الكنيسة السريانية الكاثوليكية، (بالسريانية: ܣܘܪܝܝܐعيتو سُريَيتو قَثوليقَيتو)، هي كنيسة كاثوليكية شرقية مستقلة مرتبطة بشركة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية في روما بفرعها الشرقي، أي أنه مسموح للسريان الكاثوليك بالاحتفاظ بعاداتهم وطقوسهم الكنسية حتى لو كانت تخالف أحياناً التقليد الكاثوليكي الغربي.
لا يزال بعض أتباع هذه الكنيسة يتكلمون اللغة السريانية ويسكنون في شرق سوريا وفي شمال العراق لكن غالبية أتباعها حالياً يتحدثون اللغة العربية.[1] المركز الرئيسي للكنيس هو أنطاكية في تركيا ولكن لم يقم أي من بطاركة هذه الكنيسة هنالك، فمنذ تأسيس هذه الكنيسة تنقل بطاركتها بين عدة مدن في سورياولبنان. حالياً يقع المقر البطريركي للسربان الكاثوليك في بيروت. ويحمل بطريرك الكنيسة اسم إغناطيوس كاسم أول ثم اسمه الشخصي.
التاريخ
في القرن الثالث عشر كانت بداية المحاولات من قبل الكنيسة الكاثوليكية لإعادة الوحدة بينها وبين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وفي عام 1626م بدء المرسلين الكبوشيين واليسوعيين عملهم بجذب السريان الأرثوذكس لاعتناق الكثلكة وذلك بدعم من القنصل الفرنسي في حلب.
وعلى هذا دخل العديد من السريان الأرثوذكس في شركة إيمانية مع روما، وفي عام 1662 م عندما توفي بطريرك السريان الأرثوذكسإغناطيوس يوسف الثاني قمشيح (1659-1662). قامت الجماعة الكاثوليكية باختيار بطريركها الخاص فاختاروا أندراوس أخيجان المارديني الأرمني الأصل كبطريرك لهم، ومنه تبدأ سلسلة بطاركة السريان الكاثوليك.
خلال القرن الثامن عشر عانى السريان الكاثوليك من اضهادات عنيفة أثارها عليهم العثمانيون الذين لم يكونوا يعترفون إلا بالسريان الأرثوذكس كسريان مسيحيين حقيقيين، هذا تسبب بشغور منصب البطريرك في هذه الكنيسة بعد أن أجبر بطريركهم مار إغناطيوس ميخائيل جروة على الفرار واللجوء إلى لبنان عام 1782 م.
وانتهت تلك المعاناة عندما اعترفت السلطات العثمانية بالكنيسة السريانية الكاثوليكية ككنيسة مسيحية كغيرها من كنائس السلطنة وذلك عام 1829 م، بعد هذا بثلاثة أعوام تمركز الكرسي البطريركي في مدينة حلب عام 1831 م، ولكن البطريرك تعرض لمخاطر مختلفة هناك من قبل السكان المسيحيين فاضطر لنقل المقر البطريركي إلى مدينة ماردين في تركيا وذلك عام 1850م.
يزعم أن خلال الحرب العالمية الأولى تعرض السريان الكاثوليك لمذابح على يد القوات التركية والميليشيات الكردية وذلك في منطقة طور عبدين وجنوب تركيا بشكل عام، حيث راح ضحيتها من أتباع الكنيسة السريانية الكاثوليكية قرابة الـ 75,000 شخص بحسب مصادر السريان الكاثوليك.[بحاجة لمصدر]