يرجع تاريخ المغرب إلى العصور السحيقة وتعاقبت عليه حضارات الآشوليون والموستيرية، العاتيرية، الإيبروموريزية، الموريتانية الطنجية، البيزنطية حتى الفتح الإسلامي بالقرن الأول هجري زمن الخلافة الأموية حيث ضم المغرب وشمال أفريقيا إلى الخلافة الأموية في دمشق وبعد سقوط الأمويين أستقل بالمغرب الأدارسة وتنازعوا النفوذ في شماله مع خلفاء بني أمية في الأندلس.
أسست قرطاجة من طرف مجموعة من تجار مدينة صور سنة 814ق.م بزعامة ديدون، وسرعان ما أصبحت مركزاً تجاريا مهما يربط الشرق بالغرب، وقد انطلق حانون منها في رحلة بحرية طويلة ومر بسواحل المغرب المتوسطية ثم سواحل الأطلنتية حيث أسس عدة مراكز منها تيماتيريون وصوليس وجيطة وغيرها، كانت المبدلات التجارية بين القرطاجينوالأمازيغ تتم بواسطة المقايضة قبل استعمال النقود البرونزية في النصف الثاني من القرن 4ق.م، وكانت قرطاجة تشتري المواد الأولية وتبيع المواد المصنعة.
((إن أساس القبيلة المغربية الأول هو الأسر المؤلفة من الأبوالأم وأبنائهما، ثم تليها العائلة وهي الأسرة الممتدة التي قد تفيد أيضاً شكلاً سكنيا معينا، إلى جانب العظم والفرقة أو الفخذة والقبيلة وصولا إلى الحلف أو اللف...)).[2] اللف: الاتحاد هنا يعني اتحاد القبائل. الفخذة: جزء من القبيلة. الحلف: الاتحاد.
انتقال الأمزيغ من النظام القبلي إلى تأسيس ممالك
كان المجتمع الأمازيغي مكونا في الأساس من قبائل، وكل قبيلة تتكون من عدة أسر أو عائلات ممتدة أو فخذة، وقد تتوحد القبائل لتكوين حلف أو لف وعندما تتوحد القبائل تساعد على تكوين الممالك ذلك ماأذا إلى تكوين مملكتي نوميدياوموريطانيا ومن أشهر الملولك الأمازيغ ماسنسا الذي وسع حدود مملكته نوميديا إصتصلح أراضيها، أمايوغرطة فقد اشتهر كقائد عسكري.
ظهور المقاومة ضد الاحتلال الروماني
((لما لم يوفق الملوك في إيقاف الزحف الاستعماري الروماني...أخذت ظاهرة المقاومة الشعبية تبرز للوجود...أخذت إذاك القبائل تحارب الرومان بصورة تلقائية. ففي الحقبة الممتدة من سنة 34ق.م إلى سنة 19ق.م دارت رحى الحرب بين الطرفين خمس مرات...فخرج من صفوف المقاومين زعماء وقادت حرب خلد التاريخ أسمائهم أمثال تاكفاريناس...وأديمون)).[3]
أسباب مقاومة الأمازيغ للرومان
من الأسباب التي دفعت الأمازيغ إلى مقاومة الرومان نجد الإستغلال الذي فرض عليهم والذي يثمثل في السيطرة على أجود الأراضي الفلاحية، وفرض السخرة على السكان، استعمال القوة في إخضاعهم، وقد تزعم هذه المقاومة عدة أشخاص مثل تتاكفاريناس وأيديمون ودونات، وكانت رغبة الأمازيغ هي طرد الرومان من البلاد.
وكانت السياسة التي تتبعها سلطات الاحتلال لتموين مخزون روما من الحبوب تزيد من إفقار السكان وتذمرهم. ولعل هذا ما حدا بكرول إلى القول إن: “معاناة السكان من تحكم روما وخاصة، متطلبات سياستها الضرائبية القاسية، جعلهم يتحينون أية فرصة للتخلص نهائيا من هذه الهيمنة”. وفي هذا السياق، يمكن فهم الخلفية السياسية التي كانت وراء عملية إنشاء الليمس. فالليمس، الذي ليس في آخر المطاف إلا شبكة من الطرق، تم تشييده لوقف زحف القبائل الرحل والحد من هجوماتها.[4]
نتائج الإحتلال الروماني
تمكن الرومان من وضع نهاية للممالك الأمازيغية بالمغرب القديم إلا أن المقاومة الأمازيغية استطاعت إضعاف الوجود الروماني ثم إخراجهم من البلاد.
ثورة دوناتوس
استتب لقسطنطين الأمر عام 312 ميلادية وبادر عندئذ بإعلان المسيحية ديانة رسمية للدولة، إذ كان المسيحيون أعوانه وأنصاره. ثم نقل كرسي مملكته إلى بيزنطة ودعاها القسطنطنية...فلما أصبح الرومانيون يعتنقونها طفق البربر يفتشون عن وسيلة أخرى ووجدوا أن هذه الوسيلة هي إيجاد خلاف في الدين فعندما مات أسقفالمغرب المدعو مانسوريوس وقع الخلاف في تسمية خليفته...وكان زعيم المعارضين راهب قرية بربرية يدعى دونات، وتألف عندئد جند من أشد الدوناتيين تعصبا وأخذوا يجوبون أطراف البلاد بدعوى ضم جميع المسيحيين إليهم، وكانوا يقولون بأنهم يريدون أن يقروا مبدأ المساواة التامة في الرزق بين الناس وأنهم لا يعترفون بأية سلطة.[5]
فشل الرومان في محو الشخصية الأمازيغية
حافظ البربر على عاداتهم...ولم يتخلوا لا عن لهجاتهم ولا آلهتهم ولاطقوسهم الجنائزية...كان هؤلاء الرعاة الجائعون ينظرون بعين راغبة إلى أراضي السهول الخصبة، ولو لم تكن الحراسة مشددة على التخوم الجبلية لنزلوا من الأعالي واستباحوا خيرات الفلاحين المستقرين لكن الفيالق الإضافية والكتيبة الثالثة كانت تشدد الحراسة...ثم جاء وقت تصدع فيه الجهاز الروماني وحينئذ ظهر للعيان أن التأثير الروماني لم يتجاوز المظهر وأن انتشاره كان محدودا؛ فالبربر حتى المتأتيرون منهم بالرومان...كل أملهم أن يزحزحوا عنهم وصاية السيد المستبد، فقد أشعل سكان الجبال طبعاً نار الحرب وتبلورت حولهم مقاومة مسلحة كادت في وقت من تعم أفريقيا كلها في وقت من الأوقات.[6]
مراجع
^François Martineaux, Histoire Universelle, volume 27 Edition des deux coqs d'or Pris 1973.