ولد أحمد بلافريج في 8 سبتمبر1908 وسط عائلة رباطية ذات أصول أندلسية قدمت إلى المغرب إثر الطرد النهائي للأندلسيين عام 1610، وقد أسسوا دويلة أبي رقراق. فقد أحمد بلافريج والده وهو صغير السن. وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة باب العلو، ثم الثانوي في ثانوية مولاي يوسفبالرباط. ثم أجرى امتحان الباكالوريا بباريس، وواصل دراسته بجامعة فؤاد الأولبالقاهرة، ثم عاد إلى جامعة السربون بباريس حيث درس بها فيما بين عامي 1928و1932 وأحرز على الإجازة في الآداب وشهادة العلوم السياسية. وبذلك كانت له ثقافة مزدوجة شرقية وغربية. كان أحمد بلافريج قد أسس في أغسطس1926 جمعية أنصار الحقيقة التي اندمجت في العام الموالي مع جمعية وطنية يرأسها علال الفاسي وفي باريس كان من العناصر المؤسسة والقيادية لجمعية طلبة شمال أفريقيا المسلمين التي ظهرت عام 1927، وقد آلت إليه رئاستها ونشط في صلبها طلبة البلدان الثلاثة: تونسوالمغربوالجزائر وتبلورت فيها رؤاهم ومواقفهم الوطنية المعادية للاستعمار.[4]
المناضل الوطني
تعود البذور الأولى للوطنية لدى أحمد بلافريج إلى مرحلة شبابه، ففضلا عن علاقاته المبكرة مع علال الفاسي، ربط في باريس علاقات مع عدد من الشخصيات الفرنسية المناهضة للاستعمار، ومن أهمها المحامي الفرنسي روبير لونقي الذي أسس معه مجلة «المغرب» عام 1932، كما كان على اتصال مع شكيب أرسلان صاحب مجلة «الأمة العربية» التي كان يصدرها من سويسرا. ونشط وهو طالب في سبيل القضايا الوطنية في صلب جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين ووقف ضد ظهير عام 1930[5]، وقد قررت هذه الجمعية تحت رئاسته رفض الطلبة المتجنسين بالجنسية الفرنسية من صفوفها.[4] وأسس في 1 أكتوبر مدرسة محمد جسوس بمساعدة عثمان جوريو. ثم كان من العناصر المحركة لكتلة العمل الوطني التي ظهرت في الثلاثينات.[6] وقد شارك في إعداد وتحرير المذكرة التي وجهت عام 1934 للملك محمد الخامس والتي تتضمن قائمة بالمطالب المتعلقة بالإصلاحات الداخلية. وخلال الحرب العالمية الثانية، وقف ضد قوات المحور، وفي عام 1943 كان إلى جانب علال الفاسي من مؤسسي حزب الاستقلال وأول من تولى أمانته العامة، وقد كان من مهندسي وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير1944، فتم نفيه إلى جزيرة قرشيقة ولم يطلق سراحه إلا عام 1946، وبعد عودته إلى المغرب أسس صحيفة العلم التي تولى إدارتها.[7] وقد سعى عندما توجه إلى القاهرة لملاقاة زعيم المقاومة في الريفمحمد عبد الكريم الخطابي، وسافر إلى نيويورك عام 1952 للدفاع عن استقلال المغرب[8]، وشارك في المحادثات الأولى حول القضية المغربية التي جرت في هيئة الأمم المتحدة. كما قام بجولة واسعة حملته إلى كبرى العواصم العالمية من برلين إلى نيويوركومدريد[9][10] للتعريف بالقضية الوطنية وخلال جولة المحادثات بين المغرب وفرنسا، أقام أحمد بلافريج بجنيف بسويسرا ليوجه المفاوضين المغاربة، وقد ضبط آنذاك شرطا ضروريا وهو عودة الملك محمد الخامس وتكوين حكومة انتقالية وإلغاء معاهدة فاس التي أرست نظام الحماية بالمغرب، وهو ما تم بالفعل.[11]
تزوج أحمد بلافريج من فطوم بناني ابنة المناضل الوطني الحاج الجيلالي بناني والد محمد بناني وكلاهما كانا من الموقعين على وثيقة الاستقلال عام 1944. وقد أنجب منها خمسة أبناء: أربع بنات: سعاد وليلى ومية وأمينة، والثلاث الأخيرات تخرجن طبيبات، وولد واحد هو: أنيس وهو مهندس، وقد أُلقي عليه القبض عام 1973 لنشاطه في صفوف اليسار الثوري.[18]
تكريمات
2016
سفارة باكستان في المغرب تكشف عن جواز السفر الباكستاني الذي سافر به الاستقلالي بلافريج[19]
2021
الذكرى الـ 31 لوفاة المجاهد أحمد بلافريج.. بطل بصم التاريخ المغربي الحديث.[20]
جمعية رباط الفتح تقتفي آثارا من حياة الراحل أحمد بلافريج بمؤلفين يتناولان تاريخ الأندلس والمغرب[21]
السفير الباكستاني بالمغرب يسلم لإبن المناضل أحمد بلافريج وثيقة تاريخية نادرة.[22]
^الثورة الجزائرية ومؤتمر طنجة المغاربي(أفريل 1958) "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2012-01-08. اطلع عليه بتاريخ 2018-07-23.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)