أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخراساني البيهقي المشهور بـالبيهقي، ولد في بيهق (384 - 458 هـ).[2] أحد أعلام أهل السنة والجماعة، صاحب التصانيف الجليلة والآثار المنيرة تتلمذ على جهابذة عصره وعلماء وقته وشهد له العلماء بالتقدم.[3]
نشأته وطلبه للعلم
لم تسعفنا كتبالتراجم المتوفرة بشئ عن أسرة البيهقي، لكن الذي نعلمه أنه بدأ طلب العلمووسماعهالحديث منذ نعومة أظافره وهو في سن صغيرة حيث كان عمره خمس عشر سنة.[2] قال الإمام البيهقي وهو يتحدث عن نشأته وطلبه للعلم: إني منذ نشأت وابتدأت في طلب العلم أكتب أخبار الرسول، وأجمع آثار الصحابة الذين كانوا أعلام الدين، وأسمعها ممن حملها، وأتعرف أحوال رواتها من حفاظها، وأجتهد في تمييز صحيحها من سقيمها، ومرفوعها من موقوفها، وموصولها من مرسلها، ثم أنظر في كتب هؤلاء الأئمة الذين قاموا بعلم الشريعة وبنى كل واحد منهم مذهبه على مبلغ الكتاب والسنة، فأرى كل واحد منهم قصد الحق فيما تكلف واجتهد في أداء ماكلف، وقد وعد رسول الله في حديث صحيح عنه لمن اجتهد فأصاب أجرين، ولمن اجتهد وأخطأ أجرا واحدا، ولا يكون الأجر على الخطأ وإنما يكون على ماتكلف من الاجتهاد، ويرفع عنه إثم الخطأ بأنه إنما كلف الاجتهاد في الحكم على الظاهر دون الباطن، ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل.
قال أبو المعالي الجويني: ما من شافعي إلا والشافعي عليه مِنَّة إلا أبو بكر البيهقي، فإن له مِنَّة على الشافعي في نصرة مذهبه. وقال الذهبي تعقيبًا على الجويني: أصاب أبو المعالي، هكذا هو، ولو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبًا يجتهد فيه لكان قادرًا على ذلك، لسعة علومه، ومعرفته بالاختلاف، ولهذا تراه يلوح بنصر مسائل مما يصح فيها الحديث.[8][9]
قال أيضا: هو أبو بكر الفقيه، الحافظ الأصولي، الدَّيِّنُ الورع، واحد زمانه في الحفظ، وفرد أَقرَانه في الإِتقان والضَّبط، من كبار أصحاب الحاكم، ويزيد على الحاكم بأنواع من العلوم.[10]
قال تاج الدين السبكي: «كان الإمام البيهقي أحدَ أئمة المسلمين، وهداة المؤمنين، والداعي إلى حبل الله المتين، فقيه، جليل، حافظ، كبير، أصولي، نحرير، زاهد، ورع قانت لله، قائم بنصرة المذهب أصولا وفروعا، جبل من جبال العلم».[12]
قال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل في تاريخه: ( كان البيهقي على سيرة العلماء قانعاً بالقليل متجملاً في زهده وورعه ) .
وقال ابن خلكان: وهو من أول من جمع نصوص الشافعي في عشر مجلدات، وكان أكثر الناس نصرا لمذهب الشافعي، وطلب إلى نيسابور لنشر العلم، فأجاب، وانتقل إليها.[13]
وقال محمد بن عبد العزيز المرزوي الحبوجردي: رأيت في المنام كأن تابوتا علا في السماء يعلوه نور فقلت ما هذا فقال هذا تصنيفات أحمد البيهقي.[14]