محمد بن عبد القادر بن محمد المبارك الجزائري الدمشقي (وُلد عام 1332هـ /1912مبدمشق - وتُوُفِّيَ 1402هـ /1981مبالمدينة المنورة) وهو عالمٌ، وباحثٌ، ومُؤلِّفٌ، ولُغويٌّ، وأحدُ أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومن رُوَّاد الفكر العربي الإسلامي، نشأ في أُسرة عُرف رجالُها بالدِّين، والعلم، والصلاح، فوالده الشيخ عبد القادر كان لُغويًّا مشهورًا، وجدُّهُ محمد المبارك من العلماء الأدباء والمربِّين المرشدين وشقيقه الدكتور مازن المبارك.[1][2][3][4]
محمد المبارك في شبابه
سيرته
وُلد محمد المبارك في دمشق عام 1912م، في حيٍّ قريبٍ من الجامع الأموي، درس المرحلة الابتدائية والثانوية في مدارس دمشق، فحصل على الشهادة الثانوية من شُعبة الرياضيات في الفرع العلمي؛ وكان متفوقًا في دراسته، وخاصةً في اللغة العربية والرياضيات، وكان له ميلٌ واضحٌ إلى العلوم العربية والعلوم الإسلامية، فتلقَّى علوم اللغة والشريعة عن والده الشيخ عبد القادر المبارك، وعن مُحدِّث الشام الشيخ بدرالدين الحسني.[2]
انتسب إلى (كلية الحقوق) في جامعة دمشق، ونال إجازتها في عام 1935م، ونال في العام نفسه شهادة الآداب العليا.
أوفدته وزارةُ المعارف السورية إلى فرنسا فدرس في (جامعة السوربون)، وحصل على شهادة في الأدب العربي، وثانية في الأدب الفرنسي، وأخرى في علم الاجتماع، وعاد إلى دمشق عام 1938م. بعد ثلاث سنوات تعرَّف أثناءها عددًا من المستشرقين مثل: مارسيه، وماسينيون، والأدباء الفرنسيين، وكثيرًا من العرب والمسلمين المهاجرين الذين كانوا في فرنسا، مثل: شكيب أرسلان، ورجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.[5]
عمله
عمل المبارك بعد عودته أستاذًا للأدب، ثم مُفتِّشًا (موجِّهًا) اختصاصيًّا للغة العربية والتربية الإسلامية، ثمّ عضوًا في اللجنة الفنية في وزارة المعارف، وشارك في تلك الفترة بوضع المناهج لمادَّتي اللغة العربية والدين.
كان له نشاطٌ واسعٌ في العمل الاجتماعي والدعوة الإسلامية، وفي عام 1947م ترك العمل الرسمي ورشَّح نفسه للنيابة، ففاز عن مدينة دمشق، وظلَّ نائبًا عنها ثلاث دورات متتالية حتى عام 1958م، وتولَّى الوزارة في أثناء ذلك (1949-1958) ثلاث مرَّات، فكان وزيرًا للأشغال العامة، ثمَّ للمواصلات، ثمَّ للزراعة، وكان في الوقت نفسه أستاذًا محاضرًا يُدرِّس في كلية الشريعة العقيدةَ ونظامَ الإسلام، ويُدرِّس في كلية الآداب فقهَ اللغة والدراسات القرآنية.[6]