مستخدم:مفتاح اعبيد/ملعب

مزدة ليييا. تقع مدينة مزدة في الجزء الشمالي الغربي من ليبيا، وهي من ضمن مدن الجبل الغربي، حيث أعطى الموقع أهمية كبيرة للمدينة منذ القدم، وذلك لوقوعها على طرق القوافل، كما كان لها دور تاريخي إبَّان الاحتلال الإيطالي فشغلت الخط الخلفي للدفاع عن الجبل الغربي والخط الأمامي للدفاع عن مناطق القبلة، وهي تبعد عن الساحل بحوالي 154كم،[ ] وتقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة الشقيقة بمسافة 50كم، وإلى الشمالي الشرقي من فسانو بمسافة 25كم، والشمال الغربي من نسمة بمسافة 50كم، في حين تقع شمال القريات بمسافة 168، أما الموقع الفلكي فالمدينة تقع على دائرة عرض 31.27 شالاً، وخط طول 12.58 شرقًا. مزدة من ضمن مدن الجبل الغربي الذي يمتد من الخُمس شرقًا إلى الحدود التونسية غربًا، وهو على هيئة سلسلة يبلغ طولها500 كم، ويتراوح ارتفاعها ما بين 600 إلى 750 مترًا فوق مستوى سطح البحر وينحدر بشدة باتجاه سهل الجفارة وبالتدريج باتجاه الجنوب حتى ينتهي بمنطقة القبلة،[ ] ومزدة مدينة تتميز بارتفاع درجات الحرارة والجفاف خاصة في فصل الصيف، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة 20.22مْ، ويعتبر شهر يوليو من أشد الشهور حرارة إذ تصل الحرارة في المتوسط إلى 29.1مْ، ولا يكاد الحال يختلف في شهر أغسطس إذ متوسط الحرارة 29 مْ، ثم تأخذ في الانخفاض باتجاه فصل الخريف إذ تبلغ متوسطات الحرارة في شهر سبتمبر 26.8مْ، وتنخفض في أكتوبر إلى 22.25مْ، إلا أن الانخفاض الملحوظ يبدأ في بداية فصل الشتاء وفي شهر نوفمبر حيث تنخفض إلى 16.5مْ وتصل في ديسمبر إلى 11.1مْ، ويعتبر شهر يناير أشد الشهور برودة إذ ينخفض متوسط الحرارة إلى 10.2مْ، ثم تعود إلى الارتفاع حيث تصل في شهر مايو إلى 24مْ، وقد سجلت أعلى درجة للحرارة في سنة 1925م، حيث كانت 49.8مْ، وأدنى درجة حرارة في سنة 1926م حيث كانت -5مْ،[ ] وقد بلغ متوسط السطوع 9.31 ساعة،[ ] ولموقع المدينة وبعدها عن البحر أثر كبير في ازدياد معدلات الحرارة وزيادة المدى الحراري الشهري والسنوي فقد بلغ المدى الحراري الشهري أقصاه في شهري يوليو ويونيو إذ وصل إلى 15.2مْ وتقلص في يناير إلى 11.3مْ، أما المدى الحراري السنوي فقد بلغ 18.9مْ، ويعتبر هذا المعدل كبيرًا نسبيًا نتيجة لتأثر مدينة مزدة بالمناخ الصحراوي كما نلاحظ انخفاضًا في معدل الرطوبة إذ بلغ المعدل السنوي 48%، وهذا الانخفاض يأتي استجابة لعدة مؤثرات منها بعد المدينة عن المسطحات المائية وقلة الأمطار وعدم كثافة الغطاء النباتي. كان للمناخ وخشونة السطح وفقر التربة الأثر المباشر على كمية ونوعية الغطاء النباتي إذ تنتشر بعض أشجار النخيل في أرجاء المدينة، كما تتناثر أشجار الكافور شمالاً، وتوجد النباتات الصحراوية الجافة متباعدة كالسدر والصنط وتزرع بعض الحبوب بالوديان بصورة غير منتظمة متأثرة بسقوط الأمطار، كما توجد بعض أشجار الفاكهة التي يزرعها السكان داخل حدائق بيوتهم.[ ] وتعد التربة في مدينة مزدة تربة جافة وضحلة يغطي الحصى سطحها كما توجد التربة الرملية جنوب المدينة، أما الوديان القريبة من المدينة وأهمها وادي فيصل فهي تربة رملية متعادلة تميل إلى القلوية شديدة التفاعل مع حمض الهيدروكلوريك وتحتوي على نسبة كبيرة من الكالسيوم وهي عميقة في بطن الوادي ويقل عمقها باتجاه الأطراف.[ ]