واشتركت لالة فاطمة نسومر في معركة 18 جويلية1854م التي هُزم فيها الفرنسيون وانسحبوا مخلفين أكثر من 800 قتيل منهم 25 ضابطا.
فجند الجنرال الفرنسي راندون سنة 1857م جيشا قوامه 45 000 جندي فرنسي بقيادته شخصيا، واتجه به صوب قرية آيت تسورغ حيث تتمركز قوات فاطمة نسومر المتكونة من جيش من المتطوعين قوامه 7 000 جندي زواوي وعدد من النساء.
ومن المعلوم أن عدد الشهداء حسب المصرح بهم والمسجلين في مقبرة الشهداء ببلدية أمالو على اللوح الرخامي قد تجاوز عدد الثلاثمائة والستين (360) شهيدا.
وهناك الكثير من الشهداء لم تذكر أسماؤهم لسبب إيثار ذويهم عدم نشر أسمائهم، ومنهم من لم يذكر لعدم معرفة اللجنة البلدية أو الولائية بهم بتناسي ذويهم إعلام هذه اللجان في الوقت المناسب والمحدد زمنيا، ومنهم من لم تبق لهم بقية من الأقارب للتذكير بهم.[13]
أعاد أعيان سكان أمالو إحياء «زاويةسيدي أحمد أويحي» بفضل مساعدة مالية هامة من أحد حفدة صاحب الزاوية «سيدي أحمد أويحي» وهو الرئيس عبد الرحمن فارس (1911م-1991م) الذي كان «رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة للجزائر» والعضو في «البرلمان التأسيسي للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية».
فتبرع عبد الرحمن فارس بأملاكه العقارية التي ورثها عن أجداده بأمالو، كما تصدق بمبلغ 3 000 000 فرنك فرنسي بما يعادل حوالي 3 000 000 دينار جزائري بالتقدير الآني للعملة.
فتم تمويل إقامة ومعيشة 25 شابا من طلبة القرآن، كما تم شراء جرار لفلاحة الأراضي الوقفية التابعة للزاوية، كما تم شراء آلات معصرة زيتون قصد إنتاج زيت الزيتون، وحُبِّسَتْ لفائدة الزاوية.
وبذلك استأنفت «زاويةسيدي أحمد أويحي» مسارها التعليمي وتخرج منها مئات الإطارات التعليمية.
وقد شارك هؤلاء الإطارات في تمتين مؤسسات الدولة الوطنية الجزائرية أثناء مسار البناء والتشييد بعد الاستقلال الوطني.
وكان الشيخ «لحلو وعمارة الخياري» يبث الفكر الوطني الجزائري في نفوس طلبة الزاوية، لينير لهم الطريق لأول مرة في حياتهم، وكانوا يُكِنُّون له كل الاحترام والتبجيل عند ذكر اسمه.
لكن هذا الإدماج لم يدم إلا فترة قصيرة، ثم عادت الزاوية إلى استقلالها بتسيير من اللجنة الدينية المعتمدة، لكن بعدد قليل من الطلاب.[17]
إقام الصلوات
صار في أواخر سبعينيات القرن العشرين شيخ «زاوية سيدي أحمد أويحي» يتم تعيينه مع أئمة آخرين من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية للتدريس وإقامة الصلوات الجامعة بالمسجد الجامع لقرى وأحياء بلدية أمالو القريبة من مقر البلدية.
أما القرى البعيدة فلها الحق في أداء جميع الصلوات الخمسة والجمعة والأعياد.
وعلاوة على ذلك فإن صلاة الجنازة إذا كان المتوفى من قرى: إخرشوشن، بوسهل وتمسريرين، فإن الصلاة تقام في الزاوية لوجود المقبرة قرب المسجد المركزي هذا.[18]
التوسيع الأول في 1994م
كانت الانطلاقة الحديثة لمقر «زاوية سيدي أحمد أويحي» خلال عام 1994م حينما استطاعت «الجمعية الدينية للزاوية»، التي كان يترأسها آنذاك السيد «بدر الدين إيدير»، أن تحقق قفزة نوعية راقية في تحديث الزاوية وإصلاحها، وهذا بفضل تظافر جهود أخيار قرية أمالو، بدعم من بلدية أمالو التي بذل رئيسها ومجلسها كل ما في وسعهم من أجل توفير شروط النجاح لمشروع التحديث.[19]
وقد صار هذا التحديث واقعا ملموسا بعد إنجاز الجامع الجديد سنة 1997م، وبعده المبنى الجديد للزاوية وفق المعايير العصرية.
وتم تنظيم مرافق المقر الجديد لـ«زاوية سيدي أحمد أويحي» على النحو التالي:
وقد تقدمت الأشغال بها من أجل توسيع هياكل الاستقبال، وتحديثها بطريقة عصرية، تمكنها من ضمان التحصيل العلمي في ظروف جيدة من حيث الإقامة والإطعام والنظافة، لا تقل عن مستوى المؤسسات التعليمية الرسمية.
وكان يقوم وكيل الزاوية في 2015م، السيد سعيد فارس، بالتنسيق مع الجهات المختلفة وهيئة الإدارة والتدريس من أجل السير الحسن للزاوية.
ذلك أن التدريس بالزاوية يتولاه حاليا إمامان، وقد يتطوع أكثر من أستاذ ثانوي أو متوسطي أو ابتدائي لتكملة الدروس المقررة في هذه المراحل التعليمية حتّى تساير الزاوية التعليم الرسمي حسب برنامج وزارة التربية الوطنية الجزائرية لمن يريد الالتحاق بمهنة التعليم العام.
كما رفعت عن الطلبة كل التكاليف المرهقة من تحضير الأكل اليومي وغسل الثياب والمشاركة في الأعمال الزراعية وجلب الماء الصالح للشرب.
وتمنح لكل طالب منحة شهرية يستعين بها عند شراء بعض الحاجات، والدراسة في الزاوية مجانية.
ورغم كل هذه التسهيلات فالإقبال ضعيف جدا في الالتحاق بالزاوية قصد الدراسة لمدة ست سنوات بمعدل 10 أحزاب قرآنية في السنة الواحدة.
الأعمال الخيرية
بعد أن كانت «زاوية سيدي أحمد أويحي» تنتظر في الماضي صدقات المحسنين من أجل التكفل بمصاريف تسييرها والتدريس بها، تكاثرت أوقافها وأملاكها بحيث صارت قادرة على الإنفاق على فقراء ومحتاجي قرى بلدية أمالو.