هي شجرة في الجنة، يظل الإنسان سائرًا في ظلها لمدة مائة عام، ومن صفاتها أنها يخرج منها ثياب أهل الجنة من سندسواستبرق، كما جاء في الحديث: «عن رسولِ اللهِ ﷺ أنَّه قال له رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ ما طُوبَى؟ قال: شجرةٌ في الجنَّةِ مسيرةُ مِئةِ سَنةٍ، ثيابُ أهلِ الجنَّةِ تخرُجُ مِن أكمامِها.»[2]
وأنها في جنة الفردوس وهي أيضًا تخرج منها الفاكهة مثل العنب، طول العنقود منها كطول المسافة التي يسيرها الغراب السريع بدون توقف لمدة شهر. كما جاء في الحديث: «جاء أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ ﷺ فقال: ما حوْضُك الَّذي تُحدِّثُ عنه؟ فذكر الحديثَ إلى أن قال: فقال الأعرابيُّ : يا رسولَ اللهِ فيها فاكهةٌ؟ قال: نعم، وفيها شجرةٌ تُدعَى طوبي هي تُطابِقُ الفردوس، فقال: أيَّ شجرةِ أرضِنا تُشبِهُ؟ قال: ليس تُشبِهُ شيئًا من شجرِ أرضِك ولكن أتيتَ الشَّامَ؟، قال: لا يا رسولَ اللهِ. قال: فإنَّها تُشبِهُ شجرةً بالشَّامِ تُدعَى الجَوْزةَ تنبُتُ على ساقٍ واحدٍ، ثمَّ ينتشِرُ أعلاها، قال: فما عِظَمُ أصلِها؟ قال: لو ارتحلْتَ جذْعةٌ من إبلِ أهلِك ما قطعتَها حتَّى تنكسِرَ تُرقوتُها هِرَمًا، قال: فيها عنبٌ؟ قال: نعم، قال: فما عِظَمُ العُنقودِ منها؟ قال: مسيرةُ شهرٍ للغُرابِ الأبقعِ لا يقعُ ولا ينثني ولا يفتُرُ، قال: فما عِظَمُ الحبَّةِ منه؟ قال: هل ذبح أبوك تيْسًا من غنمِه عظيمًا، فسلخ إهابَه، فأعطاه أمَّك، فقال: ادْبَغي هذا، ثمَّ افْري لنا منه ذَنوبًا يروي ماشيَتَنا؟ قال: نعم، قال: فإنَّ تلك الحبَّةَ تُشبِعُني وأهلَ بيتي، فقال النَّبيُّ ﷺ: وعامَّةَ عشيرتِك.»[3]