تتمحور أهداف المنظمة حول تعزيز سياسات الثقة المتبادلة وحسن الجوار بين دول الأعضاء، ومحاربة الإرهاب وتدعيم الأمن ومكافحة الجريمة وتجارة المخدرات ومواجهة حركات الانفصال والتطرف الديني أو العرقي. والتعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية وكذلك النقل والتعليم والطاقة والسياحة وحماية البيئة، وتوفير السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.[4]
عُقدت مؤتمرات القمم السنوية لمجموعة شانغهاي الخماسية في كل من ألماتي في عام 1998وبيشكك في عام 1999ودوشانبي في عام 2000. في قمة دوشانبي، اتفق الأعضاء على معارضة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة الإنسانية وحماية حقوق الإنسان. ودعم جهود بعضهم البعض في حماية الاستقلال الوطني للدول الخمس والسيادة والسلامة الإقليمية والاستقرار الاجتماعي.[8]
في عام 2001، عادت القمة السنوية إلى شانغهاي، حيث شُهد انضمام أوزبكستان إلى المجموعة ليتحول عدد أعضائها من خمسة إلى ستة. فوقع رؤساء الدول الستة في 15 يونيو2001 على إعلان «منظمة شانغهاي للتعاون» مشيدين بالدور الذي لعبته المجموعة متطلعين إلى مستوى أعلى من التعاون.
في يونيو2002، اجتمع رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون في سانت بطرسبرغ. وهناك وقعوا ميثاق منظمة شانغهاي للتعاون الذي يشرح أهداف المنظمة ومبادئها وهياكلها وأشكال عملها، للاعتراف بها في القانون الدولي.
في يوليو2005، خلال القمة التي عقدت في أستانا التي شارك بها ممثلين عن الهندوإيرانومنغولياوباكستان، الذي كان حضورهم الأول. رحب رئيس الدولة المضيفة نور سلطان نزارباييف فيهم واستهل حديثه بكلمات لم يسبق وان استخدمت في أي سياق من قبل، قائلًا: «قادة الدول الذين يجلسون على طاولة المفاوضات هم ممثلون عن نصف البشرية».[9]
بحلول عام 2007، استهلت منظمة شانغهاي للتعاون أكثر من عشرين مشروعًا واسع النطاق فيما يتعلق بالنقل والطاقة والاتصالات، كما عقدت اجتماعات منتظمة للمسؤولين الأمنيين والعسكريين والدفاع والشؤون الخارجية والاقتصادية والثقافية والمصرفية وغيرها لدول الأعضاء.[بحاجة لمصدر]
في جويلية 2023 تم ضم ايران ومصر والسعودية الى المنظمة
تمثل الدول الثمانية كاملة العضوية في المنظمة نصف سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي في العالم.
الهيكل التنظيمي
مجلس رؤساء الدول هو الهيئة العليا لصنع القرار في المنظمة، حيث ينعقد هذا المجلس في القمم السنوية التي تنظمها المنظمة في إحدى عواصم الدول الأعضاء. يتألف مجلس رؤساء الدول الحالي، كما يلي:
مجلس رؤساء الحكومات هو ثاني أعلى مجلس في المنظمة، حيث يعقد هذا المجلس قممًا سنوية، يناقش فيها الأعضاء مسائل التعاون المتعددة ويوافق على ميزانية المنظمة. يتألف مجلس رؤساء الحكومات الحالي، كما يلي:
كما يعقد مجلس وزراء الخارجية اجتماعات منتظمة يُناقش فيها الوضع الدولي الراهن وتفاعل المنظمة مع المنظمات الدولية الأخرى.[12] ويقوم مجلس المنسقين الوطنيين بتنسيق التعاون متعدد الأطراف بين الدول الأعضاء في إطار ميثاق المنظمة.
أمانة المنظمة هي الهيئة التنفيذية الرئيسية للمنظمة. التي تعمل على تنفيذ القرارات والمراسيم التنظيمية، وصياغة الوثائق المقترحة (مثل الإعلانات وجداول الأعمال)، والعمل كوثيقة إيداع للمنظمة، وترتيب أنشطة محددة في إطار منظمة شانغهاي للتعاون، ويشجع وينشر المعلومات عن المنظمة. وهي تقع في بكين. والأمين العام الحالي للمنظمة هو تشانغ مينغ من الصين منذ 1 يناير 2022.[13]
يُذكر أن الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب واختصاره «RATS»[هامش 2] الذي يقع مقره في طشقند، هو جهاز دائم لمنظمة شانغهاي للتعاون يعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء ضد الشرور الثلاثة وهي الإرهابوالإنفصالوالتطرف. يُنتخب رئيس الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب لمدة ثلاث سنوات. كما تُرسل كل دولة عضوًا مُمثلًا دائمًا للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب.[14]
لغات العمل الرسمية لمنظمة شانغهاي للتعاون هي الصينيةوالروسية.
في يونيو2010، وافقت منظمة شانغهاي للتعاون على إجراءات قبول أعضاء جدد.[34] حيث أعربت العديد من الدول المراقبة رغبتها بمنحها العضوية الكاملة. في 9 يونيو2017 انضمت كل من الهندوباكستان إلى المنظمة كعضوين كاملي العضوية في قمة أستانا بعدما كانتا من المراقبين.[4] وقد أعطى إنضمام إيران إلى المنظمة الكثير من التفكير الأكاديمي لآثار إنضمامها.[35] في أوائل سبتمبر2013 قال رئيس الوزراء الأرميني تيغران سارجسيان خلال لقائه مع نظيره الصيني أن أرمينيا ترغب بالحصول على صفة مراقب في المنظمة.[36]
كما أشارت فيتنام إلى اهتمامها بأن تصبح شريكًا حواريًا للمنظمة في عام 2011، أثناء زيارة المبعوث الخاص للرئيس الروسي للمنظمة السيد كيريل بارسكي إلى هانوي. وفقًا لرأي الخبراء فإن هناك مساوئ ومزايا محتملة لإنضمام فيتنام إلى المنظمة في المجالات الرئيسية وهي موازنة علاقاتها مع الصينوروسياوالولايات المتحدة والدفاع عن السلامة الإقليمية والإمكانيات من تحقيق فوائد إقتصادية.[47]
النشاطات
التعاون الأمني
تركز منظمة شنغهاي للتعاون بشكل أساسي على المخاوف الأمنية المتعلقة بـ «آسيا الوسطى» لدولها الأعضاء، وغالبًا ما تصف التهديدات الرئيسية التي تواجهها بأنها «الإرهاب» و «الانفصالية» و «التطرف». ومع ذلك، تتزايد الأدلة على أن أنشطتها في مجال التنمية الاجتماعية للدول الأعضاء تتزايد بسرعة.[48]
في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي عقدت في طشقند، أوزبكستان، في الفترة من 16 إلى 17 يونيو 2004، تم إنشاء الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب (RATS). في 21 أبريل 2006، أعلنت منظمة شنغهاي للتعاون عن خطط لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود تحت عنوان مكافحة الإرهاب.[49]
في أكتوبر 2007، وقعت منظمة شنغهاي للتعاون اتفاقية مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO)، في العاصمة الطاجيكية دوشانبي، لتوسيع التعاون في قضايا مثل الأمن والجريمة وتهريب المخدرات.[50]
النشاطات العسكرية
على مدى السنوات القليلة الماضية، توسعت أنشطة المنظمة لتشمل زيادة التعاون العسكري وتبادل المعلومات الاستخبارية ومكافحة الإرهاب.[51]
تجري التدريبات العسكرية بانتظام بين الأعضاء لتعزيز التعاون والتنسيق ضد الإرهاب والتهديدات الخارجية الأخرى، والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.[52][53] كان هناك عدد من التدريبات العسكرية المشتركة لمنظمة شنغهاي للتعاون. عُقدت الأولى في عام 2003، حيث جرت المرحلة الأولى في كازاخستان والمرحلة الثانية في الصين. منذ ذلك الحين، تعاونت الصينوروسيا في مناورات حربية واسعة النطاق في مهمة السلام 2005 و 2007 و 2009، برعاية منظمة شنغهاي للتعاون. شارك أكثر من 4000 جندي في التدريبات العسكرية المشتركة في عام 2007 (المعروفة باسم «مهمة السلام 2007») التي جرت في تشيليابينسك بروسيا بالقرب من جبال الأورال، كما تم الاتفاق عليه في أبريل 2006 في اجتماع لوزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون.[54][55] قال وزير الدفاع الروسي سيرجي إيفانوفيتش إن التدريبات ستكون شفافة ومفتوحة لوسائل الإعلام والجمهور. بعد الانتهاء بنجاح من المناورات الحربية، بدأ المسؤولون الروس يتحدثون عن انضمام الهند إلى مثل هذه التدريبات في المستقبل، وأن منظمة شنغهاي للتعاون تقوم بدور عسكري. بعثة السلام 2010، التي أجريت في الفترة من 9 إلى 25 سبتمبر في منطقة تدريب ماتيبولاك بكازاخستان حضرها أكثر من 5000 فرد من الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستانوطاجيكستان وتم إجراء مناورات مشتركة للتخطيط والعمليات.[56]
التعاون الإقتصادي
إن روسياوكازاخستانوقيرغيزستان أيضاً أعضاء في «الاتحاد الاقتصادي الأوراسي». تم التوقيع على اتفاقية إطار لتعزيز التعاون الاقتصادي من قبل الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في 23 سبتمبر 2003. وفي نفس الاجتماع، اقترح رئيس الصين «ون جياباو»، هدفًا طويل الأجل لإنشاء منطقة التجارة الحرة في منظمة شنغهاي للتعاون، بينما سيتم اتخاذ تدابير فورية أخرى لتحسين تدفق السلع في المنطقة.[57][58] تم التوقيع على خطة متابعة مع 100 إجراء محدد بعد عام واحد، في 23 سبتمبر 2004.[59]
في 26 أكتوبر 2005، خلال قمة «موسكو» لمنظمة شنغهاي للتعاون، قال الأمين العام للمنظمة أن منظمة شنغهاي للتعاون ستعطي الأولوية لمشاريع الطاقة المشتركة؛ بما في ذلك قطاع النفط والغاز، والتنقيب عن احتياطيات جديدة من «الهيدروكربون» والاستخدام المشترك لموارد المياه. كما تم الاتفاق على إنشاء «اتحاد البنوك المشتركة بين البنوك» (SCO Interbank Consortium) في تلك القمة من أجل تمويل المشاريع المشتركة المستقبلية. انعقد الاجتماع الأول لرابطة البنوك التابعة لمنظمة شنغهاي للتعاون في «بكين» في 21-22 فبراير 2006.[60][61] في 30 نوفمبر 2006، في مؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون: النتائج ووجهات النظر، وهو مؤتمر دولي عقد في ألماتي، أعلن ممثل وزارة الخارجية الروسية أن روسيا تعمل على تطوير خطط «نادي الطاقة» في منظمة شنغهاي للتعاون.[62] كررت موسكو التأكيد على الحاجة إلى هذا «النادي» في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في نوفمبر 2007. ومع ذلك، لم يلزم أعضاء آخرون في المنظمة أنفسهم بالفكرة.[63] ومع ذلك، فقد ذُكر خلال قمة عام 2008 أنه «على خلفية التباطؤ في نمو الاقتصاد العالمي باتباع سياسة عملة وسياسة مالية مسؤولة، فإن السيطرة على تدفق رأس المال، وضمان أمن الغذاء والطاقة، اكتسبت أهمية خاصة».[64]
التعاون الثقافي
يحدث التعاون الثقافي أيضًا في إطار منظمة شنغهاي للتعاون. اجتمع وزراء الثقافة في منظمة شنغهاي للتعاون لأول مرة في بكين في 12 أبريل 2002، ووقعوا بيانًا مشتركًا لمواصلة التعاون. عقد الاجتماع الثالث لوزراء الثقافة في طشقند، أوزبكستان، في 27-28 أبريل 2006.[65][66]
أقيم مهرجان ومعرض فنون SCO لأول مرة خلال قمة أستانا في 2005. واقترحت كازاخستان أيضًا مهرجان SCO للرقص الشعبي الذي سيعقد في عام 2008، في أستانا .[67]
القمم
وفقًا لميثاق منظمة شانغهاي للتعاون، تُعقد قمم مجلس رؤساء الدول سنويًا في أماكن محددة بالتناوب، حسب الترتيب الأبجدي لاسم الدولة العضو باللغة الروسية.[68] ينص الميثاق أيضًا على أن يجتمع أعضاء مجلس رؤساء الحكومات (أي رؤساء الوزراء) سنويًا في مكان يقرره أعضاء المجلس. ومن المفترض أن يعقد مجلس وزراء الخارجية قمة قبل شهر من انعقاد مؤتمر القمة السنوي لرؤساء الدول. ويمكن لأي دولتين عضوين أن تدعو إلى عقد اجتماعات غير عادية لمجلس وزراء الخارجية.[68]
يعتقد مراقبو وسائل الإعلام الغربية أن أحد أهداف منظمة شانغهاي للتعاون الأساسية كان بمثابة موازنة للناتو، ولا سيما لتجنب الصراعات التي من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة بالتدخل في المناطق المتاخمة لروسياوالصين.[74][75] إضافةً إلى ذلك، فقد أدلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال خطبه بتصريحات شفهية تجاه الولايات المتحدة رغم أن بلاده ليست عضوًا في المنظمة.[76]
في عام 2005، تقدمت الولايات المتحدة بطلب الحصول على صفة مراقب في المنظمة، إلا أن طلبها قوبل بالرفض على الفور.[77]
لم تصدر المنظمة أية تعليقات مباشرة ضد الولايات المتحدة أو وجودها العسكري في المنطقة؛ إلا أن وسائل الإعلام الغربية اعتبرت بعض التصريحات غير المباشرة في مؤتمرات القمم السابقة بأنها «انتقادات خفية لواشنطن».[79]
الجوانب الجيوسياسية للمنظمة
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل. ساهم في توسيعه. (نوفمبر 2018)
كانت هناك العديد من المناقشات حول الطبيعة الجيوسياسية لمنظمة شنغهاي للتعاون. ماثيو برومر -من مجلة الشؤون الدولية- يتتبع الآثار المترتبة على توسع المنظمة في الخليج العربي.[80] ووفقًا للعالم السياسي توماس أمبروسيو، كان أحد أهداف المنظمة هو ضمان عدم تمكن الديمقراطية الليبرالية من تحقيق مكاسب في هذه الدول.[81]
وفي هذا الصدد قال الكاتب الإيراني حامد غولبيرا: «وفقًا لنظرية زبغنيو بريجينسكي فإن السيطرة على أوراسيا هو مفتاح الهيمنة على العالم، والسيطرة على آسيا الوسطى هو مفتاح السيطرة على أوراسيا. حيث أبدت كل من الصينوروسيا اهتمامهما بالنظرية منذ تأسيس المنظمة في عام 2001، ظاهريًا للحد من التطرف في المنطقة وتعزيز أمن الحدود، لكن على الأرجح فإن الهدف الحقيقي هو موازنة أنشطة الولايات المتحدة والناتو في آسيا الوسطى».[38][82]
^"Xinhua - English". web.archive.org. 15 مايو 2015. مؤرشف من الأصل في 2021-03-07. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-17.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Fels, Enrico (2009), Assessing Eurasia's Powerhouse. An Inquiry into the Nature of the Shanghai Cooperation Organisation, Winkler Verlag: Bochum, p. 23–27.
^Journal of International Affairs. 2007. The Shanghai Cooperation Organisation and Iran: A Power-full Union. Matthew Brummer
^Ambrosio (أكتوبر 2008). "Catching the 'Shanghai Spirit': How the Shanghai Cooperation Organization Promotes Authoritarian Norms in Central Asia". Europe-Asia Studies. ج. 60 ع. 8.