النَّواة المُتَكِئَة (الاسم العلمي:
nucleus accumbens septi) هي منطقة مهمة بالمخ.[2][3][4] وهذه المنطقة مسؤولة عن المكافآت بالدماغ البشري،[5][6] وتنشط عند حصول الإنسان على الطعام الجيد أو المال، كما تنشط عند حصول الشخص على سمعة جيدة وثناء ومديحلشخصه.[7]
نجد أن من صفات الإنسان الرئيسية سعيه الدائم لتحسين سمعته، وتبين للباحثين أن المنطقة المسؤولة عن المكافآت بالدماغ تكون في قمة نشاطها حين يتعلق الأمر باعتراف الآخرين بالشخص وتقديرهم له وأفعاله. أما ثناؤه على الآخرين فيلعب دورًا أقل في تنشيط تلك المنطقة من دماغه.
مقدمة
الدماغ هو العضو الأكثر تعقيداً في جسم الإنسان. إنّه مسؤول عن كلّ أفكارنا، وأعمالنا، وذكرياتنا، ومشاعرنا، وتجاربنا في العالم. فهذه الكتلة الهلامية من الأنسجة التي يبلغ وزنها حوالى 1.4 كلغ، تحتوي على عددٍ مذهل من الخلايا العصبية أو العصبونات، تحتوي على مئةِ مليارٍ منها. هنالك مناطق فرعية مختلفة تحقق نموا مطردا (أساسية مقابل درع) والمجموعات الفرعية والخلايا العصبية داخل كل منطقة (المستقبلات المماثلة لـD1 مقابل المستقبلات المماثلة لـD2 داخل العصبون الشوكي المتوسط) تكون المسؤولة عن الوظائف المعرفية المختلفة.[8][9]
وبالتالي، فإنه له دور كبير في الإدمان.[10][9]
القشرة
قشرة النواة المتكئة هي أساس النواة المتكئة. تشكل القشرة واللب معًا النواة المتكئة بأكملها.
البنية
النواة المتكئة عبارة عن مجموعة من الخلايا العصبية التي توصف بأنها ذات قشرة خارجية ونواة داخلية.[11][12]
القشريات السكرية والدوبامين: مستقبلات القشريات السكرية هي مستقبلات ستيرويدية القِشْرَانِيّة والوحيدة في قشرة النواة المتكئة. من المعروف حاليًا أن الليفودوبا (L-Dopa) والمنشطات وخاصة القشرانيات السكرية هي المركبات الذاتية الوحيدة المعروفة التي يمكن أن تحفز المشاكل الذهانية؛ لذا فإن فهم السيطرة الهرمونية على الإسقاطات الدوبامينية مع فيما يتعلق بمستقبلات القشريات السكرية يمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة للأعراض الذهنية. أظهرت دراسة حديثة أن تثبيط مستقبلات القشريات السكرية يؤدي إلى انخفاض في إفراز الدوبامين، مما قد يؤدي إلى بحث مستقبلي يشمل الأدوية المضادة للقشرانيات السكرية لتخفيف الأعراض الذهنية.[20]
غابا: أشارت دراسة حديثة أجريت على الفئران التي استخدمت ناهضات ومناهضات غابا إلى أن مستقبلات غابا A في قشرة النواة المتكئة لها سيطرة مثبطة على سلوك الانعطاف المتأثر بالدوبامين ومستقبلات مستقبل غابا B[الإنجليزية] لها سيطرة مثبطة على تحول سلوك عبر الأسيتيل كولين.[21][22]
الغلوتامات: أظهرت الدراسات أن الحصار الموضعي للمستقبلات الغلوتاماتية وNMDA في مركز النواة المتكئة يضعف التعلم المكاني.[23] وفي دراسة أخرى تبين أن كلا من NMDAوAMPA -وكلاهما من مستقبلات الجلوتامات- يلعبان أدوارًا مهمة في تنظيم التعلم الفعال.[24]
السيروتونين أو HT-5: بشكل عام، يكون المشبك الكيميائي العصبي للسيروتونين أكثر وفرة ولديه عدد أكبر من الاتصالات المتشابكة في قشرة النواة المتكئة عن قلب النواة. وهو أيضًا أكبر وأكثر سمكًا ويحتوي على حويصلات أساسية كثيفة أكبر من نظيراتها في قلب النواة المتكئة.[25]
تسمح لجسم بأن يشعر باللذة عند تناول الطعام، والشرب، والتناسل، والحصول على الرعاية، ومشاعر اللذة هذه تعزِّز السلوك لكي يتكرَّر. وكلٌّ من هذه السلوكيات مطلوبٌ من أجل استمرارية الجنس البشري. أمَّا المكافآت الاصطناعية، كالمخدّرات، فتوفّر إحساساً فورياً بالمكافأة يليه شعور بالخيبة، وهذا يمنع أيّ مكافأة طبيعية أخرى من أن تكون كاملة. هناك أجزاء معيّنة من الدماغ تنظِّم وظائف محدَّدة، كالحسّ والحركة، بالإضافة إلى المخيخ للتنسيق، والحُصَين للذاكرة. وتتولّى الخلايا العصبية، أو العصبونات، الربط بين منطقةٍ وأخرى عبر مساراتٍ معيّنة، لإرسال المعلومات ودمجها. وقد تكون مسافات امتداد العصبونات قصيرة أو طويلة، مثل مسار المكافأة الذي ينشط عندما يتلقّى الشخص تعزيزاً إيجابياً لسلوكيات، أو مخدّرات معيّنة («مكافأة»). يتكوَّن الجهاز العصبي المركزي من الدماغ والنخاع الشوكي. إنَّها وحدة وظيفية مؤلَّفة من مليارات الخلايا العصبية (العصبونات) التي تتواصل مع بعضها البعض عن طريق الإشارات الكهربائية والكيميائية.
سلوك الأم
وجدت دراسة مصورة بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) التي أُجريَت في عام 2005 أنه عندما كانت أم الفئران موجودة مع صغارها، كانت مناطق الدماغ المشاركة في حالة تعزيز، بما في ذلك النواة المتكئة - كانت نشطة للغاية.[30] تزداد مستويات الدوبامين في النواة المتكئة أثناء سلوك الأم (مع صغارها).[31]
الإدمان هو حالة تدفع الشخص إلى القيام بسلوكٍ قهري، حتّى عندما تواجهه عواقب سلبية. وهذا السلوك مُعزِّز، أو مُكافِئ. وتتمثّل إحدى سمات الإدمان الرئيسية في فقدان السيطرة لجهة الحدّ من تناول المواد المسبّبة للإدمان. وتشير الأبحاث الأخيرة إلى أنّ مسار المكافأة قد يكون أكثر أهميةً في الرغبة الشديدة المرتبطة بالإدمان، مقارنةً مع المكافأة بحدّ ذاتها. ولقد تعلّم العلماء الكثير عن القواعد الكيميائية-الحيوية، والخلوية، والجزيئية الخاصة بالإدمان؛ فاتّضح أنّ الإدمان هو مرضٌ يصيب الدماغ.[33][34]
التحمّل: عندما تُستخدَم المخدّرات كالهيروين، بشكلٍ متكرّر مع الوقت، قد ينشأ «التحمّل». والتحمّل يحدث عندما يتوقّف الشخص عن التفاعل مع المخدّر كما كان يحصل معه سابقاً. بتعبيرٍ آخر، يحتاج إلى جرعةٍ أكبر من المخدّر للتوصّل إلى مستوى التفاعل نفسه الذي كان يبلغه في السابق. ومع الاستخدام المتكرّر للهيرويين، تحصل التبعية أيضاً. والتبعية تتطوّر عندما تتكيّف العصبونات مع التعرّض المتكرّر للمخدّر، ولا تعمل بشكلٍ طبيعي إلّا بوجود المخدّر.
الانسحاب: عندما يتوقّف الشخص عن تناول المخدّر، تحدث عدّة ردود فعل فيسيولوجية. قد تكون خفيفة (مع الكافيين مثلاً)، أو حتّى مميتة (مع الكحول مثلاً). وهذا ما يُعرَف بمتلازمة الانسحاب. وفي حالة الهيرويين مثلاً، قد يكون الانسحاب صعباً جداً، فسوف يعود المدمن إلى استخدام المخدّر مجدّداً لتفادي متلازمة الانسحاب.
الاستئصال
أجري استئصال راديوي للنواة المتكئة، وذلك لعلاج الإدمان وفي محاولة لعلاج الأمراض النفسية. ولكن النتائج لا تزال غير حاسمة ومثيرة للجدل.[35][36]
فاعلية العلاج الوهمي
لقد ثَبُت أن تنشيط النواة المتكئة يُحدِّث تحسبًا لفعالية الدواء عندما يتعاطى أحد علاجًا وهميًا، مما يشير إلى الدور المساهِم للنواة المتكئة في فاعلية الدواء الوهمي.[37][38][39]
صور إضافية
مسارات ووظائف الدوبامين والسيروتونين
التصوير بالرنين المغناطيسي الشريحة الاكليلية تظهر النواة المتكئة المبينة باللون الأحمر
التصوير بالرنين المغناطيسي سهمي الشكل مع تسليط الضوء (الأحمر) مما يدل على النواة المتكئة.
تصوير بالرنين المغناطيسي تظهر فيه النواة المتكئة باللون الأخضر على صور التصوير بالرنين المغناطيسي T1 الإكليلية.
تصوير بالرنين المغناطيسي تظهر فيه النواة المتكئة باللون الأخضر على صور التصوير بالرنين المغناطيسي T1 السهمي.
تصوير بالرنين المغناطيسي تظهر فيه النواة المتكئة باللون الأخضر في صور التصوير بالرنين المغناطيسي T1 المستعرضة.
^Wenzel، JM؛ Rauscher، NA؛ Cheer، JF؛ Oleson، EB (2015). "A role for phasic dopamine release within the nucleus accumbens in encoding aversion: a review of the neurochemical literature". ACS Chem Neurosci. ج. 6 ع. 1: 16–26. DOI:10.1021/cn500255p. PMID:25491156. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
^ اب
Malenka RC, Nestler EJ, Hyman SE (2009). "Chapter 10: Neural and Neuroendocrine Control of the Internal Milieu". في Sydor A, Brown RY (المحرر). Molecular Neuropharmacology: A Foundation for Clinical Neuroscience (ط. 2nd). New York: McGraw-Hill Medical. ص. 266. Dopamine acts in the nucleus accumbens to attach motivational significance to stimuli associated with reward.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^
Malenka RC, Nestler EJ, Hyman SE (2009). Sydor A, Brown RY (المحرر). Molecular Neuropharmacology: A Foundation for Clinical Neuroscience (ط. 2nd). New York: McGraw-Hill Medical. ص. 147–148, 367, 376. VTA DA neurons play a critical role in motivation, reward-related behavior (Chapter 15), attention, and multiple forms of memory. This organization of the DA system, wide projection from a limited number of cell bodies, permits coordinated responses to potent new rewards. Thus, acting in diverse terminal fields, dopamine confers motivational salience ("wanting") on the reward itself or associated cues (nucleus accumbens shell region), updates the value placed on different goals in light of this new experience (orbital prefrontal cortex), helps consolidate multiple forms of memory (amygdala and hippocampus), and encodes new motor programs that will facilitate obtaining this reward in the future (nucleus accumbens core region and dorsal striatum). In this example, dopamine modulates the processing of sensorimotor information in diverse neural circuits to maximize the ability of the organism to obtain future rewards. ... The brain reward circuitry that is targeted by addictive drugs normally mediates the pleasure and strengthening of behaviors associated with natural reinforcers, such as food, water, and sexual contact. Dopamine neurons in the VTA are activated by food and water, and dopamine release in the NAc is stimulated by the presence of natural reinforcers, such as food, water, or a sexual partner. ... The NAc and VTA are central components of the circuitry underlying reward and memory of reward. As previously mentioned, the activity of dopaminergic neurons in the VTA appears to be linked to reward prediction. The NAc is involved in learning associated with reinforcement and the modulation of motoric responses to stimuli that satisfy internal homeostatic needs. The shell of the NAc appears to be particularly important to initial drug actions within reward circuitry; addictive drugs appear to have a greater effect on dopamine release in the shell than in the core of the NAc.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Hyman، Steven E.؛ Malenka، Robert C.؛ Nestler، Eric J. (2006). "Neural mechanisms of addiction: the role of reward-related learning and memory". Annual Review of Neuroscience. ج. 29: 565–98. DOI:10.1146/annurev.neuro.29.051605.113009. PMID:16776597.