اسمه في المصادر التركية طرغود، وفي المصادر العربية درغوث، وفي أخرى طرغول وفي التركية الحديثة تورغوت (بالتركية: Turgut).
تاريخه
درغوث رئيس، هو أحد الفاتحين البحريين العثمانيين. ركب السفن منذ صباه، ودرب على الجهاد في البحر في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط أولا، وارتقى درجات العمل البحري من نوتي حدث إلى نوتيّ ثم مدفعي ثم ربّان يقود سفينة واحدة ثم رئيس (أو رايس بالمصطلح المغربي) في البحر يقود مجموعة صغيرة من السفن الحربية الخفيفة السريعة المعدّة للهجومات الخاطفة على سفن العدو أو الغارات المدمّرة على السواحل.[بحاجة لمصدر]
في عام 1539، قاد درغوث ريس 36 سفينة حربية، واستعاد كاستلنوفو من البندقية، الذين استعادوا المدينة من العثمانيين. أثناء القتال، أغرق سفينتين وأسر ثلاثة آخرين. في عام 1539، أثناء رسوه في كورفو، واجه 12 قادسًا من البندقية تحت قيادة فرانشيسكو باسكواليغو واستولى على القادس في قناة أنطونيو دا. رسى في وقت لاحق في جزيرة كريت وقاتل ضد قوات سلاح فرسان البندقية تحت قيادة أنطونيو كالبو.
حاكم جربة
في وقت لاحق عام 1539، عندما عين سليمان القانوني سنان باشا، والي جربة، قائدًا عامًا جديد لأسطول البحر الأحمر العثماني ومقره في السويس، عُين تورغوت ريس خلفًا له وأصبح والي جربة.[14]
اشترك سنان باشا وتورغوت ريس في عدة حملات بحرية في البحر الأبيض المتوسط وخاصة على سواحل إيطالياوشمال أفريقيا. لم يكن سنان باشا خبيرا في الأمور البحرية بقدر ما كان تورغوت ريس الذي كان أكثر شعبية بين أمراء البحر قادة البحرية، وهذا قد سبب تبايناً بينهماً.
في حادثة تمت بعد فتح طرابلس عام 1551م، ترك الأسطول العثماني بكامله سنان باشا على الشاطئ واتبع تورغوت ريس إلى البحر التيراني معلنين أنهم لن يقبلوا سوى تورغوت ريس قائدا لهم، إلا أن تورغوت ريس اعتبر هذا تمرداً وخيانة وأمرهم بالعودة.
انزعج السلطان سليمان القانوني من هذا الموقف ولكنه دعم تورغوت ريس نظرا لمواهبه البحرية، فأمر سنان باشا بقوله «نفذ أيا ما يقوله تورغوت».
معظم البحارة العثمانيين في ذلك الوقت كانوا يعتقدون أن تورغوت ريس أحق بمنصب سنان باشا.
بايلرباي الجزائر
سنجق بك طرابلس
بايلرباي المتوسط
باشا طرابلس
في مارس 1556، عُين تورغوت ريس باشا في طرابلس. هناك، عزز جدران القلعة المحيطة بالمدينة وبنى معقل البارود (دار البارود). كما عزز دفاعات الميناء وبنى قلعة تورغت (درغوث) بدلاً من قلعة San Pietro القديمة. في يوليو 1556 أبحر مرة أخرى وهبط في كيب سانتا ماريا في جزيرة لامبيدوسا، حيث استولى على سفينة بندقية التي كانت تنقل الذخيرة والأسلحة للدفاع عن مالطا. رسى لاحقًا في ليغوريا واستولى على برجيجي وسان لورينزو. في ديسمبر 1556 استولى على قفصة في تونس وأضافها إلى أراضيه.
في صيف عام 1557، غادر مضيق البوسفور بأسطول مكون من 60 سفينة، ووصل إلى خليج تارانتو، ورسى في كالابريا وهاجم كارياتي، واستولى على المدينة. رسى لاحقًا في موانئ بوليا.
اشتغل درغوث في أخريات حياته بالسهر على شؤون إيالة طرابلس وإعادة الاطمئنان إلى نفوس أهاليها دون إهمال الغزو في البحر. وأهمّ واقعة خاضها في تلك الفترة هي التي دمّر فيها كامل أسطول صقلية قرب جزر ليباري في سنة 968هـ / 1561م.[بحاجة لمصدر]
حُسمت معركة جربة في غضون ساعات، حيث كان حوالي نصف القوادس المسيحية قد قُبض عليها أو قد غرقت. يبلغ العدد الإجمالي للخسائر المسيحية 18.000 حسب أندرسون[15]، في حين يبلغ هذا العدد حسب غيلمارتن[16] نحو 9.000، حيث أن حوالي الثلثين منهم كانوا من المجدفين.
التجأ الجنود الناجون إلى الحصن، الذي كان قد اكتمل بناؤه قبل بضعة أيام. وسرعان ما تعرض هؤلاء لهجوم من قبل القوات المشتركة لبيالي باشا ودرغوث باشا (الذي كان قد انضم لبيالي باشا في اليوم الثالث)، غير أن ذلك لم يكن قبل أن يتمكن جيوفاني أندريا دوريا من الفرار في زورق صغير. بعد حصار دام ثلاثة أشهر، استسلمت الحامية، وحمل بيالي باشا، حسب المؤرخ بوسيو، حوالي 5.000 سجينًا إلى القسطنطينية، بمن فيهم القائد الإسباني ألفارو دي ساندي، الذي كان قد تولى قيادة القوات المسيحية بعد فرار دوريا. لا يمكن التعرف على ظروف الأيام الأخيرة للحامية المحاصَرة، ذلك أن جل المعلومات متناقضة. يروي أوجييه غيسلان دي بوسباك، السفيرالنمساوي إلى القسطنطينية، في كتابه رسائل تركية (باللاتينية: Turcicae epistolae)، معترفًا بعدم جدوى المقاومة المسلحة، أن دي ساندي حاول الفرار في زورق صغير، ولكن سرعان ما تم القبض عليه.[17] في روايات أخرى، كرواية بروديل، قاد دي ساندي محاولة فرار في 29 يوليو، غير أنه تم القبض عليه ومن معه.[18] تم الإفراج عن دي ساندي بعد بضع سنوات، بفضل جهود وساطة دي بوسباك. حارب بعد ذلك دي ساندي ضد العثمانيين في حصار مالطة عام 1565م.
أقام درغوث باشا برجًا من الجماجم بلغ ارتفاعه 3 أمتار، عرف باسم برج الجماجم أو برج الرؤوس، تذكارًا للمعركة. دُمر هذا البرج عام 1848 بأمر من باي تونس، أحمد باي الأول، بناء على طلب من وزير الشؤون الخارجية الإسبانية، وبني مكانه برج من الحجر.
عمليات الإنزال والحصار في البحر المتوسط
حصار مالطا والوفاة
وفي سنة 973هـ / 1565م، قرر السلطان سليمان القانوني تنظيم حملة بحرية وبرّية ضخمة للقضاء على «فرسان يوحنا المقدسي» بمالطة، أولئك الرهبان الصليبييّن الذين طردهم من رودس في بداية عهده منذ أكثر من أربعين سنة فاستقروا في جزيرة مالطة واتّخذوها قاعدة لمواصلة مكافحة المسلمين برّا وبحرا بحماسة صليبية لم تُفتر.[بحاجة لمصدر]
أبحرت العمارة العثمانية في مائة وثمانين سفينة بقيادة بيالي باشا حاملة جيشا يتألّف من ثلاثين ألف جندي بقيادة مصطفى باشا. ونزل الجيش العثماني واحتلّ الجزيرة وحاصر قلاعها التي تحصن فيها فرسان مالطة. بدأ الحصار يوم 18 مايو وانتهى يوم 7 سبتمبر 1565م بانسحاب الجيش والأسطول العثمانيين دون أن يستطيعا اقتحام جميع الحصون التي تتركب منها القلعة.[بحاجة لمصدر]
التحق درغوث باشا بالجيش العثماني المحاصر لمالطة في أوائل شهر يونيو 1565م، قادما من طرابلس ومعه ثمانية وعشرون غرابا وثلاثة آلاف جندي. وعند وصوله لاحظ أنّ القائد الأعلى للجيش مصطفى باشا ارتكب هفوة كبيرة وهي عدم احتلاله للمرتفعات التي تحيط بالقلعة مع تركيز جهوده على أحد حصون القلعة وهو حصن سان إلمو ولم يكن في وسعه معالجة هفوة مصطفى باشا فتقدّم وأخذ على عاتقه تسيير حصار الحصن معتمدا، كعادته، اعتمادا كبيرا على المدفعية والجنود المتخصّصين في وضع الألغام. وشدّد محاصرة الحصن، وهيأ جنوده لاقتحامه وكان دائما في مقدمتهم، فأصابته شظية في رأسه. وحُمل جثمانه إلى طرابلس حيث دفن.[بحاجة لمصدر]
^Jamieson، Alan G. (2013). Lords of the Sea: A History of the Barbary Corsairs. Canada: Reaktion Books. ص. 59. ISBN:978-1861899460. في محاولة يائسة للعثور على بعض التفسيرات للظهور المفاجئ للقوة البحرية الإسلامية في البحر الأبيض المتوسط بعد قرون من الهيمنة المسيحية، أشار المعلقون المسيحيون في القرن السادس (وما بعده) إلى الجذور المسيحية المفترضة لأعظم قادة القراصنة البربريين. لقد كان نوعًا غريبًا من التعزية. كان لدى عائلة بارباروسا بالتأكيد أم مسيحية يونانية، ولكن يبدو الآن من المؤكد أن والدهم كان مسلمًا تركيًا. جرت محاولات لمنح الآباء المسيحيين اليونانيين لتورغوت ريس، ولكن كل المؤشرات تشير إلى أنه جاء من عائلة فلاح تركي مسلم.
^Cengiz Orhonlu (1968). Belgelerle Türk Tarihi Dergisi "Journal of Turkish History with Documents. ص. 69. تورغوت ريس هو أحد البحارة الأتراك المعروفين في القرن السادس عشر في البحر الأبيض المتوسط. وهو نجل قروي يدعى فيلي من منطقة مينتيشي - سيرولوس (سيرولوس أو سيرافولوس). في سن مبكرة، انضم إلى البحارة وأصبح معروفًا. في وقت قصير أصبح قبطان الإقطاعيين. في بعض الآراء، تبدأ حياته في القرصنة تقريبًا في نفس الوقت الذي عاش فيه الأخوان بربروسا. في وقت لاحق بدأ العمل في غرب البحر الأبيض المتوسط، والعمل مع الأخوين بربروسا (غيليبولولو مصطفى علي، كونهول الأحبار، كتب الجامعة، رقم: 5959، ص 300 أ)
^Yemisci, Cihan (Jan 2015). "Turgut Reis'in etnik menşei" [الأصل العرقي لتورغوت ريس]. 2. Turgut Reis Ve Türk Denizcilik Tarihi Uluslararası Sempozyumu (1-4 Kasım 2013), Bildiriler (بالتركية). Archived from the original on 2022-06-25. ... ومع ذلك، عند فحص المصادر، لا توجد بيانات للوصول إلى الحكم المعني، علاوة على ذلك، تشير جميع الأدلة والقرائن التي تشير إلى أن تورغوت ريس جاء من عائلة مسلمة تركية.
^Svat Soucek,"Torghud Re'is",The Encyclopaedia of Islam (New Edition), Vol. 10, LeidenBrill, 2000, p. 570.
^ ابReynolds, Clark G. (1974). Command of the sea: the history and strategy of maritime empires (بالإنجليزية). Morrow. pp. 120–121. ISBN:9780688002671. قام العثمانيون بتوسيع حدودهم البحرية الغربية عبر شمال إفريقيا تحت القيادة البحرية لمسلم يوناني آخر، تورغود (أو دراغوت)، الذي خلف بربروسا عند وفاة الأخير في عام 1546.
^Naylor, Phillip Chiviges (2009). North Africa: a history from antiquity to the present (بالإنجليزية). University of Texas Press. pp. 120–121. ISBN:9780292719224. كان تورغوت (دراغوت) (؟ -1565) من أشهر القراصنة، وهو من أصل يوناني وربي خير الدين. شارك في الهجوم العثماني الناجح على طرابلس عام 1551 ضد فرسان القديس يوحنا المالطي.
^Rafael Sabatini (2008). The Sword of Islam and Other Tales of Adventure. Wildside Press. ص. 7. ISBN:9781434467904. Ordinarily Dragut Reis – who was dubbed by the Faithful "The Drawn Sword of Islam"
^Balbi، Francesco (2011). The Siege of Malta, 1565. Boydell Press. ص. 63–64. ISBN:9781843831402. ولد عام 1485، وكان يبلغ من العمر ثمانين عامًا عندما جاء إلى مالطا للحصار. كان ملازمًا تحت قيادة بارباروس الشهير، وعند وفاة هذا الأخير، أصبح درغوت ملك البحر الأبيض المتوسط غير المتوج. وعرف عند إخوانه المسلمين بـ «سيف الإسلام المسلول». على الرغم من أنه كان على خلاف في حياته المهنية السابقة مع السلطان سليمان، إلا أن الأخير قد اعترف مؤخرًا بقدرات درغوت بتأكيده حاكمًا على طرابلس. كان يعرف الأرخبيل المالطي جيدًا، حيث أغار على الجزيرتين في عدة مناسبات. من بين نجاحاته العديدة ضد المسيحيين، احتلاله باستيا في كورسيكا (عندما قام بنقل سبعة آلاف أسير) وريجيو في إيطاليا (عندما استعبد جميع سكان المدينة). كان درغوت هو من استولى على طرابلس من فرسان القديس يوحنا عام 1551. كان خصمًا قديمًا لا فاليت، وكان بلا شك الأكثر قدرة بين جميع القادة الأتراك. وصفه أميرال فرنسي بأنه «مخطط حي للبحر الأبيض المتوسط، ماهر بدرجة كافية على الأرض ليقارن بأرقى الجنرالات في ذلك الوقت. لم يكن أحد أحق من أن يحمل اسم الملك».
^Judith Miller (28 سبتمبر 1986). "Malta, Where Suleiman Laid Siege". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2022-06-25. اطلع عليه بتاريخ 2017-01-29. كان دراغوت ريس يحظى بالاحترام باعتباره أفضل بحار مسلم في عصره، وقرصان حقيقي، وحاكم طرابلس وعبقري عسكري. يعتقد العديد من المؤرخين أنه لو عاش، لكان الحصار قد نجح. لكن وفاته، دفعت إلى الخلاف بين الضابطين العسكريين العثمانيين، مما أدى بدوره إلى سلسلة من القرارات الكارثية التي ساعدت في إنقاذ الفرسان. في هذه المرحلة... أصيب دراغوت بجروح قاتلة قبل سقوط سانت إلمو عندما اصطدمت قطعة من الصخر برأسه نتجت عن قذيفة مدفع.. كان سيموت على الفور لولا عمامته السميكة. جاء الموت بعد ذلك بأيام في خيمته، بعد وقت قصير من تلقيه أخبارًا من رسول بأن القديس إلمو قد سقط أخيرًا.