الأوقاف الصناعية

الأوقاف الصناعية:[1] هي الأوقاف التي يُقصد الانتفاع بريعها للموقوف عليهم، من خلال اسثمارات صناعية،[2] وفي هذا الإطار سعى القائمون على أمر الوقف حديثاً وقديماً إلى عدم حصره في القطاع الزراعي والعقارات بل وسَّعوا دائرته حتى دخل القطاع الصناعي.[1]

الأوقاف الصناعية في الماضي

ساهمت الأوقاف الإسلامية في المجال الصناعي قديماً، فامتلكت أدوات إنتاج مختلفة من طواحين، وأفران، ومعاصر زيت، ومخازن غلال، ومصانع للجبس، والنسيج، والصابون، وغيرها الكثير، من المصانع التي ساهمت في انتشار العديد من الصناعات المختلفة لسد الطلب المتزايد عليها من احتياجات المشاريع الوقفية المتنوعة، مما أدّى إلى ازدهار بعض الأوقاف الصناعية.[3]

نماذج من الأوقاف الصناعية في الماضي

كان هارون الرشيد، متابعاً للحج والغزو وبناء المصانع والثغور في طريق مكة والمدينة ومنى وعرفات،[4] وكان من أحسن الناس في أيامه فعلاً، أم جعفر زبيدة بنت جعفر، لما أحدثته من بناء دور السبيل بمكة، واتخاذ المصانع والآبار والبرك بمكة ... الخ، وما وقفت على ذلك من الوقف.[4]

الأوقاف الصناعية في العصر الحديث

أسهم الوقف في عصرنا الحديث في القطاع الصناعي، إضافة إلى ما سبق ذكره من خلال الوسائل الآتية:

أولاً: الاستثمار الذاتي: بأن ينشئ ويقيم الوقف مؤسسات صناعية متكاملة وحديثة، أو يشتري بعض المؤسسات الصناعية.

ثانياً: تمويل الصناعات الحرفية: حيث يقوم الوقف بتمويل بعض الصناعات الحرفية من خلال الصناديق الوقفية المتخصصة في تمويل هذا النشاط، أو من خلال شركات وقفية قابضة.

ثالثاً: إنشاء الشراكات: حيث يقوم الوقف بإنشاء شراكات مع بعض الجهات في عدد الصناعات، ولهذه الشراكة صيغ كثيرة، فيجب الحرص على اختيار الصيغ التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية.[2]

نماذج من الأوقاف الصناعية الحديثة

مؤسسة الأوقاف المصرية

ساهمت في العديد من الصناعات، كشركة الدلتا للسكر، ومصنع سمنود للنسيج، كما شاركت كمساهم في عديد من الشركات، منها: شركة الحديد والصلب، وشركة راكتا لصناعة الورق، كم تم شراء مصنع سجاد دمنهور بالكامل من مال الوقف،[5]

المدارس الصناعية في الأردن

قامت وزراة الأوقاف في الأردن بإنشاء مدارس صناعية تعلم الأيتام الحرف، كالنجارة والطباعة.[6]

المراجع

  1. ^ ا ب محمد سعيد محمد البغدادي (2022م). "تفعيل الوقف في قطاعات الاقتصاد الحقيقي | مجلة بيت المشورة". www.mashurajournal.com. 17. مجلة بيت المشورة. ص. 270. مؤرشف من الأصل في 2024-02-06. اطلع عليه بتاريخ 2024-02-06.
  2. ^ ا ب عربی (arabi) (2017-05-10). "الوقف وأثره في تنمية الاقتصاد الإسلامي / د. محمد سعيد محمد البغدادي + تحميل pdf". الاجتهاد. دبي، الإمارات العربية المتحدة: دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري. ص. 36،53-54. مؤرشف من الأصل في 05-02-2024. اطلع عليه بتاريخ 2024-02-06. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= و|سنة= لا يطابق |تاريخ= (مساعدة)
  3. ^ عبد العزيز علوان سعيد عبده (1417هـ -1997م). "أثر الوقف في التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع دراسة تطبيقية للوقف في اليمن". المستودع الدعوي الرقمي. رسالة ماجستير مخطوطة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة أم القرى. ص. 117- 118. مؤرشف من الأصل في 06-02-2024. اطلع عليه بتاريخ 2024-02-06. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  4. ^ ا ب علي محمد الزهراني (1407هـ-1987م). "نظام الوقف في الإسلام حتى نهاية العصر العباسي الأول". المستودع الدعوي الرقمي. مكة المكرمة، السعودية: رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير-، جامعة أم القرى، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية. ص. 311-312،323. مؤرشف من الأصل في 06-02-2024. اطلع عليه بتاريخ 2024-02-06. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  5. ^ محمد عبد الحليم عمر (2004م). "تجربة إدارة الأوقاف في جمهورية مصر العربية". المستودع الدعوي الرقمي. بمدينة قازان، روسيا: ورقة عمل مقدمة إلى ندوة حول التطبيق المعاصر للوقف –تجربة صناديق الأوقاف وآفاق تطبيقها في المجتمع الإسلامي في روسيا. ص. 13-14. مؤرشف من الأصل في 2023-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2024-02-06.
  6. ^ محمود أحمد مهدي (2005م). "نظام الوقف في التطبيق المعاصر: نماذج مختارة من تجارب الدول والمجتمعات الإسلامية". المستودع الدعوي الرقمي (ط. 1). الكويت: الأمانة العامة للأوقاف الكويتية. ص. 53. مؤرشف من الأصل في 2024-02-06. اطلع عليه بتاريخ 2024-02-06.