محمود محمد شاكر

محمود محمد شاكر
محمود محمد شاكر شيخ العربية
معلومات شخصية
الميلاد 1 فبراير 1909   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
الإسكندرية  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 7 أغسطس 1997 (88 سنة)   تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
القاهرة
مواطنة الدولة العثمانية (1909–1914)
السلطنة المصرية (1914–1922)
المملكة المصرية (1922–1953)
جمهورية مصر (1953–1958)
الجمهورية العربية المتحدة (1958–1971)
مصر (1971–1997)  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الكنية أبو فِهْر[1]
عضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومجمع اللغة العربية بدمشق  تعديل قيمة خاصية (P463) في ويكي بيانات
الأب محمد شاكر  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات
أقرباء عبد السلام هارون (ابن خال من الدرجة الأولى)  تعديل قيمة خاصية (P1038) في ويكي بيانات
الحياة العملية
الفترة 88 عاما
المهنة أديب وصحفي ومحقق لكتب التراث
اللغات العربية، والإنجليزية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
أعمال بارزة نمط صعب ونمط مخيف  تعديل قيمة خاصية (P800) في ويكي بيانات
الجوائز
المواقع
الموقع الموقع الرسمي (العربية)  تعديل قيمة خاصية (P856) في ويكي بيانات
بوابة الأدب

أبو فِهْر محمود محمد شاكر (1327- 1418 هـ/ 1909- 1997 م) علامة في العربية، وبحَّاثة ومحقق مصري، وأديب ضليع، صاحب منهج فريد في الدراسة الأدبية وتذوق البيان العربي شعرًا ونثرًا فيما أسماه منهج التذوق، وفي تحقيق التراث اللغوي والأدبي والشرعي. اشتهر بأصالته وصرامته في الدفاع عن العربية والتصدي لموجات التغريب. وخاض الكثير من المعارك الأدبية بشأن أصالة الثقافة العربية، ومصادر الشعر الجاهلي. حاز جائزة الملك فيصل العالمية. وأطلق عليه طلابه وعارفوه لقب شيخ العربية. وهو شقيق العلامة المحدِّث المحقِّق أحمد محمد شاكر، وابن عمَّة العالم المحقِّق عبد السلام هارون.[2]

محمود محمد شاكر في شبابه

حياته

هو أبو فِهْر، محمود بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر من أسرة آل أبي علياء الحسينية في مديرية جرجا بقرية تابعة لها تُعرف الآن بمدينة ( طهطا) في صعيد مصر. ولد في الإسكندرية في ليلة العاشر من المحرَّم سنة 1327هـ/ 1 فبراير سنة 1909م، وانتقل إلى القاهرة في نفس العام مع والده إذ عُيّن والده وكيلًا للجامع الأزهر، وكان قبل ذلك شيخًا لعلماء الإسكندرية.[3]

نشأته

نشأ الشيخ محمود شاكر في بيئة متدينة . ولم يتلق إخوته تعليما مدنيا، أما هو ـ وقد كان أصغر إخوته ـ فقد انصرف إلى التعليم المدني، فتلقى أولي مراحل تعليمه في مدرسة الوالدة أم عباس في القاهرة سنة 1916 ثم بعد ثورة 1919 إلى مدرسة القربية بدرب الجماميز وهناك تأثر كثيرًا بدروس الإنجليزية لاهتمامهم بها ولكونها جديدة عليه. ولما كان يقضي أوقاتا كثيرة في الجامع الأزهر فقد سمع من الشعر وهو لا يدري ما الشعر!! ومن الجدير بالذكر أنه حفظ ديوان المتنبي كاملا في تلك الفترة.وفي سنة 1921 دخل المدرسة الخديوية الثانوية ليلتحق بالقسم العلمي ويتعلق بدراسة الرياضيات. وبعد اجتياز الثانوية ـ ورغم حبه للرياضيات، وإجادته للإنجليزية ـ فضل أن يلتحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية لما شعر به من أهمية «الكلمة» في تاريخ أمته قديمًا، فلا بد أن يكون لها الدور الأكبر في مستقبلها.[4] ولأنه كان من القسم العلمي فقد تعذر دخوله لكلية الآداب بداية، إلا أنه بوساطة من طه حسين لدى أحمد لطفي السيد رئيس الجامعة المصرية آنذاك استطاع أن يلتحقَ بما يريد سنة 1926.[5]

تركه للجامعة

وفي الجامعة استمع شاكر لمحاضرات طه حسين عن الشعر الجاهلي وهي التي عرفت بكتاب «في الشعر الجاهلي»، وكم كانت صدمته حين ادعى طه حسين أن الشعر الجاهلي منتحل وأنه كذب ملفق لم يقله أمثال امرئ القيس وزهير، وإنما ابتدعه الرواة في العصر الإسلامي، وضاعف من شدة هذه الصدمة أن ما سمعه من المحاضر الكبير سبق له أن اطلع عليه بحذافيره في مجلة استشراقية في مقال بها للمستشرق الإنجليزي مرجليوث!

وتتابعت المحاضرات في هذا الموضوع، وصاحبنا عاجز عن مواجهة طه حسين بما في صدره، وتمنعه الهيبة والأدب أن يقف مناقشًا أستاذه، وظل على ذلك زمنًا لا يستطيع أن يتكلم حتى إذا لم يعد في الصبر والتحمل بقية، وقف يردُّ على طه حسين في صراحة وبغير مداراة، لكنه لم يستطع أن يواجهه بأن ما يقوله إنما هو سطو على أفكار مرجليوث بلا حياء أو اكتراث.[5]

قرار الهجرة ثم العودة

تولد عن شعوره بالعجز عن مواجهة التحدي خيبة أمل كبيرة فترك الجامعة غير آسف عليها وهو في السنة الثانية لأنه لم يعد يثق بها، ولم تفلح المحاولات التي بذلها أساتذته وأهله في إقناعه بالرجوع، وسافر إلى جدة سنة 1928 مهاجرًا، وأنشأ هناك ـ بناء على طلب الملك عبد العزيز آل سعود ـ مدرسة جُدَّة السعودية الابتدائية عمل مديرًا لها، حتى استدعاه والده الشيخ محمد شاكر فعاد إلى القاهرة سنة 1929.[5]

منهج التذوق

بعد عودته من جدة، إلى القاهرة، انصرف إلى الأدب والكتابة وقراءة دواوين الشعراء حتى صارت له ملكة في التذوق، وبدأ ينشر بعض قصائده الرومانسية في مجلتي «الفتح» و«الزهراء» لمحب الدين الخطيب، واتصل بأعلام عصره من أمثال أحمد تيمور وأحمد زكي باشا ومحمد الخضر حسين وعباس محمود العقاد ومصطفى صادق الرافعي الذي ارتبط بصداقة خاصة معه.[5] ورغم هذا فإنه يصف المرحلة الزمنية من 1926 إلى 1936 (أي منذ السابعة عشر إلى السابعة والعشرين) بأنها «حياة أدبية بدأت أحس إحساسا مبهما إنها حياة ادبية فاسدة. فلم أجد لنفسي خلاصا إلا أن أرفض متخوفا حذرا، شيئا فشيئا، أكثر المناهج الأدبية والسياسية والاجتماعية والدينية».[6]

بدأ بإعادة قراءة ما وقع تحت يده من الشعر العربي، قراءة تختلف عن الأولى في أنها متأنية تتوقف عند كل لفظ ومعنى محاولا أن يصل إلى ما قد يكون أخفاه الشاعر في ألفاظه بفنه وبراعته، وهذا هو أساس منهج التذوق الذي جعله منهجا شاملا يطبقه على كل الكلام شعرا كان أو غيره، فأقدم على قراءة كل ما يقع تحت يده من كتب أسلافنا: من تفسير لكتاب الله، إلى علوم القرآن، إلى دواوين الحديث، إلى ما تفرع منها من كتب مصطلح الحديث والجرح والتعديل وغيرها من كتب أصول الفقه وأصول الدين، وكتب الملل والنحل، ثم كتب البلاغة والنحو والتاريخ بحيث يكون اتجاهه من الأقدم فالأقدم. ومع تطبيقه لأسلوب التذوق كان يقرأ كل التراث على أنه إبانة عن خبايا كاتبه. يقول: «وشيئا فشيئا انفتح لي الباب على مصراعيه. فرأيت عجبا من العجب، وعثرت يومئذ على فيض غزير من مساجلات صامتة خفية كالهمس، ومساجلات ناطقة جهيرة الصوت، غير أن جميعها إبانة صادقة عن الأنفس والعقول».[7]

مسيرته العلمية

كتابه عن المتنبي

لم يكن شاكرٌ معروفًا بين الناس قبل تأليفه كتابه «المتنبي» الذي أثار ضجة كبيرة بمنهجه المبتكر وأسلوبه الجديد في البحث، وهو يعد علامة فارقة في الدرس الأدبي نقلته من الثرثرة المسترخية إلى البحث الجاد. والعجيب أن شاكر الذي ألف هذا الكتاب سنة 1936 ولم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره لم يكن يقصد تأليف كتاب عن المتنبي، إنما كان قد كلفه فؤاد صروف رئيس تحرير مجلة المقتطف أن يكتب دراسة عن المتنبي مسهبة بعض الإسهاب ما بين عشرين إلى ثلاثين صفحة، ولكن هذا التكليف تحول على يد شاكر كتابا مستقلا عن المتنبي أنجزه في فترة زمنية قصيرة على نحو غير مسبوق ونشرته مجلة المقتطف في عددها الصادر في السادس من شوال 1354 هـ الأول من يناير 1936م، وصدر فؤاد صروف مجلته بقوله: هذا العدد من المقتطف يختلف عن كل عدد صادر منذ ستين سنة إلى يومنا هذا، فهو في موضوع واحد ولكاتب واحد.[5]

اهتدى شاكر في كتابه إلى أشياء كثيرة لم يكتبها أحد من قبله استنتجها من خلال تذوقه لشعر المتنبي، فقال بعلوية المتنبي وأنه ليس ولد أحد السقائين بالكوفة كما قيل، بل كان علويا نشأ بالكوفة وتعلم مع الأشراف في مكاتب العلم، وقال بأن المتنبي كان يحب خولة أخت سيف الدين الحمداني واستشهد على ذلك من شعر المتنبي نفسه، واستُقبل الكتاب بترحاب شديد وكتب عنه الرافعي مقالة رائعة أثنى عليه وعلى مؤلفه.[5]

العجيب أن المديح الشديد لم يعجبه لأنه يرى أن كتابه لا يستحق كل ذلك، حتى إنه رأى أن النقد الموجه لكتابه كان نقدا على غير أصول علمية. يقول في حوار له مع د. نجم عبد الكريم: «لم أجد كاتبا إلى هذا اليوم قام بنقد هذا الكتاب نقدا صحيحا أو فهم طريقة ما كتبت. فليس هناك من نقد الكتاب كما ينبغي أن ينقد.. نقده الدكتور طه حسين في كتابه مع المتنبي نقدا لا أستطيع أن أعده نقدا في الحقيقة، لأنه لا أصل له».. «إن كل هذا الثناء لايؤثر علي ولا يغير شيئا من قناعاتي، كما أن الثناء لا يغير رأيي في الناس! وأقولها بأمانة: إنه لم يكتب أحد كلمة أستطيع أن أحترمها بشأن كتابي سوى رجل واحد كتب نقدا لي من وجهة نظره، وهذا النقد يحتوي على شيء من الحقيقة، أما الرجل فهو الأستاذ «الوديع تلحوم». وقد نشره في مجلة المقتطف، ولم أحتفظ بشيء مما كتب عني سوى هذه المقالة أو هذا النقد، بالإضافة إلى مقالة أستاذي الأستاذ مصطفى صادق.».[8]

من هنا يمكننا أن نفهم أنه توقف عن الدراسات الأدبية لأنه شعر بسطحية تناولها من قبل النقاد.

تحقيق كتب التراث

يعد شاكر على رأس قائمة محققي التراث العربي، وأطلق عليه العقاد المحقق الفنان، وإنجازاته في هذا المجال كثيرة، وهي عنوان على الدقة والإتقان، ومن أشهر الكتب التي حققها: تفسير الطبري (16 جزءا)، طبقات فحول الشعراء (مجلدان)، تهذيب الآثار للطبري (6 مجلدات).. وشاكر لا يحب أن يوصف بأنه محقق لنصوص التراث العربي، وإنما يحب أن يوصف بأنه قارئ وشارح لها، وهو يكتب على أغلفة الكتب التي يقوم بتحقيقها عبارة: «قرأه وعلق عليه» وهذه العبارة كما يقول الدكتور محمود الربيعي «هي الحد الفاصل بين طبيعة عمله وطبيعة عمل غيره من شيوخ المحققين، إنه يوجه النص ويبين معناه بنوع من التوجيه أو القراءة التي تجعله محررا؛ لأنها قراءة ترفدها خبرة نوعية عميقة بطريقة الكتابة العربية، وهو إذا مال بالقراءة ناحية معينة أتى شرحه مقاربا، وضبطه مقنعا، وأفق فهمه واسعا، فخلع على النص بعض نفسه وأصبح كأنه صاحبه ومبدعه».[5]

معاركه الأدبية

خاض معركتين ضخمتين أولاهما مع طه حسين والأخرى مع لويس عوض كانتا من أبرز معالم حياته الأدبية والفكرية ويمكننا القول بأنه تفرع عنهما معارك فرعية وثانوية كثيرة، وكانت هاتان المعركتان بسبب شاعرين كبيرين من شعراء العربية هما: المتنبي والمعري.

مع طه حسين

صدر كتاب محمود شاكر عن المتنبي عام 1936، بيد أن كتاب د. طه حسين مع المتنبي صدر عام 1938، وعلى الرغم من أن طه حسين نقد في كتابه كتاب شاكر إلا أنه لم يستطع أن يمنع نفسه من أن يسلك سبيلاً يقلد فيها محمود شاكر، لذا فقد هاجم شاكر ما كتبه طه حسين في 13 مقالة في جريدة (البلاغ)، تحت عنوان (بيني وبين طه) اتهمه فيها بأنه سطا على أفكاره وحذا حذوه، وقال: أن كتاب طه حسين محشو بأشياء كثيرة تدل دلالة قاطعة على أن الدكتور طه لم يسلك هذا الطريق الجديد على كتبه في كتاب المتنبي إلا بعد أن قرأ كتابه!.[9]

مع لويس عوض

نشر د. لويس عوض المستشار الثقافي للأهرام حينذاك سنة 1964 مجموعة مقالات في الأهرام بعنوان (على هامش الغفران) وذهب في كلامه إلى تأثر المعري باليونانيات، كما ألمح إلى أثر الأساطير اليونانية في الحديث النبوي، مما دفع الرجل إلي العودة إلى الكتابة بعد عزلة فرضها على نفسه، لبيان خطأ وتهافت منهج لويس عوض، ثم انتقل إلى الكلام عن الفكر والثقافة في العالم العربي والإسلامي وما طرأ عليها من غزو فكري غربي. واعتبرت مقالات شاكر في ذلك حدثا ثقافيا مدويا كشفت عن علم غزير ومعرفة واسعة بالشعر وغيره من الثقافة العربية، وقدرة باهرة على المحاجاة والبرهان.[10]

وقد خاض الأولى مع أستاذه «طه حسين»، والثانية مع «لويس عوض»، وكانت الأخيرة أوسع مجالاً، حيث دخلها عدد من الأطراف بالنيابة عن الطرف الأصيل. وسبب هاتين المعركتين؛ أولاً: النشأة الجادة التي تميز بها محمود شاكر بحيث لا يسكت على السطو على أعمال الآخرين، أو التطاول عليهم، والأمر الآخر : موقفه المبدئي من الحضارة الغربية وموقفها من الحضارة الإسلامية، فهو يراها –الحضارة الغربية- تسعى بكل ما أوتيت من أسباب ومكر وسطوة وإغراء وإغواء، إلى القضاء على هوية الأمة المسلمة، ومسخ حضارتها، ومواريثها، وإلحاقها بحضارة الغرب، حضارة الخراب والدمار. وكانت نتيجة هاتين المعركتين البارزتين في حياة الشيخ، في صالح الطرف المهيض الجناح –طرف الشيخ- «فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» (الرعد:17)

بداية الخلاف مع طه حسين

بين محمود شاكر وطه حسين، معركة طويلة: كانت بداية هذه المعركة وهو –محمود شاكر- في السابعة عشرة من عمره سنة 1926م، حيث كان في السنة الأولى –كلية الآداب- قسم اللغة العربية. وقد صدم وهو يستمع إلى أستاذه «طه حسين» وهو يتحدث عن الشعر الجاهلي، حيث رأى أن كلام الأستاذ هو اجترار لكلام المستشرق الإنجليزي «مرجليوث» وأن مرجليوث «ليس عنده من أدوات النظر في العربية، وإدراك أسرارها، ما يجعل لرأيه قيمة، وهذا أمر يرجع إلى الطبيعة، فليس اللسان لسانه، وليس الأدب أدبه، وليس التاريخ تاريخه، هذا فضلاً عن فساد طويته، ومقصوده من دراسته، وهذا الفساد يفسد منهجه، ولا يريد هو من وراء هذه الدراسة إلا تشويه وإفساد ومسخ الفكر العربي وتاريخه، وكان «مرجليوث» مغالياً في هذا الإفساد، ومغاليا في حقده على العرب، والمسلمين، وهو يهودي يقطر حقداً».

وقد رد مقالته هذه التي سطا عليها الدكتور طه حسين سطواً عرياناً، بعض المستشرقين ومنهم الأستاذ «ليال» الذي حقق كتاباً من أوسع الكتب وأفضلها، وهو «المفضليات»، وكتب مقدمة جيدة عن الشعر الجاهلي، «وقد يبس الثرى بينه وبين أستاذه طه حسين إلى غير رجعة»، وانحاز لكل واحد منهما فريق من الأدباء والشعراء والكتاب.

مسألة الحاكمية

الشيخ محمود شاكر وقضية من أخطر القضايا المعاصرة: يقول الشيخ معقباً على أثرين ذكرهما الإمام الطبري في تفسيره برقم (12025)، (12026)، وكلاهما عن أبي مجلز (لاحق بن حميد الشيباني السدوسي) تابعي ثقة، وقد سأله قوم من الإباضية –وهم جماعة من الخوارج الحرورية- أصحاب عبد الله بن إباض التميمي، يقولون بمقالة الخوارج، وتكفير علي بن أبي طالب –- سألوه عن الآيات (45-47) من سورة المائدة «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون.... هم الظالمون... هم.... الفاسقون...».

فأجابهم أبو مجلز –بما يراه من الحق. يقول الشيخ محمود شاكر بعد أن بين وجه الحق في الأثرين: «وإذن فلم يكن سؤالهم –أي الأباضية لأبي مجلز- عما احتج به مبتدعة، زماننا من القضاء في الأموال والأعراض والدماء بقانون مخالف لشريعة أهل الإسلام، ولا في إصدار قانون ملزم لأهل الإسلام بالاحتكام إلى حكم غير حكم الله في كتابه، وعلى لسان نبيه –صلى الله عليه وآله وسلم-، فهذا الفعل إعراض عن حكم الله ورغبة عن دينه، وإيثار لأحكام أهل الكفر على حكمه –سبحانه وتعالى- وهذا كفر لا يشك أحد من أهل القبلة –على اختلافهم- في تكفير القائل به، والداعي إليه»

محمود محمد شاكر مع أسرته؛ زوجه أم فِهْر، وابنه فِهْر، وابنته زُلفى

قالوا عنه

الدكتور محمود الطناحي –رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة حلوان: «إن محمود شاكر قد رزق عقل الشافعي، وعبقرية الخليل، ولسان ابن حزم، وشجاعة ابن تيمية، وبهذه الأمور الأربعة مجتمعة حصَّل من المعارف والعلوم العربية ما لم يحصله أحد من أبناء جيله، ثم خاض تلك المعارك الحامية: فحارب الدعوة إلى العامية، وحارب الدعوة إلى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية، وحارب الدعوة إلى هلهلة اللغة العربية، والعبث بها بحجة التطور اللغوي، ثم حارب من قبل ومن بعد: الخرافات والبدع والشعوذة التي ابتعدت بالمسلمين عن منهج السلف، في صحة العقيدة، وفي تجريد الإيمان من شوائب الشرك الظاهر والباطن» من مقال بمجلة الأدب الإسلامي عدد 16.

الدكتور عبد العظيم الديب: «كان من أكثر أساتذتي تأثيرًا شيخي الجليل الأستاذ محمود محمد شاكر.. فقد رأيت هذا العملاق العلامة يطيل التدقيق في كل ما يكتب، رأيت هذا من شيخي الجليل، فوعيت وتعلمت واقتديت بل وجدتني أولى بالتردد، والخشية ألف مرة».

يقول الدكتور حيدر الغدير: «كان محمود شاكر أمة وحده، فهو شيخ العربية، وعاشق العروبة، وحارث التراث، وفارس الأصالة، جمع إلى غيرة المسلم عزة العربي، وإلى شجاعة المحارب طبيعة المسامح، وإلى عقل العالم طبيعة الطفل البريء» من مقال بمجلة الأدب الإسلامي –عدد16

يقول الدكتور عبد القدوس أبو صالح في نفس العدد من المجلة: «لم تكن ذاكرة الشيخ الفريدة، واطلاعه الواسع الشامل، هما اللذان أوصلا الشيخ محمود محمد شاكر إلى أن يكون شيخ العربية دون منازع؛ وإن أعانا على بلوغه تلك المنزلة العالية، ولكن الذي بوأه مكانته طول معايشته للتراث، وطول تأمله فيه، حتى خالط لحمه ودمه، وحتى ألقى إليه مقاليده وأسراره، فكان كما شهدتُ وشهد الكثيرون أفرس الناس ببيت الشعر، وكان صاحب أسلوب كالبنيان المرصوص، وكان أن ندب نفسه ليكون سادنا للغة القرآن، وحامياً لتراث الأمة، ونذيراً لها من هجمة التغريب الشرسة».

ولتكن شهادة الكاتب القبطي وديع فلسطين –عضو مجمع اللغة العربية بدمشق وعمّان- خاتمة الأقوال: «أرشح محمود محمد شاكر للجائزة التقديرية، لأن هذا العالم الفذ قد وقف كل عمره على الحفاظ على تراث الضاد، وكأنه ديدبان شاكي السلاح يذب عن حياض الضاد كل متجهم (لعلها: متهجم)، أو متحرش، أو متطاول، وأتصور بعين الخيال أن محمود شاكر يقيم في قلعة حصينة في داخل أسوارها كل مقدسات الضاد، وهو الحارس اليقظ الذي يحمل تبعة مزدوجة؛ هي الدفاع المتصل عن التراث الذي هو به منوط، والتنبيش الدائم في هذا التراث لاستخراج مفاخره وإعلانها في كتاب محقق، أو مقال مكتوب، أو محاضرة ملقاة، أو حديث مرتجل...» من رسالة أدبية بتاريخ 30/1/1976م إلى د/ حسن علي محمد.

ويقول في موضع آخر من الرسالة: «إن المرء لتعروه الدهشة إذ يرى هذه القمة المسماة محمود محمد شاكر خافية عن عيون مجتمعه، إلا فيما يسيء، وقليلة على محمود شاكر عضوية المجامع، بل قليلة عليه جائزة التقدير، ولكن لسان الحق الذي تنطق به العدول من الخلف، في إلحاح إلى إنصاف هذا العالم الأستاذ الذي يجلس في محضره أكابر الباحثين وكأنهم من تلاميذه النجباء، ويطمع كل منهم أن يحسب في عداد حوارييه».

يقول الدكتور إحسان عباس: «لا ريب عندي في أن الشعر الحديث قد ضل كثيراً حين لم يهتد إلى «القوس العذراء»، وأن الناقد الحديث كان يعشو إلى أضواء خادعة، حين انقاد وراء التأثر بشعر أجنبي، ورموز غريبة، ولم يتسطع أن يكتشف أدواته في التراث كما فعلت القوس العذراء» من مقال له بمجلة الأدب الإسلامي –عدد16

ويقول الدكتور زكي نجيب محمود عن قصيدة القوس والعذراء في نفس العدد من مجلة الأدب الإسلامي: «درة ساطعة هذه بين سائر الدرر، و(آية هذه من الفن محكمة) بين آيات الفن المحكمات، وقعت عليها وأنا أدور بالبصر العجلان في سوق الكتب الحديثة الصدور، فكنت –حين وقع عليها البصر- كمن كان ينبش في أديم الأرض بين المدر والحصى، ثم لاحت له بغتة –لتخطف منه البصر ببريقها- لؤلؤة، هو كتاب -القوس العذراء- من ست وسبعين صفحة صغيرة، رقمت أسطرها صفحة صفحة، كما ترقم حبات الجوهر الحر يضعها الخازن في صندوق الذخائر، لكي لاتفلت منها عن الرائي جوهرة، ولو قد كانت لي الكلمة عند طبع الكتاب، لأمرت بترقيم محتواه لفظة لفظة؛ لأن كل لفظة من كل سطر لؤلؤة».

محمود محمد شاكر باللباس العربي

مؤلفاته

  1. المتنبي ـ عدد خاص من المقتطف سنة 1936م ـ ط. ثانية في مجلدين القاهرة 1977م ـ ط. ثالثة مطبعة المدني ـ القاهرة ـ دار المدني بجدة 1407هـ ـ 1987م
  2. القوس العذراء ـ نشرت أول مرة في مجلة الكتاب 1371هـ/1952م ـ مكتبة دار العروبة ـ القاهرة 1384هـ ـ 1964م ـ مكتبة الخانجي ـ القاهرة ـ 1392هـ ـ 1972م.
  3. أباطيل وأسمار ـ الجزء الأول مكتبة دار العروبة 1385هـ ـ 1965م ـ الجزءان الأول والثاني مطبعة المدني ـ القاهرة 1972م
  4. برنامج طبقات فحول الشعراء - مطبعة المدني - القاهرة - 1980م
  5. نمط صعب ونمط مخيف دار المدني ـ جدة 1996م [وهو سبع مقالات نشرت في مجلة «المجلة» سنة 1969، 1970م]
  6. قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام ـ دار المدني ـ جدة 1418هـ ـ 1997م
  7. رسالة في الطريق إلى ثقافتنا صُدّر بها كتابُ المتنبي في طبعته الثالثة 1407هـ ـ 1987م ثم صدرت في كتاب مستقل في سلسلة كتاب الهلال بالقاهرة، ثم عن مكتبة الخانجي بالقاهرة عام 2006م، وآخر طبعة صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2009م ضمن مشروع مكتبة الأسرة في سلسلة المئويات، وصدرت طبعة عن مؤسسة الرسالة.
  8. مداخل إعجاز القرآن - مطبعة المدني - دار المدني بجدة - الطبعة الأولى _ سنة النشر 1432هـ 2002م.
  9. اعصفي يا رياح وقصائد أخرى - دار المدني - 2011.
  10. الأحرف السبعة - شركة القدس للنشر والتوزيع - 2022.
  11. جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر، عادل سليمان جمال.
  12. رسيس الهوى بقية تراث شيخ العربية محمود محمد شاكر، جمعها الدكتور عبد الرحمن بن حسن قائد.

تحقيقاته

  1. فضل العطاء على العسر لأبي هلال العسكري المطبعة السلفية ـ القاهرة 1353هـ /1934م.
  2. إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع لتقي الدين المقريزي. ـ لجنة التأليف والترجمة والنشر ـ القاهرة 1940م.
  3. المكافأة وحسن العقبى لأحمد بن يوسف بن الداية الكاتب ـ المكتبة التجارية 1359هـ /1940م.
  4. طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ـ دار المعارف ط أولى 1952م ـ ط ثانية 1974م
  5. تفسير الطبري ـ الأول والثاني ـ دار المعارف 1954م ـ الثالث والرابع دار المعارف 1955م ـ السادس والسابع والثامن دار المعارف 1956م. ـ من التاسع إلى الثاني عشر دار المعارف 1957م. ـ الثالث عشر والرابع عشر دار المعارف 1958م. ـ الخامس عشر دار المعارف 1960م. ـ السادس عشر دار المعارف 1969م.
  6. جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار ـ جـ 1 مكتبة دار العروبة 1381هـ السفر الأول.
  7. تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله <من الأخبار للطبري ـ مسند علي بن أبي طالب ـ مسند عبدالله ابن عباس ـ السفر الأول. ـ منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض 1402هـ/ 1982م. ـ مسند عبدالله بن عباس ـ السفر الثاني ـ مسند عمر بن الخطاب. ـ منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض 1403هـ ـ 1982م.
  8. دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني ـ مكتبة الخانجي ـ القاهرة 1989م
  9. أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني ـ دار المدني ـ جدة 1412هـ/ 1991م

كتب عنه

  • محمود محمد شاكر قصة قلم، عائدة الشريف.
  • محمود محمد شاكر الرجل والمنهج، عمر حسن القيَّام.
  • معجم محمود محمد شاكر، منذر أبو شعر.
  • أبو فهر محمود محمد شاكر، بين الدرس الأدبي والتحقيق، محمود إبراهيم الرضواني.
  • ظلُّ النديم: أوراق وأسمار شيخ العربية أبي فهر محمود محمد شاكر، وِجدان العلي.
  • قراءة في دفتر قديم: من مجالس العلامة أبي فهر محمود محمد شاكر، يعقوب يوسف الغنيم.
  • محمود محمد شاكر: سيرته الأدبية ومنهجه النقدي، إبراهيم الكوفحي.
  • محمود شاكر منهج رصد تطبيقي في مقاربة النصوص، يوسف السناري.
  • محمود محمد شاكر ومنهجه في تحقيق التراث، حمادة محمد عبد الحميد أبو الحسن.
  • معجم موارد محمود محمد شاكر في كتبه وتحقيقاته (القسم الأول)، يوسف السناري.

وفاته

توفي محمود محمد شاكر في القاهرة، مساء يوم الخميس 3 ربيع الآخر 1418 هـ الموافق 7 أغسطس 1997م.

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ "قصتي مع محمود شاكر". مؤرشف من الأصل في 2020-10-10. اطلع عليه بتاريخ 2020-10-10.
  2. ^ كامل سلمان الجبوري (2003). معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002م. بيروت: دار الكتب العلمية. ج. 6. ص. 195. ISBN:978-2-7451-3694-7. OCLC:54614801. OL:21012293M. QID:Q111309344.
  3. ^ كتاب صادر عن الهيئة العامة لدار الكتب القومية والمجلس الأعلى للثقافة بمصر بتاريخ 15/9/1997
  4. ^ محمود محمد شاكر: كتاب أباطيل وأسمار ـ المقالة25 ص 448 ـ مطبعة الخانجي بالقاهرة.
  5. ^ ا ب ج د ه و ز "إسلام أون لاين / مجاهيل ومشاهير". مؤرشف من الأصل في 2010-06-12.
  6. ^ محمود محمد شاكر: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ص 6 ـ مطبعة الخانجى بالقاهرة
  7. ^ محمود محمد شاكر: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ص 8 ـ مطبعة الخانجى بالقاهرة.بتصرف
  8. ^ صحيفة الشرق الأوسط ـ العدد 5663 ـ الثلاثاء 31/5/1994م
  9. ^ محمود محمد شاكر: المتنبي رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ـ مكتبة الخانجي ومطبعة المدنى 1987 م
  10. ^ محمود محمد شاكر: أباطيل وأسمار ـ مكتبة الخانجي

المصادر

  • دراسات عربية وإسلامية، وهو كتاب أصدره تلامذته بمناسبة بلوغه السبعين من عمره.
  • أبو فهر محمود محمد شاكر، بين الدرس الأدبي والتحقيق، محمود إبراهيم الرضواني.
  • محمود محمد شاكر.. الرجل والمنهج، عمر حسن القيام.
  • محمود محمد شاكر.. قصة قلم، عايدة الشريف.
  • مجلة السنة- عدد (69)- السنة (1418هـ).
  • هدم الدساكر على مَن بغى على الرافعي وشاكر، وائل حافظ خلف.
  • مجلة الأدب الإسلامي –العدد 16، عدد خاص بالحديث عن الشيخ.
  • شعر محمود محمد شاكر: دراسة فنية، رسالة ماجستير للباحث شعبان نصر عبد الله، كلية دار العلوم - جامعة القاهرة، ٢٠١٦.

Read other articles:

Aircraft cannon Maschinengewehr MG 151 MG 151/20 – normal (fig.1) vs. electric (fig.3) ignitionMG 151/15 – normal (fig.2) vs. electric (fig.4) ignitionTypeAircraft cannonPlace of originGermanyService historyUsed bySee usersWarsSee warsProduction historyManufacturerWaffenfabrik Mauser AGProduced1940-1941 – MG 151/151941-1945 – MG 151/20 (Nazi Germany)VariantsMG 151/15MG 151/20SpecificationsMass38.1 kg (84 lb 0 oz) – MG 151/1542.7 kg (94 lb 2...

 

Martín Ángel MartínInformación personalNacimiento 1 de julio de 1929 Peñaranda de Bracamonte (España) Fallecimiento 10 de abril de 1987 (57 años)Madrid (España) Nacionalidad EspañolaInformación profesionalOcupación Inventor, científico e ingeniero Invención Racores Barcelona perfeccionados según UNE23400[editar datos en Wikidata] Gama de racores de aluminio tipo Barcelona s/UNE23400 para manguera en talla Ø25, Ø45 y Ø70. Reducción BcnØ25 a BcnØ45 para unión de m...

 

Artikel ini sebatang kara, artinya tidak ada artikel lain yang memiliki pranala balik ke halaman ini.Bantulah menambah pranala ke artikel ini dari artikel yang berhubungan atau coba peralatan pencari pranala.Tag ini diberikan pada Desember 2022. Yuventinus Catur Prasetyanto PanggihInformasi pribadiLahir0 Juni 1964 (umur 59)IndonesiaAlma materAkademi Angkatan Udara (1987)Karier militerPihak IndonesiaDinas/cabang TNI Angkatan UdaraMasa dinas1987—2022Pangkat Marsekal Pertama TNI...

1912–13 Yale Bulldogs men's ice hockey seasonConference3rd IHLHome iceYale RinkRecordOverall2–7–0Conference0–4–0Home1–0–0Road1–1–0Neutral0–6–0Coaches and captainsCaptain(s)Archer HarmonYale Bulldogs men's ice hockey seasons« 1911–12 1913–14 » The 1912–13 Yale Bulldogs men's ice hockey season was the 18th season of play for the program. Season Prior to the season, Yale, a founding member of the Intercollegiate Hockey Association, withdrew from the lea...

 

PT Garuda Maintenance Facility Aero Asia TbkNama dagangGMF AeroAsiaJenisPerseroan terbatasKode emitenIDX: GMFIIndustriPenerbanganDidirikan26 April 2002; 21 tahun lalu (2002-04-26)KantorpusatJakarta, IndonesiaWilayah operasiIndonesiaTokohkunciAndi Fahrurrozi[1](Direktur Utama)Rahmat Hanafi[1](Komisaris Utama)JasaPerawatan, perbaikan, dan pemeriksaan pesawat terbangPendapatanUS$ 253,841 juta (2020)[2]Laba bersihUS$ -325,907 juta (2020)[2]Total asetUS$ 520,85...

 

Edip YükselLahirpada 1957Tempat tinggalTucson, Arizona, ASKebangsaanAmerika, TurkiPendidikanJuris Doctor, Kolese Hukum, Universitas ArizonaAlmamaterUniversitas ArizonaPekerjaanPengarang, Aktivis, ProfesorOrganisasiPendiri MPJP Muslims for Peace, Justice and ProgressDikenal atasterlibat dalam gerakan Reformasi Islam, mempromosikan filsafat dan pemikiran kritis, dan karya-karya sastra tentang subyek tersebutSitus web19.org Yuksel.org Edip Yüksel (Kurdi: ادیپ یوکسل; kelahiran 1957) ad...

Lage der Provinz Römische Provinzen unter Trajan (117 n. Chr.) Arabia Petraea war eine Provinz des Römischen Reiches. Sie wurde im Jahr 106 nach der Annexion des Nabatäerreichs und dessen Hauptstadt Petra durch Kaiser Trajan eingerichtet. Ihr Gebiet umfasste in etwa die Sinai-Halbinsel und den Westen des heutigen Jordanien. Arabia Petraea gehörte zu den kaiserlichen Provinzen und wurde von einem Legaten in praetorischem Rang verwaltet, der von einem Prokurator aus dem Ritterstand unterst...

 

This article has multiple issues. Please help improve it or discuss these issues on the talk page. (Learn how and when to remove these template messages) This article relies excessively on references to primary sources. Please improve this article by adding secondary or tertiary sources. Find sources: Is Religion Dangerous? – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (August 2023) (Learn how and when to remove this template message) This article is w...

 

City in FloridaHialeah, Florida Haiyakpo-hili (Seminole)CityHouses in Hialeah FlagSealNickname: The City of ProgressLocation in Miami-Dade County and the state of FloridaU.S. Census Bureau map showing city limits prior to most recent annexationCoordinates: 25°51′38″N 80°17′38″W / 25.86056°N 80.29389°W / 25.86056; -80.29389Country United States of AmericaState FloridaCounty Miami-DadeIncorporatedSeptember 10, 1925Government • TypeC...

محمد بن مسلم الثقفي معلومات شخصية تاريخ الميلاد سنة 80 هجري تاريخ الوفاة سنة 150 هجري الكنية أبو جعفر الديانة الإسلام المذهب الفقهي الشيعي الحياة العملية اللغة الأم العربية سبب الشهرة صحبة أئمة الشيعة وروايته للحديث أعمال بارزة كتاب الأربعمائة مسألة في أبواب الحلال والحرام...

 

2004 single by Beenie ManKing of the DancehallSingle by Beenie Manfrom the album Back to Basics ReleasedAugust 24, 2004 (2004-08-24)GenreDancehallLength3:37LabelVirginSongwriter(s)M. Davis, Maurice Gregory, T. KellyProducer(s)Tony CD KellyBeenie Man singles chronology Compton (2004) King of the Dancehall (2004) Soul on Fire (2005) King of the Dancehall is the second single by Beenie Man from his studio album Back to Basics. It was written by Tony Kelly, Maurice Gregory, and Bee...

 

Major shear zone that developed in the Precambrian The Trans Brazilian Lineament (TBL), or Transbrasiliano Lineament, is a major shear zone that developed in the Precambrian period, and that has been reactivated several times since then, mostly recently during the Mesozoic. Movement along the shear zone helps explain how the South American continent could have fitted tightly to the African continent before the breakup of Gondwana.[1] Formation and location The TBL was formed when the ...

Agricultural machine A threshing machine in operation A threshing machine or a thresher is a piece of farm equipment that separates grain seed from the stalks and husks. It does so by beating the plant to make the seeds fall out. Before such machines were developed, threshing was done by hand with flails: such hand threshing was very laborious and time-consuming, taking about one-quarter of agricultural labour by the 18th century.[1] Mechanization of this process removed a substantial...

 

Interwar logo of Cartea Românească Cartea Românească (The Romanian Book) is a publishing house in Bucharest, Romania, founded in 1919. Disestablished by the communist regime in 1948, it was restored under later communism, in 1970, when it functioned as the official imprint of the Writers' Union of Romania (USR).[1] The USR maintained its control of the business following the Romanian Revolution of 1989 and, from 2005 to 2016, shared the brand with a private company, Polirom.[1...

 

This is a list of post-Roman triumphal arches. Since the Renaissance period, rulers and states have sought to glorify themselves or commemorate victories by erecting triumphal arches on the Roman model. Modern arches have ranged from temporary structures of wood and plaster set up to celebrate royal entries to large permanent stone structures built in prominent places in city centres. They have been built around the world in a variety of styles, ranging from conscious imitations of Roman arch...

Эту страницу предлагается переименовать в «Эклектизм (искусство)».Пояснение причин и обсуждение — на странице Википедия:К переименованию/3 марта 2023. Пожалуйста, основывайте свои аргументы на правилах именования статей. Не удаляйте шаблон до подведения итога обсужден...

 

Israeli chocolate brand Product typeConfectioneryOwnerUnileverCountry IsraelMarketsIsrael, North America, United Kingdom, France, Australia, ArgentinaWebsitehttps://www.unilever.co.il/brands/nutrition/klik/ Klik (Hebrew: קליק) is an Israeli candy brand owned by Unilever Food Solutions, a subsidiary of Unilever. It is used for various chocolate, candy, and chocolate-covered products, including chocolate-covered corn flakes and malted milk balls. Overview Milk and white chocolate pearl...

 

今日日本標準時(UTC+9) 丙申・翼宿・火曜 旧暦 令和6年 11月112日 (春分、清明まで2日) CE 2024年 4月2日 AH 1445年 9月23日 JD 2460403.05625 22:21 [更新] 旧暦(きゅうれき)とは、改暦があった場合のそれ以前に使われていた暦法のことである。改暦後の暦法は新暦。多くの国ではグレゴリオ暦が現行暦のため、グレゴリオ暦の前の暦法を指す. 東アジア 東アジアの多くの国では、...

La versión actual de este artículo o sección parece estar escrita a modo de publicidad.Para satisfacer los estándares de calidad de Wikipedia y procurar un punto de vista neutral, este artículo o sección puede requerir limpieza. Por favor discute este problema en la página de discusión. Este aviso fue puesto el Error: tiempo inválido. Unidad Educativa Básica Dr. Lorenzo Rufo Peña es una institución pública de educación primaria laica de la ciudad de Vinces, Ecuador, fundada en ...

 

Map all coordinates using OSMMap up to 200 coordinates using Bing Export all coordinates as KML Export all coordinates as GeoRSS Export all coordinates as GPX Map all microformatted coordinates Place data as RDF Ang Lees Lake ngalan niining mga mosunod: Canada 1 2 3 4 5 6 7 Mga dapit nga gitawag Lees Lake sa Canada. Lees Lake (lanaw sa Canada, Ontario), Algoma, 46°33′08″N 83°41′20″W / 46.55222°N 83.68889°W / 46.55222; -83.68889 (Lees Lake (lanaw sa...

 

Strategi Solo vs Squad di Free Fire: Cara Menang Mudah!