تعديل - تعديل مصدري - تعديل ويكي بيانات
الفجور هو مصطلح في اللغة العربية والإسلام يشير إلى مجموعة من الصفات والأفعال الذميمة التي تنم عن انحراف عن القيم الدينية والأخلاقية. يعتبر الفجور من الأخلاق الرديئة التي تسبب مفاسد للفرد والمجتمع.
عرف الجاحظ الفجور بأنه: "الانهماك في الشهوات، والاستكثار منها، والتوفر على اللذات، والإدمان عليها، وارتكاب الفواحش، والمجاهرة بها، وبالجملة السرف في جميع الشهوات." ويرى الجاحظ أن هذا الخلق مذموم للغاية، إذ "يهدم الجاه ويذهب بماء الوجه ويخرق حجاب الحشمة".[1]
الفجور مشتق من الفعل "فَجَرَ" الذي يعني في اللغة الفسق والانحراف عن الطريق المستقيم. أصل المادة اللغوية يدل على التفتح في الشيء، ومنه "انفجر الماء انفجارًا" أي تفتح. تطور المعنى اللغوي ليشمل الانبعاث والتفتح في المعاصي، ولهذا سمي الكذب فجورًا، ثم اتسع ليشمل كل مائل عن الحق.[2]
في المعنى اللغوي، يدل الفجور على:
في الاصطلاح، عرف العلماء الفجور بتعاريف متقاربة تدور حول الانحراف عن الشرع والمروءة. فقال الجرجاني: "الفجور هو هيئة حاصلة للنفس بها يباشر أمورًا على خلاف الشرع والمروءة." [3] وحسب النووي فهو "الميل عن الاستقامة." ووصفه ابن حجر على أن الفاجر " يَحْتَمِل أن يُرِيد به الكافر، ويَحْتَمِل أن يدخل فيه العاصي".[4] وهو أيضاً بمعنى "الانبعاث في المعاصي والتوسع فيها" [5]، و"الميل عن الحق إلى الباطل." و إلى الانحراف عن الصواب والاتجاه نحو الباطل والفساد، وقيل: "الفُجُور: اسم جامع لكلِّ شرٍّ، أي: الميْل إلى الفساد، والانطلاق إلى المعاصي".[6]
(الفِسْق: هو الخروج مِن طاعة الله بكبيرة، والفُجُور: الانبعاث في المعاصي والتَّوسُّع فيها.. فلا يقال لصاحب الصَّغيرة: فاجرٌ.. ثمَّ كَثُر استعمال الفُجُور حتى خُصَّ بالزِّنا واللِّواط وما أشبه ذلك).[7]
قال تعالى: (في سورة الانفطار): ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ١٣ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١٤﴾ [الانفطار:13–14]
(والفجَّار: جمع فاجر، وهو الإِنسان الكثير الفجور، أي: الخروج عن طاعة الله تعالى، أي: إن المؤمنين الصادقين الذين وفوا بما عاهدوا الله عليه، لفى نعيم دائم وهناء مقيم، وإن الفجار الذين نقضوا عهودهم مع الله وفسقوا عن أمره، لفى نار متأججة بعضها فوق بعض، هؤلاء الفجار الذين شَقُّوا عصا الطاعة).[8]
وقال الله (في سورة عبس): ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ٤٢﴾ [عبس:42]
جاء في تفسير السعدي: ({أُولَئِكَ} الذين بهذا الوصف {هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} أي: الذين كفروا بنعمة الله وكذبوا بآيات الله، وتجرأوا على محارمه).[9]
وقال سبحانه وجل (في سورة القيامة): ﴿بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ٥﴾ [القيامة:5]
((قال ابن عباس: يعني الكافر يكذب بما أمامه من البعث والحساب. ومما يدل على أن الفجور هو التكذيب ما ذكره القتبي وغيره أن أعرابيًا قصد عمر بن الخطاب وشكا إليه نقب إبله ودبرها، وسأله أن يحمله على غيرها فلم يحمله؛ فقال الأعرابي: أقسم بالله أبو حفص عمر ما مسَّها من نقب ولا دبر فاغفر له اللهم إن كان فجر -يعني إن كان كذَّبَني فيما ذكرتُ-.
وعن ابن عباس أيضا: يُعجل المعصية ويسوف التوبة. وهذا قول مجاهد والحسن وعكرمة والسدي وسعيد بن جبير؛ يقول: سوف أتوب، سوف أتوب، حتى يأتيه الموت على أشر أحواله. وقيل: أي يعزم على المعصية أبدا وإن كان لا يعيش إلا مدة قليلة.
فالهاء على هذه الأقوال للإنسان، وقيل: الهاء ليوم القيامة. والمعنى بل يريد الإنسان ليكفر بالحق بين يدي يوم القيامة. والفجور أصله الميل عن الحق)).[10]
قال عز وجل (في سورة ص): ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ٢٨﴾ [ص:28]
قال الطَّبري:(((أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ)) أي: الذين اتقوا الله بطاعته وراقبوه، فحذروا معاصيه. ((كَالْفُجَّارِ)) يعني: كالكفَّار المنتهكين حُرُمَات الله).[11]
قال عز وجل: ﴿إِنَّكَ إِن تَذَرۡهُمۡ یُضِلُّوا۟ عِبَادَكَ وَلَا یَلِدُوۤا۟ إِلَّا فَاجِرࣰا كَفَّارࣰا﴾ [نوح: 27]
فَاجِرًا: مائلا عَن الْحق. وأصل الْفُجُور الْميل، فَقيل للكاذب فَاجر، لِأَنَّهُ مَال عَن الصدْق، وللفاسق فَاجر، لِأَنَّهُ مَال عَن الْحق.[11]
مَرَّ رسول الله ﷺ بجنازة، فقال: ((مستريح ومستراح منه. قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: العبد المؤمن يستريح مِن نصب الدُّنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشَّجر والدَّواب)).[12]
قال الباجيُّ: (قوله ﷺ لما رأى الجنازة: مستريح ومستراح منه. يريد أنَّ مَن توفي مِن النَّاس على ضربين: ضرب يستريح، وضرب يُسْتَراح منه، فسألوه عن تفسير مراده بذلك، فأخبر أنَّ المستريح: هو العبد المؤمن يصير إلى رحمة الله وما أُعِدَّ له مِن الجنَّة والنِّعمة، ويستريح مِن نصب الدُّنيا وتعبها وأذاها، والمستراح منه هو العبد الفاجر، فإنَّه يستريح منه العباد والبلاد والشَّجر والدَّواب، ويحتمل أن يكون أذاه للعباد بظلمهم، وأذاه للأرض والشَّجر: بغصبها مِن حقِّها وصرفها إلى غير وجهها، وإتعاب الدَّواب بما لا يجوز له مِن ذلك، فهذا مستراح منه).[13]
قال رسول الله ﷺ: ((عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا)).[14]
قال المناويُّ: (عليكم بالصِّدق. أي: الزموه وداوموا عليه. فإنَّه مع البرِّ. يحتمل أنَّ المراد به العبادة. وهما في الجنَّة. أي: الصِّدق مع العبادة يُدْخِلان الجنَّة. وإيَّاكم والكذب. اجتنبوه واحذروا الوقوع فيه. فإنَّه مع الفُجُور. أي: الخروج عن الطَّاعة. وهما في النَّار. يُدْخِلان نار جهنَّم).[15]
قال رسول الله ﷺ، قال: ((أربعٌ مَن كنَّ فيه، كان منافقًا، أو كانت فيه خصلة مِن أربعة، كانت فيه خصلة مِن النِّفاق، حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)).[16]
قال ابن رجب: (إذا خاصم فجر) يعني بالفجور: أن يَخرج عن الحق عمدا حتى يصيِّرَ الحق باطلا والباطل حقا، وهذا مما يدعو إليه الكذب، كما قال النبي ﷺ: (إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار)، وفي الصحيحين عن النبي ﷺ: (إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)، فإذا كان الرجل ذا قدرة عند الخصومة –سواء كانت خصومته في الدين أو في الدنيا– على أن ينتصر للباطل، ويخيل للسامع أنه حق، ويوهن الحق، ويخرجه في صورة الباطل، كان ذلك من أقبح المحرمات، وأخبث خصال النفاق، وفي سنن أبي داود عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: (من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع) وفي رواية له أيضا: (ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله).[17]
1- خرابٌ للمجتمع لكثرة الأذى فيه:
2- انحطاط أخلاق المجتمع:
فالفجور مولد لفجورٍ آخر، والفاجر يسعى في جعل الناس مثله.
3- يُحبط العمل وطريقٌ موصل للنار:
4- من أخبث خصال النفاق:
1- ضعف الإيمان، وضعف الوازع الديني:
2- الغضب:
3- الكذب:
4- التساهل بالذنوب الصغيرة واستمراؤها وعدم محاسبة النفس عليها، والتوبة منها:
عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله ﷺ: «إيَّاكم ومُحقَّرات الذنوبِ؛ فإنَّما مثَلُ مُحقَّراتِ الذنوبِ كقومٍ نزلوا في بطنِ وادٍ، فجاء ذا بعودٍ، وجاء ذا بعودٍ حتى أنضَجوا خُبزَتَهم، وإن مُحقَّرات الذنوبِ متى يُؤخَذُ بها صاحبُها تُهلِكُه».[28]
عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله ﷺ:
«إيَّاكم ومُحقَّرات الذنوبِ؛ فإنَّما مثَلُ مُحقَّراتِ الذنوبِ كقومٍ نزلوا في بطنِ وادٍ، فجاء ذا بعودٍ، وجاء ذا بعودٍ حتى أنضَجوا خُبزَتَهم، وإن مُحقَّرات الذنوبِ متى يُؤخَذُ بها صاحبُها تُهلِكُه».[28]
5- الصُّحْبة السيئة:
6- ضعف التربية الإيمانية والأخلاقية:
7- غياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: