الفنون الصخرية في منطقة حائل هي منطقة تراث عالمي في منطقة حائل السعودية، وتشمل رسومات جبل أم سنمان في مدينة جبة و"راط والمنجور" في الشويمس، حيث كانت «منطقة جبل أم سنمان» بحيرة قديماً وترك سكانها العديد من النقوش حول حياتهم، أما «راط والمنجور» فكانا واديين وتظهر النقوش فيهما رسوماً لبشرٍ وحيوانات يعود عمرها لعشرة آلاف عام.
تنتشر الرسوم الصخرية في مواقع عدة بمنطقة حائل وهي رسوم منفذة على الواجهات الصخرية بالحز والحفر الغائر.
وتمثل هذه الرسوم مظهرا حضاريا عبر من خلاله سكان منطقة حائل خلال العصور السابقة للتاريخ والعصور التاريخية عن أنشطتهم المعيشية وحياتهم اليومية وممارساتهم الدينية وتفاعلهم مع البيئة.
ومعظم هذه الرسوم ترجع لفترة ما قبل التاريخ وعلى وجه التحديد فترة العصر الحجري الحديث (أربعة عشر ألف سنة قبل العصر الحاضر). وتصور هذه الرسوم أشكالا آدمية تجريدية في أنشطة مختلفة، وأنواع عدة من الحيوانات التي يستخدمها الإنسان أو يصطادها مثل الأبقار الوحشية والوعول والغزلان والنعام والماعز الجبلي، وبعضها صور تجريدية لشخوص آدمية متجاورة تصور احتفالات جماعية أو ممارسات دينية أو معارك حربية ومبارزات ثنائية، يظهر فيها الإيقاع التعبيري والحركة، كما تكثر في هذه الرسوم ممارسات الصيد وصور الحيوانات الوحشية كالأسود والنمور.
كما توجد رسوم عائدة للفترات التاريخية السابقة للإسلام تكثر فيها صور الجمال ووسوم القبائل ومناظر الغزو ومبارزات الأفراد وتجاورها أحيانا كتابات بخط المسند الشمالي، وتعد موضوعات الرسوم التي يدخل فيها الجمل الأكثر انتشارا في رسوم الفترات التاريخية. كما توجد رسوم عائدة للفترة الإسلامية المبكرة ونقوش كتابية بالخط الكوفي بعضها مؤرخ بالقرن الثاني الهجري.
وهذه الرسوم تعكس طبيعة البيئة السائدة في عصرها، فرسوم ما قبل التاريخ تشير إلى أن جبة والشويمس شهدت في تلك الفترة مناخا مطيرا، حيث كانت في جبة بحيرة كبيرة يستوطن حولها الناس، كما كانت الشويمس منطقة أحراش ومراعي حشائش طويلة (سافانا) وذلك قبل التصحر الأخير. وأما رسوم الفترة التاريخية فكانت في وقت عم فيه التصحر، وقد أكدت الدراسات الأثرية في جبة والشويمس هذه التحولات البيئية، بل أن بعض واجهات الرسوم وجدت تحتها طبقات أثرية تركها الإنسان الذي نفذ هذه الرسوم، مما يعد أمرا نادرا في مواقع الرسوم الصخرية.
من خلال تتبع التسلسل الزمني للفنون الصخرية، وجد ثلاثة عصور، هي:[1]
كانت النقوش في العصر الحجري الحديث من 12000 إلى 7000 قبل الميلاد، حيث اتّسمتْ تلك الحقبة بوجود التصاوير الآدمية والحيوانية، حيث تم النقش بالأحجام الطبيعية، وكانت الأجسامُ مائلةً مع رسوم لحيوان ثور أو بقرة.[1]
كانت النقوش في العصر البرونزي من عام 6500 إلى 4500 قبل الميلاد، حيث تغير الأسلوب وصغرت أحجام التصاوير الحيوانية والآدمية، إذ تم العثور على أشكال حيوانات مثلّثة ومخروطيّة، واتّسمت النقوش في ذلك العصر بأنها مصفوفةٌ على هيئة مثلّثات وأدوات حجرية، مثل رؤوس السهام والمكاشط والمخارز والسواطير. اتّسم العصر البرونزي بوجود أنماطٍ جديدة، مثل، طبعات القدم والكفين، ورسوم الإبل، والوضيحي، والريم، والأسود، والكلاب، والذئاب.[2]
كانت النقوش في العصر الحديد من عام 2500 إلى 1500 قبل الميلاد بالعودية، حيث تم العثور على رموز هندسية بسبب تغيير المناخ من أجواء باردة ممطرة، الى أجواء حارة. حيث أصبح الجمل محور النقوش الصخرية.[1]
سُجِّل الفن الصخري في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية وبالتحديد في منطقة جبة والشويمس من قبل منظمة اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي، [3] وذلك في الاجتماع الذي عقدته لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو تحت شعار متحدون مع التراث في دورتها الـ 39، والتي عقدت في مدينة بون في ألمانيا، في الفترة من 28 يونيو حتى 8 يوليو 2015، وقررت لجنة التراث العالمي إدراج 24 موقعًا جديدًا على قائمة التراث العالمي، من ضمنها الفن الصخري في منطقة حائل.[4]
تحتوي الرسوم الصخرية في جبة على مجموعة متنوعة من الرسومات الصخرية المميزة، فمنها ما يجسد مناظر حيوانية وبشرية ونباتية ورمزية، وكذلك يحتوي «جبل جبة» ما يقارب 5,431 نقشاً عربياً قديماً (ثمودي).[5]
من خلال متابعة النقوش الآدمية، وجد هناك أكثر من شكل:[6]
تم العثور على مجموعة النقوش على شكل أسلحة، تم استخدامها من قبل الإنسان في عصور ما قبل التاريخ أو في العصور التاريخية، وهي عبارة عن سهام وأقواس، حيث وجد العديد من المنقوشات على شكل رَجُل، وهو يمسك القوس والسهم، في حالة وقوف.[7]
عُثِر على نقوش، عبارة عن رقصة العرضة في جهة اليسار من جبال الشويمس، حيث صور الرجال والنساء على شكل أجساد إنسانية وبرؤوس من خيل، تشبه إلى حدٍ كبير رقصة العرضة التي يؤديها الرجال في حائل ونجد عامةً.[8]