ثلاثة أشرطة أفقية متوازية ملونة من الأعلى للأسفل بالأحمر والأبيض والأسود، وفي الوسط نجمتان خماسيتان خضراوتا اللون ضمن المستطيل الأبيض وتشير النجمتان إلى سورية ومصر أيام الوحدة.
اعتمد العلم الحالي لأول مرة في 22 شباط / فبراير1958 في إطار مرحلة الوحدة السورية المصرية التي نتج عنها قيام الجمهورية العربية المتحدة التي اعتمدت العلم المذكور كعلم رسمي في ذلك الوقت، وقد رفع لأول مرة في البلدين في 1 نيسان أبريل1958 وبقي معتمداً حتى وقوع الانفصال بين البلدين في عام 1961، ثم أعيد استخدامه عام 1980 رغم عدم انضمام سوريا في ذلك العام إلى أي اتحاد دول عربية إلا أن رغبة النظام الحاكم في إظهار حرص سوريا على وحدة الصف العربي هو ما دفعه لذلك.
قامت الدولة العثمانية بضم سوريا إلى سلطانها عقب معركة مرج دابق في عام 1516 والتي كانت فتحت الطريق لسيطرة العثمانيين على بلاد الشام وقد استخدم هذا العلم منذ العام 1844 حتى تقدم قوات الثورة العربية وانسحاب الحامية العثمانية من دمشق في 30 أيلول من عام 1918.
الثورة العربية 1918
علم الثورة العربية الذي يعتبر أول علم رفع في دمشق بعد إنزال العلم العثماني
في خضم الثورة العربية التي كانت تواصل تقدمها إلى دمشق تم رفع علم الثورة العربية من قبل الأمير سعيد الجزائري الذي كان قد كلف بإقامة حكومة مؤقتة في البلاد ريثما تصل جيوش الأمير فيصل إلى البلاد.[1]
رفع العلم في 27 أيلول 1918 أي قبل انسحاب الحامية التركية من دمشق بثلاثة أيام على الرغم من عدم إنزال العلم العثماني حتى 30 أيلول من العام ذاته واستمر رفع العلم حتى 8 آذار 1920 وهو اليوم الذي قد أعلن فيه استقلال البلاد عن الدولة العثمانية رسمياً.[1]
علم المملكة الذي رفع في 8 آذار 1920 مع إعلان قيام المملكة العربية السورية
بقي علم الثورة العربية مرفوعاً في دمشق حتى الثامن من آذار وهو اليوم الذي أعلن فيه الاستقلال عن الدولة العثمانية حيث أقيم حفل في ساحة المرجة حيث دار البلدية وكانت الساحة قد زينت قبل وصول الأمير فيصل وعند وصول الأخير قام المحتشدون بالهتاف لسوريا المستقلة.
و قام محمد عزة دروزة والذي كان أمين سر المؤتمر بإعلان قرار المؤتمر الذي نصّ على الاستقلال وإعلان قيام المملكة والتتويج ثم تلاه بيان غريغوريوس حداد بطريرك الروم الأرثوذكس، باسم الطوائف المسيحية واليهودية، وبعد الكلمة تم رفع العلم الجديد وأطلقت المدفعية مئة طلقة وطلقة.
لم يختلف علم المملكة المستقلة عن علم الثورة العربية إلا بالنجمة السباعية البيضاء التي أضيفت إلى المثلث الأحمر.[1] إلا أن العلم لم يدم طويلاً حيث أنه ألغي من قبل السلطات الفرنسية التي قامت باحتلال البلاد عقب معركة ميسلون والتي كانت مقدمة لضم البلاد للإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية لما يزيد عن 12 عاماً. علماً أن وجود القوات الفرنسية على الأراضي السورية دام لحوالي 25 عاماً.
علم الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان حتى 1 سبتمبر 1920
انتهى علم المملكة العربية السورية إلى غير عودة مع دخول طلائع قوات غورو إلى البلاد في 24 تموز 1920 بعد انتصار الأخير في معركة ميسلون، حيث ألغي العلم وأعلن عن العلم الجديد الذي كان لونه أزرق ويحوي في منتصفه على هلال أبيض وفي زاويته العليا علم فرنسي مصغر.[2]
بعد دخول الفرنسيين إلى البلاد قاموا بإصدار عدد من المراسيم التي عرفت فيما بعد بمراسيم التقسيم وقد صدرت هذه المراسيم عن قائد جيوش فرنسا في الشرق هنري غورو في الفترة ما بين آب1920 وآذار 1921، والتي أمرت بتقسيم البلاد بحجة عدم انسجام المكونات الشعبية بحسب المفوض السامي هنري غورو، الذي دافع عن فكرة التقسيم في الجمعية الوطنية الفرنسية بعبارة «هذه المكونات غير متمازجة مع بعضها البعض» في إشارة إلى التعدد الطائفي والعرقي في البلاد آنذاك، إلا أن هذه المراسيم لقيت مقاومة شعبية من قبل الشارع آنذاك، بسبب غلبة الصبغة الطائفية على مشروع التقسيم.
و قد تم تقسيم البلاد إلى عدة دول:
علم الجمهورية السورية كما أوضحه دستور الانتداب عام 1930
جاء دستور عام 1930 والذي تولى وضعه لجنة برلمانية برئاسة الزعيم الوطني إبراهيم هنانو وضعت من قبل الجمعية التأسيسية، ليحدد أوصاف علم الجمهورية السورية الأولى التي نشئت تحت الانتداب الفرنسي على سوريا. أقرت الجمعية التأسيسية الدستور الجديد المكون من 115 مادة، إلا أنه رُفِض من قبل المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو بحجة مخالفته لصك الانتداب وحقوق الدولة المنتدبة.[3] كما وقام بحل الجمعية التأسيسية في يوم 5 فبراير عام 1929، إلا أن الاضطرابات التي شهدتها البلاد فيما بعد والتي بلغت أوجها في يوم 11 فبراير عام 1929 في مدينة حلب، والتي شارك بها طلاب المدارس. استمرت حتى 14 مايو عام 1930 حيث أقر المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو الدستور بعد أن أضاف إليه بعض التغييرات.[4] وكان التغيير في الدستور هو إضافة المادة 116 والتي نصت على التالي
طي المواد التي تتعارض مع صك الانتداب حتى زواله
— المادة 116 من دستور سوريا عام 1930، سورية والانتداب الفرنسي، يوسف الحكيم، دار النهار، بيروت 1983، ص.217
أصدر المندوب السامي الفرنسي هنري بونسو المرسوم 3111 والذي نص بموجبه على صياغة سورية لـ«دستور الجمهورية السورية»، حيث صدر الدستور فيما بعد والذي أشار إلى أوصاف العلم في المادة الرابعة من الباب الأول على الشكل التالي:
يكون العلم السوري على الشكل الآتي: طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاثة كواكب حمراء ذات خمسة أشعة
— المادة الرابعة من الباب الأول من دستور سوريا عام 1930، سورية والانتداب الفرنسي، العلم السوري، اكتشف سورية
"اتحاد الجمهوريات العربية" كما كانت تظهر على الشريط الذي يحمله النسر
اُعتمد العلم الحالي (ذو النجمتين) لأول مرة في عهد جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة.[8] حيث تم استبدال علم الاستقلال في أبريل من العام 1958 بالإضافة إلى القوانين التي نصت على تصميم العلم السوري آنذاك في محاولة لخلق هوية عربية أكبر.[8] أخذ العلم الجديد الألوان الأحمر، والأبيض، والأسود من ألوان الوحدة العربية، كما وتم استبدال لون النجوم الموجودة على العلم من اللون الأحمر إلى اللون الأخضر في إحياء لذكرى الوحدة السورية المصرية، فالنجمتان ترمزان إلى كل من سوريا ومصر.[9] أعادت سوريا استخدام علم الاستقلال بعد انهيار الجمهورية العربية المتحدة، في محاولة من الحكومة آنذاك للتخلص من آثار كيان الجمهورية المتحدة المنهارة. إلا أنه وبعد قيام انقلاب حزب البعث العربي الاشتراكي السوري في عام 1963، والذي عُرف لاحقاً باسم «ثورة 8 آذار»، قرر مجلس قيادة الثورة اعتماد علم الوحدة (مع العراق ومصر) كعلم رسميّ للبلاد.[10] حيث ظل العلم مستخدماً منذ 8 مارس من العام 1963 حتى 1 يناير من العام 1972.[6]
في عام 1963، وصل البعثيون إلى سدة الحكم في العراق أيضاً، حيث بدأت كلا الحكومتان البعثيتان في سوريا والعراق بإجراء المفاوضات مع مصر في محاولة لتشكيل اتحاد بين سوريا، ومصر، والعراق. إلا أن كل الجهود فشلت بسبب الإطاحة بالحكومة البعثية العراقية في نوفمبر من العام 1963، إلا أن كل من سوريا والعراق اعتمدتا علماً جديداً لتمثيل الوحدة.[11] لم يختلف هذا العلم كثيراً عن علم الجمهورية العربية المتحدة، إلا من حيث تغيير عدد النجوم من اثنتين إلى ثلاث نجوم، بهدف تمثيل العراق الذي انضم للاتحاد.[6] النجوم الثلاثة تمثل وحدة مصر، وسوريا، والعراق، فضلا عن أهداف حزب البعث العربي الاشتراكي وهي: الوحدة، والحرية، والاشتراكية.[12]
و في عام 1972، اعتمد الرئيس السوري حافظ الأسد العلم الجديد في 1 يناير من العام 1972، حيث كانت سوريا قد انضمت إلى اتحاد الجمهوريات العربية إلى جانب مصروليبيا، واقتصر التغيير في العلم الجديد على استبدال النجوم الخضراء الثلاث بنسر قريش (الذي يرمز لقبيلة النبي محمد «قريش»). كان النسر يمسك شريطاً مكتوب عليه «اتحاد الجمهوريات العربية»، وخلافاً لمصر وليبيا، لم يكون اسم سوريا مكتوباً على الشعار.[2] هذا العلم كان أيضاً العلم الرسمي خلال حرب أكتوبر عام 1973.[6] تم حلّ الاتحاد عام 1977، وعلى الرغم من هذا ظلت سوريا تستخدم علم الاتحاد لثلاث سنوات أخرى حتى عام 1980.[2] حيث أُلغي هذا العلم في يوم 29 مارس من العام 1980[6] واستُبدل به علم النجمتين الحالي[12] من أجل إظهار حرص سوريا على وحدة الصف العربي.[6]
كان لكل واحدة من الدول التي أنشئت في فترة الانتداب على سورية علم خاص بها، سنجق الإسكندرونة كان جزءاً من حلب في عام 1920 حتى عام 1923 ثم جزءاً من الدولة العلوية من عام 1923 حتى 1938 ولم يكن لديه علم حتى أصبح دولة مستقلة. واعترف أيضاً بلبنان الكبير كدولة مستقلة في عام 1943 تحت اسم الجمهورية اللبنانية.
في الأصل في عام 1932 بنسبة عرض إلى ارتفاع تبلغ 1:2، تمت إعادة اعتماده في عام 1961. تم اعتماده مع نسبة عرض إلى ارتفاع تبلغ 2:3 في عام 2012 من قبل حكومة المعارضة[15] (أحيانًا يتم استخدام نسبة العرض إلى الارتفاع الأصلية 1:2 بشكل غير رسمي)
بسبب الحرب الأهلية السورية، تشكلت عدة جهات، ومنظمات لتمثيل الشعب السوري، مثل المجلس الوطني السوري، والائتلاف السوري، واعتمدت هذه المنظمات علم الانتداب، أو علم الاستقلال علمًا رسميًا لسوريا. حيث يتم استخدام هذا العلم من قبل الحكومة السورية المؤقتة، التي شكلها الائتلاف السوري، ويختلف هذا العلم عن العلم المستخدم من قبل الحكومة السورية التابعة للنظام السوري، حيث تستخدم الحكومة السورية علم الجمهورية العربية المتحدة كعلم للجمهورية العربية السورية. والذي اعتمد رسميًا عام 1980.
حتى الآن لم يعرف بعد على وجه الدقة أول مرة رفع فيها علم الاستقلال في الاحتجاجات السورية ولكنه حمل رسمياً في مدينة أنطالياالتركية في مؤتمر للمعارضة بتاريخ 1 حزيران / يونيو2011 وقد قام المحتجون بالإضافة إلى هيئات المعارضة برفع العلم الوحدة السورية المصرية في البداية إلا أن رغبتهم بالاستقلال عن النظام حتى بالرموز الوطنية دفعتهم إلى تغيير العلم إلى العلم السوري القديم كما كان قد صمم المعارضون السوريون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تدعو لرفع علم الاستقلال، كما قامت صفحة الثورة السورية على موقع فيس بوك بإطلاق حملة «أربعاء علم الاستقلال» تدعو لنبذ رموز النظام ورفع العلم القديم[16] وفي السياق ذاته قد رفع أيضاً لأول مرة على برج إيفل في العاصمة الفرنسيةباريس من قبل نجلي الضابط السوري المتقاعد عقيل هاشم الذي يعيش في الولايات المتحدة بتاريخ 27 تموز / يوليو2011.[17] إلا أن إظهار العلم سياسياً قد تم من قبل المجلس الوطني السوري الذي اتخذه كعلم رسمي له، وعند تشكيل الائتلاف الوطني السوري في أواخر العام 2012 قام الأخير باتخاذه كعلم رسمي له وقام أيضاً باتخاذه كعلم للحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف.
^ ابج"العلم السوري". موقع اكتشف سورية. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 09 كانون الثاني / يناير 2014. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
Thomas، Martin (2007). Empires of Intelligence: Security Services and Colonial Disorder after 1914. University of California Press. ISBN:9780520251175.