السياحة في السعودية هي أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع، وتمثل أحد المحاور المهمة لرؤية السعودية 2030. وإضافة للمكنوز التاريخي والتراثي والتنوع الطبيعي والثقافي للسعودية،[1] تعد أرضها مهد الدين الإسلامي ما يجعلها محل جذب سياحي، حيث يقصد المسجد الحراموالمسجد النبوي ملايين المسلمين لأداء فريضة الحجومناسك العمرة، وجاءت المملكة أول الوجهات العربية تفضيلا من قبل السياح المسلمين ورابعها عالميًا ضمن قائمة الوجهات العشر الأولى الأكثر زيارة من قبل السياح المسلمين، من بين 130 بلدًا بحسب تقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لسنة 2019م.[2]
في 27 سبتمبر2019 استحدثت السعودية، للمرة الأولى في تاريخها، تأشيرة سياحية تتيح لجميع مواطني دول العالم القدوم إليها على مدار العام وفق تنظيمات جديدة تضمنت إمكانية الحصول على التأشيرة إلكترونيا أو عند الوصول لأحد منافذ الدخول، كما لا تشترط إلزامية وجود المرافق للمرأة، أو ضرورة لبسها للعباءة، مع وجوب التقيد بالنظام والذوق العام.[3] ووفقا لنظام هذه التأشيرة، والتي تصل صلاحيتها لعام كامل، يمكن القيام بزيارات متعددة للمملكة على ألا تتجاوز 90 يوما في المرة الواحدة، وسيستفيد من التأشيرة في مرحلتها الأولى مواطنو 49 دولة يتوقع أن يمثلوا نحو 80% من نفقات السفر العالمية و75% من الرحلات الترفيهية في العالم بحلول عام 2030.[4] وفي أكتوبر 2023 أضافت وزارة السياحة ست دول أخرى للاستفادة من التأشيرة الإلكترونية (تركيا وتيلندة وموريشيوس وسيشل وبنما، بالإضافة إلى دولة سانت كيتس ونيفيس)، وتلك التأشيرة تسمح بالسياحة وأداء العمرة بالإضافة إلى الأعمال وزيارة الأقارب والأصدقاء بحسب ما صرحت به وزارة السياحة.[5]
وفي ديسمبر 2023 صرحت وزارة السياحة السعودية أن المملكة باتت تحتل المركز الأول بين دول مجموعة العشرين من حيث نسبة نمو عدد السياح الدوليين.[6] وفي العام 2023دخل المملكة العربية السعودية سبعة وعشرين مليون سائح أجنبي وفق ما صرح به وزير السياحة السعودي أحمد بن عقيل الخطيب.[7][8] كما تصدرت السعودية في العام 2023 قائمة الأمم المتحدة لنسبة نمو السياح الدوليين حيث حققت رقما قياسيا في إنفاق السياح القادمين من الخارج.[9]
المساهمة في الناتج الوطني
وتعول السعودية على زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج الوطني حيث أعلن أحمد الخطيب وزير السياحة، استقطاب استثمارات تقدر بـ115 مليار ريال حتى وقت إطلاق التأشيرة السياحية، متوقعا في عام 2030 استقبال 100 مليون زيارة سنويا لتكون المملكة وفق رؤية 2030 ضمن أكثر 5 دول استقبالا للسياح، إذ تعمل الآن على زيادة القدرة الاستيعابية لمطاراتها إلى 150 مليون راكب سنويا، كما تعمل على تطوير وجهات سياحية جديدة مثل مدينة المستقبل ”نيوم“، ومدينة القدية الثقافية قرب الرياض، إضافة لعدد من المشاريع السياحية والترفيهية في محيط البحر الأحمر. ويتوقع أن تشهد أعداد الغرف الفندقية زيادة قدرها 500 ألف غرفة إضافية.[10][11][12]
وباتت السياحة تلقى دعماً متزايداً من الحكومة السعودية التي تعمل حاليا على تنفيذ عمليات تطوير شاملة لمنظومة القطاع السياحي، تشمل عددا من المشاريع الكبرى، وتحديث وتطوير البنية التحتية، وتأهيل المواقع السياحية والتراثية، والارتقاء بقطاع الإيواء ووكالات السفر والخدمات السياحية، وتطوير الأنشطة والفعاليات في المواقع السياحية، فضلاً عن تنمية الموارد البشرية السياحية. وتسعى هيئة السياحة لاستكمال مهمتها نحو تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يسهم بفعالية متزايدة في الناتج القومي الإجمالي، ودعم الاقتصاد الوطني،[13][14] بعائدات تصل إلى 10%، وتوفير ما يصل إلى 1.6 مليون وظيفة في عام 2030.[15] وأشار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتاريخ 6 ديسمبر 2023 في كلمة له بمناسبة إعلان الميزانية لعام 2024 أن المملكة تريد زيادة مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد المحلي إلى 289 مليار ريال كإجمالي حجم إنفاق سياحي، وتحقيق 88 مليون زائر، والمزيد من التوظيف في القطاع السياحي. حيث تعمل المملكة على رفع مستهدفات السياحة إلى 150 مليون زائر داخلياً وخارجياً بحلول عام 2030.[16]
أسهم قطاع السياحة السعودي في تطور الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تجاوزت 7.2% سنة 2011،[17] وتجاوزت نسبة توظيف السعوديين فيه 26% من مجموع العاملين في القطاع السياحي، والذين يشغلون 670 ألف وظيفة مباشرة، كما أسهم هذا التوظيف بما نسبته 9.1% من إجمالي القوى العاملة بالمملكة بالقطاع الخاص. ووفقاً لبيانات منظمة السياحة العالمية فإن حصة المملكة العربية السعودية من عدد الرحلات السياحية إلى منطقة الشرق الأوسط قد بلغت 32%. كما كشف تقرير عرض في المنتدى الاقتصادي العالمي أن السعودية حصدت 76 مليار دولار من السياحة في سنة 2013، أنفق منها السياح الأجانب 48 مليار فيما أنفق السياح المحليون 28 مليار.[18] في سنة 2008 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة عن اعتبار مدائن صالح (الحِجر) كموقع تراث عالمي،[19] وبذلك أصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي. في سنة 2010 أضيفت الدرعية إلى القائمة،[20] وفي سنة 2014 أضيفت جدة التاريخية إلى نفس القائمة،[21][22] كما تمت إضافة الفنون الصخرية في منطقة حائل سنة 2015 لتكون على قائمة التراث العالمي،[23] وكذلك واحة الأحساء سنة 2018م.[24] حصلت المملكة على تصنيف الوجهة السياحية الرابعة ضمن المؤشر العالمي للسياحة بالنسبة لدول منظمة التعاون الإسلامي لسنة 2014.[25]
ووفقاً لتقرير منظمة السياحة العالمية باروميتر الصادر في شهر يناير2024، حققت السعودية تعافيًا بنسبة 156% في أعداد السياح الوافدين خلال العام 2023 مقارنةً بالعام 2019.[26] وفي فبراير 2024 أكد وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، أن السعودية حققت خلال 2023 مستهدف 100 مليون سائح الذي كان مخططاً له بحلول 2030، مشيرا إلى أن المملكة استقطبت 77 مليون سائح من داخلها و27 مليوناً من خارجها أنفقوا 100 مليار ريال (27 مليار دولار).[27] وفي مارس 2024 اجتذبت السعودية حوالي 13 مليار دولار من استثمارات القطاع الخاص في صناعة السياحة حيث تهدف المملكة إلى تقاسم تكلفة الإنفاق المرتبطة بخطتها لتصبح نقطة جذب جديدة للسفر.[28][29] وفي 30 مارس 2024 كشفت بيانات البنك المركزي السعودي أن المملكة حققت رقمًا قياسيًا هو الأعلى في تاريخها في إنفاق الزوار القادمين إليها من الخارج خلال العام 2023م بما يصل إلى 135 مليار ريال بنسبة نمو قدرها 42.8% مقارنة بعام 2022م.[30][31][32][33]
المقومات السياحية
تشكل السعودية بُعداً حضارياً وتاريخياً مهماً من الناحية الدينية والاقتصادية.[34] مفهوم السياحة الحديث الذي ترعاه الدولة هو المنافع المتعددة للسياحة في الجانب الاقتصادي والثقافي والتراثي والاجتماعي والبيئي. تحتوي المتاحف السعودية على قطع أثرية عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم، وفترة العُبَيْد التي تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، فترة دلمون ثم فترة الممالك العربية المبكرة، ثم الممالك العربية الوسيطة والمتأخرة ففترة العهد النبوي ثم فترة الدولة الأمويةوالعباسية والعصر الإسلامي الوسيط والمتأخر، وأخيراً فترة توحيد المملكة العربية السعودية.[35] كما يوجد أكثر من 10 آلاف موقع تراثي وثقافي في البلاد،[36] منها 500 ذكرت في الشعر العربي القديم، ونحو 400 موقع آخر ورد ذكرها في السيرة النبوية، لكن تظل مكة أكثر المدن جذباً للزوار تليها المدينة المنورة.[37] تمتد على ساحل البحر الأحمر شواطئ مؤهلة لأن تكون مكاناً جاذباً للسياح، قرابة 1800 كم من الغرب وعلى مسافة 700 كم على ساحل الخليج العربي من الشرق، وتعد مياه المملكة الدافئة وساعات النهار الطويلة نقاط جذب مهمة. تخطط السعودية لجذب 100 مليون زيارة سنويا في العام 2030،[38] وإلى رفع مساهمة السياحة في الاقتصاد من خمسة إلى 18%.[37]
على الرغم من العوائد المالية الضخمة التي يحققها قطاع الحجوالعمرة، إلا أن جلها يعود لمصلحة القطاع الخاص، إذ لا يمثل القطاع أكثر من 4% من الناتج المحلي.[15] ويزور السعودية ملايين المسلمين كل عام نظراً لوجود المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، بالإضافة إلى المشاعر المقدسة الموجودة في مكة، ويقصدها الزائرون لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة. تشير إحصاءات إلى أن قطاع الحج والعمرة في السعودية تمكن من توليد 7 مليارات دولار من العوائد السنوية خلال عام 2009، فيما تشير توقعات رسمية إلى أن القطاع السياحي السعودي يساهم في الناتج المحلي بنحو 2.7 في المائة، وبالتالي يخلق أكثر من مليون وظيفة في ظل تمويل حكومي قدره 2.4 مليار ريال.[39][40]
ترفض السعودية تسمية هذا النوع من السياحة بالسياحة الدينية، وعلى الرغم من الاختلاف على مشروعية هذا المسمى إلا أن بعض المشايخ رأوا بأن السياحة تأتي بمعنى الانتقال من مكان إلى مكان آخر لمشاهدة ما فيه من آثار أو للتنزه والتمتع بما فيه من مناظر أو مظاهر أمر لا يمنعه الدين في حد ذاته، بل يأمر به إذا كان الغرض شريفاً مستدلين برحلة الإمام الشافعي في طلب العلم ودعوته إلى السفر، واعتبروا أن الحج نفسه سياحة دينية وعبادة مفروضة،[45] ولكن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رفض تسمية الحج والعمرة بالسياحة الدينية حيث قال: "لا يوجد سياحة دينية في مكة المكرمة بل إنها مكان للحج وللعبادة، حيث إن كل من يقصد بيت الله الحرام هو لأداء الفروض الإسلامية، والسياحة خارج حدود مكة والمشاعر المقدسة".[46]
السياحة البيئية
نظراً لما تمتلكه المملكة من مساحة واسعة، وشواطئ ممتدة على ساحلي البحر الأحمروالخليج العربي، وسلاسل جبال شاهقة وتنوع في نظمها البيئية، فإن السياحة البيئية تشكل عنصراً مهماً من عناصر الجذب السياحي الداخلي فيها. إلا أنه وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يزال وضع السياحة في الوطن العربي، وفي دول مجلس التعاون الخليجي تحديداً، محدوداً نسبياً، حيث لا يتعدى حجمها 3% من الناتج الإجمالي.[47] استثمرت السعودية حوالي 25 مليار ريال في هذا المجال في الفترة ما بين عامي 1995و2002. وقد نمت السياحة وارتفع استقطابها للسياح المحليين ليصل إلى 27% من أصل أربعة ملايين سائح سعودي يتوجهون إلى الخارج سنوياً، وينفقون ما يصل إلى نحو 64 مليار ريال. ويصرف السيّاح السعوديون ما يتراوح بين 6 و 10 بلايين ريال على السياحة البيئية وفق التقديرات العالمية لحصة السياحة البيئية من كافة المجالات السياحة. تعتبر خطة التنمية الخامسة (1410 - 1415 هـ / 1990 - 1995م) البداية الفعلية للاهتمام بالسياحة في المملكة، حيث شهدت المرافق السياحية توسعاً كبيراً سواء على المرتفعات الجبلية أو السواحل البحرية.[48]
في سنة 2002 عقدت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية بالتعاون مع الهيئة العليا للتطوير السياحي ندوة دولية للسياحة البيئية في المملكة العربية السعودية، وكانت قد قدرت في إحدى دراساتها أن سبع محميات في المملكة تصلح لأن تكون حاضنة للسياحة البيئية، وتشتمل النشاطات المتوقعة فيها على الرحلات الراجلة والقيادة لمشاهدة الحياة الفطرية والطيور، والمشي على الكثبان الرمليةوالتخييموالغوص ومشاهدة معروضات مراكز الزوار التي تقوم بدور متاحف بيئية مصغرة.[49]
على الرغم من توفر المحميات باختلاف أشكالها إلا أنها لم تهيأ تماماً للزيارة بشكل مباشر، ولكن الهيئة توفر برامج زيارات للمدارس وفي فترات للزوار ويكون ذلك في بعض تلك المواقع، كما تنظم عمليات جمع الكمأ (الفقع) خصوصاً في المحميات الشمالية. حالياً هناك خطوات حثيثة لاعتماد استراتيجية وطنية للسياحة البيئية تراعي الطاقات الاستيعابية للزيارات في المناطق المحمية وما يترتب عليها من أمور.[47]
السياحة العلاجيّة
لا تزال السياحة العلاجية في السعودية ضعيفة، بالرغم من وجود عدد من المستشفيات المتخصصة وبعض المواقع الطبيعية الاستشفائية المتمثلة بالعيون الحارّة ونحوها المنتشرة في المملكة. تضم المملكة مستشفيات متخصصة، في مجال الأورام إلى جانب زراعة النخاع العظمي وكذلك الجراحات التجميلية ببرامجها الدقيقة، وبعض تلك المراكز والمستشفيات الطبية مجهزة من الناحية التقنية والفندقية والتأهيل الطبي، حيث تعد الرياضوجدةوالخُبَر من المدن التي يمكن أن تكون الوجهة المناسبة لمن يقصدها بغرض العلاج، باعتبارها الأكثر تأهيلاً وجاهزية بالنسبة لمدن المملكة الأخرى.[51]
أما بالنسبة للمواقع الطبيعية الاستشفائية فتتمثل بوجود العيون الحارّة المنتشرة في مواقع مختلفة من المملكة، والعيون الحارة عبارة عن مياه تنبع من عيون مرتبطة بأنواع مختلفة من الصخور التي تختلف باختلاف تراكيبها الجيولوجية، فبعضها مرتبط بصخور الأساس النارية أو المتحولة وهناك أخرى مرتبطة بصخور الغطاء الرسوبي، وبذلك فإن نوعية مياه الينابيع الحارة تختلف باختلاف التركيب المعدني والكيميائي للصخور، والتي يمكن لبعضها علاج بعض الأمراض الجلدية ووجع المفاصل المعروف بالروماتيزم.[52]
من أبرز تلك العيون، العين الحارة في محافظة الدائر بني مالك والعين الحارة في محافظة الحُرّث (الخوبة) التابعتين لمنطقة جازان،[53][54] والعيون الحارة في محافظة الليث التابعة لمنطقة مكة المكرمة،[55]وعين الحارة في محافظة الأحساء التابعة للمنطقة الشرقية،[56] مؤخراً نفذت وزارة السياحة مشروعاً يعد الأول من نوعه في المملكة والذي يتمثل في السياحة الاستشفائية عن طريق العيون الحارة بمحافظة الحُرّث، ويأتي ذلك ضمن خطة لتطوير العيون الحارة بمنطقة جازان، وكانت جامعة جازان ممثلة في كلية طب المناطق الحارة والمديرية العامة للشؤون الصحية من الجهات التي تم التعاون معها في تنفيذ المشروع، وتستقطب هذه العيون زواراً معظمهم من داخل المملكة ومن دول مجلس التعاون الخليجي.[57]
سياحة التسوق
تعدّ سياحة التسوّق من أهم المجالات السياحية في المملكة، وتشير الإحصائيات إلى أن سياحة التسوق تستحوذ على ما نسبته 75% من الإنفاق الإجمالي على الأنشطة الترفيهية في المملكة.[58] عادة ما تكون سياحة التسوق بغرض التسوّق وشراء منتجات بلد ما تسري عليها تخفيضات من أجل الجذب السياحي، هناك العديد من الخيارات في مجال التسوق حيث توجد الأسواق الشعبية والبقالات التقليدية والمتاجر الكبرى ومراكز التسوق التجارية الحديثة، وتتوافر فيها العديد من المنتجات والماركات التجارية العالمية. في الأسواق الشعبية تتوفر العديد من الأشياء كمنتجات الحرف اليدوية والأثاث والسجاد والعطور والبخور والذهب والمجوهرات بالإضافة إلى التحف والمشغولات الفنية والملابس وغيرها، وعادة ما تكون الأسواق الشعبية في جميع المدن وكذلك القرى الكبرى. كما أن معظم المدن الرئيسية تتميز بوجود مراكز تجارية حديثة وبعضها تكون معالم معروفة لتلك المدن.[59]
يتميّز مهرجان الرياض للتسوق والترفيه الذي يقام في مدينة الرياض من صيف كل عام بأنه يجمع بين السياحية الثقافية والترفيهية والتسويقية، ويشكّل حدثاً وطنياً يسعى إلى الرقي بالسياحة الداخلية من خلال فعاليات المهرجان المتنوعة. كما يحتوي على المنتجات الشعبية من كافة مناطق المملكة، حيث يعمل على استقطاب الزوّار من مختلف تلك المناطق بالإضافة إلى زوّار من خارج السعودية،[59] وقد بلغت مصروفات السياح المحليين على التسوق في الرياض وحدها في سنة 2011 نحو 665 مليون ريال، متقدمة على حجم المصروفات على مرافق الإيواء السياحي الذي بدوره بلغ 497 مليون ريال.[60]
سياحة الأعمال
اهتمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (وزارة السياحة حاليا) بسياحة الأعمال في المملكة، وقد عملت الهيئة على التعاون مع وزارة التجارة ومجالس الغرف التجارية، والمناطق وغيرها لتطوير ما يتطلبه هذا النوع من السياحة لتكون أكثر تنافسية، حيث أن هذه السياحة تكون عادةً بغرض حضور المعارضوالمؤتمرات والاجتماعات أو الاشتراك بها. تشهد المملكة نمواً ملحوظاً ومتصاعداً في مجال سياحة الأعمال، وذلك بسبب النهضة الاقتصادية والعمرانية بها، وما تحتويه من خدمات وبنية تحتية المناسبة. وتمثل سياحة الأعمال رافداً مهما في السوق السياحي بالدولة، حيث يبلغ إنفاق سياح الأعمال نحو 21% من إجمالي السياحة في المملكة. هناك أكثر من 100 ألف فعالية أعمال تقام سنوياً، يحضرها أكثر من 3.9 مليون سائح بمعدلات إنفاق تتجاوز 4.2 مليار ريال. كما توجد أكثر من 600 صالة معارض ومؤتمرات واجتماعات.[61] في سنة 2013 حققت سياحة الأعمال 14 مليار ريال، ويتوقع أن يصل في سنة 2024 إلى 30 ملياراً.[62] تعكف وزارة السياحة حالياً على تطوير سياحة الأعمال والعمل على رفع عدد الرحلات السياحية المحلية القادمة المرتبطة بسياحة الأعمال، مع التركيز على تطوير عناصر صناعة سياحة الأعمال، وغيرها من الأمور التي تسهم في زيادة عدد منتجات وبرامج سياحة الأعمال ورفع جودتها.[61]
السياحة الثقافية
سعت هيئة السياحة منذ بداياتها لدمج السياحة بالتراث والثقافة من خلال تأسيس برنامج «الثقافة والتراث» في العام 2002م، وساعد موقع المملكة وسط قارات العالم في اكتسابها عددا من مقومات السياحة الثقافية كونها كانت ولا تزال ملتقى الحضارات الإنسانية، وتضم المملكة حاليا نحو 10 آلاف موقع تراثي وثقافي، وقد تجاوز عدد الرحلات السياحية الثقافية المحلية في المملكة ستة ملايين رحلة في العام 2016م شملت زيارات للمتاحف ومواقع التاريخ الإسلامي والمواقع الأثرية والمعارض الثقافية والفنية والمهرجانات الثقافية، وقدر الإنفاق المباشر للزوار المحليين والدوليين على أنشطة التراث الثقافي بنحو 13.5 مليار ريال (3.6 مليار دولار).[63]
السياحة الرياضية
هي نوع من السياحة يستهدف فئة الشباب خصوصًا، وتشمل الفعاليات والأنشطة والرحلات التي تكون بشكل فردي أو جماعي، وتتنوع بين الرياضات والمغامرات الصحراوية، والجبلية، والشاطئية والبحرية، والجوية، وغيرها من الأنشطة والفعاليات، وقد بلغ عدد الرحلات السياحية الرياضية في المملكة للعام 2018م، 151 ألف رحلة، ووصل الإنفاق السياحي على مستوى المملكة للعام نفسه 134 مليون ريال.[64]
تتميز مدائن صالح كونها إحدى أهم وأبرز الوجهات السياحية في السعودية، حيث أنه في سنة 2008، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (اليونسكو) أن مدائن صالح موقع تراث عالمي، وبذلك أصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي.[65] تضم آثار مدائن صالح 153 واجهة صخرية منحوتة، كما تضم عدداً من الآثار الإسلامية والتي تتمثل في عدد من القلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز والتي تمتد لمسافة 13 كم وكذلك المحطة والقاطرات.[66] مدائن صالح والمعروفة سابقاً بالحِجْر تقع بالقرب من مدينة العُلا والتي هي بدورها تحتوي على عدد من الآثار، وتتمتع بوجود عدد من الفنادق ودور السكن فيها ذات مستوى جيد، وهي تستقبل عدداً من السياح والزوار طيلة أيام السنة، وتكتظ في فترة العطلات، حيث يشهد شهري شوّالومُحرّم من التقويم الهجري، إقبال عدد من الحجّاجوالمعتمرين والذين قدموا على تأشيرة من فئة «عمرة بلس»[67] يمكن الوصول إلى مدائن صالح عن طريق مطار العُلا، والذي يبعد مسافة تقدّر بحوالي 15 دقيقة عن الموقع، والمطار يستقبل الوجهات القادمة من الرياضوالمدينة المنورةوحائل. كما أنه يمكن الوصول إلى الموقع أيضاً عن طريق السيارة أو عن طريق الحافلات القادمة من جدة وحائل والمدينة المنورة والرياض التي تتجّه يومياً إلى مدينة العلا.[67] بالنسبة للأجانب فهم يحتاجون إلى تصريح خاص يسمح لهم بزيارة موقع مدائن صالح، حيث أنه يوجد سور يحيط بالموقع مع وجود بوابة خاصة به، ويمكن الحصول على التصريح من خلال مبنى لجنة الآثار الواقع قرب المتحف الوطني، أو من أحد الفنادق الموجودة في محيط مدائن صالح، شرط وجود جواز السفر.[67] أعلنت وزارة السياحة أنه لا يشترط إذناً مسبق عند زيارة الموقع، والاكتفاء بتسجيل اسم الزائر عند بوابة الموقع.[68]
كانت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى، وتتميز حاليّاً بعدة مقومات سياحية متنوعة. تتكون الدرعية من عدة أحياء رئيسية هي حي الطريف، وحي غصيبة، وحي البجيري، وحي السريحة، وهناك أحياء تاريخية أخرى مثل الظهيرة والطرفية والعودة والبليدة. يتميّز حي الطريف كونه كان يضم مقر الحكم والأسرة الحاكمة ويعد الحي أحد مواقع التراث العالمي، حيث يضم عدداً من المباني ذات طابع معماري مميّز، بالإضافة لقصر سلوى الذي كانت تُدار منه شؤون الدولة، بالإضافة إلى بيت المال وغيرها من المباني الطينية الضخمة، كما أن هناك قصر للضيافة وحمام بخاري ومرافق أخرى. كما يوجد أيضاً سور الطريف الذي تقع عليه عدد من الأبراج الضخمة التي شُيِّدت للمراقبة، وهناك مواقع تاريخية أثرية أخرى مثل برج سمحة، وبرج الحسانية، وبرج الفتيقة، وبرج فيصل، وبرج شديد اللوح، وأبراج المغيصيبي، وأبراج القميرية، وسور قليقل، وحصن الرفيعة، وقصر الأمير سعد بن سعود، وقري عمران، وسمحان، ومسجد الظهيرة، والطريف.[69] في سنة 2010 تم اختيار موقع حي الطريف في الدرعية التاريخية ليكون ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو.[65]
تشتمل المنطقة على رسومات جبل أم سنمان في جبّة وكذلك راط والمنجور في الشويمس، وتحتوي الرسوم الصخرية في جبة على مجموعة متنوعة من الرسومات الصخرية المميزة التي يعود تاريخها إلى عشرة آلاف عام، ومن تلك الرسوم ما يجسد مناظر حيوانية وبشرية ونباتية ورمزية، وكذلك يحتوي «جبل جبة» ما يقارب 5,431 نقشاً عربياً ثموديّاً قديماً.[71] قامت منظمة اليونسكو سنة 2015 بتسجيل الفن الصخري في منطقة حائل وتحديداً الفنون الواقعة في منطقة جبة والشويمس لتكون على قائمة مواقع التراث العالمي.[72]
وهو مشروع سياحي فاخر، يتضمن أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين محافظتي أملجوالوجه، ولا يحتاج زواره إلى تأشيرة دخول سعودية، حيث إن الأنظمة المطبقة فيه تختلف عن أنظمة المملكة العربية السعودية.[76]
مشروع سياحي يوصف بـ«ريفييرا الشرق الأوسط»، ويقع ضمن محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية شمال غرب السعودية، وتتمحور فكرته على مفهوم السياحة الفاخرة المرتكزة على النقاهة والصحة والعلاج.[77]
مشروع ترفيهي رياضي ثقافي جنوب غرب العاصمة الرياض ويحتوي على أكثر من 300 من المرافق الترفيهية والتعليمية، ويهدف للمساهمة في استعادة 30 مليار دولار ينفقها السعوديون سنوياً على السياحة الخارجية، ومن أبرز محتوياته مدينة 6 فلاجز الترفيهية.[78]
منطقة جازان: توجد بالمنطقة العديد من المواقع الطبيعية والأثرية، وهي تتميز بتنوع تضاريسها، من أبرز الوجهات السياحيّة بالمنطقة، جزر فرسان التي تتميز بشواطئها البكر وأشجار المانغروف التي تحيط بها، كما أن بالجزيرة عدد من المواقع التاريخية أبرزها منزل الرفاعيومسجد النجديوالقلعة العثمانية.[80] كما أن مدينة جازان تحتوي على قلعة الدوسرية التي يعود تاريخها إلى الدولة العثمانية حيث كانت مقراً للحاكم التركي في جازان، كما توجد بالمدينة أيضاً القرية الشعبية التي يقام فيها عادةً مهرجان جازان الشتوي. يعتبر وادي لجب من الوجهات التي يقصدها السياح والزوار، بالإضافة إلى جبال فَيْفا ذات الطبيعة الجبلية التي تكسوها الخضرة على مدار العام كما تتميز بأجوائها المعتدلة.[81][82]
منطقة عسير: تعتبر من المناطق السياحية الجاذبة، من أبرز مواقعها السياحية الجبل الأخضر المطل على مدينة أبها وبه عربات تلفريك، كما يوجد بالمدينة أيضاً قصر شدا التاريخي. تعتبر السودة من الوجهات البارزة في عسير وهي تتميز بالمدرجات الزراعية الخضراء وغابات العرعر، وهناك متنزه السحاب الذي يشرف على تهامة، كما أن هناك أيضاً موقع للطيران الشراعي حيث تتم ممارسة رياضة القفز المظلي من أعلى قمة جبال السروات، ويوجد بها أيضاً عربات تلفريك تطل على المناظر الطبيعية. كما توجد قرية رجال ألمع التراثية التي تتميز بالفنون الألمعية في الأبنية التراثية المصنوعة من الحجر والطين. بالإضافة إلى وجود متنزهات الفرعاء ودلقان، وكذلك وادي وقرى المسقي التي تطل على مبانٍ تراثية مختلفة. كذلك توجد الحبلة التي تتوفر بها الخدمات السياحية. توجد أيضاً حصون قديمة في مدينة أحد رفيدة، وقرية ابن حمسان التراثية وهي عبارة عن مجمع تراثي يضم مطاعم شعبية.[83]
منطقة نجران: تقع المنطقة على جزء من صحراء الربع الخالي، كما تتميز بمبانيها التراثية ذات التصميم الفريد الخاص بها ومن أبرز الأمثلة على ذلك قصر الإمارة التاريخي، كما يوجد متحف نجران الذي يحتوي على مقتنيات تعود إلى عصور مختلفة، ويوجد موقع الأخدود الأثري.[84][85] كما أن المنطقة بها عدد من المحميات والمنتزهات الطبيعية ومن هذه المنتزهات متنزه الملك فهد الواقع في غابة سقام التي تتميز بأشجار السدروالسمر. كما يوجد بنجران عدد من الأسواق الشعبية والحديثة بمختلف مجالاتها، حيث تتميز الأسواق الشعبية بمحلاتها التي تشكل صف طويل من المحال الصغيرة، وتعمل على بيع القهوة العربيةوالتمور والمصنوعات الفخارية والخشبية والمنسوجات، كما أن هناك سوق تقليدي للنساء مخصص لبيع المنتجات النسائية.[85]
منطقة الجوف: تضم المنطقة عدداً من الأماكن التي تتوزع في مختلف محافظاتها. من المعالم المميزة في مدينة سكاكا توجد قلعة زعبل، وجبل برنس الذي يحوي نقوشاً ورسوماً صخرية، وموقع أعمدة الرجاجيل. كما يوجد حي الضلع القديم الذي يعبر عن الطراز المعماري لمدينة سكاكا، وكذلك منتزه الأمير فهد بن بندر المطل على المدينة، كما يوجد بها مكتبة دار الجوف للعلوم التي تحوي على وثائق ومخطوطات ومجموعات نادرة من العملات المعدنية. أما في محافظة دومة الجندل فهناك قلعة مارد، ومسجد عمر بن الخطاب الواقع وسط المدينة القديمة، وبالقرب منه يقع حي الدرع وهو أحد الأحياء القديمة وتضم بيوته صخوراً عليها كتابات تعود إلى عهد الأنباط، كما يوجد بالمحافظة أيضاً بحيرة دومة الجندل، كما يوجد سور دومة الجندل ذي الأهمية التاريخية والتراثية. في محافظة القريات يوجد قصر الكاف والقرية القديمة التي تتألف من بيوت طينية متلاصقة، وقلعة الصعيدي المطلة على قرية كاف، ومنتزه الرشراشية الذي يقع على مصب أربعة أودية، بالإضافة إلى المياه الكبريتية بعين الحواس.[86][87]
منطقة الحدود الشمالية: في مدينة عرعر العديد من الروضات التي تنمو فيها النباتات الطبيعية، منها وادي عرعر ووادي بدنة والعويصي، كما أن هناك عدد من التلال والجبال مثل جبل كثيفة. في المنطقة عدد من المواقع الأثرية والتاريخية التي تعود لعصور ما قبل الإسلام في بدينة ووادي الشاظي الواقعة في مدينة عرعر، بالنسبة لمدينة طريف فأبرز آثارها تتمثل في الأساسات الجدارية لقصر دوقرة، أما مدينة رفحاء فهي مدينة محطات الحجيج وبها مواقع أثرية في لينة. تكسو المنطقة الخضرة في الربيع، فتنتشر الأشجار العطرية المتنوعة، وبها يتوفر الكمأ (الفقع)، وتعتبر المنطقة مناسبة للتخييم وممارسة أنواع الرياضات الصحراوية، كما أن محمياتها تعتبر حاضنة للصقور بمختلف أنواعها.[88]
منطقة تبوك: هناك عدد من المواقع في المنطقة، حيث يوجد في مدينة تبوك متحف قلعة تبوك وعين سكر في مركز المدينة التاريخية، ومسجد التوبة، أما التسوق فهو ما تتميز به جادة الأمير فهد بن سلطان حيث تضم عدد من المحلات التجارية، ومتحف محطة تبوك إحدى محطات خط حديد الحجاز الرئيسية، بالإضافة إلى منطقة بجدة التي تتميز بكثبانها الرملية وتلالها الصخرية. بالنسبة لمدينة حقل فتتميز بالمطل والكورنيش الشمالي المطل على خليج العقبة، وتوجد هناك قلعة الملك عبد العزيز التاريخية، كما يوجد جبل اللوز أشهر جبال المنطقة، بالإضافة إلى منطقة الزيتة ومنطقة علقان. في ضباء يوجد المرسى الواقع في قلب المنطقة التاريخية، والحديقة الجبلية التراثية والبلدة القديمة، وهناك الكورنيش الجنوبي وآبار السلطانية الواقعة أعلى وادي ضباء، وشاطئ الليانه، وواحة الديسة، وشواطئ شرما، والخريبة، وعدد من القلاع التاريخية. في تيماء هناك المتحف وقصر الحمراء وغيره من القصور التاريخية، وبئر هداج والمنطقة التاريخية، ومواقع تاريخية مختلفة تعود للفترة الأرامية، ومواقع لمدافن تعود لفترة ماقبل التاريخ.[89] في البدع توجد مغاير شعيب.[90] تمتاز محافظة أملج بشواطئها وجزرها الممتدة على طول سواحلها، كما أن بها وبمحافظة الوجه عدد من المواقع التاريخية.[89]
منطقة القصيم: هناك عدد من المواقع السياحية في المنطقة من أبرز الأماكن في بريدة هناك العثيم مول، ومركز الحرف والصناعات اليدوية، ومتحف عبد الرحمن اليحيى، ومتنزه الجراد الرملي. أما بالنسبة لعنيزة فهناك بيت الحمدان ذو الطراز القديم الذي يحاكي تراث المنطقة، وسوق المسوكف، وبيت البسام، كما أن هناك منتزه الغضا الواقع في منطقة صحراوية. هناك عدد من البلدات التراثية توجد في الخبراءوالمذنبوعيون الجواء، بالإضافة إلى قصر المشقوق المحاط بأشجار النخيل، ومقصورتي الراجحي والسويلم، وبرج الشنانة. كما تشتهر القصيم بأكلتها الشعبية «الكليجا» والتي تقدم عادةً مع القهوة، ويقام مهرجان سنوي لها تحت مسمى مهرجان الكليجا.[93]
المنطقة الشرقية: تحتل المنطقة الشرقية مساحة كبيرة وهي أكبر المناطق الإدارية في المملكة من حيث المساحة. في الدمام هناك المتحف الإقليمي، وسوق الحب الشعبي بمختلف معروضاته، وكذلك توجد عدد المجمعات التجارية، وواجهة كورنيش الدمام، ومواقع الصيد للهواة والمحترفين، وقرية الدولفين الترفيهية، وجزيرة المرجان، وهناك قوارب توفر رحلات بحرية، كما يوجد الرصيف البحري الممتد للدمام. بالنسبة للظهرانوالخُبَر فهناك معرض أرامكو الذي يضم العديد من الأجنحة العلمية المتخصصة بمجالات النفط وطبقات الأرض، وصالة سينما لعرض البرامج الوثائقية، وبرنامج طاقة للعالم، كما يوجد بها مجمعات تجارية أبرزها مجمع الظهران ومجمع الراشد التجاري، كما أن هناك الواجهة البحرية بالخبر، وبها مراكب مخصصة للرحلات البحرية القصيرة، وشاطئ نصف القمر، ومن المعالم البارزة برج المياه الذي يحتوي على مطعم في أعلاه. أما القطيف فهناك كورنيش سيهات، وسوق الخميس الشعبي، وكورنيش القطيف، وميناء القطيف لصيد الأسماك، ويتواجد به عدد من المراكب البحرية التقليدية والقوارب القديمة، وجزيرة دارين وتتواجد بها مباني تراثية وبيوت شعبية، وهناك يوجد مرفأ قديم للصيد مقابل لقلعة دارين الأثرية والذي يعد من أقدم الموانئ البحرية في العالم، وبها كورنيش سنابس وكورنيش الزورة، وقلعة تاروت، والبلدة القديمة بتاروت، وواحة القطيف. بالنسبة للهفوف فهناك قصر إبراهيم، والمدرسة الأميرية الأولى (بيت الثقافة) وسط الهفوف، وبيت البيعة، ومسجد جواثا وسط منتزه الأحساء الوطني، وجبل القاره، وسوق القيصرية، وعين الجوهرية أقدم العيون في الاحساء.[103]
توجد العديد من المتاحف في السعودية أبرزها المتحف الوطني الذي يحتوي على ثمان قاعات للعرض تعمل على إبراز تاريخ شبه الجزيرة العربية الطبيعي، والإنساني، والثقافي، والسياسي، والديني وصولاً إلى تاريخ السعودية بأطوارها الثلاثة، وتوجد به 3700 قطعة أثرية وتراثية موزعة على تلك القاعات، ويبلغ عدد خزائن العرض 221 خزانة، أما الوسائل التصويرية فتبلغ 900 وسيلة، بالإضافة إلى المجسمات التي تبلغ 45 مجسماً.[104] كما تتوزع بقية المتاحف في كافة المناطق السعودية، حيث هناك المتاحف الحكومية والمتاحف الخاصة،[105] التي يصل عددها إلى أكثر من 200 متحف في مجالاتها الثقافية والتعليمية والتراثية.[106]
تحتوي المتاحف السعودية على قطع أثرية عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم، وفترة العُبَيْد التي تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، فترة دلمون ثم فترة الممالك العربية المبكرة، ثم الممالك العربية الوسيطة والمتأخرة ففترة العهد النبوي ثم فترة الدولة الأمويةوالعباسية والعصر الإسلامي الوسيط والمتأخر، وأخيراً فترة توحيد المملكة العربية السعودية.[35] كما يوجد أكثر من 6300 موقع تراثي وثقافي في البلاد.[37]
وتوجد متاحف مخصصة للقوات العسكرية السعودية مثل متحف صقر الجزيرة للطيران في مدينة الرياض ويحكي عن التطور التاريخي للقوات الجوية للسعودية منذ أن أنشأها الملك عبد العزيز وحتى الآن ويضم المتحف مجموعة كبيرة ومتنوعة من الطائرات المدنية والعسكرية. كما يضم المتحف صوراً ومشاهد من تاريخ الطيران، كلها تدعو للتأمل، إضافة إلى أنه يضم عدداً من الطائرات القديمة، التي تُعدُّ شاهداً على هذا التاريخ ومراحله. ويُعدّ مَعلماً حضارياً بارزاً في العاصمة الرياض.[107]
المهرجانات والفعاليّات
المهرجانات
تضم المملكة العديد من المهرجانات بمختلف أنواعها، وتكون عادة خلال أيام الإجازات والعطل الرسمية، يكون بعضها في فصل الشتاء ولكن يتركز معظمها في فصل الصيف إذ بلغ عددها أكثر من 45 مهرجاناً صيفياً تتوزع في جميع مناطق المملكة. قُدِّر في صيف عام 2014 بأن تحقق المهرجانات الصيفية عوائد اقتصادية تتجاوز 10 مليارات ريال، حيث تعمل على استقطاب أكثر من 10 ملايين زائر، كما توفر أكثر من 5000 فرصة عمل مؤقتة للمواطنين، وتقوم وزارة السياحة رعاية المهرجانات والفعاليات إعلامياً وتسويقياً.[108]
أصبحت المهرجانات علامة بارزة في السياحة السعودية، حيث تقام هذه المهرجانات بشكل سنوي وقد حققت تجارب ناجحة، مثل ما هو حاصل في مهرجان الجنادرية الذي يعتبر مناسبة وطنية عامة وفيه تتنوع الفعاليات والأنشطة من حفل الافتتاح والتراث الشعبي وسباق الهجن والعديد من الأنشطة الثقافية والتراثية وتتعدد فيه المشاركات من جميع مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي،[109] بالإضافة إلى عدد من المهرجانات مثل سوق عكاظومهرجان الورد في الطائف، ومهرجان تراث الصحراء في حائل، ومهرجان العسل في الباحة، والمهرجان الشتوي في جازان، ومهرجان الحريد في جزر فرسان، ومهرجان التمور في بريدة، ومهرجان سوق هجر التراثي في الأحساء، ومهرجان الزيتون بالجوف وغيرها من المهرجانات التي تركز على المنتجات المحلية والمعالم التراثية في المناطق، حيث أن كل منطقة تحرص على إبراز الجانب الأكثر جذباً في بيئتها الخاصة بها.[110]
مواسم السعودية
أطلقت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (وزارة السياحة حاليا) في العام 2019 مبادرة مواسم السعودية، وهي مبادرة سنوية بدأ التجهيز لها منذ العام 2018، وتشترك فيها عدة جهات حكومية، وتشمل 11 موسما تغطي كافة مناطق المملكة وتتضمن العديد من البرامج المصممة خصيصا للمناطق والمدن التي تمتلك مقومات سياحية وثقافية وتاريخية، وشملت هذه المواسم: موسم المنطقة الشرقية، وموسم شهر رمضان، وموسم عيد الفطر، وموسم عيد الأضحى، وموسم الطائف، وموسم جدة، وموسم اليوم الوطني، وموسم الرياض، وموسم الدرعية، وموسم حائل، وموسم العلا.[111]
الأنشطة والفعاليّات
تعد الفعاليات بمختلف مجالاتها السياحية والثقافية ونحوها، وهذه الفعاليّات تكون مصاحبة للمهرجانات، كما تساهم في إبراز عدد من المناطق والمدن لتكون وجهة سياحية، وهناك فئات متعددة لهذه الفعاليّات، حيث توجد «الفئة الدولية» وهي التي لها اعتراف دولي وتشترك فيها عدة دول وتستهدف غالباً السيّاح من خارج المنطقة أو من خارج المملكة وتكون ذات مردود اقتصادي كبير وتغطية إعلامية كبيرة، بينما تكون «الفئة الوطنية» عن طريق اشتراك أكثر من منطقة من مناطق المملكة وهذه الفعاليات موجهة إلى السيّاح من خارج المنطقة وبعض الدول المجاورة، أما «الفئة المحلية» فهي موجهة بشكل رئيسي للسيّاح من المناطق المجاورة وأحياناً الدول القريبة، وهناك «الفئة الدورية» التي تنفذ بشكل دوري ومتكرر في عدد من المناطق والمحافظات.[112]
منصة رقمية
وفي 20 أبريل 2024 كشفت الهيئة السعودية للسياحة عن منصة "روح السعودية" التي تضم دليلاً شاملاً للسائح والمقيم عن المواقع السياحية والترفيهية والمطاعم والأسواق والفنادق والشواطئ والمتاحف والحدائق في السعودية، حيث تعمل المنصة بشكلٍ تفاعلي مدعومة بالصور والروابط وتقدم الكثير من المزايا وتحتوي على كثير من الخدمات السياحية.[113]
الإيواء السياحي
للإيواء السياحي في السعودية أشكال مختلفة، فهي تتنوع ما بين الفنادق، والوحدات السكنية المفروشة، والفلل الفندقية، والمنتجعات، وفنادق الطرق (الموتيلات)، والنزل السياحية، والشقق الفندقية، والفنادق التراثية، والمخيمات البيئية السياحية. مؤخراً سعت هيئة السياحة لأن تُخضِع جميع مراكز الإيواء السياحي لمعايير تصنيف، بالنسبة للفنادق والوحدات السكنية المفروشة في مكة المكرمة والمدينة المنورة فهي تخضع إلى معايير خاصة بها.[114]
بلغ عدد الوحدات الفندقية الاقتصادية في السوق السعودية حوالي 1,320 وحدة فندقية اقتصادية تحمل علامة تجارية وفق تقرير لشركة «كولوريز» العالمية في سنة 2014، ما يمثل 2.1% من العلامات التجارية، وتمثل مدن الرياض وجدة ومكة والمدينة أكبر مساحة للنمو في قطاع الفنادق الاقتصادية.[115]
في عام 2013 تحققت أكبر نسبة إشغال لسوق الفنادق الاقتصادية في جدة بنسبة 70%، بينما وصلت الرياض إلى أعلى سعر متوسط بمبلغ 357 ريال سعودي، ومن المتوقع أن يصل عدد الوحدات الفندقية الاقتصادية ذات العلامات التجارية العالمية إلى 11,626 غرفة في عام 2018 بزيادة تتجاوز 780% نسبة إلى الربع الأول من عام 2014. في شهر أبريل من سنة 2014 كان إجمالي الفنادق في السعودية 1,258 فندق، من بينها 1100 فندق من فئة ثلاث نجوم ونجمتين ونجمة واحدة.[115]
التأشيرة السياحية
هي تأشيرة أطلقتها السعودية في 27 سبتمبر 2019، وتستهدف جميع جنسيات العالم دون النظر إلى الجنس أو الجنسية أو الدين، حيث يمكن الحصول عليها إلكترونيا أو عند الوصول إلى أحد المنافذ الجوية أو البرية المتاحة، أو من خلال السفارات والقنصليات السعودية، وفق مجموعتين، الأولى تشمل 49 دولة، فيما تشمل المجموعة الثانية بقية الدول، وتبلغ قيمة التأشيرة 440 ريالا شاملة التأمين الطبي والضرائب.
وفقا لنظام التأشيرة السياحية السعودية يمكن للسائح البقاء في السعودية لمدة ثلاثة أشهر كحد أقصى لكل عملية دخول، حيث إن التأشيرة تكون صالحة لمدة عام كامل، يسمح للمستفيد خلالها بالدخول المتعدد، كما تسمح التأشيرة لحاملها بأداء العمرة باستثناء موسم الحج، كما لا تشترط التأشيرة وجود مرافق للمرأة، أو ضرورة لبسها للعباءة، لكن لا تسمح المملكة بمخالفة قواعد النظام العام أو الآداب العامة. كما لا يمنع الحصول على التأشيرة من الحصول على تأشيرة أخرى لغرض آخر كالعمل.[10][116] وفي 19 ديسمبر 2023 تم إطلاق منصة موحدة للتأشيرات تحمل اسم "تأشيرة السعودية"، بهدف تسهيل إجراءات التقديم على التأشيرات، في إطار سعيها إلى استقطاب مزيد من السيّاح خلال السنوات المقبلة، وتلك المنصة مربوطة بأكثر من 30 هيئة ووزارة وقطاع خاص، لتسهيل إجراءات الحصول على مختلف أنواع التأشيرات، من بينها تأشيرة الحج، أو الزيارة بغرض العمرة، أو السياحة أو العمل.[117]
المجموعة الأولى
تشمل 49 دولة، ويتاح لها الحصول على التأشيرة إلكترونيا أو عند الوصول إلى أحد المنافذ الجوية أو البرية.[118]
يتم الحصول على تأشيرات الدخول لغير مواطني دول المجموعة الأولى الـ49 عن طريق سفارة أو قنصلية للمملكة العربية السعودية في الدولة القادم منها صاحب الطلب.[120][121]
هناك تنظيم خاص بالتصوير، حيث يسمح للسياح بالتصوير في الأماكن العامة والمناطق السياحية، وفي أي مكان عام ما لم توضع فيه لوحات تشير إلى منع التصوير، ولكنه يُمنع في الأماكن التي توضع عليها لوحات تشير إلى ذلك.[122]
تمنع الدولة المشروبات الكحولية وهناك عقوبات على ترويجها واستهلاكها. كما يجب الاحتشام في اللباس، ويمنع التعري على الشواطئ. كما تغلق العديد من الأسواق التجارية خلال أوقات الصلاة، إضافة إلى أنه لا يمكن لغير المسلمين زيارة مكة والمدينة.[123]
إحصائيات وأرقام
الرحلات الوافدة حسب الغرض من الزيارة والأشھر لسنة 2012[124]
الغرض من الزيارة
يناير
فبراير
مارس
أبريل
مايو
يونيو
يوليو
أغسطس
سبتمبر
أكتوبر
نوفمبر
ديسمبر
المجموع
أغراض دينية
143,428
305,658
503,548
368,704
349,498
431,181
583,332
303,031
129,925
1,840,978
129,225
156,532
5,245,039
الأعمال والمؤتمرات
175,018
236,551
304,882
263,006
263,270
283,193
443,805
198,028
123,367
120,104
129,397
113,317
2,653,938
التعليم والتدريب
12,512
37,489
25,757
27,370
23,524
58,883
36,003
19,099
6,160
11,057
4,388
9,327
271,568
الصحة والاستشفاء
8,901
26,327
16,648
18,686
59,397
77,236
20,106
12,560
5,098
10,751
3,309
7,708
266,729
قضاء العطلات والترفيه
6,585
8,934
2,437
9,651
5,241
8,968
9,912
8,067
3,646
11,291
2,193
5,130
82,055
زيارة الأصدقاء والأقارب
164,108
289,486
277,316
224,607
241,984
280,033
336,549
257,529
110,074
124,446
83,271
130,738
2,520,140
التسوق
24,004
36,056
32,785
33,409
30,784
36,084
45,505
22,174
16,707
20,534
14,032
24,262
336,337
الرياضية
4,473
843
132
7,279
2,029
4,065
7,584
225
–
2,152
4,584
1,692
35,058
عبور
64,473
81,303
43,463
67,943
44,876
81,856
91,200
61,211
42,809
50,082
37,135
72,613
738,966
أخرى
147,011
237,519
258,051
231,936
180,506
173,546
283,765
156,709
141,564
72,690
92,331
150,738
2,126,366
المجموع
750,512
1,260,166
1,465,019
1,252,592
1,201,109
1,435,046
1,857,759
1,038,634
579,350
2,264,086
499,867
672,057
14,276,196
ترتيب أكثر السيّاح قدوماً إلى السعودية حسب الغرض من الزيارة خلال عام 2012[124]
^بلومبرغ، اقتصاد الشرق مع (6 ديسمبر 2023). "ما هي مستهدفات السعودية في 2024؟". اقتصاد الشرق مع بلومبرغ. مؤرشف من الأصل في 2023-12-07. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-07.