعبي المحبطين من وجود 20 بالمائة من السكان من اللاجئين السوريين وما تركوه من أثار سلبية على فرص العمل وقطاع العقار ونسب البطالة، وطلبوا مني أن أوقف استقبال اللاجئين السوريين في الأردن، فقلت لهم "لكن كيف يمكن ذلك؟ كيف يمكن منع امرأة حامل وتمسك بيد طفل آخر من الدخول؟ هل نمنع هؤلاء الهاربين من ظروف حياتهم فيها مهددة؟" هناك درجة من الإنسانية لا بد أن نلتزم بها تجاه بعضنا البعض، فلا مجال لفعل ذلك لأن هناك مسؤوليات أخلاقية علينا تحملها".
في عام 2011 م بدأت المظاهرات في سوريا، وقد رأى الملك عبد الله أن الحل الأمثل هُناك هو حلٌّ سياسي.[253] عندما سُئل عن الصراع الدائر في سورية في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية في تشرين الثاني من عام 2011 م، قال الملك عبد الله بأنّه سيستقيل إذا ما كان في مكان بشار الأسد. «عندما تمارس العنف على شعبك ، فلن ينتهي الأمر بشكلٍ جيدٍ أبدًا، وفيما يتعلق بي، نعم ، سيكون هناك تاريخ انتهاء، ولكن مرة أخرى يكاد يكون من المستحيل على أي شخص أن يتنبأ بما إذا كان ذلك ستة أسابيع ستة أشهر أو ست سنوات».[254]
أجبر اندلاع الثورة السورية في آذار عام 2011 م أعدادًا غفيرةً من السوريين للجوء للأردن مرورًا بالحدود التي تفصل البلدين الجارين؛ إذ كان معدل اللجوء في المراحل الأولى من الثورة السورية قرابة 3000 لاجئ يوميًا.[255] خلال مقابلة مع بي بي سي في كانون الثاني 2016 م، قال الملك عبد الله إن الأردن في «نقطة الغليان» بسبب تدفق اللاجئين السوريين. تقول الحكومة الأردنية بأنّ أكثر من مليون سوري لجأوا إلى الأردن. وأشار الملك إلى ضغوط على الاقتصاد والبنية التحتية والخدمات في البلاد. وحذر من أنه «عاجلاً أم آجلاً ، أعتقد أن السدّ سينفجر». لقد رحب الأردن تاريخياً باللاجئين الفلسطينيين في 1948و1967، والعراقيين خلال الغزو الأمريكي واللبنانيين وغيرهم وبعدهم السوريين، الذين يشكلون حوالي 20 في المائة من سكان الأردن البالغ عددهم 9.5 مليون نسمة آنذاك، ووفقًا للملك عبد الله، فإنه «للمرة الأولى، لا يمكننا فعل ذلك بعد الآن».[245][256]
الحروب والصراعات
الحرب الأهلية الليبية
خلال عام 2011 م، شارك الأردن في الحرب في ليبيا عام 2011 م ضد نظام العقيد معمر القذافي من خلال تقديم دعم لوجستي،[36] وقد أُرسلت عدَّة مقاتلاتٍ حربية أردنية لذلك الغرض.[257] بعد اشتعال الحرب الأهلية الليبية عام 2014 م. دعمت الأردن بقيادة عبد الله الثاني قوات المشير خليفة حفتر بين عامي 2014 - 2016 م،[258] خصوصًا ضد تنظيم الدولة وتنظيماتٍ أُخرى،[259][260] وقد أشارت تحليلات لطبيعة الدور الأردني آنذاك المتعلق بتدريب القوات دون خوض المعركة مباشرةً.[260] بعد تلك المدة زار خليفة حفتر الأردن أكثر من مرة،[261] وخلال ذات المُدة كان السراج قد زار الأردن أكثر من مرة والتقى الملك عبد الله الثاني، وقد أشارت بعض المصادر وقتها أن الأردن يريد أن يجمع الفرقاء على طاولة المفاوضات، بيد أنّ ذلك لم يحدث.[262][263] دعت الأردن لحل سياسي في ليبيا،[264] وقد كانت قد أبدت تأييدها لحكومة الوفاق الليبية.[265] منذ 2019 م ترددت أنباءٌ عن تجدد الدعم الأردني لقوات المشير حفتر بعد فترة من توقفها بأسلحة ومعدات عسكرية أردنية التصنيع أبرزها مدرعتي المارد ومومباي.[266]وطائرات دون طيار صينية الصنع باعها الأردن لقوات حفتر كذلك.[267] تزعم مصادر، أن ذلكم الدعم ما هو إلا نتيجة ضغوط إقليمية من دولة الإمارات العربية المتحدة،[266] وأن الأردن قد غُيِّب عن مؤتمر برلين فهو «غائب عن المكاسب بينما حاضر في الخسائر» لصالح جهات غيره.[268] وقد انتقد الملك عبد الله الثاني التدخل التركي في ليبيا.[269]
الحرب الأهلية السورية
عام 2013 م تواردت الأنباء عن غرفة الموك في الأردن، إضافة لقيام الأردن بأعباءٍ استخباراتيةٍ في سوريا.[270] دعمت الأردن أيضا عددا من الفصائل المسلحة من أبرزها فصيل جيش أحرار العشائر.[271] بحسب بعض المصادر، كان لغرفة الموك الدور الأكبر في انهيار الجبهة الجنوبية المجابهة للنظام السوري عام،[272] وسقوط درعا بعدها، حيث كانت التعليمات - حسب مصادر - في الأشهر الأخيرة تصدر من الولايات المتحدةوالأردن للفصائل بعدم القيام بأي عملٍ عسكريٍّ ضد قوات النظام والقوات المتحالفة معه.[273] كانت الأردن قد قادت المفاوضات والوسطات بين الجانب الروسي والفصائل السورية في محافظة درعا لكونها قد أصبحت جهةً ضامنةً بعد اتفاقِ خفض التصعيد بينَ الأردنوروسياوأمريكا.[274]
أحبطت قوات حرس الحدود الأردنيةمئات محاولات التسلل، رغم أنها كانت مشغولةً أيضًا بتدفق اللاجئين.[275] شارك الأردن في العملية السرية برنامج خشب الجميز التي قادتها وكالة الإستخبارات المركزية لتدريب وتسليح مقاتلين سوريين.[276]
الحرب الأهلية اليمنية
عام 2015 م، أصبح الأردن بقيادة الملك عبد الله أحد أعضاء التحالف العربي المحارب للحوثيين في اليمن. ترى مصادر أن المشاركة الأردنية قد لاقت ترحيبًا شعبيًّا واسعًا،[37] بينما ترى مصادر أُخرى أن المشاركة قد أثارث جدلًا واسعًا في البلاد.[277] المشاركة الأردنية في الحرب الدائرة في اليمن رمزية ومحدودة،[278] ويرى ملك الأردن عبد الله الثاني أن الحلَّ للقضية اليمنية سياسي خالص.[278] في بداية الأزمة اليمنية استقبل الأردن قيادات حوثية لحلِّ الأزمة، بيد أن جماعة الحوثيين يرون أنَّ الأردن جزءٌ لا يتجزأ مما أسموه «الدول التي تحارب الشعب اليمني» فضلاً عن اتهامهم الأردن بحصار الفلسطينيين.[278] تصف مصادر موقف الأردن «بالرمادي»، بينما اعتقدت مصادر أُخرى أن المشاركة الأردنية كانت تتجه لتصبح فعليةً من خلال مؤشراتٍ مثل استقبال الأردن لمنشقين عن جماعة الحوثيين، واحتضان مؤتمرات مضادة لهم.[278] بحسب مصادر، فإن مشاركة الأردن ضد الحوثيين بدَّدت أيَّ توجهٍ أردني للانفتاح على إيران.[279]
تنظيم القاعدة
بحسب رواية الملك عبد الله نفسه، فإنه في تاريخ 23 حزيران من عام 2000 م، بينما كان وعائلته يقضون إجازةً في الجزر اليونانية، تلقى اتصالًا هاتفيًّا من مدير دائرة المخابرات العامة (G.I.D) يُحذره بها من محاول اغتيالٍ يُنفذها تنظيم القاعدة تستهدفه وعائلته من خلال مهاجمة اليخت المستأجر الخاص بهم بالمتفجرات.[280] أدان الملك عبد الله بشدّة هجمات 11 أيلول عام 2001 م على الولايات المتحدة. وقد استجاب الأردن بسرعة للطلب الولايات المتحدة للمساعدة، وسن قوانين ما يُسمّى «مكافحة الإرهاب» والحفاظ على مستوًى عالٍ من اليقظة.[281] يُذكر أنّ دائرة المخابرات العامة (G.I.D) قد أحبطت مخططاتٍ لهجماتٍ مماثلةٍ ضد أهدافٍ غربية عام 2002 م، بما في ذلك السفارتين الأمريكية والبريطانية في لبنان.[282]
أعلن مؤسس تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الأردني أبو مصعب الزرقاوي مسؤوليته عن تفجيرات عمّان التي وقعت في عمان في 9 تشرين الثاني عام 2005 م.[283] وقد كان ذلك الهجوم هو الأكثر دمويةً في تاريخ الأردن.[284] وقد استهدف انتحاريون ثلاثة فنادق، أحد الفنادق المستهدفة كان به حفل زفاف. أسفر الهجوم عن مقتل 60 شخصًا وإصابة 115 آخرين. وقبل الهجوم، هدد الزرقاوي: «ما هو قادم أكثر مرارة». في عام 2006 م، قُتل الزرقاوي في غارةٍ جوية بمساعدة عملاءٍ للمخابرات الأردنية (G.I.D).[285] ينظر للملك عبد الله والحكومة الأردنية بازدراء من قبل تنظيم القاعدة ومؤيديه بسبب معاهدة السلام مع إسرائيل والعلاقة مع الغرب.[286] عملت الأردن على تشديد الإجراءات الوقائية، ولم ترد تقارير عن وقوع هجمات إرهابية كبيرة في البلاد منذ ذلك الحين.[287]
حول الاضطرابات في شمال العراق في 2014 م، عبّر الملك عبد الله لوفدٍ من أعضاء الكونغرس الأمريكي في حزيران عام 2014 م عن خوفه من أن تنتشر الاضطرابات في جميع أنحاء المنطقة. وقال إن أيّ حلٍّ للمشكلات في البلدان التي مزقتها الحرب يجب أن يشمل جميع سكان العراق وسورية.[288] بدأ الأردن في إقامة الحواجز على طول 175 كيلومتر (109 ميل) من الحدود الصحراوية مع العراق و379 كيلومتر (235 ميل) مع الحدود مع سوريا.[289]
في نيسان من عام 2014 م، نشر تنظيم الدولة الذي ظهر في أوائل عام 2014 م عندما فرّت الجيش العراقي من المدن الرئيسة، والذي كان تابعًا لتنظيم القاعدة، مقطعًا مصورًا على الشابكة، هدّد فيه بمهاجمة الأردن وذبح الملك عبد الله الذي عدّوه عدواً للإسلام. وقد قال مقاتل تنظيم الدولة وهو يمزق جواز سفر أردني: «رسالة إلى طاغوت الأردن، جئناكم بالذبح وبالأحزمة (ويشير إلى حزام ناسف يرتديه) ... أقسم بالله سنأتيكم بالمفخخات بأطنان مطننة بإذن الله».[290] في آب من عام 2014 م، فر آلاف المسيحيين العراقيين من مناطقهم في العراق ولجأوا إلى الكنائس الأردنية.[291]
بعد وقت قصير من انضمام الأردن للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في منتصف أيلول من عام 2014 م، أحبطت الأجهزة الأمنية في البلاد مؤامرة «إرهابية» كانت تستهدف المدنيين في الأردن.[38] كانت مشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة قد لاقت معارضة واسعة في الأردن، وأُطلقت شعارات شعبية مثل ليست حربنا.[292] بعد ذلك بمدةٍ وجيزةٍ، قال عبد الله في مقابلة أن حدود بلاده مع العراق وسوريا «آمنة للغاية». في أواخر كانون الأول من عام 2014 م، تحطمت طائرة مقاتلة أردنية تابعةٌ لسلاح الجو الملكي الأردني من طراز إف-16 بالقرب من الرقة شرقي سورية خلال مهمة لها. بعدها، نُشر مقطع مُصورٌ على الشابكة في 3 شباط 2015 م، يظهر إعدام الطيار الأردني الأسير لدى تنظيم الدولة معاذ الكساسبة حرقًا حتى الموت في قفص. طوال شهر كانون الثاني، كان الأردن يتفاوض لإطلاق سراح الكساسبة. وبحسب ما ورد فقد طلب تنظيم الدولة الإفراج عن ساجدة الريشاوي، التي فشلت في تفجير حزامها الناسف في تفجيرات عمّان عام 2005. أثار مقتل الكساسبة غضبًا كبيرًا في البلاد، بينما كان الملك بعيدًا في زيارة رسميةٍ للولايات المتحدة. قبل العودة إلى الأردن، صدّق الملك عبد الله بسرعةٍ على أحكام الإعدام التي صدرت سابقاً ضد جهاديين عراقيين مسجونين، هما ساجدة الريشاويوزياد الكربولي، اللذان أُعدما قبل فجر اليوم التالي.[293] في نفس المساء، استقبلت حشود الملك عبد الله في عمّان؛ حيث اصطفوا على طول طريق مطار الملكة علياء نحو عمّان للتعبير عن دعمهم للملك. كما حظي قراره بدعمٍ دولي.[294]
بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، أطلق الملك عبد الله عملية الشهيد معاذ، وهي سلسلةٌ من الضربات الجوية ضد أهدافٍ تابعة لتنظيم الدولة خلال الأسبوع الذي تلا نشر مقطع الكساسبة استهدفت مخابئ الأسلحة ومعسكرات التدريب ومرافق استخراج النفط.[295] وقد أُشيد بالعملية تلك على الشابكة؛ حيث أطلق عليه لقب «الملك المحارب».[296] وانتشرت شائعاتٌ تفيد بأنه قاد شخصيًا طلعاتٍ جوية.[297]
الشؤون الإسلامية والدينية
"واليوم نتذكر أيضا أن للمسلمين دور حاسم في إرساء التفاهم والتسامح العالمي. وديننا، كما هو دينكم، يأمر بالرحمة والسلام والتسامح. وديننا، كما هو دينكم أيضاً، يأمر بحفظ كرامة كل إنسان بلا استثناء، من رجال ونساء وجيران وغرباء. أما أولئك الخوارج من الإرهابيين الخارجين عن تعاليم الإسلام، والذين ينكرون هذه الثوابت فهم مجرد نقطة في بحر المؤمنين، المكوّن من 1.6 مليار مسلم في مختلف أنحاء العالم. وفي الواقع، فإن هؤلاء الإرهابيين قد جعلوا من المسلمين في العالم هدفهم الأول، لكننا لن نسمح لهم باختطاف ديننا الحنيف.".
—خطاب الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي في ستراتسبورغ بتاريخ 15 آذار 2015 م.[298]
كان الملك عبد الله في المركز الأول في قائمة أكثر 500 مسلم تأثيرا في العالم لعام 2016 م،[27] بحسب القائمة التي نشرها المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية، والثالث على القائمة الخاصة بعام 2018 م. الملكة رانيا كانت في المركز 35 في قائمة 2016 م.[299] فيما يتعلق بعلاقة الملك مع أتباع الأديان من غير الإسلام، فإن الملك يصف المسيحيين في الأردن بأنهم جزء أصيل من المجتمع في المنطقة لا يمكن الاستغناء عنه؛[300] والأردن على حدِّ وصفه بلد إسلامي وفي ذات الوقت هو بلد لواحدٍ من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم.[301]
يتجلى ذلك أيضًا في دعم الملك للوجود المسيحي في بلاد المشرق العربي وفلسطين والقدس خصوصًا.[302] في عام 2014 م، استقبل الملك عبد الله البابا فرنسيس في الأردن، وهي الزيارة البابوية الثالثة للأردن في عهده.[303] لقد رافق الملك والملكة رانيا والأمير غازي بن محمد بابا الكاثوليك إلى المغطس، الذي يمثل موقع معمودية يسوع بحسب الديانة المسيحية، على الضفة الشرقية لنهر الأردن.[304] يدعو الملك أيضًا لبناء جسور الحوار مع مختلف أتباع الأديان والسعي نحو بناء التعايش بين الأديان جميعها.[305]
المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية هو مركز يتبع مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي تأسس في عهد الملك عبد الله عام 2007 م.[306][307] صدر عن المركز عدّة مبادرات من أشهرها مبادرة كلمة سواء؛ الهادفة لتعزيز التعايش بين المسلمينوالمسيحيين.[308] تلتقي هكذا مبادرات مع دعوات الملك عبد الله الثاني للتعايش بين الأديان ونبذ العنف وتفعيل الحوار بينها.[26] إضافة لكل ذلك فإن الملك عبد الله دائمًا ما يدعو للتفريق بين الإسلام وأعمال من يسميهم الجماعات التكفيرية،[309] وقد أوضح ذلك في أكثر من خطاب أمام هيئات ومجالس عالمية مثل الكونغرس الأمريكيوالبرلمان الأوروبي وغيرهما.[310] ويدعو الملك أيضًا لنبذ الفرقة الطائفية والتكفير بين المسلمين وتجلّى ذلك أيضًا في رسالة عمّان التي جرت برعاية ملكية من الملك عبد الله نفسه.[311]
على صعيد آخر، بُني وجُدد في عهد الملك عبد الله مجموعة من المساجد المميزة، من أشهرها مسجد مادبا الكبير[312] ومسجد العرب في الزرقاء[313] ومسجد الشريف الحسين بن علي في العقبة[314] وقبلها مسجد الملك الحسين عام 2005 م؛ وهو يحوي متحفًا لبعض الآثار النبوية،[315] وقد رُفعت في باحته الراية الهاشمية بمراسم متميزة عام 2015 م.[316] إضافةً لذلك فقد أسس عددًا من الكراسي العلمية في الأردن وفي المسجد الأقصىبالقدس.[317]
رداً على خطاب كراهية الإسلام بعد هجمات 11 أيلول، أصدر عبد الله رسالة عمان في نوفمبر 2004.[303] الرسالة كانت عبارة عن بيان مفصل شجع العلماء المسلمين من جميع الطوائف من جميع أنحاء العالم على إدانة الإرهاب والتسامح وتمثيل الطبيعة الحقيقية للعقيدة الإسلامية. وقد تبنى البيان بالإجماع في مؤتمر استضافه عبد الله في عمان عام 2005 م من قبل 200 عالم إسلامي بارز. وشددت الرسالة على ثلاث نقاط، وهي صحة جميع المذاهب الثمانية في الإسلام، والنهي عن التكفير وإصدار معايير للفتاوى.[318] وقد كان الإجماع الإسلامي على مبادئ الرسالة غير مسبوق في الزمن المعاصر. قدم عبد الله الرسالة في عام 2010 م إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث اقترح أسبوع الوئام العالمي بين الأديان. تبنت الأمم المتحدة المبادرة، وهي احتفال سنوي خلال الأسبوع الأول من فبراير لتعزيز السلام والوئام بين الناس من مختلف الأديان.[319] كما أسس عبد الله جائزة، بناءً على هذه المبادرة، للحوار بين الأديان.[320]
في إطار جائحة كورونا التي أصابت العالم في مطلع 2020 م،[321] أشرف الملك شخصيًّا على جهود مكافحة الوباء في البلاد، كما كان أول زعيم عربي يجري فحص كورونا.[322] يُذكر أن الملك صادق على تفعيل الحكومة لقانون الدفاع؛ وهي المرة الأولى التي يُفعل بها القانون منذ عام 1992 م العام الذي صدر به.[323][324] وقد ألقى الملك وهو يرتدي زي الميدان العسكري خطابًا للشعب الأردني يحثه فيه على الالتزام بقرارات الدفاع والتزام البيوت.[325][326] في 24 آذار عام 2020 م، أجرى الملك اتصالًا هاتفيًّا مع أمير الكويت صباح الصباح واتصالًا آخرًا مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني من أجل التأكيد على ضرورة تعاون الأردن مع كِلا البلدين في العمل على مكافحة الوباء لديهما،.[327] كذلك تلقى الملك اتصالًا من الرئيس المصري السيسي،[328]ورئيس تونس قيس سعيد في ذات الإطار وقد قرر الملك إرسال طائرة أردنية لتونس محملة بدواء للملاريا أجرت عليه المختبرات في الأردن تجارب وأثبت نجاعة جيدة في معالجة كورونا.[329] يُذكر أن ذلك الدواء الذي تصنعه الأردن بكثرة قدمه الملك هديةً لسبع دول.[330] في 10 نيسان ألقى الملك خطابًا للشعب الأردني قال فيه أن الحياة ستعود لطبيعتها قريبًا في البلاد؛ حيث شهدت الأردن انخفاضًا في تسجيل الإصابات، وقد ختم الملك خطابه بالآية القرآنية «فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ».[331]
التقى الملك عبد الله بزوجته الملكة رانيا العبد الله أو كما كانت تُعرف رانيا فيصل الياسين في كانون الثاني من عام 1993 م. كانت الملكة ذات الأصل الفلسطيني آنذاك موظفةَ تسويقٍ في شركة آبل في عمان. جرى اللقاء تحديدًا خلال مأدبة عشاءٍ أقامتها شقيقة الملك عبد الله الثاني الأميرة عائشة بنت الحسين.[338]
بعد ذلك بشهرين عقد الأمير عبد الله قرانه على رانيا، ثمَّ تزوجا في 10 حزيران عام 1993 م. لقبت رانيا بعد الزواج بالأميرة رانيا العبد الله، وبعد تتويج الملك عبد الله أصبحت لقبها الملكة رانيا العبد الله. أنجب الملك عبد الله وعقيلته الملكة رانيا أربع أبناءٍ، هم: ولي العهد الحسينوالأميرة إيمانوالأميرة سلمىوالأمير هاشم.[44][338][339]
الهوايات والاهتمامات
من هوايات الملك عبد الله رياضة القفز بالمظلاتوركوب الدراجات النارية والرياضات المائية وسباقات السياراتوالغوص، إضافةً لجمع الأسلحة القديمة. الملك كذلك من محبي سلسلة الخيال العلمي ستار تريك.[46][297] يُذكر أنّه عام 1996 م ظهر لمدَّة وجيزة في مشهد من حلقة فوياجر «التحقيقات»، في دور غير ناطق. دعا الملك كلًّا من الممثلين ايثان فيليبس وروبيرت بيكاردو إلى الأردن، كما قام بمقابلة عدد من محبي ستار تريك في عمّان حيث حصل على وسام فخري من محبي السلسلة والممثلين.[340][341]
يروج الملك عبد الله للسياحة في الأردن. كان الملك دليلاً سياحيًا لمقدم برامج السفر بيتر جرينبيرج على قناة ديسكفري بعنوان الأردن: الجولة الملكية.[342] في ذات البرنامج، قال الملك عبد الله أنه لم يعد مسموحًا له القفز بالمظلات منذ أن أصبح ملكًا. وبحسب ما ورد فقد كان معتادًا أن يقود دراجته النارية من نوع هارلي ديفيدسون عبر شمال كاليفورنيا.[297] يصف وقال الأمير علي بن الحسين - أحد إخوة الملك عبد الله ورئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم - الملك بأنه أكبر مشجعٍ للمنتخب الأردني لكرة القدم.[297]
«فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في وقت الخطر»: يتحدث الكتاب عن الصراع في الشرق الأوسط والعقبات التي تواجه حل هذا الصراع ويعرض فيه الملك رؤيته لحل الصراع العربي الإسرائيلي. يوثق الكتاب العقد الأول من حكم الملك بطريقة مشابهة لكتاب والده الصادر عام 1962 م، ليس سهلا أن تكون ملكا.[348] يحتوي كتاب الملك عبد الله هذا على نظرة ثاقبة لطفولته وروايات من وراء الكواليس عن لقاءات مع شخصيات سياسية.[349] كُتب الكتاب أساسًا باللغة الإنجليزية ثم ترجمه الملك نفسه للعربية وبعدها تُرجم لست لغات عالمية أخرى. صدرت الترجمة العربية للكتاب في 16 آذار عام 2011 م، بعد أقل من شهر على نشره بالإنجليزية. يستعرض الكتاب أطوارًا تاريخية عدة ابتداءًا بالثورة العربية الكبرى ومرورًا بتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية وعهد الملك الحسين بن طلال والصراع مع بعض الأنظمة السياسية العربية مثل جمال عبد الناصر وأحداث أيلول الأسود ثم يُعرج على حرب الخليج والعلاقات مع العراق وبعض الدول الأخرى ثم مرض الملك الحسين ووفاته إلى أن ينتهي بنهاية العقد الأول من حكم الملك عبد الله الثاني بما فيه من أحداث جسام مثل غزو العراق. يبرز في الكتاب كذلك تفريق الملك بين الإسلام وما أسماها الجماعات التكفيرية ويذكر في هذا السياق بعض الحوادث التي كاد أن يتعرض لها بنفسه. كذلك فقد تتطرق الكتاب لرؤية الملك الداخلية اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا.[350]
«الأوراق النقاشية»: هي مجموعة من الأوراق النقاشية بلغ عددها سبع أوراقٍ كتبها بهدف دعم عملية الإصلاح والحوار والديمقراطية في الأردن. وترسيخ الديمقراطية كأسلوب حياة للأردنيين، وتدعيم المواطنة الفاعلة المشاركة، والهُوية الوطنية الأردنية الجامعة. وتحفيز الأفراد والمجتمعات المحليّة في الريف والبادية والمخيمات، والمدن للقيام بدور نشط اجتماعيا وسياسيا بما يعظّم من أهميتهم في عملية القرار المجتمعي، ومشاركتهم في حل مشكلات المجتمع، والانشغال بقضاياه، لاسيّما تلك المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومشاركتهم في حل مشكلات الإدارات العامة الحكومية وتفعيل وظائفها وأدوارها.[351][352] وأسهمت الأوراق النقاشية التي نُشرت بدءاً من عام 2012 في توفير إطار فكري للنقاشات الوطنية حول الهوية والقيم والمستقبل، وهدفت إلى توسيع النقاش الوطني حول الإصلاح الشامل، وحددت الأوراق السبع الهدفَ النهائي المتمثل بديمقراطية أردنية متجددة وحيوية، تقوم على ركائز ترسيخ متدرج لنهج الحكومات البرلمانية تحت مظلة الملَكيّة الدستورية.[353][354]
الألقاب والأوسمة والجوائز
الألقاب
أسلوب مخاطبة الملك عبد الله الثاني بن الحسين
لقب
صاحب الجلالة الملك
خطابات رسمية
حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك
أخرى
صاحب الجلالة الهاشمية الملك
يُعرف الملك عبد الله الثاني بلقبه المُعَزِّز. ويُشار له بلقب عميد آل البيت[355] مثل أبيه الراحل.[356]
ولقد ظهر خلال جلسة لمجلس النواب بعد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل لقب خادم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تأكيدا على الوصاية الهاشمية على المقدسات.[357] شعبيًّا، يُذكر أن كلمة جلالة سيدنا أو بالاختصار سيدنا أيضًا هي إشارة لملك الأردن،[358] الذي يحوز كذلك لقب الشريف بكونه واحدًا من الأشراف.[359] إضافة لكل ذلك فإن الألقاب الرسمية المستخدمة مع الملك عبد الله هي :
30 كانون الثاني 1962 – 1 آذار 1965: صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية المعظم.
1 آذار 1965 – 24 كانون الثاني 1999: صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله المعظم.
24 كانون الثاني 1999 – 7 شباط 1999: صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية المعظم.
7 شباط 1999 – الحاضر: حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني المعظم.
جائزة القيادة العالمية لمنظمة الرؤساء الشباب بكاليفورنيا (16 آذار 2002 م).[372]
جائزة السوربون للسياسة الخارجية عن الشجاعة السياسية: منحت هذه الجائزة من جمعية السوربون الفرنسية للسياسة الدولية ومجلة السياسة الدولية تقديرا لشجاعته ورؤيته للمستقبل (30 أيلول 2003 م).[373][374]
جائزة INFORUM للقرن الحادي والعشرين من نادي الكومنولث في كاليفورنيا الممنوحة للقادة الشباب الذين يسعون جاهدين للتغيير الإيجابي (16 نيسان 2004 م).[376]
جائزة الدرع الذهبي في شيكاغو: للجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط (9 حزيران 2004 م).[377]
جائزة أكاديمية الإنجاز الذهبية: تسلم الملك جائزة الطبق الذهبي للإنجاز من أكاديمية الإنجاز الأميركية تقديرا لتميزه في حقول السياسة والعلوم والأعمال والإبداع الأدبي والفني. وقامت بتسليم الجائزة السيدة (كوريتا سكوت كنغ) أرملة المناضل الحقوقي للسود مارتن لوثر كنغ (12 حزيران 2004 م).[378]
جائزة فرانكلين ديلانو روزفلت الدولية للإعاقة، الأمم المتحدة (21 آذار 2005 م).[379]
جائزة مركز سيمون ويزنثال للتسامح (21 حزيران 2005).[380]
وسام مدينة أثينا الذهبي : منحت هذه الجائزة من قبل مجلس مدينة أثينا تقديرا لمبادرات الملك في تشجيع الحوار بين الأديان وبين الثقافات ولمساهماته من أجل تحقيق السلام في العالم (21 كانون الأول 2005 م).[381]
جائزة القديس أندريه المدعو الأول العالمية لحوار الحضارات : منح مجلس أمناء مؤسسة القديس أندريه الأول ومركز مجد روسيا القومي الملك هذه الجائزة التي تحمل اسم القديس أندريه لمساهماته الجلية في ضمان حوار الحضارات، و«لأنه الرجل الذي تتحقق فكرة حوار الحضارات على يديه في الشرق الأوسط» بحسب ما قال رئيس اللجنة المانحة للجائزة وعريف الحفل اوليغ اتكوف (15 أيار 2006 م).[382][383]
جائزة صانع السلام: مُنحت من قبل منظمة بذور السلام الأميركية للملك عبد الله وزوجته الملكة رانيا العبد الله التي استلمت الجائزة، تقديرا لالتزامهما «بدعم وترويج ثقافة السلام» (8 أيار 2007 م).[384]
وسام التميز من المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية والاستراتيجية لسنة 2014 م لأكثر الشخصيات تأثيرا في العالم.[385][386]
جائزة صلح وستفاليا: تسلم الملك في مدينة مونستر الألمانية جائزة ويستفاليا للسلام، تقديرا لجهوده في إحلال السلام العالمي، وتعزيز مساعي الإستقرار والأمن لمختلف شعوب العالم. وتحمل الجائزة التي تحظى بمكانة تاريخية متميزة وتمثل رمزا للسلام في أوروبا اسم مقاطعة ويستفاليا المشهورة بمعاهدة الصلح التاريخية، التي أنهت سنوات طويلة من الحروب لترسي السلام بين شعوب أوروبا. وقال الرئيس الألماني يواخيم غاوك إن «الملك عبد الله والأردنيون وضعوا»معايير للإنسانية«من خلال استجابتهم لأزمة اللاجئين.» (8 تشرين الأول 2016).[387]
جائزة السلام، من (كازاخستان) للمساهمات في الأمن ونزع السلاح النووي (16 تشرين الثاني 2016 م).[388]
قلادة أبو بكر الصديق من الدرجة الأولى، من الهلال الأحمر العربي والصليب الأحمر لدعم الأردن للشعب الفلسطيني والجهود المبذولة لصالح اللاجئين السوريين (19 كانون الثاني 2017).[389]
جائزة نزارباييف الدولية للمساهمة في الأمن ونزع السلاح النووي: تسلم الملك عبد الله هذه الجائزة من الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف، ، تقديرا لجهود الملك ومساعيه المستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم (1 تشرين الثاني 2017 م).[390]
جائزة تمبلتون، وذلك تقديرا لجهود الملك في تحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الحريات الدينية. سلمت الجائزة للملك حفيدة مؤسس الجائزة هيذر تمبلتون ديل، وتعد هذه الجائزة من أعلى الجوائز أهمية وقيمة في المجال الإنساني والديني، تقديرا لجهود الملك كأحد أهم القادة السياسيين على مستوى العالم، الذي يعمل على تحقيق الوئام بين المذاهب الإسلامية وبين المسلمين وباقي الأديان في العالم.[48] قال بيان الجائزة إن عبد الله «بذل الكثير من أجل تحقيق الانسجام الديني داخل الإسلام وبين الإسلام والأديان الأخرى أكثر من أي زعيم سياسي حي آخر.» (27 حزيران 2018 م).[391]
جائزة رجل الدولة الباحث للعام 2019 م، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في مدينة نيويورك. ويعدُّ الملك أول زعيم عربي مسلم يحصل على هذه الجائزة.[44]
جائزة مصباح السلام، من مدينة أسيزي الإيطالية. منحت جائزة مصباح السلام للملك تقديرا لجهوده في تعزيز حقوق الإنسان والسلام والتآخي وحوار الأديان في الشرق الأوسط والعالم، بالإضافة إلى الجهود التي يبذلها الأردن في استضافة اللاجئين (29 آذار 2019).[392]
^Antti Matikkala (2017). Suomen Valkoisen Ruusun ja Suomen Leijonan ritarikunnat (بالفنلندية). Helsinki: Edita. p. 499. ISBN:978-951-37-7005-1. QID:Q113680680.
^ ابجJordan (محفوظ). (2012). مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 2016. وصل لهذا المسار في 16 يونيو 2016. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-04-07. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-07.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^المشاقبة، أمين، "[http://alsaa.net/article-119346 إنفاذ قانون الدفاع في الأردن.. أول مرة منذ 1989
إنفاذ قانون الدفاع في الأردن.. أول مرة منذ 1989]"(مؤرشف). وصل لهذا المسار في 31 مارس 2020.