عبد الحميد الكاتب

عبد الحميد الكاتب
عبد الحميد بن يحيى بن سعيد العامري
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد القرن الثاني للهجرة
الوفاة 750
مصر
نشأ في الشام
الديانة مسلم
الحياة العملية
المهنة في دواوين الخلفاء
اللغة الأم العربية
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
أعمال بارزة رسالة في ذم الشطرنج

رسالة في الصيد

رسالة الى الكُتّاب

عبد الحميد بن يحيى مولى العلاء بن وهب القرشي، من أعلام الكتاب في القرن الثاني للهجرة، وُلد حوالي 60 للهجرة، فارسي الأصل عربي الولاء. نشأ في الأنبار على أكثر القول، ولكن بعض المؤرخين نسب نشأته إلى الشام. وظهر في بداية أمره مساعدًا لصهره سالم صاحب ديوان الرسائل في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك، ثم عمل بعد ذلك كاتبًا لمروان بن محمد والي أرمينيا وأذربيجان، ثم عمل أخيرًا كاتبًا أول للدولة الأموية على عهد مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية. ولكنه قتل مع خليفته على يد العباسيين عندما تولوا الحكم. اثنى عليه الجاحظ [1] و نصح الكُتّاب بأن يتخذوا كتابتهِ أنموذجاً لهم.

نشأته وحياته

اشتغل في مستهل حياته معلمًا للصبيان ثم اتصل بسالم بن عبد الله كاتب هشام بن عبد الملك، فأُعجب به سالم وأصهر إليه فتزوج شقيقته وقرَّبه وقدَّمه فعرفه الخلفاء الأمويين، ثم أصبح كاتب مروان بن محمد أيام كان وليَّا للعهد، ولما تولى مروان الخلافة أصبح عبد الحميد شيخ الكتاب في عصره. ثم لما قامت الدعوة العباسية وزحفت جيوش العباسيين وهُزِم مروان بن محمد في معركة الزاب، فرَّ هو وكاتبه، وبعض المقربين منه إلى مصر، وهناك قُتل مروان وكاتبه في بوصير، ويروى بأن عبد الحميد خُيِّر في نقض بيعته للأمويين، ولكنه رفض ليُقتل معهم.[2] ّ

صفاته

كان عبد الحميد على جانب من الأخلاق الفاضلة، وكان ورعا تقيًّا مشهودا له بالعفاف والاستقامة. ومن أبرز صفاته الوفاء للصداقة، ومن أمثلة وفائه أن مروان بن محمد آخر خلفاء الأمويين قال له: يا عبد الحميد إنك رجل صاحب صناعة تحتاجها الدول في كل زمان، وأرى أن تتحول إلى بني العباس عسى أن تبلغ بكتابتك لهم منزلة قد تنفعني في حياتي وتنفع ذريتي بعد مماتي. وهنا أطرق عبد الحميد، ثم رفع رأسه وقال : إن هذا الرأي الذي رأيت هو أحسن الرأيين لك وأقبحهما لي ثم أنشد:

أسر وفاءً ثم أُظْهرُ غدرة
فمن لي بعذر يوسع الناس ظاهرهْ

ولم يزل على وفائه حتى قُتل معه.

ومن صفاته عبد الحميد إخلاصه في عمله، وإخلاصه أيضًا لكل من يحترف الكتابة، فقد كان يعلم يقينًا مدى أهمية الكتابة في حياة الأفراد والجماعات، ويعرف أن الكتاب ذوو أثر بالغ في أخلاق الناس، ويبدو أن الكتاب كانوا يقدرون لعبد الحميد عواطف الإخلاص والوفاء.

فقد رُوي أن عبد الله بن المقفع حاول يومًا أن يفديه بنفسه، وتروي كتب التاريخ أن جنود بني العباس اقتحموا البيت الذي فيه عبد الحميد، فوجدوه هو وعبد الله بن المقفع، فسألوهما من منكما عبد الحميد، فجعل كل منهما يقول: أنا هو، حتى ثبت لهم شخصه الحقيقي فقُتِل.

تحلى عبد الحميد بواسع الثقافة في العلوم الإسلامية والعربية والفارسية، وعميق الفهم للقرآن الكريم، وكان إلى ذلك بعيد النظر في شؤون السياسة والحكم. كما ساهم بخبرته الممتازة في تربية ولاة العهد وأبناء كبار القوم.

مصادر ثقافته

يُعتبر عبد الحميد والد الكتابة الفنية العربية فلم تكن عرب الجاهلية من ذوي الكتابة، وأحد مؤسسي النهضة النثرية العربية في الأدب، ويمكن تلخيص المصادر التي استقى منها عبد الحميد ثقافته وأدبه فيما يلي:

  1. اطلاعه على الآداب العربية، وبخاصة خطب علي بن أبي طالب، فقد تأثر بشدة بأسلوبه، وأبدى إعجابه بكلماته.
  2. ثقافته الفارسية حيث كان عبد الحميد فارسي الأصل، يجيد لغة قومه، ويُلمّ بالأدب الفارسي، ويعرف عادات أدباء الفرس من ميل إلى التفخيم، والإطناب، وتخيّر الألفاظ، كما قد استفاد من معرفته أصول تربية أمراء فارس، في تربية ولاة عهد الأمويين.
  3. مخالطته للعلماء الفضلاء من العرب، لأنه قضى مرحلة صباه في الكوفة التي كانت مركزًا أدبيًّا متأثرة ببلاغة علي بن أبي طالب.
  4. اتصاله بالخلفاء وسَّع من آفاقه وجعله يطلع على أحوال الناس وتجاربهم، وعندما على شأنه عند الخلفاء أتيحت له فرصة التدرب والمران على أنواع مختلفة من الرسائل، في شتى شؤون الدولة.[2]

إسهاماته

ارتقت على يديه صناعة الكتابة، فعدّ من أساتذة البلاغة العربية ورائد كُتّاب الرسائل اذ يعد اول من وضع الاصول الفنية في الادب العربي لكتابة الرسائل عامة وطور الرسائل بكثرة التحميدات في صدر الرسالة وبالتوسع في المعاني والعناية بترتيبها ووضوحها. عمل في دواوين الخلفاء الأمويين[3]

أسلوبه

اله عدة رسائل ما بين مطوّلة ومختصرة، كان له أسلوب مميز ككثرة التحميدات في صدر الرسالة و التوسع في المعاني و العناية بترتيبها و وضحها ،منها رسالة في ذم الشطرنج ورسالته إلى الكتّاب ورسالته إلى أهله وهو منهزم مع مروان. وقد تأثر الكتّاب بأسلوبه الذي كان أول من أطال الرسائل، وأصبح نموذج الكتابة العربية الفنية الوحيد، قبل تقديم الجاحظ لنهج كتابته، ومن أسلوبه:

  • - الازدواج، أي إيراد عبارات متعددة متقاربة في المعنى لتوكيد فكرته، ولإشاعة جو من التنغيم الموسيقي الجميل في كتاباته.
  • - الإطناب في رسائله
  • - الإطالة في تحميدات رسائله.
  • - الإكثار من الوصف بالحال.
  • - قصر الفواصل على طريقة الخطابة.
  • - توسيع أغراض الرسائل، لتشمل بعض الأغراض التي كانت ـ قبله ـ خاصة بالشعر، مثل التعزية والتهنئة والنصح والوصف وغيرها.

وقد تأثر بهذه المدرسة عدد كبير من الكتاب الذين جاءوا بعده.

أهم رسائله

  • - رسالته إلى الكُتاب، وفيها يبدو تأثره بما أُثِرَ من وصايا ملوك الفرس لكتابهم،
  • - رسالته التي كتبها إلى عبدالله بن مروان على لسان أبيه،
  • - رسالته في وصف الصيد
  • - رسالة في ذم الشطرنج
  • - رسالته إلى أهله وهو منهزم مع مروان بن محمد.

مراجع

  1. ^ "الجاحظ". ويكيبيديا. 5 ديسمبر 2023.
  2. ^ ا ب الأدب العربي، المنهج الدراسي السعودي، الصف الأول الثانوي، الفصل الدراسي الثاني، طبعة 1428 هـ الموافقة 2007 م، الصفحة 92
  3. ^ "الدولة الأموية". ويكيبيديا. 11 يناير 2024.

Strategi Solo vs Squad di Free Fire: Cara Menang Mudah!