تدير هذه الأبرشية كذلك 7 مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية وهي: مدرسة الساليزيانيّينبتونس (ثانوية)[7]، مدرسة الساليزيانيّينبمنوبة (ابتدائية)[8] ويدير كلّا منهما خمسة رهبان ساليزيانيين اثنان بتونس وثلاثة بمنوبة[7]، مدرسة الراهبات بالحلفاوين (ابتدائية وإعدادية)[9]، مدرسة الراهبات بسوسة (ابتدائية)[10]، مدرسة جان داركبحي البلفيدير (ابتدائية)[11][12]، وتدير ثلاثتها راهبات القلب الأقدس المصريّات[9][10]، مدرسة الراهبات بنزرت (ابتدائية) وتديرها راهبات الكلمة المتجسّد[13][14]، بالإضافة إلى مدرسة أخرى وروضتين لتحتضن الكنيسة بذلك حوالي 6.000 تلميذ تونسي،[15] وتعامل وزارة التربية هذه المدارس مثل بقية المدارس الخاصة.
تغطي الأبرشية مساحة 000 164 كم مربع، وتجمع 30.700 كاثوليكي (0.3% من الشعب التونسي). الجماعة المسيحية كانت أكبر بكثير سنة 1949 حيث قدرت بـ 280,000 فرد بنسبة 8,7% وبلغت أعلى نسبة للكاثوليك بتونس 9% وذلك سنة 1911.
أغلبية المؤمنين هم من المغتربين والدبلوماسيين وأكثرهم أوروبيين وأفارقة. يوجد العديد من الأفارقة من جنوب الصحراء، جزء كبير منهم هم طلبة، وكذلك موظفي البنك الإفريقي للتنمية، وأخيرا عدة من التونسيين والسياح الذي يقدمون إلى تونس.
سنة 698 تمكن القائد الأموي حسان بن النعمان من دخول مدينة قرطاج بعد حصارها حيث قام بهدم أسوارها وحرقها وتخريب منائها واستعملت سواريها ورخامها الرفيع بعد ذلك في توسيع مدينة تونس (TUNES)، ولم يبق من مدينة قرطاج إلا قرية صغيرة في مركزها تعرف في المصادر العربية باسم «المعلقة» أو «قرطاجنة المعلقة»[19]، يسكنها قلة من سكانها الأصليين يلتفون حول رئيس أساقفتها حيث مات العديد وفر العديد إلى الدول الأوروبية إثر دخول العرب إليها، وكان في مدينة تونس أسقفية وفي مركز المدينة كانت توجد بازيليكا القديسة أوليفيا حيث قام حسان بن النعمان باتخاذ مسجد جوارها الذي ما لبث أن وُسّع على حسابها ليأخذ إسمها مترجما إلى العربية: «جامع الزيتونة» وذلك زمن ولاية عبيد الله بن الحبحاب، ولم تنقرض المسيحية من البلاد مباشرة حيث كان الديانة الأولى.[20] وقد ورد في رسالة للبابا غريوغوري الثاني (715-731) إلى القديس بونيفاس أسقف ماينتس تحذير للأسقف المذكور من الأساقفة الإفريقيين المنفيين بسبب الهرطقة الدوناتية خوفًا من أن ينشروها.[21]
جامع الأبواب الثلاثة الذي كان كنيسة حسب التقليد الشفوي، تم بناؤه في القرن التاسع الميلادي.
زمن الأغالبة
تذكرالمصادر غير العربية أن البابا لاون الرابع (847-855) في رسالته إلى أساقفة إنجلترا ذكر أن تقاليد الصوم لدى القرطاجيين والإفريقيين مطابقة لتقاليد كنيسة روما، كما أشار من بعده البابا فورموسوس (891-855) في رسالته إلى فولكوس أسقف رانس إلى حضور مندوبين من إفريقية في روما الذين جاءوا للمطالبة بالتحكيم في شأن المشاحنات اللاهوتية بين الأساقفة المحليين.[21]
مع حلول القرن العاشر أي مع تأسيس الخلافة الفاطمية لم يبق من عشرات الأسقفيات في شمال إفريقيا سوى بضعة أسقفيات موزعة على كامل مجال إفريقية، ويرجّح العديد من الباحثين أن ذلك كان بسبب ثورة صاحب الحمار العنيفة، وهي: أسقفية بتونس (TUNES)،وبـطرابلس (TRIPOLITANA) وبنفزاوة (TURRIS TAMALLENI) – ما يعرف اليوم بـولاية قبلي – وكانت تتبعها كنائس منطقة قسطيلية -ما يعرف اليوم بمنطقة الجريد – وبقفصة (CAPSA) وبـالكاف (SICCA VENERIA) وبالمهدية (GUMMI) وبالقيروانوبمجانة (VARDIMISSA)، ويذكر ابن الصغير أن الرستميين قرّبوا مسيحيي مجانة إلى عاصمتهم تاهرت حيث ازدهرت كنيستهم هناك إلى سقوط الدولة الرستمية حيث قاموا بالهجرة مع من بقي من أمرائها إلى مدينة ورقلة واستقروا هناك طيلة القرن العاشر ولما أسس الحمادييون دولتهم واتخذوا القلعة عاصمة لهم وذلك سنة 1007 انتقلت هذه الجماعة المسيحية للعيش هناك طيلة ما يزيد عن نصف قرن ليهاجروا بعد ذلك إلى مدينة بجاية، ويرأس هذه الأسقفيات رئيس أساقفة قرطاج. واثر ثورة صاحب الحمار التي اضطهدت مسيحيي البلاد كثيرا زمن القائم بأمر الله الفاطمي أرسل الإمبراطور البيزنطي رومانوس الأول سفارة إلى المهدية أثناء الثورة يستفسر من خلالها عن الأحداث التي تمر بها البلاد ما يفسر قلقه عن الأقليات المسيحية المضطهدة.
زمن الزيريين
زمن حبرية البابا بندكتوس السابع قام هذا الأخير بإرسال يعقوب أحد الكهنة الإفريقيين ليتم تكوينه في دير القديس بونيفاس ليصير فيما بعد أسقفا.[21] وقد تقلص عدد الأسقفيات المذكورة ابتداء من القرن الحادي عشر باندثار أسقفية طرابلس مع بداية القرن المذكور على أقصى تقدير تلتها القيروانوالكاف في منتصف القرن نفسه حيث يشير علماء الآثار إلى أن بازيليكا القديس بطرسبالكاف أصبحت آثارا حوالي منتصف القرن الحادي عشر.
أما كنيسة القيروان فقد اندثرت بلاد شك مع مجيء الهلاليين إليها في منتصف نفس القرن، وقد أرسل البابا لاون التاسع سنة 1053 رسالتين إلى كنيسة إفريقية لفض النزاع الحاصل بين أسقف قرطاج وأسقف المهدية (GUMMI) عن قيادة الكنيسة وعمّن يحمل منهما لقب رئيس الأساقفة ومن منهما يلبس الباليوم حيث وضّح البابا أن رئيس أساقفة شمال إفريقيا هو أسقف قرطاج وأن الأسقف الأول في كنيسة الغرب بعد أسقف روما هو أسقف قرطاج وأن لقب رئيس الأساقفة ولبس الباليوم هما من حق أسقف قرطاج وكتب هذا في رسالتين الأولى إلى توماس رئيس أساقفة قرطاج والثانية إلى الأسقفين بطرس ويوحنا اللذين وقفا إلى صف أسقف قرطاج في شرعيته كما تحسّر البابا المذكور من خلال الرسالتين عن وضع الكنيسة المتردي حيث لم يبق من 205 أسقف قبل مجيء العرب سوى 5 أساقفة زمن كتابة الرسالتين وبين هؤلاء الخمسة غيرة وخلاف، والراجح أن الأسقفيات الخمسة هي أسقفية قرطاج، أسقفية المهدية، أسقفية نفزاوة، أسقفية الكاف قبل اندثارها وأسقفية القلعة. وفي سنة 1076 عبر البابا غريغوري السابع عن تأسفه لعدم وجود الأساقفة الثلاثة اللازمين لرسامة أسقف جديد في بجاية وذلك بطلب من السلطان الناصر إذ لم يبق سوى أسقف واحد مع أسقف قرطاج الراجح أنه أسقف نفزاوة أدى هذا الإشكال إلى إرسال الكاهن سرفندوس إلى بابا روما لتتم رسامته من هناك أسقفا لبجاية ليكتمل بذلك نصاب الأساقفة بإفريقية: ثلاثة أساقفة. في زمن الزيريين أيضا برز قسطنطين الإفريقي الكاتب والمترجم والطبيب والراهب الذي تحول للمسيحية سرا وهاجر من قرطاج إلى روما وترهب في دير مونتي كاسينوالبندكتي حيث أكمل بقية حياته.
زمن الحفصيين
زمن الحفصيين لم يعد هنالك ذكر لأسقفية بجاية بخلاف كنيسة قلعة بني حماد سنة 1114[21] التي كانت كنيسة ناشطة حيث ذكر الشماس بطرس البندكتي في «تاريخ مونتي كاسينو» أن أشياء خارقة للطبيعة حدثت في كنيسة القديسة مريم بقلعة بني حماد. وقد ذكر الإدريسي في الثلث الأول من القرن الثاني عشر أنه لما زار قفصةوقابس وجد أناسا لازالت تتحدث بـ«اللسان اللاتيني الإفريقي» وهم مسيحيو البلاد في تلك الفترة بلا شك إذ هم الوحيدون اللذين حافظوا على لغتهم الأم[24]، أما أسقفيى ة قرطاج فقد ذكرت آخر مرة سنة 1192 في كتاب (Liber censuum Romanae Ecclesiae) والذي ألّفه شنشيو سافيلّي الذي أصبح لاحقا البابا هونوريوس الثالث.[21] وفي سنة 1220 زار رهبان فرنسيسكان مدينة قفصة التي وجدوا فيها مسيحيين ناطقيين باللاتينية وقطعًا كانوا على اتصال بعد ذلك بأسقفية المغرب التي تأسست سنة 1225[21][24]، وبدون شك فإن أسقفية قرطاج اندثرت مع نهاية القرن الثاني عشر أو في بداية القرن الثالث عشر.[21] وأخيرا أسقفية نفزاوة وهي الوحيدة التي صمدت إلى بداية القرن الخامس عشر حيث كان آخر ذكر لها سنة 1406 من قبل ابن خلدون في كتابه العبر[25] ولا شك أنها كانت على اتصال بأسقفية المغرب التي انتهت سنة 1421، لتندثر المسيحية المحلية بعد ذلك للأسباب التالية:
1-عدم استقلالها عن روما ككنائس الشرق الأوسط ما يجعل الكنيسة الإفريقية في ضغط اجتماعي خاصة زمن الحروب الصليبية.
2-استعمال اللغة اللاتينية في القداس وحتى في الحياة العامة دون التأقلم مع حركة التعريب التي مرت بها كل منطقة شمال إفريقيا بخلاف كنائس المشرق التي استطاعت تخطي هذا المشكل.
3-ارتفاع ضريبة الجزية التي تثقل كاهل أهل الذمة في أي بلد كي يخرجوا من دينهم ويلتحقوا بالمسلمين.
4-قدوم الهلاليين سنة 1052 الذين أكلوا الأخضر واليابس وضروا العديد من المدن خاصة القيروان ما يفسر اندثار كنيستها مع منتصف القرن الحادي عشر وكذلك الأمر بالنسبة للكاف ويذكر المؤرخون أنهم كانوا يمنعون الناس من دخول المدن والخروج منها للسيطرة على التجارة ما يعرقل بالنسبة للكنيسة رسامة الكهنة وخاصة الأساقفة وقد ذكر البكري أن حاكم قرطاجنة المعلقة كان من بني رياح الهلاليين.
5-ركود الكنيسة وجمودها وابتعادها عن التدوين والأدب الكنسي اللاهوتي مثلما كان أجدادهم ما جعلها كنيسة منكمشة على ذاتها متقلصة شيئاً فشيئاً.
المسيحية الأجنبية
زمن النورمان
يُرجح أن ظهور المسيحية الأجنبية في تونس كان مع استقرار النورمان على السواحل الإفريقية بأمر من الملك روجر الثاني ملك صيقلية مؤسسين بذلك مملكة إفريقيا النورمانية (1135-1160) والتي امتدت على الشريط الساحلي من طرابلس إلى جربةوقابس مرورا بصفاقسوالمهديةوسوسة فتونس وصولا إلى بونةوبجاية بالجزائر. وكان للنورمان الفضل في انتعاش التجارة والاقتصاد في إفريقية كما يذكر ذلك التجاني في رحلته،[26] وقد كان للنورمان أسقف بالمهدية واسمه كوسماس وقد قام هذا الأخير برحلة إلى روما ليتم إقراره في منصبه من قبل البابا إيجين الثالث والذي بقي فيه حت طرد النورمان من المهدية سنة 1160.[27] وقد انتهى وجودهم في إفريقية مع دخول الموحدين إذ عرض عبد المؤمن بن علي على اليهود والمسيحيين بمدينة تونس الإسلام أو الموت ورفض الجزية وطبعا مسيحيو مدينة تونس في تلك الفترة هم من النورمان وليسوا من السكان الأصليين إذ كانت المدينة في تلك الفترة خاضعة للحماية النورمانية. ولما استولى الأخير على مدينة المهدية أقدم على قتل حوالي 3000 مسيحي لولا تدخل ملك صيقلية ويليام الأول الذي هدده بمسلمي صيقلية ما أدى إلى الإفراح عنهم وعودتهم إلى صيقلية بحراً، وكان بينهم كوسماس الذي أكمل حياته كأسقف في باليرمو.[28] لا يوجد ذكر في المصادر التاريخية عن اتصال بين أسقف المهدية ورئيس أساقفة قرطاج لقلة المصادر وشحها إلا أنه يبقى أمرا غير مستبعد خاصة وأن مدينة تونس بحكّامها بني خراسان كانت خاضعة للحماية النورمانية بين سنتي 1148و1159 لكن ماهو مأكد هو أن أسقف المهدية كان مستقلا في إدارة أسقفيته عن رئاسة أسقفية قرطاج.
ابتدأ الحفصيون حكمهم كولاة للموحدين على إفريقية، ليستقلوا بعد ذلك بالحكم مؤسسين السلطنة الحفصية (1228-1574)، وبالإضافة إلى المسيحية الحلية في البلاد التي انتهت مع مطلع القرن الخامس عشر ابتدأت المسيحية الأجنبية في الازدهار بالبلاد من خلال عدة أنماط: فوجود التجار الأوربيين بالبلاد خاصة بالمدن الساحلية مع عائلاتهم وذويهم كان بارزا منذ أواخر القرن الثاني عشر ولاشك أنهم كانوا يصطحبون معهم كهنة لإقامة القداديس حيثما حلّوا طيلة رحلاتهم الطويلة، وفي سنة 1270 جاءت الحملة الصليبية الثامنة إلى تونس بحرا واستطاعت جيوش الملك القديس لويس التاسع يوم 21 جولية/يوليو1270 السيطرة على سهول مدينة قرطاج (قرطاجنة المعلقة) وتمت السيطرة على قرطاج يوم 24 جويلية/يوليو1270، توفي الملك لويس التاسع في قرطاج بسبب مياه الآبار غير الصالحة للشرب ورغم ذلك واصلت الحملة مسيرتها إلى مدينة تونس لحصارها طيلة أشهر لينتهي يوم 20 أكتوبر 1270 باتفاقية بين قادة الحملة الصليبية الثامنة والسلطان أبي عبد الله المستنصر وضمن بنود هذا الإتفاق بند متعلق بحرية التجارة للمسيحيين الأجانب وحق الوعظ والصلاة لرجال الدين علنا في الكنائس. ساهمت هذه الإتفاقية في توفير حرية العبادة للمسيحيين الأجانب المقيمين في السلطنة الحفصية طيلة حكمها للبلاد. ومع كثرة عدد التجار الأجانب كثر القناصلة الأجانب في البلاد خاصة في تونسوبنزرتوسوسةوصفاقس، وكان التجار والقناصلة يعيشون مع عيالهم في الفنادق وهي مجمّع سكني مخصص للأجانب في كل مدينة وكل أمة كانت لها فندقها دون اختلاط وكان في كل فندق مصلى كنسي به كاهن مرسل من البلد الأم لخدمة مسيحيي الفندق فقط دون غيرهم، وقد خُصص في مدينة تونس حي كامل لهذه الفنادق يسمى بـ«حي النصارى» وهو الذي يعرف اليوم بشارع الحبيب بورقيبة، وكان القناصلة من جميع الجنسيات: بندقيون، مرسيليون، جنويون، بيزيون، صيقليون، أرغونيون، كتلونيون، ميورقيون، فرنسيون... وقد أبرمت معاهدات لضمان الأمن والسلام والحرية الدينية لهؤلاء التجار ولعائلاتهم لعل أشهرها: المعاهدة التي أبرمت بين تونس والبندقية سنة 1371 والمعاهدة المبرمة بين تونس وبيزة سنة 1379.
بالإضافة إلى التجار كان يوجد بالبلاد عدد كبير من العبيد الأوروبيين نتيجة لنشاط القرصنة البحرية في تلك الفترة ما سبب ارتفاع نسبة المسيحيين الأجانب في البلاد وكانوا يمثلون أغلبية المسيحيين حتى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ولذلك أرسل الكرسي الرسولي عدة بعثات من الرهبان لتحرير هؤلاء العبيد ولخدمتهم وكان لهم حي خاص بهم شمال القصبة عند باب العلوج
كذلك فقد امتازت السلطنة الحفصية وكذلك بقية ممالك شمال إفريقيا ودولة الموحدين من قبلهم باعتماد جنود مرتزقة من أصل أوروبي في الحراسة الشخصية للملوك والسلاطين وقد أقام لهم الحفصيون حيّا خاصا بهم في الجنوب الغربي لقصبة تونس وكانت توجد فيه كنيسة تدعى «كنيسة القديس فرنسيس» وكانوا مقربين جدا للبلاط الحفصي وكانت زوجاتهم يشاركن في الحفلات الملكية ويذكر المؤرخون أن عاداتهم تعربت وأصبحوا يلبسون مثل التونسيين غير أنهم استبدلوا العمامة بالقلنسوة وكانت كنيستهم الوحيدة في مدينة تونس التي يسمح بدق أجراسها ومع هؤلاء الجنود عدنا للحديث للمرة الأولى عن المسيحية المحلية بالبلاد لكنها من أصول أجنبية.
كما اعتبر البلاط الحفصي ملاذا آمنا للأمراء الأوربيين الفارّين من بطش عائلاتهم الحاكمة في أوروبا مثل: الأمير دون هنري، ابن ملك قشتالة سان فردينان والذي ثار على أخيه ألفونسو العاشر وانهزم في معركة أمامه مما أدى إلى هروبه إلى حماية السلطان الحفصي وذلك سنة 1260، ويوجد أمثلة للجوءات من هذا النوع زمن الحفصيين، حيث اُعتُبر البلاط الحفصي ملاذا آمنا للأمراء المسيحيين الأوربيين في النصف الثاني من القرن الثالث عشر وطيلة القرن الرابع عشر. وقد دخلت خلال فترة حكم الحفصيين عديد الرهبنات للبلاد وهي: الفرنسيسكانية والدومنكية، بالإضافة للرهبنة الثالوثية ورهبنة عذراء الرحمة المكرستان لتحرير الأسرى المسيحيين.
في منتصف القرن الخامس عشر وكنتيجة لكثافة نشاط القرصنة البحرية أو ما يعرف بـ«الجهاد البحري» تم الهجوم في إحدى المرات على سفينة في طريقها من صيقلية إلى نابولي من قبل بحّارة من تونس وأُخذ ركابها كأسرى كان من بينهم راهب يدعى أنطوان نايرو من الرهبنة الدومينكانية. وأُخذ عبدا إلى تونس وبقي مسجونا في ظروف قاسية أن جاء راهب صديق من رهبنته وهو الأخ قنسطنس الذي اختاره الذي اختاره السلطان أبو عمرو عثمان المنصور الحفصي كعبد خاص وقريب منه ما مكنه من الاتصال بأنطوان وإعطائه سرّي الإعتراف والمناولة، إلا أن أنطوان لم يعجبه وضعه السيّء والمؤلم فقرر أن يعتنق الإسلام لينال بذلك حريته ليتزوّج بعد ذلك بتونسية مسلمة إلا أنه بعد فترة قصيرة وصله خبر وفاة مرشده الروحي القديس أنطونينوس الذي أصبح بعد هجرة انطوان رئيسا لأساقفة فلورنسا كما وأخبره التجار الأجانب الوافدون على تونس بالعديد من المعجزات التي حصلت على يد مرشده الروحي بعد وفاته، غيّر هذا الخبر من حياة انطوان وكان سببا في توبته بعد مدة طويلة من الصلاة والتشفّع بمرشده الروحي إلى أن ظهر له هذا الأخير في ظهور إعجازي أخذ بعده أنطوان قراره القداسي بالعودة للمسيحية وعيش البتولية مرة أخرى كراهب من الدومنكان وكان هذا الأخير يعرف تمام المعرفة أن نتيجة قراره ستقابل حتما بالموت، لذلك قرر أنطوان إعلان إيمانه بالمسيح ستة أشهر لاحقا أثناء دخول احتفالي للسلطان أبي عمرو عثمان الحفصي لأسوار تونس، قضّى أنطوان هذه المدة في الصلاة والصوم والإماتات إلى أن جاء اليوم الذي كان ينتظره والذي يصادف يوم أحد الشعانين واستعدادا لهذا الحدث القداسي لبس أنطوان لباس رهبنته واحتفل بعيد أحد الشعانين بعد أن اعترفوتناول جسد المسيح ليخرج إثر ذلك لملاقاة الملك عند دخوله لأسوار المدينة وفي لحظة فارقة صرخ أنطوان نايرو أمام السلطان معلنا إيمانه بيسوع المسيح مخلصا وعودنه للمسيحية والرهبنة، وغاضبا، أمر السلطان أبو عمرو المنصور الحفصي أن يتم إبعاده عن أنظاره غلى أن ينظر القضاة في شأنه، فقضي أنطوان بضعة أيام أخيرة من حياته في السجن على الخبز والماء إلى أن حكم عليه يوم خميس الأسرار من الجمعة المقدسة بالإعدام بعد أن وقف أمام القضاة رافضا العودة للإسلام وذلك بأن يتم كسر أطرافه وسحق جسده رجما، فتم إخراجه إلى ساحة الإعدام يوم جمعة الآلام أي في ذكرى صلب المسيح وكان الشعب حاضرا ليشهد إعدامه بحماس، خلع أنطوان ثوب الرهبنة وأوصى الجلادين كوصية أخيرة له بأن يتم إعطاءه للرهبان الآخرين وقبلوا طلبه هذا، إثر ذلك ركع على ركبتية ليصلي عندها ارتمى جمهور كبير ممن شهدوا اعدامه عليه ضاربينه بالسكاكين والحجارة إلى مات شهيدا في نظر محبيه المسيحيين مجرما في نظر مبغضيه وذلك يوم 10أفريل1460 كما تم أخذ جثمانه وداروا به في كامل أرجاء المدينة من ثم تم الإلقاء به في خندق مليء بالقمامة نظرا لمنع الشريعة الإسلامية دفن المرتد في مقابر المسلمين إلا أن تجارا جنويين اشتروا جثمانه من السلطنة وعادوا بها إلى جنوة ومنها بعد ذلك إلى مدينة ريفولي مسقط رأسه حيث لايزال جثمانه مكرّما هناك في كنيسة القديسة مريم النجمة، وفي مستهل القرن العشرين تم نقل ذخيرة من رفاته إلى رئاسة أسقفية قرطاج وأسقفية إفريقيا الأولى حيث لا تزال محفوظة إلى اليوم في رعية الطوباوي أنطوان نايرو بالحمامات، وفي يوم 22 فيفري1767 تم اعلانه طوباويا من قبل البابا كليمنت الثالث عشر وثُبّت الاحتفال بعيده يوم 10 أفريل من كل سنة أي في ذكرى يوم وفاته.[30]
في سنة 1741 قام علي باي الأول بدخول جزيرة طبرقة والسيطرة عليها فسبى كل من كان بها من الجنويين فأصبحوا عبيدا للإيالة التونسية، لينتهي بذلك وجود المسيحية بطبرقة الذي تجاوز 200 سنة وبذلك يمكننا الحديث عن عودة المسيحية المحلية بالبلاد للمرة الثانية لكنها من أصول أجنبية. سبى علي باي الأول 842 جنوي من الجزيرة إلى تونس والبقية فروا إلى كرلوفورتا وجزيرتي سان بياترو وسانت أنتيوكو جنوب سردينيا وسلالاتهم لازالت موجودة هناك إلى اليوم يحملون لقب «تبركيني:Tabarchini» ويبلغ عددهم اليوم حوالي 10.000 شخص يتحدثون اللغة الإيطالية التبركينية[33]، ولما سمعت الكنيسة في تونس ممثلة في شخص أنطوان دي نوفالارا الوالي الرسولي بتونس (1738-1744) حدث سبي سكان جزيرة طبرقة المسيحيين قررت الكنيسة اقتراض الأموال الطائلة منأجل تحريرهم ما سبب عجزا ماليا رهيبا في ميزانية الولاية الرسولية كان سؤجي إلى حل هده المؤسسة الكنسية بالبلاد وطرد ممثليها لولا تدخل قنصل هولاندا بتونس غيوم بلومان لدفع قيمة الدين من ماله الخاص سنة 1753 منقدا بدلك الكنيسة من خطر وشيك كان يهددها.[34]
وفي القرن التاسع عشر عدنا للحديث عن مسيحية محلية بالبلاد للمرة الثالثة لكنها من أصول أجنبية، أي أبناء وأحفاد الجاليات الأجنبية الذين ولدوا في تونس وكانوا من أصول إيطاليةومالطية ولعل أبز الشخصيات من هذه الفئة الاجتماعية جوزيف رافو ترجمان ومستشار مصطفى باي وزير الخارجية لدى المملكة التونسية زمن المشير أحمد باي الأول الذي هو نفسه كان ابنا لأم مسيحية من أصل إيطالي وهي فرنشسكا روسّو ما يُفسر تسامحه ومساعدته للأقلية المسيحية بالبلاد وسماح والده مصطفى باي الدي هو زوج فرنشسكا ببناء كنيسة بسوسة زمن حكمه سنة 1836، وكدلك الأمر بالنسبة لابنه أحمد باي، وكثرت هذه الفئة في البلاد لكن الكثير منهم هاجر اثر استقلال البلاد من الحماية الفرنسية ولم يبق إلا قلة.
وسيرا على نفس السياسة التي نهجتها الإيالة التونسية من تسامح مع غير المسلمين أصدر محمد باشا باي خليفة المشير أحمد باي وثيقة عهد الأمان يوم 8 سبتمبر1857 والتي أكد في القاعدة الأولى منه على «الأمان لسائر الرعية وسكان الإيالة على اختلاف الأديان والألسنة والألوان» وفي القاعدة الثالثة منه على «التسوية بين المسلم وغيره من سكّان الإيالة في استحقاق الإنصاف» ماساهم بدوره في تحسن أوضاع الأقليات المسيحية في البلاد.[37]
وفي زمن حكم محمد الصادق باي قام هدا الأخير بالسماح للجالية اليونانية بتأسيس كنيسة القديس جاورجيوس بتونس التي هي مقر مطرانية قرطاج للروم الأرثودكس سنة 1862 وتتولت قنصلية مملكة اليونان إدارتها وكانت في البداية كنيسة صغيرة في إحدى الزقاقات المدينة العتيقة القريبة من باب بحر، وقد تم إعادة بنائها وترميمها بشكلها الحالي في وسط المدينة الحديثة بعد ذلك وتم افتتاحها سنة 1901.[38]
في هذه الفترة التي سبقت مجيء الحماية الفرنسية سجلنا بضعة حالات اعتناق للمسيحية الكاثوليكية من السكان المحليين المسلمين وخاصة اليهود، وأول اسم تم تسجيله في أرشيفات شهائد المعمودية بالكنيسة هو عزّوز بن حسّونة بن سليمان الزّواري من مواليد الحاضرة تونس سنة 1796، لنعود بذلك للحديث عن مسيحية محلية بالبلاد للمرة الرابعة ولأول مرة من أصول تونسية أصيلة.[39]
المشير أحمد باشا باي، باي تونس بين سنتي 1837 و1855.
محمد باشا باي، باي تونس بين سنتي 1855 و1859.
محمد الصادق باشا باي، حاكم تونس بين سنتي 1859 و1882.
زمن الفرنسيين
سنة 1881 تم انتصاب الحماية الفرنسية بتونس بموجب معاهدة باردو المبرمة يوم 12 ماي 1881، فهم النائب الرسولي بتونس الأسقف فيديل سوتير أن مدة إدارته للكنيسة في تونس قد انتهت وفضل الخروج من الباب الكبير بالاستقالة على ان يتم طرده من سلطة الحماية، وفعلا تم ذلك ففي يوم 28 جوان 1881 تم قبول استقالة الأسقف سوتير بحجة بلوغه سن 85 سنة وقدم أسماء 3 آباء الذين بإمكانهم إنشاء توازن في العلاقات الديبلوماسية بين تونس وباريس وروما وكانوا من رهبنته الكبّوشية التي كانت تدير الكنيسة في تونس من قرون، في نفس اليوم عين البابا لاون الثالث عشرشارل لافيجري رئيس أساقفة الجزائر مديرا رسوليا على النيابة الرسولية بتونس مع الإقامة في الجزائر إلى حين تعيين نائب رسولي جديد، وفي السنة الموالية يوم 3 جويلية 1882 تم تعيين فرنشسكو مريّا رُوادا أسقفا ثانويّا للنيابة الرسولية بتونس مع الإقامة بها قصد مساعدة المدير الرسولي الأسقف لافيجري على قيامه بمهامه نظرا لإقامته بعيدا في الجزائر وفي نفس اليوم تم رفع هذا الأخير إلى رتبة كاردينال، وفي يوم 12 أوت 1884 تم تعيين الأسقف سبيريديون بوهادجيار ـوهو من الثلاثة الذين اقترحهم الأسقف فيديل سوتيرـ من قبل البابا لاون الثالث عشر نائبا رسوليا لتونس إلا أن وجوده في هذا المنصب لم يدم إذ قرر البابا لاون الثالث عشر يوم 10 نوفمبر 1884 إعادة إحياء رئاسة أسقفية قرطاج في وثيقة (Materna Ecclesiae caritas)[40] واختار رئيس أساقفة الجزائر الكاردينال الفرنسي شارل لافيجري رئيسا لأساقفة قرطاج وأسقف إفريقيا الأول نظرا للأعمال القيمة التي قام بها مدة إدارته المؤقتة للنيابة الرسولية بتونس، وتم إتخاذ مصلّى الطوباوي أنطوان نايرو الكنسي بتونس برو-كاتدرائية (أي كاتدرائية خارج مدينة الأسقفية) لرئاسة أسقفية قرطاج.[41]
مباشرة بعد تولي الكاردينال لافيجري لمنصبه قام مباشرة بالشروع في بناء كاتدرائية القديس لويس والقديس سبريانوس على هضبة بيرصا بقرطاج والتي تم تكريسها رسميا ككاتدرئية لرئاسة أسقفة قرطاج يوم 15 ماي 1890، مباشرة بعد الانتهاء من بناء كاتدرائية قرطاج وضع الكاردينال لافيجري يوم 19 ماي 1890 حجر أساس كو-كاتدرائية (أي كاتدرائية مساعدة للكاتدرائية الأم) القديس فنسون دو بول والقديسة أوليفيا بتونس وكانت رئاسة أسقفية قرطاج منقسمة إلى ثلاثة جهات: قرطاج وتونس وصفاقس ويرأس كل جهة أسقف، بالتوازي مع ذلك سحب الكاردينال لافيجري مهمة إدارة الكنيسة من الرهبان الكبوشيين متهما إياهم بالتسبب في تدهور أوضاع الكنيسة في تونس لقرون خاصة بعد حادثة تحرير عبيد طبرقة التي كادت ان تقضي على وجود الكنيسة بتونس لولا تدخل قنصل هولاندا في تلك الفترة وقام بطردهم تدريجيا من البلاد وكان خروج آخر كهنة من البلاد سنة 1891 وهم كهنة رعية كنيسة الصليب المقدس بمدينة تونس العتيقة، وقام بتعويضهم أساسا بكهنة أسقفيين وبالأباء البيض الذي قام بتأسيسهم قبل سنوات في الجزائر بالإضافة إلى بضع رهبنات أخرى[42]، ما أثار غضب الجالية الإيطالية والمالطية في تلك الفترة التي كانت تشكل غالبية الكنيسة منذ انتصاب الحماية إلى أوائل ثلاثينات القرن العشرين، كما قام الكاردينال لافيجري ببناء بعض الكنائس الأخرى إضافة إلى دير الكرمل بقرطاج للراهبات الكرمليات وهو الذي تم تحويله اليوم إلى المركز الوطني لتكوين المكونين في التعليم وملجأ أيتام أيضا بقرطاج للأخوات البيض وهو الذي تم تحويله اليوم إلى معهد قرطاج حنبعل وإكليريكية لتكوين الكهنة خاصة بالآباء البيض وهي التي تم تحويلها اليوم إلى المتحف الوطني بقرطاج.[43]
بلغت أعلى نسبة للكاثوليك بتونس زمن الحماية 9 % وذلك سنة 1911 وبلغ أعلى تعداد لهم في البلاد 280.000 نسمة وذلك سنة 1949، ولم يبلغوهما بعد ذلك إلى يومنا هذا. شكل الأجانب غير الفرنسيين خاصة الإيطاليون ومن بعدهم المالطيون أغلبية في الكنيسة وفي البلاد إلى أوائل ثلاثينات القرن الماضي ما دفع سلطات الحماية إلى فتح باب التجنيس أي منح غير الفرنسيين بالبلاد تونسيون أو أجانب الجنسية الفرنسية من أجل رفع نسبة الفرنسيين بالبلاد التونسية ما اعتبره شيوخ جامع الزيتونة بالبلاد في تلك الفترة أمرا محرّما وبلغ بهم الحد إلى تكفير المتجنس ومنع أهله من دفنه في مقابر المسلمين حتى وان بقي على دين الإسلام.
بعد مجيء الحماية الفرنسية مباشرة ابتدأ عدد كبير من اليهود والمسلمين في اعتناق المسيحية ولعل الكثير منهم فعل ذلك من أجل الحصول على امتيازات من قبل سلطات الحماية بالبلاد ذلك أننا وإن كنا نجد أسمائهم في أرشيفات شهائد المعمودية لتلك الفترة إلا أننا لا نسجل لهم في نفس الأرشيفات شهائد زواج في الكنيسة أو شهائد دفن إثر الوفات إلا لبضعة منهم توفوا قبل خروج الاستعمار الفرنسي والبقية إما خرجوا من البلاد أو عادوا للإسلام أو اليهودية بعد الاستقلال أو لم يكونوا جديين في اعتناقهم للمسيحية منذ البداية، كذلك فإن العديد من الأيتام الذين رُبوا في ملاجئ الراهبات اعتنقوا المسيحية تأثرا بها، هذه الفئة من الكاثوليك كانوا بضعة مئات حتى مجيء الاستقلال واغلبهم هاجر من البلاد بعد ذلك أو عاد للإسلام أو عاش بعد ذلك دون ممارسة للدين وبدون تلقينه لعائلته وأبنائه واليوم لم يبق منهم تقريبا أحد. حالات اعتناق المسيحية الكاثوليكية هذه لم تكن منظمة من قبل الكنيسة في إطار التبشير إذ منذ أن دخل الكاردينال لافيجري مع الآباء البيض إلى تونس رفض أن تبشر الكنيسة سكان البلاد نظرا لفشل ذلك مع الجزائريين قبل ذلك (إلا في منطقة القبائل حيث لا تزال توجد عائلات مسيحية كاثوليكية إلى اليوم)، ولذلك بقي عدد معتنقي المسيحية محدودا طيلة 75 سنة من الاحتلال الفرنسي، ولا يمكن تفسيرها إلا بكونها نتاج عن نشاطات فردية لكهنة وراهبات أو برغبة شخصية من المعتنق تحت ستار حماية السلطة الكنسية والسياسية الفرنسية.[39]
في هذه الفترة ومع ازدياد عدد الكاثوليك بالبلاد كانت رئاسة أسقفية قرطاج تزيد عدد الكنائس بالبلاد إلى أن وصل سنة 1957أكثر من 130 كنيسة في كامل أنحاء ما يعرف اليوم بالجمهورية التونسية باستثناء ولاية قبلي التي لم يتم تأسيس كنيسة بها لعدم وجود جماعة مسيحية مهمة بها إلا أن الكنيسة قد خسرت أكثر من 95% من هذه الكنائس بعد الاستقلال وتحديدا بعد سنة 1964.
وفي زمن حبرية البابا بيوس الحادي عشر، اختار هذا الأخير مدينة قرطاج لاحتضان المؤتمر الأفخارستي (وهو احتفالي ديني تنضمه الكنيسة باقتراح من بابا روما لغرض ترسيخ الاحتفال بالأفخارستيا وعقيدة التحول الجوهري التي يجب تذكرها في كل قداس إلهي حسب الإيمان المسيحي) لسنة 1930 بعد موافقة السلطات المحلية ممثلة في المقيم العام الفرنسي بتونسفرونسوا منسيرونوباي تونسأحمد باشا باي الثاني ورئيس أساقفة قرطاج وأسقف إفريقيا الأول ألكسيس لوماتر، بعد موافقة السلطات المحلية عين البابا الكاردينال ليبيسيي رئيس مجمع الكهنة المرسلين (Congregatio pro Religiosis) لرئاسة المؤتمر وتسيير فعالياته، كما حضر المؤتمر من افتتاحه إلى اختتامه سبعة كرادلة آخرين، أكثر من مائة أسقف، أكثر من 4000 كاهن وإكليريكي و10000 من المؤمنين الحجاج من عشرين جنسية مختلفة من بينها التونسية والفرنسية والإطالية والمالطية والإسبانية وغيرها ليكون عدد المشاركين في المؤتمر حوالي 15000 مسيحي بصفة رسمية أما الذين حضروا بعض فعاليات المؤتمر فيصل عددهم إلى حوالي 40000.[44] يرى بعض المؤرخون أن المؤتمر نُظم عمدا من قبل سلطات الحماية الفرنسية من أجل جرح مشار التونسيين الدينية في حين يرى بعض المؤرخين الآخرين أن المؤتمر كان دينيا عقائديا بامتياز ولا علاقة له بالسياسة ويقف بعضهم موقفا وسطا فيقولون ان المؤتمر نُظم من قبل الكنيسة لأغراض روحية تخص المسيحيين دون غيرهم إلا أن سلطات الحماية استغلت الزمن ووضع البلاد لممارسة نوع من الاستفزاز تجاه التونسيين المسلمين.
الكاردينال ليبيسيي الذي عينه البابا بيوس الحادي عشر لرئاسة المؤتمر الأفخارستي بقرطاج.
الكاردينال ليبيسيي في استقبال أحمد باشا باي الثاني وباقي أمراء الأسرة الحسينية عن يساره والمقيم العام الفرنسي فرنسوا منسيرون عن يمينه، وولي العهد محمد المنصف باي والوزير الأكبر للملكة خليل بوحاجب من خلفه.
ألكسيس لوماتر رئيس أساقفة قرطاج وأسقف إفريقيا الأول في إحدى خطب المؤتمر.
عاشت الكنيسة بعد استقلال البلاد سنة 1956 طقوسها وتقاليدها كما في الماضي خاصة تلك المواكب التي تكون مفتوحة أمام العامة، بل وكان يتم استدعاء رئيس أساقفة قرطاج في الاحتفالات الرسمية، حتى يوم الأحد 8 مارس/آذار1959 يومئذ احتفلت الكنيسة بعيد القديستين فليسيتاس وبربتوا وأتباعهما الشهداء وذلك من خلال قداس حبري ترأسه المنسينيور موريس بيران رئيس أساقفة قرطاج وأسقف إفريقيا الأول، كان هذا الموكب المفتوح للعامة الأخير من نوعه إذ تم بعد ذلك فرض ترخيص إداري من الدولة لمثل هكذا مواكب يُجاب بالرفض في أغلب الأحيان مثلما حصل في موكب المادونا دي تراباني يوم 15 أوت/أغسطس من نفس السنة حيث تم رفض طلب الكنيسة ولم يُعد يحتفل بهذه الذكرى من 1959 إلى سنة 2017 حيث تم إحياؤها من جديد ابتداء من هذه السنة.
قلّلت هذه الاتفاقية من عدد الكنائس لرئاسة أسقفية قرطاج من أكثر من 130 كنيسة إلى فقط 6 كنائس وهي كاتدرائية القديس فنسون دو بول والقديسة أوليفيا بتونس، كنيسة القديسة جان دارك بتونس، كنيسة القديس أوغسطينوس والقديس فيدال بحلق الوادي، كنيسة المرسى، كنيسة قرمبالية وكنيسة القديس فيليكس بسوسة، كما خسرت الكنيسة كل إكليرياتها المخصصة لتكوين الكهنة إذ كان لرئاسة أسقفية قرطاج أربعة إكليريكيات اثنان للآباء البيض الأولى بقرطاج وهي التي تم تحويلها إلى المتحف الوطني بقرطاج والثانية بتيبار والتي تم تحويلها إلى المدرسة القطاعية الفلاحية لتربية الماشية والبقية لتكوين الكهنة الأسقفيين وهما الإكليريكية الكبرى بميتيالفيل والثانية هي الإكليريكية الصغرى بسيدي الظريف والتي لازالت مبانيها ملكا للكنيسة إلى اليوم إلا أن مؤسستها قد تم حلها نظرا لارتباط الإكليريكيات الصغرى بالإكليريكيات الكبرى حسب القانون الكنسي للكنيسة الكاثوليكية، كما تم منع الكنيسة من حق بيع وشراء الأراضي والعقارات إلا بإذن من الدولة، أما بناء الكنائس فمسموح به إذا ما رخصت الدولة في ذلك وبشرط أن يكتسي المبنى في شكله الخارجي مظهر كنيسة، كما اعطت هذه الاتفاقية صلاحية للدولة في التدخل لاختار الأسقف الذي يرأس الكنيسة بتونس بالقبول أو الرفض، كما تم حل رئاسة أسقفية قرطاج وتعويضها بالحاكمية الإقليمية لتونس (أي شبه أسقفية) يرأسها الحاكم الإقليمي بتونس أو كما يعرف أيضا باللاتيني «بريلانوليوس» وهو الذي يمثل الكنيسة قانونيا أمام الدولة. رغم أن هذه الإتفاقية قد قلصت من صلاحيات الكنيسة في تونس إلا أنها منحتها صفة قانونيا واعتبرتها مؤسسة من مؤسسات الدولة التونسية.
هذه قائمة العقارات المخصصة للعبادة والتي بقيت ملكا للكنيسة بعد الإمضاء على الإتفاقية:
كما قامت الكنيسة بعد ذلك باكتراء العديد من العقارات وتخصيصها أماكن للعبادة، هذا بالإضافة إلى العديد من المدارس التي بقيت ملكا للكنيسة وتخضع لإدارتها. يوم 19 جويلية/يوليو1964 توجه رئيس الأساقفة موريس بيران برسالة إلى من بقي من المسيحيين في البلاد تم نشرها في «صدى الأسقفية» قائلا:«إننا نشعر في علاقاتنا مع معارفنا وأصدقائنا المسلمين أن وضع الكنيسة في تونس يجب أن يؤسس على أسس جديدة وذلك بسبب الاستقلال والرحيل المكثّف للكاثوليك... الإتفاقية المؤقتة (Modus Vivendi) هي الإتفاقية المقبولة بحرية والتي تستجيب لهذا الشعور».[46] منصب رئيس أساقفة قرطاج وأسقف إفريقيا الأول تم إلغاؤه من قبل البابا بولس السادس، المنسينيور موريس بيران لم يصبح سوى مجرد بريلا نوليوس لتونس مع حفظ لقب «رئيس أساقفة» الشرفي لكل من يتولى هذا المنصب، إلا أنه محبطا استقال بعد سنة وذلك يوم 9 جانفي/يناير1965 ليتم تعيينه بعد ذلك رئيسا لأساقفة بغداد وسفيرا للفاتيكانبالعراق يوم 31 جويلية/يوليو1965 إلى 16 جانفي/يناير1970 إذ تم ارساله إلى اثيوبيا أيضا كسفير للفاتيكان بها حتى يوم 15 نوفمبر1972، ليحال بعد ذلك إلى التقاعد واكمل حياته في سافوابفرنسا إلى أن توفي بها يوم 3 أكتوبر1994 عن عمر تسعين سنة.
مباشرة بعد استقالة موريس بيران تم تعيين ميشال كالان أحد الكهنة من الآباء البيض يوم 9 جانفي/يناير1965 حاكما إقليميا لتونس (بريلانوليوس) من قبل البابا بولس السادس وتم تكريسه أسقفا يوم 11 أفريل/أبريل من نفس السنة من قبل الكاردينال لاون دوفال رئيس أساقفة الجزائر وبقي في منصبه إلى أن توفي 19 أوت/أغسطس1990[47] عن عمر 72 عاما، وقد امتازت فترة إدارته للكنيسة بالضعف والخوف ففي عهد هذا الأخير انخفض عدد الكهنة بالبلاد من أكثر 80 في نهاية الستينات إلى حوالي أربعين زمن وفاته واقر مبدأ عدم لبس الملابس الكهنوتية للكنة والراهبات بالبلاد لاضفاء نوع من السرية والعزلة للكنيسة عن الحياة العامة بتونس، وقد قام كذلك بارسال تمثال الكاردينال لافيجري إلى الجزائر والذي كان منصوبا امام باب المدينة العتيقة والذي تم حمله اثر الاستقلال إلى مبنى الأسقفية، كما قام بإرسال رفاة رؤساء أساقفة قرطاج إلى فرنسا باستثناء الكاردينال لافيجري إذ تم إرسال رفاته إلى روما، بالإضافة إلى ذلك فقد أرسل إلى فرنسا ذخائر القديس لويس إلى أسقفية سان دونيس بباريس سنة 1985.[48]
سنة 1966 أسست كنائس شمال إفريقيا «مجلس أساقفة منطقة شمال أفريقيا» (CERNA) والتي جمعت الكنائس الكاثوليكية في كل من ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب والصحراء الغربية أي 12 إدارة كنسية موزعة بين هذه البلدان الخمسة، وهي اليوم: رئاسة أسقفية تونس، رئاسة أسقفية الرباط، رئاسة أسقفية طنجة، رئاسة أسقفية الجزائر وأسقفيتي وهران وقسنطينة-عنابة المتفرعتين عنها، أسقفية الأغواط، النيابة الرسولية بطرابلس، النيابة الرسولية ببنغازي، النيابة الرسولية بدرنة، الولاية الرسولية بمصراتة، الولاية الرسولية بالصحراء الغربية. وترأس كل من فؤاد طوالومارون لحّام إدارة مجلس أساقفة منطقة شمال إفريقيا، الأول بين سنتي 2004و2005 والثاني من جانفي/يناير2012 إلى نوفمبر/تشرين الثاني من نفس السنة.[49]
وبعد مصادرة أغلبية الكنائس سنة 1964، تم بناء كنيسة جديدة في قابس في ساحة روضة الأطفال المدارة من قبل راهبات وهي كنيسة رعية الحبل بلا دنس بقابس إلى اليوم[53]، وبعد فراغ مدينة قرمبالية من جماعتها المسيحية تم تسليم ملكية كنيستها نهائيا للدولة التونسية وتم بعد ذلك هدمها، أما الجماعة المسيحية بالحمامات فبعد مصادرة كنيستهم سنة 1964 أهدت لهم بلدية الحمامات منزلا لم يعد له ورثاء وتم تحويله إلى كنيسة بتمويل من رئاسة أسقفية كولونيا الألمانية مع هبة أخرى من بلجيكيا وتم افتاتاحها يوم 27 أكتوبر1968 وهي إلى اليوم كنيسة رعية الطوباوي أنطوان نايرو بالحمامات إلى اليوم.
أما جربة فقد طالب الجماعة المسيحية بها الدولة التونسية لسنوات بإعادة منحهم كنيسة القديس يوسف مرة أخرى لتتم الموافقة على طلبهم يوم 18 فيفري/فبراير2005 وذلك في زمن فؤاد طوال أسقف تونس وهي كنيسة رعية القديس يوسف بجربة إلى اليوم،[54] ومع مجيء مارون لحام خليفة لسلفه فؤاد طوال تم تأسيس كنيسة في صفاقس الطابق السفلي من بيت الراهبات سنة 2006 وهي كنيسة رعية القديسين بطرس وبولس بصفاقس إلى اليوم.
وفي يوم 5 جانفي/يناير2010 نشب حريق في معهد الآداب العربية بتونس التابع لأسقفية تونس تسبب في حرق ما بين 15.000 و17.000 كتاب من إجمالي 34.000 كتاب ووفاة كاهن من الآباء البيض كان موجودا في المكتبة زمن اندلاع الحريق، وبعد انتهاء التحقيقات عبر رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي يوم 21 جانفي/يناير عن تأسفه لهذه الفاجعة كما واعلن عن مساعدة للمعهد بإعادة إعمار مكتبته وتعويض العناوين التي حُرقت، ليتم افتتاحها لاحقا في سبتمبر2011.[55]
وفي يوم 22 ماي/مايو2010 تم رفع أسقفية تونس إلى رئاسة أسقفية تونس بالرغم من عدم وجود أسقفيات أخرى متفرعة منها وذلك نظرا لمكانة كنيسة تونس التاريخية والروحية للكنيسة العالمية، وقد تم ذلك بأمر من البابا بندكتوس السادس عشر في وثيقة (Cum in Tunetana)[56]، ليرتفع بذلك المونسينيور مارون لحام من رتبة أسقف تونس إلى رئيس أساقفة تونس.
وفي يوم 19 جانفي/يناير 2012 عُيّن مارون لحام أسقفا مساعدا في البطريركية اللاتينية للقدس ونائبا بطريركيا في عمّان، ليبقى بذلك كرسي رئيس أساقفة تونس شاغرا لمدة سنة تحت إدارة النائب العام لرئاسة الأسقفية وهو الأب نيكولا ليرنو، ليتم تعيين إيلاريو أنطونيازي رئيسا لأساقفة تونس من قبل البابا بندكتوس السادس عشر وذلك يوم 21 فيفري/فبراير2013 وهو رئيس أساقفة تونس إلى اليوم.
وفي يوم 18 فيفري/فبراير2011 تم العثور على الكاهن السالزيانيالبولندي مارك ريبينسكي والذي يبلغمن العمر أربعة وثلاثين عاما مقتولا إلا أن التحقيقات أثبتت لاحقا أنه قتل لأسباب شخصية لا علاقة لها بخلفيته الدينية، وقد تظاهر مجموعة من المواطنين التونسيين المسلمين أمام كاتدرائية تونس معبرين عن اعتذارهم وتظامنهم مع رئاسة أسقفية تونس والعائلة المسيحية الكاثوليكية بتونس.[57]
يبلغ عدد الكاثوليك بالبلاد 30.700 نسمة وذلك حسب الإحصائيات الكنسية الصادرة في الدليل الحبري لسنة 2017[62] وهم من التونسيين والأجانب، أما التونسيين فهم من الإيطاليين التونسيين والفرنسيين التونسيين والمالطيين التونسيين، وقد بلغ عدد التونسيين الإيطاليين سنة 2003 حوالي 3.000 نسمة من بينهم 900 تعود جذورهم إلى ما قبل مجيء الحماية الفرنسية، وفي سنة 2015 بلغ عدد التونسيين الفرنسيين الكاثوليك حوالي 13.870 نسمة إلا أن نسبة ممارسة الكثلكة عند الفرنسيين الكاثوليك لا تتجاوز 5% ليكون بذلك عدد التونسيين الفرنسيين الذين يرتادون الكنائس الكاثوليكية بتونس حوالي 700 فقط[63]، وبالنسبة للتونسيين المالطيين فهم لا يتجاوزون 100 نسمة ولم يتبقى من المالطيين الأوائل الذين دخلوا تونس سوى بضعة أشخاص والبقية تجنسوا فيما بعد، هذا بالإضافة إلى حوالي 100 تونسي من أبناء البلاد الأصليين الذين اختاروا بحرية الكثلكة والذين عمدوا إما خارج البلاد أو داخلها. وأما غير التونسيين فهم من جنسيات مختلفة من قارّات العالم الخمسة إلا أغلبيتهم من أفارقة جنوب الصحراء وهم طلبة ودبلوماسيون وموظفون في عدة مؤسسات خاصة البنك الإفريقي للتنمية. هذا بالإضافة إلى العديد من السياح الذين يرتادون الكنائس في فترة زيارتهم للبلاد ويكون ذلك بالأساس في فصل الصيف.
^"Carthage". المعهد الوطني للتراث - تونس (بar-ma). Archived from the original on 2020-01-02. Retrieved 2019-03-15.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^"Wikiwix's cache"(PDF). archive.wikiwix.com. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2020-01-02. اطلع عليه بتاريخ 2019-12-02. {{استشهاد ويب}}: الاستشهاد يستخدم عنوان عام (مساعدة)
^"Wikiwix's cache"(PDF). archive.wikiwix.com. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2020-04-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-03. {{استشهاد ويب}}: الاستشهاد يستخدم عنوان عام (مساعدة)
Gugus fungsi sulfonamida Hidroklortiazid merupakan sulfonamida dan tiazid. Furosemid merupakan sulfonamida, tetapi bukan tiazid. Sulfametoksazol merupakan sulfonamida yang bersifat antibakteri. Sulfonamida (atau sering juga disebut obat sulfa) merupakan golongan obat-obatan yang memiliki gugus fungsi sulfonamida. Golongan obat ini ada yang memiliki sifat antimikroba dan ada juga yang tidak. Obat sulfa yang tidak memiliki aktivitas antibakteri misalnya sultiam yang digunakan sebagai antikonvul...
When the Second World War broke-out, the Dominion of Newfoundland was a Dominion governed directly from the United Kingdom via the Commission of Government. As Newfoundland was being administered by the Commission of Government, and had no functioning parliament, the British declaration of war on Germany automatically brought Newfoundland into a state of war with Germany on 3 September 1939.[1] Raising of the Newfoundland Militia The period between the two World Wars saw great politic...
Agua Caliente County ParkAgua Caliente County Park, San Diego County, CaliforniaShow map of San Diego County, CaliforniaShow map of CaliforniaCoordinates32°57′00″N 116°18′11″W / 32.950°N 116.303°W / 32.950; -116.303Area910 acres (370 ha; 1.42 sq mi)[1]Elevation1,350 feet (410 m)Operated bySan Diego CountyOpenLabor day weekend to last weekend of MayDay use 9:30 am to 5:00 pm[2]Camp sites140Full and partial RV hookups,...
Cet article est une ébauche concernant un architecte américain. Vous pouvez partager vos connaissances en l’améliorant (comment ?) selon les recommandations des projets correspondants. Pour les articles homonymes, voir Howe. George HoweLe Philadelphia Saving Fund Society Building.BiographieNaissance 17 juin 1886WorcesterDécès 16 avril 1955[1] (à 68 ans)Sépulture Cimetière de Mount AuburnNationalité américaineFormation Université HarvardActivité ArchitecteAutres informa...
English academic and Catholic priest This biography of a living person needs additional citations for verification. Please help by adding reliable sources. Contentious material about living persons that is unsourced or poorly sourced must be removed immediately from the article and its talk page, especially if potentially libelous.Find sources: Aidan Nichols – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (September 2016) (Learn how and when to remove th...
English jazz musician Mike WestbrookWestbrook performing at his William Blake Project, Glad Day, in London on 6 December 2008Background informationBirth nameMichael John David WestbrookBorn (1936-03-21) 21 March 1936 (age 87)High Wycombe, EnglandGenresAvant-garde jazzOccupation(s)Jazz pianist, composerInstrument(s)PianoYears active1958–presentWebsitewww.westbrookjazz.co.ukMusical artist Michael John David Westbrook OBE (born 21 March 1936) is an English jazz pianist, composer, and writ...
Kelobot dipisahkan dari tongkol jagung. Kelobot[1] atau klobot[2] adalah daun pembungkus tongkol jagung (biasa dibuat rokok).[1] Kelobot merupakan braktea yang melingkupi tongkol. Kata ini diserap dari bahasa Jawa, klobot. Kelobot yang dikeringkan dapat digunakan sebagai bahan baku kerajinan tangan. Selain itu, kelobot juga dipakai sebagai pengganti kertas rokok untuk melinting tembakau. Referensi ^ a b (Indonesia) Pusat Bahasa Departemen Pendidikan Republik Indonesia ...
System of national standards of the People's Republic of China GB standards redirects here. For Great Britain, see Royal Standard of the United Kingdom, List of United Kingdom flags, and British Standards. GB Logo The National Standards of the People's Republic of China (Chinese: 中华人民共和国国家标准),[1][2] coded as GB, are the standards issued by the Standardization Administration of China under the authorization of Article 10 of the Standardization Law of t...
American basketball player Michael McDonaldPersonal informationBorn (1969-02-13) February 13, 1969 (age 54)Longview, TexasNationalityAmericanListed height6 ft 10 in (2.08 m)Listed weight232 lb (105 kg)Career informationHigh schoolLongview (Longview, Texas)College Utah Valley (1990–1991) New Orleans (1992–1995) NBA draft1995: 2nd round, 55th overall pickSelected by the Golden State WarriorsPlaying career1995–2006PositionCenterNumber42Career history1995–199...
MAN Truck & Bus Deutschland GmbH Tipo PúblicaISIN DE0005937007 y DE0005937031Industria AutomovilísticaForma legal Societas EuropaeaFundación 1758 (265 años)Disolución 31 de agosto de 2021Sede central Múnich, AlemaniaÁrea de operación MundialProductos CamionesAutobusesMotoresCajas de cambiosTurbomaquinariaIngresos 15.772 millones de € (2012)[1]Beneficio económico 964 millones de € (2012)Beneficio neto 189 millones de € (2012)Activos 19.918 millones de € (2012)P...
The Raceway on Belle Isle in 2008 The Detroit Sports Car Challenge presented by Bosch was the ninth round of the 2008 American Le Mans Series season. It took place at the Belle Isle temporary street circuit, Michigan on August 30, 2008. Report Andretti Green Racing scored their first overall victory, as well as the second overall victory for the Acura program. Audi failed to win the LMP1 category for the first time all season after one car crashed and the other was disqualified for a rule inf...
1995 single by the Human League One Man in My HeartSingle by the Human Leaguefrom the album Octopus B-sideThese Are the DaysReleased6 March 1995 (1995-03-06)[1]Length4:03LabelEast WestSongwriter(s) Philip Oakey Neil Sutton Producer(s)Ian StanleyThe Human League singles chronology Tell Me When (1994) One Man in My Heart (1995) Filling Up with Heaven (1995) Music videoOne Man in My Heart on YouTube One Man in My Heart is a song by English synth-pop band the Human League, ...
Mukim in Johor, MalaysiaJohor LamaMukimCountryMalaysiaStateJohorDistrictKota TinggiArea • Total19.3 km2 (7.5 sq mi) Johor Lama is a mukim in Kota Tinggi District, Johor, Malaysia. It is situated on the banks of Johor River. It was once a thriving port and the old capital of the Johor Sultanate. History Kota Johor Lama Museum Johor Lama is located near the site of the former capital of the Johor Sultanate, Kota Batu, which was established by Alauddin Riayat Shah II s...
Leader of Cuba from 1959 to 2008 El Comandante redirects here. For the TV series, see El Comandante (TV series). For other uses, see Fidel Castro (disambiguation). In this Spanish name, the first or paternal surname is Castro and the second or maternal family name is Ruz. Fidel CastroCastro c. 1959First Secretary of the Central Committee of the Communist Party of CubaIn office3 October 1965 – 19 April 2011DeputyRaúl CastroPreceded byBlas Roca CalderioSucceeded byRaú...
Series of digital movie cameras This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: CineAlta – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (May 2023) (Learn how and when to remove this template message) Sony CineAltaTypeVideo cameraInception1999 (1999)ManufacturerSonyWebsitepro.sony/ue_US/products/digital-c...
This biography of a living person needs additional citations for verification. Please help by adding reliable sources. Contentious material about living persons that is unsourced or poorly sourced must be removed immediately from the article and its talk page, especially if potentially libelous.Find sources: Donald Glaude – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (May 2010) (Learn how and when to remove this template message) Donald GlaudeDonald Gl...
River in Canada and the United States Skagit RiverGorge Lake portion of the Skagit River in WashingtonMap of the Skagit River drainage basinLocationCountryCanada, United StatesRegionBritish Columbia, WashingtonCitiesNewhalem, Marblemount, Rockport, Concrete, Sedro-Woolley, Mount VernonPhysical characteristicsSourceAllison Pass • locationE. C. Manning Provincial Park, British Columbia • coordinates49°07′23″N 120°52′39″W / 49.12306�...
Malón municipio de EspañaBanderaEscudo MalónUbicación de Malón en España. MalónUbicación de Malón en la provincia de Zaragoza.País España• Com. autónoma Aragón• Provincia Zaragoza• Comarca Tarazona y el Moncayo• Partido judicial TarazonaUbicación 41°57′12″N 1°40′15″O / 41.953333333333, -1.6708333333333• Altitud 430[1] mSuperficie 5,66 km²Población 392 h...
Questa voce sull'argomento calciatori bulgari è solo un abbozzo. Contribuisci a migliorarla secondo le convenzioni di Wikipedia. Segui i suggerimenti del progetto di riferimento. Dimităr Largov Nazionalità Bulgaria Calcio Ruolo Difensore Termine carriera 1967 Carriera Squadre di club1 1959-1967 Slavia Sofia? (?) Nazionale 1959-1966 Bulgaria20 (0) 1 I due numeri indicano le presenze e le reti segnate, per le sole partite di campionato.Il simbolo → indica un trasferimento i...