تقع منطقة الجزيرة بين الشام والعراق وكردستان بحسب قاموس الأعلام، وهي الدائرة المعرفية الأضخم في عهد الدولة العثمانية.[1]
تاريخياً، تنسب إلى البلاد الجزرية مدن وبلدات وقرى هامة أسهب البلدانيون في تعدادها ووصفها، ومن أشهرها الموصلوآمدوالرهاورأس العينونصيبينوجزيرة ابن عمروسروجوقرقيسياودنيصروسنجار وغيرها. بعض هذه المدن ما زالت قائمة بأسمائها التاريخية أو أسماء جديدة (مثل آمد التي أصبحت ديار بكر) وبعضها الآخر اندثر أو نشأت على أنقاضها أو بجوارها مدن وبلدات جديدة. أطلقت على المدينة الواحدة أسماء عديدة حسب لغات أو نطق شعوبها وهذه الظاهرة ظاهرة تسمية المدينة الواحدة بأسماء عدة لها امتدادات حتى يومنا هذا، وعلى سبيل المثال: مدينة الحدث والتي تعد إحدى الثغور الجزرية التاريخية والواقعة بين سميساط ومرعش وملطية يسميها الأرمن «كينوك»، ويسميها الكرد «الهت»، والعرب تسميها «الحدث». ومن الأمثلة الأشهر مدينة الرها التاريخية التي أطلق عليها الأتراك اسم أورفة.
وتشير الكتابات التاريخية إلى منطقة الجزيرة باسم إقليم آقور وهو أحد الأقاليم العربية السبع حسب الجغرافيين العرب من أمثال: شمس الدين المقدسي المتوفى سنة990 في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، إذ يروي في جمل شؤون هذا الإقليم فيقول:
«هذا أيضا إقليم نفيس، ثم هو ثغر من ثغور المسلمين ومعقل من معاقلهم لأن آمد اليوم دار جهادهم والموصل من أجل انضادهم. وجزيرة ابن عمر أحد منازههم، ومع ذلك هو واسطة بين العراق والشام ومنازل العرب في الإسلام. ومعدن الخيل العتاق، ومنه ميرة أكثر العراق. رخيص الأسعار جيد الثمار ومعدن الأخيار. أما الهواء والرسوم فمقاربة للشام مشابهة للعراق، وبه مواضع حارة، وبه نخيل مثل سنجار ومدن الفرات، وكورة أمد باردة لقربها من الجبال وأصح بلدانه هواء الموصل. وأكثر بنيانهم الحجارة ولا أعرف به ماء رديا ولا واديا وبيا ولا طعام إلا تجده مريا. وليس به مجوس، ومعدن الصابئين بالرها وحران في جميع المملكة. ولغتهم لغة حسنة أصح من لغة الشام لأنهم عرب، أحسنها الموصلية وهم أحسن وجوها وهي أصح هواء من سائر الإقليم وقد جمعت أكثر القبائل أكثرهم حارثيون.[4]»
وهي نسبة إلى القبائل العربية مضر بن نزار بن معد بن عدنان وبكروتغلب ابني وائل من ربيعة بن معد بن عدنان التي نزلت الجزيرة قبل الإسلام فعرف كل من هذه الديار بقبيلته. وكانت مدينة الموصل على نهر دجلة، أجمل مدن ديار ربيعة، وكانت مدينة الرقة على الفرات، قاعدة ديار مضر، وآمد في أعالي دجلة وهي أكبر مدن ديار بكر وهي أقصى هذه الديار شمالاً.
أما تسميات الجزيرة فقسم من العرب القدامى: فقد سماها المقدسيوياقوت الحمويأقور وأصل أسم أقور غير واضح ويبدو أنه الاسم القديم للجزيرة.
وكانت تفصل بين حدود هذه الديار فواصل مائية فقد كانت ديار بكر وهي سقي دجلة من منبعه إلى منعطفه العظيم في الجنوب إلى أسفل تل فافان، وكانت ديار مضر إلى الجنوب الغربي وهي الأرض المحاذية للفرات من سميساط حيث يغادر سلاسل الجبال منحدراً نحو السهول حتى مدينة عانة مع السهول التي يسقيها نهر البليخ رافد الفرات الآتي من حران. أما ديار ربيعة، فقد كانت في شرق ديار مضر وتتألف من الأرض الواقعة شرق الخابور الكبير (خابور الفرات) المنحدر من رأس العين ومن الأرض التي في شرق الهرماس، وهو نهر ينساب في منخفض الثرثار باتجاه الشرق إلى دجلة، وكذلك من الأرض على ضفتي دجلة التي تمتد بانحدار النهر من تل فافان إلى تكريت، أي الأرض التي تقع في غرب دجلة حتى نصيبين والتي في شرقه المشتملة على السهول التي يسقيها الزاب الصغيروالزاب الكبير ونهر الخابور الصغير (خابور دجلة).[6]
سجل الكاتبالدنماركيكارستن نيبور، الذي سافر إلى الجزيرة سنة 1764، خمس قبائل كردية (دوكوري "Dukurie"، وأشيتي "Aschetie"، وكيكي "Kikie"، وشيشاني "Schechchanie"، ومللي "Millie") وست قبائل عربية (طيء "Tay"، وكعب "Kaab"، والبقارة "Baggara"، والجحيش "Geheish"، وذياب "Diabat"، وشرابح "Sherabeh").[11] وبحسب نيبور، فقد استقرت القبائل الكردية بالقرب من ماردين في كردستان تركيا، ودفعوا لمحافظ تلك المدينة حق رعي قطعانهم في الجزيرة السورية.[12] استقرت هذه القبائل الكردية تدريجياً في القرى والمدن ولا تزال موجودة في الجزيرة (محافظة الحسكة السورية الحديثة).[13]
بعد فشل الثورات الكردية في تركيا الكمالية في منتصف العشرينيات من القرن العشرين، كان هناك تدفق كبير للكرد إلى منطقة الجزيرة السورية، المعروفة أيضاً باسم روج آفا التي كانت آنذاك تحت الاحتلال الفرنسي لسوريا، هربًا من الهجوم التركي اللاحق. يقدر أن 25,000 كردي فروا في هذا الوقت إلى روج آفا، تحت سلطة الانتداب الفرنسي، الذين شجعوا الهجرة.[14] على الرغم من أن جزء من الكرد تاريخيًا استوطنوا منطقة الجزيرة السورية وشمال السوري ماقبل هذه الهجرات، استوطن الكرد سوريا مع الجنود في جيش صلاح الدين خلال الحملات الصليبية في القرن الحادي عشر. عثر على المستوطنات العسكرية والإقطاعية الكردية قبل هذه الفترة في الجبال العلوية وشمال لبنان وحول حماة ومحيطها. كانت قلعة الحصن الصليبية المعروفة باسم حصن الأكراد، في الأصل مستوطنة عسكرية كردية قبل أن يوسعها الصليبيون الفرنسيون. وبالمثل، فإن الكرد يسكنون جبل الأكراد منذ أكثر من ألف عام. خلال الفترة العثمانية (1516-1922)، استقرت بعض المجموعات القبلية الكردية الكبيرة في مناطق في شمال سوريا من الأناضول. أكبر هذه المجموعات القبلية كان اتحاد رشوان، الذي كان مقره في البداية في منطقة أديامان ولكنه استقر في النهاية أيضًا في جميع أنحاء الأناضول. كان الاتحاد الميلي، الذي وُثِقَتْ في المصادر العثمانية من سنة 1518 فصاعدًا، أقوى مجموعة قبلية وسيطر على سهول شمال سوريا بأكملها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. حكمت سلالة جانبولاد الكردية منطقة حلب من سنة 1591 إلى سنة 1607 وأبرز أعضائها، علي جانبولاد، تحالف مع ميديشي في توسكانا.[15]
كان الآشوريون والسريان أول من سكن الجزيرة. سكنت قبائل عربية الجزيرة منذ عصور ما قبل الإسلام. بعد الفتوحات الإسلامية، قسمت الجزيرة إلى ثلاث ديار تبعاً لأصل قبائل ساكنيها. لم يكن للكرد وجود في المدن والسهول، وكان تواجدهم يقتصر على الجبال الواقعة شمال وشرق منطقة الجزيرة ومن هنا عُرف إقليم الجبال باسم دار الأكراد.[16][هل المصدر موثوق به؟] ومن أهم الروايات التاريخية لتوزع سكان المنطقة ما ذكره الرحالة الأندلسي ابن جبير (1145- 1217) في رحلته التي وصفها في كتابه رحلة ابن جبير. ذكر أوصاف البلاد وازدهار بعض مدنها وأسواقها. نزل ابن جبير بإحدى الخانات خارج نصيبين، في طريقه إلى مدينة دنيصر ويقول واصفاً رحلته:
«فكان نزولنا بها في خان خارجها، وبتنا بها ليلة الأربعاءالثاني من ربيع الأول، ورحلنا صبيحته في قافلة كبيرة من البنغالوالحمير، حرانيين وحلبيين وسواهم من أهل البلاد، بلاد بكر وما يليها، وتركنا حاجّ هذه الجهات وراء ظهورنا على الجمال، فتمادى سيرنا إلى أول الظهر، ونحن على أهبة وحذر من إغارة الأكراد الذين هم آفة هذه الجهات من الموصل إلى نصيبين إلى مدينة دنيصر يقطعون السبيل ويسعون فساداً في الأرض، وسكناهم في جبال منيعة على قرب من هذه البلاد المذكورة، ولم يُعن الله سلاطينها على قمعهم وكف عاديتهم، فهم ربما وصلوا في بعض الأحيان إلى باب نصبين، ولا دافع لهم ولا مانع إلا بالله عز وجل.[بحاجة لمصدر]»
شهدت منطقة الجزيرة العليا تغيرات سكانية كبيرة في القرن العشرين، كان أهمها تهجير معظم المسيحيين الموجودين وإحلال قبائل كردية مكانهم.[17][هل المصدر موثوق به؟]
«إن أول معركة ضد الآشوريين نفذها الأكراد في سنة 1839. ثم تكررت مرات عدة بين الأعوام 1843 و1846، حين قام البدرخانيون بالفتك بالأشوريين في جبال هكاري. وفي 1895، وقعت مذابح ضد المسيحيين في ديار بكر وميافارقين والرها (أورفة) وماردين ونصيبين وطور عبدين وويران شهر، واستؤصل الآشوريون من تلك البلاد بما في ذلك آمد (جزيرة ابن عمر) وسعرت وهكاري (في تركيا اليوم) وأورميا (في إيران اليوم). ففي ماردين وجوارها، كان هناك نحو 200 ألف سرياني في أوائل القرن العشرين، لم يبقَ منهم، في أوائل القرن الحادي والعشرين، إلا نحو ثلاثة آلاف.[17][هل المصدر موثوق به؟]»
اما في الوقت الحالي فتسكن هذه المنطقة عدّة قبائل وعشائر عربية منها القحطاني ومنها العدناني وأبرزها القبائل الزبيدية المذحجية القحطانية السامية التي قدمت إلى المنطقة في اواخر القرن العاشر للهجرة ومنها قبيلة (العقيدات) و (البوسرايا) وتسكن في دير الزور وبعض محافظات سوريا و (البوشعبان) مناطقها من الرقة الئ حلب وبعض محافظات سوريا وبقية قبائل زبيد وبعض عشائر دليم والجبور وقدمت زبيد بعدما كانت مستقرة في شمال نجد في مناطق (عقدة) و (هداج) في (تيماء) واستقرت في المنطقة بعدما أخرجت منها بعض القبائل المعادية لها
وكانت قبائل الجزيرة الفراتية بقيادة رمضان الشلاش هي من قتلت القوات البريطانية وطردتهم من دير الزور
وقبائل الجزيرة الفراتية هي من حاربت الفرنسيين وقتلت المئات منهم وحرقت طائراتهم
المناخ
المناخ متوسطي شبه جاف يتميز بالصيف الطويل الجاف والهواء الساخن شحيح الرطوبة والشتاء واضح البرودة ومتعدد الأمطار بينما الربيع معتدل مع أمطار متقطعة.[بحاجة لمصدر]
الجغرافيا الطبيعية
الجزيرة أرض خصبة جداً، وفيها تنوع كبير من حيث طبيعة الأرض من سهول وهضاب وجبال وأوديةوأنهار. ومن أشهر الأنهار فيها:
^"The Origins and Developments of Assyrian Nationalism", Committee on International Relations Of the جامعة شيكاغو، by Robert DeKelaita [1]نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^"Wayback Machine"(PDF). web.archive.org. 19 فبراير 2018. مؤرشف من الأصل في 2018-02-19. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-28.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^McDowell، David (2005). A Modern History of the Kurds (ط. 3. revised and upd. ed., repr.). London [u.a.]: Tauris. ص. 469. ISBN:1-85043-416-6.
^Salibi، Kamal S. (1990). A House of Many Mansions: The History of Lebanon Reconsidered. University of California Press. ص. 154. ISBN:978-0-520-07196-4.
^اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب ابن واضح. كتاب البلدان ص 7، طبعة عام 1860م في مدينة ليدن ، مطبعة بريل.