يوسف محمد أحمد زيدان (مواليد 30 يونيو 1958) كاتبوفيلسوف وأستاذ جامعي مصري، ومتخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، له عدة مؤلفات وأبحاث علمية في الفكر الإسلاميوالتصوف وتاريخ الطب العربي، وله إسهام أدبي في أعمال روائية منشورة، وله مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف العربية.[1][2] عمل مديرًا لمركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية.[3]
النشأة والتعليم
ولد يوسف زيدان يوم 30 يونيو1958 في مدينة سوهاج، مركز ساقلتة بقرية العوامية نجع الساقية بصعيد مصر وانتقل إلى الإسكندرية مع جده وهو طفل صغير ودرس في مدارسها.
حصل على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية برسالته عن «الفكر الصوفى عند عبد الكريم الجيلي، دراسة وتحقيق لقصيدة النادرات العينية للجيلي مع شرح النابلسي».
حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية برسالته عن «الطريقة القادرية فكرًا ومنهجًا وسلوكًا، دراسة وتحقيق لديوان عبد القادر الجيلاني» وذلك عام 1989 .[3]
وحصل على درجة الأستاذية في الفلسفة وتاريخ العلوم عام 1999. ومما يذكر أيضاً ان الدكتور يوسف زيدان أنشأ قسم المخطوطات في مكتبة الإسكندرية عام 1994 وعمل رئيساً له.[4] وفصل من وظيفتهِ عقب نشوب خلاف بينه وبين الدكتور إسماعيل سراج الدين رئيس مكتبة الإسكندرية في وقتها.[5][6]
تتركز أعمال زيدان في موضوع التصوف الفلسفي في مرحلة النضوج، وهو أحد أكثر مباحث التصوف الإسلامي تعقيدا، نظرًا لتواشجه بالعديد من الأفكار والمذاهب الفلسفية. لذا نجده يكتب عن الشيخ الأكبر ابن عربي كتابه «شرح مشكلات الفتوحات المكية لابن عربي»، ثم يتناول عبد الكريم الجيلي في «عبد الكريم الجيلي فيلسوف الصوفية» و«الفكر الصوفي عند عبد الكريم الجيلي» ثم يتناول عبد القادر الجيلاني في «ديوان عبد القادر الجيلاني» و«عبد القادر الجيلاني باز الله الأشهب». وتمثل هذه المؤلفات التيار السائد في تأليف زيدان فيما يتعلق بالتصوف، فمؤلفاته هي أقرب إلى التصوف الفلسفي من فروع التصوف الأخرى.
في الفلسفة الإسلامية
أهم ما يميز إنتاج زيدان فيما يتعلق بالفكر الفلسفي في الإسلام هو اهتمامه بالفلسفة المشرقية التي تعبر عن الفكر الفلسفي العربي الذي نزع عن نفسه ربقة الفكر المشائي اليوناني. لهذا نجد أهم أعماله في هذا السياق «حي بن يقظان، النصوص الأربعة ومبدعوها». لقد أخرج في هذا الكتاب النصوص التي تتناول قصة حي بن يقظان وتجلياتها المختلفة عند ابن سيناوابن طفيلوالسهروردي وأضاف إليه نصًا آخر لم يكن قد حظي بشهرة سابقيه وهو نص فاضل بن ناطقلابن النفيس. وهكذا يكون هذا الكتاب أشمل إخراجٍ لواحدة من أعمق التيمات الفلسفية في التراث العربي. كما أن له كتاب آخر له أهمية كبيرة من زاوية مناقشة علم الكلام الإسلامي وأصوله وجذوره، وهو كتاب اللاهوت العربي، وجذور العنف الديني. والكتاب أيضاً يعد محاولة لفهم جذور العنف الديني في الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، والمسيحية، والإسلام.
في تاريخ الطب العربي
تاريخ العلوم عند العرب، وبخاصة تاريخ الطب العربي، هو فرع من الفروع التي أسهم فيها يوسف زيدان إسهامًا كبيراً في إطار رؤيته للتراث العربي. فقد ألف وحقق عددًا من النصوص التراثية الهامة في هذا المجال. وهو يعد واحدا من أكبر الدارسين لعلاء الدين بن النفيس صاحب موسوعة «الشامل في الصناعة الطبية» التي تعد من أكبر الموسوعات الطبية وأشملها في القرون الوسطى. وقد قام يوسف زيدان بتحقيق هذه الموسوعة الضخمة ونشرها في ثلاثين مجلدا ضمن إصدارات المجمع الثقافي في أبي ظبي. وبنشرها حصل على جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (للمرة الثانية) بعد أن كان حصل عليها من قبل على دراساته عن ابن النفيس. ومن مؤلفاته وتحقيقاته في تاريخ الطب العربي نذكر:
«الفهرسة واحدة من أشق العمليات التراثية وأقلها مجدا» هذه هي عبارة يوسف زيدان الأثيرة عند حديثه عن الفهرسة. فالفهرسة هي العملية التراثية الأساس التي لا تكتمل، بل لا تبتدئ، العملية التراثية دونها. وانطلاقًا من هذا الوعي قام زيدان بفهرسة ما يربو على 18000 مخطوطة من المخطوطات المصرية. وتتسم هذه الفهارس بأنها فهارس موضوعية تحليلية تقدم للباحث نبذة عن المخطوط وهيئه وحالته، كما تورد أول المخطوط وآخره. مع أن بعضها بها بعض الأخطاء ولكنها على العموم لا بأس بها. ومن هذه الفهارس نذكر:
فهرس مخطوطات مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى (الجزء الأول)
فهرس مخطوطات مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى (الجزء الثاني)
فهرس مخطوطات مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى (الجزء الثالث)
فهرس مخطوطات بلدية الإسكندرية (الجزء الأول)
فهرس مخطوطات أبى العباس المرسى (الجزء الأول)
فهرس مخطوطات بَلَديَّة الإسكندرية: الجزء الثاني (التصوف وملحقاته)
فهرس مخطوطات رشيد ودمنهور
فهرس مخطوطات بَلَديَّة الإسكندرية: الجزء الثالث
فهرس مخطوطات المعهد الدينى بسموحة (الجزء الأول)
الجزء الثاني من فهرس مخطوطات أبي العباس المرسي
الجزء الرابع من فهرس مخطوطات بلدية الإسكندرية (الجزء الرابع: المنطق)
فهرس مخطوطات بلدية الإسكندرية (الجزء الخامس)
فهرس مكتبة الإسكوريال
فهرس شبين الكوم
القصص والأعمال الروائية
يتمثل إسهام يوسف زيدان النقدي في مؤلفه «ملتقى البحرين» الذي يبسط فيه رؤيته النقدية لأعمال معاصريه من أمثال الروائي جمال الغيطاني. وله إسهاما روائيا في روايتيه «ظل الأفعى» المنشورة في سلسلة روايات الهلال، ورواية «عزازيل» التي فازت بأهم جائزة أدبية في الشرق الأوسط وفي العالم العربي الجائزة العالمية للرواية العربية لأفضل رواية عربية لعام 2009. وقد طبع من رواية عزازيل منذ وقت نشرها حتى الآن (أوائل 2010) 16 طبعة متتالية أصدرتها دار الشروق المصرية وهي من أهم الروايات العربية في تاريخ اللاهوت المسيحي.
شكك بالسنة النبوية في الإسلام، وهو يعتمد تقديم العقل على النقل، وهو ما نادى به قديماً المعتزلة، وجدَّدَها العقلانيون المعاصرون. ولا شك أن للعقل مكانةً عظيمةً بيّنها القرآنُ الكريم في عددٍ من الآيات، ولكن وظيفة العقل فيما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة هي التسليمُ والفهمُ،
قال يوسف زيدان:(إنه في القرن الثالث الهجرى كُتبت قصةُ “الإسراء والمعراج” على نمطٍ لم يكن معروف-كذا- نهائياً عند الأوائل، وقال بلغةٍ عاميةٍ مصرية:(ما ينفعش نقول روى عن أحد، علشان القرن الثالث الهجري هو عصر التدوين الإسلامي، اللى قبل كده مكنش مدون، ويجب علينا إعمال العقل في الخبر، ولما حد يقولي حاجة أفكر فيها، الإسراء قصة مذكورة في القرآن، ولكن المعراج قصة روجها القصاصون في القرون الأولى، زي ما الناس بتقعد في القهاوي دلوقتي وبيحكوا حاجات.)
[17][18]
شكك بمعجزات النبي محمد برحلة المعراج
قال إن معجزة النبي محمدﷺ في رحلة الاسراء والمعراج (قصة من الإسرائيليات والتراث الفارسي)، مشيراً إلى أن الإسراء مذكور في القرآن، ولكن المعراج غير مذكور ومن الإسرائيليات، دون أن يأتي بدليل، وقال خلال حواره ببرنامج «الحياة اليوم» المُذاع على قناة «الحياة» المصرية، (أن عمر بن الخطاب عندما ذهب للقدس لم يجد به مسجداً ليصلي فيه، فكيف يكون هناك معراج للرسول).
علماً بأن حادثةَ المعراج ثابتةٌ بالأحاديث المتواترة الصحيحة عن النبي محمدﷺ وأشارَتْ إليها آياتُ سورة النجم وأجمَعَ عليها المسلمون.
وأن يوسف زيدان لم يأتِ بأي دليلٍ على دعواه المزعومة بأن حادثة المعراج من الإسرائيليات أو من التراث الفارسي، سوى أن عقله لم يتقبلها.
مما دفع الكثير للردّ عليه من العلماء المسلمين وغيرهم مثل أستاذ الفقه والأصول في جامعة القدسحسام الدين عفانة، على موقعه يسألونك.[17][18]
زعمه أن المسجد الاقصى ليس في القدس
في نهاية عام 2015 زعم يوسف زيدان أن المسجد الأقصى الموجود في مدينة القدس، ليس هو المسجد الأقصى ذو القدسية الدينية الذي ذُكر في القرآن، والذي أسرى الرسولُﷺ إليه، وأن ذلك مجرد خرافات، والمسجد الأقصى في الجعرانة على طريق مدينة الطائف في السعودية.[19]
مما دفع آخرين للردّ عليه من العلماء المسلمين وغيرهم مثل أستاذ الفقه والأصول في جامعة القدسحسام الدين عفانة، وهو من مدينة القدس، حيث ردّ عليه رداً طويلاً، ومنه:[19]
«وخلاصة الأمر أن ما ذكره يوسف زيدان عن مكان المسجد الأقصى ما هو إلا تكرارٌ لما قاله المستشرقون اليهود وغيرهم، فهو لم يأت بجديدٍ وإنما هو تقليدٌ أعمى لمقولات المستشرقين. وأن أباطيل المستشرقين وأفراخهم حول مكان وجود المسجد الأقصى كقولهم إنه في الجعرانة أو في طور سيناء أو بالقرب من المدينة المنورة أو في السماء، كلها تُرهاتٍ لا تثبت عند أي نقاشٍ علميٍ. وأن مقولة يوسف زيدان حول تاريخ بناء المسجد الأقصى المبارك الموجود في مدينة القدس، ما هو إلا اجترارٌ لما قاله المستشرقون من قبله، وعمدتُهم في ذلك أكاذيبٌ ومفترياتٍ ومغالطاتٍ. وأن كل المشككين في مكان المسجد الأقصى المبارك من الباحثين والمستشرقين اليهود والأجانب وأتباعهم كيوسف زيدان قد اعتمدوا على مراجع غير موثوقة، واعتمدوا على مصادرَ شيعيةٍ غير موثوقةٍ بحالٍ من الأحوال، ولا تعتمد صحة الأسانيد، وإنما مجرد سردٍ للأخبار من غير تدقيقٍ ولا تحقيقٍ كحاطبِ ليلٍ، وأن مصادرَ الشيعة محشوةٌ بالأكاذيب والخرافات من غير زمامٍ ولا خطام[19]»
وصفه لصلاح الدين الأيوبي بالحقارة
وصف يوسف زيدان صلاح الدين الأيوبي بأنه «من أحقر شخصيات التاريخ» ضمن مشاركته في حلقة ببرنامج «كل يوم» مع المذيع عمرو أديب؛[20] كما قال أن قصة وا إسلاماه تزيد إحساس العنف عند الأطفال.[21] ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية المصرية وكذلك الشعبية.
ردود فعل مؤيدة
أفيجدور ليبرمان وزير الدفاع الصهيوني أعرب عن سعادته بتصريح يوسف زيدان عن شخصية صلاح الدين الأيوبي ووصفه له بأنه «من أحقر الشخصيات في التاريخ»، وقال (سعيد للغاية بتصريحات المؤرخين المصريين التي تنزع القدسيّة عن أكبر إرهابي في التاريخ الإسلامي صلاح الدين الايوبي، وعن أسطورة المسجد الأقصى المصطنعة)، متابعا: (إنها تدفع في اتجاه إيجابي بكون القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل).[22][23]
المراجع
^"The 2013 Prize". Banipal Trust. 19 يناير 2014. مؤرشف من الأصل في 2017-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2014-01-19.