المُحرِقة[1] أو العدسة الحارقة[1] أو المِرآة الحَارِقة هي عدسة محدبة كبيرة تستطيع تركيز الأشعة الشمسية في مساحة صغيرة، تقوم بتسخين المنطقة حتى يشتعل السطح المعرض له. تعمل المرايا الحارقة بنفس المبدأ ولها نفس التأثير فتقوم باستخدام الأسطح العاكسة لتركيز الضوء. تم استخدامها في القرن الثامن عشر بأغراض كيميائية كحرق المواد في أوعية زجاجية مغلقة لضمان بقاء البقايا سليمة حتى يتم تحليلها وفحصها. كانت المرايا الحارقة تعتبر اختراع هام ومفيد آنذاك قبل ظهور عصر الكهرباء.
التاريخ
عرفت تقنية الزجاج الحارق منذ العصور القديمة. كانت المزهريات المليئة بالمياه المستخدمة لبدء الحرائق كانت معروفة أيضا في العالم القديم. أستخدمت العدسات الخارقة في كي الجروح ولإضاءة المعابد. أشار بلوتارخ إلى وجود مرايا حارقة مثلثية الشكل موجودة في معبد الفستال. كما ذكر أريستوفان العدسة الحارقة في مسرحيته السحب عام 424 قبل الميلاد.[2]
:«ستريبسياديس. هل رأيتم من قبل أي حجر جميل شفاف في الصيدليات، يستطيع إشعال النار؟»
يجب أن تكون النيران المقدسة في المعابد الكلاسيكية كالشعلة الأولمبية نقية وأتية مباشرة من الآلهة. لذلك استخدموا المرايا والعدسات في تركيز الأشعة الشمسية ولم يستخدموا أي مشعلات غير نقية.
حاول البرنامج التلفزيوني للعلوم مدمروا الخرافات (هو برنامج يقوم باستخدام المنهج العلمي لاختبار صحة الشائعات والأخبار المتداولة بالتجربة) إعادة بناء أسطورة أرشميدس للتأكد من صحتها. فحاولوا إشعال قارب خشبي مغطى بالقطران باستخدام مرايا حارقة، لم تحقق التجربة أي نجاح يذكر، صرحوا في نهاية التجربة أنه من الصعب جدا حرق قارب باستخدام مرايا تحمل باليد تركز الضوء على نقطة صغيرة. تم إجراء التجربة مرة أخرى في حلقة لريتشارد هاموند باستخدام مرصد كيك (زجاج عاكس بنفس فكرة عمل مرة أرشميدس). نجحت هذه التجربة في إحراق نموذج خشبي مصغر، بالرغم من أن جودة الأدوات المستخدمة في هذه التجربة أقل من جودة الأدوات المستخدمة في برنامج مدمروا الخرافات.
الفصل السابع عشر من كتاب وليام بيتس بعنوان «الكمال البصري دون نظارات» المنشور عام 1920، جادل فيها المؤلف حول هل مراقبة الشمس مفيده للمصابين بضعف البصر، يقوموا فيها بتركيز أشعة الشمس على أعين المريض عن طريق الزجاج الحارق.[6] ولا نحتاج القول، بأن هذا الأمر خطير للغاية ولها أضرار كبيرة على العين.
الاستخدام الحالي
ما زال الزجاج الحارق (غالبا ما يسمى بالعدسات الحارقة) يستخدم في إشعال الحرائق خارج المنزل بطرق بدائية.[7] غالبا ما يتم استخدام العدسات الحارقة في المنارات[8] أو كأفران شمسية. والتي تستخدم لتوفير درجة حرارة عالية دون الحاجة إلى وقود أو كهرباء. يتم استخدام مجموعة كبيرة من المرايا (على شكل طوابق) لتركيز الضوء بكثافة عالية.[9]
يتم إشعال الشعلة الأولمبية التي تحمل في ضواحي البلد المضيف للدورة بالزجاج الحارق.[10]