نشأت عائلة البوربون الملكية عام 1268 عندما تزوجت وريثة اللوردية لال بوربون بالابن الاصغر للملك لويس التاسع،[1] واستمر البيت لمدة ثلاثة قرون باعتباره فرع صغير، في حين حكم فرنسا الكابيتيون الأعلى رتبة، حتى أصبح هنري الرابع أول ملك لفرنسا من ال بوربون في 1589،[1] وحد بعد ذلك ملوك البوربون فرنسا مع مملكة نافار الصغيرة والتي حصل عليها والد هنري عن طريق الزواج عام 1555، حكم ملوك بوربون نافارا (من عام 1555) وفرنسا (من عام 1589) حتى 1792 بعد الإطاحة النظام الملكي أثناء الثورة الفرنسية، استعادوها لمدة قصيرة في عام 1814 وبصفة حاسمة في عام 1815 بعد سقوط الإمبراطورية الفرنسية الأولى، حتى أطيح بهم في ثورة يوليو 1830. ثم حكم فرع آل أورليان من العائلة 18 عاماً إلى حين الإطاحة بهم أيضا (1830-1848).
كان أمراء دي كوندي فرع صغير من البوربون ينحدر من شارل، دوق فاندوم جد الملك هنري الرابع، وكذلك أمراء دي كونتي الذين هم فرع الأصغر من آل كوندي وكان هذين المنزلين بارزين في الشؤون الفرنسية حتى في المنفى خلال الثورة الفرنسية. إلى حين انقراض كل منها في 1830 و1814.
فيليب الخامس ملك إسبانيا كان أول حاكم من بوربون لإسبانيا،[1] في الفترة من 1700، أطيح بالبوربونيين الإسبان وعادوا عدة مرات، في الفترات 1700-1808، 1813-1868، 1875-1931، و1975 إلى يومنا هذا.
و من الخط الإسباني للعائلة يأتي الخط الملكي لمملكة الصقليتان (أعوام 1734-1806 و1815-1860، وصقلية فقط 1806-1816) وحكام بوربون لدوقية بارما.
الدوقة شارلوت تزوجت أحد أبناء خط بوربون- بارما وبالتالي خلفاؤها الذي ملكوا لوكسمبورغ منذ تخليها عن العرش عام 1964، هم أيضا أعضاء في سلالة بوربون.كل الاعضاء الاحياء الشرعيين بما في ذلك الفروع الصغرى الآن لعائلة بوربون هم أحفاد لهنري الرابع.
الأصول
كان أول بيت من كابيتيون آل بوربون من عائلة نبيلة، يرجع تاريخها على الأقل منذ بداية القرن الثالث عشر. يستخدم مصطلح آل بوربون («ميزون دي بوربون») احيانا للإشارة إلى هذا البيت الأول، اما بيت بوربون-دامبيير فيرمز للعائلة الثانية التي تحكم كمانورالية. في عام 1268 تزوج روبرت، كونت كليرمون، والابن السادس لملك فرنسا لويس التاسع، من بياتريكس بوربون، وريثة لوردية بوربون وعضو في عائلة بوربون-دامبيير.[1] ولد ابنهما لويس دوق بوربون سنة 1327. سليله كان كونستابل فرنسا شارل دي بوربون، توفي أخر فرد من الفرع الأكبر في 1527، لأنه اختارالقتال تحت راية الإمبراطور الروماني المقدسكارل الخامس وعاش في المنفى، وأُبطل لقبه بعد وفاته.
المتبقين من بوربون ينحدرون من جاك الأول، كونت لامارش الابن الاصغر للويس الأول دوق بوربون.[1] انقرضت سلالة كونت لامارش مع وفاة حفيده جاك الثاني في 1438، كلا لبوربون الذين اتوا بعده ينحدرون من شقيقه الاصغر لويس الذي أصبح كونت فاندوم عن طريق والدته.[1] في حين ان أكبر فرع من الاسرة: آل فالوا، استمروا للإستيلاء على عرش فرنسا بعد وفاة شارل الرابع، دوق ألونسون، في عام 1525، أصبح جميع الأمراء الذين يحملون الدم الملكي من بوربون بعد العائلة المالكة.
في عام 1514، شارل، كونت فاندوم كان قد رُقي إلى لقب الدوق. أصبح ابنه أنطوان ملك نافارا، عند الجانب الشمالي من جبال البرانس، عن طريق الزواج في 1555.[1] وكان لأنطوان اخوان الصغار، احدهما كان رئيس أساقفة الكاردينال شارل دي بوربون والاخر الجنرال العام أمير كوندي لويس دي بوربون. سلالة لويس من الذكور أمراء كوندي وكونتي نجوا حتى عام 1830، وأخيراً في 1589 انتهى عهد آل فالوا وأصبح نجل أنطوان هنري الثالث ملك نافارا كهنري الرابع ملك فرنسا.[1]
خَلَف هنري والدته بعد وفاتها على عرش النافاري في 1572. وفي نفس العام رتبت كاترين دي ميديشي والدة شارل التاسع ملك فرنسا لزواج ابنتها مارغريت بهنري، ظاهرياً لتعزيز عملية السلام بين الكاثوليك والهوغونوتيين. تجمع العديد من الهوغونوتيين في باريس لحضور حفل الزفاف في 24 أغسطس، ولكنهم تعرضوا لكمين وذبحوا من قبل الكاثوليك في مذبحة سان بارتيليمي. أنقذ هنري حياته الخاصة عن طريق تحوله إلى الكاثوليكية. لكنه عاد وتبرأ من منها في 1576، واستأنف قيادته للهوغونوتيين.
بقيت الفترة الواقعة بين عامي 1576 و1584 هادئة نسبياً في فرنسا، مع تعزيز سيطرة الهوغونوتيون على جزء كبير من الجنوب، وعدم تدخل الحكومة الملكية الا أحياناً قليلة. اندلعت الحرب الأهلية مرة أخرى في عام 1584، عندما توفي فرانسوا، دوق أنجو، الشقيق الأصغر للملك هنري الثالث من فرنسا، تاركاً هنري النافاري الوريث الوحيد للعرش. وهكذا بدأت حرب الثلاث (الهنريون)، وهم: هنري النافاري، الملك هنري الثالث، وزعيم الكاثوليك المتطرف «هنري الأول دوق غيس»، حيث خاضوا ثلاثة معارك مربكة من أجل الهيمنة على العرش. ومع ذلك اعتلى هنري العرش كأول ملك لفرنسا من آل بوربون، تحت مسمى هنري الرابع بعد وفاة نسيبه في 1589.
رفض الكثير من الفرنسيين الكاثوليك الاعتراف بالملك البروتستانتي. وبدلا من هذا أعترف بعم هنري الرابع، شارل، كاردينال دي بوربون كالملك الشرعي، واستمرت الحرب الأهلية حتى انتصر هنري انتصاراَ حاسماً في 14 مارس 1590، وبعد وفاة شارل في العام نفسه افتقرت رابطة الكاثوليك إلى مرشح وانقسمت إلى عدة فصائل، وكان هنري كبروتستانتي غير قادر على احتلال باريس، معقل الكاثوليك، والتي أصبحت مدعومة من قبل الإسبان. فتحول الملك مرة أخرى إلى الكاثوليكية في 1593، ويقال انه قال: "إن باريس تستحق هذا"".[2] وتٌوِج الملك بأثر رجعي إلى 1589 في كاتدرائية شارتر في 27 فبراير 1594.
بدايات آل بوربون في فرنسا
مَنح هنري مرسوم نانت يوم 13 أبريل 1598، حيث أعتبرت الكاثوليكية الدين الرسمي للدولة. ولكنه منح االهوغونتيون قدرا من التسامح الدينية والحرية السياسية. انهى هذا الحل الوسطي الحروب الدينية القائمة في فرنسا. وفي العام نفسه معاهدة انهت فيرفينس الحرب مع اسبانيا، وتم تحديد الحدود الأسبانية الفرنسية، وادت إلى اعتراف اسبانيا المتأخر بهنري ملكا لفرنسا.
بمساعدة ماكسمليان دي بيتون، دوق دو سولي، لهنري تم تخفيض ضريبة الأرض المعروفة ب "taille"، أيضًَا تم الترويج للزراعة، والأشغال العامة، وبناء الطرق السريعة، وإنشاء أول قناة فرنسية، وبدأت صناعات هامة مثل صناعة النسيج. تدخل ماكسمليان بالشأن البروتستانتي وأيدهم في الدوقية والايرلية. كان هذا السبب الاخير هو المؤدي إلى قتله.
زواج هنري بمارغريت، الذي لم ينتج عنه أي وريث، ألغي عام 1599 وتزوج من ماري دي ميديشي، ابنة دوق توسكانا. ولدت له ابن سُمي بلويس عام 1601. أغتيل هنري الرابع في 14 مايو 1610 في باريس. وكان عمر ابنه لويس الثالث عشر 9 اعوام عندما خلفه.[1] في البداية كانت والدته ماري دي ميدشي بمثابة الوصي عليه. رتبت ماري لزواج لويس من آن النمساوية، ابنة الملك فيليب الثالث ملك إسبانيا. في عام1617 تآمر لويس مع شارل دي البرت للتخلص من نفوذ والدته، حيث أُغتيل وزيرها المفضل (كونسينو كونسيني) في 26 نيسان من ذلك العام. وبعد سنين من حكم الضعيف للمقربين من لويس، عين الملك (الكاردينال ريشيليو، أرمان جان دو بليسيس) رئيسا للوزراء في 1624.
قدم ريشيليو سياسة (مكافحة هابسبورغ)، ورتب لشقيقة لويس «هنريتا ماريا»، أن تتزوج بالملك تشارلز الأول من إنجلترا، يوم 11 مايو 1625. وكان دعايتها المؤيدة للكاثوليكية في إنجلترا من العوامل الرئيسة التي ساهمت في اندلاع الحرب الأهلية الإنجليزية. كان لريشيليو طموح كبير شخصي وعلى مستوى المملكة، حيث أراد إنشاء موقع مهيمن لفرنسا في أوروبا وأراد توحيد فرنسا تحت النظام الملكي.استمرت هذه المملكة حتى اندلاع الثورة.
وعلى الرغم من أنه كان من المطلوب القيام بحملات عسكرية داخلية، إلا ان السلاح أُنتُزِعَ من قرى الهوغونتيون المحصنة والتي كان هنري قد سمح به. وقد ادخل فرنسا في حرب الثلاثين عاماً (1618-1648) ضد آل هابسبورغ، من خلال إبرام تحالف مع السويد في 1631 تم العمل به في 1635. توفي في عام 1642 قبل انتهاء الصراع، وخلفه الكاردينال جول مازاران. عاش لويس الثالث عشر لعام واحد بعده حيث توفي في 1643 عن عمر يناهز الأثنين والأربعين عاماً. اما بالنسبة للوريث، فبعد زواج طفولي دام لثلاثة وعشرين عاما انجبت وزوجته آن طفلا في 5 سبتمبر 1638، والذي كان يدعى لويس.[1]
خلف لويس الرابع عشر والده بعمر الأربع سنوات[1] الملك الذي سيصبح من أقوى الملوك في تاريخ فرنسا وأطولهم حكماً. أصبحت والدته آن كوصية عليه مع رئيس الوزراء الكاردينال مازاران. واصل مازاران سياسات ريشيليو، وانهى حرب الثلاثين عاما نهاية موفقة في عام 1648، وجعل الحُكم حكماً مطلقاً لفرنسا خلال سلسلة من الحروب التي عرفت باسم «Fronde» وتابع الحرب مع إسبانيا حتى عام 1659.
في العام نفسه تم التوقيع على معاهدة جبال البرانس مما يدل على تحول كبير في السلطة. أصبحت فرنسا دولة مهيمنة في أوروبا بدلا من إسبانيا. ودعت المعاهدة إلى ترتيب زواج لويس الرابع عشر من قريبته ماريا تيريزا ابنة فيليب الرابع ملك إسبانيا من زوجته الأولى إليزابيث شقيقة لويس الثالث عشر. تزوجا في عام 1660، وانجبا ابناً لويس، في 1661[1] توفي مازاران في التاسع من مارس 1661، وكان المتوقع من لويس أن يعين بدلاً منه رئيسا للوزراء كما التقاليد لكنه صدم البلاد بإعلانه انه سيحكم وحده.
خلال ستة سنوات اصلح لويس وضع بلاده المالي وبنى قوات عسكرية هائلة. خاضت فرنسا سلسلة من الحروب ابتداءً من 1667 وما بعدها، وكسبت بعض الأراضي على الحدود الشمالية والشرقية. توفيت ماريا تيريزا عام 1683، وفي العام التالي تزوج سراً من مدام دو مانتينون الكاثوليكية، مركيزة ماينتنون. بدأ لويس الرابع عشر باضطهاد البروتستانت وانهى التسامح الديني الذي أقره جده هنري الرابع. وبلغت الاضطهادات ذروتها عندما الغى مرسوم نانت في في 1685. أصبحت الحرب الاخيرة التي شنها لويس الرابع عشر من أهم الحروب للسلالات الحاكمة في أوروبا. في سنة 1700 توفي كارلوس الثانيملك إسبانيا من هابسبورغ، ولم يترك وريثاً ورائه. كان ابن لويس الرابع عشر (لويس، دوفين الأكبر) يعتبر ابن شقيقة الملك الراحل، هو الأقرب للعرش، حتى أن وصية كارلوس جاءت لصالح للابن الثاني لدوفين، دوق أنجو. لكن أقربائه من آل هابسبورغ النمسا الذين كانوا ثاني أقرب الورثة للعرش، اعترضوا على مثل هذه الزيادة الهائلة في قوة فرنسا.
في البداية، كانت معظم القوى الأخرى على استعداد لقبول حكم دوق أنجو باسم فيليب الخامس. لكن سوء تعامل لويس مع مخاوفهم من هذا الامر أدى إلى انضمام الهولنديونوالإنجليز والقوى الأخرى إلى جانب النمساويين في تحالف ضد فرنسا. بدأت حرب الخلافة الإسبانية في عام 1701 والتي استمرت 12 عاما. في النهاية تم الاعتراف بحفيد لويس ملكاً لإسبانيا، لكنه اضطر للموافقة على مصادرة حقوقه في خلافة فرنسا، وأيضا تنازل عن بعض أراضي إسبانيا هابسبورغ لصالح النمسا والتي كانت في إيطالياوالبلدان المنخفضة. ووصلت فرنسا للحد الإفلاس تقريبا بسبب تكاليف الصراع، وأخيراً توفي لويس الرابع عشر في 1 سبتمبر 1715 عن عمر يناهز الاثنتين والسبعين سنة بأطول عهد حكم في التاريخ الأوروبي.
كان عهد لويس الرابع عشر طويلا لدرجة أنه عاش بعد ابنه وحفيده الأكبر. خلفه في العرش حفيده لويس الخامس عشر.[1] وِلد لويس الخامس عشر في 15 فبراير 1710 أي قبل خمس سنوات من توليه الحكم ليصبح الثالث على التوالي من أسماء لويس الذين يتولون الخلافة قبل سن العاشرة، في البداية تم عقد الوصاية لفيليب الثاني، دوق أورليان، ابن شقيق لويس الرابع عشر، وأقرب الذكور البالغين للعرش.[1] واعتبرت فترة وصاية دوق أورليان مثالاً على حرية التعبير الفردي والذي تجلى في النشاط العلماني والفني والأدبي، على العكس من أواخر حكم لويس الرابع عشر الذي كان متشدداً.
بعد وفاة دوق أورليان عام 1723، أصبح دوق بوربون، الابن الثاني لخط بوربون-كوندي رئيسا للوزراء. وكان من المتوقع أن يتزوج لويس قريبته ابنةفيليب الخامس ملك إسبانيا، ولكن تم كسر هذا الاتفاق من قبل الدوق في في 1725 حتى يمكن للويس الزواج من ماريا ليزينسكا ابنة ستانيسلاف ملك بولندا الأسبق. كان الهدف من هذا التغيير في الزواج هو الحصول على وريث بأقرب وقت ممكن لتجنب نشوء النزاع على الخلافة بين فيليب الخامس ودوق أورليان، في حالة وفاة الملك المريض، وكانت ماريا بالفعل امرأة راشدة وفي سن مناسب للزواج، في حين أن انفانتا التي كانت لا تزال فتاة صغيرة.
لكن هذا الفعل أحدث رد فعل سلبي من قبل الإسبان، وبسبب عدم أهليته سرعان ما استبدل دوق بوربون وحل مكانه الكاردينال آندريه هرقل دي فلوري معلم الملك الشاب، في 1726. كان فلوري رجلاً محباً للسلام وكان يهدف للحفاظ على فرنسا من الحرب، ولكن الظروف آنذاك جعلت هذا الأمر مستحيلاً.
بعد فترة وجيزة من وفاة فلوري، أثرت عشيقته مدام دو بومبادور على لويس لعكس سياسة فرنسا في 1756 عن طريق إنشاء تحالف مع النمسا ضد بروسيا خلال حرب السنوات السبع. كانت الحرب كارثية بالنسبة لفرنسا، بحيث فقدت معظم ممتلكاتها وراء البحار لصالح البريطانيين في معاهدة باريس في 1763. توفيت زوجته ماريا في عام 1768 وتوفي لويس نفسه في 10 مايو 1774.
بعد وفاة نجل لويس الخامس عشر لويس، أصبح ابنه في المستقبل لويس السادس عشر وريث العرش في 1765، وتزوج عام 1770 من ماري أنطوانيت النمساوية، وهي ابنة الإمبراطورة الرومانية المقدسة ماريا تريزا. تدخل لويس في الثورة الامريكية ضد البريطانيين، ولكن أكثر ما يُذكر له هو دوره في الثورة الفرنسية. وكانت فرنسا وقتها تمر باضطرابات مالية مما دعى لويس إلى عقد العقارات العام في 5 مايو 1789.
حيث شكلوا الجمعية الوطنية واضطر لويس لقبول الدستور الذي حدد سلطته في 14 يوليو1790. حاول لويس الفرار من فرنسا لكن تم القاء القبض عليه.
أُلغيت الملكية الفرنسية في 21 سبتمبر 1792 وتم اعلان الجمهورية. سلسلة ملوك البوربون التي بدأت في 1589 قد كُسرت وتم اعدام لويس السادس عشر في 21 يناير 1793. أُحتُجزت ماري أنطوانيت وابنها لويس كسجناء. كثير من مناصري الملكية أطلقوا عليه لويس السابع عشر لكنه لم ينصب كملك ابداً. تم إعدام ماري يوم 16 أكتوبر 1793. وتوفي ابنها نتيجة مرض السل في 8 يونيو 1795 في سن العاشرة بينما كان أسيراً.[3]
كان الملك كارلوس الرابع من إسبانيا حليفاُ لفرنسا. خلف والده كارلوس الثالث، في 1788. في البداية أعلن الحرب على فرنسا يوم 7 مارس 1793، لكنه أحل السلام في 22 حزيران 1795. أصبح هذا السلام تحالفا في 19 آب 1796. لكن رئيس وزراءه، مانويل دي غودوي اقنعه بأن ابنه فرديناند، كان يخطط للإطاحة به. استغل نابليون هذا الموقف وغزا إسبانيا في مارس 1808. قاد ذلك إلى الإنتفاضة التي أجبرت كارلوس على التنازل عن العرش يوم 19 مارس لصالح ابنه فرديناند السابع. لكن نابليون عاد وأجبر فرديناند على إعادة التاج لكارلوس في 30 نيسان، ومن ثم اقنع كارلوس بمنحه التاج يوم 10 مايو. وهذا بدوره أعطاها لأخيه، جوزيف ملك نابولي يوم 6 يونيو. تخلى جوزيف عن نابولي إلى يواكيم مورات، زوج شقيقة نابليون الصغرى كارولين بونابرت. لم يحظ هذا الأمر بشعبية في إسبانيا واسفر عن حرب الاستقلال الإسبانية، وصراع من شأنه أن ساهماً في سقوط نابليون.
مع تنازل نابليون في 11 أبريل 1814 أُعيدت سلالة البوربون لمملكة فرنسا في شخصية لويس الثامن عشر شقيق لويس السادس عشر. هرب نابليون من المنفى وفر لويس في مارس 1815. لكن هذا الأخير أُعيد بعد معركة واترلو في 7 تموز.
العناصر المحافظة في أوروبا هيمنت على عصر ما بعد نابليون، ولكن قيم الثورة الفرنسية لا يمكن ركنها جانباً بسهولة. أقر لويس الدستور في 14 يونيو 1814 لاسترضاء الليبراليين، ولكن استمرار الحزب المتطرف الملكي المطلق من قبل أخيه شارل أدى إلى التأثير على حكمه.[4] وعندما توفي سنة 1824 أصبح شقيقه «شارل العاشر» ملكا مما اثار استياء الليبراليين الفرنسيين. وهناك قول ينسب إلى شارل موريس تاليران بأنهم «لم يتعلموا شيئاً ولم ينسوا شيئاً they had learned nothing and forgotten nothing».[5]
ما بعد ذلك
أقر شارل العديد من القوانين التي راقت الطبقة العليا، ولكنها أدت إلى غضب الطبقة الوسطى. ووصل الغضب ذروته عندما عين شارل وزيراً جديداً في 8 أغسطس 1829 والذي لم يملك ثقة الديوان. القى الديوان اللوم على الملك في 18 مارس 1830، وكرد من شارل فأنه أعلن خمس مراسيم يوم 26 يوليو لإسكات الإنتقادات الموجهة ضده. وكان هذا سيؤدي إلى ثورة مأساوية أخرى كثورة 1789، لولا سيطرة المعتدلين على الوضع.
رفض الافراد المسَمَون ب "Legitimists"(وهم الملكيين الذين يتمسكون بحقوق التعاقب الاسري للملكية من أفراد الفرع الأكبر لبوربون)، رفضوا الاعتراف بمَلَكية أوليانز (اليميني). بعد وفاة شارل في عام 1836 أعلن ابنه كـ (لويس التاسع عشر)، على الرغم من عدم الاعتراف بهذا اللقب رسميا قط. حفيد شارل هنري كونت تشامبورد، كان أخر المطالبين بالتاج الفرنسي من آل بوربون الأكبر وأُعلن عنه كهنري الخامس من قبل البعض، ولكن لم يتم استعادة الملكية أبداً.
بعد انهيار إمبراطورية الإمبراطور نابليون الثالث في 1870، عُرِض على هنري استعادة التاج الملكي. ومع ذلك فقد رفض تشامبورد قبول العرش إلا إذا تخلت فرنسا عن الألوان الثلاثة المستوحاة من الثورة وقبول ما اعتبره علم بوربون العلم الحقيقي لفرنسا، الذي يحوي زهرة الزنبق. ارتبط علم الالوان الثلاث بالثورة الفرنسية والجمهورية الأولى، واستخدم أيضا في ملكية يوليو والجمهورية الثانية وكلا الإمبراطوريتين، وبناء على هذا رفضت الجمعية الوطنية الفرنسية استبداله رفضاً قاطعاً.
أُنشأت الجمهورية الفرنسية الثالثة المؤقتة. في حين انتظر الملكيين وفاة كونت تشامبورد لتمرير الخلافة إلى الأمير فيليب، كونت باريس، الذي كان على استعداد لقبول علم الألوان الثلاثة. عاش هنري حتى عام 1883، الوقت الذي اعترف فيه الرأي العام بالجمهورية، وقيلت المقولة الشهيرة: «صيغة الحكم التي لن تفرقنا الا بشكل أقل».
وفاة هنري من دون وريث وضع العلامة لانقراض آل بوربون الفرنسية. وهكذا أصبح رئيس مجلس البوربون، خوان الثالث دوق مونثون من الأسرة الإسبانية ورئيس حزب الكارليين الذي كان يطالب بالعرش الأسباني أيضا. وريثه كأكبر بوربون ورئيس المجلس اليوم هو لويس ألفونس، دوق أنجو.
كان لفيليب ابنان من زوجته الأولى. وبعد وفاتها تزوج من إليزابيث فارنيزي سنة 1714. فأهدته ثلاثة أبناء، ولديها طموح في ضمان التيجان الإيطالية. لذا فهي قد حركت فيليب لاحتلال سردينياوصقلية سنة 1717. ولكن التحالف الرباعي المكون من بريطانيا وفرنسا والنمسا وهولندا منعه في 2 أغسطس 1718. فتخلى فيليب في معاهدة لاهاي بتاريخ 17 شباط 1720 عن غزوه سردينيا وصقلية، ولكنه أكد ارتقاء ابنه البكر من اليزابيث البارمية حكم دوقية بارما بعد وفاة الدوق. وفي يناير 1724 تنازل فيليب عن الحكم لابنه لويس الأول من زوجته الأولى، إلا أن لويس توفي في أغسطس من نفس العام فاستعاد فيليب التاج.
عندما اندلعت حرب الخلافة البولندية في 1733، رأى فيليب وإليزابيث أنها فرصة للتقدم بالمطالبة لأبنائهم واسترداد على الأقل جزءا من ممتلكات التاج الإسباني السابقة في الجزيرة الإيطالية. فوقع فيليب اتفاق الأسرة مع ابن أخيه وملك فرنسا لويس الخامس عشر. وأرسل ابنه كارلوس دوق بارما منذ 1731 لغزو نابولي أواخر 1733. ولكن في مؤتمر السلام في 13 نوفمبر 1738 تم تسليم كلا من بارما وبياتشينزا إلى النمسا التي احتلت الدوقية لكنها اجبرت بالاعتراف بكارلوس ملكا على نابولي وصقلية. كما استخدم فيليب حرب الخلافة النمساوية لكسب مزيد من الأراضي في إيطاليا. إلا انه لم يعش ليرى النهاية حيث مات في 1746.
فرناندو السادس وكارلوس الثالث
خلف فرناندو السادس أباه فيليب الخامس وهو ابنه الثاني من زوجته الأولى. كان ملكاً محبا للسلام، ابقى إسبانيا بعيدا عن حرب السنوات السبع. توفي في عام 1759 في خضم هذا الصراع. خلفه أخوه غير الشقيق كارلوس الثالث. وكارلوس هو الابن البكر لفيليب وإليزابيث فارنيزي. ولد سنة 1716 وأصبح دوق بارما في 1731. وبعد انتصار إسبانيا على النمساويين في معركة بيتونتو ثبت بانه لافائدة من توحيد نابولي وصقلية مع إسبانيا، فالحل وسط هو تنصيب كارلوس ملك نابولي باسم كارلوس الرابع وصقلية باسم كارلوس السابع. وبعد تنصيبه على العرش الإسباني في 1759 كان لزاما بموجب معاهدة نابولي 3 أكتوبر 1759 أن يتنازل عن عرش نابولي وصقلية لابنه الثالث فرديناندو وبالتالي إنشاء فرع جديد باسم بوربون-الصقليتين.
أحيى كارلوس اتفاق الأسرة مع فرنسا يوم 15 أغسطس 1761، وانضم في حرب السنوات السبع ضد بريطانيا سنة 1762. وقد اتبع سياسات إصلاحية في إسبانيا كان قد تبناها بنفس القوة في نابولي، حيث أصلح بالكامل بيروقراطية الدولة المترهلة. وبما أنه حليف لفرنسا فقد عارض بريطانيا أثناء الثورة الأمريكية في 1779 فأرسل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر للمتمردين وأجبر البريطانيين على إبقاء ثلث قواتهم في الأمريكتين للدفاع عن فلوريدا ومايسمى الآن ألاباما وقد استعادتها إسبانيا بعد ذلك. توفي كارلوس في 1788.
بوربون البارما
تحققت طموحات إليزابيث فارنيزي بعد انتهاء حرب الخلافة النمساوية سنة 1748 فاحتلت القوات الإسبانية دوقية بارما وبياتشينزا، حيث تنازلت النمسا عنها إلى ابنها الثانيفيليب فألحقت إليها دوقية غونزاغا السابقة من غاستالا. توفيت اليزابيث في 1766.
قائمة حكام آل بوربون
فرنسا
ملوك فرنسا
تشير التواريخ إلى فترة السيادة أو المطالبة، وليس العمر.
^ ابجدهوزحطييايبيجيديهيوAnselme, Père[لغات أخرى]. ‘’Histoire de la Maison Royale de France’’, tome 4. Editions du Palais-Royal, 1967, Paris. pp. 144-146, 151-153, 175, 178, 180, 185, 187-189, 191, 295-298, 318-319, 322-329. (French).
^"The heart of Louis XVII, the son of Marie-Antoinette and Louis XVI who died in prison in 1795, has been laid to test in the crypt of Saint-Denis Basilica.(News)(Brief Article)." History Today. History Today Ltd. 2004. HighBeam Research. 18 Sep. 2012;"Louis XVII officially died of TB at the age of ten in the Temple prison."
^In French: Ils n'ont rien appris, ni rien oublié. There is no historic evidence linking the saying to Talleyrand. It may derive from a similar lamentation about the royalists, found in a letter by Charles Louis Etienne, chevalier de Panat, a French naval officer, dated January 1796 and sent from London to Mallet du Pan[لغات أخرى]: personne n'a su ni rien oublier, ni rien apprendre ("nobody has been able to forget anything, nor to learn anything"), included in: A. Sayou، المحرر (1852). Mémoires et correspondance de Mallet du Pan. ج. II. ص. 197. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.