مملكة صقلية (بالإيطالية: Regno di Sicilia) كانت دولة في جنوب إيطاليا أسسها روجر الثاني عام 1130 واستمرت حتى 1816. كانت المملكة استمرارًا لكونتية صقلية التي كانت قد تأسست في عام 1071 أثناء غزو النورمان لجنوب إيطاليا. ضمت المملكة حتى 1282 (التي تسمى أحيانًا مملكة بوليا وصقلية) جزيرة صقليةوالجنوب الإيطالي والأرخبيل المالطي. تم تقسيم الجزيرة إلى ثلاث مناطق: فال دي مازارا وفال ديموني وفال دي نوتو.
في 1282، اندلع تمرد ضد الحكم الأنجوفي في الجزيرة عرف باسم حرب صلاة الغروب الصقلية، وأطاح بشارل أنجو من عرش صقلية. تمكنت الأنجوفيون من الحفاظ على البر الرئيسي من المملكة وهو ما أصبح كيانًا منفصلًا دعي أيضًا مملكة صقلية، على الرغم من أنه أشير إليها باسم مملكة نابولي تيمنًا بعاصمتها. أصبحت الجزيرة مملكة منفصلة في ظل حكم السلالة الكتلونية الأراغونية التي حكمت تاج أراغون. بعد 1302 كانت تسمى في بعض الأحيان في مملكة تريناكريا.[1] غالبًا ما حكمها ملك تاج آخر مثل ملك أراغون أو ملك إسبانيا أو الإمبراطور الروماني المقدس. في عام 1816 اندمجت مملكة صقلية مع مملكة نابولي لتشكلا مملكة الصقليتين. في عام 1861 ضمت أراضيها لمملكة إيطاليا.
التاريخ
الغزو النورماني
استعانت القوى الرئيسية في البر الرئيسي للجنوب الإيطالي في القرن الحادي عشر بالمرتزقة النورمان، الذين كانوا أحفاد الفايكنج. كان النورمان بقيادة روجر الأول من استولى على صقلية من أيدي المسلمين. وبعد أن ضم بولياوكالابريا، احتل ميسينا مع جيش من 700 فارس. في 1068، هزم روجر جيسكارد وجيشه المسلمين في ميسيلميري ولكن المعركة الأكثر أهمية كانت حصار باليرمو. خضعت كامل صقلية لسيطرة النورمان بحلول عام 1091.[2]
في 1136، أقنع منافس أناكليتوس، البابا إنوسنت الثاني، الإمبراطور الروماني المقدس لوثر الثالث بمهاجمة مملكة صقلية بمساعدة من الإمبراطور البيزنطي يوحنا الثاني كومنينوس. غزا جيشان رئيسيان أحدهما بقيادة لوثر والآخر بقيادة دوق بافاريا هنري المعتز جزيرة صقلية. على نهر ترونتو[4]، استسلم وليام من لوريتلو للوثر وفتح له أبواب تيرمولي.[5] أعقب ذلك الكونت هيو الثاني من موليزي. اتحد الجيشان في باري ومنها تابعوا الحملة في عام 1137. عرض روجر بوليا إقطاعية للإمبراطورية وهو ما رفضه لوثر بعد تعرضه لضغوط من قبل إنوسنت. في نفس الفترة تمرد جيش لوثر.[3][6]
قام لوثر الذين كان يأمل في الفتح الكامل لصقلية بمنح كابوا وبوليا من مملكة صقلية لأعداء روجر. احتج إنوسنت مدعيًا أن بوليا تقع ضمن المطالب البابوية. غير لوثر مساره شمالًا ولكنه توفي أثناء عبوره جبال الألب في 4 ديسمبر 1137. في المجلس اللاتيراني الثاني في أبريل 1139، أعلن إنوسنت الحرمان الكنسي على روجر بسبب موقفه الانشقاقي. في يوم 22 مارس 1139، في غالوكيو، نصب روجر الثالث دوق بوليا نجل روجر كمينًا للقوات بابوية بنحو ألف فارس وأسر البابا.[6] في 25 مارس 1139، اضطر إنوسنت للاعتراف بملكية وممتلكات روجر وفقًا لمعاهدة مينيانو.[3][6]
كان نجل روجر وخليفته وليام الأول من صقلية والمعروف باسم «وليام السيئ»، ولقبه مستمد أساسًا من عدم شعبيته لدى المؤرخين الذين أيدوا الثورات البارونية التي وليام قمعها. أنهى فترة حكمه في سلام (1166)، ولكن ابنه وليام الثاني كان قاصرًا. وحتى نهاية الوصاية على الصبي في 1172، شهدت المملكة اضطرابات كادت تطيح بالعائلة الحاكمة. كان عهد وليام الثاني عقدين من السلام والازدهار المستمر تقريبًا. ولهذا يلقب ب«الخير». توفي في 1189 دون وجود ورثة وهو ما أدى إلى تدهور حال المملكة.[5]
سيطر تانكريد من ليتشي على العرش ولكن كان عليه أن يتعامل مع ثورة ابن عمه البعيد روجر من أندريا وأيضًا غزو هنري السادس الإمبراطور الروماني المقدس باسم زوجته كونستانس بنت روجر الثاني. سادت كونستانس وهنري في النهاية وحكم المملكة منذ 1194 آل هوهنشتاوفن. انتقل تسلسل الحكم عبر كونستانس من آل هوتفيل إلى فريدريك الثاني الإمبراطور الروماني المقدس.[5]
مملكة هوهنشتاوفن
أثر تولي فريدريك والذي كان طفلًا وأصبح بعد ذلك أيضًا الإمبراطور الروماني المقدسفريدريك الثاني في 1197 بشكل كبير في المستقبل القريب للجزيرة. تسبب صغر عمر الملك بفراغ كبير في السلطة في أرض معتادة على الحكم المركزي. انتقل عمه فيليب من شوابيا لتأمين وراثة فريدريك من خلال تعيين ماركفارد من أنفايلرمرغريفأنكونا وصيًا على العرش في 1198. في هذه الأثناء، كان البابا إنوسنت الثالث قد أعاد سلطة البابوية في صقلية ولكنه اعترف بحقوق فريدريك. شهد البابا تراجع سلطته بإطراد على مدى العقد المقبل، وأبدى ترددًا في العديد من المنعطفات.[7]
لم تكن قبضة هوهنشتاوفن محكمة على السلطة. كان والتر الثالث من برين قد تزوج من ابنة تانكريد من صقلية. كانت شقيقة ووريثة الملك المخلوع وليام الثالث من صقلية. في 1201 قرر ويليام المطالبة بالمملكة. في عام 1202، هزم والتر الثالث جيشًا بقيادة المستشار والتر من باليارياوديبولد من فوبورغ. قتل ماركوارد وسقط فريدريك تحت هيمنة وليام من كاباروني حليف البيزانيين. واصل ديبولد حربه ضد والتر في البر الرئيسي حتى وفاة المطالب بالعرش في 1205. كما نجح ديبولد أخيرًا في إخراج فريدريك من تحت هيمنة كاباروني في 1206 وسلمه إلى وصاية والتر مستشار بالياريا. إلا أن والتر وديبولد اختلفا ونجح الأخير في الاستيلاء على القصر الملكي، غير أن والتر حاصره واسترده في عام 1207. بعد عقد من الزمان، وصلت الحروب على الوصاية وعلى العرش ذاته إلى نهايتها.[5]
بدأت عملية الإصلاح بقوانين أريانو في 1140 من قبل روجر الثاني. واصل فريدريك الإصلاح بقوانين كابوا (1220) وإصدار دساتير ملفي (1231، والمعروفة أيضًا باسم ليبر أوغوستاليس)، وهي مجموعة من القوانين سنها لمملكته وكانت متميزة في وقتها.[7] أنشأت دساتير ملفي لإقامة دولة مركزية. على سبيل المثال، لم يكن يسمح للمواطنين بحمل السلاح أو ارتداء الدروع الواقية في الأماكن العامة إلا إذا كانوا تحت إمرة الملك.[7] ونتيجة لذلك تراجعت حالات التمرد. جعلت تلك الدساتير مملكة صقلية ملكية مطلقة وأول دولة مركزية أوروبية تخرج من الإقطاعية، كما كانت لها سابقة تدوين القوانين.[6] استمر ليبر أوغوستاليس مع تعديلات صغيرة نسبيًا أساسًا للقانون الصقلي حتى 1819.[8] خلال هذه الفترة، بنى فريدريك كاستل دل مونتي، وفي 1224 أسس جامعة نابولي، التي تسمى الآن جامعة فيدريكو الثاني.[9] ظلت المركز العلمي الوحيد في جنوب إيطاليا لعدة قرون.
بعد وفاة فريدريك، حكم المملكة هنري السابع من ألمانياوكونراد الرابع من ألمانيا. كان الوريث الشرعي المقبل كونراد الثاني، والذي كان صغيرًا جدًا في هذه الفترة كي يحكم. تولى مانفريد من صقلية الابن غير الشرعي لفريدريك السلطة وحكم المملكة طوال خمسة عشر عامًا بينما حكم ورثة هوهنشتاوفن الآخرون أقاليم مختلفة في ألمانيا.[7] بعد حروب طويلة ضد الولايات البابوية نجحت المملكة فيها في الدفاع عن ممتلكاتها، إلا أن البابوية أعلنت حرمان المملكة بسبب عدم ولاء الهوهنشتاوفن.[10] انطلاقًا من تلك الذريعة جاء اتفاق البابا مع لويس التاسع ملك فرنسا. حيث يصبح شقيق لويس شارل أنجو ملكًا على صقلية. في المقابل، يعترف شارل بسيادة البابا في المملكة ودفع جزء من الديون البابوية ووافق على دفع جزية سنوية للدولة البابوية.[10][11] انتهى حكم هوهنشتاوفن في صقلية بعد الغزو الأنجوفي في 1266 ووفاة كونرادين آخر وريث ذكر لعرش هوهنشتاوفن في 1268.[11]
الأنجوفيون والكتلانيون الأراغونيون
في 1266، أدى الصراع بين هوهنشتاوفن والبابوية إلى احتلال شارل أنجو لصقلية. ظهرت معارضة للسلطة الفرنسية الرسمية والضرائب إلى جانب التحريض على التمرد من قبل عملاء تاج أراغونوالإمبراطورية البيزنطية مما أدى إلى تمرد صلاة الغروب الصقلية وغزو ناجح قاده الملك بيدرو الثالث من أراغون في 1282. استمرت الحرب الناتجة حتى صلح كالتابيلوتا في 1302، وقسمت مملكة صقلية القديمة إلى اثنتين. سميت المملكة في جزيرة صقلية بمملكة صقلية ما وراء المنارة أو مملكة تريناكريا وحكمها فريدريكو الثالث من أراغون. أما الأراضي في شبه الجزيرة (ميتزوجورنو) فسميت أيضًا مملكة صقلية ولكن الدراسات الحديثة تدعوها مملكة نابولي وانتقلت لحكم شارل الثاني أنجو. وهكذا كان السلام اعترافًا رسميًا بوضع راهن.[11] على الرغم من أن ملك إسبانيا جمع المملكتين تحت تاجه ابتداء من القرن السادس عشر، إلا أن الفصل الإداري بينهما استمر حتى 1816 عندما تم جمعتا في مملكة الصقليتين.
حكم صقلية كمملكة مستقلة فرع صغير من آل أراغون حتى عام 1409 وبعدها كجزء من تاج أراغون. حكم مملكة نابولي رينيه أنجو حتى تم وحد العرشان بشخص ألفونسو الخامس ملك أراغون بعد حصار ناجح لنابولي وهزيمة رينيه يوم 6 يونيو 1443.[12] في نهاية المطاف، قسم ألفونسو المملكتين خلال فترة حكمه. منح السيادة على نابولي إلى ابنه غير الشرعي فرديناند الأول من نابولي والذي حكم 1458-1494، وبقيت صقلية تابعة لتاج أراغون تحت حكم شقيق ألفونسو خوان الثاني من أراغون. حاول ملكا فرنسا المتعاقبين شارل الثامنولويس الثاني عشر بين 1494-1503 غزو نابولي بوصفهما ورثة المطالب الأنجوفية لكنهما فشلا. وأخيرًا ضمت مملكة نابولي مع تاج أراغون. حمل ألقاب المملكة ملوك أراغون من التاج الكتلاني الأراغوني حتى 1516، وتلاهم ملوك إسبانيا حتى نهاية الفرع الإسباني من آل هابسبورغ عام 1700.
حرب الخلافة الإسبانية
حكم الجزيرة بين عامي 1713 - 1720 آل سفويا والذين حكموها بموجب معاهدة أوترخت التي وضعت حدًا لحرب الخلافة الإسبانية. كانت المملكة مكافأة لآل سافويا الذين رقوا إلى مراتب الملكية. سافر الملك الجديد فيتوريو أميديو الثاني إلى صقلية عام 1713 وبقي عامًا هناك قبل أن يعود إلى عاصمته في البر الرئيسي، تورينو، حيث ترك أدار ابنه أمير بييمونتي شؤون المملكة. لم تقبل نتائج الحرب في إسبانيا واندلعت حرب التحالف الرباعي. احتلت إسبانيا صقلية في 1718. بينما لم يكن بإمكان سافويا الدفاع عن بلد بعيد كصقلية، فتدخلت النمسا وبادلت مملكة سردينيا بصقلية. احتج فيتوريو أميديو على هذا التبادل، كون صقلية دولة غنية بأكثر من مليون نسمة، بينما سردينيا فقيرة وفيها بضع مئات ألوف، ولكنه لم يستطع مقارعة «حلفاءه». هزمت إسبانيا في النهاية في 1720، وصدقت معاهدة لاهاي على التحول. عادت ملكية صقلية لآل هابسبورغ النمساويين والذين حكموا نابولي أيضًا.[13] استمر فيتوريو أميديو من جانبه بالاحتجاج لثلاث سنوات، وفقط في 1723 قرر الاعتراف بالتبادل والكف عن استخدام اللقب الملكي الصقلي وألقابه الفرعية (مثل ملك قبرص والقدس).
المملكتان تحت حكم البوربون
تعرضت نابولي وصقلية في عام 1735 لغزو من قبل الملك فيليب الخامس من إسبانيا من آل بوربون والذي ثبت ابنه الأصغر كارلو دوق بارما باسم الملك كارلو السابع من نابولي وصقلية، وأنشأ فرعًا صغيرًا من آل بوربون. في عام 1799، غزا نابليون نابولي التي حكمها فرديناند الرابع (ولاحقًا فرديناند الأول من الصقليتين) في ذلك الوقت. تشكلت الجمهورية البارثينوبية بدعم الفرنسي. ولكن تحت الضغط البريطاني وخاصة من قبل اللورد وليام بينتينك الذي كان قائد القوات البريطانية في صقلية، أعيد فرديناند إلى نابولي وأجبر على وضع دستور لمملكة صقلية.[13]
أقام برلمانًا من مجلسين في باليرمو ونابولي. جلب تشكيل برلمان نهاية الإقطاع في المملكة. لكن بعد هزيمة نابليون في عام 1815 ألغى فرديناند جميع الإصلاحات. ثار شعب صقلية ولكنهم هزموا من قبل القوات الإسبانية والنمساوية. وفي عام 1848 اندلعت ثورة أخرى والتي أخمدها فرديناند الثاني من الصقليتين، الذي لقب ري بومبا لقصفه ميسينا لخمسة أيام.[13] اتحدت المملكتان من 1816 وحتى 1861 باسم مملكة الصقليتين.[13]
مالطا تحت حكم الفرسان
في 1530، وفي محاولة لحماية روما من الغزو العثماني من الجنوب، قام كارلوس الخامس الإمبراطور الروماني المقدس، كونه كارلوس الأول من إسبانيا بمنح جزيرتي مالطةوغودش إلى الفرسان الأوسبتاريةكمعقل دائم في مقابل رسم سنوي من صقرين مالطيين (أحدهما للإمبراطور والآخر لواليه على صقلية)، والتي كانت ترسل في يوم جميع الأرواح إلى والي صقلية.[14] شكلت الجزر المالطية جزءًا من دوقية صقلية وفيما بعد مملكة صقلية منذ 1127. استمرت العلاقة الإقطاعية بين مالطا وصقلية خلال حكم الفرسان حتى استولى نابليون على مالطا في عام 1798.[14]
الانضمام إلى مملكة إيطاليا
في 4 أبريل 1860 اندلع تمرد ضد النظام وانهار البوربون. ساعد جوزيبي غاريبالدي الثورة بقواته. وصل إلى مارسالا في 11 مايو 1860 مع ألف من القمصان الحمراء. عرف وصولهم باسم حملة الألف (بالإيطالية: Spedizione dei Mille). في 15 مايو هزمت القوات الإيطالية الجيش الإسباني الذي ضم 15,000 جندي وبعد أسبوعين سيطروا على باليرمو. حاول فرانشيسكو الثاني ملك الصقليتين استعادة السيطرة على المملكة. في 25 يونيو 1860 أعاد دستور المملكة واعتمد الألوان الثلاثة الإيطالية علمًا وطنيًا ووعد بمؤسسات خاصة للمملكة.[15]
في 21 أكتوبر 1860 أجري استفتاء بشأن التوحيد مع إيطاليا. صوتت غالبية سكان المملكة (99%) لصالحه وقبول بآل سافويا والذي تزعمه فيتوريو إمانويلي الثاني أول ملك على إيطاليا.[13]
المجتمع
خلال عهد النورمان الصقليين، حافظت المجتمعات المحلية على امتيازاتها. استبدال حكام المملكة من آل هوهنشتاوفن النبلاء المحليين بأمراء من شمال إيطاليا، مما أدى إلى اشتباكات وثورات ضد طبقة النبلاء الجديدة في العديد من المدن والمجتمعات الريفية. أدت هذه الثورات إلى تدمير العديد من المناطق الزراعية وصعود وطنية الطبقة الوسطى، والتي أدت في النهاية إلى تحالف سكان المناطق الحضرية مع تاج أراغون.[7] استمر هذا الوضع خلال فترة الحكم الأنجوفية القصيرة حتى الإطاحة بهم في حرب صلاة الغروب الصقلية. بدأ النجوفيون إقطاع البلاد، مما زاد من قوة النبلاء من خلال منحهم الولاية على العدالة العالية.[16] كما لم يكن للنهضة تأثير عليها خلال القرن الخامس عشر بسبب عزلة المملكة.
جرى في ذات الوقت تكثيف الإقطاع في مملكة صقلية، عبر فرض السندات الإقطاعية والعلاقات بين رعاياها. دمر ثوران جبل إتنا في 1669 مدينة كتانيا. بينما قتل 5٪ من سكان المملكة بسبب الزلازل في 1693. كما تفشى الطاعون أيضًا في تلك الفترة. كان القرنان السابع عشر والثامن عشر عصر انحدار في المملكة. انتشر الفساد بين الطبقات العليا والوسطى في المجتمع، وعم سوء معاملة الإقطاعيين للطبقات الدنيا مما خلق مجموعات من قطاع الطرق التي هاجمت طبقة النبلاء ودمرت إقطاعياتهم.[13] سمت هذه المجموعات أنفسها «مافيا» وكانت أساس المافيا الحديثة. أدى تصاعد الثورات ضد النظام الملكي في النهاية إلى توحيد المملكة مع إيطاليا.[17]
الديموغرافيا
وصل تعداد سكان المملكة خلال حكم فردريك الثاني إلى نحو 2.5 مليون نسمة.[18] في عهد الهوهنشتاوفن، كان في المملكة ثلاث مدن تعداد كل منها 20,000 نسمة.[19] بعد فقدان المقطاعات الشمالية في 1282 خلال حرب صلاة الغروب الصقلية والكوارث الطبيعية العديدة مثل ثوران جبل إتنا في 1669، تقلص تعداد سكان الجزيرة.[13] وصل تعداد سكان المملكة عام 1803 إلى 1,656,000 نسمة.[20] كانت المدن الرئيسية في المملكة في تلك الحقبة باليرمووكاتانياوميسيناوموديكاوسرقوسة.[20]
دفعت خصوبة الأرض الشديدة الملوك النورمان لجلب المستوطنين من المناطق المجاورة أو إعادة توطين الفلاحين في مناطق تحتاج فلاحة. أدى ذلك إلى زيادة الإنتاج الزراعي. جاء مصدر ثراء مملكة صقلية في تلك الفترة من المدن البحرية، وأهمها نابوليوأمالفي، والتي صدرت إليها المنتجات المحلية. كانت الصادرات الرئيسة في الغلال القاسية ومنتجات أخرى مثل الحطب والزيت والبندق ولحم الخنزير والجبن والجلود والقماشوالقنب.[5] كانت وحدة قياس الغلال والمنتجات الجافة الأخرى هي سالمي والتي عادلت 275.08 لترًا في الشطر الغربي من المملكة و3.3 في الشطر الشرقي منها. قسمت السالما إلى 16 تيومولي. كان التيومولو الواحد يعادل 17,193 لترًا. بينما كانت وحدة قياس الوزن الكانتاري. عادل الكانتارو الواحد 79.35 كيلوغرامًا وقسم إلى 100 روتولي. أما القماس فقيست بالكاني. الكانا الواحد عادلت 2.06 مترًا.[1] بحلول نهاية القرن الثاني عشر أصبحت ميسينا إحدى المراكز التجارية القيادية في المملكة.
في عهد المملكة، صدرت المنتجات الصقلية إلى عدة بلدان. من بينها جنوىوبيزاوالإمبراطورية البيزنطيةومصر. على مدار القرن الثاني عشر، أصبحت صقلية مصدرًا هامًا للمواد الخام للمدن الإيطالية الشمالية مثل جنوى. مع تعاقب القرون، أصبحت هذه العلاقات التجارية تميل ضد مصالح صقلية، ويرى بعض الباحثون الحديثون أن العلاقة كانت استغلالية.[21] يعتقد العديد من الباحثين أيضًا أن صقلية مرت بعصر انحطاط في أواخر العصور الوسطى، رغم أنهم يختلفون حول تاريخ حدوثه. يجادل كليفورد باكمان أنه من الخطأ النظر إلى تاريخ صقلية الاقتصادي بأعين الضحية، ويدعي أن التراجع بدًا فعلًا في النصف الثاني من عهد فريدريك الثالث، متناقضًا بذلك مع الباحثين السابقين الذين اعتقدوا أن التراجع الصقلي قد بدأ في مراحل سابقة.[22] بينما رأى الباحثون المبكرون صقلية في العصور الوسطى المتأخرة في تدهور مستمر، يجادل ستيفن إيبستين أن المجتمع الصقلي عاش نوعًا من النهضة في القرن الخامس عشر.[23]
وقعت عدة معاهدات مع جنوى أمنت وعززت من النفوذ التجاري الصقلي.[5]
أدت إقطاعية المجتمع خلال الحكم الأنجوفي إلى تراجع الثراء الملكي. كما أن اعتماد الأنجوفيين على التجارة الإيطالية الشمالية والتمويل من قبل المصرفيين الفلورنسيين كان العامل الرئيسي الذي أدى إلى تدهور اقتصاد المملكة.[16] أدى استمرار التدهور الاقتصادي مرافقًا لتزايد أعداد السكان والتمدن إلى تراجع الإنتاج الزراعي.
جرى في عام 1800 زراعة ثلث المحاصيل المتاحة، حيث فاقمت الطرق الزراعية البالية من المشكلة. في المرحلة اللاحقة من الحكم الإسباني كان النظام التجاري غير كفؤ مقارنة بالفترات السابقة بسبب الضرائب العالية على الصادرات واحتكار الشركات الذي أدى إلى التحكم الكلي بالأسعار.[24]
صك العملة
استخدم الملوك النورمان في القرن الثاني عشر التاري والتي كانت تستخدم في صقلية منذ 913 كعملة أساسية. كان التاري الواحد يعادل غرامًا واحدًا و 16 1/3 ذهبًا. بينما عادل الدينار العربي أربعة تاري، والصوليدوس البيزنطي ستة تاري.[5] عادلت الأونصة الواحدة في المملكة 30 تاري أو خمسة فلورين. كما أن تاري واحد عادل عشرين غراني. والغرانا الواحدة تعادل ستة ديناري. بعد 1140 توقف استخدام الروميسينا النحاسية واستبدلت بالفولاريس. كان كل 24 فولاري معادلًا لميليارسيون بيزنطي.
بعد هزيمة التونسيين في 1231، صك فريدريك الثانيالأوغوستاليس. كانت 21 1/2 قيراطًا ووزنها 5.028 غرامًا.[25] في 1490 صك التريومفي في صقلية. كانت معادلة للدوكاتالبندقية. التريومفو الواحد كان بقيمة 11 1/2 أكيلاي. الأكيلا الواحدة تعادل عشرين غراني. استخدم كل من التاري والبيكولي في المعاملات المالية بشكل رئيس.[1]
الدين
خلال عهد الملوك النورمان تعايشت عدة مجتمعات دينية مختلفة في صقلية. كان هناك المسيحيون اللاتين (روم كاثوليك) والمسيحيون الناطقون باليونانية (أرثوذكس شرقيون) والمسلمون. رغم أن العبادات الدينية كانت تمارس بحرية، فإن حقيقة أن المسيحيين اللاتين هم حكام الجزيرة كانت تصب في صالحهم. أجبر الأساقفة الأرثوذكس الشرقيون على الاعتراف بمزاعم الكنيسة اللاتينية في صقلية، بينما لم تعد المجتمعت المسلمة تحكم بالأمراء. تعايشت تلك المجتمعات الثلاث على أساس يومي، وجرى التبادل اقتصاديًا ولغويًا وثقافيًا. تزاوج بعضهم من بعض. كما أن المسيحيين الذين عاشوا في المناطق الناطقة بالعربية قد تبنى بعضهم أسماء عربية أو مسلمة.[26] في العديد من المدن، كان لكل مجتمع ديني نظامه الإدارة والقضائي الخاص. في باليرمو، سمح للمسلمين إقامة الأذان في الجوامع وحلوا مشاكلهم عبر القضاة بالشريعة الإسلامية.[5]
بعد انتقال السلطة إلى الهوهنشتاوفن، حافظ المسيحيون بشقيهم اليوناني واللاتيني على امتيازاتهم، ولكن جرى قمع المسلمين باستمرار. كما أن استيطان الإيطاليين الشماليين (الذين أرادوا الاستيلاء على ممتلكات المسلمين لأنفسهم) قاد بالعديد من المجتمعات المسلمة إلى التمرد أو إعادة التوطين في المناطق الجبلية في الجزيرة. أدت هذه الثورات إلى قمع عنيف، طرد المسلمين في النهاية، والذي بدأ في عهد فريدريك الثاني. في النهاية نقل المسلمون أجمعين إلى لوتشرا في بولياوجيريفالكو في كالابريا، حيث دفعوا ضرائبهم وخدموا كعمال زراعيين وحرفيين ورماة لصالح الملك. انفضت مستوطنة لوتشرا في عام 1300 بأمر من كارلو الثاني ملك نابولي، وبيع العديد من سكانها كعبيد.[27] أما المجتمع اليهودي فقد طرد بعد وصول محاكم التفتيش الإسبانية بين 1493 و1513 إلى صقلية. ما تبقى من اليهود اندمج تدريجيًا وتحول أغلبهم إلى الكاثوليكية الرومانية.[1]
^ ابجSteve Runciman (1958). The Sicilian Vespers: a history of the Mediterranean world in the later thirteenth century. مطبعة جامعة كامبريدج. ص. 32–34, 209, 274. ISBN:0521437741.
^Henri Bresc (in Un monde mediteranéen) claims that Sicily was reduced to an agricultural hinterland for wealthier northern Italian cities, and sees the Sicilian people as an early proletariat
^Backman, The Decline and Fall of Medieval Sicily, 1995.
^Epstein, An Island for Itself: Economic Development and Social Change in Late Medieval Sicily, (2003).
^Metcalfe, Alex. Muslims and Christians in Norman Sicily. Arabic Speakers and the End of Islam, (2003).
^The best discussion of the fate of Sicilian Muslims can be found in Julie Taylor, Muslims in Medieval Italy: The Colony at Lucera (2003), but is also discussed in Alex Metcalfe, The Muslims of Medieval Italy (2009).
Naval theatre of operations Arctic naval operations of World War IIPart of the European Theater and the Battle of the Atlantic of World War IIMap of the area of greatest naval activity.Date6 September 1939 – 29 April 1945LocationArctic CircleResult Allied victoryBelligerents Germany Finland (until 1944) United Kingdom Soviet Union United States Canada Norway Poland DenmarkCommanders and leaders Hermann Göring Erich Raeder Karl Dönitz Eduard Dietl Lothar R...
Вікторія Victoria «Victoria» на карті 1590 р. Служба Тип/клас карака (nao) Держава прапора Королівство Іспанія Належність Armada Española, військовий флот Іспанії Корабельня корабельня Ондарроа Спущено на воду з березня 1519 Виведений зі складу флоту 1527 (затонув ?) Ідентифікація Параме...
غوتشي ميْن معلومات شخصية اسم الولادة (بالإنجليزية: Radric Delantic Davis) الميلاد 12 فبراير 1980 (العمر 43 سنة)برمنغهام، ألاباما الجنسية أتلانتا، جورجيا، جورجيا، الولايات المتحدة الحياة الفنية الاسم المستعار غواب النوع غانغستا راب الآلات الموسيقية صوت بشري شركة الإنتاج تسجيلا...
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوق بها. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (ديسمبر 2018) هذه قائمة الكواكب الصغيرة المرقمة في النظام الشمسي من 13001 - إلي -14000 قريبة من الأرض الح...
Grabdenkmal im Dom Johann II. von Heideck († 3. Juni 1429 auf der Willibaldsburg in Eichstätt) war Fürstbischof von Eichstätt von 1415 bis 1429. Inhaltsverzeichnis 1 Herkunft 2 Leben 3 Wappen 4 Literatur 5 Anmerkungen 6 Weblinks Herkunft Johann II. von Heideck stammte aus dem schwäbisch-fränkischen Dynastengeschlecht derer von Heideck[1]. Namensgebender Ort ist Heideck, heute eine Stadt im mittelfränkischen Landkreis Roth. Er war der Sohn von Friedrich I. von Heideck und Adelh...
جزء من سلسلة مقالات حولالتاريخ البشريوما قبل التاريخ ↑ قبل هومينيا (بليوسين) عصر ما قبل التاريخ(نظام العصور الثلاث) عصر حجري عصر حجري قديم سفلي : هومو (جنس)إنسان منتصب عصر حجري قديم وسيط : إنسان بدائي عصر حجري قديم علوي : حداثة سلوكية عصر حجري حديث : مهد الحضار
Pour les articles homonymes, voir Rousseau. Théodore RousseauThéodore Rousseau par Nadar (vers 1855)BiographieNaissance 15 avril 1810Ancien 3e arrondissement de ParisDécès 22 décembre 1867 (à 57 ans)Barbizon (France)Sépulture Seine-et-MarneNom de naissance Étienne Pierre Théodore RousseauPseudonyme Rousseau, TheodoreNationalité françaiseActivités Peintre, artiste graphique, artiste visuel, photographe, dessinateurPériode d'activité 1825-1867Autres informationsMembre de Éco...
Hugh Bonneville Bonneville en 2017Información personalNombre de nacimiento Hugh Richard Bonneville WilliamsNacimiento 10 de noviembre de 1963 (60 años) Londres, Inglaterra, Reino UnidoResidencia Sussex Occidental Nacionalidad BritánicaFamiliaPareja Lulu Evans(matr. 1998; div. 2023)[1]Hijos 1 EducaciónEducado en Corpus Christi CollegeAcademia de Arte Dramático Webber DouglasSherborne SchoolCentral School of Speech and DramaDulwich Prep London Información profesionalOcupación...
Alvis FWD, wie ihn Maurice Harvey 1928 fuhr Major Cyril Maurice Harvey (* März 1895 in Clifton Down; † 2. August 1936 in St Keverne) war ein britischer Autorennfahrer. Inhaltsverzeichnis 1 Karriere als Rennfahrer 2 Statistik 2.1 Le-Mans-Ergebnisse 3 Literatur 4 Weblinks 5 Einzelnachweise Karriere als Rennfahrer Maurice Harvey hatte ein ereignisreiches und von seinen engsten Freunden als „glücklos“ bezeichnetes Leben. Im Ersten Weltkrieg erlitt er eine schwere Gasvergiftung und geriet ...
Morteza Moghtadaeiمرتضی مقتداییMorteza Moghtadaei dalam Majlis di IranInformasi pribadiLahir12 Oktober 1935 (umur 88)IsfahanAgamaIslamMazhabIslam Syiah Dua Belas ImamAlmamaterQom Hawza Anggota Majelis PakarPetahanaMulai menjabat 8 Oktober 1990PendahuluAbbas IzadiDaerah pemilihanProvinsi IsfahanJaksa Agung IranMasa jabatan1997–2002Ditunjuk olehMohammad YazdiPendahuluSeyed Abolfazl Mousavi TabriziPenggantiAbdul-Nabi Namazi Ayatollah Morteza Moghtadai (مرتضی مقتد...
Bruce Crane (c.1900). Robert Bruce Crane (1 Januari 1857 – 30 Oktober 1937) adalah seorang pelukis Amerika. Dia bergabung dengan Koloni Seni Lyme pada awal 1900-an. Namun, periode paling aktifnya terjadi setelah tahun 1920, ketika selama lebih dari satu dekade ia membuat sketsa minyak di hutan, padang rumput, dan bukit. Ia berkembang menjadi pelukis Tonalis di bawah pengaruh Jean-Charles Cazin di Grez-sur-Loing. Karya-karya dewasa Crane hampir selalu merupakan adegan musim gug...
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. فضلًا ساعد في تحسين هذه المقالة بإضافة صندوق معلومات مخصص إليها. قصر المدينة وسانت تشابيل كما ينظر اليها من الضفة اليسرى من ساعات دوق بيري الغنية (1410)، شهر يونيو. باريس في عام 1763، من قبل نيكولاس جان بابتيست راجوينيت، منظر من باريس من بونت ني...
Estate in Bristol with a pesthouse Plan of the Forlorn Hope Estate (1828) The Forlorn Hope Estate is an area of Bristol in St Paul's. The 13-acre estate was originally a farm owned by St Nicholas Church vestry from 1693.[1] At that time it consisted of a main dwelling house, stables, associated buildings and gardens of c. 2.5 acres, plus fields of c. 10.5 acres. By 1828 the estate had been divided into a number of smaller properties and gardens.[2] During the 1870s...
Ця стаття містить перелік посилань, але походження тверджень у ній залишається незрозумілим через практично повну відсутність внутрішньотекстових джерел-виносок. Будь ласка, допоможіть поліпшити цю статтю, перетворивши джерела з переліку посилань на джерела-виноски у...
East Timorese politician Santina CardosoMinister of FinanceIncumbentAssumed office 1 July 2023Prime MinisterXanana GusmãoPreceded byRui GomesIn office16 February 2015 – 15 September 2017Prime MinisterRui Maria de AraújoPreceded byEmília PiresSucceeded byRui Augusto GomesVice Minister of FinanceIn office8 August 2012 – 16 February 2015Prime MinisterXanana GusmãoPreceded byRui Manuel HajamSucceeded byHélder Lopes Personal detailsBorn (1975-11-24) 24 November 1975 ...
توزيع الكهرباءمعلومات عامةصنف فرعي من electric power generation, transmission and distribution (en) [1] جزء من class in NACE rev.2 classification of productive activities (en) [1] الاسم distribution d'électricité (بالفرنسية) [1][2]Elektrizitätsverteilung (بالألمانية) [1]Разпределение на електрическа енергия (بالبلغارية) [1] رمز الف...
Polish footballer Konrad Plewa Personal informationFull name Konrad PlewaDate of birth (1992-02-27) 27 February 1992 (age 31)Place of birth Maniowy, PolandHeight 1.90 m (6 ft 3 in)Position(s) DefenderYouth career2010–2011 New York Red BullsCollege careerYears Team Apps (Gls)2011–2014 Seton Hall Pirates Senior career*Years Team Apps (Gls)2015–2016 New York Red Bulls II 47 (3)2017 Saint Louis FC 20 (1)2018–2019 Real Monarchs 30 (4)2020 New York Cosmos 4 (0) *Club dom...
1998 film by Jamil Dehlavi JinnahTheatrical release posterDirected byJamil DehlaviScreenplay byAkbar S. AhmedJamil DehlaviProduced byJamil DehlaviStarring Christopher Lee Shashi Kapoor James Fox Maria Aitken Richard Lintern Shireen Shah Indira Varma Shakeel Narrated byShashi KapoorCinematographyNicholas D. KnowlandEdited byRobert M. ReitanoPaul HodgsonMusic byNigel ClarkeMichael Csányi-WillsProductioncompanyThe Quaid Project Limited (UK)[1][2]Distributed byDehlavi Films Produ...
Oropedio LasithiouΟροπέδιο Λασιθίου Municipio Vista general de la llanura. Coordenadas 35°10′52″N 25°27′59″E / 35.181175, 25.466394Entidad Municipio • País Grecia Grecia • Periferia Creta • Unidad periférica LasithiPoblación (2011) • Total 2387 hab.Huso horario UTC+02:00 y UTC+03:00 Sitio web oficial [editar datos en Wikidata] La meseta de Lasithi (griego: Οροπέδιο Λασιθίου...
Strategi Solo vs Squad di Free Fire: Cara Menang Mudah!