هذه مقالة غير مراجعة. ينبغي أن يزال هذا القالب بعد أن يراجعهامحرر؛ إذا لزم الأمر فيجب أن توسم المقالة بقوالب الصيانة المناسبة. يمكن أيضاً تقديم طلب لمراجعة المقالة في الصفحة المخصصة لذلك.(يونيو 2019)
« في عام 843هـ (1440م): جرت حروب بأفريقية (حاليا تونس) من بلاد المغرب، وذلك أنه لما مات أبو فارس عبد العزيز المتوكل (1361م-1434م)، وقام من بعده حفيده المنتصر أبو عبد اللّه محمد بن أبى عبد الله (توفي 1435م) ولى عمه "أبا الحسن علي بن أبي فارس" بجاية وأعمالها، فلما مات المنتصر، وقام من بعده أخوه أبو عمرو عثمان بن أبي عبد الله، امتنع عمه "أبو الحسن" من مبايعته، ورأى أنه أحق منه، ووافقه فقيهبجاية "منصور بن علي بن عثمان (المنجلاتي الزواوي)" وله عصبة وقوة، فاستبد بأمر بجاية وأعمالها، فسار أبو عمرو من تونس في جمع كبير لقتاله، فالتقيا قريبًا من تبسة وتحاربا، فانهزم "أبو الحسن" إلى بجاية، ورجع أبو عمرو إلى تونس، ثم خرج "أبو الحسن" من بجاية، وضم إليه "عبد الله بن صخر" من شيوخ إفريقية، ونزل بقسطنطينة وحصرها وقاتل أهلها مدة، فسار إليه أبو عمرو من تونس في جمع كبير، فلما قرب منه سار "أبو الحسن" عائدًا إلى جهة بجاية، فتبعه أبو عمرو حتى لقيه وقاتله، فإنهزم منه بعد ما قتل "أبو الحسن" عدة من أصحابه، وعاد كل منهما إلى بلده، فلما كان في هذه السنة أعمل أبو عمرو الحيلة في قتل "عبد الله بن صخر" حتى قتله، وحملت رأسه إليه بتونس، ففت ذلك في عضد "أبي الحسن"، ثم جهز أبو عمرو العساكر من تونس في إثر ذلك، فنازلت بجاية عدة أيام، حتى خرج الفقيه "منصور بن علي (المنجلاتي الزواوي)" إلى قائد العسكر، وعقد معه الصلح ودخل به إلى بجاية، وعبر الجامع (جامع عين البربر) وقد اجتمع به الأعيان.[12]
وجاء "أبو الحسن" ووافق على الصلح وأن تكون الخطبة لأبي عمرو، ويكون هو ببجاية في طاعته، وترجع العساكر عن بجاية إلى تونس، فلما تم عقد الصلح أقيمت الخطبة باسم أبي عمرو، وعادت العساكر تريد تونس فبلغهم أن أبا عمرو خرج من تونس نحوهم لقتال "أبي الحسن"، فأقاموا حتى وافاهم، ووقف على ما كان من أمر الصلح، فرضي به، وأخذ في العود إلى جهة تونس، فورد عليه الخبر بأن "أبا الحسن" خاف على نفسه من أهل بجاية، فخرج ليلاً حتى نزل "جبل عجيسة" فأقر عساكره حيث ورد عليه الخبر، وسار جريدة في ثقاته، ودخل مدينة بجاية، فسر أهلها بقدومه، وزينوا البلد، فرتب أحوالها واستخلف بها أصحابه، وعاد إلى معسكره، واستدعي شيوخ "عجيسة" فأتاه طائفة منهم فأرادهم على تسليم "أبى الحسن" إليه، وبذل لهم المال، فأبوا أن يسلموه، فتركهم وعاد إلى تونس فكثر جمع "أبي الحسن" بالجبل، وأقام به مدة، ثم خاف من "عجيسة" أن تغدر به، ولم يأمنهم على نفسه، فسار ونزل "جبل عياض" قريبًا من الصحراء، وللّه عاقبة الأمور.[13] » – تقي الدين المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك: المجلد السابع، الصفحتان 453-454.