حديث السفينة هو قول نبي الإسلاممحمد بحق اهل البيت، وفيه يستدل الشيعة بهذا الحديث ونصوص أخرى على عصمة أهل البيت وأحقيتهم بإمامة الأمة وارتياد منصب الخلافة والقيادة بعد الرسول محمد. ويعارض أهل السنة والجماعة قولهم، حيث يعتقدون أن نص الحديث الذي يستدل فيه الشيعة غير صحيح وباطل موضوع، ففيه الألفاظ تختلف عن الحديث الصحيح الذي يعتقدون به والمروي عند البخاري.
"مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، فمن قوم نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك، ومثل باب حطة في بني إسرائيل.[3]
عند أهل السنة
روي عن النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ في حديث عن النبي محمد أنه قال:
"مَثَلُ القائِمِ علَى حُدُودِ اللَّهِ والواقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا علَى سَفِينَةٍ، فأصابَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وبَعْضُهُمْ أسْفَلَها، فَكانَ الَّذِينَ في أسْفَلِها إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا علَى مَن فَوْقَهُمْ،
فقالوا: لو أنَّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا خَرْقًا ولَمْ نُؤْذِ مَن فَوْقَنا، فإنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أرادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وإنْ أخَذُوا علَى أيْدِيهِمْ نَجَوْا، ونَجَوْا جَمِيعًا.[4][5]"
رأي الشيعة
الحديث يؤكد أن الأولوية المطلقة لأهل البيت ،وإلا كان النبي قد حرم إتباعهم.[6]
وفقا لكلام علماء الشيعة، عندما الطريق الوحيد للنجاة هو الإتباع لأهل البيت «من ركبها نجى » ،فلابد أن يكونوا معصومين عن المعاصي وإلا إتباعهم سيضل تابعيهم.[7] ولما يكونوا معصومين فبالنتيجة لابد أن يكونوا ائمة.[8]
فوصف أهل البيت بسفينة نوح يعني أن لا طريق للنجاة والفوز برضى الله إلا عن طريق اتباع أهل هذا البيت.[9][10]
عدد الأئمة إثنا عشر ومختلف في عددهم وهويتهم من طائفة شيعية إلى أخرى .[12]
رأي أهل السنة
يعتقد أهل السنة والجماعة أن الحديث السفينة الذي يرويه الشيعة بأنه حديث باطل موضوع،[13] ليس له أصل، وهو ضعيف الإسناد.[14] وهم يعتقدون أن الحديث الذي روي في صحيح البخاري غير ما تقول به الشيعة.
حديث ابن عباس: فيرويه الحسن بن أبي جعفر الجفري عن أبي الصَّهباء عن سعيد بن جبير عنه. وقد قال البخاري عن الحسن بن أبي جعفر أنه «منكر الحديث»،[19] وقيل عنه كذلك «متروك الحديث».[20]
حديث ابن الزبير: فيرويه ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عامر بن عبد الله بن الزبير. وفيه عبد الله بن لهيعة الذي يعتبر «ضعيف الحديث»[21]
حديث أبي ذر: فله عنه ثلاث طرق:
الطريق الأول: فقد روي عن الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب. هنا فيه الحسن بن أبي جعفر وفيه كذلك علي بن زيد بن جدعان الذي قيل عنه أنه «ضعيف الحديث».[22] وقد قال عنه الذهبي: «له عجائب ومناكير».[23]
الطريق الثاني: عن عبد الله بن داهر الرازي عن عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن أبي إسحاق. وفيه عبد الله بن داهر، وقد ضعفه ابن الجوزي في كتابه.[24][25][26][27] كذلك عبد الله بن عبد القدوس الذي قيل عنه أنه «ضعيف» وقال عنه يحيى بن معين عندما سئل عنه «ليس بشئ».[28]
الطريق الثالث: فيه المفضل بن صالح الأسدي أبو جميلة. قال الذهبي «ضعيف»،[29] وقال البخاري عنه أنه «منكر الحديث».[30][31] حتى أن الشيعة بأنفسهم قد ضعفوه في رواية الحديث.[32]
حديث أبي سعيد الخدري: فيه عطية بن سعد وهو «ضعيف».[33]
حديث أنس بن مالك: فيرويه أبان بن أبي عياش، وهو «متروك ومتهم بالكذب».[34]
يختلط على الكثيرين تصحيح الحاكم للحديث في كتابه المعروف بالمستدرك، وقد رد عليه العديد من علماء أهل السنة والجماعة موضحين أن الحاكم كان من طبيعته التساهل في تصحيح الأحاديث، ولهذا لزم تعقب أهل الحديث لكتابه لكثرة ما عرف عنه من التساهل.
فقد ذكر الذهبي قائلاً: «فيه المفضل بن صالح ضعفوه». وقال أيضاً: «يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة ويكثر من ذلك».[35]
علق ابن تيمية عليه قائلاً: «وتصحيح الحاكم دون تحسين الترمذي . وكثيرا ما يصحح الموضوعات فإنه معروف بالتسامح».[36]
3365 - أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، ثنا المفضل بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن حنش الكناني قال : سمعت أبا ذر ، يقول وهو آخذ بباب الكعبة : أيها الناس ، من عرفني فأنا من عرفتم ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق " .
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .
هذا وقد احصى بعض الباحثين عن الحديث في المصادر كما يلي:[46]
(1) : المستدرك على الصحيحين ، ج 2 ص 373 ر 3312 ، و ج 3 ص 163 ر 4720
(2): فضائل الصحابة ، ج 2 ص 785 ر1402 ، باب فضائل الحسن والحسين
(3): المعجم الصغير ، ج 1 ص 240 ، ر قم الحديث 391 ، و : ج 2 ص 84-85 ، رقم الحديث 825 ، وأيضا : المعجم الكبير : ج 3 ص 37 ر 2636 ، وأيضا ؛ ج 3 ص 37-38 ر2637 ، و ج 3 ص 38 ر 2638 ، وأيضًا : المعجم الأوسط : ج 5 ص 305-306 باب روايات محمد بن أحمد ، وأيضا ج 5 ص 354-355 مرويات محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، و : ج 6 ص 85 مرويات محمد بن عبد العزيز
(4): الجامع الصغير : ج 1 ص 373 ر 2442 باب حرف الهمزة ، وأيضا ج 2 ص 533 ر 8162 باب حرف الميم ، و أيضا : إحياء الميت بفضائل أهل البيت : ص 24 ح ر 24 ، 25 ، 26 ، 27 .
(5) : ذخائر العقبى : ص 53 الباب الخامس في فضل أهل البيت ، وص 54 .
(6): مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : ج 9 ص 168 با فضل أهل البيت ، وأيضًا : كتاب كشف الأستار : ج 3 ص 222 ، رقم 2614 – 2615- 2613 ، باب مناقب أهل البيت (عليه السلام) .
(7):المنح المكية في شرح الهمزية : ص 535 ، شرح بيت رقم 343 .
(8): تاريخ بغداد : ج 13 ص 569 رقم الحديث 6460 .
(9): مشكاة المصابيح : ج 3 ص 1742 ، رقم الحديث 6174 ، كتاب المناقب ، باب مناقب أهل البيت (عليه السلام) .
(10): حلية الأولياء : ج 4 ص 306 ، ترجمة سعيد بن جبير .
(11) : أخبار مكّة : ج 3 ص 134 ر،ح 1904 ، باب ذكر خطبة أبي ذر ......بمكة .
(12) : الفصول المهمة : ص 25 ، باب ذكر شيء ممّا جاء في فضلهم وفضل محبتهم .
(13): مسند الشهاب : مجلد 2 جزء 10 صفحة 273 رقم الحديث 1342 .
(14): كنز العمّال : ج 2 ص 434-435 رقم الحديث 4429 ، وأيضا ج 12 ص95 رقم الحديث 34151 و أيضًا : ج 12 ص 98 رقم الحديث 34169 ، وأيضا ج 12 ص 98 رقم الحديث 34170 ، و : ج 12 ص 94 رقم الحديث 34144 .
(15): استجلاب ارتقاء الغرف : ج 2 ص 479 ر 213 ، وأيضا ج 2 ص 480 ر 214 ، وأيضا ج 2 ص 481 ر 217 ، و: ج 2 ص 482-483 رقم الحديث 218 ، و : ج 2 ص 483 رقم الحديث 319 ، و: ج 2 ص 483 رقم الحديث 220 .
(16): كفاية الطالب : ص 378 الباب المئة في تطهيرهم عليهم السلام من الأنجاس ، و : ص 378-379 ، الباب المئة في تطهيرهم عليهم السلام من الأنجاس .
(17): الصواعق المحرقة : ص 186 باب 11 في فضائل أهل البيت (عليه السلام) ، الفصل الثاني الحديث الثاني ، وأيضا ص 236 في التتمة في مناقب آل البيت باب الأمان ببقائهم .
(18): المصنف : ج 11 ص 150 ، رقم الحديث 32651 ، باب فضائل علي بن أبي طالب .
(19): مسند البزّار : ج 9 ص 343 رقم الحديق 3900 ، باب : عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر ، و : ج 11 ص 329 رقم الحديق 5142 ، باب حديث المكيين عن ابن عبّاس .
(20): كتاب المعارف : ص 252 ، في ترجمة أبو ذر الغفاري .
(21): الكنى والأسماء : ج 1 ص 137 ، رقم الحديث 481 ، ترجمة أبو طفيل عامر بن وائلة ، رقم الترجمة 241 .
(22): فيض القدير : ج 5 ص 517 .
(23): مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : ص 187-188 رقم الحديث 173 ، وأيضًا : ص 189 رقم الحديث 176، و : ص 188-189 رقم الحديث 175 ، وأيضا ص 190 رقم الحديث 177 ، و : ص 188 رقم الحديث 174 .
(24): فرائد السمطين : ج 2 رقم الحديث 519 ، باب رقم 48 .
(25): تفسير القرآن للسمعاني : ج 3 ص 472 ، تفسير سورة المؤمنون الآية رقم 28 .
(26): المعجم في أصحاب القاضي الصدفي : ص 93 ، حرف الخاء ، ترجمة الخضر بن عبد الرحمان - ابن القزّاز .