تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة «كافل سيباي» حيث تعلم القراءة والكتابة ومبادئ العلوم الإسلامية والحساب والطبيعيات، ثم انتقل إلى المدرسة الرشدية (الثانوية)، ودرس بها التركيةوالفرنسية، وفي هذه الفترة مالت نفسه إلى القراءة ومطالعة الصحف، ووجد والده عوناً له في إشباع هذه الرغبة، حيث كان يساعده على اقتناء الكتب.[6][7]
عمل كاتباً في قلم الأمور الأجنبية سنة (1310 هـ= 1892م) وهو في السابعة عشرة، وكان يعرف الفرنسيةوالتركية.[7] في العام 1897م عُهد إليه بتحرير جريدة (الشام) الأسبوعية الحكومية في سوريا، واستمر مدة ثلاث سنوات. ثم أخذ كرد علي يراسل مجلة (المقتطف) المصرية لمدة خمس سنوات، فانتقلت شهرته إلى مصر.
سافر كرد علي إلى القاهرة سنة 1319 هـ = 1901م، ولبث فيها شهوراً عشرة تولى خلالها تحرير جريدة الرائد المصري [6] عاد بعدها إلى دمشق فراراً من وباء الطاعون الذي انتشر في مصر بتلك الفترة.[7] وبعد عودته إلى دمشق، رُفعت إلى واليها التركي وشاية به ففتش بيته، وظهرت براءته وسافر إلى مصر عام 1905 [7] أو 1906[6]، وأنشأ مجلة المقتبس الشهرية نشر فيها البحوث العلمية والأدبية والتاريخية.[6] وتولى إلى جانب ذلك تحرير جريدة «الظاهر» اليومية، ولما أُغلقت دعاه الشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد -وهي يومئذ كبرى الجرائد في العالم الإسلامي- إلى التحرير فيها؛ فعمل بها إلى سنة (1326 هـ = 1908م) حيث غادر القاهرة إلى دمشق[7] بعد الانقلاب العثماني فيها[9]
في دمشق أعاد إصدار مجلة المقتبس التي كان قد أصدرها بالقاهرة، وجريدة يومية أسماها المقتبس.[6][7][9] ولما اشتدت عليه حملات المغرضين واتهامات أصحاب النفوذ والسلطات غادر دمشق سراً إلى فرنسا، وأقام بها فترة، فوقف على حركتها العلمية، والتقى بساستها ومفكريها، وقد كتب عن هذه الرحلة التي أقامها بباريس 35 مقالة نُشرت في كتابه «غرائب الغرب».[7]
استطاع تحقيق حلمه في إنشاء مجمع علمي عربي وذلك بعد استقلال سورية عن الدولة العثمانية. ففي فترة حكومة الملك فيصل عرض الفكرة على الحاكم العسكري علي رضا الركابي الذي وافق على تغيير ديوان المعارف برئيسه وأعضائه مجمعاً علمياً عربياً. وتم إنشاء أول مجمع علمي عربي في الثامن من حزيران عام 1919م في دمشق، وعُين محمد كرد علي رئيساً للمجمع واستمر حتى وفاته.
كان أول من أسس مجمعاً علمياً عربياً وهو مجمع اللغة العربية في دمشق، ثم تلاه بعض المجامع الأخرى في عدد من بلدان الوطن العربي.[6]
^فيليب دي طرازي (1913)، تاريخ الصحافة العربية: yaḥtawī ʿalā akhbār kull jarīda wa majalla ʿarabiyya ẓaharat fī al-ʿālam sharqan wa gharban maʿa rusūm aṣḥābihā wa al-muḥarrirīn fīhā wa tarājim mashāhīrihim، بيروت، ج. 1–4، QID:Q124857769{{استشهاد}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)