كأس العالم لكرة القدم 2002 هي النسخة السابعة عشر من كأس العالم لكرة القدم والتي جرت من 31 مايو وحتى 30 يونيو عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان بتنظيم مشترك بين الدولتين. وتعتبر هذه البطولة هي المرة الأولى التي تعقد في قارة آسيا بعد أن كانت تقام في قارة أوروبا والأمريكتين، وكانت المرة الأولى والأخيرة التي يشترك بلدان في استضافتها بعد أن قام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتعديل نظامه الأساسي في عام 2004.[1][2]
تأهلت كوريا الجنوبية واليابان للنهائيات وذلك لاستضافتهما للبطولة كذلك تأهلت فرنسا بصفتها حاملة اللقب دون خوض التصفيات (هذه هي المرة الأخيرة التي تتأهل فيها حاملة اللقب للنهائيات دون خوض التصفيات).[3]
شهدت البطولة الكثير من المفاجآت، والتي بدأت مع مباراة الأفتتاح التي شهدت مفاجأة هزيمة فرنسا حاملة اللقب من قبل السنغال التي كانت تلعب لأول مرة في كأس العالم، كما شهدت خروج فرنسا حامل اللقب وقتها وأوروغواي والأرجنتين والتي من مرحلة المجموعات، وخروج إيطاليا في دور الستة عشر، بالإضافة إلى ذلك تمكن تركيا من الحصول على المركز الثالث وتمكنت كوريا الجنوبية من الوصول إلى الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخ البلدين.[6]
تم اختيار دولتي اليابانوكوريا الجنوبية لاستضافة كأس العالم 2002 بالتزكية في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم 31 مايو عام 1996 في زيورخ، كان التنافس بين اليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك، وقامت اليابان وكوريا بالاتفاق على التنظيم المشترك للبطولة مما ساهم في ترجيح كفتهما بشدة، خاصة أنهما سيستضيفان البطولة لأول مرة على عكس المكسيك التي سبق لها استضافتها عامي 1970 و 1986، وعقب الموافقة على التنظيم المشترك استطاعوا حسم الاستضافة دون الحاجة للتصويت لتكون أول بطولة يتم استضافتها في قارة آسيا.[7]
كان التنافس وقتها قائم بين اليابان وكوريا الجنوبية، كانت اليابان تقاوم فكرة التنظيم المشترك حتى وافقت في النهاية، واعتبر المسؤولون في كلا البلدين أن التنظيم المشترك سيساهم في فتح صفحة جديدة ومعالجة الرواسب القديمة نتيجة الغزو الياباني لكوريا إبان الحرب العالمية الثانية، والتي خلفت المشاعر الملتهبة بين البلدين.[8]
بالرغم من أن كوريا واليابان وافقوا على الاستضافة المشتركة وساهموا جيداً في تنظيمها، إلا أن البطولة تعرضت لبعض المشاكل اللوجستية والتنسيق بين البلدين، مما دفع الفيفا عام 2004 بتعديل قوانينها بعدم السماح بالتنظيم المشترك مرة أخرى، وبذلك تعد بطولة كأس العالم 2002 هي أول وآخر بطولة يتم استضافتها بشكل مشترك بين أكثر من دولة.[9]
ما يتعلق بالبطولة
التميمة
تم اختيار التميمة لثلاثة دمى: برتقالي وبنفسجي وأزرق وكانت اسمائهم: أتو وكاز ونيك وهي عبارة عن مخلوقات حاسوبية، نشئو جميعا في فريق يسمى «أتمو بول» في رياضة كرة القدم خيالية، أتو (الأصفر) هو المدرب بينما كاز ونيك من اللاعبين. وقد تم اختيار ثلاثة من الأسماء الفردية مختصرة من قبل المستخدمين على شبكة الإنترنت وعلى منافذ ماكدونالدز في البلدان المضيفة.[10][11][12]
كانت الكرة الرسمية للبطولة هي فيفرنوفا والتي تم تصنيعها من قبل شركة أديداس،[13] كانت تتميز بتصميم مختلف تماما عن شكل التانجو الشهير الذي لازم الكرات الرسمية في البطولات السابقة لها، حيث استخدم فيها احدث تقنيات الطباعة وعمل أشكال مجسمة على سطح الكرة، اعتمد في التصميم على الثقافة الأسيوية على شكل وهج تنين ثلاثي يسمى الذهب المظلم، واستخدم في التصميم اللونين الأصفر والأحمر، وتم زيادة الطبقة المطاطية الخارجية لتعطي أداة أفضل في الاندفاع والارتداد، وتم وضع فيها 3 طبقات كي تكون اخف وزناً واقدر على الدوران في الهواء بزوايا كبيرة.[14][15]
كان التصميم المختلف للكرة ووزنها الخفيف محل انتقاد من الاعبين، ويعتبرها البعض السبب في خسارة وخروج بعض المنتخبات خلال الدور الثاني، إلا أن هذا ساهم كثيراً على إحراز أهداف رائعة خلال البطولة.[16]
الأغنية الرسمية
كانت الأغنية الرسمية لبطولة كأس العالم 2002 هي «بووم» (بالإنجليزية: Boom) كانت باللغة الإنجليزية وقامت بأداها المغنية الأمريكية أنستزيا.[17][18]
شاركت 199 دولة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2002، في حين تأهلت كوريا الجنوبية واليابان للنهائيات وذلك لاستضافتهما للبطولة كذلك تأهلت فرنسا حاملة اللقب في النسخة الأخيرة للنهائيات دون خوض التصفيات (هذه هي المرة الأخيرة التي تتأهل فيها حاملة اللقب للنهائيات دون خوض التصفيات).
بدأت هذه التصفيات في عام 1999 وانتهت عام 2001، تم توزيع المقاعد المؤهلة للتصفيات على الشكل التالي ثلاثة عشر مقعدا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم وخمسة مقاعد للاتحاد الأفريقي لكرة القدم وأربعة مقاعد لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم وثلاث مقاعد لاتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي وأربعة مقاعد للاتحاد الآسيوي لكرة القدم يتبقى مقعدان واحد بين أوروبا وآسيا والثاني بين أمريكا الجنوبية وبطل قارة أوقيانوسيا.
تأهلت (الصينوالإكوادوروالسنغالوسلوفينيا) للمرة الأولى في تاريخها، كما أنها المرة الأولى التي تتأهل فيها سوياً السبع دول التي حققت البطولة وهي (الأرجنتين والبرازيل وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأورغواي)، وهذا استعراض للمنتخبات 32 المتأهلة عن كل قارة، ويظهر ما بين الأقواس تصنيف المنتخبات وفقاً لتصنيف الفيفا في 15 مايو 2002.[19][20][21][22][23]
في 28 نوفمبر 2001 تم توزيع المنتخبات المتأهلة في 4 تصنيفات حيث احتوى التصنيف الأول للمنتخبات على 8 فرق والتصنييف الثاني على إحدى عشر فريقا كلها من أوروبا أما التصنيف الثالث فقد احتوى على خمسة فرق من آسيا وأمريكا الجنوبية أما التصنيف الأخير فضم المنتخبات الأفريقية والمنتخبات من أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي.[45]
في 1 ديسمبر 2001 أجريت قرعة كأس العالم لتحديد المجموعات كما تم تحديد نظام البطولة في المراحل المتقدمة، قسمت المنتخبات 32 على ثمان مجموعات. المجموعات الأربعة الأولى جرت مبارياتها في كوريا الجنوبية, بينما المجموعات الأربعة الأخرى جرت مبارياتها في اليابان.[46][47]
تم اختيار 56 حكم لإدارة مباريات كأس العالم ممثلون عن اتحادات من القارات الست، كان هناك الكثير من الجدل حول التحكيم في البطولة، أدت القرارات المشكوك فيها في المباراة كوريا وإيطاليا في وصول ما يقرب من 400،000 شكوى إلى الفيفا، بالإضافة إلى أخطاء مباراة كوريا وإسبانيا بعد إلغاء هدفين صحيحين بشكل مثير للجدل، وتم تصنيفه ضمن أكبر 10 أخطاء تحكيمية في تاريخ كاس العالم في استفتاء مجلة إسبن، وقامت الصحافة الإسبانية بتسمية خروج المنتخب الإسباني من البطولة بأنه «عملية سطو» ووصف الحكام بأنهم «لصوص الأحلام»، على الرغم من ذلك رفضت الفيفا هذه الشكاوى، ووصف هذه الأخطاء بأنها أخطاء بشرية عفوية.[48][49][50]
شمل دور المجموعات على 8 مجموعات تحتوي كل واحدة على 4 منتخبات، ولعبت المباريات بواقع مباراة واحد بين كل فريقين، يتم احتساب الفوز بـ 3 نقاط و التعادل بنقطة واحدة والخسارة لا شيء، ويتأهل أصحاب المركز الأول والثاني عن كل مجموعة إلى دور الستة عشر:[51][52][53][54]
شهد هذا الدور فوز 5 منتخبات في الوقت الأصلي، وفوز منتخبي السنغال وكوريا الجنوبية بالهدف الذهبي في الوقت الإضافي، وفوز منتخب إسبانيا بركلات الجزاء الترجيحية.[55][56][57]
1يعد أوليفر كان هو الحارس الوحيد والأول الذي يحصل على جائزة الكرة الذهبية، وكذلك الحارس الوحيد الذي يجمع بين جائزتي القفاز الذهبي (جائزة ياشين) والكرة الذهبية في تاريخ كأس العالم.[63]