نشأت الدولة بعد انقلاب 1963 في سوريا، والذي قاده ضباط علويون، وبعدها بسبع سنوات انقلب وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد على الرئيس السوري صلاح جديد في ما يعرف بالحركة التصحيحية عام 1970. وقد شهدت فترة حكم حافظ الأسد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وقمعًا للحريات كما في مجزرة حماة عام 1982. توفي حافظ عام 2000 وخلفه ابنه بشار الأسد آنذاك. أدت المظاهرات ضد بشار إلى إشعال الحرب الأهلية السورية، والتي بدورها أدت لانتهاء حكمه في 8 ديسمبر 2024.[2]
قام حزب البعث بالتعاون مع عدد من الأحزاب في سوريا بالتوقيع على وثيقة الانفصال في عام 1961، وعلى إثر ذلك اعتقل حافظ الأسد مع عدد من رفاقه في اللجنة العسكرية بحزب البعث في مصر لمدة 44 يومًا، وأطلق سراحهم بعد ذلك وأعيدوا إلى سوريا في إطار عملية تبادل مع ضباط مصريين كانوا قد احتجزوا في سوريا. وأبعد بعد عودته عن الجيش السوري لموقفه الرافض للانفصال وأُحيل إلى الخدمة المدنية في إحدى الوزارات.
وبعد أن استولى حزب البعث على السلطة في انقلاب 8 مارس1963 فيما عرف باسم ثورة البعث 1963م، أعيد الضابط البعثي حافظ الأسد إلى الخدمة من قبل صديقه ورفيقه في اللجنة العسكرية مدير إدارة شؤون الضباط آنذاك المقدم صلاح جديد، ورقي بعدها في عام 1964 من رتبه رائد إلى رتبة لواء دفعة واحدة، وعين قائدًا للقوى الجوية والدفاع الجوي. وبدأت اللجنة العسكرية بحزب البعث بتعزيز نفوذها وكانت مهمته توسيع شبكة مؤيدي وأنصار حزب البعث في القوات المسلحة. وقامت اللجنة العسكرية في 23 فبراير1966 بقيادة صلاح جديد ومشاركه منه بالانقلاب على القيادة القومية لحزب البعث والتي ضمت آنذاك مؤسس الحزب ميشيل عفلق ورئيس الجمهورية أمين الحافظ ليتخلى بعدها صلاح جديد عن رتبته العسكرية لإكمال السيطرة على الحزب وحكم سوريا، بينما تولى حافظ الأسد اللجنة العسكرية في حزب البعث ووزارة الدفاع السورية.
تولى حافظ الأسد منصب الأمين العام للقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في 21 نوفمبر1970، ثم ما لبث أن حصل على صلاحيات رئيس الجمهورية في 22 شباط / فبراير1971 ليثبت في 12 آذار / مارس1971 رئيسًا للجمهورية العربية السورية لمدة سبعة سنوات بعد إجراء استفتاء شعبي ليكون بذلك أقوى رئيس بعثي في التاريخ السوري. وبعدها أعيد انتخابه في استفتاءات متتابعة أعوام 1978و1985و1992و1999. وقد تولى الحكم مدعومًا من الضباط البعثيين بالجيش السوري، ونال استحسان الجماهير المرهقة في بادئ الأمر نتيجة الإصلاحات التي قام بها وبناؤه للجيش السوري المدمر وخوض حرب أكتوبر1973 وارتباط الأسد عربيًا بما يعرف محور الصمود العربي.
على الصعيد الداخلي، تميزت فترة حكمه بالحزم والسلطة المطلقة وحكم الحزب الواحد (حزب البعث)، كما تم بناء أكثر من جامعة في عهده منها جامعة تشرين في اللاذقية. كما عمل على تحرير المرأة ومساواتها بالرجل واعتبرها نصف المجتمع.[بحاجة لمصدر] وشجّع الرياضة والرياضيين، وتم في عهده استضافة دورة البحر الأبيض المتوسط.
بعد وفاة والده البعثي حافظ الأسد في 10 حزيران / يونيو2000 رُفع بشار الأسد وعمره 34 عامًا و 10 أشهر إلى رتبة فريق[3] بشكلٍ سريعِ متجاوزًا حوالي 4 رتب عسكرية، وذلك بموجب مرسوم تشريعي، وذلك ليتم تمكينه من قيادة الجيش والقوات المسلحة، تم تعديل فقرة من الدستور تختص بالعمر ليتم التمكن من انتخابه، ثم عينه الرئيس المؤقت عبد الحليم خدام قائدًا للجيش والقوات المسلحة في اليوم التالي.
حدث انفراج في بداية عهده في مجال الحريات وسميت تلك الفترة الوجيزة ربيع دمشق، والتي شهدت ظهور العديد من المنتديات السياسية (وأشهرها منتدى الأتاسي). هناك بعض الانفتاح على الصعيد الاقتصادي في البلاد، حيث سمح لأول مرة بفتح فروع للمصارف الأجنبية وسُمح للمواطنين فتح حسابات بالعملات الأجنبية وترافق هذا الانفتاح مع تحسن الوضع المعاشي للمواطن السوري.
واجهت سوريا ضغوط خارجية في عهد البعث برئاسة بشار الأسد، تميزت بالضغط على الشخصيات القيادية أصحاب القرار في النظام البعثي، تطالب ظاهريًا بمزيد من الحرية والإصلاحات والامتثال للقرارات الدولية. سوريا تربط ذلك بمحاولة إخضاع القرار السوري لأمرة الولايات المتحدة وإرغام سوريا على توقيع معاهدات سلام مع إسرائيل، وتصفية المقاومة الفلسطينيةحماسوالجهاد الإسلامي وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية حزب الله. كما تتهم بتسهيل تسلل المجاهدين العرب إلى العراق لقتال الجيش الأمريكي.
استمر بشار الأسد طيلة فترة حكمه متبعا لسياسة والده. وعمل على خطاه بقمع الحركات المعارضة، وقد قدم بشار الأسد أوراق ترشحه لفترة رئاسية ثالثة عام 2014 متنافسًا وللمرة الأولى منذ تولي حزب البعث السلطة ضد مرشحين آخرين.[4][5]