محيي الدين محمد بن بهاء الدين[1](ت 952هـ = 1545م) هو الشيخ الإمام محيي الدين محمد بن بهاء الدين بن لطف الله الرحماوي البيرامي الرومي الشهير ببهاء الدين زاده، فقيهحنفيصوفي من الموالي الروميّة، معمر من أهل (بالي كسري) جمع بين آداب الطريقة وعلوم الشرع.
أقام في القسطنطينية، وكان عالماً فاضلاً في العلوم الشرعية والفرعية ماهراً في العلوم العقلية، عارفاً بالتفسيروالحديث، والعربية، زاهداً ورعاً ملازماً لحدود الشريعة، ولما مرض مفتي التخت السلطاني علاء الدين الجمالي، وطالت مرضته وعجز عن الكتابة قيل له اختر من العلماء من يكون مقامك، فاختار المولى المذكور لوثوقه بفقهه وورعه وتقواه.
وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ووقع منه كلام في حق إبراهيم باشا الوزير بسبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فحنق عليه الوزير، فخافوا على الشيخ منه، وأشاروا إليه أن يسكت عنه فقال: «غاية ما يقدر عليه القتل وهو شهادة، والحبس وهو عزلة وخلوة، والنفي وهو هجر.»
من مكاشفاته ما حكاه صاحب الشقائق عن نفسه أنه لما كان مدرسا في إحدى الثماني رأى في المنام في ثلث الليل الأخير أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى إليه تاجا من المدينة المنورة، فلما صلى الصبح دخل عليه رجل من قبل صاحب الترجمة لم يكن دخل عليه قبل ذلك فقال له الشيخ: أن الواقعة التي رأيتها معبرة بأنك ستصير قاضيا، ثم اجتمع به صاحب الشقائق بعد مدة فذكر له الواقعة، وتعبيره إياها مما تقدم فقال له: نعم هو كذلك فقال له: إنما أطلب القضاء فقال له: لا تطلب، ولكن إذا أعطيته بلا طلب، فلا تزده قال صاحب الشقائق: وكان هذا أحد أسبابه لقبول منصب القضاء.
وفاته
حج سنة 951هـ فمر ببلاد الشام، ولما رجع في السنة القابلة (نحو 952هـ = 1545م) مات ببلده قيصرية، ودفن بها عند قبر الشيخ إبراهيم القيصري، وهو شيخ شيخه.