تستقطب جماعة الحوثي أتباعها الشيعة الزيديين في اليمن من خلال الترويج للقضايا السياسية والدينية الإقليمية في وسائل إعلامها، بما في ذلك نظرية المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية الشاملة وما تسميه "التواطؤ العربي".[56][57] في عام 2003، أصبح شعار الحوثيين «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام» العلامة المميزة للجماعة.[57]
ساهم الحوثيون في ثورة 2011 اليمنية من خلال المشاركة في احتجاجات الشوارع والتنسيق مع جماعات المعارضة الأخرى، وانضموا إلى مؤتمر الحوار الوطني في اليمن كجزء من مبادرة مجلس التعاون الخليجي للتوصل إلى سلام بعد الاضطرابات، ومع ذلك، رفض الحوثيون لاحقًا بنود اتفاق نوفمبر 2011 لدول مجلس التعاون الخليجي التي تنص على تشكيل ست مناطق اتحادية في اليمن،[65] زاعمين أن الصفقة لم تُصلِح بشكل أساسي الحكم وأن الفدرالية المقترحة «قسمت اليمن إلى مناطق فقيرة وغنية».[58] كما خشي الحوثيون من أن الصفقة كانت محاولة سافرة لإضعافهم من خلال تقسيم المناطق الواقعة تحت سيطرتهم بين مناطق منفصلة. في أواخر عام 2014 أصلح الحوثيون علاقاتهم بالرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، وبمساعدته سيطروا على العاصمة وجزء كبير من الشمال.[58][66] وفقا للأمم المتحدة فقد أدت الحرب الأهلية اليمنية بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة الشرعية المدعومة من السعوديةودول الخليج إلى مقتل أكثر من 377 ألف شخص بينهم عشرات الآلاف من الأطفال حتى عام 2021م، مما جعل اليمن صاحبة أسوا أزمة إنسانية في العالم في ذلك الوقت.[67][68]
وفي 16 فبراير 2024 أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، دخول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الحوثيين حيز التنفيذ، وذلك رداً على الهجمات التي شنتها الجماعة ضد السفن التجارية الإسرائيلية والمتعلق بإسرائيل في البحر الأحمر وأدّت إلى تعطيل جزئي لحركة التجارة البحرية عبر مضيق باب المندب.[73]
لا ينكر الحوثيين هدفهم الرئيسي بإعادة احياء الإمامة (الخلافة) في اليمن، وبينما يرون جواز أن يكون رئيس أو حاكم الدولة غير هاشمي يعتقدون بأن الإمام أو الخليفة يجب أن يكون هاشميًا. جميع أعمالهم مستمدة من تاريخ الأئمة الرسيين الهاشميين الذين حكموا اليمن ألف سنة.
تسبب الفقر وظلم الحكومة اليمنية لسكان صعدة والقصف العشوائي على المدنيين خلال حروب الحوثيين الخمسة التي بدأت في حزيران/يونيو عام 2004م بازدياد أعداد أنصار الحوثيين وانضمام أعداد كبيرة من السكان والقبائل والمقاتلين لتنظميات الحوثي المسلحة بسبب الظلم الذي تعرضوا له وفقدانهم اقرباءهم أو افراد من قبائلهم.[بحاجة لمصدر]
يطلق اسم الزيدية تاريخيًا على مذاهب مختلفة (المطرفية، السالمية، القاسمية، المؤيدية، الصالحية، البترية، السليمانية، الناصرية، الجارودية، الحريرية، الهادوية، الخ) وجميعها تتبنى فكرة الخروج على الحاكم الظالم ولم يبق من المذاهب الزيدية سوى الهادوية في شمال اليمن[محل شك]، بينما يؤكد المؤرخ نشوان الحميري في كتابه "الحور العين" أنه لا توجد في اليمن من فرق الزيدية غير الجارودية وهم في صنعاءوصعدة وما يليهما.[74]، لذلك يذهب البعض إلى وصف جماعة الحوثي بأنها كيان هادوي وجارودي، لكنها عادة ما تقدم نفسها على أنها حركة زيدية إحيائية.[75] تؤمن قيادة الحوثيين الممثلة بأسرة الحوثي بفكرة حصر الإمامة في البطنين الهاشميين، ذرية الحسن والحسين، ويحاول قادة الحوثيين نشر فكرهم المذهبي مع نشر بعض الأعياد الشيعية مثل عيد الغدير وذكرى عاشوراء غير المألوفة في اليمن تحت مسمى الزيدية، ويرى قادة الحوثيين أن قسمًا كبيرًا من الزيود (الزيدية القبلية) أصبحوا وهابيين وخرجوا عن المذهب الزيدي الهاشمي.[محل شك]
يتخوف قادة الحوثيين من تقلص نفوذ الهاشميين والمذهب الزيدي وانتشار المذهب الحنبلي على الطريقة الوهابية بين الزيود في اليمن، ويرون أنه فكر ضال تكفيري يتعارض مع أساس فكرة مذهبهم القائمة على فكرة الخروج على الحاكم الظالم.
نحن لب الزيدية عقيدةً وفكراً وثقافة وسلوكاً. ونسبة الزيدية إلى الإمام زيد بن علي عليه السلام هي نسبة حركية وليست نسبة مذهبية كما هي بالنسبة لأتباع الإمام الشافعي وغيره من أئمة المذاهب. ومن ادعى أننا خارجون عن الزيدية سواء بهذا المفهوم الذي ذكرناه أو غيره، فعليه أن يحدد القواعد التي من خلالها تجاوزنا المذهب الزيدي وخرجنا عنه ولكن بمصداقية وإنصاف. أما من يدعي أننا إثنا عشرية فهو جهل واضح لأن لكل مذهب أصولاً وقواعد تميزه عن المذاهب الأخرى، ومن لم ينطلق من تلك الأصول والقواعد فليس تابعاً لذلك المذهب، وإن كان هناك قواسم مشتركة بيننا وبين الإثنا عشرية فهي موجودة كذلك بيننا وبين بقية المذاهب كلها. فالذي يرى أننا اثنا عشرية بمجرد إقامة عيد الغدير، أو ذكرى عاشوراء أو نحو هذا فهو جاهل ومغفل لا يستحق النقاش معه
اتهم عدد من فقهاء الزيدية (منهم مؤسسون لحركة الشباب المؤمن) الحوثيين بالخروج عن المدرسة الزيدية واستيراد بعض بدع الإثنا العشرية أو أنهم زيدية متطرفون وهو اتهام تشاركهم فيه الحنابلة المعادية للحوثيين.[78] ذلك أن الحكومة اليمنية لجأت لتبرير حربها دينيًا. اتهمهم محمد بن عبد العظيم الحوثي بأنهم «مارقين وملاحدة وليسوا من الزيدية في شيء» وحكم عليهم بالردة والخروج عن ما وصفه «بمذهب آل البيت» [79] رد الحوثيون على هذه الاتهامات وقالوا أن الفقهاء الزيدية المعارضين لتوجهاتهم علماء سلطة.[76]
أرادت الحكومة اليمنية وحلفاؤها صبغ الصراع بصبغة طائفية لتلقي الدعم المالي والمعنوي من دول مجاورة لتصوير الصراع كجزء من حرب إقليمية[80] وتهديد للأمن العالمي، للتغطية على جهود الحكومة الضئيلة والمتقطعة في مواجهة التنظيمات الإرهابية.[81][82] ونفى يحيى بدر الدين الحوثي في لقاء صحفي الاتهامات عن مطالبهم بإعادة الإمامة الزيدية في حوار مع صحيفة ألمانية:[83]
لقد ولت تلك الأيام. نحن نريد وقف الحرب. لكننا لا نريد ديكتاتورية. صالح حكم البلاد لمدة 30 عامًا، فهل هذه جمهورية؟ نحن نريد دولة القانون التي تضمن أيضًا حقوق الأقليات
هذه بروباغندا. نحن زيدية وما يجمعنا بالإثني عشرية في إيران قليل، صالح يكرر هذه التهمة لخلق هلع عالمي وجلب دعم أعداء إيران ولتشتيت الإنتباه عن ما تقوم به السعودية في اليمن
صرح يحيى الحوثي أحد قادة حركة انصار الله ان الحوثيين زيدية المذهب وليسوا إثني عشرية كما يروج الاعلام، وقال انهم لا يؤمنون ب12 امام معصوم ولا بالمهدي الامام الغائب الذي هو الركن الأساسي بالطائفة بالإثنا عشرية الشيعية ولا يؤمنون بنزول عيسى. وانهم يرفضون زواج المتعة والقدح بالصحابة وبالنسبة لهم إقامتهم عيد الغدير وذكرى عاشوراء لا تعني انهم اثني عشرية.[83]
كل بلية إصيبت بها هذه الأمة، كل انحطاط وصلت اليه هذه الأمة، كل كارثة مرت بهذه الأمة بما فيها كربلاء، ان المسؤول الأول عنها عمر ...
وفي أحد الدروس التي القاها حسين بدر الدين الحوثي والمنشورة بموقع هُدى القران التابع للحوثيين[85] يقول:
معاوية سيئة من سيئات عمر، أنا في اعتقادي، ما معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، أبو بكر هو واحدة من سيئاته، عثمان واحدة من سيئاته، معاوية واحدة من سيئاته، كل سيئة في الأمة هذه، كل ظلم وقع على الأمة، وكل معاناة الأمة وقعت فيها المسؤول عنها أبو بكر وعمر وعثمان، عمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها
بعد قيام الجمهورية اليمنية هُمِشَ الهاشميون الذين حكموا اليمن ألف سنة وأُقْصوا من كافة المراكز الحساسة في الدولة ونسي مذهبهم الزيدي. اعتنق العديد من الشباب من خلفية قبلية زيدية المذهب السني، فخشي بدر الدين الحوثي من انقراض مذهب الهاشميين الزيدية نتيجة عدم وجود مدارس دينية زيدية في اليمن. خلال هذه الفترة، كانت الزيدية في أضعف حالاتها من قرنين تقريباً [وفقًا لِمَن؟] إذ كان شمال اليمن قد تخلص لتوه من المملكة المتوكلية اليمنية وقد كانت دولة ثيوقراطية. جاء الرد في التسعينات بتأسيس حزب الحق لمقاومة المذهب الحنبلي سياسياً وحركة الشباب المؤمن بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، التنظيم الثاني مختلف عن حزب الحق السياسي كثيراً لإنه ركز على جلب بعض النشاط الزيدي إجتماعيا ودينيًا في المنطقة، فبنوا المدارس الدينية التي أسموها المعاهد العلمية في صعدةوالجوفوصنعاء بأموال الصدقات والزكاة السنوية التي تجمع من سكان صعدة وأعادوا طباعة مؤلفات بدر الدين الحوثي وأقاموا المخيمات الصيفية للطلاب بل بنوا مدارس داخلية كذلك. أصبحت المخيمات الصيفية تحديدا شعبية وبالذات بين القيادات القبلية من خولانوبكيل ـ الذين أرسلوا أبنائهم إليها[86] المخيمات الصيفية لم تكن تعليمية بل قضى الأطفال والمراهقين جل وقتهم بممارسة أنشطة مختلفة وهو ما جعل العديد من العائلات ترسل أبناءها إليها. والشافعية في اليمن معظمهم أشاعرةوصوفيون، وبرغم اختلافهم مع الزيدية التقليديين، إلا أن العديد من رجال الدين الشافعيين كانوا يحظون برضا الإمام الذي كان مهتما بالحفاظ على ملكه أكثر من ترويج الزيدية. لم يكن سقوط المملكة المتوكلية اليمنية متعلقا بأسباب طائفية، فأول ثورة ضدها كانت ثورة الدستور التي قادها زيدي يدعى عبد الله الوزير. لذلك، فإن التوتر الطائفي في اليمن يعود لظهور أسرة ال الحوثي والقاعدة دعاة المذاهب والطوائف في اليمن.[87]
أنصار الله
يطلق الحوثيون على انفسهم تسمية أنصار الله نسبةً للآية القرآنية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ١٤﴾ [الصف:14]، وتعتبر جماعة الحوثي أكبر مليشيا مسلحة في اليمن والجزيرة العربية كلها ويقدر عدد أفراد مليشيا جماعة الحوثي بـ300 ألف فرد وبعدما كانت صعدة معقلهم الرئيسي تمددوا إلى محافظة عمران ثم صنعاء.
الاتهامات بالدعم الإيراني
اتهمت الحكومة السعودية إيران بدعم جماعة الحوثيين والتدخل في الشأن الداخلي اليمني وزعزعة استقرار البلاد[88] وأعلنت السلطات اليمنية في عام 2009 ضبطها لسفينة إيرانية محملة بالأسلحة لدعم الحوثيين[89] نفت طهران الاتهامات ووصفت تصريحات الحكومة اليمنية بالكاذبة والمسئية على حد تعبير بيان السفارة الإيرانية بصنعاء[90][91] فيما صرح عدد من رجال الدين الشيعة مثل مقتدى الصدر بدعمه للحوثيين[92] ودعا وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إيران إلى التوقف عن دعم الحوثيين في 13 ديسمبر 2009 [93] تحدث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن تدخل إيراني في اليمن والقبض على خلايا تابعة لها في صنعاء أثناء زيارته للولايات المتحدة في سبتمبر2012[94] وأعاد رئيس الأمن القومي اليمني الجنرال علي حسن الأحمدي الاتهامات لطهران بدعم الحوثيين عسكرياً أواخر العام 2012 متهما طهران بمحاولة إيجاد موطئ قدم لها في اليمن[95]
حتى اللحظة لم تقدم الحكومات اليمنية سواء بقيادة عبد ربه منصور هادي دليلا قاطعاً بشأن التدخل[96] إذ أعلنت الحكومة اليمنية عدة مرات عن إعتقالها لجواسيس إيرانيين ولم تقدم أي منهم لمحاكمة علنية أو تعلن أسمائهم وعندما ظهرت مطالبات تقديمهم للعلن، أعلنت الحكومة اليمنية أنه أُفْرِّج عنهم[97] جددت الحكومة اليمنية تأكيداتها بشأن الدعم الإيراني للحوثيين وضبطها لقوارب إيرانية محملة بأسلحة ومتفجرات وصواريخ مضادة للطائرات إليهم في ثلاثة وعشرين يناير 2013.[98] وقال وزير الداخلية اليمني السابق عبد القادر قحطان - ينتمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح - أن السفينة قادمة من إيران وتحمل 48 طن من الأسلحة والمتفجرات وأن السلطات الأمنية تستكمل التحقيق مع طاقم السفينة[99] وقد تقدم اليمن بطلب لمجلس أمن الأمم المتحدة للتحقيق في القضية واستجاب مجلس العقوبات في المجلس للطلب المقدم وفقًا للجزيرة نت.[100] ولم يصدر عن الأمم المتحدة أي قرار أو بيان بهذا الخصوص. وقد قال جيفري فيلتمان، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى عام 2009:[101]
العديد من أصدقائنا وشركاؤنا حدثونا عن تدخل خارجي لدعم الحوثيين, وسمعنا عن نظريات عن دعم إيراني لهم ..لأكون صادقا معكم، نحن لانملك مصادر مستقلة عن أي من هذا
الإعلام
يملك الحوثيون مصادر إعلامية متنوعة ومواقع إلكترونية، ومحطات أهمها قناة المسيرة الفضائية.
موقف الولايات المتحدة
يرفع الحوثيون شعارا مستفزاً يدعو بالموت لأميركا، ولكن الولايات المتحدة مهتمة بالتنظيمات الجهادية السلفية في اليمن أكثر من أي شيء أخر. الأميركيون يدركون أن الحوثيين ليسوا منظمة إرهابية عابرة للقارات والقوميات، ولا يسعون لإستثارة أقليات المنطقة الدينية وعلاقتهم بدول إقليمية أو مجموعات متطرفة لم تثبت بعد.[102] الحوثيين لم يستهدفوا مصالح أميركية ويدرك الأميركيون أنهم يشاركونهم العداء للمتطرفين السنة المتوسعين في المنطقة.[102] ولكن المعارك ضد الحوثيين أثبتت أنها أكبر مهدد ومستنزف لموارد وطاقات الدولة أكثر من أي فصيل معارض آخر نشط في اليمن.[102] لذلك يحرص الأميركيون على إيقاف الصراع وحث الحكومة اليمنية على تقبل الحوثيين كممثلين سياسيين وتركيز جهودها لتطهير البلاد من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب - وهي جهود ضئيلة للغاية من الجانب اليمني - وعمليات القرصنة الصومالية في بحر العربوخليج عدن.[102] سياسة قصف الطائرات بدون طيار التي بدأت منذ عام 2002 لقيت معارضة واسعة من مختلف الأطياف السياسية والشعبية اليمنية.
إتهامات اليمن لإيران بدعم الحوثيين، سيجعل تجاهل الجمهورية الإسلامية لها صعباً وربما تلجأ لتصعيد الخطاب ضد السعودية.[102] لإنه لا يوجد تاريخ من الصراع والعداء بين اليمن وإيران أصلاً. إذا أراد النظام الحاكم إستمرارية المعارك، قد يلجأ لدول لا تريدها الولايات المتحدة في المنطقة التي تقع فيها اليمن (جنوب الجزيرة العربية والقرن الأفريقي)، مثل روسياوالصين وهولاء قد يكونون مستعدين لتزويد النظام بأسلحة لقتال الحوثيين قد لا توفرها الولايات المتحدة.[102]
بدأت الحرب في يونيو عام 2004م عندما اعتقلت السلطات اليمنية حسين الحوثي بتهمة إنشاء تنظيم مسلح داخل البلاد[103] معظم القتال كان في محافظة صعدة وانتقل مؤخرا إلى الجوفوحجةوعمران. اتهمت حكومة علي عبد الله صالح الحركة بالسعي لإعادة الإمامة الزيدية وإسقاط الجمهورية اليمنية[104][105] بينما تتهم الحركة الحكومة اليمنية بالتمييز ودعم القوى السلفية لقمع المذهب الزيدي[106] جلب الصراع اهتماماً دولياً في 3 نوفمبر 2009م عندما شنت القوات السعودية هجوما على مقاتلين حوثيين سيطروا على جبل الدخان في منطقة جازان جنوب غربي البلاد متهمة الحكومة السعودية بدعم النظام اليمني مالياً وإستراتيجياً عن طريق السماح للقوات اليمنية باستعمال الأراضي السعودية كقاعدة لعملياته.[107]
آثار ومخلفات النزاع
كل طرف يتحمل مسؤولية الإنتهاكات والدمار الذي أصاب مناطق عديدة جزاء النزاع. وفقا لمسح أجرته منظمة اليونيسيف شارك فيه 1,400 طفلًا ومراهق من صعدة، أجاب 94% أنهم تأثروا بالصراع المسلح، 6% فقط غادروا مناطق النزاع بصورة مؤقتة، 44% أُجبروا على الإختباء حفاظًا على حياتهم، 15% منهم أُصيب في النزاع ونفس النسبة أجابت أن أفرادا من عوائلهم المباشرة قُتلوا.نصف العدد المشارك في المسح أجابوا بأن منازلهم وأملاكهم تعرضت للقصف والتدمير و10% أجاب بأنه لا يعرف مصير أفراد مفقودين من عائلته حتى الآن.[108]
أعلن الحوثيون تأييدهم لثورة الشباب اليمنية، وإتخذوا لأنفسهم اسما جديداً وهو «أنصار الله». فر محافظ صعدة طه هاجر إلى صنعاء وعين الحوثيون فارس مناع محافظا بدلا عنه في مارس2011.[109] وأقاموا علاقات مع عدد من الناشطين المناهضين للنظام الحاكم واستفادوا من فراغ السلطة فوسعوا من قاعدتهم الشعبية ووضعوا برنامجاً سياسياً وطالبوا بمكان لهم في صناعة القرار القومي.[110] معارضتهم المبدئية للمبادرة الخليجية ومناهضتهم لرموز نظام علي عبد الله صالح التي أعلنت تأييدها للإحتجاجات، وموقفهم المحافظ اتجاه التدخلات الخارجية في شؤون اليمن، كلها عوامل زادت من شعبيتهم بين أطياف عديدة من المجتمع اليمني، [111] وساهم في ظهور «تحالفات» مع الليبراليين وناشطي المجتمع المدني من الشباب.[112][113] تمكن الحوثيون من حشد عشرات الآلاف في مظاهرات في صعدةوعمرانومحافظة الجوفومحافظة ذمار واستعادوا تواجدهم في صنعاء القديمة، حيث أصبح من السهل مشاهدة أئمة المساجد ورجال الدين في المدينة القديمة يظهرون دعمهم للحوثيين.[114]
شاركت قبيلة وادعة الموالية للحكومة اليمنية بالقتال ضد الحوثيين بصعدة خلال حروبهم، فهجوم الحوثيين على دماج كان بدوافع انتقامية قبلية أيضًا.
كان مقبل الوادعي يصف الحوثيين بأنهم «أهل بدعة» ولا يكفرهم داعيا إياهم للعودة إلى «السنة الصحيحة»،[117] بدأ طلاب مقبل بتدمير وهدم الآثار الصوفية والزيدية في صعدة بالذات خلال تسعينات القرن العشرين[117] انحياز الحكومة اليمنية إلى جانب مقبل الوادعي جعل الحوثيين في اليمن يشعر أنه دينه وثقافته مستهدفة من الدولة نفسها بالإضافة للإنعزال الإقتصادي لصعدة، فالتهميش الحكومي لسكان المحافظة جعلها خارج الدولة اليمنية وطور السكان المحليون اساليبا للإبقاء على استقلاليتهم الاقتصادية فلم تتأثر صعدة بأزمة عودة المرحلين من السعودية عام 1990[118] خلال ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، ظهر جيل من اليمنيين متشبع بالأفكار الدينية السعودية، قُدمت له تسهيلات من حكومة علي عبد الله صالح للسيطرة على المساجد والمنابر والمدارس الحكومية في مناطق زيدية. إلى جانب التسهيلات الحكومية، اعتمد هولاء على دعم خارجي لا محدود من السعودية لبناء المدارس والمساجد في صعدة.[119]
في 16 نوفمبر 2011 استهدفت سيارة مفخخة موكب في طريقة إلى تشييع زعيم المتمردين الحوثيين بدر الدين الحوثي صباح الجمعة في مدينة ضحيان مخلفة قتيلين وسبعة جرحى أخرين وفي 24 نوفمبر 2010 في محافظة الجوف استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري موكبا في ذكرى غدير وأدت إلى مقتل أكثر من عشرين شخصاً من الطائفة الاسماعيلية.[120] تبنى تنظيم القاعدة العملية.
شن الحوثيين حربًا على سكان دماج انتقاما لمشاركة قبيلة وادعة بالحرب ضد الحوثيين، وبحجة تواجد عناصر تكفيرية دخيله بدماج يقومون بعمليات ارهابية ضد جماعة الحوثي وانصاره المقاتلين والمدنيين.
في عام 2011، أغلق الحوثيون المعابر المؤدية لدماج. يتهمهم أعدائهم بأنهم يحاولون تطهير صعدة من السنة ولكن الحوثيون ينفون هذا الإتهام ويقولون أنهم لا يحاصرون مدرسة دار الحديث ولكنهم يتحققون من دخول الأسلحة والعناصر الأجنبية إلى المدرسة. وتجددت الإشتباكات في أكتوبر2013، قام الرئيس عبد ربه منصور هادي بارسال عبد القادر هلال عام 2014 ووُقِّعَ اتفاق لوقف إطلاق النار سرعان ماخُرِقَ وكلا الطرفين يتهم الطرف الآخر بخرق شروط الهدنة[121][122]، توقفت المعارك في دماج بعد قرار رئاسي يقضي بخروجهم إلى محافظة الحديدة، [123] وجُمعت 830 جثة حصيلة المواجهات مع الحوثيين.[124]
تعارك الحوثيون مع عناصر حزب الإصلاح داخل مخيمات الإعتصام في صنعاء عام 2011،[129] ودارت اشتباكات بين مسلحي الطرفين في محافظة الجوف عام 2011. برزت الخلافات بشكل أوضح عام 2012 واشتدت مع اقتراب موعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني،
جذور النزاع الأخير الذي يسمى أحيانا بالـ«حرب السابعة» تعود إلى محافظة عمران، إذ كان الحوثيون من العام 2010 يوسعون قاعدتهم الشعبية في المحافظة.[110] حيث أن محافظة عمران مسقط رأس بيت الأحمر، وتتمركز فيها قبائل حاشد بكثره.[130][131] فتح حسين الأحمر جبهات قتال ضد الحوثيين في كتافوأرحبوحجةوالجوف واستمرت الأخبار عن المعارك بانتظام ينذر بالخطر حتى فبراير2014، عندما لاحق الحوثيون حسين الأحمر إلى معقل عائلته في منطقة «خمر» بمحافظة عمران.[132] وفجروا قصر عبد الله بن حسين الأحمر فانسحب مقاتلي الأحمر إلى صنعاء.[110]
استمرت الاشتباكات في محافظة عمرانومحافظة صنعاءومحافظة الجوف طيلة شهور مارسوأبريلومايوويونيو قُتلت أعداد كبيرة من الطرفين ونزح مايقرب من ستين ألف مواطن منذ تصاعد النزاع في أكتوبر2013.[133] ولا توفر التغطية الإعلامية مصادر طبية لأعداد القتلى والجرحى بصورة دقيقة ويُقدر عدد القتلى بمئتي قتيل على الأقل خلال النصف الأول من عام 2014.[134] في 5 يوليو قصفت القوات الجوية اليمنية مواقع للمقاتلين الحوثيين في بلدة الصفراء في محافظة الجوف، شمال العاصمة صنعاء، التي كان قد سيطر عليها الحوثيين منذ اندلاع ثورة الشباب اليمنية عام 2011، [135] والقت الحكومة اللوم على الحوثيين وقالت ان القصف بسبب تقاعس المقاتلين الحوثيين عن ترك مواقعهم في المنطقة امتثالاً لشروط الهدنة التي أبرمت في 23 يونيو2014، لكن الحوثيين، ألقوا باللوم على وحدات عسكرية مرتبطة بحزب الإصلاح في خرق الهدنة يوم الجمعة 4 يوليو.[136] وقالت مصادر قبلية في محافظة الجوف التي يسيطر المقاتلون الحوثيون على جزء منها إن ما لا يقل عن 18 شخصاً، هم عشرة حوثيين وخمسة من أفراد القبائل وثلاثة جنود، قتلوا في اشتباكات وقعت الجمعة 4 يوليو.[136]
حرب أرحب 2014
استجلب الحوثيين مسلحين كثر إلى مديرة أرحب من خارج قبيلة أرحب إلى مما ادى ثورة جزء من القبيلة بقيادة زعيمهم منصور الحنق وطرد المسلحين الغرباء وقد حصل اقتتال داخلي في قبيلة أرحب بين أنصار الحنق وأنصار الحوثي، قال منصور الحنق انه لا يعارض ان يدرس الحوثيين فكرهم المذهبي في أرحب لكنة يعارض استجلاب المسلحين الغرباء إلى أرحب.
بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء اعاد الحوثيين وأنصار الحوثي من قبيلة أرحب بتجميع قواتهم وسيطروا على مديرة أرحب وقاموا بتفجير منازل شخصيات معارضة لهم بحجة محاربة حزب الأصلاح و«التكفيريين».
حرب عمران 2014
كانت قناة وصال تحرض حسين الأحمر على قتال الحوثيين، اغلق حسين الأحمر الطريق الواصل بين صنعاء وصعدة وقام بالتضيق على كل من له صلة بالحوثيين وحصلت اعتداءات على مدنيين، فشن الحوثيين حربا للسيطرة على محافظة عمران وازالة نفوذ أسرة الأحمر، تصدى مسلحي قبيلة العصيمات لمسلحي الحوثيين، وقد أمر الرئيس هادي عبد ربه الجيش اليمني بالوقوف على الحياد حينها وعدم التدخل في المعركة، وتحت الضغوط وتجنباً لسفك الدماء عقد مشايخ حاشد هدنة مع الحوثيين وينص الاتفاق على وقف القتال وان لا يتعرض أبناء حاشد للحوثيين وان يسمحوا لهم بالمرور عبر مناطقهم إلى صنعاء.[137]
وفي مطلع يوليو2014 شن المسلحين الحوثيين هجوماً واسعاً على مدينة عمران التي يحاصرونها منذ شهرين وعلى مقر اللواء 310 مدرع[138] وتركزت المعارك في محيط مدينة عمران، وامتدت إلى أحياء سكنية، خاض خلالها الطرفان حرب شوارع، بعد تسلل الحوثيين إليها وقاموا بتفجير عدد من منازل تتبع شخصيات إصلاحية مساندة للجيش، وأعلنت لجنة معينة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، اتفاق هدنة في 23 يونيو، بعد جهود وساطة قادها المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر، لكن سرعان ما انهار الاتفاق، وحمل كل طرف الآخر المسؤولية.[138] وفي 5و6 يوليو شهدت عمران اشتباكات واسعة بلغت حصليتها أكثر من تسعين قتيلا من الأطراف المتحاربة.[139][140] وأنتهت الإشتباكات في محافظة عمران بانتصار الحوثيين في 8 يوليو، بعد اقتحام معسكر اللواء 310 ومقتل قائده العميد حميد القشيبي،[141]
في 19 يناير2015 هاجم الحوثيون منزل الرئيس هادي، وحاصروا القصر الجمهوري الذي يقيم فيه رئيس الوزراء،[150] واقتحموا معسكرات للجيش ومجمع دار الرئاسة، ومعسكرات الصواريخ.[151] وفرض الحوثيون على هادي ورئيس الوزراء وأغلب وزراء الحكومة إقامة جبرية،[152][153] وقام الحوثيون بتعيين محافظين عن طريق المؤتمر الشعبي العام في المجالس المحلية،[154] واقتحموا مقرات وسائل الإعلام الحكومية وسخروها لنشر الترويج ودعايات ضد خصومهم،[155] واقتحموا مقرات شركات نفطية وغيروا طاقم الإدارة وعينوا مواليين لهم،[156] وتواردت أنباء عن ضغوطات مارسوها على الرئيس هادي نائباً للرئيس منهم.[157]
ظل الرئيس المستقيل هادي ورئيس الوزراء قيد الإقامة الجبرية التي فرضها مسلحون حوثيون منذ استقالته، واستطاع هادي الفرار من الإقامة الجبرية، وأتجه إلى عدن في 21 فبراير،[168] ومنها تراجع هادي عن استقالته في رسالة وجهها للبرلمان، وأعلن أن انقلاب الحوثيين غير شرعي.[169][170][171] وقال «أن جميع القرارات التي أتخذت من 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها»، وهو تاريخ احتلال صنعاء من قبل ميليشيات الحوثيين.[172] وأعلن الرئيس هادي عدن عاصمة مؤقتة لليمن بعد استيلاء الحوثيون على صنعاء.[173][174] وقرر مجلس الأمن الدوليووزارة الخزانة الأمريكية عقوبات ضد علي عبد الله صالح وكبار قادة الحوثيين.[175] أصدر مجلس الأمن القرار 2051 يهدد فيه بعقوبات على من يقوضون المرحلة الانتقالية.[176] ووجهت لصالح اتهامات من الأمم المتحدة وعدد من السفارات الغربية بمحاولة عرقلة الفترة الانتقالية هو وأبنائه وأقاربه.[177][178]
قتال القاعدة
بعد دخول الحوثيين لصنعاء وانتشارهم بالمدينة سلميا دون قتال، دعا السوري أبو محمد العدناني «لقتل وشوي الحوثيين» في تسجيل صوتي، بعد فترة قصيرة تعرضت مجموعة من انصار الحوثي ومدنيين يمنيين مارة لتفجير بصنعاء خلف 50 قتيل وبينهم أطفال، صرح عبد الملك الحوثي ان التنظيمات الارهابية كالقاعدة واخواتها اعتدت على انصارة الحوثيين في صنعاء بتفجير غادر ودعا الحكومة اليمنية للتحرك لتحرير البيضاء وشبوة وحضرموت من «القاعدة واخواتها». تعرضت مساجد صنعاء لتفجيرات ارهابية خلفت 300 قتيل مدني و500 جريح، تبنت مجموعة مسلحة متفرعة من تنظيم القاعدة التفجيرات بحجة كونها «حسينيات روافض» ثم نفت القاعدة تبنيها للتفجيرات، استطاع هادي الهروب لعدن واقنعه المشايخ بالتراجع عن قرار الاستقالة وقام العرادة محافظ مأرب بزيارته اعترافا به كرئيس، اصدر هادي قرار باقالة الجنيرال عبد الحافظ السقاف والذي رفض الإقالة، قامت مليشيا اللجان الشعبية المؤيدية لهادي وتنظيمات ارهابية ناشطة بجنوب اليمن بعمليات قتل وذبح لجنود يمنيين في عدن واصدار صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جثثهم، في اليوم التالي قام طياري القوة الجوية اليمنية من قاعدة العند بشن غارات على القصر الرئاسي بعدن مما ادى لهروب هادي منصور إلى سلطنة عمان، أمر عبد الملك الحوثي بتدخل اللجان الشعبية المكونة من الحوثيين عسكريا في عدن وجنوب اليمن إلى جانب الجيش اليمني، ودخلت البلاد في حالة من الفوضى والحرب الأهلية. سيطر الحوثيين على عدن لفترة وجيزة ثم قرروا الانسحاب بعد مجزرة وقعت بالمدنيين في عدن اثر سقوط صواريخ كاتوشا على حي سكني.
مع دخول شهر مارس من عام 2015 شهدت عدن توتراً سياسياً وأمنياً، فهادي أتخذ قراراً بإقالة عبد الحافظ السقاف قائد فرع قوات الأمن الخاصة في عدن المحسوب على علي عبد الله صالح والحوثيون، [179] ولكن السقاف رفض ذلك، وأندلعت اشتباكات مسلحة بين المتمردين من قوات الأمن ووحدات عسكرية تابعة للجيش اليمني يقودها وزير الدفاع محمود الصبيحي مسنودة باللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.[180][180][181] وفي 19 مارس استعادت القوات البرية في المنطقة العسكرية الرابعة السيطرة على مطار عدن، واقتحمت «معسكر الصولبان» (معسكر قوات الأمن الخاصة) المجاور للمطار وأحكمت السيطرة عليه، [182] وفر السقاف إلى تعز، وتعرض «قصر المعاشيق» القصر الجمهوري لعدة ضربات جوية من طائرات حربية قادمة من صنعاء.[183]
واستهدفت تفجيرات انتحارية جامع بدر وجامع الحشوش في صنعاء اللذان يتردد عليهما الحوثيين، ووقع التفجير أثناء صلاة الجمعة في 20 مارس2015، وتعتبر هذه الهجمات الأكثر دموية منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء، حيث قتل فيها ما لا يقل عن 140 شخصاً وأصيب المئات.[184] ووقع الانفجار في جامع بدر أثناء الصلاوى وأثناء فرار المصليين وقع انفجار ثاني، واستهدف تفجير آخر مسجد الحشحوش في شمال صنعاء.[185]
قام مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة بقتل 20 ضابط وجندي يمني في 20 مارس2015 في مدينة الحوطةبمحافظة لحج التي تشهد فراغاً أمنياً كبيراً، بعد انسحاب الأمن منها، حيث طالت عمليات النهب عدداً من البنوك والمعسكرات التي سلمت لهم دون مقاومة. وتأتي المذبحة بعد ورود تقارير عن فرار المئات من معتقلي تنظيم «القاعدة»، من السجن المركزي بعدن.
في 25 مارس سيطرت قوات موالية لعلي عبد الله صالح على مطار عدن الدولي وغادر هادي البلاد بعد قصف مقر إقامته بطائرة حربية، وخلال الحرب الأهلية اليمنية (2015)، بدأت المملكة العربية السعودية بحشد قواتها العسكرية على حدود اليمن في أواخر مارس2015.[190] ورداً على ذلك، تباهى أحد قادة الحوثيين بأن قواته سترد على السعودية إذا تدخلت في اليمن بهجوم مضاد لن يتوقف حتى السيطرة على الرياض.[191]
في مراحل مختلفة من النزاع، لجأت السلطة للدبلوماسية مثل زيارات المسؤولين إلى طرابلس لحث معمر القذافي على تسليم يحيى بدر الدين الحوثي الذي هرب من اليمن إلى ليبيا ثم قدم لجوءا سياسيا في ألمانيا. وحاولت السلطة استلام يحيى بدر الدين الحوثي من ألمانيا عبر الإنتربول، ولكن سمحت السلطات الألمانية ليحيى بالإقامة في بامبرغ. حاولت الحكومة اليمنية مرارا إدراج الحوثيون كمنظمة إرهابية عند الولايات المتحدةوالإتحاد الأوروبي ولكنها فشلت في تحقيق ذلك.[196] السياسة المحلية كانت أكثر ضبابية، كان علي عبد الله صالح يعتمد على ولاء عوائل نافذة في صعدة تعود علاقتها بصالح من أيام الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) واستفادت تلك العوائل من علاقتها مع حزب المؤتمر الشعبي العاموحزب التجمع اليمني للإصلاح وأحد هذه العوائل هي بيت منَّاع الذي ينتمي إليهم تاجر السلاح فارس مناع.[196] ضمن علي عبد الله صالح ولائهم عن طريق المداهنة الإقتصادية، وإخراطهم في مناصب عسكرية وأمنية ودفع المرتبات والأموال والهبات لهم وفي كثير من الأحيان، كانت السعودية تدفع الأموال بعلم وتشجيع من علي عبد الله صالح لمشايخ وأعيان المنطقة لضمان ولائهم للسلطة. ولكنها في الوقت ذاته كانت تمول مشايخ وأعيان آخرين لا يحبهم علي عبد الله صالح للإبقاء على توازن القوى والحفاظ على نفوذها في المنطقة وهو سلوك سعودي يعود لعقود ويشمل كافة مناطق اليمن.[197] ولكن من أبرز مظاهر النزاع المتكررة هو لجوء الحكومة اليمنية إلى الوساطات معظمها بأشخاص تعينهم الحكومة وبعضها كانت وساطات دولية.
الوساطات والأحكام القبلية
مابين 2004 - 2006، أرسلت الحكومة اليمنية ست لجان للوساطة. أرسلت الحكومة وساطة في يوليو2004 ولكنها فشلت لإن الوساطة السياسية لم تكن خطة بعض مراكز القوى وبالذات جيش علي محسن الأحمر، فكانت لجنة الوساطة تباشر عملها بينما يقوم جيش علي محسن الأحمر بمهاجمة الحوثيين.[197] أُرسلت لجان أخرى عام 2005 نجحت إحداها في الخروج باتفاق لإيقاف القتال لفترة قصيرة. لم تحقق اللجان التي أرسلت عام 2006 أي نجاح يذكر لإستمرارية القتال وتبادل الإتهامات بالخداع.[197] قادت دولة قطر وساطة عام 2007 ورعت محادثات بين مسؤولين في الحكومة وممثلين حوثيين في العاصمة القطرية الدوحة انتهت بتوقيع الأطراف المعنية على اتفاق لإيقاف إطلاق النار في فبراير2008. كانت هناك آمال كبيرة معلقة على ذلك الإتفاق لطبيعته الإقليمية وتعهد دولة قطر بإعادة إعمار صعدة ولكن أسباب كثيرة أدت إلى فشل الإتفاق وإستمرار إطلاق النار. الحكومة اليمنية اتهمت الحوثيين بـ«الغدر» أما الحوثيين فاتهموها بعدم الإلتزام بتعهداتها وإلتزاماتها المنصوص عليها في الإتفاق، من الإعمار إلى إطلاق السجناء والسماح للحوثيين بالمشاركة السياسية.[198] ولكن الأسباب الحقيقية كانت عدم رغبة علي عبد الله صالحوعلي محسن الأحمر بإضفاء شرعية على الحوثيين فلجان الوساطة كانت مجرد تكتيك للقضاء عليهم، والسبب الآخر هو غضب السعودية من دولة قطر والتي تراها تلعب دوراً «أكبر من حجمها».[198][199] أدركت السلطة أن لجان الوساطة لم تنجح لإيقاف التحريض الحوثي عليها، وكان علي عبد الله صالح واثقاً من قدرات الجيش اليمني بإبادة الحوثيين لأسباب مذكورة أعلاه في قسم المواجهات العسكرية.استمر صالح بارسال الوساطات لتحسين صورته عالميا كحريص على السلام مع الحوثيين وأن اللجوء للقوة المفرطة أمر مبرر أمام «التعنت» و«الغدر» الحوثي، ويدل على ذلك استمرار قوات الجيش بالهجوم والقصف وفي نفس الوقت الذي تباشر فيه لجان الوساطة عملها.[198]
أحد أوجه القصور للجان الوساطة هو بنيتها الثقافية والإجتماعية، التحكيمات بين القبائل نفسها أو بينها وبين أي ممثل كان للسلطة أمر معروف وقديم في اليمن وتسميها القبائل «أحكام الأسلاف» وتعني العادات والأعراف وهي قانون ودستور غير مكتوب بين القبائل.[200] هناك ثلاث إتحادات معنية في هذا الصراع هي حاشدوبكيلوخولان، خولان أكبرهم من ناحية عدد القبائل ولكنهم أقل حظوة عند السلطة من حاشدوبكيل. القبائل تنظر إلى الحكومة والسلطة كقبيلة أخرى وليست معذورة من أعراف القبائل، وكل الأطراف السياسية المتصارعة سواء حزب المؤتمر الشعبي العاموحزب التجمع اليمني للإصلاح والحوثيين يعرفون ذلك ولا ينتقدون القبلية إلا عندما يقضي الحكم القبلي لصالح خصومهم. سبب لهذه الظاهرة هو علي عبد الله صالح، الذي تعلم من درسإبراهيم الحمدي ولم يحاول فرض سلطة الدولة على مناطق شاسعة من أنحاء البلاد، فاعتمد على نظام المحسوبيات بشراء ولائات أعيان المناطق وإخراط أقربائهم في المؤسسات العسكرية والأمنية فعلي عبد الله صالح كان يتعامل مع الجيش وكأنه ملكيته الخاصة، [201] والسماح لأعراف القبائل بالإستمرارية كبديل عن القانون.[200] «الدولة» نفسها هي من أسقط هيبتها أمام المواطنين بتشريعها وإعترافها بالأحكام القبلية وإعتمادها بين المواطنين أنفسهم.[202]
مؤتمرات «الصلح والتحكيم» ذات الطبيعة القبلية عمومًا تعتبر كل الأطراف المتنازعة سواسية بقدر الإمكان. وتلتزم الأطراف بإيقاف العنف فيما بينها وتلقي جزء من أسلحتها الشخصية على الأرض كلفتة رمزية على قبولهم التحكيم والحديث هنا عن التحكيمات بين القبائل عمومًا. المُحكِّم هو من يقود الوساطة وينبغي عليه أن يكون طرفا مستقلا وليس صاحب مصلحة في النزاع. تاريخياً، كان الهاشميون والقضاة هم من يؤدي هذا الدور. لا تلتقي الأطراف المتنازعة وجها لوجه خلال التحكيم بل يرسلون مطالبهم وشكواهم عبر كفيل وهذه هي «أحكام الأسلاف» عند اليمنيين. الحكومة اليمنية عندما لجأت لأسلوب الوساطات لم تلتزم بأي شكل من الأشكال بهذه الأعراف، فهي لا تعتبر الحوثيين ندا مكافئاً لها ومعظم المحكمين والكفلاء كانوا يعينون من قبلها، فهدف الوساطة كان تبرئة ساحة علي عبد الله صالحوعلي محسن الأحمر أمام الناس والمراقبين من العالم. علي عبد الله صالح اعتبر وساطة دولة قطر سلبية كونها تساوي بينه وبين الحوثيين.[203] وهذا أحد أهم أسباب فشل الوساطات، فالحكومة لا تريد أن تساوي نفسها بالمتمردين رغم أنها حلت مشاكلها مع قبائل أخرى بهذا الأسلوب في وقت سابق.
من المحكمين الذي أُرسلوا لقيادة لجان الوساطة عبد الله بن حسين الأحمر ومحمد بن محمد المنصور وهو أحد مؤسسي حزب الحق، وكلاهما لديهما مصلحة في النزاع وليسوا محايدين بالكلية فعبد الله بن حسين الأحمر كان شيخ مشايخ حاشد وإرتباطه بالسلطة معروف ومحمد بن محمد المنصور متعاطف مع الحوثيين بشكل أو بآخر. وهناك آخرين مثل عبد الكريم جدبان وقد كان من الحوثيين، وعبد الوهاب الآنسي وهو من حزب التجمع اليمني للإصلاحوحمود الهتار المعروف بجهوده في «توعية» السجناء الحوثيين، وأرسل علي عبد الله صالحعلي محسن الأحمر إلى الدوحة خلال الإتفاق الذي رعته قطر. علي محسن الأحمر معروف بعلاقاته مع التنظيمات الجهادية والحنابلة في اليمن، فإرسال علي عبد الله صالح له كان مخططاً لإفشال الإتفاق لمعرفته أن الحوثيين لا يثقون بالجنزال الأحمر، فوفقا للعرف القبلي فإن علي محسن الأحمر ليس ضامنا .[204] كما قامت السلطة بإرسال وسطاء قبليين يبدون للوهلة الأولى محايدين، مثل علي المنبهي وعبد الكريم منَّاع وحسين الصرابي ولكن كلهم مشمولون في جدول رواتب الحكومة، وبعضهم قد يكون محايدا بالفعل ولكن حقيقة إعتقاله من قبل السلطات ثم إرساله لقيادة لجنة الوساطة تؤثر على تصديق الطرف الآخر لمزاعم حياديته.[204] هذه الإجرائات من جانب الحكومة ساهمت في قبولة نزاع غير قبلي أصلاً.
السلوك الاقتصادي
قالت السلطة أنها ترسل فرقا لحصر الأضرار وتعويض أسر الضحايا منذ عام 2004. عدم وجود حكومة مركزية قوية وإختلاف أجندات مراكز القوى داخل «الدولة» قلصت فاعلية إجرائات كهذه والتي صممت لزيادة شعبية علي عبد الله صالح.[205] الإجرائات العقابية كانت أوضح لعزل وإستنزاف الحوثيين والمناطق المتعاطفة معهم، مثل إغلاق الطرقات للحد من حركة المدنيين ومنع دخول المياه والطعام والزيت بالإضافة لإغلاق محل بيع السلاح في المناطق التي يشتبه بتعاطفها مع الحوثيين.[205] مابين 2007 - 2009 أصبح إغلاق الطرق والمعابر تكتيكا إعتياديا إذ سعت السلطة منع الحوثيين من أساسيات الحياة.[205] ردود فعل الحوثيون كذلك ساهمت في زيادة معاناة المدنيين.[205]
الهيكل التنظيمي
ينقسم الحوثيين إلى قسمين المقاتلين والمدنيين مؤدي فكر الحوثي. ويقدر عدد افراد مليشيا جماعة الحوثي بنحو نصف مليون فرد وتعتبر أكبر مليشيا مسلحة في اليمن وشبة الجزيرة العربية كلها وصعدة هي معقلهم الرئيسي لكنهم تمددوا إلى عمران ثم صنعاء.
الحوثيون ليسوا منظمة بل هم جسم وجد منذ الحرب الأولى في صعدة ككيان غير متجانس لهم مصالحهم الخاصة وموحدين تحت شعار بمعان مختلفة لأعضاء مختلفين.[206] فكرة وجود تنظيم هرمي بجدول واضح لترتيب وتنظيم المعركة لا تنطبق على الحوثيين. وفقا لوثائق ويكيليكس، لا يوجد دليل أن المقاتلين يقادون من وحدة قيادة مركزية أو يحملون آيدولوجية واضحة ومشروع سياسي. الحوثيين ليسوا كحزب الله ولا حزب العمال الكردستاني ولا الجيش الجمهوري الآيرلندي. يُشار إلى الجماعة من قبل الكثيرين بتسمية «الحوثيين» أو الحركة الحوثية أو العناصر الحوثية أو «الشباب المؤمن» وأخيراً «أنصار الله» قبل أن يتخذوا اسم أنصار الله كانوا يشيرون لأنفسهم بـ«أنصار الحق» و«الحسينيين» و«المجاهدين» و«جند الله»، كل هذه التسميات تساعد في صعوبة إعتبار الحوثيين منظمة بجهاز قيادة مسيطر ومتماسك. سبع سنوات من القتال في صعدة ساعدت في ولادة ذكريات مشتركة وطقوس وفعاليات تحافظ على روح التضامن الجماعي، كما تشير عدة تقارير دولية فإن عدد المسلحين الحوثيون كان يزداد عقب كل حرب تشنها الحكومة اليمنية.[206] الحوثيون لم يخوضوا معاركهم منذ عام 2004 بخطة قتال وهيكل تنظيمي يمكن تحليله باستخدام تعابير ومصطلحات عسكرية تقليدية. لم يحددوا لأنفسهم اسماً وهو أنصار الله إلى عام 2012، وكان عليهم تحديد ماهو هذا الذي يريدون تحقيقه عوضا عن الحديث عن مايعارضونه من البداية، حتى يُُمكن وصفهم بالمنظمة أو «حركة تمرد» حتى.[207]
حسين بدر الدين الحوثي وعبد الله الرزامي كانوا أعضاء في مجلس النواب اليمني، إلا أن يحيى بدر الدين الحوثي كان الواجهة السياسية و«الدبلوماسية» للحوثيين وقاد لجنة وساطة في مرة من المرات وتوصل لقرار لم يعجب الحكومة، فسحبت صلاحياته وحصانته النيابية وغادر إلى ألمانيا عقب الحرب الأولى. ومن هناك كان يحيى بدر الدين الحوثي أقرب مايكون إلى متحدث رسمي باسم الحوثيين.[208] ولكن ذُمت جهود يحيى لأجل قضية صعدة من قبل بعض «أنصار الحق» على الإنترنت متهيمنه بالسعي لتحويل القضية إلى قضية سياسية لمكاسبه الشخصية. أحد المواقع المؤيدة للحوثيين وصف يحيى بـ«البرلماني» ولم يشر إليه كعضو في مجلس قيادة أو صاحب منصب في «التنظيم».[208] وهناك شائعات عن اختلاف يحيى بدر الدين الحوثي مع أخيه عبد الملك.[208] تولى عبد الملك الحوثي القيادة في الحرب الثالثة ولكن قيادي آخر يدعى عبد الله بن عيضة الرزامي لم يكن يقل عنه أهمية، عبد الملك الحوثي وعائلته هم الواجهة الآيدولوجية حالياً. هناك القادة الميدانيين وكل قائد يتولى منطقة، فطه المداني كان قائد المقاتلين في مديرية حرف سفيانبمحافظة عمران، سلطة طه المداني على مقاتليه كانت مبنية على هيبة شخصية كشيخ قبيلة ربما وليس كسلطة قائد عسكري على جنوده.[209] مثل المشايخ القبليين الذين يعتمدون على «القوة الناعمة» ليبقوا على تأثيرهم ولا يمكنهم المحافظة على هكذا تأثير بأساليب عسكرية فيها شيء من التسلط.[210]
دراسة أسماء القادة الميدانيين والمقاتلين تساعد إلى حد ما في فهم طبيعة الجسم «الحوثي»، بعضهم يستخدم كنى مثل أبو نصر وأبو علي وبعضهم يستخدم ألقابا مثل «الشيخ» مظهرا إنتمائاً قبلياً، وهو مافسره بعض المراقبين أن «الجسم» مكون من دوائر عديدة بمصالح وأهداف مختلفة، أقرب مايكون إلى اتحاد قبلي من ميليشيا منظمة.[209] بالتأكيد، عدد من «الحوثيين» شديدوا الإخلاص لحسين بدر الدين الحوثي الذي كان قائداً رمزياً ليصبح شخصية ملهمة لكثير من المسلحين اليوم. مثلا، اعترض عدد من القادة الميدانيين على قبول عبد الملك الحوثي لإتفاق الدوحة عام 2007 ولكن ذلك وفقا لخبر في وسيلة إعلام سعودية على أية حال.[211] وانتشرت شائعات عن خلافات بين عبد الملك الحوثي وعبد الله الرزامي، زاعمة أن الرزامي يمثل فصيلا أكثر تطرفا في الجماعة إلا أن عبد الملك الحوثي نفى ذلك.[211] وهناك القبليين مثل عبد الله النمري الحكمي، يُعتقد أنه وأمثاله مجرد «حلفاء» لعبد الملك الحوثي ويرون في النزاع وسيلة لتصفية حسابات قديمة، ومثل هولاء يتصرفون باستقلالية كبيرة عن أي مركز قيادة.[212] وهو نتيجة طبيعية لبنية النظام القبلي لعلي عبد الله صالح وحلفائه فكثير من الإشتباكات التي اشترك فيها «الحوثيون» كانت معارك بطبيعة ثأرية بعيدة كل البعد عن القضية الأساسية للتمرد. بالتأكيد كلهم يرددون الشعار ويعتبرون قتلاهم شهداء وعبد الملك الحوثي قائدهم، وينشدون الزوامل (لون من الإنشاد ينتشر بين القبائل) المرددة لنثريات الحركة ولولاهم لما وجدت الحركة ولما صمدت حتى اليوم.
الجوانب المادية في الصراع تعزز الإستقلالية الذاتية ضمن عنوان الولاء الواسع لعبد الملك الحوثي. تواجد الأسلحة بكميات كبيرة في اليمنوصعدة ألغى الحاجة إلى إستراتيجية مركزية لشراء وتوزيع الأسلحة.[213]صعدة ظلت جزءا من اليمن اسميا منذ سقوط المملكة المتوكلية اليمنية، تمكن السكان المحليين من تطوير أساليب مختلفة للحياة والنجاة في بيئة فقيرة الموارد قبل ظهور الحوثيين. يمكن الحصول على المواد الغذائية من خلال التبرعات الطوعية أو القسرية، وجانب التبرع «القسري» قد تمت الإشارة إليه في مزاعم وسائل إعلام الحكومة، مثل جباية الحوثيين للزكاة في المحافظة.[213] الأبعاد الإقليمية لإقتصاد صعدة فتحت أبوابا للتجارة المشروعة وغير المشروعة بتهريب المواد الغذائية إلى داخل المحافظة من خلال جهات فاعلة خارجياً. تمكن الحوثيون من البقاء عبر وسائل النجاة المحلية المعتادة في منطقة مثل صعدة وليس عبر شبكة توزيع منظمة بهيكل هرمي.[213] هذا لا يعني أن وحدات الحوثيين تعمل بشكل مستقل كلياً عن بعضها البعض ولا يواجد تواصل بينهم، إذ لاحظ عمال منظمات الإغاثة العالمية أنهم يتواصلون مع بعضهم البعض بالهواتف الخلوية والفضائية. وعندما فرضت الحكومة تعتيما على شبكات الهاتف الخلوي، استخدم الحوثيون هواتف خاصة وزعتها الحكومة على الموالين لهم في المنطقة.[213]
هذه دراسات لمراقبين قبل عام 2012 عندما تزايدت شعبية الحوثيين لأسباب عديدة منها موقفهم من التدخلات الخارجية ومعارضتهم لحزب التجمع اليمني للإصلاح.[214] عدا حقيقة أن التمرد كان يزداد قوة عقب كل حرب تشنها الحكومة دون معالجة الأسباب الحقيقية وراء زيادة المساحة الديمغرافية المتعاطفة مع الحوثيين.[215] عاد يحيى بدر الدين الحوثي إلى اليمن عام 2013 وكان حسن زيد ووزير الدولة السابق حسن أحمد شرف الدين في مقدمة مستقبليه. وأقيمت جنازة كبيرة لحسين بدر الدين الحوثي بعد تسلم رفاته من الحكومة اليمنية. لم يظهر يحيى بدر الدين الحوثي كثيراً بعد عودته، ويرأس صالح هبرة المجلس السياسي لحركة أنصار الله ولديهم متحدث رسمي وهو محمد عبد السلام وأعلنوا أن أي موقف لا يصدر عن «الجهات الرسمية لأنصار الله» لا يمثلهم.[216] ذلك لإنهم يمتلكون القدرة للتحول إلى نموذج تنظيمي أكثر صلابة وإستدامة. التحول من مجرد «جسم» مكون من مجموعات مختلفة وبعضها مستقلة إلى «منظمة» قادرة على التفاوض ووضع شروط ومطالب يبدو أنه تحقق عقب الإحتجاجات الشعبية لعام 2011 وهي المرحلة الأولى من تطورهم كما تنبأ مراقبون، [217] المرحلة الثانية قد تكون التحول لحزب سياسي رغم أن عبد الملك الحوثي قد يعترض، ولكن هناك الكثير من أنصار الله وأولئك المتعاطفين معهم سواء في حزب الحقواتحاد القوى الشعبية ومثقفين زيدية من يستطيع المضي بمشروع كهذا.[217] ولكن من سلبياته أنه من الممكن أن يتحولوا لحزب شبيه بحزب الله بقسمين سياسي وعسكري، وهي فرضية قوية في حالة «أنصار الله».[218]عبد الملك الحوثي وآخرين في أنصار الله تحدثوا أن تسليم سلاحهم مرتبط بنزع سلاح أعدائهم. عُين علي محسن الأحمر مستشارا لعبد ربه منصور هادي ورفض التقاعد، وتقاعد هذا وعلي عبد الله صالح وإعتزالهم العمل العسكري والسياسي هو أقل ماينبغي تحقيقه للقول أن اليمن مقبلة على تغيير سياسي وفقا لمراقبين دوليين.[219][220][221]
مصادر أسلحتهم
يتوفر السلاح بكثافة في شمال اليمن خاصة بين القبائل وسكان الجبال والصحاري والارياف إذ لا يوجد بيت والا وفيه سلاح، وتمتلك القبائل مضادات طيران واسلحة ثقيلة وخفيفة ويباع كافة أنواع السلاح في المحال التجارية إذ لا يوجد صعوبة في الحصول على الاسلحة، اما سكان المدن مثل صنعاء فقد أصدرت قوانين للحد من التجول بالسلاح في صنعاء.
هناك ثلاث مصادر رئيسية لأسلحة الحوثيين :
تجار السلاح.
الحلفاء القبليون.
الجيش اليمني نفسه.
كان الحوثيون يحصلون على أسلحتهم من سوق الطلح وأسواق السلاح في مأرب خلال أول جولتين من المعارك، العديد من تجار السلاح كان يمدهم بالأسلحة إما تعاطفا معهم لإنهم زيدية أو لإنهم مرتبطون قبلياً بكثير من المسلحين أو إنتقاماً من الجيش للتدمير الذي حل بمناطقهم.[222] وهناك سبب آخر وهو حقيقة أن تجارة السلاح تزدهر في ظروف وأوضاع كهذه، فكثير من تجار السلاح ينظر للنزاع نظرة مادية صرفة، بل أنهم استفادوا من الجهود الحكومية لمنع بعض الأسلحة وإغلاق الأسواق لرفع أسعار السلاح. واعتقد بعض التجار أن النزاع سيكون قصيراً فباعوا أعداداً كبيرة من الأسلحة في فترة وجيزة.[223] التعاون مع الأميركيين لتطوير جهاز خفر السواحل حد من قدرة التجار على التهريب ولكن بدرجة ضئيلة.[223] بعد الحرب الثانية، تقلص اعتماد الحوثيين على تجار السلاح إلى حد ما فكانوا يعتمدون على علاقاتهم القبلية لتأمين الإمدادات.
في البداية هناك القبائل المقاتلة في صفوف الجماعة وهولاء لديهم مخازنهم الخاصة للسلاح. وهناك القبليين الذين جندتهم الحكومة كجيش إضافي، لديهم مخازنهم بالإضافة للأسلحة الموزعة عليهم من الحكومة، وهذه القبائل تغير ولائها بسرعة كبيرة من طرف لآخر في أرض المعركة لأسباب مذكورة أعلاه، فتصبح أسلحتهم والأسلحة المقدمة لهم من الحكومة في يد الحوثيين.[224] مصادر عمال الإغاثة قالت إن الحكومة والحوثيين على حد سواء، يطلبون من مشايخ قبليين في المنطقة أن ينضموا إليهم إما بإقناعهم عن طريق التقارب الآيدولوجي أو تهديدهم بالإنتقام حال إنضمامهم للطرف الآخر. هذه الحالة تعني إمداد الحركة بالسلاح والمقاتلين وهو مامنع الحوثيين من مواجهة نقص في إمدادات السلاح.[224]
المصدر الثالث لأسلحة الحوثيين هو الجيش اليمني نفسه. أسباب عديدة تقف خلف هذه الظاهرة أبرزها ضيق وحدات في الجيش من النفوذ الوهابي/السلفي الذي يمثله علي محسن الأحمر في المؤسسة العسكرية، وضآلة المرتبات التي يتلقاها الجنود، [224] وإستغلال النزاع في مراحله المتقدمة وبالذات خلال الحرب الخامسة من قبل مراكز القوى الحاكمة لتصفية بعضهم بعضا فهناك جيشان في اليمن، جيش موال لعلي عبد الله صالح وآخر موال لعلي محسن الأحمر وأسباب حدوث هذا الإنقسام متعددة.[201] مرتبات الجنود في الجيش اليمني ضئيلة للغاية وراتب الجندي لا يكفيه لتأمين أساسيات الحياة الكريمة له ولأسرته، الظروف المادية الصعبة والإلتزام الآيدولوجي المحدود للقتال أدى إلى «فقدان» عدد كبير من الجنود لأسلحتهم خلال مواجهتهم للحوثيين، هم لم «يفقدوها» ولكنهم باعوها لقاء الأموال.[224]
مجموعة أكبر من الأسلحة تأتي من القادة الميدانيين وضباط التمويل أنفسهم الذين يسطون على مخازن السلاح الحكومية ويبيعونها عبر وسطاء لجهات مختلفة منها الحوثيون. وعدد من الضباط التمويل كان يخبر هولاء الوسطاء عن توقيت مرور القوافل المحملة يالأسلحة ومسارها، فينقل هولاء الوسطاء المعلومات للمسلحين الحوثيين للسطو عليها.[224] ومن أسباب ذلك هو ضيق هولاء الضباط من العناصر الحنابلة المجندة كمرتزقة ومن تأثيرهم العام على المؤسسة العسكرية.[224] المصدر الآخير المتعلق بالجيش اليمني هو «الغنائم» التي استولى عليها المسلحون عقب محاصرتهم وأسرهم لعناصر عديدة من الجيش خلال فترات مختلفة من النزاع أبرزها الحرب الرابعة والخامسة.[224]
في بداية المعارك، كانت أسلحة الحوثيين هي ما تمتلكه القبائل في اليمن عادة، إيه كيه-47وآر بي كيوقنابل يدويةوآر بي جي وعقب كل حرب، كان الحوثيون يحصلون على مزيد من الأسلحة المذكورة آنفا بالإضافة إلى إم 2 بروانينغوبنادق عديمة الإرتدادوإم252وجي 3 ومضادات خفيفية للطائرات عدلها المقاتلون الحوثيون لإستخدامها ضد الدبابات والمدرعات على الأرض. وعدد من إم-113وتي-55وهامفي مصفحة تصفيحا خفيفاً، وهذه غنموها عقب إشتباكهم مع السعوديين عام 2009. وإسقاط مروحيات ميل مي-8 التابعة للجيش اليمني كان بأسلحة صغيرة وليس بصواريخ أرض جو فلا يمتلك الحوثيون هذه.[225] زعمت الحكومة وحلفائها أن الحوثيين يمتلكون كاتيوشيا كدليل على علاقتهم بإيران، ولكن الجيش اليمني هو من كان يقصفهم بتلك الصواريخ.[226]
يقول الحوثيين ان اتهامهم بالسعي لاعادة الإمامة يعود لتجاهل اعدائهم رؤيتهم المقدمة حول شكل الدولة وبمثابة تنجيم وقراءة للنوايا وتهدف لحرمانهم من حق الوجود السياسي.[228] تحدث عبد الملك الحوثي في خطبة قائلا :«ليس في مقررات مؤتمر الحوار الوطني إمامة وملكية حتى تتهربون من تنفيذها» مشيرا لخصوم الحوثيين.[229]
التقسيم الفيدرالي
اشتكى الحوثيون أن التقسيم الفيدرالي الذي أقره عبد ربه منصور هادي بتقسيم اليمن إلى ست أقاليم فيدرالية، يقسم اليمن إلى فقراء وأغنياء ولا يخدم أحداً سوى السعودية.[230] مطالبين بضم الجوفوحجة إلى الإقليم الذي سمي بإقليم آزال وهو اسم خرافي لصنعاء، كون من شأن ذلك أن يساعد الإقليم إقتصادياً واتهم عبد الملك الحوثي اللجنة الرئاسية لتحديد الأقاليم بأنها لم تراع الجوانب الإقتصادية ويمهد التقسيم لنوع جديد من الصراعات المسلحة في اليمن.[231]حزب التجمع اليمني للإصلاح يردد بروباغندا راعيته السعودية ووسائل إعلام خليجية أن محاولة الحوثيين لضم محافظة حجةومحافظة الجوف لما سمي بإقليم آزال هدفه تلقي الأسلحة من إيران.[232]
ولكن إيميلات مسربةلستراتفور، تظهر إدراكا من الأميركيين أن الحوثيين زيدية ويختلفون عقديا عن الإثنا عشرية وأن جمهورية إيران الإسلامية لا تتمتع بنفس النفوذ والتواصل الذي يجمعها بميليشيات مختلفة بالمنطقة. السعودية لا تريد للحوثيين أن يزدادوا قوة ونفوذا حتى لا يؤثروا على الأقليات الزيديةوالإسماعيلية بجنوب تلك المملكة، ومحاولة الحوثيين للتوسع نحو ميناء ميدي ربما كان أحد أهم دوافع السعودية للإنخراط في المعارك مباشرة عام 2009، ذلك وفق تحليل عملاء ستراتفور.[233] وسوف يتدخلون لمنع الحوثيين من التوسع كما تدخلوا سابقاً، إما عن توظيف الحنابلة ورفع وتيرة التحريض الطائفي المرتبطة بحزب التجمع اليمني للإصلاح ولكن الحوثيون أظهروا قدرة على مقاومة ذلك، عقب كل حرب كانوا يزدادون قوة - أعداد الأنصار والمتعاطفين - ويحصلون على مزيد من الأسلحة، بالإضافة لسهولة كسب التأييد بالظهور بمظهر المقاوم الوحيد لـلـ«غزو السعودي الوهابي».[234]
العمليات المعلوماتية
ظلت صعدة منطقة عمليات عسكرية مغلقة ولم يتواجد صحفيون مستقلون لنقل الأحداث، الصحفيين اليمنيين كانوا ينقلون الأخبار عن طريق إتصالهم من صنعاء مع أطراف داخل المحافظة، إما الجيش اليمني أو الحوثيين أو الميليشيات المعادية لهم، وكل هذه الجهات أطراف مباشرة في النزاع لاتتمتع بالاستقلالية.[235]
اما اعلام الجيش اليمني فهو في النهاية خاضع للاعلام الحكومي والجيش الذي كان مرابطاً في صعدة، جل أفراده أقارب لمشايخ قبليين مفضلين لدى علي عبد الله صالح.[236] أما تغطية الإعلام الخارجي ففيها إنقسام، طرف يغطي وينقل الأحداث وفق توجهات وسياسة بلده وهو الإعلام في المنطقة العربية مع إستثناءات. أما الإعلام الغربي سواء الناطق بالعربية أو غيرها، فهناك قصور متعلق بمعرفتهم لخلفية اليمن الثقافية والسياسية كبلد عمومًا.[237]
العمليات المعلوماتية للحكومة
حاكم النظام مراسلين صحفيين غطوا أحداث النزاع بطريقة لم تعجب السلطة الحاكمة.[238] وكمعظم الدول ذي الأغلبية المسلمة التي تواجه تحديات داخلية، لجأت السلطة لتوظيف الخطاب الديني لصالحها. فأصدرت توجيهات لخطباء المساجد، ومدرسي الدين في المدارس بتبني رسالة الدولة اتجاه الحوثيين، وحث رجال دين زيديةوشافعية لإصدار فتاوي تدين الحوثيين وتمردهم.[239] وصم الحوثيون بأنهم «زيدية متطرفون» خرجوا عن المذهب الزيدي «المعتدل»، وأنهم طائفيون مذهبيون التقوا مع إيران رغم إختلافهم المذهبي على هدف واحد وهو زعزعة الأمن في اليمن. فهدف الحوثيين هو التخريب فقط لا غير.[240] كانت تلك الفتاوي والأطروحات الدينية مهمة لإقناع الجنود أنه مامن إشكال ديني في قتال الحوثيين.[239]بروباغندا السلطة عبر وسائل إعلامها الرسمية وهي صحيفة 14 أكتوبروصحيفة 26 سبتمبروووكالة سبأ للأنباء وصحيفة المؤتمر والجمهورية والثورة من الفترة 2004 - 2011 تمحورت حول خمس رسائل :
الحوثيون كعملاء لجهات أجنبية
حرص علي عبد الله صالح ودائرته منذ بداية النزاع على تصوير الحوثيون كامتداد لـ«جهات خارجية» وتلقي الأموال والدعم المعنوي والمالي والعسكري من «دول إقليمية». وتحدث وزير الداخلية اليمني حينها أن :«التحقيقات والتحريات كشفت تفاصيل كثيرة عن الدعم الإقليمي الذي تتلقاه جماعات متمردة على القانون والدستور، إما من خلال وكالات إستخباراتية في بعض الدول، أو جماعات عقائدية ومذهبية، أو جمعيات خيرية في المنطقة».[241] هدف دعم أجنبي كهذا وفقا للحكومة اليمنية حينها هو :«لزعزعة الإستقرار، وخلق الفوضى والدمار في المجتمع اليمني».[241] وزير الأوقاف اليمني تحدث خلال الجولة الرابعة من المعارك قائلاً :«يجب علينا أن نبذل جهودا إستثنائية لتوعية المواطنين أنهم يتعرضون لمؤامرة خطيرة اليوم، هناك دول تستهدف اليمن، إلى جانب معاهد شيعية لها يد في تأجيج هذا الشقاق الحوثي».[241] من خلال البيانات والإعلانات الرسمية، لم يشر المسؤولون اليمنيون إلى دولة بعينها صراحة، ولكنهم اكتفوا بالتلميح أن إيران هي الدولة المقصودة. رغم أن أبو بكر القربي كان حريصاً عقب كل زيارة لإيران أو لقاء بمسؤول إيراني إلى التأكيد والجزم على قوة العلاقة التي تربط اليمنبإيران، إلا أن النثريات الطائفية ومزاعم الدعم الإيراني التي كانوا يروجونها أمام المواطنين اليمنيين كانت قد ترسخت.[241] رسم صورة الحوثيون كعملاء ركزت في الغالب على إيران وكانت الصحافة الحكومية وتلك الحزبية المتعاطفة معها، تشير إلى إيران بصراحة دون تلميحات. ولكن أدخل علي عبد الله صالح لاعبا إقليميا آخر كداعم للحوثيين وهو معمر القذافي، كجزء من تحركات الأخير لإستهداف السعودية.[241] بل أن موقف الولايات المتحدة الداعي لجميع الأطراف إلى ترك السلاح والحوار، فُسِّرَ على أنه دعم من الولايات المتحدة للحوثيين.[241] أرادت السلطة إيصال رسالة للمدنيين أن الحوثيين ليسوا مكوناً يمنياً وإنما زرع خارجي لإستهداف الإستقرار وتدمير اليمن.
الحوثيون كمشوهين للمذهب الزيدي
ترسخت صورة الحوثيون كعملاء لإيران، والولايات المتحدة، وليبيا القذافي فأرادت السلطة تحدي الحوثيين بمنطقهم. حكاية السلطة هي أن قيادة الشباب المؤمن متمثلة بأسرة الحوثي تسعى لإسقاط الجمهورية وإستبدالها بالإمامة الزيدية، وأن النزاع الدائر بصعدة لا علاقة له بالحريات الدينية والتحريض الطائفي ووقوف الدولة إلى جانب الحنابلة.[242] زعمت السلطة أن حسين بدر الدين الحوثي وصف نفسه بـ«الإمام» و«أمير المؤمنين» وأنه كان يأخذ «البيعة» لنفسه، ويجمع الضرائب والزكاة لإن الحُكم «حق إلهي شرعي لنفسه، كونه من آل البيت».[242] ذهبت الحكومة بعيداً لتصوير حسين بدر الدين الحوثي وأخاه عبد الملك كمرضى بأوهام العظمة.[242] ونشر إعلام السلطة وصية مزعومة لحسين بدر الدين الحوثي قبل قتله، يشبه فيها نفسه بالإمام الحسين بن علي.[243] بالإضافة إلى مزاعم دراسة حسين بدر الدين الحوثي وطلابه لكتاب «عصر الظهور» وهو كتاب يتحدث عن محمد المهدي عند السنة أو الإمام المهدي عند الشيعة الذي سيفتح القسطنطينية (إسطنبول) رغم أنها بأغلبية مسلمة حالياً على أية حال. الحوثيون جماعة تستلهم شرعيتها وأهداف وجودها من الدين وما إذا كانوا يؤمنون بأمور بطبيعة أبوكاليبس كهذه غير معروف لإنه لم يصدر عنهم شيء من هذا القبيل، ولكن الحكومة استعملت قصصا كهذه لتشويه صورتهم.[244] وحتى إن آمنوا فكل المسلمين بلا إستثناء يؤمنون بنسخة هاشمية لعودة المسيح، فالفكرة التي أرادت السلطة إيصالها هو أن «تعجيل ظهور» المهدي سبب لتفجر المعارك.[245]
بعض الزيدية قد يتأثر بذلك ويعتبر الحوثيين خارجين عن أصول المذهب وإعتبارهم فصيلاً منبوذاً وأقلية وسط الزيدية أنفسهم. فزعمت الحكومة أن بدر الدين الحوثي كان مرجعا لفرقة «الجارودية» مستشهدين بزيارته لإيران. الحكومة هنا لم تقل أن الحوثيين خرجوا عن الزيدية ولكنهم ينتمون لمدرسة متطرفة ـ بمعايير الطرف الآخر ـ قريبة من الإثنا عشرية، فيغدوا إلتقائهم مع إيران أمراً منطقيا وليس مستغرباً، وفق الرسالة التي أرادت السلطة إيصالها.[245] بل قالوا أن الحوثيين خرجوا عن مبادئ «الشباب المؤمن» في بداية التسعينات والتي كانت متعلقة بإحياء التراث الزيدي وزيادة وعي الجيل الجديد من الزيدية بالتغييرات التي طرأت على اليمن وفق إعلام السلطة حينها. فاعتمدوا على أفراد من أسرة الحوثي انتقدوا الجماعة مستعملين صيغا دينية، مثل عبد الله الحوثي، أكبر أبناء حسين بدر الدين الحوثي. عبد الله الحوثي لم يكن فقيهاً زيدياً ولكن اسم عائلته وحقيقة أنه ابن لحسين يساعد مصداقيته، خرج عبد الله من السجن ليصدر بيانات يدعو فيها الحوثيين إلى ترك السلاح وعدم تهديد الوحدة اليمنية والإنخراط في الحياة الديمقراطية التي تنعم بها اليمن تحت حكم علي عبد الله صالح.[245] أما محمد عزان وهو عضو سابق في «الشباب المؤمن» فقال أن الحوثيين خطر على المذهب الزيدي «المنفتح» على المذاهب الأخرى، والمتجدد دوما مع متغيرات العصر، وأن حسين بدر الدين الحوثي لا علاقة له بالزيدية وأفكاره تعارض المذهب كلية، وبالذات الأفكار التي إستعملها «لتأجيج هذه الفتنة».[245] ونشر تجمع لرجال دين يمنيين بيانا يقول فيه أن مايحدث في صعدة يهدد الوحدة والإستقرار ويعيد إلى الحياة «العصبية الجاهلية» و«الأمة» إلى سنين التشرذم والفرقة. مايحدث في صعدة تمرد على الدولة بأفكار غريبة على الشعب اليمني، تعارض الإجماع وفقا لرجال دين يمنيين. بالتأكيد، ليس كل اليمنيين وبالذات أولئك المنخرطين في القتال يجيد القراءة وتدرك السلطة الأعداد الكبيرة للأميين، فنشرت كتيبات ومنشورات قصيرة تلخص بروباغندا الحكومة تحت عناوين مختلفة مثل «موقف علماء اليمن الأفاضل»، ليقوم أئمة المساجد والمتطوعين بقرائتها على الناس في المساجد وخارجها.[246] ومن الغرائب أن السلطة وحلفائها، حاولت ولا زال حلفائها يحاولون تصوير القاضي محمد الشوكاني بأنه اعترض على الإمامة ويعتبره الحنابلة/الوهابية/السلفية رمزا من رموزهم، ولكن الشوكاني في حقيقته كان زيدياً وعُين قاضيا للقضاة و«مجددا» للزيدية من قبل الأئمة القاسميين لسبب وحيد وهو دعوته لطاعة الإمام طاعة مطلقة وعدم الخروج عليه، مثل مبدأ الحنابلة. لإن الأئمة القاسميين (نسبة للإمام المنصور بالله القاسم) كانوا يعتبرون مبدأ «الخروج» الزيدي مهددا لهم وهم الأئمة الوحيدين الذين اقاموا دولة ملكية زيدية في تاريخ اليمن، هذه المحاولة فشلت من قبل إعلام علي عبد الله صالح لمحاولة إيجاد هوية إسلامية يمنية أكثر اتساقا مع مرور الوقت.[247]
الحوثيون كمضطهد للمدنيين في شمال اليمن
بما أن علي عبد الله صالحوعلي محسن الأحمر وظفا أعداداً كبيرة من الجيش والمرتزقة، كان من المهم مواجهة الإتهامات بعدم التمييز والقصف العشوائي للمساكن والمنشآت بتوجيه الإنتباه إلى «جرائم» الحوثيين.[246] فنشر إعلام السلطة موادا تقول أن الحوثيين يستعملون سكان صعدة كدروع بشرية ويمنعونهم من الهرب من مناطق الإقتتال، ويدمرون المنشآت الحكومية من مدارس ومستشفيات وأبراج كهرباء.[248] زعمت السلطة أن الحوثيين يعذبون الأسرى من قوات الجيش والقبائل الموالية للحكومة، ويقتلون من يعارضهم في صعدة، بل يقتلون الأمهات اللواتي يحمين أطفالهن.[249] وقالت وسائل الإعلام الحكومية أن الحوثيين يجنون الكثير من تجارة المخدرات ويستعملونها لتخدير الشباب المقاتل في صفوفهم لضمان ولائهم بتحويلهم إلى مدمنين، والحديث هنا ليس عن القات.[249] ورغم أن السلطة نفسها في مرة من المرات ألقت باللائمة في نزاع صعدة على اليهود، إلا أنهم غطوا أوضاع اليمنيين اليهود الصعبة في صعدة. فالحوثيون هنا خالفوا الأعراف القبلية واعتدوا على مجموعة ضعيفة ومسالمة (اليهود)، بالإضافة لتركهم طابورا طويلا من الأرامل واليتامى.[249] وأخيراً، زعمت السلطة أن الحوثيين يتنكرون بملابس النساء لمهاجمة الجنود، فهم هنا يخالفون الدين وينتهكون الشرف القبلي.[249] رسالة السلطة حينها هي أن الحوثيين جبناء، قتلة ووحشيين لا يرعون دينا ولا عرفا قبلياً.[249]
الحوثيون كأعداء للنظام الجمهوري
بما أن الحوثيين في إعلام علي عبد الله صالح عملاء مدعومون من الخارج، ومضطهدين للأبرياء في صعدة، ويحملون آيدولوجية مشوهة عن الزيدية، فإن الحركة مهددة للنظام الجمهوري نفسه. بالتركيز على موقف حزب الحق ضد حرب صيف 1994، وصف إعلام السلطة الحوثيين بالإنفصاليين.[250] بل زعمت السلطة أن الحوثيين والحراك الجنوبي يتبادلون الخبرات والأسلحة، لإن الحوثيين لا يهمهم أمر وحدة اليمن لمصالحهم الأنانية، فالحوثيون - الذين ظهروا في التسعينات - يعارضون كل حكومة جمهورية في اليمن منذ الستينات. وفق إعلام الحكومة.[250] كلازمة مباشرة لمعارضة الحوثيين للنظام الجمهوري، ركزت مصادر السلطة على عداء الحوثيين لحقوق الحكومة الدستورية بممارسة حقها وفرض سلطتها على كافة أراضي البلاد. فالتمرد الحوثي ليس غير شرعي فحسب ولكنه انتهاك لنهج وسياسة اليمن الديمقراطية، فينبغي اعتبار تمرد الحوثي قضية قانونية كذلك. هذا الطرح يشير إلى فوضوية قبائل المرتفعات الشمالية عمومًا حوثيين وغير ذلك ورفضهم لحكومة مركزية وإصرارهم على إستمرارية أعرافهم وطريقة حياتهم كدستور وقانون. فعلي عبد الله صالح هنا أراد تأييد أبناء المدن الذين غالبا مايصفون أبناء القبائل بالـ«متخلفين»، وأن التمرد الحوثي ماهو إلا إستمرارية لتخلف تلك القبائل ورفضها لسلطة القانون وعدم إستيعابهم لمحاسن السياسة الحديثة والتقدمية لجمهورية صالح.[250]
علي عبد الله صالح وحلفائه كمنقذين للشعب
كانت السلطة حذرة وحريصة على تصوير عملياتها بالدفاعية. فعملياتها العسكرية في صعدة وغيرها واجبها القانوني والدستوري لحماية كرامة واستقلال كيان جمهوري مستند على شرعية القانون والدستور، يطمح لمشاركات سلمية من كافة الأطياف السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية.[251] تصريحات الحكومة حينها كانت ترسل رسالة مفادها إلى أن توظيف القوة العسكرية كان الحل الأخير أمام إستفزازات لا يمكن السكوت عليها من قبل الحوثيين، مثل تخزين الأسلحة ورفضهم لمحاولات الرئيس علي عبد الله صالح إنهاء النزاع سلمياً، الذي وبرغم «إرهاب حسين بدر الدين الحوثي»، تكفل بعلاج أسرته وتخصيص مرتبات لهم، وترد عبارة «حفظه الله» عقب أي ذكر لعلي عبد الله صالح في وسائل الإعلام الحكومية.[251]علي عبد الله صالح وإدارته للنزاع الذي كان لابد منه لإنهاء «الشرذمة الحوثية» وفق تعابير الأجهزة الحكومية، أمر الجنود باحترام خصوصية النساء والفصل بين الجنسين، وبرغم أن أبناء صعدة كانوا «رهائن» عند الحوثيين، إلا أنهم يعبرون بشجاعة عن رغبتهم بطرد الحوثيين وإعادة الأمن والإستقرار والقانون والدستور والجمهورية والحرية الدينية التي كانوا يتمتعون بها قبل ظهور الحوثيين، وفق مايُُفهم من رسالة الإعلام الحكومي حينها.[252]
العمليات المعلوماتية للحوثيين
كان للحوثيين عدة مواقع إلكترونية لنشر البروباغندا ويسمونه «قسم الإعلام الحربي»، بالإضافة لمواقفهم من قضايا سياسية مختلفة. أبرز هذه المواقع كانت «المنبر نت» وصحيفة الهوية بالإضافة لموقعهم الرسمي وقناة المسيرة التي ظهرت من فترة قريبة:
الحكومة كعميل
رغم أن انتقاد حسين بدر الدين الحوثي لعلاقة علي عبد الله صالحبالولايات المتحدة لم يكن مباشراً، إلا أن «قسم الإعلام الحربي» صور الأخير بأنه «عميل» للولايات المتحدة. في مقطع من مقاطعهم، يظهر علي عبد الله صالح واضعا يده على صدره ـ وهي إشارة ثقافية على الإخلاص ـ ويرافق ذلك خطاب لعبد الملك الحوثي يقول فيه :«القادة العرب، الرئيس اليمني والحكومة اليمنية نفسها. . . أصبحت قذرة، وأدوات دنيئة لتنفيذ الأجندة والخطط الأمريكية والصهيونية في العالم العربي واليمن».[253] بإعلان أن حكومة علي عبد الله صالح وكيلة مزعومة للولايات المتحدة وإسرائيل ـ لا توجد علاقات دبلوماسية بين الدولتين ـ يقول عبد الملك الحوثي أن حكومة صالح ليست يمنية وبعيدة عن إرادة شعبها، كما تمت الإشارة لنقص الدعم الشعبي في كتابات يحيى بدر الدين الحوثي.[254] الأهم من ذلك أنه يضفي معنى للشعار الحوثي الداعي بالموت لأميركا، كون الحكومة في النهاية «عميلة» للأميركيين.[254]
الحوثيون كمجاهدين
ركزت معظم الدعاية الحوثية على إظهار المسلحين كمجاهدين قادرين على توجيه ضربات مذهلة بتخطيط مسبق ضد أعدائهم. تصوير هكذا لقدرات الحوثيين العسكرية يخالف تصريحات قيادات الحركة، وهو مايعني إدراكهم لإختلاف وتنوع الجمهور ومايريد مشاهدته.[255] تهدف هذه المواد لتصوير الحوثيون كمنظمة شبه عسكرية قادرة على تنفيذ عمليات نوعية وإستهداف مسؤولين كبار في الحكومة. يتعمد المقاتلون وضع شعارهم على المركبات والمعدات التي يستولون عليها وهم بذلك يرسلون عدة رسائل، أن لديهم القدرة على مهاجمة وحدات بجهازية عالية وإتقانهم استخدام المعدات والآلات العسكرية المختلفة، أن بإمكانهم التجول والتحرك بسهولة وحرية تامة، وأخيرا بإستطاعتهم تدمير أجهزة الجيش الثقيلة.[255] وأعمالهم «المذهلة» هي من «بشائر النصر» على أميركا وإسرائيل.[255] أمر آخر هو التقليد والمحاكاة الواضحة لأسلوب حزب الله اللبناني في الأناشيد الدينية، هناك الزامل القبلي وهو مختلف، والموشحات اليمنية كذلك ولكن الموشح اليمني لا يناسب الرسائل الجهادية التي يريدون إرسالها. الحوثيون لا يخفون إعجابهم بحزب الله ـ كما يفعل كثيرون في المنطقة العربية ـ ومثل هذه الأناشيد المستوحاة من أناشيد الحزب اللبناني تعطي الحوثيين شرعية روحية ودينية لبعض المقاتلين بإطار جهادي، هذه المواد توزع على نطاق محدود في مناطق النزاع وجبهات القتال تحديدا وهو مايوحي برغبة في التواصل مع جماهير من خلفيات وأذواق مختلفة.
بما أن الحوثيين «مجاهدين» فلا بد أن يكون قتلاهم شهداء، وحسين بدر الدين الحوثي هو أكثر شهدائهم إحتفائا وإحتفالاً. ينشر الحوثيون أسماء القتلى وصورهم ويعرضونها يوميا على قناة المسيرة. بالإضافة لإحيائهم فعالية «أسبوع الشهيد» في كل سنة لتذكر مآثر القتلى وتخليد ذكراهم.[256] كل مااستمر القتال ستستمر فعاليات إحياء الذكرى، وهو مايساعد الحوثيين على النمو أكثر فأكثر إلى منظمة متماسكة، وتكمن خطورة ذلك في تطور «ثقافة الشهيد» عندهم وهو ماقد يجرهم لتبني عمليات وأساليب قتال لم ينجروا إليها سابقا مثل العمليات الإنتحارية.
الحوثيون كحركة ثقافية
كما ذكر أعلاه، فإن الحوثيون صوروا أنفسهم كمجاهدين قادرين على هزيمة قوات مسلحة تسليحا جيداً. ولكنهم في الوقت ذاته يحرصون على إظهار نزاعهم بطبيعة دفاعية. العديد من المقاتلين الحوثيين اعتبر حمله للسلاح دفاعا عن المذهب الزيدي بل حماية للحقوق الدستورية المنتهكة من «الطرف الشرير والأقوى» وهو علي عبد الله صالحوحلفائه.[257] في مقابلة عام 2009 عندما سُئل عبد الملك الحوثي عما كسبته «الجماعة» من حروبها السابقة، كان رده : «نحن لم نشن حربا من البداية لتحقيق مكاسب سياسية أو أي أطماع أخرى. موقفا كان دائما دفاعيا. ليس من المنطقي أن تسأل شخصا يقاتل لبقائه عما حققه في إطار المكاسب. المسألة واضحة، حافظنا على ثقافتنا الإسلامية ووجودنا الإجتماعي.»[258] في حوار مع صحيفة الأخبار اللبنانية اليسارية الميول عام 2007، حرص عبد الملك الحوثي على التشديد على طبيعتهم الدفاعية قائلا:[258]
«الحرب من وجهة نظرنا ليست لإسقاط الحكومة، بل للدفاع عن أنفسنا من عدوان بدأته علينا»
«الاقتتال مستمر والمواجهات لم تتوقف، من دون أن يتمكن كلا الجيشين اليمني والسعودي من تحقيق أي تقدم في عدوانهما. ويمكننا القول إن لجوء النظامين إلى تصعيد العدوان الجوي على المدنيين هو نتيجة للفشل الميداني ودليل على حالة كبيرة من الارتباك والاضطراب والتهوّر. نحن لم ندخل في حربنا مع النظام السعودي بدفع من أحد ولا باستدراج من أحد، وموقفنا هو مواجهة عدوان انتهك سيادة بلدنا اليمن واستهدف الأرواح والأرض. وإذا كان النظام اليمني يعتقد أن إهداره لسيادة اليمن وإباحته دماء أبناء الشعب للدول الأخرى ووضعه استقرار البلد على كف عفريت نجاحاً، فما هو الخطأ والفشل؟ هذا يسمّى عاراً وخيانة لا نجاحاً.»
فالحوثيون عام 2009 كانوا في الخطوط الأمامية للدفاع عن أراضي اليمن من عدوان أجنبي.[259] في نفس العام، نشر الحوثيون مقاطع مرئية لأسرى من الجيش اليمني، الرسالة التي أرادوا إيصالها في تلك الفترة تحديدا لم تكن بغرض التباهي والإستعراض بقدر ماكانت إظهارهم الحرص على حقن دماء اليمنيين فلم يقوموا بقتل الجنود المأسورين، رسائل كهذه تساعد في الظهور بمظهر الأبطال المدافعين عن شرف الوطن كما أرادوا من نشر مقاطع تظهرهم كآسر رحيم ومشفق.[260] بالتأكيد هو يناقض عملياتهم لإنهم كانوا يستهدفون قوات الجيش في النهاية.[260] وللتأكيد على طبيعة قتالهم الدفاعية، تحدث عبد الملك الحوثي قائلا أن المقاتلين ليسوا منظمين وليسوا بقوة الجيش اليمني، وأن الجيش تمكن من إلحاق أضرار بالغة بهم. فهنا هم يحاولون التأكيد أنهم يدافعون عن أنفسهم لا أكثر.[260]
الحوثيين عندما يخاطبون العالم الخارجي يستخدمون خطابا مختلفاً، يمنيون متعلمون هم من يمثلهم في الإعلام والمقابلات الصحفية والرسائل التي يرسلونها عبر هذه الوسائل لا تؤثر على أبناء صعدة ولا المحاربين في جبهات القتال. فهولاء يرون القتل أمام أعينهم يومياً، فالرسائل الحادة ذات الطبيعة الجهادية أو حتى القتالية القبلية المتوافقة مع الأعراف الثقافية السائدة عن الشجاعة وشرف القبيلي هي مايحركهم ويؤثر عليهم.[261]
الزامل
الزامل هو أحد الفنون الشعبية في اليمن ويقتصر على أبناء القبائل عادة، فهو ليس كالأناشيد الدينية فأبيات الزامل تتحدث عن القبيلة، الحرب، والشجاعة ورثاء القتلى ولطالما كان وسيلة للقبليين للتعبير عن مواقف سياسية غالباً. حرص الحوثيون من وقت مبكر على توظيف الزامل لترديد نثريات الحركة، لشحذ همم المقاتلين وكذلك للتأثير على أولئك الغير منخرطين في صفوف القتال.[262] فالزامل من وسائل النشر والترويج المرتبطة باليمنيين ثقافياً، وتنشد جماعياً في فعاليات إجتماعية مختلفة مثل عيد الغدير أو «أسبوع الشهيد» والمولد النبوي إلى آخره، ونجح الحوثيون في إضفاء «أصالة ثقافية» على أنفسهم لم تتمكن الأطراف المعادية لهم من تحقيقها.[263]
شعار الصرخة
شعار الصرخة (الله أكبر، الموت لأمريكا...) مع تحريك اليد نزولا وصعودا هو شعار يذكرة اتباع الحوثي بشكل جماعي في كل مناسبة، وهو تقليد لشعار الخميني «الموت لأميركا» (مرك بر آمریكا) مع تحريك اليد نزولا وصعودا.
ظهر هذه الشعار في عهد حسين بدر الدين الحوثي الذي ابدى اعجابه بايران والخميني. قد استهجن سياسي اليمن هذه الشعار الآن فيه مسبة على اليهود وهم جزء من الشعب اليمني والان اليهودية تاريخياً كانت الديانة السائدة في اليمن قبل انتشار الإسلام أي ان أسلاف اليمنيين كانوا يهود الديانة. ويبلغ تعداد اليهود اليمنيين قرابة النصف مليون نسمة منتشرين حول العالم.
ويعتبر الشعار مرفوض اجتماعياً ومن قبل المشايخ لأنه يسب النبي إسرائيل (يعقوب) أحد أنبياء الله، وكلمة إسرائيل ذاتها تعني «عبد الله».
وقد اصدر القاضي العلامة محمد بن محمد الوزير فتوى يؤكد فيه عدم شرعية شعار الصرخة شعار الحوثيين وانه بدعة وانه يحرم الصراخ في المساجد والاعتداء على أهل الذمة وأهل الكتاب والمستأمنين من اليهود والنصارى وغيرهم في بلاد المسلمين وانه شعار باطل باستثناء جملتي (الله أكبر والنصر للإسلام) وأن الله أرسل محمدا رحمة للعالمين لا موتا لهم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وان جمله (الله أكبر والنصر للإسلام) كلمة حق أريد بها باطل، وان الإسلام لا يجيز قتال الا أهل العدوان (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمَثَلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) وان الإسلام نهى عن قتال غير المعتدي وإنما يقاتل المقاتل فقط فقال تعالى : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).[264]
الحوثيون في التغطية الخارجية
التغطية الخارجية تشير إلى الإعلام الغير اليمني عمومًا. تغطية الصحافة في المنطقة العربية تنوعت من لقائات مع قياديين حوثيين إلى تحليلات ومقالات تركز على مزاعم التدخل الإيراني لدعمهم. قناة الجزيرة أجرت عدة لقائات مع قياديين حوثيين منهم يحيى بدر الدين الحوثي عام 2007، وكانت تقدم فقرات عميقة ومفصلة عن النزاع وجذوره ولكنها في النهاية متحيزة ضد الحوثيين وتغطيتها العربية تختلف عن القناة الناطقة بالإنجليزية.[265] وسائل الإعلام المملوكة سعودياً مثل جريدة الحياةوقناة العربية وموقعها الإلكتروني وجريدة الشرق الأوسط و«المراكز البحثية» المرتبطة بتلك المملكة، تظهر تحيزاً «سنيا» واضحاً ضد الحوثيين.[266] وهناك القدس العربي القلقة من التدخل الإيراني لدعم الحوثيين اليمانية ولكنها لا تبد نفس القلق اتجاه الدعم الإيراني المؤكد لحركة حماس. الإعلام الإيراني مثل قناة العالم الناطقة بالعربية وبريس تي في الإنجليزية، غطت النزاع بأسلوب متعاطف ومؤيد للحوثيين وناقد لإجرائات الحكومة اليمنية.[266]
في الغرب، ظهرت عدة دراسات مفصلة عن اليمن عمومًا والتحديات التي تواجه الدولة من كتاب وأكاديميين وكثير من هذه الكتابات تطرقت لمسألة الحوثيين إلى جانب تحديات أخرى تواجه اليمن وكلها مكتوبة بأسلوب يضع مصالح الولايات المتحدة في المقدمة، وبعضهم يعارض الاستخدام الحر والغير محسوب لعبارة «تمرد شيعي».[267] الدراسات الغربية تركز على دور النظام السياسي الحاكم في تحويل القبيلة والدين إلى آيدولوجية سياسية، وإستيراد الحنابلة/الوهابية/السلفية في الثمانينات والتسعينات وتوظيفهما لمصالح مراكز القوى ، وهو ماولد رد فعل من قبل الزيدية.[268] عمومًا، معظم هذه الدراسات تدين تعاطي السلطة مع الحوثيين ويعتبرونها مولدة لعنف كان من الممكن تفاديه نظرا للتحديات الأهم والأكبر التي تواجه اليمن.[269] كانت كتابات شبكة آيرين الإنسانية من أفضل الدراسات خارج الدوائر الأمنية والإستخباراتية إذ ترجموا وقدموا تصريحات قيادات حوثية لجمهور ناطق بالإنجليزية.[270]
الانتقادات
تجنيد الأطفال
بغلت خسائر سكان صعدة البشرية في شبابهم ورجالهم اعداد كبيرة ضحية القصف الجوي العشوائي والحروب التي شنت على صعدة والحوثيين حيث لم يفرق بين المسلحين الحوثيين والمدنيين العاديين. مما جعل الناس ينظمون لتنظيمات الحوثي المسلحة وبالحرب الخامسة دفع أهل صعدة الالاف من القتلى، مما تسبب باختفاء الفئة العمرية ما بين 18-40 في صعدة لذلك قام الحوثيين بتجنيد أطفال المدارس في صعدة ما بين 10-17 سنة كمحاربين، يشكل الأطفال والشباب الصغير نحو 50%-60% من مقاتلي الحوثيين.
يلزم القانون اليمني الملتحق بالخدمة العسكرية أن يكون عمره 18 عاماً ومافوق، ولكن لا يوجد سن محدد لتعريف البلوغ في القانون اليمني الذي يعتبر الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع. العادات والأعراف القبلية تعتبر الفتى من سن 13 «رجلاً».[271] أعداء الحوثيين تطرقوا لهذه الظاهرة ولكن حتى أعدائهم بما فيها القوات الحكومية تجند القصر كذلك فثقافة اليمنيين لا تعتبرهم أطفالاً كما هو الحال في الأمم المتحدة.[271] يقول علي السياغي، وهو ضابط تجنيد في صنعاء اعترف أن العديد من المجندين يبدون أصغر مما يظهر على بطائقهم الشخصية، لإن العديد من الأسر تساعد أبنائها على تزوير البطائق للإنضمام لقوات حكومية مختلفة.[272]
الحوثيين والحكومة وحزب التجمع اليمني للإصلاح يعتمدون على القبائل وقوداً لحروبهم، ومشايخ هذه القبائل لا يرون حرجاً ولا مشكلة في تقديم مراهقين دون الثامنة عشرة، فالمسألة ليست غريبة في أعراف اليمنيين أصلاً لأسباب عديدة، حمل السلاح وإمتلاكه علامة على الرجولة في المجتمعات القبلية عمومًا ومنها اليمني، فهناك ضغط إجتماعي على هولاء القصر لإثبات رشدهم ورجولتهم وأسهل طريقة لإثبات ذلك هو حمل السلاح والقتال.[271] في المجتمعات العربية الأقل عرضة وإنكشافاً لمعايير غرب ما بعد الثورة الصناعية، سن الرشد يبدأ مبكراً نظرا للإحتياجات التقليدية للعمال، الدفاع، وصنع التحالفات من خلال الزواج.[273] الوضع في اليمن مختلف عن ظواهر مشابهة في مناطق أخرى من العالم حيث ينشط تجنيد الأطفال في النزاعات، في تلك المناطق كان الأطفال يؤخذون عنوة ويبعدون عن أهاليهم وذويهم وهو لا يحدث في اليمن، فهولاء المقاتلين نادراً مايغادرون قراهم وأراضي قبائلهم.[108] من أبرز سلبيات هذه الظاهرة أنها تخلق أجيالا من اليمنيين ترى في العنف الإنتهازي جانبا طبيعيا من الحياة.
وفقا لمسح أجرته منظمة اليونيسيف شارك فيه 1,400 طفل ومراهق من صعدة، أجاب 94% أنهم تأثروا بالصراع المسلح، 6% فقط غادروا مناطق النزاع بصورة مؤقتة، 44% أُجبروا على الإختباء حفاظا على حياتهم، 15% منهم أُصيب في النزاع ونفس النسبة أجابت أن أفرادا من عوائلهم المباشرة قُتلوا. نصف العدد المشارك في المسح أجابوا بأن منازلهم وأملاكهم تعرضت للقصف والتدمير و10% أجاب بأنه لا يعرف مصير أفراد مفقودين من عائلته حتى الآن.[108]
الديمقراطية
وفقا للمعتقد الزيدي، فإن الخروج على الحاكم «الظالم» واجب ديني بعد تحذيره ونصحه، وقد أخذوا هذا المفهوم من المؤسس لمذهبهم الإمام زيد بن علي.[274] وهو مايعني أن دوافع الحوثيين دينية بالدرجة الأولى ومايعتبرونه «ظلما» قد يشمل وقد لا يشمل أموراً مثل فقر سكان صعدة والحروب العدوانية عليهم وتهميش الهاشميين وعدم تولي شخص هاشمي الإمامة، رغم أن قيادات الجماعة تنفي أنها بصدد استبدال الجمهورية بنظام حكم آخر، ولكن مايميز المذهب الزيدي عن السنة هو الإمامة وبدونها تفقد الزيدية مايُعرِّفها. ويحصر الزيدية الإمامة/الخلافة في الهاشميين بينما يحصرها أهل السنة والجماعة في كافة قريش دون تمييز،[275] ترى الزيدية جواز ان يكون حاكم الدولة ليس هاشمي لكن الإمام/الخليفة يجب ان يكون هاشمي، المسألة هنا لا تعدوا أن تكون تركيب وتجميع لمواضيع مختلفة وإفتراضات وإحياء لصور نمطية.
طرد اليهود اليمنيين
يبلغ عدد اليهود اليمنيين نحو نصف مليون نسمة منتشرين حول العالم، تاريخياً اليهودية هي الديانة السائدة باليمن قبل الإسلام فالحميريين وملوك حمير كانو يهود، وبسبب القضية الفلسطينية-الإسرائيلية وتحريض القنوات الاعلامية المستمر على اليهود، دعا حسين بدر الدين الحوثي لاستعمال القوة لتحرير الاقصى وفلسطين.
لا يخفي الحوثيون عدائهم لليهود عمومًا كما يظهر من شعارهم وظروف وأوضاع اليمنيين اليهود الذين كانوا بصعدةومحافظة عمران هي فقيرة وسيئة أصلا ولكنها إزدادت سوءاً، وطيلة تاريخ يهود اليمن الطويل، لم يكونوا أكثر عرضة للإنقراض التام من الوقت الراهن. وتداولت صحف ووسائل إعلام السلطة أيام علي عبد الله صالح ماتعرض له يهود منطقة آل سالم بصعدة على يد قائد الحوثيين هناك يحيى بن سعد الخضير، وجاء في موقع 26 سبتمبر أن الخضير أمهل الأسر اليهودية عشرة أيام للمغادرة بعد أن «ظهر جليا أنهم يقومون بأعمال وحركات تخدم الصهيونية العالمية» مضيفا :«أما أنتم معشر اليهود فالإفساد هو ديدنكم وليس غريبا في حقكم فتاريخكم يشهد بهذا وحاضركم يشهد».[276] الحوثيون نفوا أن يحيى الخضير قام بتهديدهم إلا أن حاخاماليهود اليمنيينيحيى آل سالم أكد أن من قام بتهديهم كانوا من الحوثيين.[277]
الانتهاكات
خلال الحروب الخمسة بين جماعة الحوثي وقوات الجيش قتل في هذه الحروب 10000 ألف جندي و6000 مواطن و130 ألفاً من المهجرين قسراً الذين شردتهم الحروب بعيداً عن ديارهم ومزارعهم. ويوجد أكثر من 20 ألف يتيم، و10 آلاف معوق، و6 آلاف منشأة حكومية مدمرة، بينها 100 مسجد، نتيجة الحروب التي تمت بصعدة بين المسلحين الحوثيين والجيش اليمني. وقد سجلت منظمة وثائق الحقوقية 13905 حالات انتهاك، تعرض لها مدنيون في محافظتي صعدة وحجة، بينها 655 حالة قتل ارتكبها الحوثيون، ويؤكد التقرير الصادر عن منظمة «وثاق للتوجه المدني»، أن جماعة الحوثيين المسلحة ارتكبت نحو 9039 انتهاكا في صعدة، و4866 انتهاكا في محافظة حجة خلال الفترة من يونيو (حزيران) 2004 إلى فبراير (شباط) 2010، من بينها مقتل 82 شخصا، و63 مصابا، و60 معتقلاً.[278]
التضامن مع المقاومة الفلسطينية خلال العدوان على غزة (2023-الآن)
ردا على الحرب الإسرائيلية في غزة، تعهدت جماعة الحوثيين بمنع السفن التابعة لأيّ دولةٍ من التوجه إلى إسرائيل.[279] حتى توقف هذه الأخيرة هجومها على غزة. مما أدى إلى إعلان عدة شركات شحن عن تغيير مسار سفنها لتجنب المرور عبر مضيق باب المندب والعبور من قناة السويس لتوفير الوقت وتكلفة التشغيل واضطرت للمرور عبر مضيق رأس الرجاء الصالح والدوران حول القارة الأفريقية.[280] ودعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، عشرات الدول إلى اتخاذ خطوات للتصدي لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.[281] و في 19 دجنبر 2023 أعلن وزير الدفاع الأميركي إطلاق تحالف "حارس الازدهار"، وهو قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات، ويتكون من عشرة بلدان من بينها دولة عربية واحدة هي البحرين.[282]
^"Deaths in Yemeni mosque blast". al-Jazeera English. May 2 2008. مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 31 مايو 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. xv. ISBN:0-8330-4974-7.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. xvi. ISBN:0-8330-4974-7.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon P.99 Rand Corporation, 2010 ISBN 0-8330-4974-7
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 73,74. ISBN:0-8330-4974-7.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^[1] اليمن يعلن ضبط سفينة إيرانية تنقل اسلحة للحوثيين. بي بي سي "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2015-04-17. اطلع عليه بتاريخ 2012-08-05.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^[2] السفارة الإيرانية تنفي بشدة اتهام إيران بالتدخل في صعدة وتؤكد مبدأ الاحترام المتبادل نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
^"Iran says documents prove Yemen ship had no arms". Press TV. 2009-10-28
^"Yemen: Corruption, Capital Flight and Global Drivers of Conflict"(PDF). Chatham House. 2013. مؤرشف من الأصل(PDF) في 6 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ Jun 26 2014. Their political appeal began to spread among independent youth activists owing to their vociferous criticism of foreign interference in Yemeni politics, as well as their robust opposition to Islah{{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^"The Huthis: From Saada to Sanaa"(PDF). International Crisis Group. 2014. مؤرشف من الأصل(PDF) في 28 سبتمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ Jun 27 2014. Their aggressive anti-regime positions have led to a number of unlikely political alliances, including cooperation with liberal-leaning youth and civil society activists demanding a new government{{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^Fatima Abo al-asrar (2011). "Yemen's quandary in Dammaj". Foreign Policy. مؤرشف من الأصل في 3 فبراير 2017. اطلع عليه بتاريخ Jun 30 2014. At the heart of the Houthis' allure to the Yemeni youth is the realization that the Arab Spring revolution did not reach its full potential. While the head of the regime is gone, elements of a remaining dysfunctional system threaten a relapse. As such, there are more youth than before who are supporting the Houthis for their unrelenting opposition to the former regime and its allies. Furthermore, the Houthi notion of state sovereignty appears to many to be far better than what is currently offered by the Yemeni state where infringement on Yemen's territory has taken place with the connivance of Yemeni officials.{{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^Mafraj Radio episode 1 (Feb 27 2013). "Mafraj Radio episode 1" (Podcast). Yemen Peace Project. وقع ذلك في 15:05. مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ Jun 27 2014. {{استشهاد بتدوين صوتي}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= و|تاريخ= (مساعدة)
^Noorhaidi Hasan Laskar Jihad P.78 SEAP Publications, 2006 ISBN 0-87727-740-0
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi PhenomenonP.93 Rand Corporation, 2010 ISBN 0-8330-4974-7
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon P.92 Rand Corporation, 2010 ISBN 0-8330-4974-7
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 90-1. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Will Picard (2014). "Yemen's Northern Wars: A Bad Situation Gets Worse". Yemen peace Project. مؤرشف من الأصل في 7 يوليو 2017. اطلع عليه بتاريخ Jun 27 2014. Right now, the Huthis are engaged in a very bloody campaign in 'Amran Governorate, where they seem to have taken control of key towns in the al-Ahmar family's archipelago of fiefdoms{{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^Overview & The New Political Landscape (27 مارس 2015). "Yemen at War". International Crisis Group. مؤرشف من الأصل في 2020-03-10. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-06.
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 181. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 182. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 183. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Inter- national Crisis Group,“Yemen: Defusing the Saada Time Bomb,” Middle East Report, No. 86, May 27, 2009
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 63. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ اباكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع عادل الشرجبي
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 64. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 184. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 186. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجدBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 188. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 189. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 235. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 190. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 192. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 195. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 193. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 194. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجدBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 196. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. xvii. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 236. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 237. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 197. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 198. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجدهوزBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 199. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 199-200. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 165. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 276. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 159. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells 2010 160
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 159-160. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 168. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 169. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 169-170. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجدهوBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 170. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 171. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 172. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 172-173. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجدBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 173. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 174. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 73. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 175. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجدهBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 176. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 177. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 178. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 179. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 222. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ اباكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells 2010 223
^ ابجBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 225. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 227. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 228. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 229. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 230. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 231. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 232. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 217. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 218. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 16-333. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 334. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 328. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 325. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 329. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 327. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابجBarak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 254. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Ocean (2012). Global Stability and U.S. National Security. Oxford University Press. ص. 501. ISBN:019991589X.
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010). Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 23. ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
See also: Linkage (policy) Bilateral relationsChina–United States relations China United States Diplomatic missionEmbassy of People's Republic of China, Washington, D.C.American Embassy, BeijingEnvoyAmbassador Qin GangAmbassador R. Nicholas Burns Bilateral relationsSoviet–American relations Soviet Union United States Diplomatic missionEmbassy of the Soviet Union, Washington, D.C.American Embassy, Moscow In political science, triangular diplomacy is a foreign policy of the United States, d...
Nhân LinuxChú chim cánh cụt Tux biểu tượng của Linux[1]Linux kernel 3.0.0 đang khởi độngNhà phát triểnLinus Torvalds và hàng ngàn cộng tác viênĐược viết bằngC và assembly[2]Họ hệ điều hànhTương tự UnixPhát hànhlần đầu0.01 (17 tháng 9 năm 1991; 32 năm trước (1991-09-17))Có hiệu lựctrongĐa ngôn ngữLoại nhânMonolithicGiấy phépGNU General Public License, v2[3][4] cộng v
De Belgische kampioenentrui Het Belgisch kampioenschap wielrennen voor Elite met contract is een jaarlijkse wielerwedstrijd in België voor renners met Belgische nationaliteit en lid van een professioneel wielerteam. Er wordt gereden voor de nationale titel. Dit kampioenschap op de weg werd voor het eerst in 1894 gehouden en toen gewonnen door Léon Houa. Tot 1995 was deze wedstrijd bekend als het Belgisch kampioenschap voor Beroepsrenners, daarna kreeg het de huidige benaming. De naam Elite ...
You can help expand this article with text translated from the corresponding article in Arabic. (November 2022) Click [show] for important translation instructions. View a machine-translated version of the Arabic article. Machine translation, like DeepL or Google Translate, is a useful starting point for translations, but translators must revise errors as necessary and confirm that the translation is accurate, rather than simply copy-pasting machine-translated text into the English Wikip...
Таледжіоітал. Taleggio Країна походження ІталіяРегіон провінції Північної Італії і області Верона та П'ємонтВідомий з 10 століттяОснова коров'яче молокоСтруктура м'якийРозміри брусок довжиною 18-20 см і висотою 5-8 смВага 2 кгВитримка 25-50 днів Таледжіо (італ. Taleggio) — м'який і
Logotipo da ASCAP American Society of Composers, Authors and Publishers (ou ASCAP, em inglês: Sociedade Americana de Compositores, Autores e Editores) é uma organização de direitos de performance que protege o direito autoral das obras de seus membros musicais através do monitoramento de performances públicas de suas músicas, seja via broadcasting ou performance ao vivo, e compensando-os de acordo.[1] Referências ↑ «Site oficial da ASCAP» (em inglês). ASCAP Ligações exter...
Xianghu湘湖PeronLokasiDistrik Xiaoshan, Hangzhou, ZhejiangTiongkokPengelolaHangzhou Metro CorporationJalur 1 Sunting kotak info • L • BBantuan penggunaan templat ini Ruang kontrol, 2015 Xianghu (Hanzi: 湘湖, Danau Xiang) adalah stasiun terminal Metro Hangzhou Jalur 1 di Distrik Xiaoshan, Hangzhou, Zhejiang, Tiongkok. Atraksi wisata di kawasan Xianghu termasuk situs budaya jembatan Kuahu, kano tertua di dunia, situs Wangcheng, dan situs militer kuno.[1]...
Miroslav Klose merayakan gol Piala Dunia ke-16nya yang berhasil memecahkan rekor Sebanyak 2,700 gol dicetak di 22 edisi turnamen final Piala Dunia FIFA, kecuali penalti yang dikonversi dalam bentuk tendangan.[1] Sejak gol pertama yang dicetak oleh pemain Prancis Lucien Laurent di Piala Dunia FIFA 1930,[2] sebanyak 1,300 pemain sepak bola mencetak gol di Piala Dunia,[3] hanya 98 di antaranya yang mencetak setidaknya lima gol. Jumlah pencetak gol[3][4] ...
تيفيناغمعلومات عامةالبداية القرن 3 ق.م الاسم Tifinagh (Berber) (بالإنجليزية) [1]tifinagh (berbère) (بالفرنسية) [1]Tifinagh (بالإنجليزية) [1] الاسم الأصل ⵜⴼⵉⵏⵗ (بالغير المعروفة) اشتق من Libyco-Berber script (en) [2] عمل مُشتق تيفيناغ محدث لغة العمل أو لغة الاسم الأمازيغيةلغات طارقية اتجاه ال�...
The following is a list of South Africa women's national rugby union team international matches. It includes both formally recognised test matches (result counts for the international ranking of World Rugby) as other matches. The international ranking can be found on the website of World_Rugby.[1] International tests and other matches For information about the status of international games, see Women's international rugby union § International women's matches, and List of women'...
British comedy-drama television series This Way UpPublicity imageGenre Black comedy Comedy drama Sitcom Written byAisling BeaDirected byAlex WincklerStarring Aisling Bea Sharon Horgan Tobias Menzies Aasif Mandvi Country of originUnited KingdomOriginal languageEnglishNo. of series2No. of episodes12Original releaseNetworkChannel 4Release8 August 2019 (2019-08-08) –9 July 2021 (2021-07-09) This Way Up is a British comedy-drama television series broadcast on Channel 4.[1]...
Not to be confused with Last American Hero (album). 1973 film by Lamont Johnson The Last American HeroDVD coverDirected byLamont JohnsonWritten byWilliam RobertsWilliam KerbyBased onThe Last American Hero Is Junior Johnson. Yes!by Tom WolfeProduced byWilliam RobertsJohn CuttsStarringJeff BridgesValerie PerrineGeraldine FitzgeraldCinematographyGeorge SilanoEdited byTom RolfRobbe RobertsMusic byCharles FoxDistributed by20th Century-FoxRelease date July 27, 1973 (1973-07-27) Runni...
American TV series or program Dear MamaGenreDocumentaryDirected byAllen HughesStarring Tupac Shakur Afeni Shakur Music by Atticus Ross Leopold Ross Claudia Sarne Country of originUnited StatesOriginal languageEnglishNo. of seasons1No. of episodes5ProductionExecutive producers Nelson George Allen Hughes Lasse Järvi Quincy Jones III Jamal Joseph Charles King Peter Nelson Adel Nur Staci Robinson Ted Skillman Producers Joshua Garcia Loren Gomez Malcolm Stewart James Jenkins Stef Smith Tom P...
2010 EP by SecretSecret TimeEP by SecretReleasedApril 1, 2010Recorded2009-2010GenreK-popelectropopdance-popLabelTSLOENSecret chronology Secret Time(2010) Madonna(2010) Singles from Secret Time I Want You BackReleased: October 13, 2009 MagicReleased: April 1, 2010 Secret Time is the debut Korean extended play (EP) by South Korean girl group Secret. The EP was released on April 1, 2010, and contains ten tracks.[1] Magic was used as the promotional song for the album. The song de...
Wildlife sanctuary in India This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Brahmagiri Wildlife Sanctuary – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (January 2021) (Learn how and when to remove this template message) Brahmagiri Wildlife SanctuaryIUCN category IV (habitat/species management area)Valley wit...
Next Limit Technologies Tipo Tecnología de simulaciónIndustria SoftwareForma legal empresa privadaFundación 14 de febrero de 1998 en Madrid, EspañaFundador Víctor González y Ignacio VargasSede central Madrid, EspañaProductos XFlow, RealFlow, Maxwell Render, CaronteFX™Sitio web http://nextlimit.com[editar datos en Wikidata] Next Limit Technologies es una compañía de software con base en Madrid, España. Fundada en 1998 por los ingenieros Víctor González e Ignacio Vargas,...
Italian 120 millimetre naval guns were standard main armament on Italian destroyers and were widely used on various other ships and coastal artillery. The 50-calibre guns used a charge of 9.7 kilograms (21 lb) of smokeless powder to push a 23.49-kilogram (51.8 lb) projectile to a velocity of 950 metres per second (3,100 ft/s). Velocity was later reduced to 920 metres per second (3,000 ft/s), which gave a maximum range of 19.6 kilometres (12.2 mi) at 45° elevati...
1995 Bermudian independence referendum 16 August 1995 Are you in favour of independence for Bermuda?Results Choice Votes % Yes 5,714 25.88% No 16,369 74.12% Valid votes 22,083 99.31% Invalid or blank votes 153 0.69% Total votes 22,236 100.00% Registered voters/turnout 37,841 58.76% Politics of Bermuda Law Monarchy Sovereign Charles III Governor Rena Lalgie Executive Premier Edward David Burt Legislative Parliament Senate President: Joan Dillas-Wright House of Assembly Speaker: Dennis Lister L...