يُنسب هذا الدير إلى الأنبا مقار الكبير، وهو تلميذ للأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبانية المسيحية، وعلى ذلك ترهب مقار الكبير واعتكف بصحراء وادي النطرون،[6] وقد بدأ بإنشاء صومعته في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي على الأرجح. وكان يرأس الدير البابا شنودة الثالث،[7] وذلك بعد استقالة الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط[8] بعد قضائه 65 عاماً في خدمة رئاسة الدير.[9] وبعد وفاة البابا شنودة في مارس 2012، طالب رهبان الدير بعودة الأنبا ميخائيل رئيساً للدير، ووافق وعاد لرئاسة مرة أخرى في نهاية أبريل 2012.[10][11] ثم استقال من منصبه مرة أخرى بشكل نهائي،[12] وتولى من بعده الأنبا أبيفانيوس منذ 10 مارس 2013.[13] حتى مقتله في 29 يوليو 2018.[14][15] والمنصب شاغر الآن.
تبلغ مساحة الدير الإجمالية حوالي 11.34 كم2 شاملة المزارع والمباني التابعة، ويحتوي الدير على سبع كنائس؛ ثلاثة منها داخل الدير وأربعة أعلى حصن الدير. هناك أيضاً مساكن للرهبان المعروفة بالقلالي، كذلك توجد مائدة للرهبان ملحقة بمطبخ، أيضاً ملحق بالدير متحف صغيرومشفىومحطة لتوليد الكهرباءومطبعةومكتبة تضم مخطوطات نادرة، وهناك مساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان.
يشتهر الدير باعتقاد وجود مقبرة لرفات النبيينيوحنا المعمدانوإليشع في كنيسة الأنبا مقار الرئيسية، والتي تم الكشف عنها عام 1976 بشكل غير رسمي، عندما بدأت عمليات ترميم وتوسيع للدير بإشراف القمص متى المسكين، وتم الإعلان رسمياً عن هذا الكشف في نوفمبر1978. وقد لاقى هذا الإعلان رفضاً واسعاً خاصةً لدى المسلمين، باعتبار أن أجساد الأنبياء لا تبلى،[معلومة 1][16] كما أن هناك أضرحة منسوبة بالفعل لهذين النبيين يزورها المسلمون.[17][18] كذلك أثار التناقض كشفٌ آخر في بلغاريا لرفات منسوبة ليوحنا المعمدان تحت أنقاض كنيسة قديمة عام 2010.[19] يحتوي الدير أيضاً على رفات لقديسين آخرين وبطاركة.
لا يمكن تحديد تاريخ محدد لنشأة وبناء دير الأنبا مقار، أو حتى تاريخ بداية التجمع الرهبانيبمنطقة الدير، ولكن يمكن اعتبار ظهوره كتجمع رهباني أوّلي في صحراء وادي النطرون بدأ في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي، وتحديداً بعد وفاة القديسين ماكسيموس ودوماديوس مباشرة عام 384؛ منذ 1641 سنوات (384).[28] وبدأ هذا التجمع الرهباني بقلاية واحدة هي قلاية مقار الكبير نفسه، والتي كانت مغارةمسقوفةبالجريدوالبردي، وتقع غرب الدير الحالي مكان دير البراموس. ثم تجمع التلاميذ والمريدون حوله، واستقروا بعد بنائهم قلالي أخرى لأنفسهم على مسافات متباعدة من قلاية مقار. ومع كثرة مريدي الرهبنة بالقرب منه؛ هجرهم وذهب إلى مكان الدير الحالي، وبذلك تأسس أيضاً دير البراموس.[29] ومع مرور الوقت وتجمع تلاميذ جدد حوله؛ تم بناء كنيسة لإقامة الصلوات التي يتجمع فيها الرهبان، وكان بجوارها بئرماء ومخبز وطبخ لإعداد الطعام، ثم تطوّر الأمر وتم بناء مخازن وبيت للضيافة والمائدة التي يتناول فيها الرهبان «وجبة المحبة».[معلومة 6][30]
وفي القرن الخامس الميلادي، بدأت غارات البربر على الاسقيط، وكان أولها عام 407؛ منذ 1618 سنوات (407)، ثم جاءت الغارة الثانية عام 434؛ منذ 1591 سنوات (434). وكان من نتائج السلب والنهب والقتل في هاتين الغارتين أن فكرت الجماعات الرهبانية في إقامة أبراج دفاعية يتحصنون بها وقت الغارة، وتكون مزودة بمخازن تحوي القوت الضروري لفترة طويلة، كذلك بئر ماء وكنيسة يصلون فيها. ومن هنا تم بناء أول حصن دفاعي لدير الأنبا مقار بهدف الاحتماء من الأعداء، وكذلك حفظ المقتنيات الهامة كالمخطوطات.[31] وهذا الحصن هو «حصن بيامون» الذي كان قائماً على مسافة قريبة من الدير، والذي بني قبيل حدوث الغارة الثالثة عام 444. ولقد احتمى في هذا الحصن 49 شيخاً قتلوا على يد البربر بجوار الحصن، ودفنوا في مغارة بجوار الحصن، وتم نقل رفاتهم بعد ذلك في القرن السابع إلى الكنيسة التي تحمل اسمهم بالدير.[32]
وفي نهاية القرن السادس، تخرّب دير الأنبا مقار ضمن التجمعات الرهبانية التي تخربت على يد البربر الذين قاموا بغارتهم الرابعة عام 570؛ منذ 1455 سنوات (570) تقريباً، فتضاءل عدد الرهبان، وتُركت هذه التجمعات فارغة ومُهدَّمة، ولم يتم ترميمها إلا بعد الفتح الإسلامي لمصر عام 641؛ منذ 1384 سنوات (641).[37] كما تهدمت أجزاء كبيرة من كنيسة العذراء بفعل تلك الغارة. وفي عام 631؛ منذ 1394 سنوات (631)، عندما زار الدير البابا بنيامين الأول، أمر ببناء كنيسة في وسط الدير على اسم التسعة وأربعين شيخاً من شيوخ شيهيت.[38] وأيضاً أثناء بطريركية الأنبا بنيامين الأول، تم تكريس كنيسة الأنبا مقار [معلومة 8] الذي عُرف باسم هيكل بنيامين عام 655؛ منذ 1370 سنوات (655) تقريباً. وقد شهد تكريسها تلميذه الأنبا أغاثون[معلومة 9][39] الذي أصبح خليفته. وكانت الكنيسة مُكوَّنة من الهيكل، ثم الخورس المقبب والصحن والجناحين.[40]
وفي عهد البابا يعقوب الأول، تم البدء في إنشاء كنيسة باسم القديس شنودة جنوب هيكل الأنبا مقار. كما أُعيد بناء كنيسة الأنبا مقار بعد عام 825؛ منذ 1200 سنوات (825) لأنها قد تخربت.[44] وفي عهد البابا يوساب الأول عام 847؛ منذ 1178 سنوات (847)، بُنيت كنيسة باسم الآباء التلاميذ شمال كنيسة الأنبا مقار. أي أنه قبل منتصف القرن التاسع كان هناك ثلاث كنائس في الدير، هي الكنيسة الكبرى وهي كنيسة الأنبا مقار المعروفة باسم هيكل بنيامين، وكنيسة الأنبا شنودة إلى الجنوب منها، أما كنيسة الآباء التلاميذ فتقع شمال الكنيسة الكبرى، وذُكِر أنه كان هناك كنيسة رابعة عام 853؛ منذ 1172 سنوات (853) باسم كنيسة القديس سفيروس، ولا توجد معلومات عنها إلا أنها كانت بعيدة ومعزولة عن الكنائس السابقة.[45]
وفي العام 866؛ منذ 1159 سنوات (866) في عهد البابا شنودة الأول، أغار البدو على الأديرة ونهبوا الحجاج الذين كانوا مجتمعين في دير الأنبا مقار. ونتج عن هذا الدمار أن بنى البابا سوراً حصيناً من الحجر حول الكنيسة الرئيسية والكنائس الأخرى ومساكن الرهبان والحصن والبئر والمخازن، كما رمَّم الحصن وبنى قلالي جديدة للرهبان داخل السور، وذلك عام 870؛ منذ 1155 سنوات (870). ولقد سقط السور الأمامي بعد منتصف القرن الثامن عشر، وأعيد بناؤه على رقعة تقل قليلاً عن نصف مساحته الأولى، أما المنشوبيات العامرة بالرهبان في المنطقة الواسعة المحيطة بكنيسة الأنبا مقار، فكانت توجد خارج الأسوار، ولقد ظلت مزدهرة وقوية حتى القرن الرابع عشر.[46]
وفي عام 1005؛ منذ 1020 سنوات (1005)، تم بناء كنيسة جديدة جنوب كنيسة الأنبا بنيامين، وسُميت باسم كنيسة الأنبا مقار الجنوبية، وكان من الضروري وقتها بناء هيكل أو كنيسة جديدة باسم الأنبا مقار، لأن الكنيسة السابقة سمُيت باسم الأنبا بنيامين.[49] وفي عام 1069؛ منذ 956 سنوات (1069)، أغار البربر اللواتيون على الدير والأديرة الأخرى بوادي النطرون بالرغم من وجود الأسوار والتحصينات، ولكنهم لم يلحقوا الضرر بالمنشآت مثلما فعلوا سابقاً.[50] وبعد ذلك عام 1172؛ منذ 853 سنوات (1172)، جدد البابا مرقس الثالث عمارة سور الدير.[51]
وقد زار الدير الملك الظاهر بيبرس البندقداري سنة 1264؛ منذ 761 سنوات (1264).[52] كذلك زار الدير البابا بنيامين الثاني عام 1330؛ منذ 695 سنوات (1330) وهو في طريقه إلى دير الأنبا بيشوي، وذلك لإصلاحه بسبب سقوط أخشابه بسبب النمل الأبيض. وفي حوالي عام 1413؛ منذ 612 سنوات (1413)، تم نقل جسد الأنبا يوحنا القصير من ديره إلى دير الأنبا مقار، وذلك إثر تداعي سقفه وسقوطه بسبب النمل الأبيض.[53] وبعد ذلك بدأت الحياة الرهبانية في صحراء وادي النطرون بالانهيار تدريجياً، حتى بدأت حركة ترميم دير الأنبا مقار عام 1929؛ منذ 96 سنوات (1929).[54]
الوصف العام والمنشآت غير الدينية
تبلغ مساحة مباني دير الأنبا مقار الرئيسية أقل من فدانين، بينما تبلغ مساحة الدير الإجمالية 2,700 فدان؛ أي 11,340,000 متر مربع تقريباً.[معلومة 10][55][56] وله شكل مستطيل أقرب إلى المربع، وقد وصلت مساحته الإجمالية بعد الإضافات الحديثة والتجديدات إلى حوالي ثماني أفدنة، ومعظم هذه الإضافات هي أراض مستصلحة حديثاً.[57]
وينقسم الدير من الداخل إلى قسمين متساويين تقريباً بواسطة مجموعة من المباني اتجاهها العام من الشرق إلى الغرب. والقسم الشمالي له شكل رباعي ويشمل فناءً مفتوحاً يتوسطه بئر لم يعد ماؤه صالحاً، كذلك ساقية من الطوب الأحمر أقيمت عام 1911. ويحد الجانبين الشرقي والشمالي للفناء صفان من القلالي وكنيسة الأنبا مقار، كذلك أقيم قصر الضيافة إلى الشرق مع صف حديث من القلالي.[58] أما غرب الفناء فتوجد كنيسة التسعة وأربعين شهيداً من شيوخ شيهيت، وبجانبها توجد حجرة أو قلاية تُعرف بقلاية الميرون، وكان يطبخ بها زيت الميرون قديماً. وفي القسم الجنوبي من الدير يظهر الحصن، وفي أسفل حائطه الجنوبي يظهر مدفن للرهبان المسمّى الطافوس، أما في ناحيته الشمالية فتظهر كنيسة أباسخيرون، أما غرباً فتوجد حجرة المائدة.[59]
وفي عهد البابا شنودة الثالث -البابا 117- أقيمت 16 مجموعة قلالي جديدة، كل مجموعة تحتوي على ست قلالي. كما أقيمت مائدة جديدة ألحق بها مطبخ حديث، ومكتبة تُعتبر أكبر مكتبة ديرية لحفظ ما تبقى من المخطوطات والكتب النادرة. وقد أٌلحق بالجهة الشمالية من المكتبة مخزن متحفي، وتعرض فيه القطع الرخامية التي عُثر عليها أثناء تجديد الدير مثل الأعمدة وتيجانها وقواعدها ولوحات المذبح التي تعتبر من أندر القطع في العالم،[61] هذا بالإضافة إلى أحواض اللقان والأواني الفخارية والخزفية الملونة.[62]
القلالي هي مساكنالرهبان،[66] وبالدير يوجد العديد من القلالي التي بُنيت حديثاً. ومن بين القلالي في هذا الدير تلك التي تحيط بالفناء في الجهات الغربية والشرقية والشمالية. وهي عبارة عن مجموعات من ست أو سبع قلالٍ مقامة بمستوى الأرض، وكل منها عبارة عن حجرتين، واحدة داخلية وأخرى خارجية. ويرجع تاريخ صف القلالي الشمالية إلى القرن السادس عشر أو السابع عشر.[67] وصف القلالي الشرقية يُرجّح إنها بُنيت في القرن الثامن عشر الميلادي. وفي النهاية الجنوبية من صف القلالي التي تقع في مواجهة المدخل، يوجد بناء صغير يسمَّى بقلاية البطريرك، ويرجع تاريخها إلى القرن السادس الميلادي. كما توجد حجرة موازية لها يُقال أن أجساد الشيوخ التسعة وأربعين الذين قتلوا في غارة البربر كانت محفوظة فيها، إلى أن بُنيت كنيستهم الحالية. وتوجد بالدير قلالي تم الإبقاء عليها كنموذج لقلايات القرن الثامن عشر، وتقع جنوب كنيسة الأنبا مقار.[68]
وموقع هذه المائدة يعتبر شاذاً في هذا الدير، إذ أنها في كل الأديرة تكون متصلة بالحائط الغربي للكنيسة. وهناك احتمال أن هذه المائدة كانت متصلة قديماً بكنيسة أباسخيرون القليني، وكان حجمها قبل أن تتهدم ويعيد الرهبان بناؤها -في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر- أضعاف الحجم الحالي.[71]
السور وملحقاته
كان الدير مُقاماً على مساحة رباعية الشكل غير منتظمة تحيطها أسوار عالية يبلغ متوسط ارتفاعها 14 متر، أما عرض السور عند مدخل الدير فكان لا يقل عن 3.5 أمتار. وقد كانت خالية من أي نقوش فيما عدا صليب كبير منقوش على طبقة بياض الواجهة الخارجية للسور الجنوبي. ولقد انحسرت مساحة الدير إلى النصف بعد تهدم السور الشمالي والسور الشرقي، وكان ذلك في وقت كان عدد رهبان الدير قليلاً مما أدى إلى الاستغناء عن المساحة الأصلية للدير وإعادة بناء السورين الشمالي والشرقي في حدودهما الحالية.[72] وربما يكون هذا التغيير قد حدث قبل عام 1330، وهناك إشارة إلى ذلك في وصف زيارة البابا بنيامين الثاني للدير، وعبوره من مدخل الباب المزود بعقد الذي ما زال باقياً من الدير القديم.[73]
ويوجد في السور الشرقي للدير مدخلان، وذلك غريب إذ أنه من المعتاد أن يوجد مدخل الدير في السور الشمالي، ولقد وجد متى المسكين -عند ترميم الدير عام 1969؛ منذ 56 سنوات (1969)- بين طبقات الأسوار القديمة المتوالية على مدى العصور المختلفة الباب الأصلي الأثري للدير في سوره الشمالي مزود بعقد من الطوب الأحمر، ولكنه كان مُفككاً. ونظراً لأن وجود مدخلين أمر غير عادي في الأديرة؛ فمن المرجح أن المدخل الأول كان يؤدي إلى صوامعالحبوبوالمخازن حيث كانت منافع الدير تشغل المساحة الجنوبية داخل الأسوار، أما المدخل الآخر فكان مخصصاً للمواكب الاحتفالية في كنيسة الأنبا مقار. وما زالت توجد إلى الآن حجرة المطعمة فوق هذا المدخل الشمالي في السور الشرقي، بينما لم يبق شيء من مبنى الحراسة. والقبة الحالية التي تغطي المدخل فهي مبنية من الطوب الأحمر، وترجع إلى العام 1911؛ منذ 114 سنوات (1911). والجدير بالذكر أن المدخل الجنوبي في السور الشرقي -المسدود حالياً- ما زال يوجد به آثار قلاية خربة في جهته الشمالية كان يغطيها قبة نصف كروية، ويُحتمل أنها كانت مسكن للراهب حارس البوابة.[74]
الحصن
حصن الدير عبارة عن بناء مربع الشكل طول ضلعه الواحد 21.5 متر، وارتفاعه 16 متر، وجدرانه مبنية من كتل حجرية ضخمة غير مصقولة، ومكسُوَّة من الخارج بطبقة من الجص.[76]
الجسر المتحرك الموصول بحصن الدير عام 1935؛ منذ 90 سنوات (1935).[77]
الجسر المتصل بالحصن بعد تثبيته، ويُلاحظ إضافة درابزينخشبي مزخرف لتأمين سلامة العابرين.
ويرجع تاريخ إنشاء هذا الحصن ككل محصورة بين عاميّ 1069و1196، والدليل على ذلك أن آخر تدمير تعرضت له حصون أديرة وادي النطرون كانت بسبب غارة البربر اللواتيين عام 1069؛ منذ 956 سنوات (1069)، كما وُجِد مخربش سرياني على الجدار الجنوبي لكنيسة الملاك ميخائيل بالحصن، ويرجع تاريخه للعام 1196؛ منذ 829 سنوات (1196).[78]
يتكون الحصن في دير الأنبا مقار من ثلاثة طوابق، طابق أرضي وطابقين علويين، وينقسم كل طابق إلى قسمين: القسم الشرقي ويشمل ثلثي مساحة الطابق، والقسم الغربي يشمل الثلث الباقي من المساحة. ويفصل القسمين ممر يمتد في اتجاه شمالي - جنوبي، ويستخدم في الوصول إلى الحجرات المختلفة في كل طابق.[80]
الطابق الأرضي يحتوي على ثلاث حجرات شرقية كبيرة ومزدوجة، وتنقسم كل حجرة إلى قسمين متساويين بواسطة دعامتين كبيرتين من الأحجار الضخمة تحمل كل منهما عقداً مدبباً مبنياً من الطوب الأحمر. ويغطي كل قسم من الأقسام الستة قبو نصف دائري من الطوب. ويُحتمل أن هذه الحجرات كانت تُستعمل كمخازن للحبوب، أما الحجرات الغربية فكانت إحداها تحتوي على معصرةللزيوت.[81]
الطابق الأول يوجد في الجهة الشمالية منه المدخل الوحيد للحصن، وهو عبارة عن باب صغير مستطيل لا يستعمل الآن. والجسر المتحرك التي كانت قديماً توصل للمدخل تم تثبيتها حالياً، كما أضيف إليها درابزين خشبي لتأمين سلامة الزائرين أثناء عبورهم عليها.[82] وينتهي الطابق الأول من الجنوب بارتداد قصير ناحية الغرب فيه المرحاض. ويضم القسم الشرقي لهذا الطابق كنيسة العذراء، أما القسم الغربي فيحتوي على ثلاث حجرات يمكن دخولها عن طريق مدخل وحيد يقع قرب نهاية الجنوبية للدهليز. وتحتوي الحجرة الوسطى منهم على معصرة النبيذ الوحيدة الباقية بالحصن. كما يوجد في هذا القسم حجرة سرية تستعمل الآن كمخزن للأواني غير المستعملة.[83] أما الطابق الثاني كان يحتوي يوماً ما على مكتبة الدير، ويحتوي الآن قسمه الشرقي على ثلاث كنائس، يفصل بينهما الجدران.[84]
كنائس الدير
يحتوي الدير دون الحصن على ثلاث كنائس من إجمالي سبعة، وهي: كنيسة الأنبا مقار، وكنيسة أبا سخيرون، وكنيسة الشيوخ.
كنيسة الأنبا مقار
وهي الكنيسة الرئيسية الكبرى بالدير، وتتكون من خورس مستعرض يمتد من الشمال إلى الجنوب، وثلاثة هياكل. ومبنى الكنيسة هو بقايا مبنى قديم أكبر منه حالياً. وبين عاميّ 1976و1978، تم إضافة هيكل إلى الجنوب من قلاية المجلس باسم هيكل الثلاثة فتية، له نفس شكل واتساع الهيكل الأوسط. وكان في القرنين الثاني عشروالرابع عشر الميلاديين يوجد أربعة هياكل، اثنان جهة الشمال، واثنان إلى الجنوب من قلاية وسطى كانت تُستخدم كغرفة مجمع.[85] وفي العام 1929؛ منذ 96 سنوات (1929)، تم إضافة صحن الكنيسة ومنارة الدير الحالية، أما الهيكلين الأوسط والشمالي فيرجعان إلى العصور الوسطى، وهما مُكرَّسان بالترتيب على اسم كل من الأنبا بنيامينومرقس الرسول، أما الهيكل الجنوبي فعبارة عن «قلاية المجلس» التي كانت تتوسط الهياكل قديماً.[86]
الخورس في هذه الكنيسة رباعي الشكل، وهو من الطراز المألوف في الكنائس القبطية، وبالحائط الغربي للخورس يوجد بابان حديثان كان يعلوهما عقدان واسعان يؤديان إلى الحصن القديم، وقد تعدل الخورس بالكامل تقريباً بعمل أعمدة وعقود بالخرسانة المسلحة لتقويته. والجدير بالذكر أن صندوق أجساد المقارات الثلاث الخشبي قد نقل إلى كنيسة أبا سخيرون حيث يُحتفظ به رفات يوحنا القصير، أما أجساد الثلاث مقارات فمحفوظة مع أجساد البطاركة في مقصورة جديدة في الخورس الثاني من الكنيسة.[87]
الهيكل الأوسط بالكنيسة يسمّى بهيكل الأنبا بنيامين، ويعلوه عقد متسع عالي مدبب قليلاً في وسطه، وفي عام 1911 تم البدء في بناء أكتاف للتدعيم، لأن القبة الرئيسية للهيكل كانت قد تصدعت من ناحيتها الجنوبية. وحجاب الهيكل الحالي به حشوات وأبواب من الحجاب القديم الذي يرجع إلى القرن الحادي عشر أو الثالث عشر الميلادي.[88] وهذا الهيكل له شكل مربع، وتغطيه قبة من الطوب الأحمر. والمذبح الحالي مُغطى بلوح رخامي. وفي الحائط الشرقي لهذا الهيكل يوجد الدرج، ويتكون من ثلاث درجات تمتد بطول الحائط.[89]
الهيكل الجنوبي أو قلاية المجلس عبارة عن قلاية طويلة ضيقة يغطيها سقف خشبي، والجدار الشرقي لا يظهر به أية حنايا أو تجاويف، وقد انشأ هذا الهيكل البابا زكريا الأول، وهو يُستعمل الآن كمخزن لأدوات الكنيسة.[90]
الهيكل الشمالي الحالي هو «هيكل مرقس الرسول»، ويُسمّى أيضاً بهيكل يوحنا المعمدانوأليشع النبي، وهو مربع الشكل ويعود إنشاؤه إلى القرن الحادي عشر الميلادي، ومدخل هذا الهيكل عبارة عن عقد متسع مدبب يفتح من الملحق الغربي إلى الهيكل.[91] وفي عام 1975؛ منذ 50 سنوات (1975)، تم عمل حجاب جديد للهيكل به الحشوات القديمة الفاطمية الطراز، وأقيم في العقد الخارجي للهيكل أي في بداية خورس الهيكل الشمالي. ويغطي الهيكل قبة حديثة منذ عام 1912؛ منذ 113 سنوات (1912) على قاعدة مثمنة مناسبة لشكل الهيكل المربع. أما المذبح فهو قائم على أرضية مرتفعة عن باقي أرضية الهيكل.[92]
بالنسبة للهياكل الثلاثة، فالهيكل الأوسط حجابه حديث يرجع لسنة 1866؛ منذ 159 سنوات (1866)، ويغطي الهيكل قبة منخفضة قائمة على مقببات بعقود مدببة في زوايا الهيكل. ويغطي مذبح الهيكل لوح رخامي. ولقد فُتِح في الهيكل الأوسط بابان أحدهما يؤدي إلى الهيكل الشمالي والآخر إلى الهيكل الجنوبي. والهيكل الجنوبي فيرجع تاريخه إلى أواخر القرن الرابع عشر الميلادي. والقبة هنا فقيرة البناء، فهي قائمة على مقببات مدببة. وهناك لوح مذبح مصنوع من قطع رخام مكسورة وموضوعة دون نظام. أما الهيكل الشمالي فغير مُستعمل الآن، وعلى الرغم من اختزال الكثير من عرض مدخله إلا أن الحدود الخارجية للعقد الأصلي ما زالت ظاهرة مع قوالب الطوب المطلية باللونين الأحمروالأبيض، والتي يحتويها إطار مستطيل تعلوه فتحة مربعة. ولا يحتوي هذا الهيكل على مذبح، كما استُبدِلت القبة الأصلية بقبة أخرى أصغر منها رديئة البناء، وهذا الهيكل تم تكريسه باسم القديس يوحنا القصير الذي ما زال جسده محفوظاً في المقصورة الخشبية في الخورس.[95]
لا يوجد دليل واضح يُحدد تاريخ بناء الكنيسة، ولكن يُحتمل أنها كانت موجودة قبل الانهيار الذي حدث في منتصف القرن الرابع عشر كما يُذكر أن البابا بنيامين الثاني زارها وأشرف على الإصلاحات بالدير، كذلك فالقبو الذي يُغطي الصحن والخورس وبابه الشمالي يرجعان إلى القرن الثالث عشر عكس الهيكلان الأوسط والجنوبي؛ فلهما ملامح معمارية غير محددة، مما يُرجح أنها من عصر متأخر عن ذلك، أي بعد القرن الرابع عشر.[96] والكنيسة -بشكل عام- تحتوي على عناصر أصلية وأخرى قد أضيفت لاحقاً، فالقبوان اللذان يغطيان الجزء الجنوبي من الخورس والصحن مع الحائط الفاصل بينهما يرجعان إلى عصر متأخر عن القبو الشمالي الكبير، كما أن الأجزاء الجنوبية من الخورس والصحن هي إضافات حديثة.[97]
كنيسة الشيوخ
لافتة كنيسة الشيوخ الرخامية.
واجهة الكنيسة الشرقية والجنوبية، ويظهر المدخل يساراً وبرج الجرس في الوسط.
هي كنيسة التسعة والأربعين شهيداً شيوخ شيهات أو شيهيت، أقيمت هذه الكنيسة تذكاراً لاستشهاد الشيوخ الذين ذبحهم البربر مع رسول الملك وابنه خلال غارتهم الثالثة على أديرة وادي النطرون عام 444.[98] وهي من طراز الكنائس القصيرة مثل كنيسة أباسخيرون. وتتكون من مدخل مسقوف يشغل الزاوية الجنوبية الغربية، ثم يوجد صحن يليه خورس موازٍ له، وإلى الشرق من الخورس يوجد هيكل واحد فقط. ويتصل بالكنيسة من الزاوية الجنوبية الشرقية برج جرس صغير.[99]
يُغطي صحن الكنيسة قبو نصف أسطواني مُدعَّم بدعامة -عقد- واحد مستعرض، وينتهي من الشمال بحاجز خشبي، ترتفع خلفه الأرضية مكوّنة مصطبة يرقد تحتها رفات التسعة وأربعين شيخاً. ويفصل الصحن عن الخورس من الشرق أربع صفوف عقود -أربع بواكي (باكيات)-، وفوق كل باكيتين قبو نصف أسطواني. ويغطي الخورس أيضاً قبو نصف أسطواني فيما عدا المساحة المقابلة للهيكل حيث تغطيها قبة محمولة على عقدين مستعرضين فوق العمودين الأول والثاني على الحائط الشرقي للخورس.[100]
هيكل الكنيسة له حجاب خشبي يرجع لعام 1866؛ منذ 159 سنوات (1866)، أما قبة الهيكل فهي قبة نصف كروية تحملها أربعة مقببات، كل منها له ثلاثة أطراف.[101] ولقد بُنيت هذه الكنيسة حوالي عام 528 في عهد البابا ثيودؤسيوس الأول، وتم تكريسها في عهد البابا بنيامين الثاني في القرن السابع، ولكنها تداعت للسقوط فجُدِدت في القرن الثامن عشر.[102]
كُرست باسم العذراء مريم، وقد بُنيت الكنيسة بين عاميّ 1874و1880، وتتكون من صحن صغير وخورس وهيكل ثلاثي المذابح.[91] ويُغطي كل قسم من أقسام الكنيسة الثلاثة قبة، ويفصل الصحن عن الخورس حجاب. وهناك طبقة من الجص حديثة نسبياً تُغطي الجدران والقباب. وتجمع مذابح الهيكل الثلاثة منصة واحدة مرتفعة عن الأرض. وكان يغطي قمة المذبح الشمالي لوح رخامي، ولوح المذبح الجنوبي يشبه في الشكل وهو عبارة عن شكل يجمع ما بين المربعونصف الدائرة، بينما لوح المذبح الأوسط مستطيل الشكل، وقد نقلت هذه الألواح الثلاثة إلى متحف الدير.[103]
كنيسة السُّواح
هي الكنيسة الجنوبية بين كنائس الحصن الثلاثة، ويرجع تأسيسها إلى أوائل القرن السادس عشر، وكرسها البابا يوحنا الثالث عشر عام 1517؛ منذ 508 سنوات (1517) باسم كنيسة التسعة سوُّاح، وهم:
تنقسم الكنيسة من الداخل إلى صحن وخورس يفصل بينهما حجاب خشبي، كذلك توجد فتحة أرضية تؤدي إلى سرداب موجود أسفل الدهليز الأوسط. كما تحتوي الكنيسة على هيكل واحد يفصله عن خورس الكنيسة حجاب جزؤه الأوسط من الخشب.[108] ومذبح الهيكل مفرغ من الداخل، وكان له لوح من الرخامالأسود محغوظ الآن بمتحف الدير.[109]
كنيسة القديس أنطونيوس
هي الكنيسة التالية لكنيسة السواح إلى الشمال منها، وتم تكريسها أيضاً في أوائل القرن السادس عشر. وهي لا تختلف كثيراً عن كنيسة السواح في سماتها الأساسية. وبالرغم من عدم وجود صحن أو خورس حالياً، إلا أنه يوجد أثر لحجاب ربما كان -سابقاً- يفصل الخورس عن الصحن. ويغطي الهيكل قبة صغيرة من الطوب تستقر على أربع كمرات خشبية كبيرة، وأربع مدادات خشبية فوق أركان تقاطع الكمرات الكبيرة. ويحتوي الهيكل على مذبح كان له لوح رخامي مستطيل الشكل.[110]
كنيسة الملاك ميخائيل
هي الكنيسة الشمالية بين الكنائس الثلاثة في القسم الشرقي من الطابق الثاني بحصن الدير، ويرجع تاريخ تكريسها إلى أواخر القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر الميلادي. وهذه الكنيسة هي الكنيسة الوحيدة بدير الأنبا مقار التي تطابق التخطيط البازيليكي.[معلومة 11][111] والمسقط الأفقي لهذه الكنيسة عبارة عن مستطيل له امتداد -ملحق- غربي. وينقسم سطح الكنيسة إلى ثلاثة أقسام طولية -صحن أوسط وجناحين شمالي وجنوبي- وذلك بواسطة صفين من الأعمدةالرخامية كانت تحمل سقفاًخشبياً من مستويين، ولك بعض أجزاء السقف الخشبي انهارت بسبب نحافة الأعمدة الرخامية وعدم ثباتها؛ مما أدى إلى رفع الأعمدة وإزالة السقف واستبداله بآخر من الخرسانة المسلحة.[112]
هناك حائط عرضي يفصل الخورس عن باقي الكنيسة، ويتخلله ثلاث فتحات لتهيئة الثلاث مداخل المؤدية إلى الخورس. أما الدهليز الغربي فاتساعه أقل من اتساع الكنيسة، وله أيضاً حاجز عرضي. ويرتفع هيكل الكنيسة درجة واحدة عن الخورس، وتغطيه قبة نصف كروية من الطوب الأحمر محمولة على قاعدة من الخشب مثمنة الشكل تستند جزئياً على عمودين رخاميين ملتصقين بالجدار الشرقي للهيكل.[113] ومذبح الهيكل مُزوَّد بلوح رخامي من الطراز الذي يجمع بين المربع ونصف الدائرة. وقبالة الجدار الجنوبي للهيكل يوجد صندوق خشبي كبير -حديث الصنع- لحفظ مقتنيات القديسين.[114]
كان هناك تقليد شفاهي متواتر بين شيوخ الدير أن هناك بجوار الحائط البحري لكنيسة الأنبا مقار إلى جانب عمود صغير بارز، توجد مقبرة للنبيين يوحنا المعمدانوإليشع مع قديسين آخرين. وبسبب ذلك كان شيوخ الدير يرفعون البخور أمام هذا العمود تكريماً لهم، وذلك بالرغم من اختفاء معالم المقبرة.
وحدث أنه في العام 1976؛ منذ 49 سنوات (1976) أثناء الصوم الكبير، بدأت عمليات ترميم وتوسيع لكنيسة الأنبا مقار، وذلك برفع كميات ردم كبيرة للوصول إلى أرضية الكنيسة الأصلية. ومع تواصل الحفر؛ ظهر بروز في جانب الحائط الشمالي على شكل قبو مُغطى ببياض أزرق، وظهر تحته صندوقاً يزيد طوله عن مترين، اتضح فيما بعد أنه تابوت للقمص «يوسف» رئيس الدير في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وهو شقيق البابا ديمتريوس الثاني. وبعدما تم رفعه؛ وُجد أسفله على مسافة أكثر من متر ونصف عظاماً، البعض منها هياكل عظمية مرتبة حسب الطقس القبطي،[معلومة 12] وكان هناك بعضها مرصوصاً بطريقة منظمة. وبعد رفع العظام، ظهر تحتها ترابأحمر اللون، ويُرجَّح أنه خشب متحلل مما يُفيد أن هذه الرفات نُقلت في صناديق خشبية، ولكنها ذابت من قِدَم العهد. وتم وضع هذه العظام في صندوق بشكل مؤقت على أن يتم إنشاء مقصورة لائقة لها.[115]
أيقونة معمودية المسيح على يد يوحنا المعمدان، وهي موجودة أعلى حجاب هيكل يوحنا المعمدان بكنيسة الأنبا مقار.
أيقونة التوسل (الشفاعة)، والتي يُرى فيها المسيح في الوسط، ويوحنا المعمدان أعلى اليمين والعذراء مريم أعلى اليسار، وهي موجودة بهيكل يوحنا المعمدان بكنيسة الأنبا مقار.
وقد قام البابا شنودة الثالث بزيارة للدير يوم ثلاثاء البصخة في أبريل1976، وأبلغه القمص متى المسكين بنبأ العثور على هذه المقبرة التي يشير إليها التقليد بأنها للنبيين يوحنا المعمدانوإليشع، وطلب من البابا المكوث في الدير لمدة يوم آخر حتى يرفع بيديه العظام إلى المقصورة، ولكن البابا أعتذر. وطلب من متى المسكين أن يُعلن هذا النبأ متسائلاً: «لماذا لم يُعلن الاكتشاف بعد؟» فأجابه الأب بأن الأدلة غير كافية على انتساب هذه العظام للنبيين، فرد عليه بـ«أنه لا يوجد أيضاً ما ينفي ذلك!». وانتهى الحديث أن البابا سيكلف الشماس المؤرخ «نبيه كامل داود» بدراسة الموضوع من خلال المخطوطات الموجودة في البطريركية، وذلك رغم تجهل المخطوطات الموجودة بالدير.[116] وقد تأخر الإعلان عن هذا الاكتشاف في الصحف إلى 13 نوفمبر1978، وذلك دون أن يطلب الدير نشر الخبر.[117]
وقد تَسمَّى الهيكل الشمالي في كنيسة الأنبا مقار بهيكل يوحنا المعمدان، وذلك في الفترة التي عاد فيها رأس مرقس الرسول إلى الإسكندرية.[124][125] مع العلم أن وجود هيكل باسم يوحنا المعمدان شمال الهيكل الرئيسي -وهي هيكل الأنبا بنيامين- وليس جنوبه يدل على أن هناك سبباً أهم من الطقس القبطي المعتاد طغى عليه وألغاه، لأن المعتاد إذا يوضع أي هيكل للمعمودية أو أيقونة ليوحنا المعمدان في جنوب الهيكل الرئيسي وليس شماله، الأمر الذي يعني أن وجود جسده شمال الهيكل الرئيسي قد أحدث هذا التعديل الجوهري في الطقس.[126]
^مرقس سميكة، دليل المتحف القبطي وأهم الكنائس والأديرة المصرية ج. 2، القاهرة، 1932، صـ: 90.
^جرجس بن مسعود أبو المكارم، تاريخ الكنائس والأديرة في القرن الـ12 م، ج: 1 الوجه البحريوالقاهرة، تحقيق: صموئيل السرياني، ـــــــــ، القاهرة، 1997، صـ: 116.
^متى المسكين، الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار، مرجع سابق، صـ: 618.
^دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت، الكشف الأثري عن رفات إليشع النبي ويوحنا المعمدان، مطبعة دير القديس الأنبا مقار، وادي النطرون، الطبعة الرابعة 2009، صـ: 12 - 13.
^دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت، مرجع سابق، صـ: 14.
كامل صالح نخلة، تاريخ القديس مارمرقس البشير، مكتبة المحبة، القاهرة، بدون تاريخ.
معلومات
^يوجد في الحديث النبوي ما يدل على أن أجساد الأنبياء لا تتحلل ولا يدركها البلى، ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو داودوالنَسائي أن النبي محمد قال: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي». قالوا: «يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت»، يقولون: «بليت»، فقال: «إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء».
^كلمة أبو في أبو مقار تعني الأب مقار، وهي صفة. وتُكتب دائماً بالواو؛ أي لا تُعرّب (صموئيل تاوضرس السرياني، الأديرة المصرية العامرة، صـ: 198.).
^أجساد المقارات الثلاثة محفوظة في الدير في أنابيب خشبية.
^بتزايد عدد الرهبان ظهرت القلالي -وهي مساكن الرهبان- الجماعية على هيئة منشوبيات. وهي عبارة عن قلالي كبيرة متفرقة ولكنها تحيط بالحصن والكنيسة وملحقاتها بدون أسوار تحت رئاسة أب روحي. ولقد انهار هذا نظام المنشوبيات في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي، عندما دخل كافة الرهبان داخل الأسوار.
^إن الموقع الذي بني فيه الأنبا مقار الكبير كنيسته هُجِر لموقع آخر في منتصف القلالي، وهي المنطقة التي استقر فيها أتباعه الأوائل. وفي هذا الموقع توجد الكنيسة الحالية التي أُعيد بناؤها على يد الأجيال المتعاقبة.
^الأنبا أغاثون عمّر كنيسة الأنبا مقار، وبنى قلالي للرهبان.
^مساحة دولة الفاتيكان تبلغ 0.44 كم2 بينما تبلغ مساحة الدير 11.34 كم2، أي حوالي 11 ضعف مساحة الفاتيكان.
^ترجع أصول التخطيط البازيليكي إلى العصر الفرعوني، أما أصول ظهورها كما هو الآن فترجع إلى أصل روماني.
^وهو في منطقة كرموز بالإسكندرية عند عمود السواري الشهير، وكان هناك رأي آخر ضعيف رجّح أن كنيسة يوحنا المعمدان كانت تقع مكان جامع النبي دانيال، حيث أن كنائس المرتيريا كانت تقام على أطراف المدن والمقابر، وكلمة مرتيريا تعني أمكنة الاستشهاد.
^ليس هناك مستند صحيح يدل على أن النبي يحيى بن زكريا مدفون في الجامع الأمويبدمشق، فقد قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: ونحن نقطع ببطلان قولهم، وأن أحداً من الصحابةوالتابعين لم ير قبراً ظاهراً في مسجد بني أمية أو غيره، بل غاية ما جاء فيه بعض الروايات عن زيد بن أرقم بن واقد: أنهم في أثناء العمليات وجدوا مغارة فيها صندوق فيه سفط (وعاء كامل) وفي السفط رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام مكتوب عليه: هذا رأس يحيى ، فأمر به الوليد فرد إلى المكان وقال: اجعلوا العمود الذي فوقه مغيراً من الأعمدة، فجعل عليه عمود مسبك بسفط الرأس. رواه أبو الحسن الربعي في فضائل الشام ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 2 ق 9 / 10) وإسناده ضعيف جداً، فيه إبراهيم بن هشام الغساني كذبه أبو حاتم وأبو زرعة وقال الذهبي: متروك. ومع هذا يُعتقد أنه لم يكن في المسجد صورة قبر حتى أواخر القرن الثاني؛ لِما أخرجه الربعي وابن عساكر، عن الوليد بن مسلم أنه سئل: أين بلغك رأس يحيى بن زكريا؟ قال: بلغني أنه ثَم؛ وأشار بيده إلى العمود المسفط الرابع من الركن الشرقي، فهذا يدل على أنه لم يكن هناك قبر في عهد الوليد بن مسلم، وقد توفي سنة 194 هـ.
^الشاروبيم هو القوة الإلهية التي رافقت الأنبا مقار كل أيام حياته حسب المعتقد المسيحي الأرثوذكسي.