تاريخ الإسلام في اليابان حديث نسبيًا فيما يتعلق بالوجود الديني الطويل الأمد في البلدان المجاورة الأخرى. الإسلام هو واحد من أقل الديانات في اليابان، حيث يمثل حوالي 0.15٪ من إجمالي السكان اعتبارًا من عام 2022.[1] جعلت الهجرة من البلدان ذات الأغلبية المسلمة الإسلام أسرع دين نموًا في اليابان. من حيث النسبة المئوية للزيادة نما المسلمون بنسبة 109٪، من 110,000 في عام 2010 إلى 230,000 في نهاية عام 2022، من إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 126 مليونًا.[2][3][4][5][6]
التاريخ
عرف اليابانيون معلومات أولية عن الإسلام من جيرانهم الصينيين، فأخذوا معلوماتهم من الكتب الصينية، ومما كتبه الأوروبيون، وجاءت دفعة جديدة بانفتاح اليابان على العالم الخارجي والاتصال بالبلاد الإسلامية، ففي سنة 1308 هـ (1890-1891م) زارت إحدى السفن الحربية التركية موانئ اليابان زيارة مجاملة، ولكنها تحطمت في عودتها قرب جزر اليابان، ومات العديد من طاقمها، فأرسلت اليابان إحدى سفنها تحمل الأحياء من الباخرة التركية إلى إسطنبول وكان هذا أول (اتصال إسلامي رسمي) باليابان.[7]
كما قدم إلى اليابان في أعقاب وصول عبد الحي قربان 600 لاجئ من مسلمي التركستان، وكان هذا أول (وصول جماعي للمسلمين) إلى اليابان[12]، ولهذا يوجد العديد من الأتراك الذين ينتسبون إلى التركستان بوسط آسيا.
وزادت مجهودات اليابانيين أنفسهم في الدعوة، وهناك عدد من المسلمين اليابانيين تحملوا مسؤولية الدعوة، ومن أنشط المسلمين طبيب ياباني اسمه (شوقي فوتاكي) افتتح مستشفى خاص وأسلم على يديه الآلاف وساعدته في ذلك جمعية تعاونية إسلامية، ساعدت في إقامة المستشفى في قلب مدينة طوكيو، كما أسلم تاجر لحوم في مدينة ساكو وأصبح يزود المسلمين بحاجتهم من اللحوم المذبوحة بالطريقة الإسلامية، وقد ازداد اتساع الإسلام في السنوات الإخيرة ويقدر عددهم ب 400 ألفًا، المناخ مناسب للدعوة فالدستور الياباني ينص على عدم التدخل في المعتقدات الدينية، وينتشر المسلموناليابانيون في مناطق طوكيو، وفي منطقة كنسَاي، وأوساكا، وكوبي، وكيوتو، وفي ناجويا، وفي جزيرة هوكايدو، ومنطقة سنداي، وشيزوكا، هيروشيما، وتبذل الهيئات الإسلامية في المملكة العربية السعودية جهودًا في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، ودعمها ماديا وثقافيًا، وقد زارت اليابان وفود عديدة من المملكة العربية السعودية.[14]
التوزيع
نسبة السكان المسلمين في كل محافظة اعتبارًا من عام 2020.[15]
لا يزال المسلمون أقلية صغيرة في اليابان، ونتيجة لذلك يظل ينظر للإسلام بأنه غريبًا أو أجنبيًا بالنسبة لمعظم اليابانيين. لدى اليابانيين تصور سلبي بشكل عام أو على الأقل تصور متخوف من الإسلام بسبب الإرهاب منسوب للمسلمين. في دراسة استقصائية أجريت عام 2012 في مدينة فوكوكا الكبيرة، رأى حوالي 63٪ من المستجيبين أن الإسلام دين متطرف، و49٪ يعتقدون أن الدين مخيف. 22٪ يرونه دين سلام.[16]
يبلغ عدد المساجد في اليابان 113 حتى عام 2021،[6][17] مُرتفعًا بذلك سبعة أضعاف خلال عقدين من الزمان بسبب انتشار الإسلام.[17] يعد مسجد كوبه في مدينة كوبه من أقدم المساجد في البلاد بني على يد مجموعة من الأتراك المُسلمين، وهنالك مسجد في طوكيو أسسه (محمد عبد الحي قربان) سنة 1957 وهو على طراز المساجدالتركية، وقد تصدع بنيانه والمسجد الآن ملك السفارة التركية، ومسجد في مدينة أوساكا، وهناك مسجد أثري في مدينة ناجويا وقد تهدم في غارات الحرب العالمية الثانية، وتبرعت وزارة الأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ مليون وثلث المليون دولار لبناء المسجد، وباقي المساجد موزعة في بعض المدن خارج طوكيو، وتبرعت السعودية بأرض سفارتها القديمة في طوكيو لإقامة مسجد ومركز إسلامي. مسجد السلام في منطقة اوكاتشي ماتشي قريب من محطة وينو خط يامانوتيه. ويوجد الآن مسجد التوحيد بطوكيو -هاتشيوجي
وبه يصلي مسلمصلاة الجمعة وبداخله مركز لتعليم اللغة العربية ومكتبه مصغره يديره قتيبة السامرائي مدير المسجد وامامه.
القرآن الكريم
ترجمت معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية، وكانت أول ترجمة في سنة 1339 هـ، وصدرت الترجمة الثانية في سنة 1393 هـ، ويجب التدقيق فيما صدر من تراجم، فقد استمدت مصادرها من تراجم إنجليزية والحاجة ماسة إلى توزيع نسخ من القرآن الكريم، وإلى ترجمة كتب الحديث والفقه والتوحيد وبناء المدارس الإسلامية ومدها بالمدرسين المؤهلين.
يوجد في اليابان عدة جمعيات إسلامية منها: الجمعية الإسلامية اليابانية، والجمعية اليابانية الثقافية، والمؤتمر الإسلامي الياباني الذي قام بفتح فصول لتحفيظ القرآن الكريم، والمركز الإسلامي الياباني، وجمعية الطلاب اليابانيينالمسلمين، وجمعية الوقف الإسلامي باليابان، كما قام المركز الإسلامي بطبع كتيبات ومجلة إسلامية باللغة اليابانية، كما تصدر مجلة إسلامية باللغة الصينية (الصراط المستقيم)، وترعي المملكة العربية السعودية إقامة المعهد العربي الإسلامي في طوكيو بحيث يضم مسجدًا ومدرسة وقاعة محاضرات ومكتبة وتم افتتاح المركز في سنة 1403 هـ.
اليابانيون الأوائل في الإسلام
عبد الحليم أوشاتارو نودا
يعتبر أول من أسلم من اليابانيين. وهو صحفي ساهم في إرسال المعونات لأهالي متضرري فاجعة آل طغرل في تركيا. كما ذكر أنه إسلامه كان على يد أول مسلم.[18]
هو أول عربي وطأة قدماه اليابان بنية الدعوة إلى الله ونشر نور الإسلام فيها. وزار اليابان في عام 1906 م وهو أزهري صاحب دار للنشر. وقد سمع عن مؤتمر للأديان سيعقد في طوكيو وعليه شد الرحال إليها وفي طريقه التقى بعدة شخصيات مسلمة إصطحبهم معه إلى اليابان، وقام بتأسيس جمعية دعوية بالتعاون مع أحد اليابانيين. عاش الجرجاوي حتى عام 1961 م مخلفا وراءه كتاب الرحلة اليابانية يتحدث فيه عن رحلته إلى اليابان التي بدأها من مصر.[18]
هو داعية ورجل سياسة من الهند. زار اليابان عام 1909 م وأسس كرسي الدراسات الإدارية في جامعة طوكيو للغات الأدبية كما ساهم على إصدار مجلة الأخوة الإسلامية في اليابان.[18]
حسن هاتانو
صحفي ياباني مشهور أسلم على يد محمد بركة الله البهوبالي عام 1911 م، زوجته ووالد زوجته مسلمان.[18]