سقطرى هي أرخبيل يمني يتبع إقليم حضرموت مكون من ست جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، وتقع على بعد حوالي 240 كيلومترًا (150 ميل) شرق سواحل الصومال و 380 كيلومترًا (240 ميلًا) جنوب شبه الجزيرة العربية.[1] يشمل الأرخبيل [2] جزيرة رئيسية وهي سقطرى، وخمس جزر أخرى هي درسة وسمحة وعبد الكوري، وصيال عبد الكوري وصيال سقطرى [3] وسبع جزر صخرية وهي صيرة وردد وعدلة وكرشح وصيهر وذاعن ذتل وجالص [4]، وتعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية واليمنية، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، عاصمة الجزيرة حديبو، وبلغ عدد سكان الجزيرة حسب تعداد 2004م 175,020 ألف نسمة.[5] ترجع شهرة سقطرى وأهميتها التاريخية إلى بداية العصر الحجري وازدهار تجارة السلع المقدسة، ونشاط الطريق التجاري القديم - طريق اللبان، حيث اشتهرت سقطرى بإنتاج الند وهو صنف من أصناف البخور، وبإنتاج «الصبر السقطري» كأجود أنواع الصبر وزادت أهميتها وتردد ذكرها إلى شعوب حضارات العالم القديم التي كانت تنظر إلى السلع المقدسة نظرة تقديس البخور والمر والصبر واللبان ومختلف الطيب، وكانوا يسمون الأرض التي تنتج هذه السلع الأرض المقدسة ولهذا سميت جزيرة سقطرى عند قدماء اليونان والرومان بجزيرة السعادة.[6]
خلّف انعزال الجزيرة الطويل عن أفريقيا وشبه الجزيرة العربية مستوى فريد وغير مألوف من الاستيطان الحيوي على الجزيرة، وكذلك في المستوى الاجتماعي لسكان الجزيرة.[7]
وهي في موقع استثنائي من حيث التنوع الكبير في نباتاته، ونسبة الأنواع المستوطنة، حيث أن 73% من أنواع النباتات (من أصل 528 نوعاً) و 09% من أنواع الزواحف و 59% من أنواع الحلزونيات البرية المتواجدة في الأرخبيل غير موجودة في أي مناطق أخرى من العالم.[8] أما بالنسبة للعصافير، فالموقع يؤوي أنواعاً هامة على المستوى العالمي (291 نوعاً، يتوالد 44 منها في الجزر، فيما يهاجر 58 منها بانتظام)، ومن بينها بعض الأنواع المهددة بالانقراض، وتتميز الحياة البحرية في سقطرى بتنوع كبير، مع تواجد 352 نوعاً من المرجان الباني للشعب، و 730 نوعاً من الأسماك الساحلية، و 300 نوع من السراطين والكركند والإربيان.[8]
صُنِّفَت الجزيرة كأحد مواقع التراث العالمي في عام 2008[9]، وصنفتها صحيفة النيويورك تايمز كأجمل جزيرة في العالم لعام 2010[10] نظراً للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة وانعكاسها على العالم.[9] في أكتوبر من عام 2013، أصبحت محافظة أرخبيل سقطرى محافظة مستقلة عن محافظة حضرموت.[11]
سُقُطْرَى هو الاسم المحلي لهذه الجزيرة، كما ذكره المؤرخون القدامى بتنوعيات طفيفة مثل سقطرة، سقطراء، أُسقُطْرى، أُسقوطْرَة، سوقوطراء. وضبط ياقوت الحموي اسمها في معجمه بضم أوله وثانيه وسكون طائه وألف مقصورة (سُقْطْرى)، وروى الاسم بالمد في آخره (سقطراء) ويكتب أيضاً بالتاء المربوطة (سقطرة) والأرجح سقطرى.
خاض الباحثون كثيراً في تأصيل الاسم من اللغة الهند القديمة السنسكريتية (سكهادارا सुखतारा) و(دويفا سكهادارا द्वीप सुखतारा) بمعنى "جزيرة السعادة"، ثم حرفه اليونانيون إلى (ديوسكوريدس Διοσκορίδους)، إلا أن الرأي العلمي الراجح ما وضحه المستعرب والتر مولر بان الاسم سقطرى أصيل من لغة أهل الجزيرة نفسها وليس اقتراضاً عن الهندية ولا اليونانية.
ورد اسم شعب هذه الجزيرة في نقشين سبئية (النقش CIH 621 سطر 6؛ والنقش BR-Yanbuq 47 سطر- 5) بشكل "س ك ر د" (ونطقه الافتراضي: سَكُورِد)، ثم جرى تعريبه لاحقاً بشكل "سقطرى". تاريخ الاسم الهندي مجهول، ويفترض مولر أن اليونان قد ابتكروا صيغة محرفة لاسم الجزيرة بتأثيل شعبي زائف لاسم سَكُورِد، عبر اسم مألوف عندهم وهو "ديوسكوريدس" Dioskouridēs، وربما ربطوه بأسطورة الأخوين المعروفان باسم "Dioscuri" (كاستور وبولوكس)، لاسيما وأن اليونانيين كانوا يقدسونهما بصفتهما منقذان للبحارة في أوقات الشدة.[12] ويقترح الباحثون أن الصيغة اليونانية إنما هي مركبة من جزئين "ديو-سكوريدس"، وتشير إلى كون الاسم في الأصل "ذو-سكورد" على الأرجح، كما هو شائع في أسماء القبائل والمواضع في لغة النقوش.
من أقدم الآثار التي عثر عليها في سقطرى هو موقع قديم يقع بالقرب من قرية راكف شرق الجزيرة يرجح أن يكون بقايا مشغل لصنع الأدوات الحجرية من أحجار الصوان (العصر الحجري) وذلك حسب مصادر البعثة الروسية اليمنية التي عملت بالجزيرة إذ تغطي فيها اللقى الأثرية مساحة تقدر بـ 1600 متر مربع، كما عثر في القرية على مجموعة من المدافن بها هياكل وجماجم وعظام وكذلك بقايا سكاكين حديد ودبوس برونزي وإناء كروي من الفخار الأحمر، ويرجح أن تاريخ تلك المدافن يعود للنصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد.
وفي منطقة أريوش عُثر على مخربشات ورسوم صخرية لم يُحدد تاريخها لكنها شبيهة بالنقوش اليمنية القديمة وكذلك النقوش والرسوم التي عثر عليها في الجزيرة العربية من صور سحرية ومناظر للإنسان والحيوان، أما اللقى الأثرية التي عثر عليها في وادي حجرة فتدل على قطع من أواني فخارية مستوردة يعود تاريخها إلى القرن الثاني حتى القرن السادس للميلاد.
مع إنه من غير المعروف بالضبط متى استوطن الإنسان أرخبيل سقطرى، إلا إن عالم الآثار الكسندر سيدروف- مدير متحف الشعوب الحضارية في روسيا ورئيس البعث الأثري الروسية في سقطرى يقول إنه قد تم العثور على موقع يعود إلى العصور الحجرية أي إلى ما قبل مليون ونصف المليون سنة، الأمر الذي يؤكد أن الإنسان القديم سكن هذه المنطقة المهمة من العالم وقد تكون الجزيرة متلاصقة مع القارات الأخرى، مضيفاً بأن ديانة سكان الجزيرة قديما كانت كديانة سكان حضرموت الذين كانوا يعبدون الإله سين “ذو عليم” في العالم القديم. ونجد العديد من المؤرخين قد أشار إلى الجزيرة وخاصة المؤرخين الرومان والإغريق، وبعض المؤرخين والجغرافيين العرب.
كانت الجزيرة تتبع مملكة حضرموت في القرن (330) قبل الميلاد، حاول الأغريق والفراعنة وكذلك الفرس والروم السيطرة على جزيرة سقطرى.
استولى الحميريون على جزيرة سقطرى في عام 320 في القرن الرابع الميلادي، بعد استيلائهم على مملكة حضرموت.
احتل إسطول برتغالي بقيادة ترستاو دا كونها وألفونسو دي ألبوكيرك سقطرى في 1507 ثم رحلوا عنها سنة 1511م.[13][14]
أشار المؤرخ الحضرمي شنبل إنه في عام 1509م شن خميس وعامر أبناء سعد بن الزويدي من قشن غارات على سقطرى التي كانت آنذاك في قبضة الفرنج -يقصد هنا البرتغاليين- فاقتتلوا معهم وقتل ما يقارب العشرة من الفرنج، وتغلّب المسلمون عليهم وسيطروا على جزء من ممتلكاتهم.
اضطر البرتغاليين في عام 1511م إلى مغادرة سقطرى، ومنذ ذلك الوقت عاد المهريون الأسياد الرئيسيين في الجزيرة، وقد أسسوا سلطنة المهرة في قشن وسقطرى في 1549، وتعرضت الجزيرة للإحتلال البريطاني، وكان سلاطينها يقاومون تلك الهجمات.
في عام 1876م وصل من مستعمرة عدن إلى سقطرى المندوب السياسي البريطاني ووقع مع سلطان قشن وسقطرى على معاهدة لضمان حماية بضائع وركاب السفن البريطانية، وفي 1886 أصبحت سلطنة المهرة محمية بريطانية، ثم أصبحت فيما بعد جزءاً من محمية عدن. وفي 30 نوفمبر 1967م مع نجاح ثورة 14 أكتوبر نزلت في الجزيرة فرقة من الجبهة القومية للتحرير، وانتهت بذلك سلطنة المهرة في قشن وسقطرى، وأصبحت سقطرى جزء من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تابعة لـ محافظة حضرموت.
كانت سقطرى في العهد السوفياتي قاعدة بحرية عسكرية سوفياتية متقدمة، للبوارج والأساطيل، ظلت تعمل حتى قيام الوحدة اليمنية عام 1990م.[15]
في 29 يناير 2018، أعلنت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في الأرخبيل دعمهم للمجلس أثناء الاقتتال الداخلي في عدن.[16]
بعد أن نشرت الإمارات العربية المتحدة قواتها في الجزيرة كجزء من التدخل العسكري في اليمن، اتهمتها بعض الفصائل السياسية اليمنية بالقيام بأعمال سلب ونهب، مدعية أن القوات الإماراتية قد دمرت الحياة النباتية في الجزيرة.[17]
في 3 مايو 2018، نشرت الإمارات أكثر من 100 جندي في الجزيرة، واستولت على منشآت رئيسية مثل مطار سقطرى وطردت الجنود اليمنيين، ورفعت تلك القوات علم دولة الإمارات وصور ولي عهدها محمد بن زايد آل نهيان في المباني الرسمية والشوارع الرئيسية.[18][19] على خلفية هذا الأمر صرَّح مسؤولون يمنيون: «قامت طائرات شحن إماراتية بنشر الدبابات ووسائل النقل المدرعة والمعدات الثقيلة في سقطرى.»[20] جدير بالذكر أن الجزيرة تقع بالقرب من طرق الشحن الرئيسية التي تهتم دولة الإمارات العربية المتحدة بالسيطرة عليها وحمايتها باعتبارها العمود الفقري لاقتصادها. كما يوجد في سقطرى مطار به مهبط طائرات طوله 3 كيلومترات يسمح بهبوط الطائرات العسكرية الثقيلة.
في 5 مايو نشرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ بياناً لمجلس الوزراء اليمني، وصف الإجراء العسكري الذي قامت به القوات الإماراتية مؤخرا في جزيرة سقطرى أمرٌ غير مبرر.[21] واتهمت الحكومة اليمنية الإمارات بالاستيلاء على ميناء ومطار سقطرى. وقال مصدر في الحكومة لرويترز: «إن التحرك الإماراتي استعراض قوة من أجل "مصالح تجارية وأمنية"» واتهم الإمارات بمحاولة استعمار اليمن.[22] ولكن دولة الإمارات نفت تلك الإتهامات في بيان لوزارة الخارجية الإماراتية وأكدت أنه ليس لديها مطامع في اليمن أو أي جزء منه وقالت «إنها تقوم بدور متواز في جزيرة سقطرى للحفاظ على الأمن والاستقرار ودعم المشاريع التنموية» واتهمت الإخوان المسلمون بشن حملات تستهدف الإمارات التي تعتبر ركنا من أركان جهود التحالف العربي الرامية إلى استتباب الأمن والاستقرار وعودة الشرعية.[23] في العاشر من مايو 2018 تقدمت الحكومة اليمنية بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي عبر بعثتها إلى الأمم المتحدة بشأن التواجد العسكري الإماراتي بالجزيرة.[24] بعد أسبوعين وبالتحديد في 14 أيار/مايو، تم نشر جنود تابعين للقوات البرية السعودية في الأرخبيل وذلك من أجل عقد صفقة توسطت فيها بين الإمارات العربية المتحدة واليمن؛ كما حاولت الفرقة السعودية القيام بتدريبات عسكرية مشتركة وإعادة الرقابة الإدارية للمباني الحكومية للقوات اليمنية صاحبة الشرعية ومالكة المنطقة.[25][26]
يقع أرخبيل سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية أمام مدينة المكلا شرق خليج عدن حيث نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وكذلك إلى الشرق من القرن الإفريقي، وتبعد حوالي 300 كيلومتر عن أقرب نقطة في الساحل اليمني عن رأس فرتك في محافظة المهرة، و 900 كيلومتر عن مدينة عدن.
تقع جزيرة سقطرى بالقرب من خط الأستواء، بين خطي طول 53.19 و 54.33 شرق خط غرينتش الدولي وبين دوائر العرض 12.8 و 12.42 شمال خط الاستواء، وذلك الموقع جعل مناخها يتسم بالمدارية عموماً. وقد أتاح هذا الموقع خصوصية السمات المناخية للجزيرة مما جعلها تتمتع بتنوع في الغطاء النباتي.
تقع سقطرى في الممر الدولي البحري الذي يربط بين دول المحيط الهندي بالعالم.
تبلغ مساحة جزيرة سقطرى حوالي 3,650 كيلومتر مربع، من «رأس مومي» وهو أقصى الشرق إلى «رأس شوعب» أقصى الغرب 135 كيلومتر بينما أقصى امتداد بين الشمال والجنوب يصل إلى 42 كيلومتر.
تتمتع الجزيرة بتضاريس مختلفة، حيث توجد السهول والهضاب والمناطق الجبلية والمناطق الساحلية، ففي الوسط هضبة شديدة التضرس مكونة من الصخور الجيرية ويحيط بها سلاسل جبلية مكونة من الجرانيت ومخروطية الشكل شديدة الارتفاع والانحدار، وتعد «جبال حجيرة» من أكثر السلاسل أرتفاعاً وامتداداً في الجزيرة، فيما نجد الشمال والجنوب عبارة عن سهول ساحلية تقطعها الحصى والأحجار الرملية مع وجود مناطق متفرقة للكثبان الرملية المنتمية للنوع الهلالي، ويتركز سكان الجزيرة على السواحل ويندر وجودهم في المناطق الجبلية.
تتوزع تضاريس الجزيرة بين جبال وسهول وهضاب وأودية وخلجان وذلك كما يلي:
تشغل هذه الهضبة معظم مساحة الجزيرة وتطل على السهول الساحلية بشكل متدرج في الانخفاض ويقسمها وادي «دي عزرو» إلى قسمين رئيسين هما: الهضبة الشرقية والهضبة الغربية.
تتوزع الجبال في جهات متفرقة من سطح الهضبة الوسطى، وأهمها سلسلة «جبال حجهر»، وأعلى قمة فيها يبلغ ارتفاعها 1505 متر، وتمتد هذه السلسلة من الجبال من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي لمسافة 24 كم تقريباً، ويزداد ارتفاعها في الوسط والشرق وتضيق وتنخفض في الغرب، كما توجد عدد من الجبال الأخرى أهمها «جبال فالج» إلى الشرق، أعلى قمة فيها 640 متراً، وجبال قولهل إلى الجنوب الغربي أعلى قمة فيها (978 متراً).
يوجد في جزيرة سقطرى عدد كبير من الأودية، وتتخذ مسارات واتجاهات عدة بحسب تأثيرات السطح وهي كما يلي:
تتميز الجزيرة بثلاثة مناخات وهي كالتالي:
تترواح كمية تساقط الأمطار من 33 إلى 290 مل خلال العام.
تتعرض الجزيرة لرياح شديدة جنوبية غربية تصل ذروتها في مطلع شهر يونيو حتى أواخر شهر أغسطس ثم تبدأ بالانخفاض التدريجي لتصل في بداية أكتوبر إلى سرعة عادية عندما تتحول إلى رياح شمالية شرقية، وتقل سرعتها إلى 10 عقد، أمَّاالرياح الجنوبية الغربية في شهري يونيو ويوليو وأغسطس فتصل سرعتها إلى 40-50 عقدة، وقد تصل في بعض الأجزاء من الجزيرة إلى أكثر من 55 عقدة، ويرافقها حالة اضطراب شديد للبحر.
قدر عدد سكان الجزيرة عام 1966 حوالي 16,000 نسمه بينما وصل عام 1973م 30,000 نسمة، وذكرت نتائج التعداد العام للمساكن والسكان الذي نفذته الجمهورية اليمنية عام 1994م أن عددهم وصل إلى 44,880 نسمة، وبحسب تعداد اليمن 2004 بلغ عدد السكان 65514 نسمة.
وسكان سقطرة يتميزون في عمومهم بعدم التنافر العرقي إذ تشير الدراسات إلى أنهم ينحدرون من سكان الحميريين واليمنيين النازحين من المهرة وأفريقيا وبالرغم أنه تعاقبت على هذه الجزيرة موجات من البرتغاليين والرومان من قبلهم بهدف احتلالها فضلاً عن الإنجليز الذين جاءوا مؤخراً في عام 1954م، إلا أن ذلك لم يشكل في حد ذاته تبلور مجموعات سكانية مميزة ولها طابعها الخاص بها. وهذا يشير إشارة واضحة إلى أن جزيرة سقطرة تشكل عموم سكانها أصول يمنية خالصة الأمر الذي يمنح هذا الإقليم عنصر قوة جيويولجكية يضاف لبقية العناصر السالفة الذكر.
تعود أصول سكان جزيرة سقطرى إلى مهرة بن حيدان كما جاء في كتاب لسان العرب للهمداني، وقبائل حِمْيَريَّة وهناك بعض العشائر يعود أصلها إلى حضرموت وسلطنة عمان. وكانت جزيرة سقطرى عاصمة للسلطنة المهرية إلى عام 1967 حيث سقطت بيد أفراد من الجبهة القومية للتحرير القادمة من اليمن، وضمت إلى اليمن الجنوبي ثم إلى الجمهورية اليمنية.
يشكل أرخبيل سقطرى نظاماُ أيكولوجياً بحرياً مستقلاً، حيث أن الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة، وأهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة، حيث يوجد في الجزيرة تسعة أنواع من أشجار اللبان من أصل 25 نوع في العالم.
سُجل في الجزيرة حوالي (850) نوعاً من النباتات منها حوالي 270 نوعاً مستوطنة في الجزيرة، ولا توجد في أي مكان آخر من العالم. من بين الأنواع الهامة والقيمة شجرة دم الأخوين وفي الجزيرة عشرة أنواع من النباتات النادرة والمهددة من أصل 18 نوع في العالم.
يعتبر الجزء الشمالي الغربي من خليج عدن والمنطقة المحيطة بأرخبيل سقطرى من بين أكثر المناطق البحرية إنتاجية في العالم وتقارن في إنتاجيتها سواحل البيرو وغرب أفريقيا.
تؤوي الجزيرة أنواعاً هامة من العصافير على المستوى العالمي (291 نوعاً، يتوالد 44 منها في الجزر، فيما يهاجر 58 منها بانتظام)، ومن بينها بعض الأنواع المهددة بالانقراض. وتتميز الحياة البحرية في سقطرى بتنوع كبير، مع تواجد 352 نوعاً من المرجان الباني للشعب، و730 نوعاً من الأسماك الساحلية، و300 نوع من السراطين والكركند والإربيان.
سُجِّلَ في جزيرة سقطرى 850 نوع من أنواع النباتات، 270 نوع منها مستوطن أي أنه يوجد في الجزيرة ولا يوجد في أي مكان آخر في العالم، كما أنه يوجد في الجزيرة 10 أنواع من النباتات النادرة جداً والمهددة، والتي أُدْرِجَ 7 أنواع منها في الكتاب الأحمر للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنها نباتات نادرة جداً ومهددة.
تتميز جزيرة سقطرى بغطاءٍ نباتي وفير حيث تصل الأنواع النباتية فيها إلى حوالي (750 نوعاً) نباتياً بينها مجموعة من النباتات يستفاد منها في الطب الشعبي وعلاج الكثير من الأمراض، ومن هذه النباتات أشجار الصبر السقطري وأشجار اللبان والمر ودم الأخوين بالإضافة إلى نباتات طبية أخرى شائعة الاستعمال في الجزيرة مثل الجراز والأيفوربيا وغيرها، كما يوجد في الجزيرة نباتات نادرة أخرى ومما يلفت نظر الزائر انتشار شجرة «الأمتة» بالإضافة إلى غابات أشجار النخيل الكثيفة المنتشرة في أماكن كثيرة أهمها ضفاف الوديان الجارية فيها المياه على مدار العام حيث تشكل بساطاً سندسياً أخضر مع زرقة البحر المحيط بالجزيرة لوحة فنية رائعة.
من أهم الأشجار والنباتات النادرة في سقطرى: شجرة دم الأخوين، ونبات فرحل، ونبات الأمتة أو الأمتا، ونبات كرتب، وشجرة «إكشا»، ونبات الصبر السقطري: طيف، ونبات قمحم، وشجرة الرمان البري (رهيني - صبر يهر)، نبات إشهب.[6]
تعتبر سقطرى موئلاً طبيعياً للكثير من الطيور تقدر بحوالي 179 والتي تعيش في 32 موقعاً على الجزيرة منها 41 نوعاً تقيم وتتكاثر وستة أنواع من الطيور المستوطنة التي لا وجود لها في مكان آخر من العالم، ومن أشهر الطيور الموجودة بالجزيرة: الصقر الحوام السقطري، وطائر السوادية الأفريقية: وتدعى في سقطرى «ضفحن»، وطائر الجشنة ويطلق عليه اسم «قسقس». وطائر «الهازجة» وهو طائر مهدد بالانقراض، له صوت جميل ومميز ويتواجد على الكثبان الرملية ذات الغطاء النباتي القليل. وطائر المغرد السقطري: شديد الخوف والخجل.[6]
يوجد في جزيرة سقطرى 52 كهفاً ومغارة منتشرة على امتداد الجبال الموجودة في الجزيرة، أكبرها مغارة «جنيبة شبهن» بمنطقة دكسم السياحية، التي أكتشفت في مايو 2005، حيث يتجمع فيها عدد كبير من أشجار شجرة دم الأخوين الشهيرة وغير الموجودة في سواها، ويبلغ طول كهف «جنيبة» حوالي 7.5 كيلو مترات، ويعتبر الأكثر إبهاراً من حيث التكوينات الكلسية والشكل الجمالي للإبداع الرباني ووفرة المياه فيه، ويعد جنيبة ثاني الكهوف المكتشفة بعد الكشف عن كهف حوق أو «هوك» بمنطقة حالة الذي يبلغ طولة 3 كيلو متر.[31]
تعتبر مغارة «دي جب» في «سهل نوجد» من المغارات الأكبر حجماً في الجزيرة، حيث تتسع لعدد من الأسر، كما يمكن للسيارة التي تقل الزوار الوصول إلى جوف المغارة والتحرك بداخله دخولاً وخروجاً دون عناء، وتبعد مغارة دي جب عن مركز حديبو بمسافة (75 كيلو متر).
وتستخدم الكهوف في أوقات الأعاصير الموسمية، حيث ينزح إليها سكان الجزيرة مع مواشيهم من بقر وغنم في فترات سقوط الأمطار الغزيرة والفيضانات والأعاصير.
كهف حوق أو «كهف هوك» هو من أجمل كهوف الجزيرة، يقع في نهاية جبل حالة بمنطقة حالة، على بعد 50 كيلو متر من حديبو، ولم تعرف مساحته الإجمالية بشكل دقيق، لكن بعثة بلجيكية تعمقت فيه لحدود ثلاثة كيلو متر، اعتبرت البعثة الكهف واحداً من غرائب الطبيعة في العالم، ويعد من أهم المزارات السياحية في سقطرى نظراً للنقوش التاريخية والرسومات الفنية والقطع الأثرية المنتشرة فيه.[32]
تقول بعض الروايات أن الكهف استخدم في السابق كمعبد ديني يأوي إليه المسافرون والبحارة من أرجاء العالم في طريقهم إلى آسيا وأفريقيا عبر سقطرى، وكانوا يمارسون فيه طقوسهم الدينية وقد عثر في الكهف على نصوص ولوحات مكتوبة بالخط المسند، [33] ومنها لوحة تقول: «أنا عبقر السومري أرجو ممن وجد هذه اللوحة أن يقرأها ويحفظها في مكانها في الكهف»، وهذه اللوحة تعود إلى 500 سنة قبل الميلاد وكتبها الرجل من دون أن يغير شيئاً في الكهف وكأن لديه وعياً بالمحافظة على مقتنيات الكهف قبل آلاف السنين.
تمتد شواطئ الجزيرة مسافة (300 ميل) ولها خصائص فريدة من حيث كثبان رمالها البيضاء النقية حيث تبدو للزائر كأنها أكوام من محصول القطن ومعظمها مظللة بأشجار النخيل. تطل على مياه البحر الخالي من عوامل التلوث حيث تشاهد أنواع الأسماك تسبح فيها، وجميعها مواقع مثلى للاستجمام والغوص بعد توفر خدمات البنية الأساسية في الجزيرة وتهيئة تلك الشواطئ بالخدمات السياحية، كما تحتوي مياه الشواطئ على أحياء مائية عديدة ونادرة منها السلاحف المتنوعة الأشكال مثل السلاحف الخضراء الكبيرة الحجم. بالإضافة إلى الشعب المرجانية واللؤلؤ الذي اشتهرت به سقطرى منذ العصور التاريخية القديمة.[34][35]
من أبرز الشواطئ الموجودة داخل الجزيرة: ساحل محمية «ديحمري»: التي تأتي في المرتبة الأولى؛ نظرا لما تحتويه من الشعاب المرجانية النادرة على مستوى الجزيرة وعلى مستوى العالم.
وفي المرتبة الثانية يأتي شاطئ «عرهر» ويتميز بكثبانه البيضاء الجميلة والمياه العذبة الجارية إلى البحر من الكهف طول السنة ويزيد جريانه بزيادة نسبة هطول الأمطار، كما يستطيع الزائر لمحمية عرهر أن يتمتع بمشاهدة سرطان البحر وصغار السلاحف المائية وهي تركض مسرعة على الشاطئ وكأنها كرات خضراء تضرب الرمال بأذرعها التي تشبه مجاذيف صغيرة، لتحتمي بمياه المحيط من الطيور الجارحة التي تنقض عليها.
يوجد في جزيرة سقطرى عدد من شلالات المياه الغزيرة تنتشر في مواقع مختلفة أهمها شلالات «دنجهن» في حديبو حيث يبعد عن المركز بمسافة (6 كم) فقط، وكذلك شلالات حالة، ومومي، وقعرة وعيهفت ومعظم تلك الشلالات تنبع من أعالي الجبال على مدار العام. وبصورة عامة: إن تنشيط الحركة السياحية إلى جزيرة سقطرى بحاجة إلى توفير خدمات البنية الأساسية في عموم مناطق الجذب السياحي وبالتالي توفير الخدمات السياحية المساعدة في إطار الخطة المتكاملة لحماية مناطق المحميات الطبيعية.
يوجد في جزيرة سقطرى ثلاث فنادق فقط وهذا يدل على أن الحكومة لا تستثمرها ولا يوجد مستثمرون يمنيون فيها.
وسائل النقل العام في سقطرى تقتصر على عدد قليل من الحافلات الصغيرة، أو استئجار سيارة دفع رباعي مع سائق.[36][37] ترتبط جزيرة سقطرى بالبر اليمني من خلال السفن التي تنطلق من ميناء يقع جنوب حديبو بخمسة كيلومترات ويصل لمدينة المكلا على سواحل اليمن. وبناء على المعلومات الواردة فإن الرحلة تستغرق من 2 إلى 3 أيام وتكون غالباً لنقل البضائع، وتتوقف الملاحة البحرية إلى سقطرى، لأربعة أشهر على الأقل كل عام. وذلك بسبب موسم هبوب الرياح.
تُسَيِّر الخطوط الجوية اليمنية وطيران السعيدة رحلات متفرقة من مطاري صنعاء وعدن والمكلا لمطار سقطرى.
تتبع جزيرة سقطرى المحافظة التي تحمل أسمها وهي محافظة أرخبيل سقطرى، وتقسم المحافظة إلى مديريتين وهي مديرية حديبو ومركزها حديبو، ومديرية قلنسية وعبد الكوري ومركزها قلنسية.
يضم الأرخبيل جزر عبد الكوري وسمحة ودرسة.
يتحدث السكان الأصليين في أرخبيل سقطرى، شاملة جزيرة عبد الكوري، وسمحة، باللغة السقطرية، وهي واحدة من اللغات العربية الجنوبية الحديثة.
متحدثي السقطرية متواجدون في سقطرى، والأراضي اليمن، وهي لغة حِمْيَرِيَّة قديمة، وتعتبر هذه اللغة عبر التاريخ منعزلة عن الأراضي العربية، تنطق العربية أيضاً في سقطرى على شكل لهجة.[38]
يوجد هذا الكهف في الجهة الشرقية من جزيرة سقطرى بمنطقة حالة، ويبلغ طوله حوالي ثلاثة آلاف متر ويعتبر من أبرز المعالم في جزيرة سقطرى.[39]
{{استشهاد بخبر}}
|الأول=
{{استشهاد ويب}}
|تاريخ=
القرن الخامس عشر
القرن السادس عشر
القرن السابع عشر
القرن الثامن عشر
القرن التاسع عشر
القرن السادس عشر الهند البرتغالية
القرن السابع عشر الهند البرتغالية
القرن الثامن عشر الهند البرتغالية
القرن التاسع عشر مكاو البرتغالية
القرن العشرون مكاو البرتغالية