العاصمة المؤقتة هي مدينة أو بلدة تختارها الحكومة المركزية قاعدةً مؤقتةً للعمليات بسبب بعض الصعوبات في الاحتفاظ بمنطقة حضرية مختلفة أو السيطرة عليها. إن الظروف الأكثر شيوعًا التي تؤدي إلى اعتماد العاصمة المؤقتة هي إما الحرب الأهلية داخل البلاد، حيث يجري التنافس على السيطرة على العاصمة، أو في أثناء الغزو أو الاحتلال، حيث يتم الاستيلاء على العاصمة أو تهديدها.
في أثناء حكم الراج البريطاني في الهند، انتقلت بعض أجزاء الإدارة مؤقتًا كل صيف إلى شيملا، حيث يكون الطقس أبرد.
كان لحكومة جمهورية الفلبين الأولى برئاسة إميليو أغينالدو أربع عواصم مؤقتة مختلفة للبلاد في أثناء الثورة الفلبينية ضد الاستعمار الإسباني والاحتلال الأمريكي اللاحق للبلاد: مالولوس، وباكولور، وكاباناتوان، وبالانان.
بعد هدنة 11 نوفمبر عام 1918 التي أنهت القتال في الحرب العالمية الأولى، اعتُبرت برلين العاصمة خطرة للغاية على الجمعية الوطنية لاتخاذها مكانًا للاجتماع، بسبب أعمال الشغب التي نشبت في الشوارع بعد الثورة الألمانية. لذلك، اختيرت فايمار الهادئة ذات الموقع المركزي عاصمةً مؤقتة.
خلال الحرب الأهلية الإسبانية، كان للقوميين في البداية عاصمة مؤقتة في برغش؛ فور بدء القوميون بمحاصرة مدينة مدريد التي تُعد العاصمة الرئيسية لإسبانيا، حافظ الجمهوريون على عواصم مؤقتة أولًا في بلنسية، ثم في برشلونة، وأخيرًا عادوا إلى بلنسية حين سقطت برشلونة بعد تقدم الثوار القوميين.
في ذروة الحرب الأهلية الصينية في عام 1949، أجْلت جمهورية الصين الشعبية حكومتَها المركزية والجيش والعديد من المواطنين المخلصين –الذين بلغ عددهم 1.2 إلى مليوني فرد تقريبًا– إلى مدينة تايبيه، الواقعة في إقليم جزيرة تايوان المتنازع عليه. كانت تايوان تحت سيطرة جمهورية الصين منذ استسلام اليابان في نهاية الحرب الصينية اليابانية الثانية في عام 1945. وإلى يومنا هذا، بقي الوضع الرسمي لتايبيه «عاصمة مؤقتة»، في حين أن نانجينغ لا تزال العاصمة «الشرعية» لجمهورية الصين.
اعتبرت ألمانيا بعد عام 1945 مدينة برلين العاصمة الألمانية الأساسية. ولكن بسبب بداية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، قُسّمت برلين نفسها وعلى بعد 161 كيلومترًا (100 ميل) خارج الحدود الألمانية الداخلية داخل المنطقة التي يسيطر عليها الاتحاد السوفييتي، والتي أصبحت جمهورية ألمانيا الديمقراطية بعد ذلك بفترة وجيزة. ونتيجة لذلك، تأسّست بون عاصمةً مؤقتةً لجمهورية ألمانيا الاتحادية حتى إعادة توحيد البلاد بعد سقوط جدار برلين في عام 1990. انتقلت حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية ومعظم مكاتبها منذ ذلك الحين إلى برلين، ولكن جزءًا كبيرًا من مكاتبها بقي في بون. (لا يذكر الدستور الألماني العاصمة إلا منذ عام 2008.)
خلال الحرب الكورية، نقلت حكومة كوريا الجنوبية عاصمتها مؤقتًا إلى مدينة بوسان قبل تقدم الجيش الشعبي الكوري الذي هجم على سول واحتلها. أعادت كوريا الجنوبية تأسيس سيئول عاصمةً دائمةً لكوريا الجنوبية بعد الهدنة الحربية الكورية.
عقدت الحكومة الانتقالية الاتحادية الصومالية اجتماعاتها في عدة مواقع مختلفة داخل أراضيها بدلًا من العاصمة مقديشو، بينما اعتُبرت الأخيرة خطيرة للغاية لعقد الاجتماعات.