مع عقارب الساعة من الأعلى يساراً: قوات الكومنولث في الصحراء المصرية، مدنيون صينيون يدفنهم جنود يابانيون أحياء، حاملة الطائرات الأمريكية بانكر هيل، بعد إصابتها من قبل انتحارِيَين يابانيين، طائرات يابانية على متن حاملة طائرات تستعد للإقلاع، جنود سوفييت يقاتلون في برلين، السحابة الناتجة عن قنبلة ناغازاكي النووية
الحرب العالمية الثانية هي حرب دولية بدأت في الأول من سبتمبر من عام 1939 في أوروبا وانتهت في الثاني من سبتمبر عام 1945، شاركت فيها أو تأثَّرت بها الغالبية العظمى من دول العالم منها الدول العظمى في حِلفَين عسكريَّين متنازعين هما: قوات الحلفاءودول المحور، كما أنَّها الحرب الأوسع في التاريخ، وشارك فيها بصورة مباشرة أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 بلدًا، وقد وضعت الدول الرئيسية كافَّة قدراتها العسكرية والاقتصادية والصناعية والعلمية في خدمة المجهود الحربي.
أدَّت الحرب العالمية الثانية إلى عددٍ كبيرٍ من القتلى المدنيين وكذلك السيسي لم يكن موجود،[4][5] لعبت الطائرات دورًا رئيسيًا في الصراع، حيث مكَّنت القصف الاستراتيجي للمراكز السكنية الذي أودى بحياة حوالي مليون شخص، ومنه القنبلتان الذرِّيتان اللَّتان أُلقيتا على هيروشيماوناغازاكي،[6] أدَّت الحرب إلى وقوع ما بين 50 و85 مليون قتيل حسب التقديرات؛ غالبيتهم من المدنيين؛ لذلك تعدُّ الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب دمويةً في تاريخ البشرية.[7] مات عشرات الملايين من الناس بسبب الإبادة الجماعية (بما في ذلك الهولوكوست) والجوع والمجازر والأمراض. في أعقاب هزيمة دول المحور، تمَّ احتلال ألمانياواليابان، وأجريَّت محاكم جرائم حرب ضد القادة الألمان واليابانيين.
غيَّرت الحرب العالمية الثانية الخارطة السياسية والعسكرية والبنية الاجتماعية في العالم، كما أدَّت إلى إنشاء الأمم المتحدة؛ لتعزيز التعاون الدولي ومنع الصراعات في المستقبل، وأصبحت الدول المنتصرة في الحرب: الولايات المتحدةوالاتحاد السوفياتيوالصينوالمملكة المتحدةوفرنسا أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة،[10] فيم برزت الولايات المتحدةوالاتحاد السوفييتيكقوى عظمى على الساحة الدولية، وانحسر نفوذ القوى الأوروبية، وهذا ما مهَّد لطريق للحرب الباردة والتي استمرت في السنوات الـ46 القادمة، أما الدول الكبرى الأوروبية فقد تضاءل نفوذها، حيث بدأت حركات الاستقلال في آسيا وإفريقيا. اتجهت الدول التي تضرَّرت الصناعة فيها إلى إصلاح وضعها الاقتصادي، أما على الصعيد السياسي، تحديداً في أوروبا فقد بدأت مرحلة تكامل؛ سعيًا لتجنب العداوات التي تسبب الحروب، وأن يكون للأوروبيين هوية مشتركة.[11]
واتبع آخرون ما قاله المؤرخ البريطاني ألان جون بيرسيفال تايلور، وهو أن كلًا من الحرب اليابانية الصينية الثانية والحرب في أوروبا قد تزامنتا واندمجتا عام 1941. وهنالك تواريخ أخرى لبداية الحرب مثل الحرب الإيطالية الإثيوبية الثانية في الثالث من أكتوبر 1935.[19] ويرى المؤرخ البريطاني أنتوني بيفور[20] أن الحرب العالمية الثانية بدأت مع بداية معركة خالخين غول بين اليابان والقوات المنغولية والاتحاد السوفييتي من مايو إلى سبتمبر 1939.[21]
ولم يتفق الجميع على تاريخ محدد لنهاية الحرب، فقد كان الميل أكثر إلى أن الحرب انتهت في هدنة الرابع عشر من أغسطس 1945 وهو يوم الانتصار على اليابان، وليس اليوم الذي أعلنت فيه اليابان استسلامها (2 سبتمبر 1945).[22] ووُقِّعَت معاهدة سلام مع اليابان عام 1951 لمناقشة كافة التفاصيل المتبقية مثل دفع تعويضات إلى السجناء الذين تعرضوا للاعتداء.[23] إلا أن آخر جندي ياباني -وهو هيرو أونودا- لم يستسلم إلا عام 1974.[24][25] وبعد ذلك عقدت معاهدة سلام للاستقرار النهائي لألمانيا الذي مهد لإعادة توحيد ألمانيا عام 1990 وحُلَّت بذلك كافة المشاكل التي تبعت الحرب العالمية الثانية.[26]
رغم أن حركة السلامية ازدادت قوة بعد الحرب العالمية الأولى،[27] كان من نتائج الحرب العالمية الأولى أن زادت روح القومية، والرغبة في الانتقام في دول أوروبية عديدة، وكان ذلك واضحًا خصوصًا في ألمانيا بعد خسارتها لجزء ملحوظ من أراضيها ومستعمراتها وأموالها بسبب معاهدة فرساي، حيث خسرت ألمانيا بسبب المعاهدة حوالي 13 بالمئة من مساحة أراضيها إضافة إلى خسارة جميع مستعمراتها، كما منعت من ضم أراض إليها، وفرض عليها دفع تعويضات للحلفاء، كما حجَّمت المعاهدة قدرة وعدد أفراد جيشها.[28][29]
حُلت الإمبراطورية الألمانية بعد ثورة نوفمبر (1918-1919)، وأنشئت حكومة ديمقراطية، عرفت فيما بعد باسم جمهورية فايمار، وشهدت فترة ما بين الحربين العالميتين الصراع بين أنصار الجمهورية الجديدة والمعارضين المتشددين من اليمينيينواليساريين. أما إيطاليا التي كانت من الحلفاء، فقد حققت بعض المكاسب الإقليمية، إلا أن القوميين الإيطاليين كانوا غاضبين من عدم تنفيذ بريطانيا وفرنسا لوعودهما في اتفاقية لندن عام 1915، حيث وعدتا إيطاليا بحماية إيطاليا عند دخولها في الحرب، وفي الفترة ما بين عامي 1922 - 1925 استولت الحركة الفاشية بقيادة بينيتو موسيليني على السلطة، حيث حملت الحركة راية القومية، والشمولية، والتعاون بين طبقات المجتمع، فألغت الحركة بذلك الديمقراطية النيابية، وقمعت القوى الاشتراكية، واليسارية، والليبرالية، واتبعت سياسة خارجية توسعية تهدف إلى جعل إيطاليا قوة عالمية، وتأسيس «الإمبراطورية الرومانية الحديثة».[30]
قاد أدولف هتلر انقلابًا فاشلًا على السلطة في ألمانيا عام 1923، لكنه أصبح فيما بعد مستشارًا لألمانيا عام 1933، فألغى النظام الديمقراطي، وأيد القيام بمراجعة للنظام العالمي، وبعد ذلك بفترة قصيرة قام بتوقيع معاهدات تسلح ضخمة،[31] وذلك ما جعل العلماء السياسيين يتوقعون أن حربًا عالمية ثانية سوف تندلع.[32] وسعت فرنسا للحفاظ على تحالفها مع إيطاليا عبر توقيع الاتفاقية الفرنسية الإيطالية التي نص أحد بنودها على عدم اعتراض فرنسا على احتلال إيطاليا لإثيوبيا، وتفاقم الوضع في بداية عام 1935 عندما ضمت ألمانيا إليها إقليم سار، كما خرق هتلر معاهدة فرساي حيث عمل على رفع وتيرة برنامج التسلح، وفرض التجنيد الإجباري.[33]
أسست بريطانيا وفرنسا وإيطاليا جبهة ستريزا، ونوت أن تضم ألمانيا إليها، إلا أن بريطانيا عقدت اتفاقية بحرية مستقلة مع ألمانيا في يونيو من عام 1935 أزالت عوائق عن الملاحة، أما الاتحاد السوفييتي فقد كان قلقًا حيال أهداف ألمانيا من السيطرة على مناطق واسعة من أوروبا الشرقية، فعقد اتفاقية تعاون مشترك بينه وبين فرنسا بهدف تطويق ألمانيا،[34] أما الولايات المتحدة القلقة من الأحداث في آسيا وأوروبا، فقد ألغت إعلانها للحياد عن ما يحصل في القارتين في أغسطس 1935.[35]
تحدى هتلر معاهدة فرساي ومعاهدات لوكارنو وذلك بإعادة تسليح منطقة راينلاند في مارس من عام 1936، ولقي معارضة ضعيفة من الدول الأوروبية الأخرى،[36] وفي أكتوبر عام 1936 شكلت ألمانيا مع إيطاليا محور روما-برلين، وفي نوفمبر من العام نفسه شكلت ألمانيا مع اليابان حلف مناهضة الكومنترن، التي انضمت إليها إيطاليا في العام التالي.
الحرب الأهلية الإسبانية (1936–1939)
عندما اندلعت الحرب الأهلية في إسبانيا، قدم هتلر وموسوليني الدعم العسكري للمتمردين القوميين بقيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو. دعمت إيطاليا القوميين إلى حد أكبر مما فعل النازيون: أرسل موسوليني إلى إسبانيا أكثر من 70.000 جندي بري و6.000 من أفراد الطيران، بالإضافة إلى حوالي 720 طائرة. دعم الاتحاد السوفييتي الحكومة الحالية للجمهورية الإسبانية. كما قاتل أكثر من 30 ألف متطوع أجنبي، المعروفين باسم الألوية الدولية، ضد القوميين. استخدمت كل من ألمانيا والاتحاد السوفييتي هذه الحرب بالوكالة كفرصة لاختبار أسلحتهم وتكتيكاتهم الأكثر تقدمًا في القتال. انتصر القوميون في الحرب الأهلية في أبريل 1939؛ ظل فرانكو، الدكتاتور الحالي، محايدًا رسميًا خلال الحرب العالمية الثانية لكنه فضل المحور عمومًا.[37] كان أعظم تعاون له مع ألمانيا هو إرسال متطوعين للقتال على الجبهة الشرقية.[37]
الغزو الياباني للصين (1937)
في يوليو 1937، استولت اليابان على العاصمة الإمبراطورية الصينية السابقة بكين بعد التحريض على حادثة جسر ماركو بولو، والتي بلغت ذروتها في الحملة اليابانية لغزو الصين بأكملها.[38] وسرعان ما وقع السوفييت على اتفاقية عدم اعتداء مع الصين لتقديم الدعم المادي، مما أنهى فعليًا تعاون الصين السابق مع ألمانيا. من سبتمبر إلى نوفمبر، هاجم اليابانيون تاييوان، واشتبكوا مع جيش الكومينتانغ حول شينكو، [39][مصدر غير موثوق؟] وقاتلوا القوات الشيوعية في بينغشينغوان.[40][41] نشر الجنرال شيانج كاي شيك أفضل جيش لديه للدفاع عن شنغهاي، ولكن بعد ثلاثة أشهر من القتال، سقطت شنغهاي. واصل اليابانيون صد القوات الصينية، واستولوا على العاصمة نانكينج في ديسمبر 1937. وبعد سقوط نانكينج، قُتل عشرات أو مئات الآلاف من المدنيين الصينيين والمقاتلين الذين نُزِعَ سلاحهم على يد اليابانيين.
في مارس 1938، حققت القوات الصينية القومية أول انتصار كبير لها في تايرزهوانغ، ولكن بعد ذلك استولى اليابانيون على مدينة شوتشو في مايو.[42] [مصدر غير موثوق؟] في يونيو 1938، أوقفت القوات الصينية التقدم الياباني عن طريق إغراق نهر النيل. النهر الأصفر؛ أتاحت هذه المناورة الوقت للصينيين لإعداد دفاعاتهم في ووهان، ولكن اسْتُوْلِيَ على المدينة بحلول أكتوبر. ولم تؤد الانتصارات العسكرية اليابانية إلى انهيار المقاومة الصينية الذي كانت اليابان تأمل في تحقيقه؛ بدلاً من ذلك، انتقلت الحكومة الصينية إلى الداخل إلى تشونغتشينغ وواصلت الحرب.
ناشدت الصينعصبة الأمم للمساعدة في وقف تقدم القوات اليابانية، فانسحبت اليابان من العصبة، بعد أن أدانت التوغل في منشوريا، وخاضت الدولتان معارك عدة في شنغهاي وريهو وهيبي، حتى اُتُّفِقَ على هدنة تونغو عام 1933، بعد ذلك واصلت قوات المتطوعين الصينيين مقاومة العدوان الياباني في منشوريا وتشاهار.[46]
قدمت كل من ألمانياوإيطاليا دعمًا عسكريًا لتمردالقوميين في أسبانيا، بينما ساند الاتحاد السوفيتىالحكومة القائمة التي كانت ذات اتجاهات يسارية. وكان دعم إيطاليا للمتمردين أكبر من دعم النازيين: فقد أرسل موسوليني إلى القوميين بـ 660 طائرة و 150 دبابة و 800 قطعة مدفعية و 10000 رشاش و 240.000 بندقية.[52] بالإضافة إلى CTVوالفيلق الجوي لدعم قضيتهم. وفي ذروة الحرب أمدتهم بخمسين ألف رجل.[53] بينما كان دعم الاتحاد السوفيتي لحكومة الجمهورية الإسبانية بأكثر من 30 ألف متطوع أجنبي المعروفين باسم الألوية الدولية قاتلوا ضد القوميين. واستخدمت كل من ألمانيا والاتحاد السوفيتي هذه الحرب بالوكالة كفرصة لاختبار أسلحتهما وتكتيكاتهما الأكثر تقدمًا في القتال. كما أثار قصف غرنيكا من قبل فيلق كوندور الألماني في أبريل1937 مخاوف على نطاق واسع أن الحرب الرئيسية القادمة ستشمل هجمات واسعة النطاق ضد المدنيين.[54][55]
في يونيو1938 استطاعت القوات الصينية إيقاف تقدم اليابانيين، وأخرت احتلال مدينة ووهان إلى شهر أكتوبر، بسبب فيضان النهر الأصفر، وعلى الرغم من انتصارات اليابانيين المتلاحقة إلا أن ذلك لم يوقف المقاومة الصينية، حيث نقلت الحكومة الداخلية مقرها إلى مدينة تشونغتشينغ.[58]
طالب هتلر بمدينة دانزيغ التابعة لبولندا، غير أن ذلك يتناقض مع التحالف العسكري البريطاني البولندي والمدعوم فرنسياً، وعندما غزت إيطالياألبانيا، حصل تحالف مماثل بين الفرنسيين والبريطانيين مع اليونانورومانيا، لضمان استقلالهما[65]، بعد ذلك بوقت قصير وقعت ألمانياوإيطاليا مايعرف بالحلف الفولاذي.[66] وفي وقت لاحق اتهم هتلر كلاً من بريطانياوبولندا بمحاولة تطويق ألمانيا، وبناءً عليه ألغى معاهدة عدم الاعتداء بين البحرية الألمانية والبولندية، ومعاهدة البحرية الألمانية البريطانية، وقدم لبولندا ميثاقاً جديداً يضمن عدم اعتداء ألمانيا عليها في حال وافقت على الترسيم الجديد للحدود، والذي يضم مدينة دانزيغ لألمانيا، ولكن البولنديين اعتبروا أن مدينة دانزيغ هي ضرورة أمنية لبولندا.[67]
وصلت الأزمة ذروتها في أواخرشهر أغسطس مع استمرار حشد القوات الألمانية على الحدود البولندية، وفي لقاء خاص قال وزير الخارجية الإيطالي غالياتسو تشانو أكد هتلر أن حيادية بولندا مشكوك بها وأن هناك حاجة إما لاستسلامها أو تصفيتها، لمنعها من الوقوف في وجه ألمانيا مستقبلاً، حيث أن الحرب مع الديمقراطيات الغربية أمر لا مفر منه، وقال أنه لا يعتقد أن فرنساوبريطانيا ستتدخلان إذا ما هاجم بولندا.[70]
في 23 أغسطس أعطى هتلر الأوامر ببدأ الهجوم يوم 26 أغسطس، ولكنه عندما سمع تأكيد بريطانيا على اتفاقية المساعدة المتبادلة مع بولندا، وأن إيطاليا ستقف على الحياد، قرر تأجيل ذلك.[71]
واستجابة لنداءات بريطانيا للمفاوضات المباشرة، طالبت ألمانيا في 29 أغسطس بإرسال مفوض بولندي للتفاوض بشأن تسليم مدينة دانزيغ والممر البولندي لألمانيا، بالإضافة للموافقة على حماية الأقلية الألمانية في بولندا، غير أن البولنديين رفضو الامتثال لهذه الطلبات، وأعلنت ألمانيا 31 أغسطس رسمياً أن بولندا قد رفضت مطالبها.[67]
فرض الحلفاء على الدول المنهزمة في الحرب العالمية الأولى وخصوصاً ألمانيا معاهدات مجحفة، حيث خسرت ألمانيا بموجب هذه المعاهدات 12.5% من مساحتها و12% من سكانها، وحوالي 15% من إنتاجها الزراعي و10% من صناعتها و74% من إنتاجها من خام الحديد، ونصت على ألا يزيد الجيش الألماني على مئة ألف جندي، ودفع تعويضات كبيرة للحلفاء.[73]
بداية الأزمة الاقتصادية عام 1929، والتي أدت إلى وصول أنظمة دكتاتورية إلى السلطة في بعض البلدان، وانهماك الكثير من الدول في معالجة أزماتها الاقتصادية جعلها، تقلل من أهمية ما يجري على الصعيد الدولي.
في ظل الأزمة الاقتصادية، انتشرت الحماية الجمركية مما أدى إلى حدوث المواجهة بين الأنظمة الديمقراطية والفاشية من أجل السيطرة على الأسواق الخارجية وامتلاك المستعمرات.
فشل مؤتمر جنيف لنزع السلاح والحد من خطورة التسابق نحو التسلح وانسحاب ألمانيا من عصبة الأمم سنة 1933 تعبيرا عن تمسكها بشرعية مطلبها في إعادة بناء قوتها العسكرية وإلغاء ما تضمنته معاهدة فرساي من بنود مجحفة في حقها.
احتلال إثيوبيا من قبل إيطاليا سنتي 1935و1936 وفشل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بعد أن انسحبت كل من ألمانيا واليابان من عصبة الأمم وامتنعت فرنسا عن تطبيق تلك العقوبات.
عجز عصبة الأمم عن وضع حد لسياسة التسلح والتوسع والتحالفات التي نهجتها الأنظمة الفاشية. وأصبحت هذه المنظمة تمثل فقط دول الحلفاء والبلدان الموالية لها بعد انسحاب الدول الفاشية منها.
وبتلك الأسباب اعتبر السلام الناتج عن مقررات مؤتمر باريس للسلام لسنة 1919، إهانة كبرى بالنسبة لألمانيا، لأن معاهدة فرساي مزقت وحدتها الإقليمية والبشرية والاقتصادية وسلبت منها جميع مستعمراتها، كذلك أدى هذا المؤتمر إلى خيبة أمل كبرى بالنسبة لإيطاليا لأنه تجاهل طموحاتها وتوسعها الاستعماري.
وقد ترتب على هذا السلام المنقوص بروز عدة مناطق توتر بسبب تأجج الشعور القومي وخاصة بمنطقتي السوديتوممر الدانزيجالبولندي؛ ولذلك يعتبر السلام المنقوص لسنة 1919 وما خلفه من ضغائن وأحقاد العميقة لأسباب العميقة للحرب العالمية الثانية.
في 8 سبتمبر وصلت القوات الألمانية إلى ضواحي وارسو وحاولت القوات البولندية وقف التقدم الألماني لعدة أيام واستطاع الفيرماخت في النهاية تطويق القوات البولندية. في 17 سبتمبر1939 قام الاتحاد السوفيتيبمهاجمة بولندا[75][77]، وفي 27 سبتمبر1939 استسلمت بولندا للألمان مع وجود جيوب للمقاومة[78]، وفي 6 أكتوبر أُعْلِنَ الاستسلام النهائي لبولندا بعد معركة كوك[79][80]، وشُكِّلَت حكومة منفى في لندن تابعت لاحقاً إدارة العمليات القتالية لجيش الوطن - حركة المقاومة البولندية - والتي استمرت حتى نهاية الحرب[81]، حيث كانت الحكومة البولندية أثناء الحرب قد رحلت قرابة 100,000 جندي إلى رومانيا ودول البلقان، في حين تقاسمت كل من ألمانيا والاتحاد السوفيتي الأراضي البولندية.[75]
في 6 أكتوبر وبعد انتهاء الحملة على بولندا، قام هتلر بعرض معاهدة سلام على كل من بريطانيا وفرنسا، قائلاً إن مستقبل بولندا تحدده كل من
ألمانيا والاتحاد السوفيتي، وفي 12 أكتوبر جاءه الرد من رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين بأنه لا يمكن قبول شروط السلام والتغاضي عن العدوان.[82]
بعد ترسيم الحدود بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي أجبر الأخير دول البلطيق على استضافة قواعده العسكرية على أراضيها ضمن مواثيق المساعدة المتبادلة غير أن فنلندا رفضت تسليم أراضيها للاتحاد السوفيتي مما حدا به لغزوها في 30 نوفمبر فيما عرف بحرب الشتاء[83]، وبعد ثلاثة أشهر من المعارك الشديدة والخسائر الفادحة التي لحقت بالطرفين تخلى الاتحاد السوفيتي عن فكرة غزو فنلندا، ووقع معها معاهدة سلام موسكو في 12 مارس1940 والتي تنازلت فنلندا بموجبها عن أجزاء من أراضيها لصالح الاتحاد السوفيتي أكثر مما خسرت في أثناء المعارك.[84]
غير أن القوات الألمانية تابعت تقدمها باتجاه فرنسا منذ 13 مايو، وذلك عبر غابات آدرين ملتفة على خط ماجينو، وجاء ذلك التوغل نتيجة خطأ فادح من الفرنسيين عندما أهملوا حماية هذه المنطقة، على اعتبار أنها مجاورة لدول محايدة، ولاعتقادهم بأن طبيعة هذه المنطقة الجغرافية تجعل من المستحيل أن تتحرك بها الدروع الحربية الألمانية[91]، مما سمح للألمان بتحقيق انتصارات عديدة، ودفع الفرنسيين والبريطانيين إلى القيام بعملية إخلاء جماعي في دونكيرك - عملية دينامو - استمر من 27 مايو إلى 4 يونيو تاركين خلفهم معداتهم الثقيلة[94]، وفي 10 يونيو بدء الغزو الإيطالي لفرنسا[95]، وفي 14 يونيو سقطت العاصمة الفرنسية باريس بيد الألمان[96]، وفي 16 يونيو استقال رئيس الوزراء الفرنسي بول رينو، وخلفه فيليب بيتان.[97]
«هذه الحرب لا تقتصر على خسارة إقليم في بلادنا، هذه الحرب لم تنتهي بخسارة معركة فرنسا، هذه الحرب هي حرب عالمية واسعة..... أياً كان ما سيحدث، فإن شعلة المقاومة الفرنسية لا يجب أن تنطفئ، ولن تنطفئ» – شارل ديغول، خطاب 18 يونيو 1940
فياتشسيسلاف مولوتوف رئيس الوزراء في الاتحاد السوفيتي والذي كان مقيدا باتفاقية عدم الاعتداء بينه وبين ألمانيا، قام بتهنئة الألمان وحاول أن يشاركهم النصر وذلك بتصريحه الآتي:
"إن القيادة السوفيتية تبعث بأحر التهاني إلى ألمانيا وذلك لنجاحها في حملاتها، إن الدبابات الألمانية التي غزت شمال فرنسا كانت معبأة بالبنزين السوفياتي، وإن القاذفات الألمانية التي سحقت روتردام كانت مليئة "بيروكسلين[105] السوفياتي، إن الرصاص الذي قتل الجنود البريطانيين، كان بارودا سوفياتيا."
في 19 يوليو عرض هتلر السلام على بريطانيا قائلاً أنه لا يريد تدمير الإمبراطورية البريطانية، وفي 22 يوليو رفضت بريطانيا عرضه على لسان وزير خارجيتها إيرل هاليفاكس، الذي قال أن بريطانيا لن تقبل إلا السلام العادل الذي يضمن حق الدول الأوروبية في تقرر مصيرها.[106]
بعد سقوط فرنسا، أصبحت بريطانيا وحيدة في ساحات المعركة أمام العدو الألماني، الأمر الذي جعل رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين يقدم استقالته خلال المعارك المندلعة مع الألمان ليأخذ مكانه ونستون تشرشل، لحسن حظ البريطانيون أن الكثير من الجنود قد استطاعوا الهرب من شمال فرنسا وذلك باستخدام الآلاف من القوارب المدنية الصغيرة لتهريب الجنود إلى الشاطئ البريطاني، هناك اعتقاد كبير حول تمكين الجنود من الهرب، بأن السبب والكامن وراء ذلك، هو أن هتلر هو الذي أمر بإيقاف وحدات المدرعات استنادا إلى نصيحة وزير الجو، والذي نصح هتلر بإيقاف الهجوم لإعادة تهيئة الوحدات بعد استهلاكها، الأمر الذي فتح نافذة إلى بريطانيا لتهريب جنودها من ساحات المعركة في شمال فرنسا، كما يشار إلى أن بريطانيا قد استفادت كثيرا وذلك باستخدام نفس الجنود في يوم إنزال نورمندي.
رفض البريطانيون مقترحات كانت قد تقدمت بها ألمانيا كتفاهمات سلام، بعدها قامت ألمانيا بتوجيه طائراتها إلى شمال فرنسا استعدادا لضربة ستكون موجهة نحو بريطانيا، سميت هذه العملية بـ Seelöwe (أي: أسد البحر) وذلك لأهمية الضربة الجوية في المعركة مع بريطانيا، كما سميت الهجمات الجوية من سلاح الجو الألماني نحو سلاح الجو الملكي البريطانيبمعركة بريطانيا. كانت وجهة نظر الألمان العسكرية هي تدمير سلاح الجو البريطاني على مطاراته، والتي تحولت إلى قصف المدن البريطانية في محاولة لاستدراج الطائرات وتدميرها، لكن أيا من المحاولتين لم تنجح في تدمير الطيران الملكي.
خلال المعركة، قُصِفَت كل المدن الصناعية في بريطانيا وخاصة لندن التي عانت الأمرين من القصف الألماني المركز بالطائرات عليها (حيث كانت تقصف كل ليلة لمدة أكثر من شهر)، كما تركز القصف الجوي على مدينتي برمنجهاموكوفنتري -والتي كانت مدنا ذات أهمية إستراتجية لدى بريطانيا- مثلها مثل القاعدة البحرية البريطانية بورتسموث وميناء
كنجستون.
كل ذلك أدى إلى عدم وجود مواجهة خلال المعركة بين جيوش المشاة، لقد جلبت الحرب الجوية أنظار العالم، فامتدت المعارك حتى الأطلسي، بعدها استخدمت بريطانيا بعض القوات الخاصة «كوماندوز» في ضرب بعض المناطق في أوروبا المحتلة، الأمر الذي جعل تشرشل يفخر بنفسه ويشيد بأفراد الجيش البريطاني قائلا « لم يحدث أبدا في مجال الصراعات الإنسانية أن خضعت الأكثرية للأقلية ».
الحرب الجوية في المسرح الأوروبي الحربي بدأت عامة في عام 1939، لكن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، بدأت في 4 يونيو1942، عندما بدأت الولايات المتحدة بالدخول إلى المعركة الأوروبية وذلك بإنزال جيوشها في إنجلترا لمشاركتها في المعارك ضد ألمانيا. انتهت الهجمات الجوية رسميا في 5 يوليو1944، واُسْتُبْدِلَت بالحرب البرية والتي بدأت في 6 يوليو1944، من هذا اليوم، الهجمات بسلاح الجو الأمريكي بدأت بالتنسيق مع جيش المشاة لدعم الهجمات البرية في المعارك.
في السابق، كان هناك اعتماد كبير جدا على الطائرات اعتقادا من الخبراء العسكريين بأن الطائرات عندما تقصف المدن العدوة، ستؤدي إلى قهقرة العدو والتشتت، كنتيجة لذلك، قام الطيران الملكي البريطاني بابتكار قاذفات قنابل إستراتيجية، بينما كان الجيش الألماني يسخر غالب سلاح الطائرات لديه لدعم الجيش على الأرض، غير أن القاذفات الألمانية كانت أصغر حجما من البريطانية، كما أن الألمان لم يحاولوا أن يطوروا قاذفتهم لتصبح بأربع محركات عكس خصمهم البريطاني عندما طور قاذفات B-17 وB-24.
التركيز الأكبر لدى الألمان في قصف المدن البريطانية كان ما بين خريف 1940 وربيع 1941، بعد ذلك وجهت ألمانيا سلاح الطائرات لديها في المعارك ضد الاتحاد السوفياتي، لاحقا بقيت ألمانيا تستخدم القصف ضد بريطانيا بواسطة طائرات في-1 وصورايخ في-2 البالستية.
بالرغم من ذلك، خف مقياس القصف الألماني وذلك بفضل الطيران الملكي البريطاني ومطوريه.
في حلول عام 1942 استطاع الخبراء في بريطانيا بأن يجعلوا 1000 قاذفة قنابل تقصف فوق مدينة ألمانية واحدة، وعندما أعلنت الولايات المتحدة الحرب عام 1942، بدأت بريطانيا وأمريكا بتبادل القصف بينهم ليكون قصفا بريطانيا في الليل يتبعه قصفا أمريكيا في النهار على المدن الألمانية، في 14 فبراير1945، سجلت أكبر الحرائق في التاريخ على مدينة دريسدن وذلك بتكوين عاصفة نار إثر القصف أدت إلى مقتل ما بين 25,000 -35,000 إنسان، غير أن القصف على مدينة هامبورغ24 - 29 يوليو عام 1943 والقصف على مدينة هيروشيمااليابانية6 أغسطس عام 1945وناغازاكي في 9 أغسطس عام 1945 بالقنابل الذرية أدت إلى مقتل أكبر عدد من البشر بضربة واحدة.
قامت إيطاليا بغزو ألبانيا في نيسان/أبريل عام 1939، وضمتها لها رسميا، بعدها قام نظام موسيليني بإعلان الحرب على بريطانيا وفرنسا في 11 يونيو عام 1940، وقام بغزو اليونان في 28 أكتوبر من نفس العام، بالرغم من ذلك، لم تكن القوات الإيطالية بنفس مستوى الجيش الألماني على صعيد النجاح الذي قام به الألمان في شمال أوروبا.
قام الطيران الإيطالي بحصار مالطا في 12 يونيو والذي وصف بأنه حصار غير ناجح. حتى استسلام فرنسا لم يساعد قوات المحور كثيرا في معارك البحر المتوسط، التي كانت توصف كمأساة للأسطول الحربي الإيطالي والأسطول الفرنسي الفيشي (المواليين للمحور)، حيث تأثر هذان الأسطولان بأضرار بالغة من الأسطول البريطاني والأسترالي، خاصة في معارك:
على صعيد آخر، كانت المملكة اليوغسلافية تعاني من مشكلة عدم وجود قيادة لها، وقد تم تنصيب الأمير بافل كارادوفيتش وصيا على العرش، والذي قام بعمل اتفاقية مع ألمانيا في 25 مارس1941، وقد تم ترجيح سبب الاتفاقية بأن هتلر قام بوعد اليوغسلافيين بأنه لو سمحوا له بأن يستخدم أراضي يوغوسلافيا للهجوم على اليونان، سيقوم بإعطائهم مناطق من شمال اليونان ويشمل ذلك «سالونيك»، بالرغم من ذلك، وبعد احتجاج الرأي العام اليوغسلافي وقيام المظاهرات ضد الاتفاقية، فقام الجنرال دوسان سيموفيتش بانقلاب عسكري ليتولى الحكم بدلا من الوصي على العرش ليخلص يوغوسلافيا من الفاشيين.
انتصار اليونان الوشيك على القوات الإيطالية دفع الألمان للتدخل في 6 أبريل عام 1941، قامت القوات الألمانية بالتعاون مع القوات الإيطالية، والمجريةوالبلغارية أيضا اشتركوا جميعهم في معركة مع الجيش اليوناني وبسرعة شديدة قاموا بعدها بغزو يوغوسلافيا، قامت قوات الحلفاء (بريطانيا، وأسترالياونيوزيلندا) بدفع الكثير من الجنود من مصر إلى اليونان، ولكن الحلفاء لم يحالفهم الحظ وكانت هناك مشكلة بالتنسيق بين الجيوش المشتركة، والتي خسرت المعارك وانسحبت إلى كريت. على صعيد الطرف الآخر، قامت قوات المحور بإحكام سيطرتها على العاصمة اليونانية أثينا وذلك في 27 أبريل عام 1941 وتم وضع أغلب أراضيها تحت الاحتلال.
بعدما تم احتلال اليونان، قامت ألمانيا بغزو جزيرة كريت وسميت بمعركة كريت وذلك في 20 مايو - 1 يونيو1941، بدلا من أن يكون الحصار بريا كما كان متوقع، قامت ألمانيا باستخدام الغارات والمظليين، والذين لم ينجحوا إطلاقا في تطبيق أهداف المعركة، الأمر الذي جعل ألمانيا لا تستخدم المظليين مرة أخرى خلال الحرب، بالرغم من ذلك، قامت القوات الألمانية بغزو كريت، مجبرة قوات الحلفاء بما فيها الملك جورج الثاني اليوناني والحكومة اليونانية بالهرب جميعهم إلى مصر في 1 يونيو عام 1941.
بعدما تم السيطرة على البلقان من جانب المحور، قامت أكبر عملية عسكرية في التاريخ الحديث، عندما قامت ألمانيا بغزو أراضي الاتحاد السوفيتي. صادفت ألمانيا الكثير من المشاكل، حيث أن الحملة على البلقان أدت إلى تعثر العمليات ضد السوفييت، والمقاومة الشرسة في يوغوسلافياواليونان جعلت ألمانيا ترسل أفضل كوادر الجيش إلى هناك، هذه الظروف، أدت إلى وجود أمل لدى السوفييت في صد العدوان عليهم.
في 22 يونيو عام 1941، قامت ألمانيا بغزو الاتحاد السوفياتي والتي سميت بعملية بارباروسا، هذا الغزو الذي سجل كأكبر غزو في التاريخ والذي كان بداية لأكبر دموية شهدها العالم، كانت الجبهة الشرقية من أوروبا الأكثر دموية في الحرب العالمية الثانية، وقد تم التوافق بين المؤرخين بأنها الأكثر كلفة من الناحية البشرية، والتي راح ضحيتها 30 مليون إنسان تقريبا والتي تعد أيضا أكبر التحام بري في الحرب العالمية الثانية، وقد كان هناك تجاهلا واضحا لحق الإنسان في الحياة من الطرفين.
زعيم الاتحاد السوفيتي، جوزيف ستالين، قد كان يعلم سابقا بوجود حملة عسكرية ضد بلاده وذلك من خلال شبكة المخابرات السوفيتية، ولكنه تجاهل هذه المعلومات وذلك لوجود تضارب في معلومات المخابرات، علاوة على ذلك، قبل ليالي من الهجوم على السوفييت، تم الإعلان عن مستند عسكري موقع من المارشال تومشينكو وقائد الجيش السوفياتي جورجي جوكوف، والذي احتوى على أوامر تحث الجيش بعدم الانجرار لأي استفزاز من قبل الجنود الألمان، وعدم القيام بأي شيء دون أوامر عسكرية، نتيجة لذلك، سقطت أعداد ضخمة من فيالق الجنود السوفيت في يد الألمان، والذي تم بمشاركة من الجيش الإيطالي، الهنغاري والجيش الروماني الذين دخلوا إلى الحملة العسكرية مع ألمانيا، بالنسبة لفنلندا فقد كانت في البداية قد أعلنت الحياد، رغم ذلك، وبوجود قوات الجيش الألمانية على أراضيها، أخيرا جاء قرار فنلندا بإرسال الجيش ليشترك مع ألمانيا ضد الاتحاد السوفياتي، والذي تم مهاجمته في 25 يونيو.
إن عملية بارباروسا عانت من البداية من بعض الأخطاء هي عدم كفاية الدعم اللوجستي خلال الهجمات، إن توغل الألمان إلى مسافات شاسعة داخل الأراضي السوفياتية أثر على وصول الإمدادات لهم، لذلك جُمِّدَت الهجمات الألمانية في الاتحاد السوفيتي قبل الوصول إلى موسكو في 5 ديسمبر عام 1941، لم يستطع الجيش الألماني التقدم بكل ما تحوي الكلمة من معنى، وذلك لعدم وجود أي إمدادات للهجمات أو لصد الهجمات المرتدة من السوفيات، إن الزمن المتوقع لعملية باربروسا كان يكفي لشل السوفييت في اعتقاد الخبراء العسكريين الألمان، وذلك قبل حلول الشتاء، عدم نجاح ذلك أدى إلى فشل فادح في خطط الألمان.
خلال التراجع السوفياتي، استخدم السوفييت إستراتيجية الأرض المحروقة، فقد كانوا يحرقون المحاصيل والمرافق العامة والخدماتية خلال تراجعهم أمام ألمانيا، كل ذلك ساهم في المشكلة الألمانية اللوجستية التي عانت منها ألمانيا خلال الغزو، الأهم من ذلك، استطاع السوفييت أن ينقلوا مناطقهم الصناعية بعيدا عن وطيس الحرب إلى الشرق.
أدى طول الفترة الزمنية للحملة الألمانية على الاتحاد السوفيتي بأضرار بالغة على الجيش الألماني، حيث أصيب مئات الآلاف من الجنود الألمان بمرض الحمى ونزلات البرد نتيجة البرد القارص لفصل الشتاء في الاتحاد السوفيتي، وزاد ذلك الضرر من خلال الهجمات المرتدة للوحدات السوفيتية.
مع كل تلك الأضرار التي جابهت الألمان خلال الحملة، استطاع الألمان أن يسيطروا على مساحات شاسعة من شرق الاتحاد، أدى ذلك إلى خسائر فادحة للجيش السوفيتي.
بعد بداية الغزو بنحو ثلاث شهور، قامت الجيوش الألمانية بضرب حصار شديد على مدينة لينينغراد (والمعروف بحصار لينينغراد)، ساعدتها من الشمال القوات الفنلندية، ومن الجنوب القوات الألمانية، قامت القوات الفنلندية بوقف هجومها عند نهر سيفر وامتنعت عن مهاجمة المدينة، بينما أصدر هتلر أوامره بأن تمسح مدينة لينجراد عن وجه الأرض، فقام بقطع إمدادات المؤن الغذائية والمعدات الطبية للمدينة حتى حصلت مجاعة في البلاد، وفي أثناء ذلك ركز القصف الجوي والمدفعي على المدينة، أدى حصار لينينغراد لموت نحو مليون مدني تحت وطئته؛ 800 ألف منهم ماتوا بسبب المجاعة والحصار الذي استمر نحو 506 أيام، جدير بالذكر أن المنفذ الوحيد الموجودة للمدينة كان بحيرة دولجا والتي تقع بين معسكرات الجنود الألمان والفنلنديين.
بعد الشتاء الممتد بين 1941 - 1942، أعد الجيش الألماني لعملية هجومية، كانت من أكبر المشاكل التي عانى منها الجيش الألماني هي قلة المحروقات (البنزين)، لذلك قررت القيادة الألمانية التوقف عن الوصول إلى موسكو.
وفي صيف 1942، تغير اتجاه الحرب لتصبح في الجنوب، وذلك للوصول إلى حقول البترول في القوقاز، كما قام هتلر بتقسيم جيشه إلى مجموعتين في الجنوب، مجموعة للهجوم على القوقاز والمجموعة الثانية للهجوم على ستالينغراد (والتي تسمى الآن بفولجوجراد).
رغم تردد هتلر، والمعارضة بين ضباطه، ومع زيادة الدعم لخطوط المعركة في شوارع ستالينغراد، استطاع الألمان أن يحتلوا 90% من مساحة المدينة، لكن استنفذت قوى الجيش الألماني وذلك لانجراره لحرب شوارع مع بقايا الجيش السوفيتي في صراع مباشر ومرير، ومع تركه القوات الرومانية والهنغارية لحراسة الأماكن المسيطر عليها، استطاع السوفيات التغلب بسهولة على ما تبقى من جيوش المحور خلال عملية سميت أورانس، الجنود الألمان الذين تبقوا في المدينة حوصروا وتم قطع جميع الإمدادات العسكرية عنهم، رغم ذلك ورغم حصول مجاعة بينهم؛ أمرهم هتلر بالقتال حتى آخر جندي يتبقى لديهم، قاتل هؤلاء الجنود وأظهروا صمودا وثباتا لا يوصف وشجاعة رغم كل الظروف الصعبة التي مروا بها.
بسبب النقص في الغذاء والعتاد العسكري والوقود، بدأت وتيرة الحرب لدى الألمان تقل، أدى ذلك إلى استسلام جزئي من القوات الألمانية المحاربة في 2 شباط/فبراير عام 1943. وفي محاولة يائسة من هتلر لمنع الاستسلام، قام بترقية القائد فريدرش باولوس قائد الجيش السادس إلى مارشال، لأنه لم يستسلم.
لم يحمل أي ضابط هذه الرتبة من قبل أبدا.
أدت المعارك في ستالينغراد إلى خسائر فادحة بين الطرفين، والتي صورت بأكبر معركة دموية في التاريخ، قتل ما يقارب عن مليون ونصف إنسان، 100,000 منهم من المدنيين العزل.
بعد معركة ستالينغراد، المبادرة سقطت من أيدي الألمان ولكنها لم تصل السوفييت بعد، في محاولة يائسة، قامت الجيوش الألمانية بشن هجمة مرتدة في ربيع عام 1943، أوقفت تقدم السوفييت مؤقتا، والتي أدت إلى أكبر معركة مدرعات ثقيلة في التاريخ في كورسك.
كانت كورسك هي آخر هجمة من الجيش الألماني في الجبهة الشرقية، لكن السوفيتيين كان لديهم جواسيس عدة وكانوا على علم بما يخطط له من الجانب الألماني، فقاموا بإنشاء درع دفاعي للمدينة، واستطاعوا إيقاف الهجمة الألمانية من بعد 17 ميل.
بعد معركة كورسك، لم يتوقف الجيش الأحمر عن الهجوم والغزو حتى وصوله إلى برلين والسيطرة عليها وذلك في أيار/مايو 1945.
إن الاتحاد السوفيتي قد تحمل العبء الأكبر في الحرب العالمية الثانية، والتي لم تكن الجبهة الغربية قد بدأت حتى يوم إنزال نورماندي، كما أن أعداد القتلى من المدنين السوفييت كانت أكثر من كل الدول التي مرت بها الحرب، تقريبا قتل نحو 27 مليون سوفيتي، منهم 20 مليون مدني قتلوا فقط في الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي، تم إحراق الكثير من المدنين أو تم إعدامهم بدم بارد خلال احتلال الألمان للمدن، وذلك لاعتبارهم نصف آدميين في أيدلوجية الحزب النازي.
قتل نحو 7 ملايين جندي من الجيش الأحمر في المواجهات مع الألمان وحلفائهم في الجبهة الشرقية، أما من جانب المحور فقد قتل لهم 6 ملايين جندي وذلك خلال المعارك أو تأثر بالإصابة أو مرض أو المجاعة. بعض مئات الآلاف وصفوا كأسرى حرب وتم إعدامهم في المعسكرات والسجون السوفيتية.
قامت أمريكا بإنشاء برنامج ليند-ليس المدعوم من جهة بريطانيا أيضا، والذي استفادت منه القوات السوفيتية، فقد تم توصيل الكثير من المعدات العسكرية إلى الموانئ السوفيتية بمخاطرة كبيرة.
جرت معركة العلمين الثانية في أكتوبر 1942 بين ألمانيا بقيادة رومل «ثعلب الصحراء» وبريطانيا بقيادة برنارد مونتغمري إذ تمكن الجيش البريطاني الثامن بمساعدة الفرقة التاسعة من الجيش الأسترالي من وقف زحف رومل.
معركة العلمين هي من أهم معارك التحول في الحرب العالمية الثانية. وكانت من أهم معارك الدبابات على مدار التاريخ وبعد انتصار القوات الألمانية في معارك الصحراء، وكانت المشكلة عند الألمان هو النقص الكبير في الوقود بسب إغراق البريطانيين لحاملة النفط الإيطالية مما شل حركة تقدم الدبابات وبالتالي استطاعت القوات البريطانية طردهم إلى ليبيا، ومن كل أفريقيا وصولا إلى مالطة. شهدت هذه المعركة بداية الخسائر التي ألحقت بالألمان.
وفي 2 نوفمبر1942م بدأ البريطانيون زحفا مضادا أثمر عن هزيمة الجيش الألماني وسقوط أسطورة رومل.
إن نجاح الحلفاء في حملات شمال أفريقيا جعلهم يسيطرون على جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط ليستخدموه كلوح قفز لقوات الحلفاء إلى إيطاليا، مركز قوات الحلفاء في شمال أفريقيا قرر شن هجمات ما سماها تشرتشل «نقطة ضعف» أوروبا.
أول ما قام به الحلفاء في ذلك الوقت هو غزو صقلية، والتي سميت بعملية هيوسكي في 10 يوليو عام 1943، والذي أثار استياء الشديد من قيادة موسوليني، فقد تم خلعه في 25 يوليو عام 1943 من خلال المجلس الفاشي وتم وضعه تحت الإقامة الإجبارية في منتجع في إحدى الجبال المنعزلة.
تم استبدال بينيتو موسوليني، بالجنرال بييترو بادوليو، والذي قام بمفاوضات استسلام مع الحلفاء في سبتمبر 8 عام 1943، لكن الألمان تحركوا بسرعة لإنقاذ الموقف، وتم نزع تشكيلة السلاح الإيطالي وتغير شكله لتبدأ مرحلة الدفاع عن إيطاليا.
قامت قوات الحلفاء بغزو الأراضي الإيطالية في سبتمبر 3 عام 1943، دخولا من صقلية، كما قاموا بالإنزال في مناطق ساليرونو وتارنتو في سبتمر 9، أدى ذلك بإيطاليا ـ والتي كانت مستاءة مسبقا من موسوليني، بالاشتراك مع حلفاء الغرب.
قامت فرقة كوماندوز ألمانية بعملية أواك والتي تم بها إنقاذ موسوليني، وتم تنصيبه من قبل النازيين كوزير للعلاقات الخارجية في شمال إيطاليا والتي سميت بجمهورية إيطالية.
قام الألمان بإنشاء دفاعات داخل الجبال وقد سمي الخط الدفاعي الرئيسي بخط الشتاء، والذي قابله الحلفاء في شتاء 1943 ولم يستطيعوا اختراقه، فتم الإنزال في منطقة انزيو فقامت القوات أخيرا باختراق خط الدفاع الحديدي، بالرغم من ذلك، استطاع الألمان أن يوقفوا قوات الحلفاء، وذلك عن خط جوستاف (الدرع الرئيسي في خط الشتاء للدفاع) الذي بقي صامدا، أخيرا تم اختراق الخطوط الدفاعية الألمانية في مايو 1944، في خلال المحاولة الرابعة في مدة أربعة شهور، الأمر الذي فتح الطريق إلى روما، وعرفت هذه الاشتباكات الدامية باسم معركة مونتي كاسينو، قاد الحلفاء فيها هارولد ألكسندر وقاد الألمان فيها ألبرت كسلرنغ.
استطاع الحلفاء أخيرا الدخول إلى روما في 4 يونيو عام 1944، قبل يومين فقط من الإنزال في نورماندي، قام الألمان بتراجع عسكري في خط الجوسيك شمال فلورنزا، من سبتمبر 10 عام 1944 حتى آخر العام، قامت قوات الحلفاء بمهاجمة الخط في أكبر المعارك شراسة خلال الحرب، واستطاعوا اختراق خط الجوسك ولكن لم يستطيعوا التوغل داخل مزارع اللومباردي، استكمل الهجوم من قبل قوات الحلفاء وبعض القوات الإيطالية في حملة ربيع عام 1945 في إيطاليا حتى استسلمت ألمانيا في إيطاليا في أبريل 29 عام 1945، قبل يومين من اعتقال موسوليني وقبل يوم من انتحار هتلر.
سقوط روما السريع، أدى إلى غزو فرنسا الذي طال انتظاره، عملية نورماندي المشهورة، التي تم بها إنزال جنود الحلفاء في يونيو 6 عام 1944، والتي استمرت أكثر من شهرين، اشترك في العملية: أمريكا، بريطانيا، أستراليا والقوات الكندية أيضا، تم الهجوم بوتيرة بطيئة حيث كانت الحصون الألمانية قوية جدا، ليتم أخيرا الغزو من خلال القوات الأمريكية والتي تسابقت ألويته في التوغل بأنحاء فرنسا مجبرة القوات الألمانية في نورماندي على الوقوع في فخ الحصار.
القصف الشديد للمرافق والمدن الألمانية أدى إلى التشتت والتقهقر من جانب الألمان، داخليا، نجا هتلر من الاغتيال أكثر من مرة، أخطرها كانت في يوليو 20 من خلال مؤامرة، والتي أعدت من كلوس شتافونبرج واشترك مع ايروين روميل والفرد ديلب، المؤامرة خططت على أساس وضع قنبلة موقوتة في مكان معين لقتل هتلر، ولكن الكثير من العوامل أدت إلى فشل المؤمراة، والتي أصيب بها هتلر بجروح طفيفة.
عملية أوفرلورد خططت على أساس غزو فرنسا من الجنوب في أغسطس 15 عام 1944، والتي سميت بكود التنين، بحلول سبتمبر 1944، كانت 3 فيالق من جيوش الحلفاء في مواجهة مباشرة مع خصمهم ألمانيا في الغرب، كان هناك اعتقادا بأن الحرب ستنتهي بحلول الكريسماس عام 1944.
في محاولة لتغيير مجرى الأمور، قامت عملية ماركت جاردن، والتي استطاع بها الحلفاء السيطرة على الجسور من خلال قصف جوي، وذلك لفتح الطريق لتحرير شمال هولندا، لكن مع وجود عدد كثيف من القوات الألمانية هناك، تم تدمير وحدة السرب الأول من الطيران البريطاني بكامله.
تغير حالة الجو في عام 1944 أدى إلى مشاكل كبيرة لدى قوات الحلفاء خلال المعارك في الجبهة الغربية، استمر الأمريكان في شن الهجمات على الدرع الدفاعي في مَعْرَكة غَابَة هورَتِغن (من سبتمر 13 عام 1944، حتى فبراير 10 عام 1945) مع ذلك صمد الألمان في دفاعهم، وأدى ذلك إلى صعوبة تقدم قوات الحلفاء.
ذلك الوضع قد تغير عندما قامت ألمانيا بشن هجمة مرتدة، في ديسمبر 16 عام 1944 تحت قيادة غيرد فون رونتشتيت، هجمة الأردين، والتي سميت أيضا بمعركة بولج، أو معركة الثغرة والتي استسلم بها بعض الوحدات الأمريكية في البداية، مع ذلك استطاع الحلفاء أن يغيروا مجرى المعركة والتي أوضحت بأنها آخر هجمة ألمانية في الحرب، انتهت المعركة رسميا في 27 يناير عام 1945،
آخر تحدي للحلفاء كان عند نهر الراين، والذي تم تجاوزه في مارس عام 1945، وتم فتح الطريق إلى قلب ألمانيا، كانت آخر القوات الألمانية قد حوصرت في روهر.
في 27 أبريل عام 1945، اقترب الحلفاء كثيرا من ميلان، وتم القبض على موسوليني من قبل المحاربين الإيطاليين، والذي كان يحاول الهرب من إيطاليا إلى سويسرا ثم السفر إلى ألمانيا مع الوحدة المضادة للجو الألمانية، في 28 أبريل تم اعتقال موسوليني وبعض الفاشيين الآخرين معه وتم أخذه إلى دنجو ليتم إعدامه هناك، ثم أخذت جثثهم وتم تعليقها أمام محطة للوقود.
هتلر، الذي عرف بموت موسوليني، اقتنع أخيرا أن هذه هي نهاية الحرب، مع ذلك بقي في برلين، بالرغم من حصار القوات السوفياتية للمدينة، بالنهاية قام أدولف هتلر مع زوجته ايفا براون بالانتحار داخل ملجئه، موليا الأدميرال كارل دونتز من خلال وصيته، كمستشار لألمانيا، ولكن ألمانيا بقيت تحت حكم دونتز لسبعة أيام فقط حتى قام بإعلان استسلام غير مشروط في 8 مايو عام 1945.
المسرح الآسيوي
قامت القوات اليابانية بغزو الصين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية مما حدا بالولايات المتحدة وحلفائها إلى فرض مقاطعة اقتصادية على اليابان، وعلى إثره، قررت اليابان ضرب ميناء «بيرل هاربر» في 7 ديسمبر 1941، بلا سابق إنذار وبدون إعلان للحرب على الولايات المتحدة. تسبب الهجوم على ميناء بيرل هاربر بأضرار جسيمة للأسطول الأمريكي، إلا أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تصب بأذى لكون الحاملات في عرض المحيط الهادي لأداء مهمات لها. كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب آسيا تزامنا مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد، ماليزيا، وإندونيسيا، والفلبين بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الإندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حادثة سقوط سنغافورا في أيدي القوات اليابانية بأنه «من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق».
دأبت الولايات المتحدة وبعض من دول التحالف ومن ضمنها أستراليا، على استرجاع الأراضي التي استولت عليها اليابان في منتصف العام 1942. ثم قامت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال «دوجلاس مكارثر» بالهجوم ومحاولة استرجاع «غينيا الجديدة»، وجزر سليمان، وبريطانيا الجديدة، وإيرلندا الجديدة والفلبين. وتنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولايات المتحدة على السفن التجارية اليابانية وحرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدت حدة الضغوط باحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان.
استيلاء الحلفاء على جزيرتي «إيوجيما» و«أوكيناوا» اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقة. وإعلان الاتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومن ثمة مهاجمة «منشوريا»، وتعتبر معركة أوكيناوا التي انتهت في 21 يونيو 1945 هي آخر المعارك الكبيرة في الحرب العالمية الثانية.
تجاوز عدد ضحايا الحرب في العالم من العسكريين والمدنيين 62 مليون نسمة أي ما يعادل 2% من سكان العالم وكان نصفهم من المدنيين. يضاف إلى هذا العدد عشرات الملايين من الجرحى والمشوهين، وقد شهدت هذه الفترة تعديات خطيرة على حقوق الإنسان فقتل الملايين من الأبرياء نتيجة للغارات الجوية، وتم قتل الكثير في معسكرات الإبادة والتعذيب زيادة على اعتقال الأطفال والنساء وارتكبت المجازر في حق العديد من الشعوب واستعملت ضدها الأسلحة الكيماوية والذرية. وقد كان كل من الاتحاد السوفييتي وبولندا وألمانيا من أكثر البلدان الأوروبية تضررا من ويلات تلك الحرب.
لقد أنتج انشغال الآباء بالحرب انحلالا كبيرا في الحياة العائلية فانخفضت نسبة الولادات مقابل ارتفاع ملحوظ في نسبة الوفيات كما برزت المشكلات الاجتماعية المترتبة على كثرة عدد المشوهين والأرامل واليتامى والمحرومين من العمل بسبب تفشي البطالة وتزايد عدد الإناث بالقياس إلى الذكور كما كثر عدد المشردين وتضخمت المشاكل النفسية واحتد التساؤل حول مبررات اللجوء إلى العنف وتقتيل الأبرياء من الناحية الأخلاقية اعتبارا لطابع الإفناء الذي رافق المواجهات العسكرية وما خلفته من مآس شملت المدنيين أساسا الأمر الذي أدى إلى ازدياد الشك والنفور من كل تقدم علمي والخوف مما يخبئه المستقبل.
كانت نفقات الحرب باهظة جدا وهو ما اضطر العديد من الدول الأوروبية المشاركة فيها إلى الاقتراض وتكديس الديون كما كانت الخسائر المادية كبيرة فقد أصاب الدمار المساكن والمصانع ووسائل النقل والمزارع وانقلبت دول أوروبا من دول مصدرة إلى دول مستوردة لذلك فقدت الدول القوية مكانتها لصالح الولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد أن تمكنت هذه الأخيرة من تجاوز الصعوبات الاقتصادية لأزمة الثلاثينات وتضاعف إنتاجها الصناعي وتجمع عندها ما يعادل 80% من الرصيد العالمي للذهب وأصبح الدولار عملة تبادل عالمية.
ترتبت على الحرب العالمية الثانية اختراعات علمية وتقنية هامة غير أن توظيف تلك الاختراعات الجديدة تم بطرق متباينة منها ما هو سلبي مثل القنبلة الذرية ومنها ما هو إيجابي كتطوير وسائل النقل والمواصلات (الطائرة وجهاز الراديو والرادار) واختراع ما يخدم الإنسان كالعقاقير الطبية واللقاحات والمضادات الحيوية ومن أهمها البنسيلين.
النتائج السياسية
أسفرت الحرب العالمية الثانية عن هزيمة الدكتاتوريات في إيطاليا وألمانيا [112] واليابان وتراجعت مكانة القارة الأوروبية فلم تعد فرنسا وبريطانيا تهيمنان على العالم بل برز قطبان جديدان هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي كما تغيرت أنظمة الحكم بأوروبا الوسطى والشرقية حيث نشأت الديمقراطيات الشعبية وتطورت المستعمرات خارج أوروبا واتضحت المطالب المشروعة لحركات التحرر من الاستعمار وانقسم العالم إلى كتلتين متنافستين الكتلة الغربية برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفييتي ثم ظهرت على إثر حصول العديد من المستعمرات على استقلالها الدول النامية التي شكلت ما سمي بالعالم الثالث وقد كان للدول العربية الإسلامية دور فعال ضمن هذه المجموعة.
كان من نتائج الحرب العالمية الثانية عودة جميع بلدان أوروبا إلى حدودها القديمة باستثناء بولندا التي توسعت على حساب ألمانيا وانقسمت أوروبا إلى منطقتي نفوذ سوفييتية في الشرق وأمريكية في الغرب كما قسمت ألمانيا إلى دولتين واحدة في الشرق وعاصمتها برلين والثانية في الغرب وعاصمتها بون.
تأسست الأمم المتحدة على إثر انعقاد مؤتمر سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية في يونيو 1945 وقد حضر هذا المؤتمر نواب عن خمسون دولة محبة للسلام.
تمثلت أهداف منظمة الأمم المتحدة في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، تطوير التعاون الدولي، ضمان حق الشعوب في تقرير مصيرها، وحماية حقوق الإنسان.
اتفق واضعو ميثاق منظمة الأمم المتحدة على اتخاذ مدينة نيويورك مقرا رئيسيا لها وتتألف أجهزة هذه المنظمة من الهيئات التالية:
مجلس الأمن: تكون هذا المجلس في الأصل من 11 عضو (15 حاليا) من بينهم خمس أعضاء دائمين (الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد السوفييتي، بريطانيا، فرنسا، والصين) وتتمتع هذه الدول بحق النقض أو الفيتو وينتخب باقي الأعضاء لمدة سنتين ويعد مجلس الأمن صاحب السلطة الفعلية في المنظمة إذ تخول له قوانينها صلاحية استعمال القوة المسلحة للحفاظ على السلم.
المجلس الاقتصادي والاجتماعي: ينسق جهود الدول الأعضاء في المجلات الاجتماعية والاقتصادية.
محكمة العدل الدولية: مقرها لاهاي بهولندا ومهمتها حل النزاعات التي تنشب بين الدول.
النتائج البشرية والمادية
دمرت مدنا بكاملها وأحدثت خسائر بشرية كبرى، فقد استعملت في الحرب مدافع ثقيلة وقنابل بكثافة حيث بلغ ضحايا الحرب (قتلى، جرحى، مشردين) أكثر من 80 مليون نسمة وأدت بالتالي إلى نقص كبير في اليد العاملة وتدني الولادات وتغيير هرم الأعمار للدول.
أما الآثار الاقتصادية فتتمثل في تراجع القوة الاقتصادية لأوروبا المدمرة لصالح الولايات المتحدة فكثرت مديونيتها، وانخفضت قيمة عملاتها وارتفعت أسعار السلع فيها وذلك نتيجة تحطم البنية الإنتاجية من طرق مواصلات وأراض زراعية.
عالم من الخراب
في نهاية الحرب، كان هناك ملايين اللاجئين المشردين، انهار الاقتصاد الأوروبي ودمر 70% من البنية التحتية الصناعية فيها.
على عكس ما حدث في الحرب العالمية الأولى، فإن المنتصرين في المعسكر الغربي لم يطالبوا بتعويضات من الأمم المهزومة. ولكن على العكس، فإن خطة التي أنشأها وزير الخارجية الأمريكي جورج مارشال، سميت «برنامج التعافي الأوروبي» والمشهور بمشروع مارشال، وطلب من الكونغرس الأمريكي أن يوظف مليار دولار لإعادة إعمار أوروبا، وذلك كجزء من الجهود لإعادة بناء الرأسمالية العالمية ولإطلاق عملية البناء لفترة ما بعد الحرب، وطبق نظام بريتون وودز الاقتصادي بعد الحرب.
الأمر الذي أدى إلى سيطرة جديدة على العالم من جهة الدول المنتصرة على الشعوب الأخرى المنهزمة منها والضعيفة.
وكان الهدف من الإصلاحات الأمريكية بأوروبا هو كسب دعم الدول الأوربية للقطب الغربي ومساهمتها في منع انتشار الشيوعية بأوربا، خصوصا بعد ظهور مظاهر الحرب الباردة بزعامة الاتحاد السوفياتي -القطب الشرقي- والولايات المتحدة الأمريكية-القطب الغربي-ابتداء من سنة 1946، إضافة إلى أن الإصلاحات كانت تهدف إلى إصلاح العلاقة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول المنهزمة في الحرب العالمية الثانية عكس الاتحاد السوفياتي الذي كان يطمح في فكرة الانتقام من دول المحور التي كبدت الاتحاد السوفياتي خسائر بشرية واقتصادية فادحة كما أن هذه الإصلاحات تعتبر من العوامل الأساسية للقرن 20 التي حافظت على النظام الرأسمالي بأوروبا الغربية واعتبرت من العراقيل التي حالت دون انتشار الشيوعية بأوروبا الغربية ومستعمراتها بأفريقية
أدت الحرب أيضا إلى زيادة قوة الحركات الانفصالية بين القوى الأوروبية، والمستعمرات في أفريقيا، آسياوأمريكا، وحصل معظمها على الاستقلال خلال العشرين عاما التي تلت.
التطور في التقنيات العسكرية
تم استخدام الطائرات للاستطلاع، وكمقاتلةوكقاذفة قنابلوكطائرات مساندة أرضية قريبة، وكلها لعبت أدواراً بالغة الأهمية بالإضافة إلى الاختراعات التي شملت النقل الجوي (وهي القدرة على نقل أجسام أو أشخاص بسرعة فائقة إلى الوجهات المطلوبة بأوزان معقولة)[113] وكذلك القصف الاستراتيجي (وهو قصف المباني والمنشئات الصناعية والمدن الرئيسة للعدو للتأثير على المجهود الحربي له)[114] وكذلك اختراع الدفاع الجوي.
أيضاً تقدم المجال كثيراً فيما يتعلق باستخدام الرواصد وفي المدفعية أرض جو مثل المدفع الألماني سم فلاك 88مم، وكذلك استخدام الطائرات النفاثة بشكل فريد حيث أصبحت لاحقاً من أساسيات أي سلاح جو في العالم.[115]
التطور حصل في كل مجالات الحرب البحرية تقريباً خصوصاً مع ظهور حاملات الطائرات والغواصات، وفي مجال الحرب الجوية فقد نالت نصيبها من التطور خصوصاً مع بداية الحرب بسبب أحداث بيرل هاربرومعركة تارنتوومعركة بحر كورال حيث تم تدشين حاملات الطائرات لتصبح السفينة الرئيسة المهيمنة على أرض المعركة والمسيطرة على مجريات العمليات العسكرية الجوية والبحرية في محيط الأسطول الذي يتبعها.[116][117][118]
في المحيط الأطلسي أثبتت حاملة الطائرات سكورت أنها عنصر حيوي وهام في قوافل الحلفاء بتوفيرها حماية إضافية فعالة لتلك القوافل مع إغلاقها ثغرة منتصف الأطلسي [119]، الحاملات تعتبر اقتصادية أكثر من السفن الحربية التقليدية وذلك بسبب قلة تكلفة الطائرات [120] لأنها لا تحتاج إلى تدريع ثقيل كما هو الحال مع السفن القتالية عندما أثبت التدريع أنه ذو جدوى عالية خلال الحرب العالمية الأولى.[121]
ركز البريطانيون أكثر على تطوير الأسلحة المضادة للغواصات وعلى تطوير تكتيكات الهجوم عليها مثل: تطوير السونار وتعميق تكتيك القوافل، بينما ركزت ألمانيا على تطوير قدراتها الهجومية عبر تصاميم مثل: غواصة Type VII وعبر تطوير تكتيك حربي يمسى الزمرة الذئبية.[122]
التطويرات التدريجية على الأسلحة المضادة للغواصات مثل: ليج لايت وهيدجيهوق وسكواد وتوربيدوس أثبتت انتصارات في الحرب العالمية الثانية.
الحرب البرية تغيرت من مفهوم الخط الثابت في الحرب العالمية الأولى إلى مفهوم الحركة الفعالة وكذلك مفهوم اشتراك الأسلحة المختلفة (وهو مفهوم بدأه الألمان حيث يكون هناك توافق بين الأسلحة المختلفة الثقيلة والخفيفة يهدف إلى الحركة السريعة للقوة المسلحة).
الدبابات التي استخدمت في الغالب لدعم المشاة في الحرب العالمية الأولى تطورت ليصبح استخدامها كسلاح أساس في الحرب العالمية الثانية. في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين تصميم الدبابات أصبح متطوراً إلى درجة كبيرة عن التصميم المعتاد في الحرب العالمية الأولى واستمر التطوير خلال فترة الحرب [123] بزيادة قوة النيران وزيادة التدريع وزيادة السرعة.
في بداية الحرب كان أغلب القادة العسكريين يعتقدون أن دبابات العدو يجب أن تواجه بدبابات ذات مواصفات أعلى، هذه الفكرة تم تحديها مسبقاً عن طريق الدبابات ذات الأداء المنخفض والمزودة بدفع خفيف ضد الدروع، وكانت عقيدة الألمان في تلك الفترة هي تجنب أي مواجه مباشرة بين دباباتهم ودبابات العدو بالإضافة إلى مفهوم الجمع بين الأسلحة كانا هما عنصرا نجاح الاجتياح الألماني الناجح لبولنداوفرنسا حيث كانت هناك وسائل عديدة لتدمير الدبابات مثل: المدفعية الغير مباشرة كالأسلحة المضادة للدبابات (سواءً المنقولة أو ذات الحركة الذاتية)، الألغام وأسلحة المشاة ذات المدى القصير المضادة للدبابات، وفي بعض الأحيان استخدام الدبابات أنفسها.
على الرغم من المعدات الكثيرة والاستخدام ذو النطاق الواسع لها، بقي جندي المشاة هو المرجع الرئيس لجميع القوات وخلال الحرب أغلبهم كان مزوداً بتجهيزات شبيهة بتلك في الحرب العالمية الأولى.[124]
الرشاشات ذات الاعتمادية العالية انتشرت على نطاق واسع عند أغلب القوى المتصارعة مثل: الرشاش الألماني أم جي 34 ومجموعة عريضة من الأسلحة الرشاشة الخفيفة التي استخدمت في المواجهات القريبة في المناطق الحضرية وفي مناطق الغابات والأدغال.[125]
استعمال البندقية الهجومية حيث أن تطور الحرب دمج العديد من الخصائص للبندقية من جهة وللأسلحة الرشاشة من جهة أخرى وبالتالي أفرزت البندقية الهجومية ثم أصبحت القوة النيرانية الأساسية للمشاة في أغلب القوى المشتركة في الحرب.[126][127]
أبرز القوى المتحاربة كانت تعمل على مجالات أخرى حيث كانت تحاول اختراق الحماية وحل المشاكل والتعقيدات الناتجة عن استعمال أجهزة التشفير في علم التعمية، حيث تم استخدام أجهزة شيفرات سرية وأحد أشهر ما عرف بهذا المجال هو آلة إنجما الألمانية.[128]
التطوير في مجال استخبارات الإشارة وعلم التعمية أتاحت المجال لفك شفرات العدو، ومثال واضح له هو قدرة الحلفاء على فك شفرات البحرية اليابانية [129]وآلة الترا البريطانية حيث كانت آلة رائدة لفك شيفرات الآلة الألمانية إنجما عن طريق الانتفاع من معلومات مكتب الشفرات البولندي حيث كانوا يفكون شفرات النسخ الأولى من آلة إنجما قبل الحرب.[130]
جانب آخر من الاستخبارات العسكرية هو استعمال الخداع حيث استفاد الحلفاء منه بدرجة كبيرة مثل: عملية اللحم المفروم وعملية الحارس الشخصي.[131][132]
كنتيجة للحرب تم تطوير أحد أكثر الاكتشافات العلمية والتقنية والهندسية مدعاة للفخر الإنساني وهو أول الحواسيب الآلية القابلة للبرمجة (زد 3، كولوسوس وإيناك).
يرى العديدون أن نهاية الحرب العالمية الثانية كانت نهاية بريطانيا كقوة عظمى في العالم، وبداية لتحول الولايات الأمريكية المتحدةوالاتحاد السوفييتي لأكبر قوتين في العالم. كانت الاختلافات تتنامى بين هاتين القوتين قبل نهاية الحرب، وبانهيار ألمانيا النازية تدنت العلاقات بينهما إلى الحضيض.
في المناطق التي احتلتها قوات الحلفاء الغربية، تم إنشاء حكومات ديمقراطية؛ وفي المناطق المحتلة من قبل القوات السوفييتية، من ضمنها أراضي حلفاء سابقين كبولندا، أنشئت حكومات شيوعية وصفت بأنها شكلية، واعتبر البعض وخاصة في تلك الدول الشرقية بأن ذلك خيانة من قبل قوات الحلفاء لهم. وكان الكثيرون في الغرب قد انتقدوا ذلك معتبرين بأن معاملة روزفلتوتشرتشللستالين وكأنه حليف ديمقراطي ولاموهم لتعاملهم مع ستالين في إيطاليا بذات الشكل من المهادنة الذي عومل به هتلر قبل الحرب، وبالتالي عدم تعلمهم من الخطأ السابق وتسليمهم شرق أوروبا للشيوعيين.(تشرتشل ذاته قال بعد بدء الحرب الباردة ما معناه «قتلنا الخنزير الخطأ»).
قسمت ألمانيا إلى أربع مناطق محتلة، جمعت الأمريكية والبريطانية والفرنسية لتشكل ما عرف بألمانيا الغربية، وعرفت المنطقة السوفييتية بألمانيا الشرقية. فُصِلَت النمسا عن ألمانيا وقسمت هي الأخرى لأربعة مناطق محتلة، والتي عادت لتتحد لاحقا مكونة الدولة النمساوية الحالية. وكوريا أيضا تم تقسيمها على خط عرض 38 شمال.
كانت التقسيمات غير رسمية؛ ولكنها كانت توضح مناطق التأثير، وساءت العلاقات بين المنتصرين بشكل مستمر لتصبح خطوط التقسيم أمرا واقعا وتمثل الحدود الدولية. وبدأت الحرب الباردة، وبسرعة أصبح العالم منقسما إلى حلفين، حلف الناتووحلف وارسو مع بقاء بعض دول المعروفة بدول عدم الانحياز أشهرها مصروالهند.
وبرغم الظروف العسكرية الضاغطة انتهز العرب فرصة هزيمة الحلفاء في بداية الحرب ليجهروا بمطالبهم الاستقلالية فلجأ الحلفاء في أكثر من منطقة إلى إغداق الوعود إليهم من أجل امتصاص النقمة الداخلية التي لاقت دعما كبيرا من الألمان الذين دخلوا بدورهم بعض المناطق العربية وأحدثوا فيها تغييرات سياسية وعسكرية لمصلحتهم وخصوصا في العراقوشمال أفريقيا.
ومع ظهور انتصار الحلفاء في المرحلة الثانية من الحرب راحت وعودهم للعرب بالاستقلال تتلاشى وازدادت ممارستهم القمعية وتشددوا في حكمهم للمناطق العربية المستعمرة مما كان له أبعد الأثر في ردود فعل العرب المناهضة لهم.
حدثت في العالم بعد الحرب العالمية الثانية تغيرات سياسية كبرى تمثلت في أفول النجم الأوروبي وبروز الجبارين الولايات المتحدة الأمريكيةوالاتحاد السوفييتي الذين سيطرا على المقدرات السياسية للعالم وقامت هيئة دولية جديدة على أسس واضحة ترعى السلام وحقوق الإنسان وتدعم تحرر البلدان الخاضعة للاستعمار.
^Herman Van Rompuy, President of the European Council؛ José Manuel Durão Barroso, President of the European Commission (10 ديسمبر 2012). "From War to Peace: A European Tale". Nobel Lecture by the European Union. مؤرشف من الأصل في 2018-08-14. اطلع عليه بتاريخ 2014-01-04.
^Weinberg, Gerhard L. (2005) A World at Arms: A Global History of World War II (2nd ed.). Cambridge University Press. pp. 6.
^Wells, Anne Sharp (2014) Historical Dictionary of World War II: The War against Germany and Italy. Rowman & Littlefield Publishing. pp. 7.
^Ghuhl, Wernar (2007) Imperial Japan's World War Two Transaction Publishers pg 7, pg. 30
^Polmar, Norman; Thomas B. Allen (1991) World War II: America at war, 1941-1945 ISBN 978-0-394-58530-7
^Ben-Horin 1943، صفحة 169; Taylor 1979، صفحة 124; Yisreelit, Hevrah Mizrahit (1965). Asian and African Studies, p. 191.
For 1941 see Taylor 1961، صفحة vii; Kellogg, William O (2003). American History the Easy Way. Barron's Educational Series. p. 236 ISBN 0-7641-1973-7.
وهنالك أيضًا وجهة نظر تقول أن الحربين العالميتين هما جزء من "الحرب الأهلية الأوروبية" أو "حرب الثلاثين عامًا الثانية": Canfora 2006، صفحة 155; Prins 2002، صفحة 11.
^Fairbank، John King؛ Twitchett، Denis Crispin، المحررون (2002). Republican China, 1912 - 1949 ; Part 2. The Cambridge history of China / general eds.: Denis Twitchett and John K. Fairbank (ط. Reprinted). Cambridge: Cambridge Univ. Press. ISBN:978-0-521-24338-4.
^Yang Kuisong. "On the reconstruction of the facts of the Battle of Pingxingguan".
^Hsu, Long-hsuen; Chang, Ming-kai، Long-hsuen (1971). (1971). History of The Sino-Japanese War (1937–1945) (2nd ed.) (ط. 2nd). Chung Wu Publishers. ص. 221–230.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Bishop, Chris; Chant, Chris (2004). Aircraft Carriers: The World's Greatest Naval Vessels and Their Aircraft. Wigston, Leics: Silverdale Books. p. 7. ISBN 1-84509-079-9.
^Chenoweth, H. Avery; Nihart, Brooke (2005). Semper Fi: The Definitive Illustrated History of the U.S. Marines. New York: Main Street. p. 180. ISBN 1-4027-3099-3.
^"Infantry Weapons Of World War 2"نسخة محفوظة 26 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.. Grey Falcon (Black Sun). Retrieved 14 November 2009. These all-purpose guns were developed and used by the German army in the 2nd half of World War 2 as a result of studies which showed that the ordinary rifle's long range is much longer than needed, since the soldiers almost always fired at enemies closer than half of its effective range. The assault rifle is a balanced compromise between the rifle and the sub-machine gun, having sufficient range and accuracy to be used as a rifle, combined with the rapid-rate automatic firepower of the sub machine gun. Thanks to these combined advantages, assault rifles such as the American M-16 and the Russian AK-47 are the basic weapon of the modern soldier "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2009-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-27.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Ratcliff, R. A. (2006). Delusions of Intelligence: Enigma, Ultra, and the End of Secure Ciphers. New York, NY: Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-85522-8.
^Schoenherr, Steven (2007). "Code Breaking in World War II". History Department at the University of San Diego. Archived from the original on 9 May 2008. Retrieved 15 November 2009. نسخة محفوظة 03 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^Macintyre, Ben (10 December 2010). "Bravery of thousands of Poles was vital in securing victory". The Times (London). p. 27.
^Schoenherr, Steven (2007). "Code Breaking in World War II". History Department at the University of San Diego. Archived from the original on 9 May 2008. Retrieved 15 November 2009.