رُفَيْدَةُ الأسلمية أو رُفيدة بنت سعد وقيل كُعَيْبَةُ بِنْتُ سَعْدٍ هي صحابيةوممرضة عاشت في أواخر العصر الجاهلي وأدركت صدر الإسلام، عُرِفت بصفتها أول ممرضة وجراحة في الإسلام.
وُلدت رُفيدة على الأرجح في المدينة المنورة في قبيلة أسلم، وعاشت هناك حتى هاجر النبي محمد وأصحابه من المهاجرين إلى المدينة، فأسلمتوبايعت النبي محمدًا بعد الهجرة. وشاركت في الغزوات في العصر النبوي، فكان أول بروزها في غزوة الخندق، حيث أُقيمت لها خيمة في المسجد النبوي بها، وعندما أُصيب سعد بن معاذبسهم في غزوة الخندق، أمر النبي الصحابة أن يُحولوه إلى خيمة رفيدة، وكان النبي يمر على خيمتها فيتفقد الجرحى ويتفقد حال سعد. كما لم يكن عملها مقصورًا على الحروب والغزوات فقط، بل كانت تداوي مرضى المدينة، كما شهدت رفيدة غزوة خيبر، وأسهم لها النبي بسهم رجل.
عرفت رُفيدة الأسلمية بصفة الممرضة من خلال ممارساتها الطبية، في أوقات الحروب والسلم، ويُعتقد أنها دربت نساء أخريات، منهن أمهات المؤمنين مثل عائشة بنت أبي بكر لكي يصبحن مداويات للجرحى. كما يُذكر أنها كانت تدخل أرض المعارك وتحمل الجرحى، وتُضمِّد جراحاتهم، وتُسعفهم، وتسهر على راحتهم، وتواسيهم، وأنها كانت تنقل في خيمتها متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها على ظهور الجمال إلى أرض المعارك، ثم تُقيمها أمام معسكر المسلمين.
يُوجد اختلافٌ تاريخيٌ حول أول طبيبةٍ وممرضةٍ في التاريخ، حيثُ تنسب الشعوب الغربية هذا اللقب إلى فلورنس نايتينجيل والتي تُعرف برائدة التمريض الحديث، بينما يؤكد آخرون أن رُفيدة أول طبيبةٍ وممرضةٍ في التاريخ حيث كانت تُمارس التمريض والجراحة في المعارك في 620 ميلاديًا، فأدخلت التمريض إلى العالم الإسلامي قبل 1,200 سنة من فلورنس نايتينجيل، وأنها مؤسسة التمريض في العالم الإسلامي.
رُفَيْدَةُ الأنصارية أو الأسلمية،[1] وقيل اسمها كُعَيْبَةُ بِنْتُ سَعْدٍ الْأَسْلَمِيَّةُ،[2] وقيل كعيبة بنت سعيد،[3] واسم رُفيدة يعني المعونة أو العطية الصغيرة أو النصيب،[4][5][6] وهي أسلمية في أغلب المصادر، أي من قبيلة أسلم وهم من بني أسلم بن أفصي، وهو جدُّ جاهلي، وقيل هم: من بني إلياس بن مضر ودخلوا في خزاعة، وأكثر النسّابة تعدهم إخوة خزاعة من بني مزيقياء.[7][8] ولا زالوا في ديارهم من ناحية المدينة المنورةومكة، وأكثرهم في وادي حجر.[9] أما كُعَيْبَةُ فهو تصغير كعب، وهو العظم الناتئ خلف القدم.[10] بينما يُفرِّق الدكتور شوكت الشطّي بين رفيدةَ وكعيبة، فيعتقد أن «رفيدةَ الأسلمية» كانت طبيبة متميزة في الجراحة ولذلك اختارها النبيمحمد لتقوم بعملها في خيمةٍ متنقلةٍ أثناء المعارك، وأن الطبيبة رفيدة سبقت الممرضة كعيبة، وكلتاهما أسلميتان.[11]
ذكرت المصادر أن والدها اسمه «سعد الأسلمي»، وقد ذكرت كتب السير صحابيًا اسمه «سَعْد الأَسْلَمِيّ العَرْجي» من بَلْعَرْج بن الحارث بن كعب بن هوازن، وهو مولى الأَسلميين لكنه ليس من قبيلة بني أسلم إنما يُنسب إليهم. اجتمع بالنبي بمنطقة تُسمى «العَرْج»، أثناء هجرة النبي إلى المدينة فأسلم، وكان دليل النبي من العَرْج إِلى المدينة. وله ابن اسمه «عبد الله» من رواة الحديث، لكن لم تذكر كتب السير عن كونه هو نفسه والد رفيدة من عدمه.[12][13] تعتقد بعض المصادر أن والدها كان طبيبًا، وأنها تعلمت الطب منه، فيذكرها زهير حمدان في كتابه «أعلام الحضارة العربية الإسلامية» أنها ابنة «الطبيب سعد الأسلمي»،[14] ويذكر صلاح عبد الغني محمد في كتابه «الحقوق العامة للمرأة»، أن والدها سعد الأسلمي كان كاهن قومه بيَثرِب وعَرافهم وطبيبهم، وكان ماهرًا وخبيرًا بالتمريض التطبيقي.[15][16] لذا يُعتقد أنها كانت قبل إسلامها تساعد أباها سعد الأسلمي الذي كان يمارس الطب الشعبي في المدينة المنورة في القرن الحادي عشر.[17]
يُحتمل أنَّ تكون رفيدةٌ قد تزوجت من رجلٍ من بني غفار، حيثُ ذُكر «حدثنا زكريا بن يحيى، ثنا عبد الله بن نمير: ثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلم يرعهم - وفي المسجد خيمة من بني غفار - إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات فيها»، وفسّر ابن حجر ذلك في فتح الباري «قوله (خيمةٌ من بني غفار) تقدم أنَّ ابن إسحق ذكر أنَّ الخيمة كانت لرفيدة الأسلمية، فيحتمل أن تكون كان لها زوجٌ من بني غفار».[18]
سيرتها
لم يذكر الرواة الكثير من التفاصيل عن حياة رفيدة؛[19] لكنها ولدت على الأرجح في يثرب التي سُميت فيما بعد بالمدينة المنورة، حيث تسكن قبيلتها وأهلها، وعاشت هناك حتى هاجر النبي محمد وأصحابه من المهاجرين إلى المدينة، فأسلمت رفيدة وبايعت النبي محمد بعد الهجرة.[2] وكانت من أوائل أهل المدينة دخولاً في الإسلام، فذكرها ابن سعد البغدادي في تسمية غرائب نساء العرب المسلمات المبايعات، وذكرها ابن حبيب في المبايعات من نساء بني زهرة نقلًا عن الواقدي،[3] وذكرت بعض المصادر أنها كانت من النساء اللاتي استقبلن النبي محمد عند قدومه المدينة،[en 1] وذكر جميع من ترجموا لها أنه كانت لها خيمة تداوي فيها الجرحى.[20] قال ابن حزم الأندلسي: «رفيدة الأسلمية كانت امرأة صالحة تقوم على المرضى، وتداوي الجرحى».[21]
مشاركتها في الغزوات
ذكر المؤرخون أول مشاركة لها في الغزوات في العصر النبوي في غزوة الخندق،[22] حيث أُقيمت لها خيمة في المسجد النبوي بها تحتوي الأربطة والأدوية والأعشاب والأقطان لمداواة المرضى والجرحى،[19] حتى اشتهر أن امرأةً تُداوي الجرحى، وكانت تحتسب بنفسها على خِدْمة مَنْ كانت به ضَيْعة من المسلمين.[23] حتى أُصيب سعد بن معاذبسهم في غزوة الخندق، فأمر النبي الصحابة أن يُحولوه إلى خيمة رفيدة، وكان النبي يمر على خيمتها فيتفقد الجرحى ويتفقد حال سعد بن معاذ،[22] فعن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد قال: «لما أصيب أكحلُ سَعْد يوم الخندق فقيل: حوِّلوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوِي الجرحى؛ وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إذا مرّ به يقول: "كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟" وإذا أصبح قال: "كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟"».[24] قال ابن إسحاق:[25][26] «كان رسول الله ﷺ قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم، يقال لها رفيدة، في مسجده، كانت تداوى الجرحى، وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين، وكان رسول الله ﷺ قد قال لقومه حين أصابه السهم بالخندق: اجعلوه في خيمه رفيدة حتى أعوده من قريب.» ويُفهم من النص السابق أن من أصيب من المسلمين إن كان له أهلٌ اعتنى به أهلُه، وإن لم يكن له أهلٌ، جيء به إلى المسجد حيث ضُربت خيمةٌ فيه لمن كانت به ضيعةٌ من المسلمين، وسعد بن معاذ الأوسي، ليس به ضيعة، ولكن لمَّا أراد النبي محمدٌ الاطمئنان عليه باستمرار، جعله في تلك الخيمة التي أعدت لمن به ضيعة وليس له أهل، وهؤلاء هم في رعاية النبي محمدٍ شخصيًا لذلك أُقيمت الخيمة في المسجد النبوي.[27]
لم يكن عملها مقصورًا على الحروب والغزوات فقط، بل كانت تداوي مرضى المدينة،[28] كما شهدت رفيدة غزوة خيبر، وأسهم لها النبي بسهم رجل، ذكر ذلك الواقديوابن عبد البر.[29]
عملها بالتطبيب
تعتقد بعض المصادر أن رُفيدة نشأت في عائلة لها صِلَة قوية بالطب، وأن والدها «سعد الأسلمي» كان طبيبًا ومعلمها الخاص حيث اكتسبت رُفيدة منه خبرتها الطبية.[30] ولذلك كرست نفسها للتمريض ورعاية المرضى، وأصبحت طبيبة متخصصة. وعلى الرغم من استحواذ الرجال وحدهم بعض المسؤوليات كالجراحة وبتر الأعضاء،[en 2] مارست رُفيدة الأسلمية مهاراتها في خيمتها التي كانت تُقام في العديد من الغزوات، حتى في المسجد النبوي نفسه؛ حيث أمر النبي مُحمَّد بنقل الجرحى إلى خيمتها،[en 2] والتي توصف بأول مستشفى ميداني في الإسلام.[30] يقال أن رفيدة أيضا كانت تمد الجنود الجرحى بالرعاية أثناء الجهاد، وتوفر المَآوِي من الرياح وحرارة الصحراء القاسية لمن هم على وشك الموت.[en 3] يذكر يوسف الحاج أحمد أن النساء المداويات للجرحى في الغزوات كُنَّ في الغالب برفقة زوجة النبي التي يصطحبها في الغزوة، فيقول: «وكانت الصحابية المتطوعة للتمريض، يُخيرها رسول الله بين أن أن تكون في رفقة قومها أو أن تكون في رفقة أم المؤمنين التي كانت قرعتها في الخروج معه عليه السلام، ولقد اشتهرت رفيدة الأنصارية بمداواة الجرحى في العهد النبوي».[31]
عرفت رُفيدة الأسلمية كممرضة معطاءة من خلال مهاراتها الطبية، في أوقات الحروب والسلم،[32] ولم تكن بمفردها؛ فكان معها نسوة يساعدنها.[30] وتعتقد بعض المصادر أنّ رُفيدة الأسلمية قامت بتدريب نساء أخريات، من ضمنهن أمهات المؤمنين مثل عائشة بنت أبي بكر لكي يصبحن ممرضات ومن أجل العمل في مجال الرعاية الصحية.[en 2] كما يصفها البعض بأنها كانت أخصائية اجتماعية، ساعدت في حل المشكلات الاجتماعية المتعلقة بالأمراض ومساعدتها للأطفال المحتاجين ورعاية الأيتام، والمعاقين والفقراء.[en 2]
يذكر الكاتب محمد حامد محمد أن رُفيدة كانت تدخل أرض المعارك وتحمل الجرحى، وتُضمِّد جراحاتهم، وتُسعفهم، وتسهر على راحتهم، وتواسيهم، وأنها كانت تنقل في خيمتها متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها على ظهور الجِمال إلى أرض المعارك، ثم تُقيمها أمام معسكر المسلمين. ويذكر أنها كوَّنت فريقًا من «المُمرضات» تتقسم واجباتهن على رعاية المرضى، وأنها كانت ثرية تنفق من حُرّ مالها على ذلك. وأنها كانت ماهرة في الجراحة، ولمَّا رأت انغراس السهم في أكحلُ سعد بن معاذ؛ سارعت إلى إيقاف النزيف، وأبقت السهم حتى لا يزداد النزيف. ويصفها بأنها «صاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ».[32]
الأسبقية
التمريض في الإسلام
كان للمرأة في الإسلام دورٌ مهمٌ في شتى مجالات الحياة، حيث ينظرُ الإسلام للمرأة بأنها تلعب دورًا أسريًا ومجتمعيًا، كما أنها شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة.[33] كان الطب والتمريضُ عند العرب قبل الإسلام خدمةً تعتمدُ على المتوارث عليه من الطب الشعبي، وتُعد مهنة التمريض من أقدم المهن في الإسلام، واتفق الباحثون في مجال التمريض على أنَّ التمريض في الإسلام بدأ في زمن النبي محمد عندما شارك المرأة في العمل الاجتماعي وسمح لها بخدمة المجتمع،[en 3][34] وبالتالي لم تكن الرعاية الصحية وقفًا على الرجال، ولكن زاولته النساء وبرعنَ فيه، فكانت النساء تمرضُ المرضى وتداويهم في أيام السِلم والحرب،[15] ومنهنَّ من اشتهر بالطب مثل عائشة بنت أبي بكروأسماء بنت عميسوالشفاء بنت عبد الله ورُفيدة الأسلمية،[35] وأخريات عرفنَّ بالآسيات (اليوم تعني المُمرضات) مثل نسيبة بنت كعب المازنيةوأميمة بنت قيس الغفارية وغيرهن.[36][37]
يُوجد اختلافٌ تاريخيٌ حول أول طبيبةٍ وممرضةٍ في التاريخ،[en 4] حيثُ تنسب الشعوب الغربية هذا اللقب إلى فلورنس نايتينجيل (بالإنجليزية: Florence Nightingale) والتي تُعرف برائدة التمريض الحديث،[en 5][en 6] إلا أنَّ عددًا من المصادر ينسبُ الأسبقية إلى رُفيدة بصفتها أول طبيبةٍ وممرضةٍ في التاريخ حيث كانت تُمارس التمريض والجراحة في المعارك في 620 ميلاديًا،[en 7][en 5] وتوضح المصادر أنَّ رُفيدة أدخلت التمريض إلى العالم الإسلامي قبل 1,200 سنة من فلورنس نايتينجيل، وأنها مؤسسة التمريض في العالم الإسلامي.[en 1] تذكر المصادر أنَّ رُفيدة تُعد أول مُتطببة في الإسلام،[19] وأول جراحة في الإسلام،[en 3] وأول ممرضة في الإسلام،[32][en 8] وأول ممرضة عسكرية في الإسلام.[21]
نواة البيمارستانات
تذكرُ المصادر أنَّ أبقراط يُعد مُؤسس نواة البيمارستانات في التاريخ، أما في الفترة الإسلامية، فتُعد خيمة رُفيدة التي أمر النبي محمد بإقامتها في غزوة الخندق نُواة البيمارستانات في الإسلام،[38] كما تُورد المصادر أنها تُعد أول مستشفىً حربيٍ مُتنقل في التاريخ.[39][40] تُوصف رُفيدة أيضًا بأنها صاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ،[32] وصاحبة أول مستشفىً ميدانيٍ بُني في الإسلام.[32][41] يُعتبر الخليفة الوليد بن عبد الملك منشئ أول بيمارستانٍ كاملٍ في الإسلام، وذلك عندما أنشأ بيمارستان للمجذومين والعميان عام 88 هجريًا المُوافق 706 ميلاديًا.[39][40]
الإرث
أُطلق اسم رُفيدة الأسلمية على عددٍ من المدارس في فلسطينوالأردنومصروالكويتوالسعودية، وعددٍ من الشوارع في الأردن والسعودية.[42] كما أُطلق اسمها على كليةٍ في الأردن تحمل اسم «كلية رفيدة الأسلمية للتمريض والقبالة» في مدينة الرصيفة التابعة لمحافظة الزرقاء، وكانت قد تأسست في 7 فبراير 1991 بعد دمج عددٍ من الكليات، وفي عام 2012 أُدمجت مع معهد المهن الطبية المساندة في مدينة عمّان ليُصبح اسمها «كلية رفيدة الأسلمية للتمريض والقبالة والمهن الطبية المساندة»، حيثُ تتبع قسم التمريض والقبالة والمهن الطبية المساندة في وزارة الصحة الأردنية، وكان قد بلغ عدد طلاب هذه الكُلية حوالي 730 طالبًا وطالبة في عام 2013.[43] كما أُطلق اسمها على مبنى كلية التمريض والقبالة في جامعة الآغا خان في باكستان.[en 1]
قرر مجلس وزارة الصحة العرب التابع لجامعة الدول العربية في دورته التي عُقدت بالكويت عام 1978م منحَ جائزةٍ لأوائل خريجي معاهد ومدارس التمريض في الدول العربية، تُسمى «جائزة رفيدة الأسلمية»،(1) ولكن القرار لم يُنفذ.[44][45][46] كما تمنحُ المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر «وسام رفيدة الأسلمية»، والذي كان قد مُنح للمرة الأولى في السعودية عام 1995،[47] حيث تمنحه المُنظمة منذ ذلك الوقت عبر منافسةٍ بين الجمعيات الوطنية العربية.[48]
أعلن عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور هيثم بن أحمد زكائي عن «جائزة رفيدة الأسلمية» في 14 مايو 2011، وأنها سوف تُقدم لأفضل بحثٍ علميٍ في مجال التمريض لطالبات قسم التمريض في الكلية.[49] كما تمنح كلية الجراحين الملكية في إيرلندا بالتعاون مع جامعة البحرين «جائزة رُفيدة الأسلمية» لطالبٍ مميزٍ في كل عام، حيثُ يُحدد الفائز عبر فريقٍ من كبار الأطباء.[50][en 9] أما في الأردن فقد أطلق المجلس التمريضي الأردني في عام 2009 جائزة الأميرة منى الحسين للتميُّز في التمريض والقبالة للأردنيين أو غيرهم، وتشمل ثلاث مستوياتٍ «قلادة شرف، وقلادة رفيدة الأسلمية، وقلادة نسيبة المازنية»، حيث تُمنح للمتميزين في كافة المجالات التمريضية أو في دعم مهنة التمريض أو قاموا بمبادراتٍ تهدف إلى تطوير الرعاية أو إلى تمكين الممرضين والممرضات وفِرق الرعاية الصحية،[51] وفي عام 2015 أصبحت الجائزة على مستوى الأفراد والمؤسسات محليًا وإقليميًا.[52]
كتب الشاعر المصريأحمد محرم «ديوان مجد الإسلام»، حيثُ جاء بثلاثة آلاف بيتٍ شعري وصفَ فيه البُطولة الإسلامية عبر استعراض سيرة النبي محمد بتسلسلٍ زمني، وما تضمنته من غزواتٍ ومُعارك مُختلفة، وتضمن الديوان قصيدةً بعنوان «رُفَيدَة الأَسلَمِيَّة (رَضِيَ اللهُ عَنْهَا)» بحوالي 24 بيتًا، ومنها:[11][53]
رفيدةُ علِّمي الناس الحنانا
وزيدي قومك العالين شانا
خذي الجرحى إليك فأكرميهم
وطوفي حولهم آنًا فآنا
...
...
وأُلبسها رفيدة معجبات
ضوامن أن تُجلَّ وأن تُصانا
...
...
رُفيدة جاهدي ودعي الهوينى
فما شرف الحياة لمن توانى
...
...
رفيدة ذلك الإسلام حقًّا
تبارك من هداك ومن هدانا
تأسست في الرياض عام 2016 «جمعيةُ رُفيدة لصحة المرأة»، والتي تُعد أول منظمة غير ربحية على مستوى السعودية تتبنى نظرةً شاملةً ومتكاملةً لصحة المرأة، وتُوضح الجمعية في موقعها الرسمي «السيدة رفيدة الأسلمية هي نموذجا للمرأة المبادرة التي ساهمت مساهمة فعالة في خدمة مجتمعها حيث انشأت أول مستشفى ميداني بالإسلام تعالج فيه.... فنحن نسعى أن نكون المصدر الذي تلجأ اليه كل امرأة لتحصل على معلومات صحية موثوقة، وامتدادً لاسم رفيدة بقيمته التاريخية الجوهرية».[54] تُوجد أيضًا «جمعيةُ رُفيدة للمرأة الرائدة» في مدينة طانطانبجهة كلميم واد نون في جنوب المغرب، وهي تتبعُ شبكة منتدى الزهراء للمرأة المغربية.[55]
وصفتها الممرضة البريطانية بيثان سيفيتر في كتابها «The Student Nurse Handbook» الذي نشر عبر إلزيفير عام 2004، حيث قالت:(3)
«لتستلهم من بعض أبطال الممرضين الذين سبقوك، قد ترغب في البحث عن بعض الأسماء الشهيرة التالية: فلورنس نايتينجيل، ماري سيكول، إليزابيث نيكا أنيونو، إثيل جوردون فينويك، إديث لوسيا كافيل، رفيدة الأسلمية ونانسي روبر (كما في روبر لوجان وتيرني).»
رفيدة في الفقه الإسلامي
استدل الفقهاء المسلمون عددًا من الأحكام الفقهية من الأخبار المروية عن مداواة رفيدة للجرحى والمرضى وغيرها من نساء المسلمين، منها جواز تَطْبِيْب المرأة للرجل،[31] قال ابن حجر في فتح الباري: "فيه جواز معالجة المرأة الأجنبية الرجل الأجنبي للضرورة. قال ابن بطال: ويختص ذلك بذوات المحارم ثم بالمتجالات منهن؛(2) لأن موضع الجرح لا يلتذ بلمسه، بل يقشعر منه الجلد، فإن دعت الضرورة لغير المتجالات فليكن بغير مباشرة ولا مس".[56] كما استدل الفقهاء خاصة المُعاصرين بخيمة رفيدة الطبية بالمسجد النبوي كدليل على جواز تحويل المسجد إلى مستشفى في أوقات الضرورة. وفي أبريل2020 أفتى الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمينعلي محي الدين القره داغي بجواز تحويل أجزاء من المساجد إلى «مستشفيات مؤقتة» لعلاج المصابين بمرض فيروس كورونا 2019 (اختصارًا كوفيد-19)،[57] وأشار إلى أن «الصحابية رفيدة كان لها خيمة داخل المسجد لعلاج الجرحى».[58][59]
هوامش
«1»: لا يُوجد أي قرارٍ حول «جائزة رفيدة الأسلمية» ضمن قرارات دورة 1978، حيث حسب الموقع الرسمي لجامعة الدول العربية فإنَّ قرارات الدورة العادية الثالثة لمجلس وزراء الصحة العرب، والتي عقدت في الفترة من 20-24 فبراير 1978 بالكويت تتضمن (ق: رقم 87 - د.ع (3) - 1978) بعنوان «تشجيع دراسة الطب ومهنة التمريض»: «تكليف المكتب التنفيذي بتوزيع الميداليات المخصصة لأوائل خريجي معاهد ومدارس التمريض بالبلدان العربية (100 ميدالية ذهبية لخريجي معاهد ومدارس التمريض بمستوى الثانوية العامة فما فوق، 50 ميدالية فضية لخريجي معاهد التمريض دون الثانوية، وذلك بنسبة تلائم عدد معاهد التمريض بكل بلد عربي» فقط.[60]
«2»: المتجالّة: العجوز الفانية الّتي لا أرب للرّجال فيها.[61][62]
«To be inspired by some of the many nursing heroes who have preceded you, you might want to look up a few of the following famous names: Florence Nightingale, Mary Seacole, Elizabeth Nneka Anionwu, Ethel Gordon Fenwick, Edith Lousia Cavell, Rufaida Al Aslamiya and Nancy Roper (as in Roper Logan and Tierney).»
^Nightingale، Florence (1974) [1859]. "Introduction by Joan Quixley". Notes on Nursing: What it is and what it is not. Blackie & Son Ltd. ISBN:978-0-216-89974-2.