واجهت قوى المركز الهزيمة على يد قوات الحلفاء التي تشكلت حول الوفاق الثلاثي. كان أصل قوى المركز هو تحالف ألمانيا والإمبراطورية النمسا-المجر في 1879. على الرغم من انضمامها اسميًا إلى الحلف الثلاثي من قبل، إلا أن إيطاليا لم تشارك في الحرب العالمية الأولى إلى جانب تلك القوى. ولم تنضم الدولة العثمانية وبلغاريا إلا بعد بدء الحرب العالمية الأولى، على الرغم من احتفاظ السلطنة بعلاقات وثيقة مع كل من ألمانيا والنمسا والمجر منذ بداية القرن العشرين.
بعد اغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند واحتمال اندلاع حرب بين النمسا-المجر وصربيا، أبلغ القيصر فيلهلم الثاني والحكومة الألمانية الحكومة النمساوية المجرية في بداية يوليو 1914 أن ألمانيا ستدعم تحالفها مع النمسا المجر والدفاع عنها من التدخل الروسي المحتمل في حالة نشوب حرب بينها وبين صربيا.[6] وعندما قامت روسيا بالتعبئة العامة، رأت ألمانيا أن هذا الفعل استفزازي.[7] فوعدت الحكومة الروسية ألمانيا بأن التعبئة العامة لا تعني التحضير للحرب مع ألمانيا ولكنها ردة فعل على الأحداث بين النمسا-المجر وصربيا.[7] اعتبرت الحكومة الألمانية أن الوعد الروسي بعدم الحرب مع ألمانيا هراء في ضوء التعبئة العامة، فحشدت بدورها للحرب.[7] وفي 1 أغسطس أرسلت ألمانيا إنذارًا نهائيًا إلى روسيا تفيد أنه نظرًا لأن كل من ألمانيا وروسيا هما في حالة تعبئة عسكرية، فهناك حالة حرب فعالة بين البلدين.[8] في وقت لاحق من ذلك اليوم أعلنت فرنسا حليفة روسيا حالة التعبئة العامة.[8]
وفي أغسطس 1914 شنت ألمانيا حربًا على روسيا، متعللة بعدوان روسيا كما يتضح من تعبئة جيشها، مما أدى إلى حشد ألمانيا للرد.[9]
بعد إعلان ألمانيا الحرب على روسيا استعدت فرنسا بسبب تحالفها مع روسيا بالتعبئة العامة متوقعة الحرب. فردت ألمانيا على هذا الإجراء بإعلان الحرب عليها في 3 أغسطس 1914.[10] ثم سنت ألمانيا التي تواجه حربًا على جبهتين ما عُرف باسم خطة شليفن، والتي تتضمن تحرك القوات المسلحة الألمانية عبر بلجيكا لاجتياح فرنسا، والالتفاف جنوبًا باتجاه باريس. كان من المأمول أن تحقق هذه الخطة انتصارًا سريعًا على الفرنسيين والسماح للقوات الألمانية بالتركيز على الجبهة الشرقية. إلا أن بلجيكا كانت دولة محايدة ولن تقبل عبور القوات الألمانية أراضيها. تجاهلت ألمانيا الحياد البلجيكي وغزت البلاد لشن هجوم على باريس. أدى ذلك إلى قيام بريطانيا بإعلان الحرب ضد الإمبراطورية الألمانية، حيث انتهك هذا الإجراء معاهدة لندن (1839) التي وقعتها الدولتان والتي تضمن حياد بلجيكيا والدفاع عنها إذا أخلفت إحداهما.
بعد ذلك أعلنت عدة دول الحرب على ألمانيا في أواخر أغسطس 1914، فأعلنت إيطاليا الحرب على النمسا-المجر في 1915 وألمانيا في 27 أغسطس 1916، وأعلنت الولايات المتحدة الحرب على ألمانيا في 6 أبريل 1917، وأعلنت اليونان الحرب على ألمانيا في يوليو 1917. .
بعد تأسيس الألزاس واللورين سنة 1871 سيطرت الإمبراطورية الألمانية عليها باعتبارها «منطقة إمبراطورية» أخذتها من فرنسا بعد الحرب الفرنسية البروسية، واعتبرتها جزء من السيادة الألمانية.
اعتبرت النمسا-المجر اغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند على أنه مدبر بمساعدة صربيا.[6] اعتبرت البلاد عملية الاغتيال بمثابة سابقة خطيرة لتشجيع سكان السلاف الجنوبيين في البلاد على التمرد والتهديد بتمزيق دولة متعددة الجنسيات.[7] أرسلت النمسا-المجر رسميًا إنذارًا نهائيًا إلى صربيا للمطالبة بإجراء تحقيق شامل حول تواطؤ الحكومة الصربية في الاغتيال وأن تمتثل بالكامل للشروط التي طالبت بها.[6] وافقت صربيا على معظم المطالب، إلا أن النمسا-المجر اعتبرت أن هذا غير كاف واستخدمت عدم الامتثال الكامل تبريرًا التدخل العسكري.[11] تم النظر إلى تلك المطالب على أنها غطاء دبلوماسي لما كان سيصبح إعلانًا حتميًا للحرب النمساوية المجرية على صربيا.[11]
كانت روسيا قد حذرت النمسا-المجر من أن الحكومة الروسية لن تتسامح مع غزوها لصربيا.[11] ولكن دعم ألمانيا لها جعل الحكومة النمساوية المجرية تأمل ألا تتدخل روسيا وأن يظل الصراع مع صربيا نزاعًا إقليميًا.[6]
أدى غزو النمسا-المجر لصربيا إلى إعلان روسيا الحرب على عليها، فأعلنت ألمانيا بدورها الحرب على روسيا مما أدى إلى صدام التحالفات التي أشعلت الحرب العالمية.
انضمت الدولة العثمانية إلى الحرب إلى جانب قوى المركز في نوفمبر 1914. وقد كانت لها مع ألأمانيا روابط اقتصادية قوية من خلال مشروع سكة حديد برلين-بغداد الذي لم يكتمل في ذلك الوقت.[12] وعقدت تحالفًا رسميًا مع ألمانيا تم توقيعه في 2 أغسطس 1914.[13] توقع تحالف قوى المركز أن تدخل الدولة العثمانية في الصراع في فترة زمنية قصيرة.[13] ولكنها حافظت في الأشهر الأولى من الحرب على حيادها على الرغم من أنها سمحت لسرب البحرية الألماني بالدخول والبقاء بالقرب من مضيق البوسفور.[14] أبلغ المسؤولون العثمانيون الحكومة الألمانية أن البلاد بحاجة إلى وقت للاستعداد للصراع.[14] وقد قدمت ألمانيا إليهم مساعدات مالية وشحنات أسلحة.[13]
ومع تصاعد ضغط الحكومة الألمانية مطالبة الدولة العثمانية بالوفاء بالتزاماتها التعاهدية، وإلا ستطردها من التحالف وتنهي المساعدة الاقتصادية والعسكرية، فدخلت الحكومة العثمانية في الحرب مع الطرادين التي حصلت عليهما مؤخرًا من ألمانيا ياووز (المعروف سابقًا باسم SMS Goeben) ومديللي (المعروف سابقًا باسم SMS Breslau)، حيث شنت غارة بحرية على ميناء أوديسا الروسي، وبالتالي تورطوا في عمل عسكري وفقًا لالتزامات تحالفهم مع ألمانيا. ومن ثم أعلنت روسيا والوفاق الثلاثي الحرب على الدولة العثمانية.[15]
بدأ الاتحاد الزياني قتاله ضد فرنسا في الحرب الزيانية لمنع التوسع الفرنسي في المغرب. استمر القتال منذ 1914 واستمر بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في سنة 1921. بدأت قوى المركز (بالأساس الألمان) في محاولة التحريض على الاضطرابات على أمل في تحويل الموارد الفرنسية عن أوروبا.
كانت مملكة بولندا دولة عميلة لألمانيا أُعلنت في سنة 1916 وتشكلت في 14 يناير 1917.[19] تم الاعتراف بهذه الحكومة من قبل زعماء ألمانيا والنمسا-المجر في نوفمبر 1916، واعتمدت دستوراً في 1917.[20] اتخذت ألمانيا قرار إنشاء دولة بولندية من أجل محاولة إضفاء الشرعية على احتلالها العسكري للسكان البولنديين، بعد الدعاية الألمانية التي أرسلت إليهم في 1915 بأن الجنود الألمان أتوا محررين بولندا من القهر الروسي.[21] استخدمت الحكومة الألمانية تلك الدولة إلى جانب التهديدات بالعقاب لحث ملاك الأراضي البولنديين الذين يعيشون في أراضي البلطيق التي تحتلها ألمانيا ببيع ممتلكاتهم للألمان مقابل الانتقال إلى بولندا. بُذلت جهود للحث على هجرة مماثلة للبولنديين من بروسيا إلى الدولة الجديدة.[22]
ليتوانيا (مملكة ليتوانيا)
كانت مملكة ليتوانيا دولة عميلة لألمانيا تأسست في 16 فبراير 1918.
دولة البلطيق المعروفة أيضًا باسم «دوقية البلطيق المتحدة»، تم إعلانها في 22 سبتمبر 1918 من قبل الطبقة الحاكمة الألمانية البلطيقية. كان من المقرر أن تشمل المحافظات الإستونية السابقة ودمج دوقية كورلاند وسيميغاليا المنشأة حديثًا في دولة موحدة. تم إنشاء قوة مسلحة باسم جيش دولة البلطيق في نوفمبر 1918، قبل استسلام ألمانيا مباشرة والتي شاركت في الحرب الأهلية الروسية في البلطيق.
أعلنت جمهورية جورجيا الديمقراطية استقلالها سنة 1918 مما أدى بعد ذلك إلى نزاعات حدودية بينها وبين الدولة العثمانية. وبعد فترة وجيزة من غزو العثمانيين للجمهورية، حيث وصلت بسرعة إلى بورجومي. أجبر هذا جورجيا على طلب المساعدة من ألمانيا. فأجبرت ألمانيا العثمانيين على الانسحاب من الأراضي الجورجية والاعتراف بهم. وقعت ألمانيا وجورجيا والعثمانيون معاهدة باطومي للسلام التي أنهت الصراع بين الأخيرين. في المقابل أصبحت جورجيا «حليفًا» ألمانيًا. عُرفت تلك الفترة الزمنية من الصداقة الجورجية الألمانية باسم الحملة الألمانية في القوقاز.
دول تابعة للدولة العثمانية
جبل شمر
كان إمارة جبل شمر دولة عربية في الشرق الأوسط ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالدولة العثمانية.[24]
لم تكن الدول المدرجة في هذا القسم أعضاء في قوى المركز. إلا أن تعاونهم خلال الحرب مع واحد أو أكثر من أعضاء قوى المركز إلى مستوى يجعل حيادهم محل شك.
إثيوبيا
كانت الإمبراطورية الإثيوبية محايدة رسميًا طوال الحرب العالمية الأولى، لكنها تعرضت للشك القوي في تعاطفها مع قوى المركز خلال 1915 و 1916. وكانت إثيوبيا في ذلك الوقت واحدة من الدول المستقلة القليلة في إفريقيا وقوة رئيسية في القرن الأفريقي. كان حاكمها ليج إياسو مشتبه على نطاق واسع بأن لديه مشاعر مؤيدة للإسلام ويتعاطف مع الدولة العثمانية. حاول الألمان الوصول إليه، حيث أرسلوا عدة بعثات غير ناجحة إلى المنطقة في محاولة لتشجيعه على التعاون في انتفاضة على غرار الثورة العربية في شرق إفريقيا. قاد ليو فروبنيوس وهو عالم إثنوغرافي شهير وصديق شخصي للقيصر فيلهلم الثاني إحدى الحملات الفاشلة. ومن المحتمل أن تكون إثيوبيا تحت توجيهات إياسو قد زودت متمردي الدراويش المسلمين بالسلاح خلال حملة أرض الصومال من 1915 إلى 1916، مما ساعد بصورة غير مباشرة قضية قوى المركز.[26]
خوفًا من تزايد نفوذ إياسو والدولة العثمانية، تآمر النبلاء المسيحيون في إثيوبيا ضده سنة 1915. حيث طرد في المرة الأولى من قبل البطريرك الأرثوذكسي الإثيوبي، وثم أطيح به في انقلاب يوم 27 سبتمبر 1916. تم تنصيب الوصي رأس تافاري ماكونين على العرش.[26]
دعمت عدة حركات قوى المركز لأسبابها الخاصة، مثل القوميون الأيرلنديون الراديكاليون الذين أطلقوا انتفاضة عيد الفصح في دبلن في أبريل 1916؛ لقد أشاروا إلى «حلفائهم الشجعان في أوروبا». ولكن مع ذلك فقد دعم معظم القوميين الأيرلنديين جهود الحرب البريطانية والحلفاء حتى 1916، عندما بدأالمشهد السياسي الأيرلندي بالتغير. وفي بولندا سنة 1914 سمحت ألمانيا والنمسا والمجر ليوزف بيوسودسكي بتشكيل جحافل بولندية مستقلة. أراد بيوسودسكي أن تساعد جحافله قوى المركز على هزيمة روسيا ثم الوقوف إلى جانب فرنسا والمملكة المتحدة والفوز بالحرب معهم.
ومن القوى والحركات الأخرى المساهمة مع قوى المركز:-
بعد تقدم الحلفاء الناجح في مقدونيا أجبرت بلغاريا على توقيع هدنة مع الحلفاء يوم 29 سبتمبر 1918. ثم حذت السلطنة العثمانية حذوها في 30 أكتوبر 1918 بعد المكاسب البريطانية والعربية في فلسطين وسوريا. وأبرمت النمسا-المجر وقف إطلاق النار بشكل منفصل خلال الأسبوع الأول من نوفمبر بعد تفكك إمبراطورية هابسبورغوالهجوم الإيطالي في فيتوريو فينيتو؛ وقعت ألمانيا على الهدنة التي أنهت الحرب في صباح 11 نوفمبر 1918 بعد هجوم المائة يوم، وسلسلة من التقدم للقوات النيوزيلندية والاسترالية والكندية والبلجيكية والبريطانية والفرنسية والأمريكية في شمال شرق فرنسا وبلجيكا. لم تكن هناك معاهدة موحدة لإنهاء الحرب. تم التعامل مع حكومات المركز في معاهدات منفصلة.[27]
^ أبتثCashman, Greg; Robinson, Leonard C. An Introduction to the Causes of War: Patterns of Interstate Conflict from World War I to Iraq. Rowman & Littlefield. 2007. P57
^ أبتثMeyer, G.J. A World Undone: The Story of the Great War, 1914 to 1918. Delta Book. 2006. P39.
^ أبMeyer, G.J. A World Undone: The Story of the Great War, 1914 to 1918. Delta Book. 2006. P95.
^Hagen, William W. German History in Modern Times: Four Lives of the Nation. P228.
^Tucker, Spencer C. A Global Chronology of Conflict: From the Ancient World to the Modern Middle East: From the Ancient World to the Modern Middle East. ABC-CLIO. 2009. P1556.
^ أبتCashman, Greg; Robinson, Leonard C. An Introduction to the Causes of War: Patterns of Interstate Conflict from World War I to Iraq. Rowman & Littlefield. 2007. P61
^Hickey, Michael. The First World War: Volume 4 The Mediterranean Front 1914–1923. P31.
^ أبتAfflerbach, Holger; David Stevenson, David. An Improbable War: The Outbreak of World War 1 and European Political Culture. Berghan Books. 2012. P. 292.
^ أبKent, Mary. The Great Powers and the End of the Ottoman Empire. end ed. Frank Cass. 1998. P119
^Afflerbach, Holger; David Stevenson, David. An Improbable War: The Outbreak of World War I and European Political Culture. Berghan Books. 2012. P. 293.
^Jelavich، Charles؛ Jelavich، Barbara (1986). The establishment of the Balkan national states, 1804–1920 (ط. 1st pbk.). Seattle: University of Washington Press. ص. 284–297. ISBN:978-0-295-96413-3.
^Richard C. Hall, "Bulgaria in the First World War." Historian 73.2 (2011): 300-315.
^The Regency Kingdom has been referred to as a دولة دمية by Norman Davies in Europe: A history (Google Print, p. 910); by Jerzy Lukowski and Hubert Zawadzki in A Concise History of Poland (Google Print, p. 218); by Piotr J. Wroblel in Chronology of Polish History and Nation and History (Google Print, p. 454); and by Raymond Leslie Buell in Poland: Key to Europe (Google Print, p. 68: "The Polish Kingdom... was merely a pawn [of Germany]"). "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2022-09-24. اطلع عليه بتاريخ 2022-09-27.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Davis، Robert T.، المحرر (2010). U.S. Foreign Policy and National Security: Chronology and Index for the 20th Century. Santa Barbara, California: Praeger Security International. ج. 1. ص. 49. ISBN:978-0-313-38385-4.