اضطهاد ديوكلتيانوس

اضطهاد ديوكلتيانوس
معلومات عامة
سُمِّي باسم
البلد
تاريخ البدء
24 فبراير 303 عدل القيمة على Wikidata
تاريخ الانتهاء
313 عدل القيمة على Wikidata
الفترة الزمنية
المشاركون
عدد الوفيات
3٬000[1] عدل القيمة على Wikidata
سبب مباشر لهذا الحدث
لوحة جان ليون جيروم صلاة الشهداء المسيحيين الأخيرة.

شكّل اضطهاد ديوكلتيانوس أو الاضطهاد الكبير آخر موجة اضطهاد للمسيحيين وأكثرها قسوة في الإمبراطورية الرومانية.[2] في عام 303، أصدر الأباطرة ديوكلتيانوس، ومكسيميانوس، وغاليريوس، وقسطنطيوس سلسلةً من المراسيم التي ألغت الحقوق الشرعية للمسيحيين وطالبت بأن يطيعوا الممارسات الدينية التقليدية. استهدفت مراسيم لاحقة رجالَ الدين وطالبت بالتضحية الجماعية، إذ أمرت جميع السكان بتقديم القرابين للآلهة. تنوعت درجات شدة الاضطهاد في أنحاء الإمبراطورية، فبلغت أدناها في بلاد الغال وبريطانيا، حيث لم يُطبَّق سوى المرسوم الأول، فيما بلغ الاضطهاد أشده في المقاطعات الشرقية. أُبطِلت القوانين الاضطهادية على أيدي أباطرة مختلفين (غاليريوس عن طريق مرسوم سيرديكا في عام 311) في أوقات مختلفة، إلا أن مرسوم ميلانو الذي أصدره كل من قسطنطين العظيم وليسينيوس في عام 313 هو الذي وضع حدًا للاضطهاد وفقًا للتراث.

كان المسيحيون قد تعرضوا للتمييز المحلي بشكل متقطع ضمن الإمبراطورية، بيد أن الأباطرة الذين سبقوا ديوكلتيانوس ترددوا في إصدار قوانين عامة ضد الطائفة. في خمسينيات القرن الثالث للميلاد، خلال عهد دقیانوس وفاليريان، أُجبِر الرعايا الرومان -بمن فيهم المسيحيون- على تقديم القرابين للآلهة الرومانية أو مواجهة السجن والإعدام، لكن ما من دليل يشير إلى أن القصد من هذه المراسيم كان التهجم على المسيحيين تحديدًا.[3] بعد ارتقاء غالينوس في عام 260، عُطلت هذه القوانين مؤقتًا. لم يُظهر تولي ديوكلتيانوس السلطة في عام 284 تغيرًا مباشرًا لتغافل الإمبراطورية عن المسيحيين، بيد أنه ترافق مع تغيير تدريجي في المواقف الرسمية تجاه الأقليات الدينية. في أول خمسة عشر عامًا من حكمه، طهّر ديوكلتيانوس الجيشَ من المسيحيين، وحكم على أتباع المانوية بالموت، وأحاط نفسه بالخصوم العلنيين للمسيحية. كان من شأن ميل ديوكلتيانوس إلى الحكم النشط، بالتضافر مع الصورة التي تخيلها عن نفسه باعتباره من سيستعيد المجد الروماني التليد، أن يُنذِرا باضطهاد نافذ لم يشهد التاريخ الروماني له نظيرًا. في شتاء عام 302، حث غاليريوس ديوكلتيانوس على البدء بحملة اضطهاد عامة للمسيحيين. غير أن ديوكلتيانوس كان يقظًا، وطلب التوجيه من وسيطة أبولو الروحية. أُخِذ رد الوسيطة باعتباره مصادقةً على موقف غاليريوس، فأُعلِن عن اضطهاد عامٍّ في 24 فبراير عام 303.

الشهيدة الشابة بريشة بول ديلاروش 1855. متحف هيرميتاج في سانت بطرسبرغ ، روسيا.

تفاوتت شدة السياسات الاضطهادية في أنحاء الإمبراطورية. في حين أظهر غاليريوس وديوكلتيانوس شرهًا للاضطهاد، لم يُبدِ قسطنطيوس حماسًا، ولم تُطبَّق المراسيم الاضطهادية اللاحقة، بما فيها تلك التي فرضت التقديم الجماعي للقرابين، في منطقة حكمه. أما ابنه، قسطنطين، عند توليه المنصب الإمبراطوري في عام 306، فقد أعاد الأهلية القانونية الكاملة للمسيحيين بالإضافة إلى الملكيات التي صودرت خلال الاضطهاد. في إيطاليا عام 306، اغتصب مكسنتيوس العرش من سيفيروس خليفة مكسيميانوس، واعدًا بتسامح ديني كامل. أنهى غاليريوس الاضطهاد في الشرق عام 311، غير أنه استُؤنف في مصر وفلسطين وآسيا الصغرى على يد خليفته ماكسيمينوس. وقّع كل من قسطنطين وليسينيوس، خليفة سيفيروس، في عام 313 على مرسوم ميلانو، الذي قدّم تقبلًا أوسع للمسيحية من ذاك الذي أتاحه مرسوم غاليريوس. حل ليسينيوس محل ماكسيمينوس في عام 313، واضعًا نهاية للاضطهاد في الشرق.

فشل الاضطهاد في ردع قيام الكنيسة. بحلول عام 324، كان قسطنطين الحاكم الأوحد للإمبراطورية جمعاء، وأصبحت المسيحية الديانة الأثيرة لديه. ومع أن الاضطهاد أفضى إلى موت الكثير من المسيحيين، أو تعذيبهم، أو سجنهم، أو تهجيرهم، فقد نجت أغلبية مسيحيي الإمبراطورية من العقاب. غير أن الاضطهاد أدى إلى انشقاق صف العديد من الكنائس بين من أطاعوا السلطة الإمبراطورية (الخونة أو المذعنين)، ومن ظلوا «أنقياء». استمرت بعض الانشقاقات، مثل الدوناتيين في شمال أفريقيا والميليتيونيين في مصر، إلى وقت طويل بعد الاضطهاد، إذ لم يُسَوَّ خلاف الدوناتيين مع الكنيسة حتى عام 411. يعتبر بعض المؤرخين أن المسيحيين، خلال القرون التي أعقبت عصر الاضطهاد، شكلوا «طائفة من الشهداء»، وضخموا وحشية الاضطهاد. تعرضت مثل هذه الروايات المسيحية للانتقادات في عصر التنوير وما تلاه، وكان أبرزها انتقاد إدوارد جيبون. سعى المؤرخون المعاصرون، مثل جي. إي. إم. دو سانت كروا، إلى البت في ما إذا كانت المصادر المسيحية قد بالغت في نقل الاضطهاد الديوكلتياني.

خلفية

الاضطهادات السابقة

منذ ظهورها وحتى تشريعها في حكم قسطنطين، كانت المسيحية ديانة غير شرعية في أعين الدولة الرومانية.[4] وطوال القرنين الأولين من وجودها، لم تلقَ المسيحية ومعتنقوها قبولًا شعبيًا يُعتد به.[5] كان المسيحيون دائمًا محط اشتباه، وأعضاء في «جمعية سرية» يتواصل أتباعها باستخدام شفرة خاصة،[6] ويتجنبون الاختلاط مع المحيط العام.[7] كان العداء الشعبي -غضب الجماهير- هو ما حرّض أول عمليات الاضطهاد، وليس الإجراءات الرسمية. في عام 112 تقريبًا، تلقى بلينيوس، وهو حاكم بيثينيا-بنطس، قوائم طويلة من الاتهامات الموجهة إلى المسيحيين من قبل مواطنين مجهولين نصحه الإمبراطور تراجان بتجاهلها.[8] في ليون عام 177، كان تدخل السلطات المدنية هو وحده ما ردع مجموعة من الغوغاء الوثنيين عن إخراج المسيحيين من منازلهم وضربهم حتى الموت.

بالنسبة إلى أتباع المذاهب التقليدية، كان المسيحيون مخلوقات غريبة شاذة: ليسوا من الرومان تمامًا، لكنهم ليسوا بربريين تمامًا في الوقت نفسه،[9] وقد شكلت ممارساتهم تهديدًا كبيرًا للعادات والتقاليد.[10] نبذ المسيحيون المهرجانات العامة، ورفضوا المشاركة في عبادة الأباطرة، وتجنبوا المناصب العامة، وانتقدوا التقاليد العتيقة على الملأ.[11] مزق اعتناق المسيحية لحمة الكثير من العائلات: روى القديس جاستن عن زوج وثني تبرأ من زوجته المسيحية، وتحدث ترتليان عن أولاد حُرموا من الميراث جزاء اعتناقهم المسيحية.[12] كانت الديانة الرومانية التقليدية متغلغلة في نسيج المجتمع والدولة الرومانيين على نحو كبير، غير أن المسيحيين أبوا أن يطيعوا شعائرها. وفقًا لكلام تاسيتس، أظهر المسيحيون (odium generis humani) «بغضًا للبشرية».[13] ساد اعتقاد بين الأشخاص الأكثر سذاجة أن المسيحيين كانوا يستخدمون السحر الأسود سعيًا منهم خلف أهداف ثورية،[14] بالإضافة إلى ممارستهم سفاح القربى (زنا المحارم) وأكل لحوم البشر.[15]

على الرغم من ذلك، طوال القرنين الأولين من العصر المسيحي، لم يصدر أي إمبراطور قوانين عامة ضد الديانة المسيحية أو كنيستها، وكانت أعمال الاضطهاد هذه تجري تحت سلطة مسؤولين حكوميين محليين.[16] في بيثينيا-بونتوس عام 111، جرى الاضطهاد تحت سلطة الحاكم الإمبراطوري بلينيوس؛[17] وفي سميرنا عام 156 وفي سيلي قرب قرطاج عام 180،[18]جرى تحت سلطة نائب القنصل؛ وفي ليون عام 177،جرى  تحت سلطة حاكم المقاطعة.[19] عندما أعدم الإمبراطور نيرون مسيحيين زاعمًا تورطهم في حريق عام 64، كان ذلك شأنًا محليًا بالكامل، ولم ينتشر خارج خدود مدينة روما.[20] كانت أعمال الاضطهاد المبكرة هذه عنيفة دون شك، بيد أنها كانت متقطعة وقصيرة ومحدودة الانتشار، وكان تهديدها للمسيحية بمجملها محدودًا.[21] غير أن تقلب الإجراءات الرسمية في حد ذاته جعل تهديد عنف الدولة يخيم على مخيلة المسيحيين.[22]

تغيّر نمط الإجراءات في القرن الثالث. أصبح الأباطرة أكثر نشاطًا وبدأ المسؤولون الحكوميون بمطاردة المسيحيين بشكل فعال عوضًا عن الاكتفاء بالاستجابة لإرادة الجماهير.[23] تغيرت المسيحية هي الأخرى، فلم يعد معتنقوها «ذوي مراتب دنيا يثيرون السخط» فقط، إذ أصبح بعض المسيحيون أغنياء أو من الطبقات العليا.[24] روى أوريجانوس، في نص كتبه في عام 248 تقريبًا، عن «الحشود التي تعتنق الدين، بمن فيهم رجال أغنياء وأشخاص في مناصب فخرية، وسيدات كريمات المحتد». ازداد حزم ردة الفعل الرسمية، ففي عام 202، وفقًا لما ورد في التاريخ الأوغسطي، وهي وثيقة تاريخية ذات موثوقية مشكوك فيها تعود إلى القرن الرابع، أصدر سيبتيموس سيفيروس (الذي حكم منذ عام 193 وحتى عام 211) قرارًا عامًا يحظر التحول إلى اليهودية والمسيحية. استهدف ماكسيمينوس ثراكس (الذي حكم منذ عام 235 وحتى عام 238) قادة مسيحيين.[25] أعلن ديكيوس (الذي حكم منذ عام 249 وحتى عام 251)، سعيًا منه إلى إظهار المساندة للديانة، عن وجوب تقديم القرابين للآلهة من قِبل جميع سكان الإمبراطورية، بالإضافة إلى تناولهم من لحوم الأضاحي والإقرار بهذه الممارسات.[26] أظهر المسيحيون عنادًا ورفضوا الإذعان. تعرض قادة كنسيون، مثل فابيان أسقف روما وبابولا أسقف أنطاكية، للاعتقال والمحاكمة والإعدام،[27] إلى جانب بعض أعضاء الرعايا المسيحيين، مثل بيونيوس من سميرنا. عُذب اللاهوتي المسيحي أوريجانوس خلال عمليات الاضطهاد ومات نتيجة جراحه بعد عام من ذلك.[28]

شكّل الاضطهاد الذي أشرف عليه ديكيوس ضربة قاصمة للكنيسة،[29] فقمات حركة ردة جماعية في قرطاج، وأقدم الأسقف يوكتيمون في سميرنا على تقديم القرابين وشجع الآخرين أن يحذوا حذوه.[30] ولأن الكنيسة كانت مدنية بالعموم، يُفترض أنه كان من السهل تحديد أفراد هيئة كهنوتها وعزلهم وتدميرهم، بيد أن ذلك لم يحدث. في يونيو عام 251، توفي ديكيوس في ساحة القتال، دون إتمام أعمال الاضطهاد التي بدأها.[31] لم تُستأنف هذه العمليات إلا بعد مرور ست سنوات، ما سمح للكنيسة باستعادة بعض وظائفها. وصل فاليريان، صديق ديكيوس، إلى عرش الإمبراطورية في عام 253. ومع أنه اعتُبر أول الأمر «ودودًا بصورة استثنائية» تجاه المسيحيين، سرعان ما أظهر العكس بتصرفاته. في يوليو عام 257، أصدر مرسومًا اضطهاديًا جديدًا، إذ واجه المسيحيون النفي أو الحكم بالعمل في المناجم عقابًا على اعتناقهم الديانة المسيحية.[32] وفي أغسطس عام 258، أصدر مرسومًا ثانيًا رفع فيه العقوبة إلى الحكم بالموت. توقف هذا الاضطهاد أيضًا في يونيو عام 260، حين تعرض فاليريان للأسر في أرض القتال.[33] أنهى ابنُه، غالينوس (الذي حكم منذ عام 260 وحتى عام 268)، الاضطهاد ممهدًا بذلك لنحو 40 عامًا سادت فيها الحرية من العقوبات الرسمية، وأطلق يوسابيوس على تلك الفترة اسم «فترة السلام الصغيرة للكنيسة». لم يُعكر ذلك السلام، باستثناء عمليات اضطهاد عرضية منعزلة، حتى ارتقاء ديوكلتيانوس لعرش الإمبراطورية.[34]

الاضطهاد

كان الإمبراطور ديوكلتيانوس، المعروف في 20 نوفمبر 284، محافظًا دينيًا ومخلصًا للطائفة الرومانية التقليدية. على عكس أوريليان (الذي حكم بين عامي 270 و275)، لم يدعم ديوكلتيانوس أي طائفة دينية جديدة خاصة به. كان يفضل الآلهة الأكبر سنًا، الآلهة الأولمبية. مع ذلك، أراد ديوكلتيانوس أن يلهم إحياءً دينيًا عامًا. وفقًا لمديح ماكسيميان: «لقد منحت الآلهة مذابح وتماثيل ومعابد وقرابين، التي كرستها باسمك وصورتك الخاصة، والتي زادت قدسيتها بالمثال الذي وضعته، لتبجيل الآلهة. بالتأكيد، سيفهم الرجال الآن ماهية القوة الكامنة في الآلهة، عندما تعبدهم بشدة». ربط ديوكلتيانوس نفسه برئيس البانثيون الروماني جوبيتر. وربط شريكه في الإمبراطورية، ماكسيميان، نفسه بهرقل. ساعد هذا الارتباط بين الآلهة والإمبراطور في إضفاء الشرعية على مزاعم الأباطرة بالسلطة وتقريب الحكومة الإمبراطورية من العبادة التقليدية.[35]

لم يصر ديوكلتيانوس على العبادة الحصرية لجوبيتر وهرقل، الذي هو أمر كان سيشكل تغييرًا جذريًا في التقليد الوثني. مثلًا، حاول إيل جبل رعاية إله خاص به دون غيره، وفشل بشكل كبير. بنى ديوكلتيانوس معابد لإيزيس وسارابيس في روما ومعبد لسول في إيطاليا. مع ذلك، فقد فضل الآلهة التي وفرت سلامة الإمبراطورية بأكملها، بدلًا من الآلهة المحلية في المقاطعات. في إفريقيا، ركز إحياء ديوكلتيانوس على جوبيتر وهرقل وميركوري وأبولو والطائفة الدينية الإمبراطورية. أهملت طائفة ساتورن، بعل هامون الروماني. في الأيقونات الإمبراطورية أيضًا، كان جوبيتر وهرقل مشهوران. أثر نمط التحيز هذا على مصر أيضًا. لم تشهد الآلهة المصرية الأصلية أي إحياء، ولم تُستخدم الكتابة الهيروغليفية المقدسة. كانت وحدة العبادة أساسية في سياسات ديوكلتيانوس الدينية.[36]

وصف ديوكلتيانوس نفسه، مثل أوغسطس وتراجان من قبله، بالـ «المعيد». حث العامة على اعتبار حكمه ونظامه، النظام الرباعي (الحكم من قِبل أربعة أباطرة)، تجديدًا للقيم الرومانية التقليدية، بعد أزمة القرن الثالث، وعودة إلى «العصر الذهبي لروما». على هذا النحو، عزز التفضيل الروماني للعادات القديمة والمعارضة الإمبراطورية للمجتمعات المستقلة. مع ذلك، فإن الموقف الناشط لنظام ديوكلتيانوس، وإيمان ديوكلتيانوس بقدرة الحكومة المركزية على إحداث تغيير كبير في الأخلاق والمجتمع جعله حاكمًا غير عادي. مال معظم الأباطرة الأوائل إلى توخي الحذر الشديد في سياساتهم الإدارية، مفضلين العمل ضمن الهياكل القائمة بدلًا من استبدالها. على عكس ذلك، كان ديوكلتيانوس على استعداد لإصلاح كل جانب من جوانب الحياة العامة لتحقيق أهدافه. تحت حكمه، أعيد تجديد العملات والضرائب وفن العمارة والقانون والتاريخ بشكل جذري ليعكس أيديولوجيته الاستبدادية والتقليدية. كان إصلاح «النسيج الأخلاقي» للإمبراطورية - والقضاء على الأقليات الدينية - مجرد أحد خطوات تلك العملية.[37]

أصبح الموقف الفريد للمسيحيين واليهود في الإمبراطورية واضحًا بشكل متزايد. حصل اليهود على تسامح الإمبراطور بسبب العصور القديمة العظيمة لإيمانهم. تم استثناؤهم من اضطهاد ديسيوس واستمروا بالتمتع بالحرية من الاضطهاد في ظل الحكومة الرباعية. نظرًا لأن إيمانهم كان جديدًا وغير مألوف ولم يرتبط عادةً باليهودية بحلول ذلك الوقت، لم يتمتع المسيحيون بنفس الحرية. بالإضافة إلى ذلك، كان المسيحيون يبعدون أنفسهم عن تراثهم اليهودي طوال تاريخهم.[38]

لم يكن الاضطهاد هو الخيار الوحيد للسياسة الأخلاقية للنظام الرباعي. في عام 295، أصدر ديوكلتيانوس أو قيصره (الإمبراطور المرؤوس)، غاليريوس، مرسومًا من دمشق يحظر زواج الأقارب ويؤكد سيادة القانون الروماني على القانون المحلي. تصر مقدمة المرسوم على أن من واجب كل إمبراطور تطبيق التعاليم المقدسة للقانون الروماني، لأن «الآلهة الخالدة ستؤيد الاسم الروماني وستكون مسالمةً معه. إذا رأينا أن كل الخاضعين لحكمنا يعيشون حياةً تقية دينية ومسالمة وعفيفة من جميع النواحي». [39]

المراجع

  1. ^ "Ökumenisches Heiligenlexikon".
  2. ^ Gaddis, 29.
  3. ^ Philip F. Esler، المحرر (2000). The Early Christian World, Vol.2. روتليدج (دار نشر). ص. 827–829. ISBN:978-0-415-16497-9.
  4. ^ Frend, "Genesis and Legacy", 503.
  5. ^ Frend, "Genesis and Legacy", 511; de Ste-Croix, "Persecuted?", 15–16.
  6. ^ Dodds, 111.
  7. ^ MacMullen, 35.
  8. ^ Dodds, 110.
  9. ^ Schott, Making of Religion, 2, citing Eusebius, Praeparatio Evangelica 1.2.1.
  10. ^ Schott, Making of Religion, 1.
  11. ^ Dodds, 115–16, citing Justin, Apologia 2.2; Tertullian, Apologia 3.
  12. ^ Castelli, 38; Gaddis, 30–31.
  13. ^ Tacitus, Annales 15.44.6, cited in Frend, "Genesis and Legacy", 504; Dodds, 110. نسخة محفوظة 7 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ Frend, "Genesis and Legacy", 504, citing Suetonius, Nero 16.2.
  15. ^ Dodds, 111–12, 112 n.1; de Ste-Croix, "Persecuted?", 20.
  16. ^ Clarke, 616; Frend, "Genesis and Legacy", 510. See also: Barnes, "Legislation"; de Sainte-Croix, "Persecuted?"; Musurillo, lviii–lxii; and Sherwin-White, "Early Persecutions."
  17. ^ Drake, Bishops, 87–93; Edwards, 579; Frend, "Genesis and Legacy", 506–8, citing Pliny, Epistaules 10.96.
  18. ^ Martyrium Polycarpi (= Musurillo, 2–21) and Eusebius, Historia Ecclesiastica 4.15; Frend, 509 (Smyrna); Martyrium Scillitanarum acta (= Musurillo, 86–89), cited in Frend, 510 (Scilli).
  19. ^ Eusebius, Historia Ecclesiastica 5.1 (= Musurillo, 62–85); Edwards, 587; Frend, 508.
  20. ^ Clarke, 616; Frend, "Genesis and Legacy", 510; de Ste-Croix, "Persecuted?", 7.
  21. ^ G. W. Clarke, "The origins and spread of Christianity," in Cambridge Ancient History, vol. 10, The Augustan Empire, ed. Alan K. Bowman, Edward Champlin, and Andrew Linott (Cambridge: Cambridge University Press, 1996), 869–70.
  22. ^ Castelli, 38.
  23. ^ Drake, Bishops, 113–14; Frend, "Genesis and Legacy", 511.
  24. ^ Origen, Contra Celsum 3.9, qtd. and tr. in Frend, "Genesis and Legacy", 512.
  25. ^ Scriptores Historiae Augustae, Septimius Severus, 17.1; Frend, "Genesis and Legacy", 511. Timothy Barnes, at Tertullian: A Historical and Literary Study (Oxford: Clarendon Press, 1971), 151, calls this supposed rescript an "invention" of the author, reflecting his own religious prejudices instead of imperial policy under the Severans.
  26. ^ Clarke, 625–27; Frend, "Genesis and Legacy", 513; Rives, 135.
  27. ^ Eusebius, Historia Ecclesiastica 6.39.4; Clarke, 632, 634; Frend, "Genesis and Legacy", 514.
  28. ^ Joseph Wilson Trigg, Origen (New York: Routledge, 1998), 61.
  29. ^ Clarke, 635; Frend, "Genesis and Legacy", 514.
  30. ^ Frend, "Genesis and Legacy", 514, citing Cyprian, De lapsis 8.
  31. ^ Frend, "Genesis and Legacy", 514.
  32. ^ Eusebius, Historia Ecclesiastica 7.10.3, qtd. and tr. in Frend, "Genesis and Legacy", 515.
  33. ^ Frend, "Genesis and Legacy", 516.
  34. ^ Frend, "Genesis and Legacy", 517.
  35. ^ Curran, 47; Williams, 58–59.
  36. ^ Frend, "Prelude", 4.
  37. ^ Potter, 333.
  38. ^ Mosiacarum et Romanarum Legum Collatio 6.4, qtd. and tr. in Clarke, 649; Barnes, Constantine and Eusebius, 19–20.
  39. ^ Lane Fox, 430.

Read other articles:

Mahakasih Yang IlahiGenreKidungDitulis1747TeksCharles WesleyBerdasarkan1 Yohanes 4:16Meter8.7.8.7 DMelodiBeecher karya John Zundel, Hyfrydol, Blaenwern karya William Penfro Rowlands Mahakasih Yang Ilahi atau Love Divine, All Loves Excelling adalah sebuah kidung Kristen karya Charles Wesley.[1] Secara garis besar, kidung tersebut ditemukan dalam nyaris seluruh kumpulan kidung umum pada masa lampau, tak hanya kitab-kitab kidung Methodis dan Anglikan dan kumpulan-kumpulan kidung komersia...

 

254-й гвардейский мотострелковый полк имени Александра Матросова Годы существования 1943—19942004—20092020 — н. в. Страна  СССР →  Россия Подчинение Западный военный округ Входит в 56-я гвардейская стрелковая дивизия (1943—1946)65-я гвардейская стрелковая дивизия (1946—1947)36-я гва

 

此条目也许具备关注度,但需要可靠的来源来加以彰显。(2019年12月31日)请协助補充可靠来源以改善这篇条目。 此條目需要編修,以確保文法、用詞、语气、格式、標點等使用恰当。 (2019年12月31日)請按照校對指引,幫助编辑這個條目。(幫助、討論) 東華三院李東海小學教師校內自殺事件發生於2019年3月6日,於天水圍東華三院李東海小學任教的女教師林麗棠疑因工作壓力

هذه المقالة يتيمة إذ تصل إليها مقالات أخرى قليلة جدًا. فضلًا، ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالات متعلقة بها. (نوفمبر 2019) ديف ستابلتون   معلومات شخصية الميلاد 16 أكتوبر 1961 (62 سنة)  ميامي  مواطنة الولايات المتحدة  الحياة العملية المدرسة الأم جامعة جراند كانيون  المهنة...

 

1988 sculpture of Alan Turing by Wayne Chabre, installed in the University of Oregon campus. Alan TuringThe sculpture (left) and John von Neumann (1987), attached to Deschutes Hall in 2011ArtistWayne ChabreYear1988 (1988)TypeSculptureMediumHammered copper sheetSubjectAlan TuringDimensions0.91 m × 0.46 m × 0.46 m (3 ft × 1.5 ft × 1.5 ft)ConditionUndetermined (1993)LocationEugene, Oregon, United StatesCoordinates44°...

 

2015 horror novel by Sarah Pinborough The Death House First edition (UK)AuthorSarah PinboroughGenreHorror/Dystopian RomancePublished2015PublisherGollancz (UK), Titan Books (US)Media typePrint, e-bookPages288ISBN1473202329Preceded byMurder  The Death House is a horror novel by English author Sarah Pinborough.[1] It was first published in the United Kingdom on 26 February 2015 through Gollancz and was published in the United States through Titan Books later that same year...

This article is about a German town. For the Danish town, see Frederikshavn. For the Finnish town, see Fredrikshamn. For the airplane manufacturer, see Flugzeugbau Friedrichshafen. This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Friedrichshafen – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (July 2020) (Learn...

 

Sodom in 2007 Sodom is een Duitse thrashmetalband, opgericht in 1981. De oorspronkelijke bezetting bestond uit Tom Angelripper (bas en zang), Chris Witchhunter (drums) en Aggressor (gitaar). De muziek van Sodom was geïnspireerd op bands als Motörhead en Venom. Na verschillende wisselingen in de bezetting bracht Sodom in 1987 het album Persecution Mania uit, wat zorgde voor de definitieve doorbraak van de band. Na het livealbum Mortal Way of Live, zorgde het volgende studioalbum Agent Orange...

 

1972 studio album by Ry CooderBoomer's StoryStudio album by Ry CooderReleasedNovember 1972StudioAmigo Studios, North Hollywood; Ardent Studios, Memphis; Muscle Shoals Sound Studios, Muscle Shoals; Quadrafonic Sound Studios, NashvilleGenreRoots rock, blues, folk, AmericanaLength39:07LabelRepriseProducerJim Dickinson, Lenny WaronkerRy Cooder chronology Into the Purple Valley(1972) Boomer's Story(1972) Paradise and Lunch(1974) Professional ratingsReview scoresSourceRatingAllmusic linkChr...

艦歴 発注: 起工: 1944年6月27日[1] 進水: 1944年10月1日[1] 就役: 1944年12月29日[1]1953年2月27日[1] 退役: 1952年4月[1]1973年3月23日[1] 除籍: 1973年3月23日[1] その後: 1974年3月21日にスクラップとして売却[1] 性能諸元 排水量: 建造時1,570 トン(水上)[2]2,414トン(水中)[2]GUPPY II改装後1,870 トン(水上)[3]2,440トン(水中) ...

 

Комуто́вана лі́нія зв'язку́ (англ. Dial-up link) — лінія зв'язку, встановлювана лише на час з'єднання пристрою-передавача і пристрою-приймача. Для зв'язку з інтернетом, як правило, у даних лініях використовується модем і телефонна лінія. У комп'ютерних мережах використовують...

 

Bengali revolutionary (1912–1934) Charu Chandra BoseBorn(1890-02-26)26 February 1890Shobhana village, Khulna, British IndiaDiedMarch 19, 1909(1909-03-19) (aged 19)Alipore Jail, Calcutta, Bengal Presidency, British India(now in India)Cause of deathExecution by hangingOccupationRevolutionaryOrganizationAnushilan SamitiMovementIndian Freedom Movement Charu Chandra Bose (misspelled in WB Correctional services record as Charu Charan Bose; 26 February 1890 – 19 March 1909) was an Indi...

American serial killer (1946–2023) Waldo GrantGrant in 1977Born(1946-11-03)November 3, 1946Bulloch County, Georgia, U.SDiedJune 6, 2023(2023-06-06) (aged 76)Albany Medical Center, Albany, New York, U.S.Conviction(s)Murder (4 counts)Criminal penalty4x Life imprisonmentDetailsVictims4+Span of crimes1973–1976CountryUnited StatesState(s)New YorkDate apprehendedJanuary 10, 1977 Waldo Grant (November 3, 1946 – June 6, 2023) was an American serial killer who murdered four young men i...

 

German free-to-air TV channel This article has multiple issues. Please help improve it or discuss these issues on the talk page. (Learn how and when to remove these template messages) You can help expand this article with text translated from the corresponding article in German. (May 2018) Click [show] for important translation instructions. View a machine-translated version of the German article. Machine translation, like DeepL or Google Translate, is a useful starting point for transla...

 

Seminary Vaskenian Theological AcademyVaskenian Theological AcademyReligionAffiliationArmenian Apostolic ChurchStatusActiveLocationLocationSevan peninsula, Lake Sevan, ArmeniaGeographic coordinates40°33′54″N 45°00′39″E / 40.565130°N 45.010761°E / 40.565130; 45.010761ArchitectureStyleArmenianCompleted1990 Vaskenian Theological Academy (also Vazgenian, Vazgenyan, Vazgenian Seminary), is a seminary of the Armenian Apostolic Church on the Sevan peninsula on the...

This article relies largely or entirely on a single source. Relevant discussion may be found on the talk page. Please help improve this article by introducing citations to additional sources.Find sources: Eastern Orthodoxy in Ghana – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (August 2021) Part of a series on theEastern Orthodox ChurchMosaic of Christ Pantocrator, Hagia Sophia Overview Structure Theology (History of theology) Liturgy Church histo...

 

UK listings magazine for Bristol and Bath (1982–2013) VenueVenue magazine dated 20–29 April 2007TypeFormer fortnightly/weekly/monthly print magazineFormatA4Owner(s)Northcliffe Newspapers GroupPublisherBristol United Press (BUP)Editor-in-chiefDavid Higgitt (until May 2012)EditorTom WainwrightFounded1982LanguageEnglishCeased publication2012 (continued in online form) Venue was the listings magazine for the Bristol and Bath areas of the UK. It was founded in 1982 by journalists who had been ...

 

Campionati italiani di ciclismo su strada 2009 Competizione Campionati italiani di ciclismo su pista Sport Ciclismo su strada Edizione 109ª Organizzatore FCI Date 20-28 giugno Luogo Imola Sito web settimanatricolore2009.it Statistiche Gare 12 Cronologia della competizione Lombardia 2008 Prov. di Treviso 2010 Manuale I Campionati italiani di ciclismo su strada 2009 (Settimana Tricolore 2009) si svolsero in Romagna, ad Imola, dal 20 al 28 giugno 2009. Le gare che assegnarono i titoli italiani ...

This article may have been created or edited in return for undisclosed payments, a violation of Wikipedia's terms of use. It may require cleanup to comply with Wikipedia's content policies, particularly neutral point of view. (April 2021) Whip Media GroupIndustryEntertainment, technologyFounded2019FounderRichard RosenblattHeadquartersSanta Monica, CaliforniaArea servedUnited StatesWebsitewww.whipmedia.com Whip Media Group is a private American company selling enterprise software for content d...

 

Questa voce o sezione sull'argomento Spagna non cita le fonti necessarie o quelle presenti sono insufficienti. Puoi migliorare questa voce aggiungendo citazioni da fonti attendibili secondo le linee guida sull'uso delle fonti. Provincia di Avilaprovincia(ES) Provincia de Ávila LocalizzazioneStato Spagna Comunità autonoma Castiglia e León AmministrazioneCapoluogoAvila TerritorioCoordinatedel capoluogo40°36′57.93″N 4°55′44.51″W / 40.616092°N 4.929031...

 

Strategi Solo vs Squad di Free Fire: Cara Menang Mudah!