عين سلوان أو عين جيحون أو عين أم الدرج أو عين العذراء، من أشهر عيون مدينة القدس[1] وتبعد حوالي 300 متر عن الزاوية الجنوبية الشرقية لسور المسجد الأقصى وتتبع لقرية سلوان.[2]
مصدر العين ومسارها
يخرج من باطن الأرض منذ أكثر من5000 عام. ومن هذه العين حفر اليبوسيون نفقا إلى داخل المدينة لتأمين الماء في أوقات الحصار وجعلوه على شكل درج ينزل إلى العين.[3]
يبدأ مسار العين من منطقة «العين الفوقا» أو «عين أم الدرج» لوجود درجات تُفضي إلى العين، وهي موجودة في منطقة مرتفعة قليلًا شمال سلوان، ومن ثمّ تهبط المياه في نفقٍ صخريّ ضيّق أسفل الأرض لتمتدّ على طول 533 مترًا حتّى تصل إلى بركة سلوان الأثرية المجاورة لجامع العين. يُمكن رؤية أعمدة الرخام عند بركة العين والّتي تعود إلى آثار بيزنطيّة.[4]
بعد الوصول إلى البركة، تمتدّ مجاري المياه مسافة 107 أمتار لتصل إلى البركة السفليّة والّتي تُسمّى أيضًا «البركة الحمراء».[4]
أهميّة العين
استعمل أهل سلوان على مدار 7 قرون عين سلوان وبركها المرافقة لها للسباحة وريّ البساتين من مياه العين، حيث تُعتبر عين سلوان مورد الماء الطبيعيّ الوحيد في القدس، حيث تشتهر القدس بشحّ مصادرها المائيّة. ولذلك لم تكن العين مصدرًا لأهالي سلوان فقط، إنّما لكل القرى المجاورة الّذي أتوا من الطوروالعيسويّةوالسواحرةوصور باهروأبو ديسوالعيزريّة ليعبّئوا أوعية «التنك» أو القرب الجلدية بالماء لإرجاعها إلى بيوتهم محمّلة على الحمير. [4]
تاريخ العين وأهميّتها الدينيّة
عين سلوان كانت مركز بداية مدينة القدس الكنعانيّة قبل آلاف السنين.[4] وتعتبر العين مقدسة عند المسيحيين لأن المسيح استعمل ماءها لشفاء الرجل الاعمى. ويقال ان السيدة مريم العذراء غسلت بمائها ملابس الرضيع عيسى ولهذا سميت أيضا بعين العذراء.
كما وتزيد أهميّة العين لتعيينها وقفًا إسلاميًا على زمن الخليفة عثمان بن عفّان، حيث وقفها لفقراء المدينة، ومن بعده جاء صلاح الدين الأيوبيّ ليوقف القرية ومقدّراتها وعينها على مصالح مدرسةٍ في شمال البلدة القديمة، بجانب باب الأسباط تحديدًا، واسمها «المدرسة الصلاحيّة».[4] ورُمّمت مرافق العين عبر السنوات من نفقة أوقاف هذه المدرسة.[5]
تقول إحدى الروايات المحكيّة عن عين سلوان أنّ أحد الأشخاص رمى دلوًا في عين ماء زمزم فوصلت عين سلوان، وأن مياه عين زمزم وعين سلوان هي مياه واحدة.[5]
الصراع السياسيّ على عين سلوان
تسيطر جمعيّة إلعاد الاستيطانية الصهيونيّة على الكثير من المرافق في بلدة سلوان، وتشمل عين سلوان. روّجت جمعيّة إلعاد إلى تحويل عين سلوان مسبحًا وملهًا استيطانيًا للأطفال الإسرائيليين، وتذكرها على أنّها «عين جيحون» المذكورة في التوراة ولا توجد أيّ إثباتات أن هذه العين تقع في هذا الموقع.
مطلع التسعينات - جمعيّة إلعاد الاستيطانية تربح المناقصة وتسيطر على سلوان وعينها وتبدأ مخططاتها الاستيطانيّة.[4]
حراك شعبيّ يلف العين ويفضي إلى توسيع مسجد العين لتجميع شباب القرية المحتجّين على عمليات التهويد، بالإضافة إلى افتتاح روضة للأطفال وترميم المسجد القديم لوقف تمدّد جمعيّة إلعاد في المنطقة.[4]